إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

في رثاء الشيخ همام طه - قصيدة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
[FONT=&amp]في رثـــــــاء همام
[/FONT]
[FONT=&amp]هو الشيخ الفَتِيُّ همام عبد الفتاح طه، مصريٌّ كُتبت له الشهادة في أرض الشام الحبيبة وهو لا يزال في ريعان الشباب، كان طالب علم ذا حال مع ربه، حافظًا للقرآن الكريم عاملا به، وله تلاوات رائعات خاشعات مبثوثة على الشنكبوتية[FONT=&amp][1][/FONT]، وكان أبوه رحمه الله رجلا صالحًا من علماء ودعاة محافظته بمصر المحروسة؛ ردها الله إلى الحق والخير.

[/FONT]


[FONT=&amp]1 أَبَتَاْهُ إنَّ النَّوْمَ قَدْ جَاْفَاْنِيْ *** وتصاعدت أحزان قلبي العاني[/FONT]

[FONT=&amp]2 إنِّيْ مَعَ الْأَحْزَاْنِ جِدُّ مُكَاْبِرٍ *** حتى أنوءَ بحملها وأعاني[/FONT]

[FONT=&amp]3 فإذا تعاظمتِ المصائب شِرَّةً ***[/FONT][FONT=&amp]وتواطأت مَعَ قَلْبِيَ العينانِ[/FONT]

[FONT=&amp]4 انهار سد الصبر منتثرا على ***[/FONT] [FONT=&amp]خدي بدمع ساخنٍ هتانِ[/FONT]

[FONT=&amp]5 واجتاحَ قلبي بعده مخزونُها *** فتمزقت أوداجُه بطعانِ[/FONT]
_______________________


[FONT=&amp]6 همام قد أفضى شهيدًا يا أبي *** أوليس حقُّ السِّنِّ أن ينعاني؟[/FONT]

[FONT=&amp]7 فإذا بيَ الراثيْ له مِنْ بعده *** يا من فداه الروح والوَلدانِ[/FONT]

[FONT=&amp]8 يا من سلبتَ الروح مني بعدما *** أطمعتني بالوصل والقربانِ[/FONT]

[FONT=&amp]9 يا قارئ التنزيل قوَّامًا به *** مُزَّمِّلا تتلو على الأكوان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]10 فَتُأوِّبُ الأطيارُ في أوكارها *** طربًا لصوت القارئ الرباني[/FONT]

[FONT=&amp]11 قلبٌ رقيقٌ آسرٌ ومرفرفٌ *** في الخلدِ - حين تراه - بين جنانِ[/FONT]

[FONT=&amp]12 قلب تَقَفَّىْ سُنة المختار ير *** جو صحبةً للخاتم العدنانيْ[/FONT]

[FONT=&amp]13 متوقدٌ بذكائه، متلهفٌ *** للنفع كالغيثِ العميمِ الداني[/FONT]

[FONT=&amp]14 ولذاك كانت هِمَّة الهَمَّام في *** أعلى الذرى ومآذنِ الأفنانِ[FONT=&amp][2][/FONT][/FONT]

[FONT=&amp]15 ومُناه أن يلقى الشهادة مقبلا *** في غُوطةٍ بدمشقَ ذاتِ حسان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]16 فتحققت أحلامه، فدموعنا *** بدمائه - للبين - تشتبكانِ[/FONT]

[FONT=&amp]17 فلِقَاك في الدنيا هو الأمل الذي *** قد صِرتُ أرجوه مدى الأزمانِ[/FONT]

[FONT=&amp]17 أملٌ بعيد كالسَّرابِ وزَهوِه *** لكن به سلوايَ عن أحزاني[/FONT]

[FONT=&amp]19 أملٌ أعيش بظله ولطالما *** أحييتَ قلبي باللّقا المُزدانِ[/FONT]

[FONT=&amp]20 كنت الأثير بنورِ طلعتك الذي *** يسري من الأرواحِ للأبدانِ[/FONT]

[FONT=&amp]21 كنت الحبيب إلى القلوبِ ودائمًا *** ترنو بحبٍ وادعٍ فينانِ[/FONT][FONT=&amp][FONT=&amp][3][/FONT][/FONT]

[FONT=&amp]22 فغدوت في لمحٍ صريعًا في الوغى *** كالأُسد في الساحاتِ والميدانِ[/FONT]

[FONT=&amp]23 قد كنتُ أعلمُ أنَّ ذلكَ واقعٌ *** فلقد جهدت إلى لقا الرحمن[/FONT]ِ

[FONT=&amp]24 والله يَشكر للعباد ويجتبي *** من كان منهم راسخَ الإيمانِ
_______________________
[/FONT]



[FONT=&amp]25 يا سيدي أحببتُ فيكَ خِصالهم: *** شهداؤنا الأبرار هم خِلاني[/FONT]

[FONT=&amp]26 قل لي بربك كيف كنتَ إلى العُلا *** والمَكرُمَاتِ تَضِجُّ بالتَّحْنَانِ[/FONT]

[FONT=&amp]27 وتكاد من هَوْنٍ تسيرُ على الهوا *** كالشهْب[/FONT] تلحق مارد الشيطانِ

[FONT=&amp]28 ولطالمَا ثارتْ لذكركَ لوعةٌ *** زفراتُها من وقْدَةِ البركانِ[/FONT]

[FONT=&amp]29 حينًا يزيدُ أُوَارُهَا بجَوَانِحِي *** حتَّى يَضِجَّ القلبُ بالخَفَقَانِ[/FONT]

[FONT=&amp]30 فيكادُ يقتلني بعَصْفٍ قاهرٍ *** أخشى له أن يُقطَعَ الوَدْجَانِ[/FONT]

[FONT=&amp]31 ويَخِفُّ طَوْرًا بالذهولِ وإنَّما[/FONT] *** [FONT=&amp]نَسلو عنِ الأحزانِ بالأحزانِ[/FONT]

[FONT=&amp]32 فلنحنُ بعدكَ كاليتيمِ تخطفتـ[/FONT][FONT=&amp] *** [/FONT][FONT=&amp]ـه مخاطرُ الأيامِ والحدثانِ[/FONT]

[FONT=&amp]33 لولا شفاعتُك[FONT=&amp][4][/FONT] التي أرجو بها *** دَرَجًا إلَى الْجَنَّاْتِ وَالْوِلْدَاْنِ[/FONT]

[FONT=&amp]34 لنَحَا بيَ الحزنُ العميقُ إلى العَمَى[FONT=&amp][5][/FONT] *** فالروحُ لا تقوَى على الفقدانَ
_______________________
[/FONT]


[FONT=&amp]35 ولقد حباكَ الله من أنواره *** نورًا يُضيئ على رُبى الأكوان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]36 خطفتك عاديَة المنون فهالها *** في الخَطْفِ حِمْلٌ زائد الأوزان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]37 جبلٌ تعاظمَ في الثوابِ بثقله *** وعلى الأعادي سيفُهُ سيفانِ[/FONT]

[FONT=&amp]38 سيفٌ رهيفٌ قاطعٌ ومُجَنْدِلٌ *** يَجْتَاحُ كلَّ مُعَاندٍ فتَّانِ[/FONT]

[FONT=&amp]39 وأخوه سيفُ العدلِ والإنصافِ في *** حُكْمٍ[FONT=&amp][6][/FONT] على الأعداءِ كالخلانِ[/FONT]

[FONT=&amp]40 ولقد سبقتَ إلى المكارمِ قاطعا *** أنفاسَ من سَاروا مع الرُّكبان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]41 ولقد شهدتَّ مَشاهدًا مبرورةً *** في كلِّ فجٍّ سَيِّدَ الفرسان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]42 وقضيتَ في شرفٍ تَقَاصَرُ[FONT=&amp][7][/FONT] دونَهُ *** قِمَمٌ من الأفذاذِ والشجعانِ
_______________________
[/FONT]


[FONT=&amp]43 يا واهبَ السَّارينَ لُبَّ حياته *** يا شانئ الكفارِ والصلبان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]44 ربيتَ أقوامًا على الخيرِ الذي *** قد صُغته بمحاسنِ التبيان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]45 وتركت في الدنيا عَمارًا صالحًا *** فبكتكَ أرضُ الشامِ والعمران[/FONT]ِ

[FONT=&amp]46 وتجافتِ الأرْضونَ - حين ثَوَيْتَ في *** حضنِ الثرى - عنْ جنبكَ الوسنان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]47 لم تلتفتْ لمشاغل الدنيا ولم *** تُبحر مع السَّاهينَ كالحيتان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]48 يا ربِّ قد أفضىْ إليك هُمَامنا[/FONT][FONT=&amp] *** [/FONT][FONT=&amp]أسبغ عليه شمائلَ الرِّضوان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]49 وتقبَّل اللهمَّ مني دعوةً *** لعُبَيْدِكَ النُّوْرِيِّ ذِيْ الإيمان[/FONT]ِ

[FONT=&amp]50 واخلفه في أولاده بمكارمٍ *** واغمرهمُ بالفضلِ والإحسانِ[/FONT]



[FONT=&amp][FONT=&amp][1][/FONT][/FONT][FONT=&amp] كلمة منحوتة من كلمتين: [/FONT][FONT=&amp]الشبكة العنكبوتية.[/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][2][/FONT][/FONT][FONT=&amp] الأفنانُ جمع فَنَنٍ: وهو[/FONT][FONT=&amp]الغُصْنُ المستقيمُ من الشجرة، قال تعالى "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ..." "ذَوَاتَا أَفْنَان".[/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][3][/FONT][/FONT][FONT=&amp] الفَيْنَانُ:[/FONT][FONT=&amp]ذو الأَفنان، وشجرٌ فينانٌ وشَعْرٌ فينانٌ:[/FONT][FONT=&amp]طويلٌ حَسَنٌ.[/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][4][/FONT][/FONT][FONT=&amp] شفاعته مكررة: مرة لحفظه للقرآن الكريم ومرة للشهادة![/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][5][/FONT][/FONT][FONT=&amp] كما حدث لسيدنا يعقوب عليه السلام بفقد ابنه يوسف عليه السلام.[/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][6][/FONT][/FONT][FONT=&amp]عمل بالقضاء الشرعي بسورية إبان وجوده هناك.[/FONT]
[FONT=&amp][FONT=&amp][7][/FONT][/FONT][FONT=&amp] أصلها تتقاصر![/FONT]
 
  • أعجبني
التفاعلات: 4 أشخاص

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,644
1
5,529
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رد: في رثاء الشيخ همام طه

رائع

بارك الله فيك زدنا ...
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

ثريا نبوي

عضو شرف
عضو شرف
24 سبتمبر 2014
198
318
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: في رثاء الشيخ همام طه

6 همام قد أفضى شهيدًا يا أبي *** أوليس حقُّ السِّنِّ أن ينعاني؟

7 فإذا بيَ الراثيْ له مِنْ بعده *** يا من فداه الروح والوَلدانِ
*****
على استحياءٍ أقتبِسُ هذينِ البيتينِ عسى أن تسمعوا معي ضجيجَ المشاعرِ
وصوتَ الفَقْدِ الصارِخَ في هذه المَرثيةِ العصماء
ولو كان الأمرُ بيدي لاخترتُ الكثيرَ الأثيرَ من هذا البَوحِ الباكي
لأُعلِّقَهُ قناديلَ إعجابٍ في عريشةِ واحدةٍ من أشجى وأروعِ قصائدِ رثاءِ الأصدقاء
رَحِمَ اللهُ شهيدَنا وأسكنَهُ فِردَوسَ الجنّة
وجزى شاعرَنا المُخلِصَ شديدَ الوفاءِ خيرَ الدَّارَين
وأدامَ ألَقَ مِدادِهِ في نَسجِ الحروفِ والبلاغةِ والبهاء




 
التعديل الأخير:
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: في رثاء الشيخ همام طه

شكرًا لك عمتاه على هذه الإطراءات الندية، والكلمات الشجية..

عين القصيدة:


28 ولطالمَا ثارتْ لذكركَ لوعةٌ *** زفراتُها من وقْدَةِ البركانِ

29 حينًا يزيدُ أُوَارُهَا بجَوَانِحِي *** حتَّى يَضِجَّ القلبُ بالخَفَقَانِ

30 فيكادُ يقتلني بعَصْفٍ قاهرٍ *** أخشى له أن يُقطَعَ الوَدْجَانِ

31 ويَخِفُّ طَوْرًا بالذهولِ وإنَّما *** نَسلو عنِ الأحزانِ بالأحزانِ


[FONT=&amp][/FONT]

 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: في رثاء الشيخ همام طه - قصيدة

رحم الله الشيخ، ورفع درجته، وأخلف عليه في أهله وأولاده.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع