إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

تعالوا بنا نؤمن ساعة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
تعالوا بنا نؤمن ساعة !!!

-بسم الله-

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

فإنه مهما تنعم الإنسان في هذه الدنيا بالصحة والمال والجاه والسلطان ، فإن ذلك كله إلى زوال ، ويقبل بعدها الإنسان على الله تعالى بما قدم من خير أو شر ، فإن كان خيراً فإلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

وإن كان شراً فإلى نار تلظى وقوده الناس والحجارة لو سيرت بها جبال الدنيا لذابت من شدة حرارتها ، فيجد الإنسان فيها أسوأ وأشد مما كان عليه في الدنيا من آلام ومتابع ، وينسى بذلك كل نعيم وكل شهوة محرمة تمتع بها في الحياة الدنيا .

ولشدة عظم الأمر وهو المنقلب فقد خوف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه مما أمامهم من أهوال عظيمة ليحثهم على الإكثار من العمل الصالح والتزود للآخرة ، فقال صلى الله عليه وسلم : (والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله بالبكاء ، وفي رواية (ولحثيتم على رؤوسكم التراب) فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهوهمم ولهم خنين .

والخوف من الله عز وجل هو رأس الحكمة وجوهر الإيمان وهو التقوى، ومن عرف الله أكثر خافه أكثر ، قال تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) .. ولا يكفي الخوف بلا عمل لأن حقيقة الخوف تبعث على العمل ، فمن خاف الله تعالى وقدره حق قدره قام بفروضه والتزم حدوده ، واجتنب محارمه ، وكان دائماً وأبداً مراقباً له مستشعراً حضوره (وهو معكم أينما كنتم) ، ولقد رغب الله عز وجل بالخوف في كتابه الكريم فقال تعالى : (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ، وقال تعالى : (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى) ، وقال تعالى في الحديث القدسي : (وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا خوفته يوم أجمع عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي) .

والخوف من الله يدخل فيه الخوف من النار ، والبكاء من خشية الجبار ، والخوف المحمود هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل وحدوده.

وسئل ابن عباس عن الخائفين فقال : قلوبهم بالخوف فرحة ، وأعينهم باكية يقولون كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبر أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنم طريقنا ، وبين يدي الله موقفنا .

وأعظم الخائفين من الله هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إا تغير الهواء وهبت ريح عاصفة يتغير ويتردد في الحجرة ويدخل ويخرج كل ذلك خوفاً من عذاب الله .

وعن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل . هذا خوفه صلى الله عليه وسلم أما خوف الملائكة فقد قال عز وجل (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون) ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : (مالي لم أر ميكائيل ضاحكاً قط ؟ قال : ما ضحك منذ خلقت النار.!) .

خوف الصحابة والسلف الصالح

إن من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وأحوال السلف الصالح من بعدهم وجدهم في غاية الجد والعمل مع غاية الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن ،

فهذا الصديق رضي الله عنه يقول : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد ، وقال قتادة : بلغني أن أبا بكر قال : ليتني خضرة تأكلن الدواب ، وروي عنه أنه كان يسمك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ مرة سورة الطور إلى أن بلغ قوله تعالى : (إن عذاب ربك لواقع) فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه ، وقال عبدالله بن عامر رأيت عمر أخذ تبنة من الأرض فقال : ليتني كنت هذه التبنة ، ليتني لم أخلق ، ليت أمي لم تلدني ليتني لم أكن شيئاً مذكوراً ليتني كنت نسياً منسياً ، وقال : وودت أني أخرج من الدنيا كفافاً وأن أنجو لا أجر ولاوزر، وكان في خده خطان أسودان من البكاء .

وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبتل لحيته ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .

وهذه عائشة رضي الله عنها يقول عنها عروة : كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها فغدوت يوماً فإذا هي تقرأ (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) ، وتدعو وتبكي وترردها ، فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي .

وهذا أبو عبيدة عامر بن الجراح يقول : وددت أني كبش فذبحني أهلي وأكلوا لحمي وحسو مرقي .

وقال عمران بن حصين : يا ليتني كنت رماداً تذروه الريح .

وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاء شديداً فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم على رضا أم على سخط .

وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال : أبكوا فإن لم تبكوا فتبكوا فو الذي نفسي بيده لو يعلم العلم أحكم لصرخ حتى ينقطع صوته ولصلى حتى ينكسر صلبه .

وعن سمير الرياحي عن أبيه قال : شرب عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ماء مبرداً فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له ما يبكي ؟ قال : ذكرت آية في كتاب الله عز وجل (وحيل بينهم وبين ما يشتهون) فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئاً شهوتهم الماء ، قال عز وجل عنهم (أفيضوا علينا الماء أو مما رزقكم الله) .

وعن أسد بن وداعة عن شداد بن أوس أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم فيقول : اللهم إن النار أذهبت مني النوم ، فيقوم يصلي حتى يصبح .

وقال عبدالرحمن بن مهدي : ما عاشرت في الناس رجلاً أرق من سفيان الثوري ، وكنت أرمقه الليلة بعد الليلة فما كان ينام إلا أول الليل ثم ينتفض فزعاً مرعوباً ينادي : النار ، النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ، ثم يتوضأ ويقول على إثر وضوئه : اللهم إنك عالم بحاجتي غير معلم ، وما أطلب إلا فكاك رقبتي من النار ، وكان البكاء يمنعه من القراءة حتى إن كنت لا أستطيع سماع قراءته من كثرة بكائه .وقال موسى بن مسعود : كنا إذا جلسنا إلى الثوري كأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من خوفه وفزعه ، وكان سفيان إذا أخذ في ذكر الآخرة يبول الدم .


يتبع
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
وقال إبراهيم بن عيسى : ما رأيت أطول حزناً من الحسن ، وما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة ، وقال حفص بن عمر : بكى الحسن ، فقيل له ما يبكيك ؟ فقال : أخاف أن يطرحني الله غداً في النار ولا يبالي ، وقال يزيد بن حوشب : ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبدالعزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما ، وقال يونس بن عبيد ما رأيت أطول حزناً من الحسن ، وكان يقول نضحك ولعل الله أطلع على أعمالنا فقال : لا أقبل منكم شيئاً ، الله أكبر هذا يقوله الحسن البصري وهو من هو في العلم والزهد والورع في العبادة . فماذا نقول نحن عن حالنا إن الواحد منا ليضحك ملء فيه صباحاً ومساءً وهو مقيم على المعاصي ولا كأنه عمل شيئاً ، وإن قدر وكان ممن يصلي ، فإنه إذا صلى فكأنما حاز الدين كله وكأنه لم يطلب منه إلا هذه الصلاة . ثم يطلق لنفسه العنان بعد ذلك .

بكى محمد بن المنكدر ليلة حتى فزع أهله ، وأبى أن يخبرهم فجاؤه بأبي حازم فقال : يا أخي قد روعت أهلك ، فما أبكاك ؟ قال : ذكرت آية في كتاب الله (وبدالهم من الله مالم يكونوا يحتسبون) فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما فقال بعض أهله لأبي حازم جئنا بك لتفرج عنه فزدته فأخبرهم خبره !! وروي أنه عندما نزل به الموت بكى فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : والله ما أبكي لذنب أعلم أني قد أتيته ، ولكني أخاف أن أكون أذنبت ذنباً حسبته هيناً وهو عند الله عظيم !! .

وعن مثبت البناني قال : قال مطرف : إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة . (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) و (يبيتون لربهم سجداً وقياماً) (أمن هو قانت آثناء الليل ساجداً وقائماً) فلا أراني منهم ، وأمر بهذه الآية : (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً) فأرجو أن أكون أنا وانتم يا إخوتاه منهم .

وقال مطرف : أدركت رجالاً كان أحدهم يصلي فيعجز أن يأتي فراشه إلا حبواً وكان أحدهم يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام ، ويبلغ من الاجتهاد مبلغاً مالو قيل له : القيامة غداً ما وجد مزيداً .

وعندما قيل لأحمد بن حنبل : ما أكثر الداعين لك تغرغرت عيناه وقال : أخاف أن يكون هذا استدراجاً ، رغم أنه كان رحمة الله يصلي في اليوم والليلية ثلاثمائة ركعة . وبعدما كبر وجلد وخرج من السجن بدأ يصلي مائة وخمسين ركعة .

يقول إبراهيم التيمي : ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذباً وقال أيضاً : شيئان قطعا عني لذة الدنيا ذكرت الموت وذكر الوقوف بين يدي الله تعالى .

ودخل العلاء بن محمد على عطاء السلمي وقد غشي عليه فقال لامرأته : ما شأنه ؟ فقال : سجرت جارتنا التنور فنظر إليه فخر مغشياً عليه .

وقال خالد بن خداش : قرئ على عبدالله بن وهب كتاب أهوال القيامة وهو من تأليفه فخر مغشياً عليه ولم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام رحمه الله تعالى ، وخرج مرة يريد صلاة الجمعة فسمع طفلاً في بيت يقرأ قوله تعالى : (وإذا يتحاجون في النار) فأغمي عليه حتى سقط في السكة وحمل إلى بيته .

ويقول مالك بن دينار : لو استطعت أن لا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم . ولو وجدت أعواناً لفرقتهم ينادون في سائر الدنيا كلها أيها الناس : النار ، النار .

عوتب يزيد الرقاشي على كثرة بكائه وقيل له : لو كانت النار خلقت لك مازدت على هذا ؟! فقال : وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الإنس والجن .

قال رجل لأحد السلف : مالي أرى عينيك لا تجف ؟ قال : لو لم يتوعدني الله إلا أن يسجنني في الحمام لكنت حرياً أن لا تجف لي عين ، فما بالك أخي من يتوعده الملك الجبار بسجن في نار جهنم ؟! أليس حري أن يطول حزنه ويزيد بكاؤه ويعلن توبته .

يقول ابن القيم :

يامغروراً بالأماني : لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها ، وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل له ، وأمر بإشباع الظهر سياطاً بكلمة قذف أو بقطرة مسكر . وقطع عضواً من أعضائك بثلاثة دراهم ، فلا تأمنه أن حبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيك (ولا يخاف عقباها) ودخلت امرأة النار في هرة حبستها ، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة فإذا كان عند الموت جار بالوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار ، العمر بآخره والعمل بخاتمته . أ.هـ.

عن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال : عدت عبدالله بن حنظلة يوماً من علته ، فتلا رجل عنده هذه الآية : (لهم من جنهم مهاد ومن فوقهم غواش) فبكى حتى ظننت أن نفسه ستخرج ، وقال : صاروا بين أطباق النار ثم قام على جليه فقال قائل : ياعبدالله أقعد ، قال : منعني ذكر جنهم القعود ولا أدري لعلي أحدهم .

قال الفضيل بن عياض : إذا قيل لك : هل تخاف الله؟ فاسكت ، فإنك إن قلت : نعم كذبت وإن قلت لا ، كفرت .

والكثير في هذا الزمان لو سئل لأجاب بالجواب الأول وهو مقيم على المعاصي مصر على كبيرة مستغرق في صغيرة ؟! فأين الخوف من الله وأين التفكر في المال والمعاد والجزاء والحساب .


أخي الحبيب :

إن الدنيا عند السلف الصالح رحمهم الله معبر للآخرة ما رأوا أمراً إلا تمثلت أمامهم الآخرة وما وقفوا بموقف إلا تذكروا الموقف الأكبر يوم القيامة ، إنها والله حياة القلوب ، وبالغرم مما كانوا عليه من زهد وعمل وعلم فإنهم كانوا يخافون من الله خوفاً شديداً حتى تساقطت منهم الدموع وتشققت منهم الأقدام من طول القيام ، لقد كانوا والله أهل خشية لله ومراقبة له في كل أحوالهم (يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) لقد خافوا هذا اليوم العظيم يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة .

يقول الحسن البصري : ما ظنك بيوم قاموا فيه على أقدامهم خمسين ألف سنة ، لا يأكلون فيه أكله ولا يشربون فيه شربة ، حتى إذا انقطعت أعناقهم عطشاً واحترقت أجوافهم جوعاً أنصرف بهم إلى النار – يقصد العصاة والمجرمين والكفار – فسقوا من عين آنية قد آن حرها واشتحد لفحها .

قال ابن عون : لا تثق بكثرة عملك فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا ؟! ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكفرت عنك أم لا ؟! إن عملك مغيب عنك كله .

وقال الحسن : أدركت أقواماً لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أمن لعظم الذنب في نفسه . وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه ، فضيعوا أمره ، ونسوا أنه شديد العقاب وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين ، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند .

قال ابن تيمية : كل عاص لله فهو جاهل ، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله ، وإنما يكون جاهلاً لنقص خوفه من الله ، إذ لو تم خوفه من الله لم يعصه .

وقال أبو سليمان الداراني : قلت لأم هارون العابدة : أتحبين أن تموتي ؟ قالت : لا . قلت : ولم؟!قالت : والله لو عصيت مخلوقاً لكرهت لقاءه فكيف بالخالق جل وعلا !!

وقال صالح المري : كان عطاء السلمي قد اجتهد في العبادة حتى انقطع فصنعت له شربة سويق فلم يشرب ، وقال : إني والله كلما هممت بشربها ذكرت قوله تعالى : (وطعاماً ذات غصة وعذاباً أليماً) فلم أقدر ، فقلت أنا في واد وأنت في واد .

كانت أم الربيع بن خيثم إذا رأت قلقه في الليل قالت : يابني لعلك قتلت قتيلاً ؟ فيقول : يا أماه قتلت نفسي .

قال علقمة بن قيس لأبي نعمي وكان من أفضل العابدين : لم تعذب هذا الجسد ؟ قال : راحة هذا الجسد أريد .

وقف مطرف بن عبدالله بن الشخير وبكر بن عبدالله الزمني يوم عرفة فقال مطرف : اللهم لا تردهم من أجلي ، وقال بكر : ما أشرفه من مقام لولا أني فيهم … ،

وقام الفضيل بن عياض بعرفة فشغله البكاء عن الدعاء فلما كادت الشمس تغرب قال : واسوأتاه منك وإن عفوت !! .



أخي الحبيب :

هذه صفة المؤمنين الذين تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله والذين يبكون إذا تذكروا عيبوهم وذنوبهم ، والذين تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدون ربهم خوفاً وطمعاً ، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، فأين نحن من هؤلاء القوم ؟ ، لقد سار هؤلاء القوم ورجعنا ، ووصلوا وانقطعنا ، وأجابوا الداعي وامتنعنا ، قاموا لخوف القيامة باتباع الأوامر واجتناب النواهي ، يشكون جرح الذنوب أطار خوف النار نومنهم ، وأطال ذكر العطش الأكبر صيامهم ، إذا ذكروا العفو طاب العيش وإذا تصوروا العذاب جاء الطيش .

كان فضالة بن صيفي كثير البكاء فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته : ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد!! .

ونحن أخي الحبيب مثله أصحاب سفر طويل ورحلة شاقة ولكن أين الزاد ؟؟

الزاد هو قصر الأمل في الدنيا والتزود للآخرة بالأعمال الصالحة ، إنها رحلة بدأت وستنتهي ، إننا نسير في دنيا كأضغاث أحلام ، وكظل زائل ، زمن يسير ، ثم نتوقف في موقف عظيم يوم يبعث ما في القبور ويحصل ما في الصدور، فلا تطمئن أخي حتى تعلم أين مسكنك وقصرك ومستقرك ومنزلك .

وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى وجعلنا جميعاً ممن يخافونه ويخشونه حق خشيته والله أعلم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ورقات دعوية
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
ما أشد حاجتنا لمن يزيل صدأ قلوبنا

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 

الملتقى الجنة

مزمار ألماسي
17 مارس 2006
1,412
0
0
أخي الخزاعي جزاك الله الفردوس الأعلى على مرورك الكريم
ولا حرمنا مرافقتك في الفردوس الأعلى
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع