- 17 مارس 2006
- 1,412
- 0
- 0
فتنة النظر وعلاجه
بسم الله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد
من أعظم ما يعاني المؤمن على وجه العموم والشباب على وجه الخصوص وغير المتزوج على وجه الأخص فتنة النظر حيث أنه يوجه هذه الفتنة في كل مكان في السوق وفي المستشفى وفي الطائرة بل وفي الأماكن والمشاعر المقدسة وقد قال عليه الصلاة والسلام ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم .
وفي هذه الأسطر المقبلة أذكر بعض الأمور المعينة على التغلب على وهذه الفتنة .
1- استحضار النصوص الواردة في الأمر بغض البصر والنهي عن إطلاقه في الحرام ، فمنها قوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله كتب على إبن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" متفق عليه . وعن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عنه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال : " اصرف بصرك " رواه مسلم وأبوداود وهذا لفظه وقال صلى الله عليه وسلم " يا على لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست الآخرة رواه الترمزي وأبو داود وحسنه الترمذي والالباني . والمراد بالنظرة الأولى أي التي وقعت بغير قصد .
2- الإستعانة بالله عز وجل والإنطراح بين يديه والإلحاح عليه في أن يقيك شر هذه الفتنة وأن يعصمك منها ، وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ) أخرجه الترمذي وحسنه أيضاً الألياني . وكان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ) رواه أبو داود وصححه الالباني .
3- أن تعلم أنه لا خيار في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة والأحوال ، فليس لك أن تحتج بفساد الواقع ولا أن تبرر خطاءك بوجود ما يدعو إلى الفتنة . قال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) .
4- استحضر إطلاع الله تعالى عليك وإحاطته بك لتخافه وتستحيي منه ، قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقال عليه الصلاة السلام : ( أوصيك أن تستحيي من الله تعالى كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك ) رواه الحسن بن سفيان وأحمد في الزهد وصححه الألباني ,. إذن فاستح من الله ولا تجعله أهون الناظرين إليك
5- تذكر شهادة العينين عليك قال تعالى : ( حتى إذا ما جاءوها شهد سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ) . وفي صحيح مسلم عن أنس قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : هل تدرون مما أضحك : قلنا بلى ، قال فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً قال : فيختم على فيه فيقال لأركانه " أي جوارحه " أنطقي قال فتنطق بأعماله ، قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ) .
فتبين من هذا أن عينك التي أردت أن تمتعها بالحرام ستشهد عليك يوم القيامة فاحبسها عن الحرام .
6- تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك . قال تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقال - أيضاً - ( وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ) .
7- تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية . قال تعالى عن الأرض: ( يومئذ تحدث أخبارها ) وفسر النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبارها بأن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
8- الإكثار من نوافل العبادات فإن الإكثار منها مع القيام بالفرائض سبب في حفظ الله لجوارح العبد ، كما في الحديث القدسي الذي قال تعالى فيه : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب عبدي إلي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ) رواه البخاري .قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : والمراد من هذا الكلام أن من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ثم بالنوافل قربه إليه ورقاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة ، فمتى امتلأ القلب بعظمة الله تعالى محا ذلك من القلب كل ما سواه ولم يبق للعبد شئ من نفسه وهواه ولا إرادة إلا لما يريده منه مولاه فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره ولا يتحرك إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع به ، وإن نظر نظر به ، وإن بطش بطش به
بسم الله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد
من أعظم ما يعاني المؤمن على وجه العموم والشباب على وجه الخصوص وغير المتزوج على وجه الأخص فتنة النظر حيث أنه يوجه هذه الفتنة في كل مكان في السوق وفي المستشفى وفي الطائرة بل وفي الأماكن والمشاعر المقدسة وقد قال عليه الصلاة والسلام ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم .
وفي هذه الأسطر المقبلة أذكر بعض الأمور المعينة على التغلب على وهذه الفتنة .
1- استحضار النصوص الواردة في الأمر بغض البصر والنهي عن إطلاقه في الحرام ، فمنها قوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقال عليه الصلاة والسلام : " إن الله كتب على إبن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تتمنى وتتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" متفق عليه . وعن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عنه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال : " اصرف بصرك " رواه مسلم وأبوداود وهذا لفظه وقال صلى الله عليه وسلم " يا على لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست الآخرة رواه الترمزي وأبو داود وحسنه الترمذي والالباني . والمراد بالنظرة الأولى أي التي وقعت بغير قصد .
2- الإستعانة بالله عز وجل والإنطراح بين يديه والإلحاح عليه في أن يقيك شر هذه الفتنة وأن يعصمك منها ، وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم : ( يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم ) وقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ) أخرجه الترمذي وحسنه أيضاً الألياني . وكان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ) رواه أبو داود وصححه الالباني .
3- أن تعلم أنه لا خيار في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ، فإن النظر يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة والأحوال ، فليس لك أن تحتج بفساد الواقع ولا أن تبرر خطاءك بوجود ما يدعو إلى الفتنة . قال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) .
4- استحضر إطلاع الله تعالى عليك وإحاطته بك لتخافه وتستحيي منه ، قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقال عليه الصلاة السلام : ( أوصيك أن تستحيي من الله تعالى كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك ) رواه الحسن بن سفيان وأحمد في الزهد وصححه الألباني ,. إذن فاستح من الله ولا تجعله أهون الناظرين إليك
5- تذكر شهادة العينين عليك قال تعالى : ( حتى إذا ما جاءوها شهد سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ) . وفي صحيح مسلم عن أنس قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : هل تدرون مما أضحك : قلنا بلى ، قال فيقول : فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني قال فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً قال : فيختم على فيه فيقال لأركانه " أي جوارحه " أنطقي قال فتنطق بأعماله ، قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول : بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل ) .
فتبين من هذا أن عينك التي أردت أن تمتعها بالحرام ستشهد عليك يوم القيامة فاحبسها عن الحرام .
6- تذكر الملائكة الذين يحصون عليك أعمالك . قال تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) وقال - أيضاً - ( وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ) .
7- تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية . قال تعالى عن الأرض: ( يومئذ تحدث أخبارها ) وفسر النبي صلى الله عليه وسلم ( أخبارها بأن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول : عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
8- الإكثار من نوافل العبادات فإن الإكثار منها مع القيام بالفرائض سبب في حفظ الله لجوارح العبد ، كما في الحديث القدسي الذي قال تعالى فيه : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب عبدي إلي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذ بي لأعيذنه ) رواه البخاري .قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم : والمراد من هذا الكلام أن من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ثم بالنوافل قربه إليه ورقاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة ، فمتى امتلأ القلب بعظمة الله تعالى محا ذلك من القلب كل ما سواه ولم يبق للعبد شئ من نفسه وهواه ولا إرادة إلا لما يريده منه مولاه فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره ولا يتحرك إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع به ، وإن نظر نظر به ، وإن بطش بطش به
التعديل الأخير: