- 26 يونيو 2015
- 111
- 164
- 43
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
- علم البلد
كتَبَ القمر
على صفحة الماء الهادئة حاول القمر ذات ليلة أن يكتب للشّجر قصّة إحدى النّجمات، لكن بعض النّسمات كنّ يأتين على حين غرّة يدغدغن البحيرة و يرحلن فتُفلتُ البحيرة ضحكاتها موّيجات تمحو كلمات القمر فلا يسعه إلّا أن يراقب اللّجين المسفوك على آكام و وهاد منتظرا بفارغ صبر هدأة أخرى.
و ما إن استقرّت ملامح البحيرة حتى أخذ نديم السّاهرين يخطّ سطوره الفضيّة رواية يقرؤها نُزلاء المكان و العابرون...
و على أوراق الجوْن اتسعت رقعة النور تكتب و تكتب، و الطّير و اللّيل و الحصى و الحجارة و الصّمت و الهمس و حتى معشر النّجوم كلّهم منصت للأغصان السّاكنة تقرأ الحكاية فلا ينطقون :
كان بذات فلك في جواري نجمة كالشمس في جمالها بل أجمل، كانت توقَد من عيون الحُسن فلا حسناء بين النّجوم مثلها، كانت ما مرّت بسماء إلّا و فتنت المتأمّلين و المناجين و الشّعراء و المغرمين... كانت سقاية اليائسين و منهل الظّامئين، بل كانت تحجّ إليها قلوب العاشقين من كلّ مكان و يمثلُ بين يديها سفراء الوافدين و حاملو رسائل الأباطرة و السلاطين...
كانت آسرة حدّ الخرافة بعِقدها الذي ما ملكت مثله ملكة و لا سلطانة و لا أميرة، كان عقدا مملوءا سحرا كان أسطورةَ إزيس التي يحكيها البَردي و نقوش المسلّات و الرّكائز الشاهقات و تمائم التوابيت و أسرار الكهنة و الحكماء و الملهَمين...
كانت تسوّي من الحجارة خلودها و تنفخ في طين الضّفاف "حواديت" الطيبين، كانت تنير بعيدان القش و قصيدة شاي ظلمات المُتعبين فتسكب قناديل الحبّ و الرّضا في قلوب الفقراء و المعدَمين. كانت مشكاة نور و سلام تبعث الحياة من عباءة الموت، كانت و ما كان التاريخ قبلها كانت مصر...
و سكتت الأغصان هنيهة بعدها اهتزت و ألقت بحفيفها نداءً يدعوها... و أين أنت يا مصر؟
فماجت البحيرة و ضجّت السّماء و طفقت الأطيار ترفرف بجناحيها و راح الهدهد يطير سفيرا يُلقي على قلوب البائسين حديث القمر...
على صفحة الماء الهادئة حاول القمر ذات ليلة أن يكتب للشّجر قصّة إحدى النّجمات، لكن بعض النّسمات كنّ يأتين على حين غرّة يدغدغن البحيرة و يرحلن فتُفلتُ البحيرة ضحكاتها موّيجات تمحو كلمات القمر فلا يسعه إلّا أن يراقب اللّجين المسفوك على آكام و وهاد منتظرا بفارغ صبر هدأة أخرى.
و ما إن استقرّت ملامح البحيرة حتى أخذ نديم السّاهرين يخطّ سطوره الفضيّة رواية يقرؤها نُزلاء المكان و العابرون...
و على أوراق الجوْن اتسعت رقعة النور تكتب و تكتب، و الطّير و اللّيل و الحصى و الحجارة و الصّمت و الهمس و حتى معشر النّجوم كلّهم منصت للأغصان السّاكنة تقرأ الحكاية فلا ينطقون :
كان بذات فلك في جواري نجمة كالشمس في جمالها بل أجمل، كانت توقَد من عيون الحُسن فلا حسناء بين النّجوم مثلها، كانت ما مرّت بسماء إلّا و فتنت المتأمّلين و المناجين و الشّعراء و المغرمين... كانت سقاية اليائسين و منهل الظّامئين، بل كانت تحجّ إليها قلوب العاشقين من كلّ مكان و يمثلُ بين يديها سفراء الوافدين و حاملو رسائل الأباطرة و السلاطين...
كانت آسرة حدّ الخرافة بعِقدها الذي ما ملكت مثله ملكة و لا سلطانة و لا أميرة، كان عقدا مملوءا سحرا كان أسطورةَ إزيس التي يحكيها البَردي و نقوش المسلّات و الرّكائز الشاهقات و تمائم التوابيت و أسرار الكهنة و الحكماء و الملهَمين...
كانت تسوّي من الحجارة خلودها و تنفخ في طين الضّفاف "حواديت" الطيبين، كانت تنير بعيدان القش و قصيدة شاي ظلمات المُتعبين فتسكب قناديل الحبّ و الرّضا في قلوب الفقراء و المعدَمين. كانت مشكاة نور و سلام تبعث الحياة من عباءة الموت، كانت و ما كان التاريخ قبلها كانت مصر...
و سكتت الأغصان هنيهة بعدها اهتزت و ألقت بحفيفها نداءً يدعوها... و أين أنت يا مصر؟
فماجت البحيرة و ضجّت السّماء و طفقت الأطيار ترفرف بجناحيها و راح الهدهد يطير سفيرا يُلقي على قلوب البائسين حديث القمر...
التعديل الأخير: