- 26 يونيو 2015
- 111
- 164
- 43
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
- علم البلد
#وعد_بلقاء_غدا
... و حاول المغيب أن يمحو نظرات الشمس الأخيرة، لكنّني أسرعت إليها أقرأها نظرةً نظرة، في شقوق الأرض و جذوع الشجر، في أزهار الرّمان و أوراق التين، على أكتاف الصخور و في حجارة الأسوار... حتى أنّي قرأتها في تهادي السّنابل و تململ خُصلات النسيم تكتب رسالتها على وجه الجدول يجري ...
كانت تلك النظرات الفاتنة وعدا باللقاء عند الصباح، وعد معه عسعس الليل و سكنت لهفة الحياة في المكان. خمد دبيب المارّين على جسور الرّزق و التحفت الدنيا برداءها الأسود الجميل و قد نقشته النجوم و زينه قرط من لجين القمر .
حملتُ في قلبي ذلك الوعد الجميل و لملمت ما هرب منّي متيّما بكلمات الغروب و دخلت بيتي أنتظر الغد بلهفة الصّبّ المشتاق فغدا ليس كأي غد... غدا أول أيام رمضان...
غدا ستعود القصص القديمة و تحبو إلى ذاكرتي ومضات من عميق العمر البعيد... غدا سأسمع أصواتهم واحدا واحدا، غدا سأشمّ رائحة القمح بين صفيحتي مطحنة من حجر سأشمّ رائحة التراب بعد العصر حين تسرح جدتي بإناء من ماء ترش و تكنس الفناء، غدا كما كل عام سأرى براميل الماء الخشبية و حبال الشَّعر الخشنة، غدا ستكتظ الطريق إلى البئر بقطعان الماشية و قوافل الحمير و البغال و سيملأ الثّغاء و النّهيق و المأمآت سمعي، غدا سأرى جحش جدي يعاني سعيدا صعود انحدار الوادي و قد خلّف وراءه سطرين متوازيين ممّا خطّ البرميلان من فوق ظهره بريشة من قطرات الماء ، سأرى جدي ينتظرني و جدتي تقبلني و تطعمني و سأتلقّى تهديها بغول سيأكلني إن أبيت معانقة الكرى و تجديد الميثاق بالسمع و الطاعة و الحب .. غدا ستجتاخني رائحة الماضي متغلغلة بكلّ ذاتي.. سأتوضّأ تحت شجرة المشمش و أصلي عند جدار الحجارة و الطين... غدا سأراهما يراقبان نارا توقد في البعيد إذانا عن وقت المغرب و سأسرع قبلهما إلى مائدة من رضا و قدح ماء...
... و حاول المغيب أن يمحو نظرات الشمس الأخيرة، لكنّني أسرعت إليها أقرأها نظرةً نظرة، في شقوق الأرض و جذوع الشجر، في أزهار الرّمان و أوراق التين، على أكتاف الصخور و في حجارة الأسوار... حتى أنّي قرأتها في تهادي السّنابل و تململ خُصلات النسيم تكتب رسالتها على وجه الجدول يجري ...
كانت تلك النظرات الفاتنة وعدا باللقاء عند الصباح، وعد معه عسعس الليل و سكنت لهفة الحياة في المكان. خمد دبيب المارّين على جسور الرّزق و التحفت الدنيا برداءها الأسود الجميل و قد نقشته النجوم و زينه قرط من لجين القمر .
حملتُ في قلبي ذلك الوعد الجميل و لملمت ما هرب منّي متيّما بكلمات الغروب و دخلت بيتي أنتظر الغد بلهفة الصّبّ المشتاق فغدا ليس كأي غد... غدا أول أيام رمضان...
غدا ستعود القصص القديمة و تحبو إلى ذاكرتي ومضات من عميق العمر البعيد... غدا سأسمع أصواتهم واحدا واحدا، غدا سأشمّ رائحة القمح بين صفيحتي مطحنة من حجر سأشمّ رائحة التراب بعد العصر حين تسرح جدتي بإناء من ماء ترش و تكنس الفناء، غدا كما كل عام سأرى براميل الماء الخشبية و حبال الشَّعر الخشنة، غدا ستكتظ الطريق إلى البئر بقطعان الماشية و قوافل الحمير و البغال و سيملأ الثّغاء و النّهيق و المأمآت سمعي، غدا سأرى جحش جدي يعاني سعيدا صعود انحدار الوادي و قد خلّف وراءه سطرين متوازيين ممّا خطّ البرميلان من فوق ظهره بريشة من قطرات الماء ، سأرى جدي ينتظرني و جدتي تقبلني و تطعمني و سأتلقّى تهديها بغول سيأكلني إن أبيت معانقة الكرى و تجديد الميثاق بالسمع و الطاعة و الحب .. غدا ستجتاخني رائحة الماضي متغلغلة بكلّ ذاتي.. سأتوضّأ تحت شجرة المشمش و أصلي عند جدار الحجارة و الطين... غدا سأراهما يراقبان نارا توقد في البعيد إذانا عن وقت المغرب و سأسرع قبلهما إلى مائدة من رضا و قدح ماء...
التعديل الأخير: