إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

أمنية حبّة بُرّ...

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

دليلة بونحوش

مشرفة سابقة
26 يونيو 2015
111
164
43
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
علم البلد
سقطتْْ من يديْه مع كثير من الحَب و بقيَت تراقبه ينثر البِذار قُربانا للخريف ، كان جرابه المملوء بُرّا يناغم إيقاع المسير و طيور الضّيعة تتعقّبه أسرابا تنقر الأرض ثم تعرج إلى السّماء مُرفرفة مع موجة من أثير فيجيبها الصّفصاف السّامق من هناك بحفيف الأوراق السّندسية و رعشة الأغصان .
كانت تنظر إلى عثرات متنه و إلى انسدال عمامته، إلى خشونة يديه و بريق عينيه، إلى سمرة خديه و احتراق شفتيه... إلى لآلئ جبينه و ضربات قلبه...
تنظر إلى الشّمس المتعلّقة بسواري الأفق تستأذنه بالمغيب و سرايا اللّيل قد بانت قوافلها ترفع رايات الأرجوان. أمّا هو فمستمرّ يشقّ أثلامه ثلما بعد آخر لا يهدأ و لا يتوقّف حتى ينطفئ عند الصّوى وقعُ الخطوات.
تمنّت حبّة القمح لو أنّها لم تهوِ من حفنة في كفّيه و لم تتسرّب مشاعا لجحافل النّمل على حافّة بيدر، ودّت لو أنها تدحرجت إلى رحم الأرض مثل الأخريات لتُسقى من عيون الغيم طلًّا فتمدّ جذورها نسيجا يجمع رقاع المكان، من ظلمات من فوق ظلمات تمتطي جناح الفطرة لتُحيّي تنهيدات الفجر ذات صباح و لتخرج إلى النّور سنابل مائجات في بحر لجيّ من نعيم رغم مصير الهشيم ... أغمضت أحاسيسها تنتظر في كل لحظة نملة عنيدة تحملها و إذ بنقرات الغيث تأتي مع أعتاب النّهار فيجرفها السّيل إلى ساقية على راحة الثّرى ... ساقية ترمي بها إلى أثلام البيدر .
و هوت إلى رحم الأرض لتنبت رسولا ينبئ عمّي سويلم بالخير العظيم...
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,644
1
5,529
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

جميل جداً أختنا
سلمت يداك
:shokran:​
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

ثريا نبوي

عضو شرف
عضو شرف
24 سبتمبر 2014
198
318
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

سقطتْ من يديْه مع كثير من الحَب و بقيَت تراقبه ينثر البِذار قُربانا للخريف ، كان جرابه المملوء بُرّا يناغم إيقاع المسير؛ (بينما) طيور الضّيعة تتعقّبه أسرابا تنقر الأرض ثم تعرج إلى السّماء مُرفرفة مع موجة من أثير فيجيبها الصّفصاف السّامق من هناك بحفيف الأوراق السّندسية و رعشة الأغصان .
***

مُفتَتَحٌ ولا أروع بريشةٍ تتنفَّسُ جمالَ الطبيعةِ وتقتفي أثرَ الكِفاحِ في حقولِ البُرِّ:
تسقيها لآلئُ الكَدِّ فتُنبِتُ الخيرَ العظيم
دُمتِ ودامَ نَسجُ حروفِكِ المخمليّ مُطرَّزًا بورودِ البلاغةِ والرمزِ والإبداع
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

لم أستطع أن أقف على الأرض وأنا أقرأ هذا الإبداع الساحر.. نعم؛ كأنما تغيرت نواميس الكون وهو يصغي معي؛ لتتحول الكلمات إلى ناموسٍ مغناطيسي جديد يشدني إلى الأعلى، لست مبالغًا؛ فقد أخذتُ نَفَسي مع أول كلمة.. وما ملكتُ أن أثني بآخر حتى انتهيتُ من القراءة!!
أن يتقمص كاتب ثوبَ حبَّة قمحٍٍ، ويحكي أمنيتها السنبلية منذ أن كانت في البيدر ثم انتقلت إلى كفٍّ تبذُرُهَا.. إلى أن تستقلَّ سنبلةً تتلقى ضوء شمس الصباح وهو يتنفس.. ذلك خيال خصبٌ، وهو (الذكاء التخيلي)؛ أحد الذكاءات التي اختلطت هنا مع (الذكاء اللغوي) فأثمرت لنا "أمنية حبة بُرٍّ".. هي عالم من الترميز المبدع، وواحة من الجمال الذي يأبى على الوصف.. بارك الله لك في هذه الملكة الربانية.. آآآمييين.
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

دليلة بونحوش

مشرفة سابقة
26 يونيو 2015
111
164
43
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

سقطتْ من يديْه مع كثير من الحَب و بقيَت تراقبه ينثر البِذار قُربانا للخريف ، كان جرابه المملوء بُرّا يناغم إيقاع المسير؛ (بينما) طيور الضّيعة تتعقّبه أسرابا تنقر الأرض ثم تعرج إلى السّماء مُرفرفة مع موجة من أثير فيجيبها الصّفصاف السّامق من هناك بحفيف الأوراق السّندسية و رعشة الأغصان .
***

مُفتَتَحٌ ولا أروع بريشةٍ تتنفَّسُ جمالَ الطبيعةِ وتقتفي أثرَ الكِفاحِ في حقولِ البُرِّ:
تسقيها لآلئُ الكَدِّ فتُنبِتُ الخيرَ العظيم
دُمتِ ودامَ نَسجُ حروفِكِ المخمليّ مُطرَّزًا بورودِ البلاغةِ والرمزِ والإبداع


أستاذتي القديرة و أمّي الغالية ...
و في كلّ مرّة تقرئين لرهف تنثرين عليها بتلّات من أزهار قلبك فلا تجد غير الصّمت في حضرتك علّه يوصل إليك كامل الضّجيج الذي طاف بالفكر و رغم عقبة المسافات يبقى شيء بداخلي يعدني بمثول أمامك ذات يوم قد يكون قريبا ..
سلامي العظيم ...عظيم السلام .
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

دليلة بونحوش

مشرفة سابقة
26 يونيو 2015
111
164
43
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

لم أستطع أن أقف على الأرض وأنا أقرأ هذا الإبداع الساحر.. نعم؛ كأنما تغيرت نواميس الكون وهو يصغي معي؛ لتتحول الكلمات إلى ناموسٍ مغناطيسي جديد يشدني إلى الأعلى، لست مبالغًا؛ فقد أخذتُ نَفَسي مع أول كلمة.. وما ملكتُ أن أثني بآخر حتى انتهيتُ من القراءة!!
أن يتقمص كاتب ثوبَ حبَّة قمحٍٍ، ويحكي أمنيتها السنبلية منذ أن كانت في البيدر ثم انتقلت إلى كفٍّ تبذُرُهَا.. إلى أن تستقلَّ سنبلةً تتلقى ضوء شمس الصباح وهو يتنفس.. ذلك خيال خصبٌ، وهو (الذكاء التخيلي)؛ أحد الذكاءات التي اختلطت هنا مع (الذكاء اللغوي) فأثمرت لنا "أمنية حبة بُرٍّ".. هي عالم من الترميز المبدع، وواحة من الجمال الذي يأبى على الوصف.. بارك الله لك في هذه الملكة الربانية.. آآآمييين.

قد تخوننا المكاييل إن رُمنا الثّناء على مروركم بما يُكال ...فقد أتيتم بما يُعجز المعاجم والخيال من جميل ثناء و مقال ...
أفاض الرحمن عليكم من نعيمه و زادكم علما و وقارا .
تحياتي و عظيم تقديري ...
 
  • أعجبني
التفاعلات: 2 أشخاص

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: أمنية حبّة بُرّ...

تم تثبيت الموضوع رجاء عموم نفعه.. وشكرًا لأستاذتنا الكاتبة الكريمة.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع