- 6 مارس 2005
- 17
- 1
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
أهل الكنانة في الميزان..
اعتدنا أن نجد الأداء له انجذابات نحو ما تتألف منه جغرافية القطر فنجد أهل الساحل لهم طبيعة وأسلوب يختصون به ولأهل الجبل من القوة والعنفوان كذلك أهل الصحاري وماتحمله بيئتهم من غلظة وجفاف في الطباع.. وتتشعب الأساليب الأدائية بتشعب التضاريس وطبيعة الأرض. وليس يعني هذا أن الأرض هي المؤثر الوحيد,إذ أن للحقبة التاريخية أثر بلا شك ولتصارع القوى السياسية أثر كذلك والمؤثرات كثيرة لكننا إن مررنا على أقطار العالم العربي وجدنا أن لكل قطر ميزة وأمارة تميزه عن غيره فنجد الأداء العراقي وهو بلا شك فن عريق "عراقة العراق" نجده يهتم بنداوة الصوت ومقدرته على مخاطبة الإحساس بلا تعقيد أو استعراض وذلك عن طريق التماسهم أسرع الطرق وهي عبر الصوت الحزين الذي يملك مشاعر المرء مذ تطرق سمعيه نغمة الصبا.
ثم إذا توجهنا شمالاً إلى الشام وجدناهم إلى الاستعراض الأدائي والاستعراض بقوة الصوت وطبقاته والتحكم فيها وهو بلا شك متنوع بألوان جميلة تبهر السامع.
أما المغرب العربي فقد كان ولا يزال متعلقاً بالفن الأندلسي الرائع بتواشيحه ولآلئه ومحسناته البديعية كما كان من شعراء الأندلس وأما ما يقال عن أن الفن الأندلسي هو امتداد للفن الأوروبي. فهذا قد جانب الصواب إذ أن الفن الأندلسي هو مزيج مما وطأته قوائم خيل الفاتحين العرب كما كان امتزاج فن الحجاز بابتهالات حجاج بيت الله من جميع أقطار المعمورة فكان الفن الحجازي معقداً تعقيد هذا الامتزاج.
لكن من يضع أرض الكنانة في الميزان يجد أنها "أم الدنيا" وأم الأداء فقد وهبها الله إلى جانب رقة النيل عظمة الأهرام – ولاتنسى من بناها- فجمعت محاسن الأضداد وقد جمعت فن شرق العرب وغربه وصارت منارة مذ توافرت لديها أطراف الريادة, ولكن تجدر الإشادة بمن وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الفن وحفظوا له خصوصيته بعيدًا عن التأثر بالأنماط الأعجمية وما كان لهم أن يسودوا ويكونوا على قمة الهرم إلا لأنهم سخّروا ذلك الفن الأصيل لخدمة دينهم الحنيف فكان لموقعنا شرف استضافتهم والعناية بتاريخهم قرّاء ومنشدين وأصحاب فن نبيل.. من هنا نعلم كم نحن أمام مدرسة أدائية عظيمة.
والفنون العربية كثيرة ليس لمثلي أن يفندها لكنه رأي من منظور التاريخ والطبيعة وقبل ذلك قدر الله وإرادته بصنع هذه المؤثرات.
أهل الكنانة في الميزان..
اعتدنا أن نجد الأداء له انجذابات نحو ما تتألف منه جغرافية القطر فنجد أهل الساحل لهم طبيعة وأسلوب يختصون به ولأهل الجبل من القوة والعنفوان كذلك أهل الصحاري وماتحمله بيئتهم من غلظة وجفاف في الطباع.. وتتشعب الأساليب الأدائية بتشعب التضاريس وطبيعة الأرض. وليس يعني هذا أن الأرض هي المؤثر الوحيد,إذ أن للحقبة التاريخية أثر بلا شك ولتصارع القوى السياسية أثر كذلك والمؤثرات كثيرة لكننا إن مررنا على أقطار العالم العربي وجدنا أن لكل قطر ميزة وأمارة تميزه عن غيره فنجد الأداء العراقي وهو بلا شك فن عريق "عراقة العراق" نجده يهتم بنداوة الصوت ومقدرته على مخاطبة الإحساس بلا تعقيد أو استعراض وذلك عن طريق التماسهم أسرع الطرق وهي عبر الصوت الحزين الذي يملك مشاعر المرء مذ تطرق سمعيه نغمة الصبا.
ثم إذا توجهنا شمالاً إلى الشام وجدناهم إلى الاستعراض الأدائي والاستعراض بقوة الصوت وطبقاته والتحكم فيها وهو بلا شك متنوع بألوان جميلة تبهر السامع.
أما المغرب العربي فقد كان ولا يزال متعلقاً بالفن الأندلسي الرائع بتواشيحه ولآلئه ومحسناته البديعية كما كان من شعراء الأندلس وأما ما يقال عن أن الفن الأندلسي هو امتداد للفن الأوروبي. فهذا قد جانب الصواب إذ أن الفن الأندلسي هو مزيج مما وطأته قوائم خيل الفاتحين العرب كما كان امتزاج فن الحجاز بابتهالات حجاج بيت الله من جميع أقطار المعمورة فكان الفن الحجازي معقداً تعقيد هذا الامتزاج.
لكن من يضع أرض الكنانة في الميزان يجد أنها "أم الدنيا" وأم الأداء فقد وهبها الله إلى جانب رقة النيل عظمة الأهرام – ولاتنسى من بناها- فجمعت محاسن الأضداد وقد جمعت فن شرق العرب وغربه وصارت منارة مذ توافرت لديها أطراف الريادة, ولكن تجدر الإشادة بمن وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الفن وحفظوا له خصوصيته بعيدًا عن التأثر بالأنماط الأعجمية وما كان لهم أن يسودوا ويكونوا على قمة الهرم إلا لأنهم سخّروا ذلك الفن الأصيل لخدمة دينهم الحنيف فكان لموقعنا شرف استضافتهم والعناية بتاريخهم قرّاء ومنشدين وأصحاب فن نبيل.. من هنا نعلم كم نحن أمام مدرسة أدائية عظيمة.
والفنون العربية كثيرة ليس لمثلي أن يفندها لكنه رأي من منظور التاريخ والطبيعة وقبل ذلك قدر الله وإرادته بصنع هذه المؤثرات.