إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

احداث ليبيا /الشيخ حسن مشهور ال سلمان حفظه الله/مرئي

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ابو اميمة محمد74

مزمار كرواني
25 مارس 2008
2,079
13
0
الجنس
ذكر

ابو اميمة محمد74

مزمار كرواني
25 مارس 2008
2,079
13
0
الجنس
ذكر
رد: احداث ليبيا /الشيخ حسن مشهور ال سلمان حفظه الله/مرئي

عذرا الرابط لا يعمل
لان من شروط وضع الفيديو في موقع مشاهد ان يكون فيه شعار القناة وهذا الفيديو ليس فيه هذا الشعار
هذا رابط مباشر لهذه المادة مع التفريغ
السلام عليكم

كلمة فضيلة الشيخ مشهور حسن حفظه الله

عن المظاهرات و ما يحدث في بعض البلاد مثل ليبيا

والرد على من افترى عليه في جريدة السبيل الإخوانية

وقصة الساعدي بن معمر القذافي مع الإمام الألباني

وبماذا أوصاه الإمام لألباني أن يبلغ أباه

وغير ذلك كثير

التاريخ:الخميس 24-2-2011

من هنا الرابط المباشر (حفظ باسم-save as)

http://www.archive.org/download/24-2...-hoor.libya.rm

أو من هنا للمشاهدة المباشرة
http://www.archive.org/details/24-2-2010&reCache=1

و الشكر موصولاً لأخينا أحمد الشامي الذي قام بتسجيل هذا الدرس

والسلام عليكم ورحمة الله

تفريغ الكلمة-جزى الله خيراً من قام به-اقتباس:إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله مِن شُرور أنفُسِنا، ومن سيِّئات أعمالِنا، مَن يهده الله؛ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل؛ فلا هادي له.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له.
وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله.
أما بعد:
أسئلة كثيرة فيما قرأتُ عن المظاهَرات والأيدي الخفيَّة، وإثارة الفتنة، وإشاعة الفوضى، وإشعال الحَرب والسَّلب..
هذا كلُّه -في الحقيقة- إن دلَّ عَلى شيء؛ إنَّما يَدُلُّ عَلى أشياء: يَدُل عَلى طَيش، ويَدُل عَلى قلَّة عَقْل ووَرَع!
مَن يُبارِك عملًا تَسيلُ فيه دِماء، فيأتي يومَ القيامة والدِّماء في صحيفتِه؛ فيَنبَغي للإنسان أن يَجبنَ عن موضوع الدِّماء؛ وكان الإمامُ أحمد -وهو من هو- يقولُ: "إنِّي أجبُنُ عن موضوع الدِّماء".
أعلم هذا الكلامُ لا يعجِب بعض النَّاس!
وبعضهم ردَّ عليَّ في "السَّبيل"، وكنت أنتظر تقعيدًا، تأصيلًا، دليلًا، نقلًا؛ أما أن يقول عني: (هذا مضروب عَلى رأسِه)! فما أسهل أن أقلِبَ عليه الكلامَ؛ فأقول: أنت مضروب على قلبك! أنا مضروبٌ عَلى رأسي، وأنت مضروبٌ عَلى قلبك!!
فالتُّهم سهلة، والتَّراشق بِالكلامِ سهلٌ!
والأصل -فيما علَّمنا العلماء- علَّمونا أن نتعرَّض للقَول بالتَّشخيص والرَّدِّ والتَّشنيع، ونترك القائِل؛ ما لنا ولِلقائل؟
ما أحد ذَكَر كلامي كامِلاً؛ أنا قلتُ -وما زلتُ أقولُ-: لا يُمكن أن نَدفعَ سُنَّة الله في الظَّلَمة، وربُّنا قال: {لا يَنالُ عَهدِي الظَّالِمين}، ولم يَقُل: (لا ينال عهدي الظَّالمون)؛ فالعَهد هو الفاعِل، وهو الذي يَختار، والظَّالم إن نال العهدَ؛ فسرعانَ ما يتفلَّت منهُ العهد.
ولذا قال شيخُ الإسلام: "دولةُ الكافِر مع العَدْل إ لى قيامِ السَّاعة، ودولة الظَّالم مع الإسلامِ ساعة".. دولة الظَّالم مع الإسلامِ ساعة، ودولة الكافر مع العدل إلى قيام السَّاعة.
هذه عقوبات ربَّانيَّة، ليست وفق سُننِ اللهِ في شرعِه، لا يجوزُ للعُلماء إلا أن يتكلَّموا في سُنن الله في الشَّرع.
النَّصراني، والقِبطي، والفاجِر، والفاسِق -فضلاً عن المسلم التَّقيِّ- يحبُّ رَفع الظُّلم عن النَّاس؛ لكن: يا تُرى لو رجعنا قبل (42) سَنة في مثل هذه الأيَّام فسألنا أهل ليبيا ع عمَّن ثاروا عليه هذه اليوم؛ ماذا يقولون لنا؟ هل سيقولون كما يفعلون اليوم؟!!
أوَّل ما ثارت الثَّورة، وبايعوا فلانًا من النَّاس -قبل (40) سَنَة، أو (42) سَنَة-؛ سنراهم يمدحون، والآن يَذمُّون، وسينتهي المسلسلُ عن شخصٍ يَفرحون به!!
الصَّغير مِنَّا -وأسأل الله أن يُطوِّل أعمارَنا جميعًا في الصَّالحات- إن عاش عشرين أو ثلاثين أو أربعين سَنة وبقي؛ فسَنرى ذمًّا له!! هكذا دواليك! أيدي خفيَّة تلعب بالأمَّة!
نحن نقول: ما يَنبَغي أن نتحوَّل من تحت المطر إلى تحت المزراب! نحن نُريد أن نتفيَّأ الدَّار والإيمان، {والذِينَ تَبوَّؤُوا الدَّارَ والإيمانَ}؛ نريد أن ننتقلَ مِن تحت المطر إلى إيمان، إلى أَمانٍ، إلى إقامة دِين الله -عزَّ وجلَّ-؛ {أنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فيهِ}؛ فالأحداثُ فرَّقتنا، وأبعدَتْنا.
والأحداث التي تجري؛ السَّعيد مَن لم يُصِب دمًا.
اسمعوا هذا الحديثَ: أخرج أحمدُ في "المسند" -والحديث في "سلسلة الأحاديث الصَّحيحة"، (برقم 1682)-..
أخرج الإمام أحمد في "مسنده"، بسنده إلى أبي موسى الأشعري -رضيَ اللهُ تعالى عنهُ-، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: "إنَّ بينَ يَدَيِ السَّاعةِ الهرجُ"؛ والهرج: هو القتل، وهو أظهر مظاهِر بُروز الفِتنة!
يقول النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "إنَّ بين يدي السَّاعة الهرجُ"، قالوا: وما الهَرْج؟ فقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "القتل"، ثم زاد بيانًا، وبيَّن لهم شيئًا لعلَّ بعضَهم يظنُّ أن المرادَ بالقتل قتل المسلمين الكافرين.
ما الهرج يا رسول الله؟ فقال: "القتلُ؛ إنَّه ليس بِقتلِكُم المشركين، ولَكِن قَتْل بعضِكُم بعضًا، حتى يَقتُلَ الرَّجلُ جارَه، ويَقتل أخاهُ، ويَقتُلَ عمَّه، ويقتلَ ابنَ عمِّه"، قالوا: ومَعنا عُقولُنا يومئذ يا رسول الله؟! فقال -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: "إنَّه لتُنزَعُ عُقولُ أهلِ ذلك الزَّمان، ويَخلف له هَبَاء مِن النَّاس يَحسبُ أكثرُهم أنَّهم عَلى شيءٍ، وليسُوا عَلى شيءٍ".
لا تغرنَّكم الكثرة! فقاقيع صابون!! ومَن يعشْ؛ يَجِدْ ويَرَ! العاقل ينظُر إلى ما هو مُقدِم عليه.
هذا الدَّاء، وما مِن داء إلا وله دواء.
وفي الحديث قال أبو موسى -رضيَ اللهُ تَعالى عنهُ- بعد هذا الحديثِ، قال: "والذي نفسِي بِيدِه؛ ما أجدُ لي ولكم منها مَخرجًا إن أدركَتْني وإيَّاكم؛ إلا أن نَخرُجَ منها كَما دَخَلْنا فِيها؛ لَم نُصِبْ منها دَمًا ولا مالًا".
هذا كلام النَّبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وكلام أبي موسى الأشعري في الفتنة، في الهَرْج.
إيَّاك أن تُشاركَ بالقتل -ولو بِكلمةٍ-!
ما أشقى ذاك الإنسان الذي يكتب كلمةً في جريدة، أو يخطب خطبةً، أويتبجَّح بكلامٍ في المجالس؛ فيَجِد في صحيفتِه يومَ القيامة ألوف مؤلَّفة قد قتلهم! دِماؤُهم في صحيفتِه!! ما شأنُك وهذا الأمر؟!!
فتنة لا يرفع أحدٌ فيها دينًا! قوم يُريدون الدُّنيا، يُريدون أن يرفع الظلم عنهم؛ رَفع الظُّلم حسَن، نُحبُّه، نحن نحبُّ إن انتصر الكتابيُّ عَلى الكافر، عَلى الملحِد؛ كما في قوله -تعالى- في أوائل الروم: {غُلِبَتِ الرُّومُ في أدنَى الأرضِ وهم مِن بعدِ غَلَبِهم سَيَغْلِبونَ في بِضعِ سِنين}، فنُحبُّ هذا؛ لكن هذا الحبُّ شيءٌ، وتَقرير الأحكام الشَّرعيَّة شيءٌ آخَر.
فالذي يُريد أن يَنطلقَ مِن العواطفِ العواصِف، فيُغيِّر أحكامًا شرعيَّة؛ فالواجب عليه أن يُناقش أصلَ المسألة بأدلَّتها، فإن كان يُكفِّر النَّاس ويُكفِّر الحكَّام بمجرَّد الحُكم بغيرِ ما أنزل الله؛ فليُفصِح عن هذا، وليَقل: أنا أخالفك في هذا. أمَّا إن كان جبانًا، وإن كان لا يُفصِح عن أصولِه، فيُخالفك بِشتائم؛ فليس هكذا العِلم؟!
والعتب عَلى تلك الجريدةِ التي تنشُر مثل هذه الكلمةِ؛ لكن تلك الجريدة عوَّدتْنا عَلى الكلام في السَّلفيين.
أخونا أبو إسلام -حفظهُ الله- لما كان بدأ بسِلسلة: (العقيدة أوَّلًا لو كانوا يعلمون)، وبدأ بها بِمشورةٍ من شيخِنا الإمام الألباني، رأيت بأمِّ عينَي في "جريدة السَّبيل" خطيب على المنبر في صورة كاريكاتيرية، يستهزئون بالخُطباء، ويقولون: (خطبة رقم (300) وكذا في تحريك الأصبع في الصَّلاة)!!
يا قوم!ألا يَكفيكم كذِبًا؟! أتحدَّاكم أن تجِدوا سلفيًّا خطب خطبةً واحدةً عن تحريك الأصبع ...؛ أتحدَّاكم! فكيف تقولون خطبة رقم (300)؟!! (300) خطبة في تحريك الأصبع في الصَّلاة؟! أليس لكم عقول؟!!
تحريك الأصبع في الصلاة مسألة فقهيَّة، تكلَّم فيها العُلماء، ونُسأَل عنها ونُجيب، ونَرى رأيَنا صوابًا، ونرى أنَّ مدَّ السبَّابة من غيرِ تحريكٍ سُنَّة ثبتت في "مسلم" كما تأتينا من حديث عبد الله بن الزُّبير، والتَّحريك ورَدَ في بعض السُّنن مِن حديث وائل بن حُجر اليمني الصَّحابي -رضي الله تعالى عنه-، نتكلَّم كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونُعطي المسألةَ حَجمَها، وإن سُئلنا أجَبنا -كسائر مسائلِ الفِقه-، ونحن نتكلَّم في المسألة؛ كل كتب الفُقهاء تكلَّموا في المسألة؛ فما العَيب؟! ولماذا هذا الخَلل؟
تقولون: اجتماع المسلمين!! قلوبُكم تتَّسع لأن تجتمع مع الشِّيعة، ولا تتَّسع لأن تجتمع مع أهل الحديث؟!!
لكن: والله؛ إنَّ السِّرَّ لا يُدركه إلا الفَطِن، السُّنَّة والبِدعة؛ كالثَّمن والمثمَّن؛ لا يجتمعان في قلبٍ واحد.
الذي يتكلَّم عن السُّنة ويستهترُ بالسُّنَّة ويُبغض أهل السُّنَّة؛ إنَّما هو مليء بالبِدعة، فلو لم يكن مُبتدِعًا مُحبًّا للبِدعة؛ ما [ كرِه ] السُّنَّة.
أنا أرحِّب بمَن يَنقد كلامي، وأنا لا أزعم أن كلامي معصوم، وأنا أقرِّر دائمًا لإخواني وطلبتي، في دروسي العامة ومجالسي الخاصَّة، وقرَّرت هذا في عشراتِ المجالس في الأردن وخارج الأردن: أن الرَّأي محمود تارةً، ومذموم أخرى، فمَن بدا له رأيٌ مأخوذ مِن مقاصِد الشَّريعة وعموماتِ النُّصوص؛ فَلْيُبدِه؛ فإن أَلزمَ به غيرَه؛ فهو مذموم، وإن أبداه وقال: هذا الذي بدا لي وأنا لا أُلزم غيري به، هذه بصيرتي، وهذا تطلُّعي، وهذا حبِّي لِبلدي ولأهلي وإخواني وطلَبَتي؛ لا أغشُّهم..
أما -والذي نفسي بيده- ما مِن أحد، ولا مِن جهةٍ تُملي عليَّ شيئًا أقولُه، ولا أقول ما أقولُ إلا احتِسابًا للأجر والثَّواب.
فذاك الجائر الظَّالم الذي قال عني: محسوب على العميل، ويَعمل مع النِّظام، وما شابه؛ فأنا أقول: إن أردت أني أعمل مع النِّظام؛ أني لا أعمل بتَشويشٍ؛ فأنا عَلى نظام -إن شاء اللهُ-، وأمَّا إن أردتَ من قولك أني مأجورٌ، وأن جهات تُملي عليَّ، وأردِّد كلمات جِهات أمنيَّة أو غير أمنيَّة؛ فوالله الذي لا إله إلا هو؛ وواللهِ أنِّي لا أُورِّي في يَميني؛ وإنما أقول كلامًا صريحًا مُرادي على ظاهر لفظي مِن غير تورية؛ والله ما أقول الذي أقولُ إلا عبادةً وتديُّنًا وتَلقِّيًا مِن مشايخي.
فمشايخُ الوقت الذين أدركتُهم، وكحَّلت عينيَّ بِرُؤيتهم، وقبَّلت رؤوسَهم وأيديَهم ممن أعظِّمهم وأحبُّهم؛ هذا قرارُهم وهذه كلماتُهم، وأحبُّهم وأحبُّ أن أُحشر معهم، وأُعلِّق الأمَّة في المسائل الكبيرة بهم، ولا أُعلِّقهم بأغمارٍ أغيار، بنكراتٍ جُهَّال، بأُناسٍ عندهم قلقٌ واضطِراب، وفي نُفوسِهم احتقان!
كثير من النَّاس موقِفُه من المظاهرات والحرق؛ لأنه في قلبه احتِقان، وفي نفسِه احتقان!
وأما من كان صاحب نفس مطمئنة، ونفسٍ هادئة؛ ما الذي يعيب الرَّجل أن يحب بلادَه؟ ما الذي يعيب الرَّجل أن يحبَّ الخير لإخوانِه؟ ما الذي يعيب الرَّجل أن يكره الحرقَ والتَّخريب واللَّمز والطعن بالنَّاس؟
ولكني -والله يشهد- إن يسَّر الله لي أن أجلس مع مسؤول؛ فلن أُسمعَه إلا ما يُرضي الله.
علماؤنا إن جلسوا مع المسؤولين؛ ذكَّروهم بالله.
أنا ممن شاهد بعينِي: لما زار السَّاعدي ولد القذَّافي شيخَنا الألباني -وكنتُ عند الشيخ-؛ فقبَّل السَّاعدي رأسَه ويدَه، فقال شيخُنا للسَّاعدي: لماذا موقف أبيك مِن السُّنَّة هكذا؟ قال: يا شيخ! والدي لا يُنكر السُّنة الفِعليَّة؛ وإنَّما غرَّروا به فأنكر السُّنَّة القوليَّة. فقال شيخُنا الألباني له: أقرِئه السَّلام؛ أخبره أن محمَّد ناصر الدِّين الألباني يقرئك السَّلام، ويقول لك: اتَّقِ الله في الإسلامِ وأهلِه!
عُلماؤنا إن جلسوا مع المسؤولين نصحوهُم، لا يُريدون دُنياهم، ولا يُريدون مناصبهم، وإن خرجوا مِن عندهم حفظوهم ودَعَوا لهم، ولم يغَشُّوهُم، لم يُسلِموهم؛ ما غَشُّوهُم في خَلوتِهم، وما أسلَمُوهم في جَلوتِهم.
في السِّر ما غَشُّوهُم، وفي العلن ما أسلَمُوهم.
هذا منهج علمائنا، ما أحوج أن نُحيي منهج العُلماء في الأمَّة.
المظاهَرات وغيرها إنما وُجدت -هذه الأزمنة-؛ لمَّا ذهب أهلُ الحَل والعقد، كان العلماء لهم وجهٌ على الأمراء والحكام، ووجهٌ مع العوام، فلما كان العُلماء هم الذي يَأمرون ويَنهَون، هم الذين يُحسِنون تقدير الأشياء..
أمَّا رجل لا يقيم الدِّين عَلى نفسه، ولا يُحسِن أن يَحكم بيتَه؟ ولا يُحسن أن يؤدِّي وظيفته؛ يقوم ويَعترض ويُريد أن يُغير النظام؟!! هذا عقل؟ هذا كلام عُقلاء؟! هذا كلام مجانين!!
الذي يُريد أن يغيِّر يبدأ في أن يقول للرجل: اتَّق الله! ويغير من أصول التَّغيير، وأصول التَّغيير: أن نأمر وأن ننهى، ما الذي يمنعنا أن نأمر وننهى بالطُّرق الشَّرعيَّة، وأن نُنزِّل النَّاس منازلَهم.. عائشة تقول -رضيَ الله عنها-، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أُمرنا أن نُنزِّل النَّاس منازلهم".
المُخطئ يُقال له: أخطأت. لكن رجل سفيه، يَنزل ويُحرق ويطبش؛ لأن فيه عقد في نفسِه، وفي عقله، وفي قلبِه، ولا يعرف الأولويات، يُشحن على مِن قبل الأعداء، ومِن قبل وسائل الإعلام، ويُقدِم على شيءٍ على يُحسن تقديره، ولا يحسن أن يدري أم ماذا يدري ماذا سيحدث بعد ذلك؟! هذا صنيع العقلاء؟!!
أنا ما أدري! إن كان هذا ضرب عَلى رأسي؛ فأحمد الله -عزَّ وجلَّ-!
فوالله؛ أني حبستُ نفسي من سنة (84) -للآن- بين كتبي ومشايخي، وقلَّ وندر أن يمر بي يوم لم أجلس ساعات طوال في مكتبتي وأنظر في كلام علمائنا.
فإن كان هؤلاء هم الذين ضربوا عَلى رأسي، فجعلوني أفكِّر بهذه الطريقة؛ فنِعما هذه الطريقة! فلم أُسلِم عقلي ولا رَأسي لا للإعلام، ولا لأصحاب الفِكر -زعموا-، ولا لأصحاب النُّفوس القلقة، ولا لأصحاب الاحتقان وأصحاب العُقد النفسيَّة الذين يُقرِّرون الأشياء على وفق انتقام شخصي.
أدري وأعلم علم اليقين أن الأيام دُوَل، وأن التصفيات الشَّخصية تأتي، وهذه تصفيات شخصيَّة ليس لها في الدِّين نصيب، فيرى لك قَبولًا وحُضورًا، ويرى لك مِن فضل الله -عز وجل- خيرًا؛ فكلام هؤلاء فينا -نحمد الله-عزَّ وجل- أنَّه ما كان إلا لأننا وُضعنا في موضعٍ أنا أقول: والله؛ أني لستُ أهلا له، والله أنني تمنَّيت وأنا في أعماركم أن أكون واحدًا منكم، والله؛ كنتُ في الثَّانوية، وقبل الثانوية في الإعداديَّة، كنت أقرأ كثيرًا، وكنتُ أقرأ ولا أفهم، وأبحث عن المشايخ يفهموني ما أقرأ؛ فلا أجد، فأجلس فأبكي، وأقول: يا رب علمني! لا أجد أحد يعلمني؛ فاحمدوا الله -عزَّ وجلَّ- أن يسَّر لكم مَن يُعلمكم الوحيَ.
نحن لا نقرأ إلا (قال الله)، (قال رسول الله)؛ درس تفسير، ودرس في صحيح البخاري، ودرس في مسلم، نحن على هذا؛ فما جاءكم مِن (قال الله)، (قال رسول الله)؛ فعلى العينِ والرأس، وما جاءكم مِن الزبالات؛ فقولوا كما قال الشَّعبي -رحمهُ الله-: "إن جاءك (قال الله)، (قال رسول الله)؛ فضعه عَلى العين والرأس، وإن جاءك من آراء الرِّجال وزخرفوهُ وزيَّنوه؛ فاجعله في الحش! ارمِه في الزبالة.
إن قال (قال الله)، (قال رسول الله)؛ قل: عَلى العين والرأس، من قال لك -بخلاف هذا؛ فاجعله في الحش!
أسأل الله التَّسديد والتوفيق والهدى والسَّداد والرشاد لنا جميعًا، ونسأله -سبحانه- أن يحفظ بلادنا، وأن يحفظ أمنَنا، ونسأله -سبحانَه- أن يُبصِّرنا بعيوبنا جميعًا حُكَّاما ومحكومين رادِّين ومردود عليهم، وأن يَرزقَنا أن نتجاوزها، وأن يرزقنا السَّداد والرَّشاد.
وصلَّى الله عَلى نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع