إعلانات المنتدى


ما " الكافة" و " المكفوفة" بين الإعمال و الإهمال

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

خادم القرآن محمد

مشرف سابق
24 مايو 2014
724
112
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
علم البلد
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد ...

فمن القواعد المعلومة بالضرورة لدى طلاب اللغة العربية أن الحروف المشبهة بالأفعال و هی " إن و أخواتها" حروف تنسخ الجملة إذا دخلت عليها فترفع الخبر و تنصب المبتدأ و هذا مما لا خلاف فيه.

هذه الحروف هی " إن - أن - كأن - ليت - لعل - لكن"

و من المعلوم أنها إذا دخلت عليها " ما" تكون كافة و مكفوفة .. فنقول ما كفت إن عن العمل و أصبحت بإن هی الأخری مكفوفة عن العمل نحو قوله تعالى " إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله"

نجد كلمتی " المسيح - عيسى " مرفوعتين لأن إن غير عاملة.

لكن يختص الحرف " ليت" بأنه يجوز فيه الإعمال و الإهمال بالإجماع؛نحو قولنا " ليت محمدًا مجتهد" و يصح قولنا " ليت محمد مجتهد"

و الحرف لعل قد يستخدم كحرف جر و ذلك فی لغة عقيل و شاهد ذلك " لعل أبی للمغوار منك قريب" و أبی مجرور بكسر مقدر و هذه #سماعية فقط لا يقاس عليها فلتتنبه.


لكن الكسائی و الفراء -رحمهم الله تعالى-لهم شأن آخر فهما يريان جواز ذلك-الإعمال و الإهمال-فی سائر أخوات إن
فيقولون إنما محمدًا جيد و إنما محمد جيد .. علی أن ذلك شواهده قد جعلها النحاة علی السماع فقط لا علی التقعيد .. فلا يظن ظان جواز الحديث بها.

يا ترى ما سبب الإهمال أو الإعمال بسبب دخول ما؛ ولم لا يحدث ذلك مع غيرها؟

اعلم-رحمك الله-أن الاسم لا يعمل فيها غير عامل واحد ألا تراك تقول " محمد رسول" فقد رفعت محمدًا بالابتداء و إذا أدخلت عليه حرف الجر جررته و ذلك لأن العامل اللفظی أظهر و أقوی؛ لكن إذا دخل عاملان علی معمول فالأمر يختلف فإن كان أحدهما أقوی من الآخر جعلت الأقوى أظهر كقوله " زيدا رأيته" فجعلت الفعل رأی ينصب المشغول و المشتغل عنه و كقوله " و الله إذا جئت أعطيك" فقد قدمت القسم علی الشرط.
لكننا هنا قد تساوی العاملان فما تعمل عمل ليس عند بعض العرب و فيها خاصية النسخ و الحروف ناسخة أعنی إن و أخواتها فكأنه حدث بينهما تصادم فأبطل كل منهما الآخر و من أجاز الإعمال أجاز الإعمال علی كون ما غير عاملة و إن كان الجمهور علی عكس ذلك.

فإن قال قائل:لم جازت أن تعمل ليت فی كلا الحالات؟
قلنا أن ليت موضوعة علی أصلها للتمنی قال تعالى "يقول يا ليتنی قدمت لحياتی" و هی تفيد فی كون ما يرجى بها لن يحدث؛ و قد تستعمل لغرض بلاغی فی موضع يرجى فيه الحدوث لكنه صعب نحو قولك لمريض " ليتك تشفی" فهمت من ذلك أن شفاءه لا يرجی.
فلما كانت ليت موضوعة علی التمنی جاز لك أن تنصب ما بعدها جوازا كأنك ترجو أن يكون نحو قولك " ليتما محمدًا ناجح " و نحو قولك " ليتما محمد ناجح" فالأولى أفادت أن النجاح صعب لكن احتمال ضعيف لحدوثه أما الثانية فلن يحدث أبدا.

و علی المتكلم أن يتخير دقيق الكلام و ذلك بما يناسب الحال و يقتضيه و الله تعالى هو الموفق.

كتبه فی الثانی و العشرين من رمضان لسنة أربعمائة و ثمانية و ثلاثين و ألف من الهجرة أفقر العباد لربه محمد محمود القصراوی.
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,646
1
5,529
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رد: ما " الكافة" و " المكفوفة" بين الإعمال و الإهمال

جزاك الله خيراً
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع