إعلانات المنتدى


طبقات الصوت

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

قطوف المرجان

مزمار فعّال
24 مايو 2007
136
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

السلام

أولا, دعنا نعرف طبقة الصوت. بل دعنا نعرف الصوت.

الصوت: هو ما ينتج عند مرور الهواء من الرئة بالحبال الصوتية التي تهتز بسرعة معينة. مثال: خذ سيرا مطاطيا, واربط طرفيه بعودين, وليكن بين العودين مسافة معينة. ثم احضر مروحة كهربائية ووجها نحو السير المربوط. شغل المروحة واجذب السير جذبا شديدا ثم اتركه. سينتج ذلك صوتا. فإن لم يكن السير مرنا (مطاطيا) كان الصوت الناتج حادا. وإن كان السير مرنا, كان الصوت الناتج فخما رخيما. أما قوة الصوت, أعاليا هو أو خافت, فهذا يعتمد على كمية الهواء الموجه نحو السير. فإن كانت المروحة تدور دورانا سريعا, سيكون الصوت عاليا. وإن كانت تدور دورانا بطيئ, كان الصوت خافتا.

وكذلك صوت الإنسان. فالسير هو الحبال الصوتية في حنجرة الإنسان. والمروحة هي الرئتان.

أما تعريف الطبقة الصوتية: فهو سرعة اهتزاز الحبال الصوتية ومرونتها.

مثلا: لو أن السير المطاطي في المثال السابق اهتز ألف اهتزازة في الثانية, لكان الصوت الناتج أشبه بالصرير. ولو أنه اهتز مائة اهتزازة في الثانية, لكان الصوت الناتج فخما رخيام. كذلك صوت الإنسان, فإن عدد اهتزازت الحبال الصوتية في الثانية هو الذي يحدد طبقة الصوت.

هذا الجانب النظري لعملية الصوت. أما الجانب العملي, فلكي يتسنى لإي شخص التحكم بطبقات صوته, عليه أولا أن يميز بين الطبقات المختلفة في الصوت. أي, عليه أن يمرن أذنه قبل حباله الصوتية, حتى يتمكن من التمييز بين طبقة الصوت الوسطى, والسفلى, والعليا. وبعد أن يتعدى تلك المرحلة, يستطيع الشروع بتدريب حباله على الطبقات المختلفة.

والسبب في ذلك بسيط وسأضرب مثالا لتقريبه للذهن. الأنسان الذي يولد أصم يكون أبكم (أخرس) أيضا, حتى وإن كان صندوق الصوت وحباله الصوتية سالمة, إلا أنه لن يستطيع الكلام. ذلك لأن أذنه لا تعرف أصوات الحروف لأنها لم تسمعها من قبل. لذا, فالعقل لا يستطيع أن ينتج أصواتا مفهومة كأصوات الناس الآخرين.

كذلك الحال في الطبقات الصوتية. فأنت إن لم تستمع إليها وتميز بينها لن تستطيع أن تجيدها.

وأفضل تمرين هو كثرة الإستماع إلى سلالم المقامات (الدو والري الخ) وأن تحاول أن تقلدها. ف فتقرأها صعودا ونزولا, حتى تستوعب أذنك الفرق بين الدو والري والمي بيمول والفا دييز...وهلم جرا. وبعد ذلك تحاول تطبيقها على نص من النصوص.

وأعلم أنك كي تخرج طبقة الدو قرار مثلا, عليك أن تحرك حبالك الصويتة بسرعة معينة. وإن أردت أن تخرج طبقة الري, عليك أن تحرك حبالك الصوتية بسرعة أكبر.

أتمنى أن أكون قد نفعتك.

تحياتي
 

وضاح

مزمار فعّال
10 أغسطس 2006
72
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

أيش يعني العقل اللاهوتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 

نوري التاورغي

مزمار ذهبي
28 مارس 2007
850
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

الأصوات في اللغة

الأصوات في اللغة ، نابع عن تحولات المجتمعات البشرية من ساذجة إلى متطورة ، أو من بدائية إلى متحضرة ، وما يرافق هذا التحول من تحول بالعلاقات الاجتماعية ، والمناخ القومي العام ، مما ينطبع أثره على الظواهر الاجتماعية وأبرزها اللغة لأنها أكبر ظواهره التفاهمية والتخاطبية ، فتتحول تدريجياً إلى لغة متطور في كثير من أبعادها المرتبطة بتطور مجتمعها ، إذ لا يمكن أن ينفصل التفكير في تحول مسار لغة ما عن التفكير في تحوّل مسار متكلمي تلك اللغة ، فاللغة في تطورها جزء لا يتجزأ من المحيط في تطوره ، وليس بالضرورة التطور إلى الأفضل بل قد تتطور اللغة إلى شيء آخر يعود بها التدهور والانحطاط ، تفقد فيه جملة من خصائصها الفنية أو الصوتية أو الجمالية ، وتنسلخ فجأة عن ملامحها الذاتية وتستبدلها بما هو أدنى قيمة لغوية .
وقد تزدهر ازدهاراً يفوق حد التصور إذا كانت بسبيل من حماية أصالتها كما هي الحال في اللغة العربية إذ يحرسها القرآن العظيم .
التحول التأريخي هذا لا يعنينا الاهتمام بأمره كثيراً في ظاهرة الصوت اللغوي ، وإنما تعنى هذه الدراسة بالشق الآخر من التحول وهو التحول التركيبي الذي ينشأ عادة نتيجة لظواهر تغيير أصوات اللغة الواحدة ، واستبدال صوت منها بصوت آنياً أو دائمياً ، فما استجاب للإبدال الصوتي الموقت يطلق عليه مصطلح المماثلة ، وما استجاب للإبدال الصوتي الدائم يطلق عليه مصطلح المخالفة . هذا ما يبدو لي في التحول التركيبي ، وهذه علة هذين المصطلحين ، وقد يوافق هذا الفهم قوماً ، وقد لا يرتضيه قوم آخرون ، ولكنه ما توصلت إليه في ظاهرتي المماثلة والمخالفة في التراث العربي واللغة منه بخاصة .
أ ـ المماثلة : Assimilation ، ظاهرة أصواتية تنجم عن مقاربة صوت لصوت ، فكلما اقترب صوت من صوت آخر ، اقتراب كيفية أو مخرج ، حدثت مماثلة ، سواء ماثل أحدهما الآخر أو لم يماثله .
والمماثلة أنواع أبرزها :
1 ـ المماثلة الرجعية ، ومعناها : أن يماثل صوت صوتاً آخر يسبقه .


2 ـ المماثلة التقدمية ، ومعناها : أن يماثل الصوت الأول الصوت الثاني .
3 ـ المماثلة المزدوجة ، ومعناها : أن يماثل صوت الصوتين اللذين يحوطانه(1) .
والمماثلة في أنواعها متناسقة الدلالة في اللغة العربية في حالات الجهر والهمس ، والشدة والرخاوة ، والانطباق والانفتاح ، مما يتوافر أمثاله في مجال الصوت ، وتنقل مجراه .
إن انتقال حالة الجهر في الصوت العربي إلى الهمس في المماثلة الرجعية شائع الاستعمال في أزمان موقوتة لا تتعداها أحياناً إلى صنعة الملازمة والدوام ، وإنما تتبع حالة المتكلم عند الممازجة بين الأصوات أو في حالة الإسراع ، وهناك العديد من الكلمات العربية قد أخضعت لقانون المماثلة الرجعية ، وهي أوضح فيما اختاره عبدالصبور شاهين ، فالكلمة ( أخذت ) مثلاً مما نظّر له عنها ، ( أخذت ) حينما تنطق آنياً ( أخَتُ ) فقد آثرت التاء في ( أخذت ) وهي مهموسة ، في الذال قبلها وهي مجهورة ، فأفقدتها جهرها ، وصارت مهموسة مثلها ، وتحولت إلى تاء ، ثم أدغم الصوتان .
أما عن المماثلة التقدمية ، فإن في العربية باباً تقع فيه هذه المماثلة بصورة قياسية ، في صيغة « افتعل ـ افتعالاً » حيث يؤثر الصامت الأول في الثاني ، قال تعالى : ( واًدّكَرَ بَعدَ أمَّة أنَا أنَبّئُكُم بتَأويله فَأَرسلُون ) (2) . الفعل : هو ذكر ، وصيغة ( افتعل ـ افتعالاً ) منه ( إذتكر ـ إذتكاراً ) إذ تزاد الألف في الأول ، والتاء تتوسط بين فاء الفعل وعينه ، فيكون الفعل ( إذتكر ) والذال مجهورة ، والتاء مهموسة ، فتأثرت التاء بجهر الذال ، فعادت مجهورة ، والتاء إذا جهر بها عادت دالاً ، فتكون : ( إذ دكر ) والدال تؤثر في الذال بشدتها ، فتتحول الذال من صامت رخو إلى صامت شديد ( دال ) ثم تدغم الدالان ، فتكون « إدَّكَرَ »(3) .
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 141بتصرف وأختصار .
(2) يوسف : 45 .
(3) ظ : عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 145 بإضافة وتصرف .
ب ـ وأما المخالفة : Dissimilation فتطلق عادة على أي تغيير أصواتي يهدف إلى تأكيد الاختلاف بين وحدتين أصواتيتين ، إذا كانت الوحدات الأصواتية موضوع الخلاف متباعدة (1) أو تؤدي إلى زيادة مدى الخلاف بين الصوتين (2 ) .
وقد وهم الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله بعدّه علماء العربية القدامى لم يفطنوا لظاهرة المخالفة في الأصوات ولم يعنوا بها عناية بالغة (3) .
بينما يدل الاستقراء المنهجي لعلم الأصوات عند العرب أن قوانين علم الصوت العربي لم تفتها ظاهرة المخالفة بل تابعتها بحدود متناثرة في كتب اللغة والنحو والتصريف ، وهو ما فعله علماء العربية في التنظير للمخالفة تارة ، وبدراستها تارة اخرى ، منذ عهد الخليل بن أحمد ( ت : 175 هـ ) حتى ابن هشام الأنصاري ( ت : 761 هـ ) .
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين « عرفت العربية ظاهرة المخالفة في كلمات مثل : تظنّن ، حيث توالت ثلاث نونات ، فلما استثقل الناطق ذلك تخلص من أحدها بقلبها صوت علة فصارت : تظنى .. ولها أمثلة في الفصحى مثل : نفث المخ : أنفثته نفثاً ، لغة في نقوته ، إذا استخرجته ، كأنهم أبدلوا الواو تاءّ » (4) .
وهذا ما ذهب إليه الأستاذ فندريس في ظاهرة المخالفة صوتياً ، وكأنه يترجم تطبيق العرب بأن « يعمل المتكلم حركة نطقية مرة واحدة ، وكان من حقها أن تعمل مرتين » (5) . فإذا تركنا هاتين الظاهرتين إلى مصطلحين صوتيين آخرين يعنيان بمسايرة تطور الصوت في المقطع أو عند المتكلم ، وهما : النبر والتنغيم ، لم نجد العرب في معزل عن تصورهما تصوراً أولياً إن لم يكن تكاملياً ، وإن لم نجد التسمية الاصطلاحية ، ولكننا قد نجد مادتها التطبيقية في شذرات ثمينة .
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 148 .
(2) ظ : تمام حسان ، مناهج البحث في اللغة : 134 .
(3) ظ : إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية : 211 .
(4) عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 150 .
(5) فندريس ، اللغة : 94 .

النبر يُعنى عادة بمتابعة العلو في بعض الكلمات لأنه لا يسم وحدة أصواتية واحدة ، بل منظومة من الوحدات الأصواتية (1) .
والتنغيم ـ كما أفهمه ـ يعني عادة بمتابعتة صوت المتكلم في التغيرات الطارئة عليه أصواتياً بما يلائم توقعات النفس الإنسانية للتعبير عن الحالات الشعورية واللاشعورية .
وكان المستشرق الألماني الدكتور براجشتراس قد وقف موقف المتحير حيناً ، والمتسائل حيناً آخر ، من معرفة علماء العربية بمصطلح النبر ، فهو لم يعثر على نص يستند عليه ، ولا أثر يلتجىء إليه في إجابة العربية عن هذا الأمر (2) .
والحق أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود كما يقال ؛ غير أن القدماء من العرب لم يدرسوا النبر في تأثيره في اللغة ، بل لأنه يعنى بضغط المتكلم على الحرف ، وبذلك ربطوه بالتنغيم أحياناً ، وبالإيقاع الذي يهز النفس ، ويستحوذ على التفكير ، وقد اختار عبد الصبور شاهين مقطعاً من خطبة تروى لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أثبتها وعقب عليها ، قال الإمام علي فيما روي عنه : « من وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال : فيم ؟ فقد ضمَّنه ، ومن قال : علام ؟ فقد أخفى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شيء لا بمقارنة ، وغير كل شيء لا بمزاولة » . وللقارىء أن يتخيل أداء هذه الجمل المتتابعة موقعة على نحو يشد إليها أسماع الناس ، ويستأثر بإعجابهم » (3) .
الحق أن اللحاظ المشترك بين النبر والتغنيم عند العرب القدامى يجب أن يكون موضع عناية من الناحية النظرية ، مع فرض توافره تطبيقاً
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 187 .
(2) ظ : براجشتراسر ، التطور النحوي : 46 .
(3) عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 200 .


قرأنياً في سور متعددة ، وخطابياً عند النبي عليه السلام والأئمة والصحابة وفصحاء العرب في جملة من الخطب .
اتضح لزميلنا الدكتور خليل العطية أن ابن جني ( ت : 392 هـ ) في عبارته ( التطويح والتطريح والتفخيم والتعظيم ) (1) يمكن أن يشار عنده بها إلى مصطلحي النبر والتنغيم ، بما تتفتّق معاني ألفاظ العبارة من دلالات لغوية فقال :
« وتشير ألفاظ التطويح والتطريح والتّفخيم من خلال معانيها اللغوية إلى رفع الصوت وانخفاضه والذهاب به كل مذهب ، وهي على هذا إشارة الى النبر ، وليس النبر غير عملية عضوية يقصد فيها ارتفاع الصوت المنبور وانخفاضه ، كما أن تمطيط الكلام ، وزوي الوجه وتقطيبه ، مظهر من المظاهر التي تستند عليها ظاهرة التنغيم » (2) .
فإذا نظرنا إلى تعريف التنغيم عند الأوروبيين بأنه « عبارة عن تتابع النغمات الموسيقية أو الإيقاعات في حدث كلامي معين » (3) ، ثبت لدينا أن هذا التعريف الفضفاض لا يقف عند حدود في التماس ظاهرة التنغيم وضبطها ، لأن تتابع النغمات والإيقاعات بإضافتها إلى الحدث الكلامي تختلف في هبوطها وصعودها نغماً وإيقاعاً ، فهي غير مستقرة المستويات حتى صنف مداها عند الدكتور تمام حسان إلى اربعة منحنيات : « مرتفع وعال ومتوسط ومنخفض » (4) .
و معنى هذا أن ليس بالإمكان قياس مسافة التنغيم ليوضع له رمز معين ، أو إشارة معلمة عند العرب ، لهذا فقد كان دقيقاً ماتوصل إليه زميلنا الدكتور طارق الجنابي باعتباره التنغيم « قرينة صوتيية لا رمز لها ، أو يعسر أن تحدد لها رموز ، ومن ثم لم يكن موضع عناية اللغويين القدامى ، ولكنه وجد من المحدثين اهتماماً خاصاً بعد أن أضحت اللغات المحكية
____________
(1) ابن جني ، الخصائص : 2|370 .
(2) خليل إبراهيم العطية ، في البحث الصوتي عند العرب : 67 وما بعدها .
(3) ماريو باي ، أسس علم اللغة : 93 .
(4) ظ : تمام حسان ، اللغة العربية معناها ومبناها : 229 .

موضع دراسة في المختبرات الصوتية » (1) .
وفقدان موضع العناية لا يدل على فقدان الموضوع ، فقد كان التنغيم مجال دراسة لجملة من فنون العربية في التراكيب والأساليب ، في تركيب الجملة لدى تعبيرها عن أكثر من حالة نفسية ، وأسلوب البيان لدى تعبيره عن المعنى الواحد بصور متعددة ، وهذا وذاك جزء مهم في علمي المعاني والبيان نحواً وبلاغة ؛ وهي معالم أشبعها العرب بحثا وتمحيصاً ، وإن لم يظهر عليها مصطلح التنغيم .
____________
(1) طارق عبد عون الجنابي ، قضايا صوتية في النحو العربي : « بحث » .

نظرية الصوت اللغوي
وليس جديداً القول بسبق العرب إلى تأصيل نظرية الصوت اللغوي ، واضطلاعهم بأعباء المصطلح الصوتي منذ القدم ، لقد كان ما قدمناه في « منهج البحث الصوتي عند العرب » وإن كان جزئي الإنارة ، فإنه كاف ـ في الأقل ـ للتدليل على أصالة هذا المنهج ، وصحة متابعته الصوتية في أبعاد لا يختلف بها إثنان .
نضيف إلى ذلك ظاهرة صوتية متميزة في أبحاث العرب لم تبحث في مجال الصوت ، وإنما بحثت في تضاعيف التصريف ، ذلك أن صلة الأصوات وثيقة في الدرس الصّرفي عند العرب في كل جزئياته الصوتية ، فكان ما توصل إليه العرب في مضمار البحث الصرفي عبارة عن استجابة فعلية لمفاهيم الأصوات قبل أن تتبلور دلالتها المعاصرة ، فإذا أضفنا إلى ذلك المجموعة المتناثرة لعناية البحت النحوي بمسائل الصوت خرجنا بحصيلة كبيرة متطورة تؤكد النظرية الصوتية في التطبيق مما يعد تعبيراً حيّاً عن الآثار الصوتية في أمهات الممارسات العربية في مختلف الفنون .
« ولقد كان للقدماء من علماء العربية بحوث في الأصوات اللغوية شهد المحدثون الأوروبيين أنها جليلة القدر بالنسبة إلى عصورهم ، وقد أرادوا بها خدمة اللغة العربية والنطق العربي ، ولا سيما في الترتيل القرآني ، ولقرب هؤلاء العلماء من عصور النهضة العربية ، وإيصالهم بفصحاء العرب كانوا مرهفي الحسّ ، دقيقي الملاحظة ، فوصفوا لنا الصوت العربي وصفاً أثار دهشة المستشرقين وإعجابهم » (1) .
____________
(1) إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية : 5 .
وهذه البحوث الصوتية التي سبق إليها علماء العربية فأثارت دهشة المستشرقين ، وأفاد منها الأوروبيين في صوتياتهم الدقيقة التي اعتمدت أجهزة التشريح ، وقياس الأصوات في ضوء المكتشفات ، قد أثبتت جملة من الحقائق الصوتية ، كان قد توصل إليها الأوائل عفوياً ، في حسّ صوتي تجربته الذائقة الفطرية ، وبعد أن تأصلت لديهم إلى درجة النضج ، قدّمت منهجاً رصيناً رسّخ فيه المحدثون حيثيثات البحث الصوتي الجديد في المفردات والعرض والأسلوب والنتائج على قواعد علمية سليمة .
لقد قدم العرب والمسلمين مفصّلاً صوتياً مركباً من مظاهر البحث الصوتي يمثل غاية في الدقة والتعقيد ، لم يستند إلى أجهزة متطورة ، بل ابتكرته عقول علمية نيرة ، وأذهان صافية ، تجردت للحقيقة ، وتمحضت للبحث العلمي ، مخلصة فيه النية ، وكانت الخطوط العريضة لهذا العطاء على وجه الإجمال عبارة عن مفردات هائلة ، ونظريات متراصة ، يصلح أن يشكل كل عنوان منها فصلاً من باب ، أو باباً في كتاب ، يستقرىء به الباحث ما قدمه علماء العربية من جهد صوتي متميز واكبه الغربيون بعد ان عبّد طريقه العرب والمسلمون ، هذه المفردات في عنوانات ريادية تمثل الموضوعات الآتية في نظرية الصوت :
1 ـ ظاهرة حدوث الصوت .
2 ـ معالم الجهاز الصوتي عند الإنسان .
3 ـ أنواع الأصوات العالمية .
4ـ درجات الأصوات في الاهتزازات .
5 ـ بدايات الأصوات عند المخلوقات.
6 ـ علاقة الأصوات باللغات الحيّة .
7 ـ أعضاء النطق وعلاقتها بالأصوات .
8 ـ الأصوات الصادرة دون أعضاء نطق .
9 ـ علاقة السمع بالأصوات .
10 ـ مقاييس الأصوات امتداداً أو قصراً .
11 ـ تسميات الأصوات وأصنافها .
12 ـ الأصوات الزائدة على حروف المعاجيم .
13ـ الزمان والصوت ( مسافت الصوت ) .
14ـ المكان والصوت ( مساحة الصوت ) .
15 ـ المقاطع الصوتية بالإضافة إلى مخارج الأصوات .
16 ـ النقاء الصوتي .
17 ـ الموسيقي والصوت .
18 ـ العروض والصوت .
19 ـ النبر والصوت .
20 ـ التنغيم والصوت .
21 ـ التقريب بين الأصوات .
22 ـ الرموز الكتابية والأصوات .
23 ـ إئتلاف الحروف وعلاقته بالأصوات .
هذه أهم مفردات المصطلح الصوتي في نظرية الصوت اللغوي عند العرب توصلنا إليها من خلال عروض القوم في كتبهم ، وطروحهم في بحوثهم ، وأن لم يشتمل عليها كتاب بعينه ، وإنما جاءت استطراداً في عشرات التصانيف ، ونحن لا نريد حصرها بقدر ما نريد من التنبيه ، أن هذه الموضوعات التي سبق إليها العرب ، هي التي توصل إليها الأوروبيين اليوم ، ومنها استقوا معلوماتهم الأولية ، ولكنهم أضافوا وجددوا وأبدعوا ، وتمرست عندهم المدارس الصوتية الجديدة ، تدعمها أجهزة العلم ، والأموال الطائلة ، والخبرات الناشئة ، مع الصبر على البحث ، والأناة في النتائج .
لقد كان ما قاله المرحوم الأستاذ مصطفى السقا وجماعته في مقدمتهم لسر صناعة الإعراب ملحظاً جديراً بالاهتمام ... « والحق أن الدراسة الصوتية قد اكتملت وسائلها وموضوعاتها ومناهجها عند الأوروبيين ، ونحن جديرون أن نقفو آثارهم وننتفع بتجاربهم ، كما انتفعوا هم بتجارب الخليل وسيبويه وابن جني وابن سينا في بدء دراساتهم للأصوات اللغوية » (1) . فالأوروبيون أفادوا من خبراتنا الأصيلة . فهل نحن منتفعون ؟
لقد توصل العرب حقاً إلى نتائج صوتية مذهلة أيدها الصوت الغوي الحديث في مستويات هائلة نتيجة لعمق المفردات الصوتية التي خاض غمارها الروّاد القدامى ، وقد أيد هذا التوصل إثنان من كبار العلماء الأوروبيين هما : المستشرق الألماني الكبير الدكتور براجشتراسر ، والعالم الانكليزي اللغوي المعروف الأستاذ فيرث .
أ ـ يقول الدكتور براجشتراسر في معرض حديثه عن علم الأصوات :
« لم يسبق الأوروبيين في هذا العلم إلا قومان : العرب والهنود » (2) .
ب ـ ويقول الأستاذ فيرث :
« إن علم الأصوات قد نما وشب في خدمة لغتين مقدستين هما : السنسكريتية والعربية » (3) .
والعرب مقدمون على الهنود في النص الأول لأنهم أسبق ، والسنسكريتية في النص الثاني لغة بائدة آثارية ، والعربية خالدة .
و ـ أقف عند رأيين في نظرية الصوت اللغوي :
الأول : توصل الدكتور العطية « أن بعض مباحث العرب في البحث الصوتي داخلة في ( علم الصوت : phonetics ) لاشتماله على دراسة التكوين التشريحي لجهاز النطق والصوت ومكوناته وعناصره وصفاته العامة والخاصة على مستوى المجموعة البشرية . كما أن بعض جوانب ( علم الصوت
____________
(1) مصطفى السقا وآخرون ، سر صناعة الاعراب ، مقدمة التحقيق : 19 .
(2) براجشتراسر ، التطور النحوي : 57 .
(3) ظ : أحمد مختار عمر ، البحث اللغوي عند العرب : 101 وانظر مصدره .
الوظيفي phonolgy ) تبدو جلية في دراسة قوانين التأثر و التأثير ، واستكناه النبر والتنغيم ، وطول الصوت وقصره ، سواء أكان طوله صفة دائمة أم آنية عارضة » (1) .
الثاني : إن الصوت قد فرض نفسه عند العرب في دراسات قد لا تبدو علاقتها واضحة بالصوت ، وقد وقف الدكتور الجنابي عند جملة « من مسائل النحو عرض لها النحويون وتأولوها ، واعتلوا لها بعلل لا تقنع باحثاً ، ولا ترضي متعلماً ، ولكن التفسير الصوتي هو الذي يحل الإشكال ويزيل اللبس بمعزل عن القرائن أو العلاقات المعنوية بين المفردات ، فلا صلة للتغيير الحركي بالفاعلية والمفعولية مثلاً ، ولا رابطة له بالأساليب . وإنما هو لون من الانسجام مع التغيير التلقائي الذي أشرت إليه » (2) .
هذان الرأيان نلمح بهما تمكن الدرس الصوتي عند العرب ، فجملة مباحثهم صوتياً داخلة في علوم الصوت ، وما لم يجدوا له تعليلاً فيحل إشكاله التفسير الصوتي ، وهذان ملحظان جديران بالتأمل .
أما خلاصة تجارب الأروبيين في المصطلح الصوتي فقد كانت نتيجة حرفية لمداليل النظرية الصوتية عند العرب في نتائج ما توصل إليه علماؤهم الأعلام .
هذه النظرية الصوتية عند العرب عبارة عما توصل إليه العرب من خلال تمرسهم وتجاربهم بنظريات نحوية وصرفية وبيانية وصوتية وإيقاعية وتشريحية شكلت بمجموعها « نظرية الصوت » وهي في تصور تخطيطي تشمل المنظور الآتي :
أ ـ النظرية العربية في الأبجدية الصوتية على أساس المخارج والمدارج والمقاطع كما عند الخليل وسيبويه والفرّاء .
ب ـ النظرية العربية في أجهزة النطق وأعضائه ، وتشبيهه بالناي تارة ، وبالعود في جسّ أوتاره تارة أخرى كما عند ابن جني .
____________
(1) خليل إبراهيم العطية ، في البحث الصوتي عند العرب : 108 .
(2) طارق عبد عون الجنابي ، قضايا صوتية في النحو العربي « بحث » .

ج ـ النظرية العربية في التمييز بين الأصوات عن طريق إخفاء الصوت .
د ـ النظرية العربية في ربط الإعلال والإبدال ، والترخيم والتنغيم ، والمدّ والأشمام بعميلة حدوث الأصوات وإحداثها .
هـ ـ النظرية العربية في التلاؤم بين الحروف وأثره في سلامة الأصوات ، والتنافر فيها وأثره في تنافر الأصوات .
و ـ النظرية العربية في أصول الأداء القرآني ، وعروض الشعر والإيقاع الموسيقي ، وعلاقة ذلك بالأصوات .
زـ النظرية العربية في التوصل إلى معالجة التعقيدات النحوية ، والمسوغات الصرفية في ضوء علم الأصوات .
هذا العرض الإشاري لنظرية الصوت اللغوي ، يكفي عادة للتدليل على أصالة النظرية عند العرب ، دون حاجة إلى استجداء المصطلحات الأجنبية ، أو استحسان الجنوح إلى الموارد الأوروبية ، فبحوث العرب في هذا المجال متوافرة ، وقد يقال إن التنظيم يعوزها ، وأنها تفتقر إلى الترتيب الحديث ، للاجابة عن هذه المغالظة نضع بين أيدي الباحثين المنصفين : الفصل الثاني من هذا الكتاب بين يدي الموضوع ، والذي أطمح أن يكون مقنعاً بأمانة وإخلاص في إثبات تنظيم البحث الصوتي ، وسلامة مسيرة الصوت اللغوي ، وموضوعية العرض دون تزيد أو ابتسار في علم الأصوات وعالمها .
والله ولي التوفيق .

الخليل ومدرسته الصوتية
ذهب استاذنا الدكتور المخزومي : « أن الخليل أول من التفت إلى صلة الدرس الصوتي بالدراسات اللغوية الصرفية ، الصرفية والنحوية ، ولذلك كان للدراسة الصوتية من عنايته نصيب كبير ، فقد أعاد النظر في ترتيب الأصوات القديمية ، الذي لم يكن مبنياً على أساس منطقي ، ولا على أساس لغوي ، فرتبها بحسب المخارج في الفم ، وكان ذلك فتحاً جديداً ، لأنه كان منطلقاً إلى معرفة خصائص الحروف وصفاتها » (1) .
لم تكن هذه الأولية اعتباطية ، ولا الحكم بها مفاجئاً ، فهما يصدران عن رأي رصين لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت : 175 هـ ) هو أول من وضع الصوت اللغوي موضع تطبيق فني في دراسته اللغوية التي انتظمها كتابه الفريد ( العين ) بل هو أول من جعل الصوت اللغوي أساس اللغة المعجمي ، فكان بذلك الرائد والمؤسس .
لا أريد التحدث عن أهمية كتاب العين في حياة الدرس اللغوي ولكن أود الإشارة أن كتاب العين ذو شقين : الأول المقدمة ، والثاني الكتاب بمادته اللغوية وتصريفاته الإحصائية المبتكرة التي اشتملت على المهمل والمستعمل في لغة العرب .
والذي يعنينا في مدرسة الخليل الصوتية مواكبة هذه المقدمة في منهجيتها لتبويب الكتاب ، وبيان طريقته في الاستقراء ، وإبداعه في
____________
(1) المخزومي ، في النحو العربي ، قواعد وتطبيق : 4 .
الاحصاء ، ورأيه في الاستنباط ومسلكية التصنيف الجديد ، والأهم الذي نصبو إليه « إن مقدمة العين على إيجازها ؛ أول مادة في علم الأصوات دلت على أصالة علم الخليل ، وأنه صاحب هذا العلم ورائده الأول » (1).
يبدأ الخليل المقدمة بالصوت اللغوي عند السطر الأول بقوله : « هذا ما ألفه الخيل بن أحمد البصري من حروف :
أ . ب . ت . ث . . . » (2) .
وأضاف أنه لم يمكنه « أن يبتدئ التأليف من أول : أ ، ب ، ت ، ث ، وهو الألف ، لأن الألف حرف معتل ، فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدئ بالثاني ـ وهو الباء ـ إلا بعد حجة واستقصاء النظر ، فدبّر ونظر إلى الحروف كلها ، وذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق ، فصيّر أولاها بالابتداء أدخل حرف في الحلق » (3) .
ومعنى هذا أن الخليل قد أحاط بالترتيب ( الألفبائي ) من عهد مبكر ، ولم يشأ أن يبتديء به مع اهتدائه إليه ، لأن أول حرف في هذا النظام حرف معتل ، ولا معنى أن يبتدىء بما يليه وهو الباء لأنه ترجيح بلا مرجح ، وتقديم دون أساس ، فذاق الحروف تجريبياً ، فرأى أولاها بالابتداء حروف الحلق ، وذاقها مرة أخرى ، فرأى ( العين ) أدخل حرف منها في الحلق ، بل في أقصى الحلق .
قال ابن كيسان : ( ت :299 هـ ) سمعت من يذكر عن الخليل أنه قال : « لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف ، ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة لا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مبدلة ، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفية لا صوت لها ، فنزلت إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء ، فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف » (4) .
____________
(1) مقدمة التحقيق لكتاب العين :1|10 .
(2) الخليل : كتاب العين : 1|47 .
(3) نفس المصدر :1|47 .
(4) السيوطي : المزهر : 1|90 .
وإذا صح ما نقله ابن كيسان ، وستجد في البحث ما يتعارض معه نوعاً ما ـ فالخليل يعتبر الهمزة والألف في الحيز الأول لأصوات حروف المعجم ، ولكنه ينتقل إلى الحيز الثاني فيختار الصوت الأنصع بتذوقه للحرف من مخرجه الصوتي ، وهو يوضح طريقته المبدعة بذاك ، فيجرد من نفسه معنياً يتكلم عنه ، فيقول : « وإنما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ، ثم يظهر الحرف نحو : إب ، إت ، إع ، إغ ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ، ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى آخرها وهو الميم » (1) .
ومعنى هذا أنه سار مع الحروف مسيرة مختبرية استقرائية ، ابتداء من أقصى الحلق ، فالحلق ، ومروراً بفضائه ، فالأسنان ، وانتهاء بالشفة فالميم عندها ، لأن الميم أرفع حروف الشفة .
وهذا يدل على ذائقة حسية فريدة ، وصبر عنيف على الاستنتاج ، حتى توصل إلى ما توصل إليه ابتداعاً وابتكاراً ، دون الاستعانة بأي جهاز علمي ، إذ لا جهاز آنذاك ، وهو مالم يثبت العلم التشريحي الحديث بكل أجهزته الدقيقة ، ومختبراته الضخمة خلافاً له فيما يبدو إلا يسيراً (2) .
إن الخليل في ذائقته الصوتية هذه ، قد قلب حروف العربية ، فوضعها في منازل معينة ضمن مخارج صوتية معينة بحسب مدارج مقدرة من أقصى الحلق حتى إطباق الشفة في الميم .
واتضح أن الخليل رحمه الله تعالى قد صنف هذه المخارج إلى عشرة أصناف كالآتي :
1 ـ ع ، ح ، هـ ، خ ، غ .
2ـ ق ، ك .
3 ـ ج ، ش ، ض .
____________
(1) الخليل ، كتاب العين : 1|47 .
(2) ظ : المؤلف ، منهج البحث الصوتي عند العربي : نقد وتحليل : « بحث » .
4 ـ ص ، س ، ز .
5 ـ ط ، د ، ت .
6 ـ ظ ، ث ، ذ .
7 ـ ز ، ل ، ن .
8 ـ ف ، ب ، م .
9 ـ و ، ا ، ي .
10 ـ همزة (1) .
ولم يكتف الخليل بهذا التقسيم الفيزولوجي الدقيق بحسب تذوقه الخاص ، بل نصّ على تسمية كل قسم من هذه الأقسام ، وأفاد اللغات العالمية جمعاء ، بأصل من الأصول الأولى في الاصطلاحات الصوتية دون أن يسبقه إلى ذلك سابق ، بل عوّل عليه فيه كل لا حق .
لقد حدد الخليل كل صنف من اصناف الحروف المعجمية على بنية صوتية متميزة ، تحسها كياناً مستقلاً ، وتتذوقها قاعدة صلبة ، وعلل ذلك على أساس صوتي متكامل ، ووعي بأبعاد هذا الأساس ، فكوّن بذلك نظاماً فريداً غير قابل للرد إذ جاء فيه بضرس قاطع لا يختلف به إثنان ، وسيّر ذلك مسيرة نابضة بالحياة لا يلحقها الهرم ، ولا تعوزها النضارة ، فهي غضة طرية في كل حين ، قال الخليل :
« فالعين والحاء والغين والخاء حلقية ، لأن مبدأها من الحلق .
والقاف والكاف لهويتان ، لأن مبدأها من اللهاة .
والجيم والشين والضاد شجرية ، لأن مبدأها من شجر الفم .
والصاد والسين والزاء أسلية ، لأن مبدأها من أسلة اللسان .
والطاء والتاء والدال نطعية ، لأن مبدأها من نطح الغار الأعلى .

(1) الخليل ، كتاب العين : 1|48 .
والظاء والذال والثاء لثوية ، لأن مبدأها من اللثة .
والراء واللام والنون ذلقية ، لأن مبدأها من ذلق اللسان .
والفاء والباء والميم شفوية ، لأن مبدأها من الشفة .
والياء والواو والألف والهمزة هوائية في حيز واحد ، لأنها لا يتعلق بها شيء (1) .
إن هذه التسميات التشخيصية قد نهضت بكيان كل صوت وعادت به إلى نقطة انطلاقه ، واهتداء الخليل إليها بذهنه المتوهج فطنة وذكاءً ، دون مثال يحتذيه عند من سبقه من علماء العربية كنصر بن عاصم الليثي وأبي عمرو بن العلاء لدليل ناصع على موسوعية فذة ، وعبقرية لا تقاس بالأشباه ، كيف لا وبداية إفاضاته الصوتية مبكرة ومبتكرة .
ختم الخليل هذه المقدمة بما بدأه من ملحظ صوتي ليس غير : « بدأنا في مؤلفنا هذا بالعين ، وهو أقصى الحروف ونضم إليه ما بعده حتى نستوعب كلام العرب الواضح والغريب ، وبدأنا الأبنية بالمضاعف لأنه أخف على اللسان ، وأقرب مأخذاً للمتفهم » (2) . ولمّا كانت هذه المقدمة مشتملة على الإفاضة الصوتية الأولى عند العرب ، فإننا نشير إلى بعض ملامحها بإيجاز وتحديد :
1 ـ لقد أدرك الخليل بفطرته الصافية ، وحسه المتوقد ، أهمية الصوت اللغوي في الدراسات اللغوية المتخصصة ، فأشار إلى أبعادها من ينابيعها الأولى ، فوضع يده على الأصول في انطلاق الأصوات من مخارجها الدقيقة ، وأفرغ جهده الدؤوب في التماس التسميات للمسميّات فطبق بها المفصل ، وتمكن من استنباط طائفة صالحة من الأسرار الصوتية من هذا الخلال ، لذلك فقد كان صحيحاً ما توصل إليه محققا العين أن في المقدمة منه « بواكير معلومات صوتية لم يدركها العلم فيما خلا العربية من اللغات إلا بعد قرون عدة من عصر الخليل » (3) .
(1) الخليل ، كتاب العين : 1|58 .
(2) المصدر نفسه : 1|60 .
(3) ظ : مقدمة التحقيق لكتاب العين : 1|10 .
 

نوري التاورغي

مزمار ذهبي
28 مارس 2007
850
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

التوصيات للمحافظة على طراوة الصوت

بعدة تدريبات و بشيء من الوصفات:

تدريب الصوت يكون بتجريب مدى الصوت ، يعني تبدأ بالقرار وترى صوتك أين ينتهي بالقرار ثم تحاول النزول إلى طبقة أنزل منه قليلا وتبقى تدرب نفسك على هذه الطبقة الجديدة حتى تتقنها فإذا أتقنتها وأصبحت من ضمن مجال صوتك وتستطيع أن تصل إليها بسهولة تحاول النزول طبقة أخرى وتدرب نفسك عليها وهكذا كما الأسلوب الأول فممكن بهذه الحالة أن يزيد صوتك طبقتين أو ثلاثة في القرار بهذا الأسلوب .
أما بالنسبة للجواب فيمكن أن تعمل نفس عملية تدريب الصوت على القرار ولكن بدقة أكثر حيث أن الجواب يمكن أن يجرح الصوت بسرعة فيجب أن تصعد فوق طبقة جواب صوتك شيئا قليلا وتبقى تدرب نفسك عليه ببطء ولا تتعجل حتى تصبح النغمة الجديدة العالية من ضمن مجال صوتك ولا تنهك صوتك بحيث إذا أحسست أنك وخلال التدريب على أي طبقة جديدة قد أنهكت صوتك فأوقف التدريب وأرح صوتك يوما ثم تابع عملية التدريب .
هذا بالنسبة لتدريب الصوت على اكتساب طبقات جديدة أعلى وأنزل من الصوت العادي ومهم جدا أن يرتاح الصوت لمدة يوم كامل عند الاحساس بأي تعب صوتي وعدم إجهاده وإلا جرح الصوت واحتاج إلى مدة أسبوع على الأقل لكي يعود سليما ..
أما بالنسبة لتدريب الصوت على العرب والهزات فيجب أولا أن يكون المتدرب على دراية بالنغمات والمقامات والألحان ما أمكن لأن ذلك سوف يساعده في تفهم اللحن والنغمة وأداؤها بشكل سليم وبشكل افضل ، ويمكن تدريب الصوت على العرب بواسطة تطبيق العرب من سماع القراء المؤدين لها ومعرفة التطبيق الصحيح وهز الصوت بأسلوب لا يخل باللحن ولا يخرج النغمة عن لحنها وعن عدد الهزات التي يجب أن تكون في العربة وعندما يتقن الصوت أن يهتز بصورة صحيحة تصبح جميع العربات مناسبة بالنسبة له .

من المهم جدا قبل تدريب الصوت معرفة مدى ومساحة الصوت لكي تعلم من أين تبدأ باكتساب طبقات جديدة ولا يجب أن تؤدي الطبقة الجديدة بالصوت المصطنع بل بالصوت الطبيعي لأن الصوت المصطنع ليس من ضمن مجال الصوت الطبيعي .

ويجب أن لا يكثر المتدرب من شرب السوائل الباردة لأنها تشد الأحبال الصوتية فلا تجعلها لينة أما المشروبات الدافئة فهي تلين الأحبال الصوتية وتجعلها مرنة وأكثر قدرة على تحقيق وإنجاز التدريب .

وأخيرا عند تدريب صوتك وخاصة في الجواب فإنه من الممكن أن تؤذي جيرانك بصوتك العالي وصراخك لذا حاول أن تجلس في الصحراء أو أي مكان بعيدا عن الناس وتصارخ على كيفك.

**بعض التوصيات الهامة:
(1) كثرة شرب المياه توضح الصوت و تصفيه.
(2) قلة السهر (أعتقد)
(3) الإبتعاد عن القهوة و الشاي و نحوهما (على الأقل قبل التلاوة )
(4) التدرج في التدريب على الصوت
(5)الإبتعاد عن التدخين ضروري جدا.
(6)شرب المشروبات العشبية مثل : الشاي الأخضر ، النعناع ، الينسون..
(7)عدم التعرض مباشرة عند االقرآءة للهواء مثل : المكيف والمروحة..
(8)عدم الارتفاع عن الطبقة الصوتية التي يستطيعها القارئ مما يجعل الأداء جيدا
 

الأحسائي

مزمار جديد
15 أغسطس 2007
6
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

أشكركم أخواني على هذه الردود الطيبة والذي إن دل فيدل على أدراككم بهذه الأمور و عقولكم النيرة
وجزاكم الله خير:thumbsup: :thumbsup:
 

آل البيت

مزمار داوُدي
19 يونيو 2007
4,562
13
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
سعد سعيد الغامدي
علم البلد
رد: طبقات الصوت

جزاكم الله خيرا ، ولى عوده لاستكمال الموضوع ان شاء الله .
 

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

[c]بسم الله الرحمن الرحيم [/c]
[c][/c]
[c]في البداية لا بد من مراجعة سريعة في مصطلحات هامه حولدرجات الهارموني ودرجة القرار والجواب [/c]
أولاً:الصوت وأنواع الأصوات البشرية/
كل جسم قادر على إحداث ذبذبات يمكن أن تحدث ضوضاء أو أصوات حسب عدد الذبذبات التي يرسلها في وحدة معينة من الوقت، ويطلق على عددها في الثانية الواحدة (تسمى وحدات هرتز) نسبة إلى الفيزيقي الألماني (هينريش هيرتز(1857-1894م).
والضوضاء تكون في حدود 16 ذبذبة في الثانية، بينما الصوت المسموع تكون ذبذباته ما بين 16 وحوالي 16.000 ذبذبة في الثانية، وفوق ذلك حتى 20.000 يسمى طنيناً ، وما فوق ذلك فيطلق عليه ما فوق الصوتي (Supersonic)،والأصوات المسموعة ذات الذبذبات المنتظمة، قد تكون نوعاً من الموسيقي، أما غير المنتظمة فهي في عداد الضجيج.
-ويتميز الصوت بثلاث صفات هي:
(1) الدرجة/ (راجع دروس فن النشيد وعلم المقامات )
(2) شدة الصوت(قوته)/ وتتوقف على قوة الاهتزازات.
(3) النوع/ أي طابع الصوت والصفة الخاصة به
-أنواع الأصوات/
تتميز أصوات البشرية وتختلف اختلافاً واضحاً متميزاً، بين أصوات الرجال وأصوات النساء وأصوات الأطفال.كذلك تختلف أصوات النساء فيما بينها غلظاً وحِده، وكذلك أصوات الرجال، ولذلك فهي مقسمة كالآتي:
- سبرانو/ وهو أحدّ الأصوات النسائية.
- متزو سبرانو وهو أقل حِدة من السوبرانو.
- كُنتر ألطو/ وهو الصوت النسائي القريب للصوت الرجالي.
وأصوات الرجال من الحِده إلى الغلظة كما يلي:
- تينور/ وهو الصوت الرجالي الحاد.
- باريتون/ وهو غليظ عن التينور.
- باص/ وهو أغلظ الأصوات الرجالية.
وتسمى أصوات الأطفال (أصوات بيضاء) غير منقطعة.
[c](القـــــرار والجـــــواب) [/c]
قبل التحدث عن القــرار والجــواب..أستمع إلى صوت السلم الموسيقي ووافق بين درجة الدو الأولى ودرجة الدو الثانية..
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/solam.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/solam.rm

لعلك حين تجمع بين درجة الدو الأولى والثانية يتضح لك ما معنى جواب وقرار... إذاً فالأولى
قـــرار للثانية..والعكس صحيح تماماً..!!. دعنا قبل الحديث عن القرار والجواب..نستمع إلى مقطع من آهات بدرجة أساس من خلال هذا الرابط..
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/asas.rm

-من الشرح السابق والروابط الصوتية السابقة يتضح لنا ما يلي:
-القـــــرار وهو انخفاض نسبي في عدد النبرات الصوتية. وقد يعني عُرفاً (الجواب الموسيقي).ولنفرض أن الدو لأنشودة معينة مثلاً..هي 500 اهتزازة في الثانية والواحدة فأنأنخفاضها يكون بنسبة الضعف تماماً.. استمع الآن..ولاحظ كيف يكون الصوت الأساس وبعد ذلك ندخل درجة القــــرار فيه...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+qarar.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+qarar.rm

-الجـــــواب وهو ازدياد نسبي في عدد النبرات الصوتية. ولنفرض أن الـ(دو) هو 500 اهتزازة في الثانية فإن مضاعفة هذا الاهتزاز إلى 1000إهتزازه يصبح الصوت جواباً. فإذا زادت أو قلت أصبحت نشازاً. والجواب قد يعني عُرفاً (السؤال الموسيقي)...أستمع الآن..ولاحظ كيف يتم إدخال درجة الجـــواب على صوت الأســــاس.
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+jawab.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+jawab.rm

[c](درجــــات الهـــــارموني) [/c]
هي إحدى عناصر الموسيقى الأساسية الأربعة وقد نشأت تدريجياً وليدة الفكر وليس الطبيعة أو الشعور.. وقد فُسرت لفظة الهارمونية بإصطلاح (التوافق الموسيقي) أو (الموسيقى التوافقية) ... ولم تكن الهارمونية معروفة قبل القرن التاسع عشر إلا أن لها جذوراً عند الشيخ ابن سيناء .. وقد بدأت الهارمونية بعزف أو غناء صوتين مختلفين في وقت واحد تستسيغهما الأذن.. وبعد حوالي 300 سنة من هذه البداية بدأت الهارمونية الحرة غير المتوازنة التي نتج عن تطورها القاعدة التي تنحصر تقريباً في أن يتحرك الصوت العالي في السير إلى أسف، بينما يتحرك الصوت المنخفض-في نفس الوقت- في اتجاه مضاد إلى أعلى أو العكس بالعكس..
والنغمات المختلفة متى صدرت في آن واحد ينتج عنها مركبات صوتية.. والهارمونية هي العمل الذي يدرس هذه المركبات وعلاقتها ببعضها البعض في انسجام يلذ الأذن، ومن هذا أطلق عليها (التوافق الموسيقي) .. وقد أكتشف ابن سيناء الهارمونية في نفس الوقت الذي وصل إليها فيه العالمان (هوكبالد وجيدو) كما تحدث أبو نصر الفارابي في كتاب الموسيقي الكبير عن توافق الأصوات وأنواع الأنغام. وصلت درجات الهارموني إلى أربعة عشرة هارموني .
وقد اشتهر في صفوف المنشدين تطبيق الهارموني السادس ويعتبر قرار الجواب و الهارموني الثالث ويعتبر جواب القرار .
-الهــــارموني الثالث/ هو الدرجة الثالثة في السلم الموسيقي نزولاً...وعند أستماعك الآن ستتضح لك معالم هذي الدرجة...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+thaleth.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+thaleth.rm

ولا ننسى أن هناك توافق كبير بين الهارموني الثالث ودرجة القرار ويعطي لذة للأذن المستمعة مما يضفي جمالاً إضافياً.. ومن خلال سماعك لهذا الرابط يتضح لك المقال...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+qarar+thaledth.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/r...ar+thaledth.rm

-الهــــارموني السادس/ وهي الدرجة السادسة في السلم الموسيقي صعوداً..وعند استماعك الآن ستتضح لك معالم هذي الدرجة أيضاً...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+sades.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/asas+sades.rm

[c]::ومن جميع ما ذكر سابقاً:: [/c]
وحين تقوم بجمع هذي الدرجات كاملة القـــرار والجـــواب والهـــارموني الثالث والهـــارموني السادس.. وتقوم بإنشادها في وقت واحد يتكون لدينا ما يسمى نغمة موسيقية بصوت بشري..وبدون أستخدام أي آلة موسيقية... فقد قمنا بجمع هذي الدرجات ومزجها ببعض البعض فكون لنا ما يلي...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/fall.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/fall.rm

[c]ســـؤال/ ما هو السلم الموسيقي..؟ [/c]
-الروجات الموسيقية أو الغربية/ وهي تبدأ من الـ(دو) ثم ترتفع إلى الـ(ري) وهكذا حتى تصل إلى الـ(دو) الثانية وتكون جواباً للـ(دو) الأولى.
ولكل شعب شعب طريقة في استخدام الأسماء الموسيقية السبع، فعلى سبيل المثال:
الألمان يسمون درجات السلم الموسيقي بالحروف (c,d,e,f,g,a,h) والإنجليز يسمونه (c,d,e,f,g,a,b) ويسمي الإيطاليون بالمقاطع (do,Re,mi,fa,sol,la,si) والفرنسيونبالمقاطع (ur,re,mi,fa,sol,la,si).
ويستعمل العرب المقاطع التالية لقربها من لغتهم (دو-ري-مي-فا-صول-لا-سي).
وتسمى(مازورة) وكلمة مازورة أصلها فرنسي (Mesure) ومعناها المقاس.
والـ(دو-ري-مي-فا-صول-لا-سي-دو) تسمى عند العرب (ديواناً كاملاً)وعند الغرب تسمى(أوكتات أو أوكتاف)، والبُعد بين الدرجة والدرجة تسمى(تون كامل).
ونحن في دراستنا سنضطر لاستخدام ومعرفة هذه الأسماء الأوروبية الغربية لأنها تسهل عملية التعاون مع الأنغام.
-أما الآن فاستمع إلى السلم الموسيقي صعوداً ونزولاً...كي تتضح لك معالم هذي الدرجات..
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/solam.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/solam.rm

- وبإمكانك التلاعب مع هذي الدرجات وإضفاء أي درجة صعودا ًونزولاً فيكون لك نغمات موسيقي متعددة الأشكال والألوان ....أستمع...
[sound1]pnm://www.inshad.net/upload/files/rm/solam%20fall.rm[/sound1]
http://www.inshad.net/upload/files/rm/solam fall.rm

[c]أتمنى من الله أن تكونوا قضيتم وقتاً ممتعاً مع التوضيح البسيط لمعالم هذي الدرجات الهامة في عالم الإنشاد [/c]
[c]تنبيه هاااام: جميع الأمثلة الصوتية- هي من باب التقريب والتوضيح..فنقاوة الصوت والدقة في التسجيل ليس شرطاً لازماً فيها[/c]







محمد العزاوي - سمير البشيري - أسامة الصافي - عقيل الجناحي - عادل الكندري - خليل الآنسي - مشاري العرادة - عمر الضحيان - خالدعبدالقادر ونبيل البيضاني-أحمدالشيباني
(استمع وحمّل لقائي مع نجوم الإنشاد في برنامج روائع النشيد)
http://www.rwai3.com/audio/archives/index.php
موقع البرنامج
( الموقع يحوي مخالفات لقوانين المنتدى )
 

فراس الطائي

خبير المقامات الصوتية
عضو شرف
20 سبتمبر 2007
1,405
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

الأصوات في اللغة

الأصوات في اللغة ، نابع عن تحولات المجتمعات البشرية من ساذجة إلى متطورة ، أو من بدائية إلى متحضرة ، وما يرافق هذا التحول من تحول بالعلاقات الاجتماعية ، والمناخ القومي العام ، مما ينطبع أثره على الظواهر الاجتماعية وأبرزها اللغة لأنها أكبر ظواهره التفاهمية والتخاطبية ، فتتحول تدريجياً إلى لغة متطور في كثير من أبعادها المرتبطة بتطور مجتمعها ، إذ لا يمكن أن ينفصل التفكير في تحول مسار لغة ما عن التفكير في تحوّل مسار متكلمي تلك اللغة ، فاللغة في تطورها جزء لا يتجزأ من المحيط في تطوره ، وليس بالضرورة التطور إلى الأفضل بل قد تتطور اللغة إلى شيء آخر يعود بها التدهور والانحطاط ، تفقد فيه جملة من خصائصها الفنية أو الصوتية أو الجمالية ، وتنسلخ فجأة عن ملامحها الذاتية وتستبدلها بما هو أدنى قيمة لغوية .
وقد تزدهر ازدهاراً يفوق حد التصور إذا كانت بسبيل من حماية أصالتها كما هي الحال في اللغة العربية إذ يحرسها القرآن العظيم .
التحول التأريخي هذا لا يعنينا الاهتمام بأمره كثيراً في ظاهرة الصوت اللغوي ، وإنما تعنى هذه الدراسة بالشق الآخر من التحول وهو التحول التركيبي الذي ينشأ عادة نتيجة لظواهر تغيير أصوات اللغة الواحدة ، واستبدال صوت منها بصوت آنياً أو دائمياً ، فما استجاب للإبدال الصوتي الموقت يطلق عليه مصطلح المماثلة ، وما استجاب للإبدال الصوتي الدائم يطلق عليه مصطلح المخالفة . هذا ما يبدو لي في التحول التركيبي ، وهذه علة هذين المصطلحين ، وقد يوافق هذا الفهم قوماً ، وقد لا يرتضيه قوم آخرون ، ولكنه ما توصلت إليه في ظاهرتي المماثلة والمخالفة في التراث العربي واللغة منه بخاصة .
أ ـ المماثلة : Assimilation ، ظاهرة أصواتية تنجم عن مقاربة صوت لصوت ، فكلما اقترب صوت من صوت آخر ، اقتراب كيفية أو مخرج ، حدثت مماثلة ، سواء ماثل أحدهما الآخر أو لم يماثله .
والمماثلة أنواع أبرزها :
1 ـ المماثلة الرجعية ، ومعناها : أن يماثل صوت صوتاً آخر يسبقه .


2 ـ المماثلة التقدمية ، ومعناها : أن يماثل الصوت الأول الصوت الثاني .
3 ـ المماثلة المزدوجة ، ومعناها : أن يماثل صوت الصوتين اللذين يحوطانه(1) .
والمماثلة في أنواعها متناسقة الدلالة في اللغة العربية في حالات الجهر والهمس ، والشدة والرخاوة ، والانطباق والانفتاح ، مما يتوافر أمثاله في مجال الصوت ، وتنقل مجراه .
إن انتقال حالة الجهر في الصوت العربي إلى الهمس في المماثلة الرجعية شائع الاستعمال في أزمان موقوتة لا تتعداها أحياناً إلى صنعة الملازمة والدوام ، وإنما تتبع حالة المتكلم عند الممازجة بين الأصوات أو في حالة الإسراع ، وهناك العديد من الكلمات العربية قد أخضعت لقانون المماثلة الرجعية ، وهي أوضح فيما اختاره عبدالصبور شاهين ، فالكلمة ( أخذت ) مثلاً مما نظّر له عنها ، ( أخذت ) حينما تنطق آنياً ( أخَتُ ) فقد آثرت التاء في ( أخذت ) وهي مهموسة ، في الذال قبلها وهي مجهورة ، فأفقدتها جهرها ، وصارت مهموسة مثلها ، وتحولت إلى تاء ، ثم أدغم الصوتان .
أما عن المماثلة التقدمية ، فإن في العربية باباً تقع فيه هذه المماثلة بصورة قياسية ، في صيغة « افتعل ـ افتعالاً » حيث يؤثر الصامت الأول في الثاني ، قال تعالى : ( واًدّكَرَ بَعدَ أمَّة أنَا أنَبّئُكُم بتَأويله فَأَرسلُون ) (2) . الفعل : هو ذكر ، وصيغة ( افتعل ـ افتعالاً ) منه ( إذتكر ـ إذتكاراً ) إذ تزاد الألف في الأول ، والتاء تتوسط بين فاء الفعل وعينه ، فيكون الفعل ( إذتكر ) والذال مجهورة ، والتاء مهموسة ، فتأثرت التاء بجهر الذال ، فعادت مجهورة ، والتاء إذا جهر بها عادت دالاً ، فتكون : ( إذ دكر ) والدال تؤثر في الذال بشدتها ، فتتحول الذال من صامت رخو إلى صامت شديد ( دال ) ثم تدغم الدالان ، فتكون « إدَّكَرَ »(3) .
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 141بتصرف وأختصار .
(2) يوسف : 45 .
(3) ظ : عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 145 بإضافة وتصرف .
ب ـ وأما المخالفة : Dissimilation فتطلق عادة على أي تغيير أصواتي يهدف إلى تأكيد الاختلاف بين وحدتين أصواتيتين ، إذا كانت الوحدات الأصواتية موضوع الخلاف متباعدة (1) أو تؤدي إلى زيادة مدى الخلاف بين الصوتين (2 ) .
وقد وهم الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله بعدّه علماء العربية القدامى لم يفطنوا لظاهرة المخالفة في الأصوات ولم يعنوا بها عناية بالغة (3) .
بينما يدل الاستقراء المنهجي لعلم الأصوات عند العرب أن قوانين علم الصوت العربي لم تفتها ظاهرة المخالفة بل تابعتها بحدود متناثرة في كتب اللغة والنحو والتصريف ، وهو ما فعله علماء العربية في التنظير للمخالفة تارة ، وبدراستها تارة اخرى ، منذ عهد الخليل بن أحمد ( ت : 175 هـ ) حتى ابن هشام الأنصاري ( ت : 761 هـ ) .
يقول الدكتور عبد الصبور شاهين « عرفت العربية ظاهرة المخالفة في كلمات مثل : تظنّن ، حيث توالت ثلاث نونات ، فلما استثقل الناطق ذلك تخلص من أحدها بقلبها صوت علة فصارت : تظنى .. ولها أمثلة في الفصحى مثل : نفث المخ : أنفثته نفثاً ، لغة في نقوته ، إذا استخرجته ، كأنهم أبدلوا الواو تاءّ » (4) .
وهذا ما ذهب إليه الأستاذ فندريس في ظاهرة المخالفة صوتياً ، وكأنه يترجم تطبيق العرب بأن « يعمل المتكلم حركة نطقية مرة واحدة ، وكان من حقها أن تعمل مرتين » (5) . فإذا تركنا هاتين الظاهرتين إلى مصطلحين صوتيين آخرين يعنيان بمسايرة تطور الصوت في المقطع أو عند المتكلم ، وهما : النبر والتنغيم ، لم نجد العرب في معزل عن تصورهما تصوراً أولياً إن لم يكن تكاملياً ، وإن لم نجد التسمية الاصطلاحية ، ولكننا قد نجد مادتها التطبيقية في شذرات ثمينة .
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 148 .
(2) ظ : تمام حسان ، مناهج البحث في اللغة : 134 .
(3) ظ : إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية : 211 .
(4) عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 150 .
(5) فندريس ، اللغة : 94 .

النبر يُعنى عادة بمتابعة العلو في بعض الكلمات لأنه لا يسم وحدة أصواتية واحدة ، بل منظومة من الوحدات الأصواتية (1) .
والتنغيم ـ كما أفهمه ـ يعني عادة بمتابعتة صوت المتكلم في التغيرات الطارئة عليه أصواتياً بما يلائم توقعات النفس الإنسانية للتعبير عن الحالات الشعورية واللاشعورية .
وكان المستشرق الألماني الدكتور براجشتراس قد وقف موقف المتحير حيناً ، والمتسائل حيناً آخر ، من معرفة علماء العربية بمصطلح النبر ، فهو لم يعثر على نص يستند عليه ، ولا أثر يلتجىء إليه في إجابة العربية عن هذا الأمر (2) .
والحق أن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود كما يقال ؛ غير أن القدماء من العرب لم يدرسوا النبر في تأثيره في اللغة ، بل لأنه يعنى بضغط المتكلم على الحرف ، وبذلك ربطوه بالتنغيم أحياناً ، وبالإيقاع الذي يهز النفس ، ويستحوذ على التفكير ، وقد اختار عبد الصبور شاهين مقطعاً من خطبة تروى لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أثبتها وعقب عليها ، قال الإمام علي فيما روي عنه : « من وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال : فيم ؟ فقد ضمَّنه ، ومن قال : علام ؟ فقد أخفى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شيء لا بمقارنة ، وغير كل شيء لا بمزاولة » . وللقارىء أن يتخيل أداء هذه الجمل المتتابعة موقعة على نحو يشد إليها أسماع الناس ، ويستأثر بإعجابهم » (3) .
الحق أن اللحاظ المشترك بين النبر والتغنيم عند العرب القدامى يجب أن يكون موضع عناية من الناحية النظرية ، مع فرض توافره تطبيقاً
____________
(1) ظ : مالمبرج ، علم الأصوات : 187 .
(2) ظ : براجشتراسر ، التطور النحوي : 46 .
(3) عبد الصبور شاهين ، علم الأصوات الدراسة : 200 .


قرأنياً في سور متعددة ، وخطابياً عند النبي عليه السلام والأئمة والصحابة وفصحاء العرب في جملة من الخطب .
اتضح لزميلنا الدكتور خليل العطية أن ابن جني ( ت : 392 هـ ) في عبارته ( التطويح والتطريح والتفخيم والتعظيم ) (1) يمكن أن يشار عنده بها إلى مصطلحي النبر والتنغيم ، بما تتفتّق معاني ألفاظ العبارة من دلالات لغوية فقال :
« وتشير ألفاظ التطويح والتطريح والتّفخيم من خلال معانيها اللغوية إلى رفع الصوت وانخفاضه والذهاب به كل مذهب ، وهي على هذا إشارة الى النبر ، وليس النبر غير عملية عضوية يقصد فيها ارتفاع الصوت المنبور وانخفاضه ، كما أن تمطيط الكلام ، وزوي الوجه وتقطيبه ، مظهر من المظاهر التي تستند عليها ظاهرة التنغيم » (2) .
فإذا نظرنا إلى تعريف التنغيم عند الأوروبيين بأنه « عبارة عن تتابع النغمات الموسيقية أو الإيقاعات في حدث كلامي معين » (3) ، ثبت لدينا أن هذا التعريف الفضفاض لا يقف عند حدود في التماس ظاهرة التنغيم وضبطها ، لأن تتابع النغمات والإيقاعات بإضافتها إلى الحدث الكلامي تختلف في هبوطها وصعودها نغماً وإيقاعاً ، فهي غير مستقرة المستويات حتى صنف مداها عند الدكتور تمام حسان إلى اربعة منحنيات : « مرتفع وعال ومتوسط ومنخفض » (4) .
و معنى هذا أن ليس بالإمكان قياس مسافة التنغيم ليوضع له رمز معين ، أو إشارة معلمة عند العرب ، لهذا فقد كان دقيقاً ماتوصل إليه زميلنا الدكتور طارق الجنابي باعتباره التنغيم « قرينة صوتيية لا رمز لها ، أو يعسر أن تحدد لها رموز ، ومن ثم لم يكن موضع عناية اللغويين القدامى ، ولكنه وجد من المحدثين اهتماماً خاصاً بعد أن أضحت اللغات المحكية
____________
(1) ابن جني ، الخصائص : 2|370 .
(2) خليل إبراهيم العطية ، في البحث الصوتي عند العرب : 67 وما بعدها .
(3) ماريو باي ، أسس علم اللغة : 93 .
(4) ظ : تمام حسان ، اللغة العربية معناها ومبناها : 229 .

موضع دراسة في المختبرات الصوتية » (1) .
وفقدان موضع العناية لا يدل على فقدان الموضوع ، فقد كان التنغيم مجال دراسة لجملة من فنون العربية في التراكيب والأساليب ، في تركيب الجملة لدى تعبيرها عن أكثر من حالة نفسية ، وأسلوب البيان لدى تعبيره عن المعنى الواحد بصور متعددة ، وهذا وذاك جزء مهم في علمي المعاني والبيان نحواً وبلاغة ؛ وهي معالم أشبعها العرب بحثا وتمحيصاً ، وإن لم يظهر عليها مصطلح التنغيم .
____________
(1) طارق عبد عون الجنابي ، قضايا صوتية في النحو العربي : « بحث » .

نظرية الصوت اللغوي
وليس جديداً القول بسبق العرب إلى تأصيل نظرية الصوت اللغوي ، واضطلاعهم بأعباء المصطلح الصوتي منذ القدم ، لقد كان ما قدمناه في « منهج البحث الصوتي عند العرب » وإن كان جزئي الإنارة ، فإنه كاف ـ في الأقل ـ للتدليل على أصالة هذا المنهج ، وصحة متابعته الصوتية في أبعاد لا يختلف بها إثنان .
نضيف إلى ذلك ظاهرة صوتية متميزة في أبحاث العرب لم تبحث في مجال الصوت ، وإنما بحثت في تضاعيف التصريف ، ذلك أن صلة الأصوات وثيقة في الدرس الصّرفي عند العرب في كل جزئياته الصوتية ، فكان ما توصل إليه العرب في مضمار البحث الصرفي عبارة عن استجابة فعلية لمفاهيم الأصوات قبل أن تتبلور دلالتها المعاصرة ، فإذا أضفنا إلى ذلك المجموعة المتناثرة لعناية البحت النحوي بمسائل الصوت خرجنا بحصيلة كبيرة متطورة تؤكد النظرية الصوتية في التطبيق مما يعد تعبيراً حيّاً عن الآثار الصوتية في أمهات الممارسات العربية في مختلف الفنون .
« ولقد كان للقدماء من علماء العربية بحوث في الأصوات اللغوية شهد المحدثون الأوروبيين أنها جليلة القدر بالنسبة إلى عصورهم ، وقد أرادوا بها خدمة اللغة العربية والنطق العربي ، ولا سيما في الترتيل القرآني ، ولقرب هؤلاء العلماء من عصور النهضة العربية ، وإيصالهم بفصحاء العرب كانوا مرهفي الحسّ ، دقيقي الملاحظة ، فوصفوا لنا الصوت العربي وصفاً أثار دهشة المستشرقين وإعجابهم » (1) .
____________
(1) إبراهيم أنيس ، الأصوات اللغوية : 5 .
وهذه البحوث الصوتية التي سبق إليها علماء العربية فأثارت دهشة المستشرقين ، وأفاد منها الأوروبيين في صوتياتهم الدقيقة التي اعتمدت أجهزة التشريح ، وقياس الأصوات في ضوء المكتشفات ، قد أثبتت جملة من الحقائق الصوتية ، كان قد توصل إليها الأوائل عفوياً ، في حسّ صوتي تجربته الذائقة الفطرية ، وبعد أن تأصلت لديهم إلى درجة النضج ، قدّمت منهجاً رصيناً رسّخ فيه المحدثون حيثيثات البحث الصوتي الجديد في المفردات والعرض والأسلوب والنتائج على قواعد علمية سليمة .
لقد قدم العرب والمسلمين مفصّلاً صوتياً مركباً من مظاهر البحث الصوتي يمثل غاية في الدقة والتعقيد ، لم يستند إلى أجهزة متطورة ، بل ابتكرته عقول علمية نيرة ، وأذهان صافية ، تجردت للحقيقة ، وتمحضت للبحث العلمي ، مخلصة فيه النية ، وكانت الخطوط العريضة لهذا العطاء على وجه الإجمال عبارة عن مفردات هائلة ، ونظريات متراصة ، يصلح أن يشكل كل عنوان منها فصلاً من باب ، أو باباً في كتاب ، يستقرىء به الباحث ما قدمه علماء العربية من جهد صوتي متميز واكبه الغربيون بعد ان عبّد طريقه العرب والمسلمون ، هذه المفردات في عنوانات ريادية تمثل الموضوعات الآتية في نظرية الصوت :
1 ـ ظاهرة حدوث الصوت .
2 ـ معالم الجهاز الصوتي عند الإنسان .
3 ـ أنواع الأصوات العالمية .
4ـ درجات الأصوات في الاهتزازات .
5 ـ بدايات الأصوات عند المخلوقات.
6 ـ علاقة الأصوات باللغات الحيّة .
7 ـ أعضاء النطق وعلاقتها بالأصوات .
8 ـ الأصوات الصادرة دون أعضاء نطق .
9 ـ علاقة السمع بالأصوات .
10 ـ مقاييس الأصوات امتداداً أو قصراً .
11 ـ تسميات الأصوات وأصنافها .
12 ـ الأصوات الزائدة على حروف المعاجيم .
13ـ الزمان والصوت ( مسافت الصوت ) .
14ـ المكان والصوت ( مساحة الصوت ) .
15 ـ المقاطع الصوتية بالإضافة إلى مخارج الأصوات .
16 ـ النقاء الصوتي .
17 ـ الموسيقي والصوت .
18 ـ العروض والصوت .
19 ـ النبر والصوت .
20 ـ التنغيم والصوت .
21 ـ التقريب بين الأصوات .
22 ـ الرموز الكتابية والأصوات .
23 ـ إئتلاف الحروف وعلاقته بالأصوات .
هذه أهم مفردات المصطلح الصوتي في نظرية الصوت اللغوي عند العرب توصلنا إليها من خلال عروض القوم في كتبهم ، وطروحهم في بحوثهم ، وأن لم يشتمل عليها كتاب بعينه ، وإنما جاءت استطراداً في عشرات التصانيف ، ونحن لا نريد حصرها بقدر ما نريد من التنبيه ، أن هذه الموضوعات التي سبق إليها العرب ، هي التي توصل إليها الأوروبيين اليوم ، ومنها استقوا معلوماتهم الأولية ، ولكنهم أضافوا وجددوا وأبدعوا ، وتمرست عندهم المدارس الصوتية الجديدة ، تدعمها أجهزة العلم ، والأموال الطائلة ، والخبرات الناشئة ، مع الصبر على البحث ، والأناة في النتائج .
لقد كان ما قاله المرحوم الأستاذ مصطفى السقا وجماعته في مقدمتهم لسر صناعة الإعراب ملحظاً جديراً بالاهتمام ... « والحق أن الدراسة الصوتية قد اكتملت وسائلها وموضوعاتها ومناهجها عند الأوروبيين ، ونحن جديرون أن نقفو آثارهم وننتفع بتجاربهم ، كما انتفعوا هم بتجارب الخليل وسيبويه وابن جني وابن سينا في بدء دراساتهم للأصوات اللغوية » (1) . فالأوروبيون أفادوا من خبراتنا الأصيلة . فهل نحن منتفعون ؟
لقد توصل العرب حقاً إلى نتائج صوتية مذهلة أيدها الصوت الغوي الحديث في مستويات هائلة نتيجة لعمق المفردات الصوتية التي خاض غمارها الروّاد القدامى ، وقد أيد هذا التوصل إثنان من كبار العلماء الأوروبيين هما : المستشرق الألماني الكبير الدكتور براجشتراسر ، والعالم الانكليزي اللغوي المعروف الأستاذ فيرث .
أ ـ يقول الدكتور براجشتراسر في معرض حديثه عن علم الأصوات :
« لم يسبق الأوروبيين في هذا العلم إلا قومان : العرب والهنود » (2) .
ب ـ ويقول الأستاذ فيرث :
« إن علم الأصوات قد نما وشب في خدمة لغتين مقدستين هما : السنسكريتية والعربية » (3) .
والعرب مقدمون على الهنود في النص الأول لأنهم أسبق ، والسنسكريتية في النص الثاني لغة بائدة آثارية ، والعربية خالدة .
و ـ أقف عند رأيين في نظرية الصوت اللغوي :
الأول : توصل الدكتور العطية « أن بعض مباحث العرب في البحث الصوتي داخلة في ( علم الصوت : phonetics ) لاشتماله على دراسة التكوين التشريحي لجهاز النطق والصوت ومكوناته وعناصره وصفاته العامة والخاصة على مستوى المجموعة البشرية . كما أن بعض جوانب ( علم الصوت
____________
(1) مصطفى السقا وآخرون ، سر صناعة الاعراب ، مقدمة التحقيق : 19 .
(2) براجشتراسر ، التطور النحوي : 57 .
(3) ظ : أحمد مختار عمر ، البحث اللغوي عند العرب : 101 وانظر مصدره .
الوظيفي phonolgy ) تبدو جلية في دراسة قوانين التأثر و التأثير ، واستكناه النبر والتنغيم ، وطول الصوت وقصره ، سواء أكان طوله صفة دائمة أم آنية عارضة » (1) .
الثاني : إن الصوت قد فرض نفسه عند العرب في دراسات قد لا تبدو علاقتها واضحة بالصوت ، وقد وقف الدكتور الجنابي عند جملة « من مسائل النحو عرض لها النحويون وتأولوها ، واعتلوا لها بعلل لا تقنع باحثاً ، ولا ترضي متعلماً ، ولكن التفسير الصوتي هو الذي يحل الإشكال ويزيل اللبس بمعزل عن القرائن أو العلاقات المعنوية بين المفردات ، فلا صلة للتغيير الحركي بالفاعلية والمفعولية مثلاً ، ولا رابطة له بالأساليب . وإنما هو لون من الانسجام مع التغيير التلقائي الذي أشرت إليه » (2) .
هذان الرأيان نلمح بهما تمكن الدرس الصوتي عند العرب ، فجملة مباحثهم صوتياً داخلة في علوم الصوت ، وما لم يجدوا له تعليلاً فيحل إشكاله التفسير الصوتي ، وهذان ملحظان جديران بالتأمل .
أما خلاصة تجارب الأروبيين في المصطلح الصوتي فقد كانت نتيجة حرفية لمداليل النظرية الصوتية عند العرب في نتائج ما توصل إليه علماؤهم الأعلام .
هذه النظرية الصوتية عند العرب عبارة عما توصل إليه العرب من خلال تمرسهم وتجاربهم بنظريات نحوية وصرفية وبيانية وصوتية وإيقاعية وتشريحية شكلت بمجموعها « نظرية الصوت » وهي في تصور تخطيطي تشمل المنظور الآتي :
أ ـ النظرية العربية في الأبجدية الصوتية على أساس المخارج والمدارج والمقاطع كما عند الخليل وسيبويه والفرّاء .
ب ـ النظرية العربية في أجهزة النطق وأعضائه ، وتشبيهه بالناي تارة ، وبالعود في جسّ أوتاره تارة أخرى كما عند ابن جني .
____________
(1) خليل إبراهيم العطية ، في البحث الصوتي عند العرب : 108 .
(2) طارق عبد عون الجنابي ، قضايا صوتية في النحو العربي « بحث » .

ج ـ النظرية العربية في التمييز بين الأصوات عن طريق إخفاء الصوت .
د ـ النظرية العربية في ربط الإعلال والإبدال ، والترخيم والتنغيم ، والمدّ والأشمام بعميلة حدوث الأصوات وإحداثها .
هـ ـ النظرية العربية في التلاؤم بين الحروف وأثره في سلامة الأصوات ، والتنافر فيها وأثره في تنافر الأصوات .
و ـ النظرية العربية في أصول الأداء القرآني ، وعروض الشعر والإيقاع الموسيقي ، وعلاقة ذلك بالأصوات .
زـ النظرية العربية في التوصل إلى معالجة التعقيدات النحوية ، والمسوغات الصرفية في ضوء علم الأصوات .
هذا العرض الإشاري لنظرية الصوت اللغوي ، يكفي عادة للتدليل على أصالة النظرية عند العرب ، دون حاجة إلى استجداء المصطلحات الأجنبية ، أو استحسان الجنوح إلى الموارد الأوروبية ، فبحوث العرب في هذا المجال متوافرة ، وقد يقال إن التنظيم يعوزها ، وأنها تفتقر إلى الترتيب الحديث ، للاجابة عن هذه المغالظة نضع بين أيدي الباحثين المنصفين : الفصل الثاني من هذا الكتاب بين يدي الموضوع ، والذي أطمح أن يكون مقنعاً بأمانة وإخلاص في إثبات تنظيم البحث الصوتي ، وسلامة مسيرة الصوت اللغوي ، وموضوعية العرض دون تزيد أو ابتسار في علم الأصوات وعالمها .
والله ولي التوفيق .

الخليل ومدرسته الصوتية
ذهب استاذنا الدكتور المخزومي : « أن الخليل أول من التفت إلى صلة الدرس الصوتي بالدراسات اللغوية الصرفية ، الصرفية والنحوية ، ولذلك كان للدراسة الصوتية من عنايته نصيب كبير ، فقد أعاد النظر في ترتيب الأصوات القديمية ، الذي لم يكن مبنياً على أساس منطقي ، ولا على أساس لغوي ، فرتبها بحسب المخارج في الفم ، وكان ذلك فتحاً جديداً ، لأنه كان منطلقاً إلى معرفة خصائص الحروف وصفاتها » (1) .
لم تكن هذه الأولية اعتباطية ، ولا الحكم بها مفاجئاً ، فهما يصدران عن رأي رصين لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ت : 175 هـ ) هو أول من وضع الصوت اللغوي موضع تطبيق فني في دراسته اللغوية التي انتظمها كتابه الفريد ( العين ) بل هو أول من جعل الصوت اللغوي أساس اللغة المعجمي ، فكان بذلك الرائد والمؤسس .
لا أريد التحدث عن أهمية كتاب العين في حياة الدرس اللغوي ولكن أود الإشارة أن كتاب العين ذو شقين : الأول المقدمة ، والثاني الكتاب بمادته اللغوية وتصريفاته الإحصائية المبتكرة التي اشتملت على المهمل والمستعمل في لغة العرب .
والذي يعنينا في مدرسة الخليل الصوتية مواكبة هذه المقدمة في منهجيتها لتبويب الكتاب ، وبيان طريقته في الاستقراء ، وإبداعه في
____________
(1) المخزومي ، في النحو العربي ، قواعد وتطبيق : 4 .
الاحصاء ، ورأيه في الاستنباط ومسلكية التصنيف الجديد ، والأهم الذي نصبو إليه « إن مقدمة العين على إيجازها ؛ أول مادة في علم الأصوات دلت على أصالة علم الخليل ، وأنه صاحب هذا العلم ورائده الأول » (1).
يبدأ الخليل المقدمة بالصوت اللغوي عند السطر الأول بقوله : « هذا ما ألفه الخيل بن أحمد البصري من حروف :
أ . ب . ت . ث . . . » (2) .
وأضاف أنه لم يمكنه « أن يبتدئ التأليف من أول : أ ، ب ، ت ، ث ، وهو الألف ، لأن الألف حرف معتل ، فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدئ بالثاني ـ وهو الباء ـ إلا بعد حجة واستقصاء النظر ، فدبّر ونظر إلى الحروف كلها ، وذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق ، فصيّر أولاها بالابتداء أدخل حرف في الحلق » (3) .
ومعنى هذا أن الخليل قد أحاط بالترتيب ( الألفبائي ) من عهد مبكر ، ولم يشأ أن يبتديء به مع اهتدائه إليه ، لأن أول حرف في هذا النظام حرف معتل ، ولا معنى أن يبتدىء بما يليه وهو الباء لأنه ترجيح بلا مرجح ، وتقديم دون أساس ، فذاق الحروف تجريبياً ، فرأى أولاها بالابتداء حروف الحلق ، وذاقها مرة أخرى ، فرأى ( العين ) أدخل حرف منها في الحلق ، بل في أقصى الحلق .
قال ابن كيسان : ( ت :299 هـ ) سمعت من يذكر عن الخليل أنه قال : « لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف ، ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة لا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مبدلة ، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفية لا صوت لها ، فنزلت إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء ، فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف » (4) .
____________
(1) مقدمة التحقيق لكتاب العين :1|10 .
(2) الخليل : كتاب العين : 1|47 .
(3) نفس المصدر :1|47 .
(4) السيوطي : المزهر : 1|90 .
وإذا صح ما نقله ابن كيسان ، وستجد في البحث ما يتعارض معه نوعاً ما ـ فالخليل يعتبر الهمزة والألف في الحيز الأول لأصوات حروف المعجم ، ولكنه ينتقل إلى الحيز الثاني فيختار الصوت الأنصع بتذوقه للحرف من مخرجه الصوتي ، وهو يوضح طريقته المبدعة بذاك ، فيجرد من نفسه معنياً يتكلم عنه ، فيقول : « وإنما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ، ثم يظهر الحرف نحو : إب ، إت ، إع ، إغ ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ، ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى آخرها وهو الميم » (1) .
ومعنى هذا أنه سار مع الحروف مسيرة مختبرية استقرائية ، ابتداء من أقصى الحلق ، فالحلق ، ومروراً بفضائه ، فالأسنان ، وانتهاء بالشفة فالميم عندها ، لأن الميم أرفع حروف الشفة .
وهذا يدل على ذائقة حسية فريدة ، وصبر عنيف على الاستنتاج ، حتى توصل إلى ما توصل إليه ابتداعاً وابتكاراً ، دون الاستعانة بأي جهاز علمي ، إذ لا جهاز آنذاك ، وهو مالم يثبت العلم التشريحي الحديث بكل أجهزته الدقيقة ، ومختبراته الضخمة خلافاً له فيما يبدو إلا يسيراً (2) .
إن الخليل في ذائقته الصوتية هذه ، قد قلب حروف العربية ، فوضعها في منازل معينة ضمن مخارج صوتية معينة بحسب مدارج مقدرة من أقصى الحلق حتى إطباق الشفة في الميم .
واتضح أن الخليل رحمه الله تعالى قد صنف هذه المخارج إلى عشرة أصناف كالآتي :
1 ـ ع ، ح ، هـ ، خ ، غ .
2ـ ق ، ك .
3 ـ ج ، ش ، ض .
____________
(1) الخليل ، كتاب العين : 1|47 .
(2) ظ : المؤلف ، منهج البحث الصوتي عند العربي : نقد وتحليل : « بحث » .
4 ـ ص ، س ، ز .
5 ـ ط ، د ، ت .
6 ـ ظ ، ث ، ذ .
7 ـ ز ، ل ، ن .
8 ـ ف ، ب ، م .
9 ـ و ، ا ، ي .
10 ـ همزة (1) .
ولم يكتف الخليل بهذا التقسيم الفيزولوجي الدقيق بحسب تذوقه الخاص ، بل نصّ على تسمية كل قسم من هذه الأقسام ، وأفاد اللغات العالمية جمعاء ، بأصل من الأصول الأولى في الاصطلاحات الصوتية دون أن يسبقه إلى ذلك سابق ، بل عوّل عليه فيه كل لا حق .
لقد حدد الخليل كل صنف من اصناف الحروف المعجمية على بنية صوتية متميزة ، تحسها كياناً مستقلاً ، وتتذوقها قاعدة صلبة ، وعلل ذلك على أساس صوتي متكامل ، ووعي بأبعاد هذا الأساس ، فكوّن بذلك نظاماً فريداً غير قابل للرد إذ جاء فيه بضرس قاطع لا يختلف به إثنان ، وسيّر ذلك مسيرة نابضة بالحياة لا يلحقها الهرم ، ولا تعوزها النضارة ، فهي غضة طرية في كل حين ، قال الخليل :
« فالعين والحاء والغين والخاء حلقية ، لأن مبدأها من الحلق .
والقاف والكاف لهويتان ، لأن مبدأها من اللهاة .
والجيم والشين والضاد شجرية ، لأن مبدأها من شجر الفم .
والصاد والسين والزاء أسلية ، لأن مبدأها من أسلة اللسان .
والطاء والتاء والدال نطعية ، لأن مبدأها من نطح الغار الأعلى .

(1) الخليل ، كتاب العين : 1|48 .
والظاء والذال والثاء لثوية ، لأن مبدأها من اللثة .
والراء واللام والنون ذلقية ، لأن مبدأها من ذلق اللسان .
والفاء والباء والميم شفوية ، لأن مبدأها من الشفة .
والياء والواو والألف والهمزة هوائية في حيز واحد ، لأنها لا يتعلق بها شيء (1) .
إن هذه التسميات التشخيصية قد نهضت بكيان كل صوت وعادت به إلى نقطة انطلاقه ، واهتداء الخليل إليها بذهنه المتوهج فطنة وذكاءً ، دون مثال يحتذيه عند من سبقه من علماء العربية كنصر بن عاصم الليثي وأبي عمرو بن العلاء لدليل ناصع على موسوعية فذة ، وعبقرية لا تقاس بالأشباه ، كيف لا وبداية إفاضاته الصوتية مبكرة ومبتكرة .
ختم الخليل هذه المقدمة بما بدأه من ملحظ صوتي ليس غير : « بدأنا في مؤلفنا هذا بالعين ، وهو أقصى الحروف ونضم إليه ما بعده حتى نستوعب كلام العرب الواضح والغريب ، وبدأنا الأبنية بالمضاعف لأنه أخف على اللسان ، وأقرب مأخذاً للمتفهم » (2) . ولمّا كانت هذه المقدمة مشتملة على الإفاضة الصوتية الأولى عند العرب ، فإننا نشير إلى بعض ملامحها بإيجاز وتحديد :
1 ـ لقد أدرك الخليل بفطرته الصافية ، وحسه المتوقد ، أهمية الصوت اللغوي في الدراسات اللغوية المتخصصة ، فأشار إلى أبعادها من ينابيعها الأولى ، فوضع يده على الأصول في انطلاق الأصوات من مخارجها الدقيقة ، وأفرغ جهده الدؤوب في التماس التسميات للمسميّات فطبق بها المفصل ، وتمكن من استنباط طائفة صالحة من الأسرار الصوتية من هذا الخلال ، لذلك فقد كان صحيحاً ما توصل إليه محققا العين أن في المقدمة منه « بواكير معلومات صوتية لم يدركها العلم فيما خلا العربية من اللغات إلا بعد قرون عدة من عصر الخليل » (3) .
(1) الخليل ، كتاب العين : 1|58 .
(2) المصدر نفسه : 1|60 .
(3) ظ : مقدمة التحقيق لكتاب العين : 1|10 .

السلام عليكم
اخي الفاضل البحث الذي اوردته هنا ولا أريد ان اخوض بأسم مؤلفه . هو لا يختص بموضوعة الصوت ( الفونيمات ) وانما اختص بموضوع اصوات الحروف المتجاورة وتأثير حرف على حرف وهو ما يسمى بشوائب الحروف او حالة الادغام التي تنشأ من اتحاد حرف بآخر ولأي سبب كان قواعدي ام تقصير من القاريء . لذا نرى ان ينقل الموضوع الى ركن احكام التجويد لتعميم الفائدة .
 

نوري التاورغي

مزمار ذهبي
28 مارس 2007
850
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

السلام عليكم
اخي الفاضل البحث الذي اوردته هنا ولا أريد ان اخوض بأسم مؤلفه . هو لا يختص بموضوعة الصوت ( الفونيمات ) وانما اختص بموضوع اصوات الحروف المتجاورة وتأثير حرف على حرف وهو ما يسمى بشوائب الحروف او حالة الادغام التي تنشأ من اتحاد حرف بآخر ولأي سبب كان قواعدي ام تقصير من القاريء . لذا نرى ان ينقل الموضوع الى ركن احكام التجويد لتعميم الفائدة .

بارك الله فيك أخي مفيد على هذه الملاحظة القيمة
 

نوري التاورغي

مزمار ذهبي
28 مارس 2007
850
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد

المرفقات

  • السلم الصوتي.mp3
    155 KB · المشاهدات: 166

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

اعذروني مبتدأ في المنتديات
أخواني انا احاول ان اكون منشد اسلامي
وكلما يسمع صوتي احد يقول حاو تخرج الصوت من الصدر مو من الانف؟؟؟
فكيف يكون ذالك
 

فراس الطائي

خبير المقامات الصوتية
عضو شرف
20 سبتمبر 2007
1,405
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

اعذروني مبتدأ في المنتديات
أخواني انا احاول ان اكون منشد اسلامي
وكلما يسمع صوتي احد يقول حاو تخرج الصوت من الصدر مو من الانف؟؟؟
فكيف يكون ذالك

بارك الله فيك اخي الفاضل
المقصود بأخراج الصوت من الصدر هو تمرير الصوت من الحنجرة عبر الحلق ثم الشفتان عن طريق الفم . اما الاسلوب الثاني فهو تمرير الصوت من الحنجرة الى الخيشوم وهو خطأ يسجل على المؤدي او القاريء او المغني وحتى المذيع حتى تصل درجات القبح في اخراج الصوت بالاسلوبي الاخير ان يسمى صاحبه - يغنّ - والاشد قبحاً يخنَ -
ارجو لكم التوفيق
 
التعديل الأخير:

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

حسناً اخي كيف اخرجه من الصدر لان احاول لاكان لااعرف كيف انه خرج من الصد او خير الخيشوم
ويجزاك الله الف خير
وارجو مساعدتي لان سوف اكون بعد كم يوم في رحلة مع منشديين وسوف اقوم بتقديم قصيدة
 

فراس الطائي

خبير المقامات الصوتية
عضو شرف
20 سبتمبر 2007
1,405
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

حسناً اخي كيف اخرجه من الصدر لان احاول لاكان لااعرف كيف انه خرج من الصد او خير الخيشوم
ويجزاك الله الف خير
وارجو مساعدتي لان سوف اكون بعد كم يوم في رحلة مع منشديين وسوف اقوم بتقديم قصيدة
السلام عليكم
اخي الكريم
لاحظ لو انك اغلقت فمك ونطقت بمجموعة كلمات او مقطع من كلمتين او اكثر فسيكون حتماً عليك اخراج اصوات الكلمات من الخيشوم .
اما كيفية اخراج الصوت من الصدر وذلك بالاعتماد على تجويف الفم والشفتان من غير حاجة الى الخيشوم الاّ عند اخراج حرفا الغنة ( ن ، م ) اما النون فيعتمد اخراجه على ارتفاع اللسان الى الاعلى مع جريان الصوت من الخيشوم ، اما الميم فيكون بتضامّ الشفتان ( اطباقهما ) وجريان غنته من الخيشوم . هذا كل ما في الامر وان احتجتم الى توضيح اكثر فنحن بانتظار التكليف .
والسلام .
 

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

لو تسمح توضح اكثر اخي العزيز وماتقصر
 

فراس الطائي

خبير المقامات الصوتية
عضو شرف
20 سبتمبر 2007
1,405
0
0
الجنس
ذكر
رد: طبقات الصوت

ساوضح لكم الامر غدا ان شاء الله وبتوسعة اكبر .
 

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

ننتظر التوضيح ولو يكون بالصوت أفضل
 

(حساوي)

مزمار جديد
18 أكتوبر 2007
19
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طبقات الصوت

ننتظر اخي العزيز مر الآن اكثر من يوميين
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع