- 27 فبراير 2006
- 4,050
- 12
- 0
- الجنس
- ذكر
قالَ ذَهبيُّ العصرِ النَّقَّادُ البَصيرُ، العلَّامةُ الكبيرُ عبد الرحمن بن يحيى المعلميّ (ت 1386) -رحمه الله تعالى- في «القائد إلى تَصحيح العقائد» (2/212-213 ضِمن التنكيل) – بعد أن ذكر بحوثًا في خَفِيِّ هَوَى النُّفُوسِ، قد لا تَرَاها في غَيرِه!-:
« وبالجُمْلَةِ: فمسالُك الهَوى أكثرُ مِن أن تُحصَى، وقد جَرَّبتُ مِن نفسي أنَّني رُبَّما أنظرُ في القضيَّة زَاعمًا أنَّه لا هَوَى لي، فيلُوحُ لي فيهَا مَعنىً، فأقرِّرُهُ تقريرًا يُعجبنِي!، ثمَّ يلُوحُ لي ما يخدشُ في ذلك المعنى، فأجدُنِي أتبرَّمُ لذلكَ الخادشِ، وتُنَازُعني نَفسي إلى تكلُّفِ الجوابِ عنه، وغضِّ النَّظر عن مناقشةِ ذلك الجوابِ؛ وإنَّما هذا لأنَّني لمَّا قرَّرتُ ذلك المعنَى أوَّلاً تَقريرًا أعجبني صِرتُ أهوَى صحَّته، هذا مَع أنه لم يعلم بذلك أحدٌ من النَّاس، فكيفَ إذا كنتُ قد أذعتُه في النَّاس!، ثم لاحَ لي الخادشُ؟!، فكيفَ لو كانَ المعترضُ ممَّن أكرهُهُ؟!.
هذا ولم يكلَّف العالمُ بأنْ لا يكونَ له هَوى؛ فإنَّ هذا خارجٌ عن الوُسعِ، وإنَّما الواجبُ على العَالم أن يفتِّشَ نفسَه عن هَوَاها، حتى يعرفَهُ، ثم يحترزَ منه، ويُمعنُ النَّظرَ في الحقِّ من حيثُ هو حَقٌّ، فإنْ بانَ له أنَّه مخالفٌ لهَواه آثرَ الحقَّ على هَوَاه! »
« وبالجُمْلَةِ: فمسالُك الهَوى أكثرُ مِن أن تُحصَى، وقد جَرَّبتُ مِن نفسي أنَّني رُبَّما أنظرُ في القضيَّة زَاعمًا أنَّه لا هَوَى لي، فيلُوحُ لي فيهَا مَعنىً، فأقرِّرُهُ تقريرًا يُعجبنِي!، ثمَّ يلُوحُ لي ما يخدشُ في ذلك المعنى، فأجدُنِي أتبرَّمُ لذلكَ الخادشِ، وتُنَازُعني نَفسي إلى تكلُّفِ الجوابِ عنه، وغضِّ النَّظر عن مناقشةِ ذلك الجوابِ؛ وإنَّما هذا لأنَّني لمَّا قرَّرتُ ذلك المعنَى أوَّلاً تَقريرًا أعجبني صِرتُ أهوَى صحَّته، هذا مَع أنه لم يعلم بذلك أحدٌ من النَّاس، فكيفَ إذا كنتُ قد أذعتُه في النَّاس!، ثم لاحَ لي الخادشُ؟!، فكيفَ لو كانَ المعترضُ ممَّن أكرهُهُ؟!.
هذا ولم يكلَّف العالمُ بأنْ لا يكونَ له هَوى؛ فإنَّ هذا خارجٌ عن الوُسعِ، وإنَّما الواجبُ على العَالم أن يفتِّشَ نفسَه عن هَوَاها، حتى يعرفَهُ، ثم يحترزَ منه، ويُمعنُ النَّظرَ في الحقِّ من حيثُ هو حَقٌّ، فإنْ بانَ له أنَّه مخالفٌ لهَواه آثرَ الحقَّ على هَوَاه! »