إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

المشوق إلى ذكر الله تعالى

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
[align=center]الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين نبينا محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من إقتفى أثره و ستن بسنته إلى يوم الدين .

أما بعد , فإن المؤمن بالله تعالى حق الإيمان , و المستهدي بسنة خير الأنام , و الناظر بعين البصيرة , يعلم يقينا , أنه لا سبيل إلى نيل و تحصيل سعادة الدارين , و الفوز بأعلى عليين , و كسب رضى و محبة رب العالمين عز و جل , إلا بالمداومة المستمرة على ذكره سبحانه و تعالى , و أخد الفؤاد نصيبا وافرا من تعظيمه و إجلاله , و علم علما يقينا أن لا سبيل إلا صلاح و زكاة هذا الفؤاد , إلا بأن يكون الله عز و جل غايته العظمى, و محبوبه الأسمى ,و مطلوبه الأعلى و الأغلى , و لا طريق إلا تحقيق هذا المنى إلا بمعرفته سبحانه حق المعرفة و المواظبة على ذكره على كل الأحوال .
و لما كان هذا غاية المنى, فاز المحبون بمعرفة هذا الأمر الجلل العظيم , و صار حينها ذكر الله تعالى شغلهم الشاغل و دثارهم الساتر و ديدنهم السابغ و عمروا قلوبهم منه و رطبوا أفواههم به و أمسى ليلهم و نهارهم وجميع أيامهم ( قياما و قعودا و علی جنوبهم ) حتى أصبحوا متفكرين في عظمته جل و علا و أصبح ذكرهم له كالهواء الذي يتنفسونه , و أحسوا حينها باللذة و النعيم ,و بالطمئنينة و الفرح و النسيم , فزاد عند ذلك تشبتهم بذكره و غدا سلوكا عظيما ينبغي لكل واحد منا أن يسلكه, و أن يكون راغبا فيه, ساعيا سعيا حثيثا لنيله, ليصل و لو بالقليل إلى طريق هؤلاء السادة السالكين, المحبين لله رب العالمين, ( و ما ذلك على الله بعزيز ) .

إخوتي في الله رب العالمين, لقد قررت بحمد الله العلي الكبير, أن تكون هذه المقدمة التي أحتسبها لله جل و علا , بداية لنقل حميد من كتاب كنت قرأته قديما و ليس بالبعيد , عنوانه المشوق إلى ذكر الله تعالى لمؤلفه الشيخ أبي عبد الله محمد شومان بن أحمد الرملي حفظه المولى و سيكون هذا النقل على فترات متقطعة , ليكون شحذا لذوي العزائم و معينا لأصحاب القوافل , أعني قوافل الصالحين الذاكرين لله رب العالمين, و صلى الله و سلم على نبينا المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحابته أجمعين .


تتمة في القريب إن شاء الله تعالى .
[/align]
 
التعديل الأخير:

حـــــواس السمع

مجلس إدارة الموقع
27 فبراير 2005
5,048
16
38
الجنس
ذكر
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين ، رفع الله قدرك أخي جملاً رائعة وكلمات براقة ...
نسأل الله العلي القدير أن نكون من هؤلاء يارب العالمين ..
افهم من هذا أنك أخي أبويحيى تطلب من المشرفين تثبيت الموضوع أخي ؟؟!!
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

بارك الله فيك أخي حواس الفؤاد و الأسماع, و زادك الله حرصا على الخير دائما و أبدا, حقيقة إن المرء ليفرح كثيرا, و يسعد إذا تم تثبيت أحد مواضيعه, و لكن طلب ذلك أعده تزكية لنفسي, وهذا ما لا أرضاه لها أبدا, و لهذا أترك الخيار للمشرفين الأفاضل, ليحكموا على الموضوع بما آتاهم الله من بصيرة و علم, و لهذا فإن الأمر لهم, وليفعلوا ما يروه صوابا إن شاء الله تعالى, و بوركتم أجمعين, و جعلني الله و إياكم, من عباده المخلصين الصادقين .
 
التعديل الأخير:

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

-بسم الله-

بارك الله فيك اخي محمد ابو يحيى على موضوعك المميز والمشوق, أسأل الله العلي القدير أن يقوم المشرف بتثبيت هذا الموضوع...

جزاك الله الفردوس الأعلى اخونا الكريم وننتظر منك الباقي
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

جزاك الله خيراً أخي....... و جعلها في ميزان حسناتك


تكرم عينك أخي محمد الموضوع سيثبت لأنه يستحق جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الله كثيرا
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

-بسم الله-
:36_3_11:
مبرووووووووووووووك التثبيت والله موضوع يستحق فلا تطيل علينا يا اخي
بارك الله فيك
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بكم اخي الكريم محمد ابو يحيى وجزى الله خيرا الاخ الخزاعي على التثبيت وننتظر البقية بفارغ الصبر فلا تطل علينا بارك الله بكم
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

[align=center]الحمد لله رب العالمين الذي ربانى بنعمه و خيراته, حمدا كثيرا طيبا مبارك فيه كما يحب ربنا و يرضى, و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده أبدا, محمد بن عبد الله سيد الورى, و شفيع الأنام و خير من مشى على الثرى و نصح لله جل و علا .

و بعد, أشكركم أحبتي في الله تعالى , شكرا جزيلا على تفاعلكم الكريم, مع هذا الموضوع العظيم و الجليل ,الذي يتحدث عن ذكر محبوبنا الأول والآخر و كيف لا يكون كذلك وهو ربنا و خالقنا و رازقنا و معبودنا الوحيد الذي يستحق أن يعبد وحده دون ما سواه , و أقول لكم أحبتي في الله بوركتم أجمعين, و جعلنا الله جميعا من عباده الصالحين المخلصين الصادقين, المحبين للحق المبين, لنكسب بذلك رضى الله تعالى في هذه الأولى, وفي الآخرة التي هي خير و أبقى, و هذه تذكرة و عظة لمن كان له قلب و ألقى السمع و هو شهيد , و نبتدأ بحمد الله تعالى هذا النقل الحميد من ذلك الكتاب الموسوم بالمشوق لذكر الله تعالى .

قال مؤلفه حفظه الله تعالى ..

[align=center]فصل في معنى الذكر [/align]

قال القرطبي .. أصل الذكر التنبه بالقلب للمذكور و التيقظ له , و سمي الذكر باللسان لأنه دلالة على الذكر القلبي , غير أنه لما كثر إطلاق الذكر على القول اللساني , صار هو السابق للفهم .
و قال النووي .. قال الإمام أبو الحسن الواحدي .. أصل الذكر في اللغة .. التنبه على الشيء ,
و من ذكرك شيئا , فقد نبهك عليه , و إذا ذكرته , فقد نبهته عليه . قال .. و معنى الذكر .. حضور المعنى في النفس , ثم يكون تارة بالفعل , و تارة بالقول , و ليس بشرط أن يكون بعد نسيان .
هذا كلام الواحدي .
و قال .. اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح و التهليل و التحميد و التكبير و نحوها , بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى , كما قاله سعيد بن جبير رضي الله عنه و غيره من العلماء .
و قال شيخ الإسلام ..إن كل ما تكلم به اللسان و تصوره القلب , مما يقرب إلى الله , من تعلم علم و تعليمه , و أمر بمعروف و نهي عن منكر , فهو من ذكر الله , و لهذا من اشتغل بطلب العلم النافع بعد أداء الفرائض , أو جلس يتفقه فيه الفقه الذي سماه الله ورسوله فقها , فهذا أيضا من أفضل ذكر الله .
و قال بن رجب .. الذكر المطلق يدخل فيه الصلاة و تلاوة القرآن و تعلمه و تعليمه و العلم النافع , كما يدخل فيه التسبيح و التكبير و التهليل .
و قال ابن السعدي .. كل من كان في عبادة , فهو في ذكر الله , و من ترك منهيا لله , فهو في ذكر الله .
و قال .. الذكر لله الذي أمر به و أثنى على الذاكرين و ذكر جزاءهم العاجل و الآجل , هو عند الإطلاق يشمل جميع ما يقرب إلى الله , من عقيدة , أو فكر نافع , أو خلق جميل , أو عمل قلبي أو بدني , أو ثناء على الله , أو تسبيح و نحوه , أو تعلم أحكام الشرع الأصولية و الفروعية , أو ما يعين على ذلك , فكله داخل في ذكر الله .
و قال .. الذكر لله الذي ورد في القرآن الأمر به و الثناء على أهله , و ما رتب عليه من الجزاء , يطلق على جميع الطاعات الظاهرة و الباطنة , القولية و الفعلية , فكل ما تصوره القلب أو أراده أو فعله العبد أو تكلم به مما يقرب إلى الله , فهو ذكر لله , و الله تعالى شرع العبادات كلها لإقامة ذكره , فهي ذكر لله .
و يطلق على ذكر الله باللسان بذكر أوصافه و أفعاله , و الثناء عليه بنعمه , و تسبيحه و تكبيره و تحميده و التهليل , و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم .
و من ذكره ذكر أحكامه , تعلمها و تعليمها , و لهذا مجالس التعلم و التعليم يقال لها .. مجالس الذكر .
و أفضل أنواع الذكر ما تواطأ عليه القلب و اللسان .

تتمة إن شاء الله تعالى



[align=center]فصل في أنواع الذكر و ما يثاب عليه منه[/align][/align]
 
التعديل الأخير:

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

-بسم الله-
جعلنا الله واياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات...
 

بناجح عبدالهادي

مزمار ألماسي
22 فبراير 2006
1,321
2
0
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

ayman_aqsa قال:
-بسم الله-
جعلنا الله واياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات...

[fot1]أمين..أمممميييييييييييييييننننن...بارك الله فيك أخي الفاضل --محمد أبو يحيى--وجزاك كل خير..[/fot1]
 

الماسة الزرقاء

مزمار ذهبي
21 مايو 2006
1,022
0
0
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

سبحان الله **** الحمد لله ***** الله اكبر **** و لااله الاالله

تبت الله فؤادك اخي محمد أبو يحيى وشرح صدرك لما يحبه و يرضاه

فما احوجنا اخي لمناجاة القلوب بدكر المولى عز و جل

سعدنا كثيرا كثيرا بالتحاقنا بقوافل الصالحين الذاكرين

ننتظر البقية :36_3_11:
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

[align=center]فصل في أنواع الذكر و ما يثاب عليه منه

الأول .. نطق اللسان بالأذكار , من تلاوة , و تسبيح , و تهليل , و تكبير , و نحوها .
الثاني .. نطق القلب بهذه الأذكار .
الثالث .. اشتراك اللسان و القلب بالنطق , بأن يتفرغ القلب مع اللسان فيه .
الرابع .. استحضار القلب لمعاني الأذكار دون نطق اللسان .
الخامس .. استحضار القلب لها مع نطق اللسان بالذكر .
السادس .. استحضار عظمة الله تعالى و جلاله و كماله إجمالا أو بالتفصيل , بتدبر أسمائه الحسنى و صفاته العلى المثبتة له في الكتاب و السنة , بتناول كل اسم وصفة منها , و التفكر في معانيها , و استحضار عظمة الموصوف بها و كماله و جماله , و تنزيهه عما لا يليق به , ثم امتلاء القلب من ذلك , و حصول ثمرته من المحبة لله تعالى و الخوف منه و الرجاء فيه , و خشوع القلب و إخلاصه له , و طمأنينته بذكره , و توكله عليه , و سائر أحوال القلب الإيمانية .
و يدخل في هذا الذكر التفكر في مخلوقات الله تعالى البديعة , و يدخل فيه أيضا ذكر نعمه السابغة الظاهرة و الباطنة , وجوده و كرمه و تفضله على عباده , مما يهيج الطائعين منهم و المقصرين إلى شكره .
و هذا النوع من الذكر - أعني السادس - أعلى أنواع الذكر لله , خاصة إذا التحق به ..
النوع السابع .. بأن يضاف إلى هذه الأحوال الشريفة الرفيعة نطق اللسان بالأذكار الشرعية الصحيحة , بتدبر معانيها , و تفهم أسرارها و مراميها , فإنها تارة تعبر عما في القلب , و تارة تجلبه و توجبه .
و يكون هذا الذكر نافعا بتحقق ..
النوع الثامن .. و هو الإنقياد و التسليم لأوامر الله تعالى , فيسارع العبد إلى عمل الصالحات , محبة لله تعالى , و خوفا منه , و رغبة إليه , و إرادة لوجهه , و متابعة لرسوله صلى الله عليه و سلم .
و مع مداومة هذا الذكر , و امتلاء القلب منه , و الصبر عليه , لا بد أن يفتح الفتاح العليم و الرزاق الكريم على عبده , و يوفقه لأحسن الأحوال و أرفع المقامات و أعلى الدرجات , إلى أن يتولاه و يصطفيه , و يجعله من أحبائه المقربين , الذين عبدوه بالإحسان , كأنهم يرونه , نسال الله تعالى من فضله العظيم .



تتمة إن شاء الله تعالى
[/align]
 
التعديل الأخير:

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

-بسم الله-
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته...
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك...
سبحان الله الخالق البارئ المصور...
سبحان الله
الله اكبر

جزاك الله الفردوس الأعلى أخي بارك الله فيك
:shokran:
 

الماسة الزرقاء

مزمار ذهبي
21 مايو 2006
1,022
0
0
رد : المشوق إلى ذكر الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك اخي فان الدكرى تنفع المومنين

كلنا ندكر الله تعالى ونسبحه الاف المرات في اليوم لكن من يستشعر عظمة الخالق سبحانه

فمثلا عقب كل صلاة نسبح الله مئة مرة في ثوان معدودة وبسرعة لامعقولة
فاين التفكر والخشوع واستشعار العظمة الالهية والتفكر في خلق الله ......

فجزاك الله عنا خير الجزاء على هده الالتفاتة الطيبة

بووووووووركت اخي محمد

.............................................في انتظار البقيةkda
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى

البقية غدا بحول الله و نعتذر عن الغياب الطويل و بوركتم أجمعين
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى

قال القاسمي .. اعلم أن ذكر الله تعالى تارة يكون لعظمته , فيتولد منه الهيبة و الإجلال , و تارة يكون لقدرته , فيتولد منه الخوف و الحذر , و تارة لنعمته , فيتولد منه الشكر , و لذلك قيل .. ذكر النعمة شكرها , و تارة لأفعاله الباهرة , فيتولد منه العبر , فحق المؤمن أن لا ينفك أبدا عن ذكره تعالى على أحد هذه الأوجه .
قلت .. و لا داعي للحصر بهذه الوجوه الأربعة , بل يذكره بوعده , فيتولد منه الرجاء , و يذكره باطلاعه على السر و العلانية , فيتولد منه المراقبة , و يذكره بجوده و كرمه و تفضله و ستره على عبده المقصر في حقه , فيذهل لذلك , و يتولد منه الحياء , و يهيج بسببه الشكر , و يذكره بلطفه , فتتولد منه الرغبة في كل خير , و الإستشراف لأعلى الدرجات , و التطلع لسني الأحوال و رفيع المقامات .
و بالجملة يذكر الله تعالى بكل أسمائه الحسنى و صفاته المجيدة , و يتفكر في أفعاله الباهرة الحكيمة , الدائرة بين الفضل و العدل , فيزداد يقينا بشرعه , و يتولد له عن كل اسم وصفه و ثمرته من الأحوال الإيمانية , و المعارف الإلهية , و سائر الفتوحات الربانية , ما لا يمكن وصفه و التعبير عنه , مما هو نموذج عن نعيم الجنة , و لأصحابه قرة عيونهم , و جنة دنياهم , و أعلى مطالبهم , و أفضل مكاسبهم , كيف لا و هو ثمرة معرفة أعظم شيء و أكبر شيء , و هو الله رب العالمين ؟!
قال بعضهم .. اعلم أن الذكر يأتي على وجوه .. فتارة يذكر الله لعظمته , فيتولد منه الهيبة و الإجلال , و تارة يذكر لقدرته و غناه و سطوته , فيتولد منه الخوف و الحذر , و تارة يذكر لفضله و رحمته وجوده و كرمه ’ فيتولد منه الرجاء , و تارة يذكر بوعده بالنظر إليه , فيتولد منه الشوق , و تارة يذكره بإسدائه النعم و الخيرات , و دفعه البلاء و المضرات , فيتولد منه الشكر و و تارة بالكمال و الجمال , فيتولد منه المحبة , و تارة يذكر بأنه الذي له الأمر و الملك و الخلق و الإيجاد و الإبداع و الضر و النفع , و أنه يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد , فيتولد منه الصبر , و تارة يذكره بأنه الكافي في المهمات , المتكفل بالأرزاق , بيده المنع و العطاء , و لا يكون إلا ما أراده و قدره , فيتولد منه التوكل , و تارة يذكر بما نصب من الأدلة و العلامات و الشواهد الآيات , فيتولد منه زوائد اليقين .

فصل

تتمة في القريب إن شاء الله
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى

اهلا بعودتك اخي الكريم وان طولت الغيبة جدااا وجزاك الله يرا على هذه السلسة الرائعة وننتظر البقية بعون الله
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى


فصل
أما النوع الأول و الثالث من الذكر , فلا شك أن صاحبه مثاب .
قال الحافظ .. الذكر يقع تارة باللسان و يؤجر عليه الناطق , و لا يشترط اسستحضاره لمعناه , و لكن يشترط أن لا يقصد به غير معناه , و إن انضاف إلى نطق الذكر بالقلب , فهو أكمل , فإن انضاف إلى ذلك استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم لله تعالى و نفي النقائص عنه , ازداد كمالا , فإن وقع ذلك في عمل صالح مهما فرض , من صلاة أو جهاد أو غيرهما , ازداد كمالا , فإن صح التوجه و أخلص لله تعالى في ذلك , فهو أبلغ الكمال .
تتمة بإذن الله تعالى
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى

جزاك الله خيرا اخي محمد ابو يحيى وماهذه الغيبة التي وان طالت كل مرة تأتي معها بكل ما هو مفيد بارك الله فيك
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد: المشوق إلى ذكر الله تعالى


و أما النوع الثاني من الذكر , فلا ثواب فيه , و لا أصل له في الشرع , كما أخبرني به العلاّمة الألباني .
و قال النووي .. اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة و غيرها - واجبة كانت أم مستحبة - لا يحسب شيء منها و لا يعتد به حتى يتلفظ به , بحيث يُسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لا عارض له .
و أما النوع الرابع , ففيه ثواب بلا ريب , إذ هو نوع من الفكر , و إن كان دون النوع الخامس , لاشتراك القلب و اللسان في هذا .

تتمة في القريب بإذن الله تعالى
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع