إعلانات المنتدى


شرح القصيدة الواضحه فى شرح الفاتحه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
(بسم الل)
هذا شرح متن الواضحة في تجويد الفاتحة


شرح القصيدة الواضحه فى شرح الفاتحه
نظم
الامام العالم العلامه برهان الدين الجعبرى
شرح الامام
حسن قاسم
تغمدهما الله بوافر رحمته
بسم الله الرحمن الرحيم
وهو حسبى ونعم الوكيل
قال الفقير الى الله تعالى حسن بن القاسم :-
لما كانت القصيده الموسومة "بالواضحه فى تجويد الفاتحه"
التى صنفها الشيخ الامام العلامة الشيخ "برهان الدين الجعبرى" شيخ حرم الخليل عليه الصلاة والسلامه من احسن القصائد، وانفع المقاصد، تغمد الله ناظمها برحمته، واسكنه فسيح جنته، أردت أن اشرحها شرحا وجيزا، ينتفع به من أراده من الطالبين، ورجا لطلب العفو ةالغفران من رب العالمين، وعليه اتوكل وبه استعين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم .
قال رحمه الله:-
1_ بحمد ربى اول النظم ابتدى وأهدى صلاتى للنبى محمد
بدأ نظمه بحمد الله تعالى لقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمرذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو اجذم" ويروى:فهو "اقطع" ،قال الخطابى : الاقطع ، الابتر ، الذى لا نظام له .
والجذم : القطع وأردفه الصلاة على ممد صلى الله عليه وسلم ، لان الله قرن اسمه باسمه فى الاذان وغيره ، قال بعض العلماء فى قوله تعالى " ورفعنا لك ذكرك" معناه اذا ذكرت ذكرت معى ، وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : اتانى جبريل فقال : ان ربى يقول (1) تدرى كيف رفعت ذكرك قال : الله اعلم قال : اذا ذكرت ذكرت معى ذكره فى الشفا
وقوله "أهدى" بضم الهمزه فى "أهدى" يقال : أهديت اليه هديه "و" لا أهديت اليه هديه "وهديت" بالوجهين ، فعلى هذا يجوز "وأهدى" بفتح الهمزه
2_ وبعد فخذ تجويد أم الكتاب كى تفوز بتصحيح الصلاة فتهتدى
أعلم أى (بعد) ظرف زمان مقطوع ضمن الاضافه فبنى على الضم ، كذلك أى (وبعد) ما ذكر . فان قلت : ما العامل فيه ؟ قلت : يحتمل أوجها . أحدها :- وهو أحسنها أعرفها – أن العامل فيه فعل الأمر الذى بعده وهو خذ . فان قلت : كيف ان تعمل فيه وما بعد (الفاء) لا يعمل فيما قبلها ؟ قلت عنه أجوبة : أحدها : أن (الفاء) زائدة فلا تمنع العمل ، قد أجاز الفارسى وأبو الفتح ابن حسين زيادة (الفاء) فى المر والنهى وحملا على ذلك قوله تعالى : "وربك فكبر . وثيابك فطهر" . الثانى : أن الاصل فى هذا التركيب وما أشبهه أن يقال : مهما يكن من شئ فخذ بعدما تقدم ، ثم عوض عن مهما وفعلها أما ، فقيل : أما بعد كذا فخذ ، ثم حذفت اختصار أو بقى اللفظ على حاله ، فلذلك جاز أن يعمل ما بعد (الفاء) فيما قبلها لان (الفاء) الواقعه جواب أما سوى (2) ما به التقديم على ما هو مقرر فى موضعه من النحو ، وهذا الوجه ذكره بعض النحويين فى قولهم : زيدا فاضرب . الثالث الاصل فى هذا التركيب ونحو تنبيه فخذ بعد كذا وكذللك الاصل فى زيد ف (الفاء) عاطفه على "تنبيه" فما حذف (تنبه) او بما معناه قدموا الاسم دليلا على ذلك المعين ، واخرت (الفاء) الى الفعل . واختار بعضهم الوجه الثانى :ان عامله محذوف تقديره واقول بعد ودخلت (الفاء) على هذا فى قوله "فخذ" رفعا لتوهم الاضافه . الوجه الثالث : ان يكون التقدير "اما بعد" ثم حذفت اختصارا فيكون العاملفيه حينذ "اما " او الفعل الذى ثابت عنه عند بعضهم ، والقول بجواز حذف "اما " فى نحو ذلك ضعيف ، وليس هذا موضوع بسط الكلام على ذلك .
"والتجويد" هو احكام القراءه واتقانها . ويقال فى تعريفه هو تصحيح الحروف وتقويمها ، واخراجها من مخارجها ، وترتيها مراتبها ، وردها الى اصولها ، والحاقها بنظائرها.
وقد اتضح بذلك ان تجويد القراء يتوقف على اربعه امور:_
احداها : معرفه مخارج الحروف
والثانى : معرفه صفاتها
والثالث : معرفه ما يتجدد لها بسبب التركيب من (3) احكام
والرابع : رياضه السان بذلك وكثره التكرير
واصل ذلك كله واساسه تلقيه من ذوى الاتقان ، واخذه من العلماء بهذا الشان ، وان انضاف الى ذلك حسن الصوت ، وجوده الفك ، وذرابه اللسان ، وصحه الاسنان ، كان الكمال . وذكر أبو عمرو الدابى باسناد الى ابن مجاهد انه قال : اللحن لحنان جلى وخفى ، فالجلى العراب ، والخفى ترك اعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه انتهى.
فيبقى للقارئ ان يعرف اللحن ليجتنبه كما اشار اليه الخاقنى فى قوله :-
فاول علم الذكر اتقان حفظه ومعرفة باللحن من فيك اذ يجرى
تكن عارفا باللحن كما تزيله وما للذى لا يعرف اللحن من عذرى
وقد صنف العلماء فى التجويد كتبا مطوله ومختصرة ، والغرض هنا انما هو ذكر ما يتعلق بتجويد فاتحه الكتاب .
وقوله "أم الكتاب" ايات الحلال والحرام ، قال الله تعالى :" منه ايات محكمات هن أم الكتاب" . وقال ابن عباس وغيره : "يقال لها : أم الكتاب" .
وذكر لها بعض المصنفين اثنىعشر اسما وهى : الحمد ، وفاتحه الكتاب ، وام الكتاب ، وأم الكتاب ، أم القران ، والسبع المثانى ، والشفاء ، والرقيه ، والاساس ، والوافيه ، والكافيه ، والصلاه .
وقال بعضهم سورة الصلاة ، وزاد بعضهم الشافيه ، وسورة الكنز ، (4) وسورة الشكر ، وسورة الدعاء ، وسورة تعليم المسأله ، وسورة المفاجاة ، وسوره التفويض ، والكلام على هذا مبسوط فى كتب التفسير فلا نطول به هنا
3_ فقول باسم الله حقق وسينها فصف ولام الله رقق وشدد ورى
أعلم أن مخرج الباء من بين الشفتين ، وكذلك الميم والواو الا أن الشفتين ينطبقان فى الباء والميم دون الواو فلذلك أفرد لها بعض مخرجا ، وفى الباء من مصنفات القوة والجهر والشدة ، فالجهر : منع النفس أن يجرى مع الحرف وضده الهمس ، والشدة : انحصار صوت الحرف عند مخرجه بحيث لا يجرى ، وضده الرخاوة ، ولا يلزم فى الجهر الشدة ، ولا من الشئ الجهر ، لانه قد يجرى النفس مع الحرف ولا يجرى الصوت كالكاف والتاء ، وقد يجرى الصوت ولا يجرى النفس كالضاد والعين ، وليس هذا موضع بسط ذلك لانه مقدر فى موضعه اذا فهمت ذلك ؛ فاعلم أ، الفاء تقاربها فى المخرج لانها من اطراف الثنايا العليا وباطن الشفه ، بضد الباء فى الصفتين المذكورتين ؛ لان الفاء مهموسه رخوة ، فاذا لم توف الباء حقها من الجهر والشده شابه لفظها الفاء ، ولذلك امر بتحقيقا قال الامام شريح ، فان القراء قد (5) يخلطون اذا انطلقوا بالباء فيلفظون بها رخوة وذلك لا يجوز ، فانه لم يختلف احد من اهل العربيه فى ان الباء شديدة انتهى . وقد يبالغ قوم فى تحقيقها والمحافظه على شدتها فيخرجها عن حدها ويفتحون لفظها وذلك ايضلا محذور منه .
قال : "وسينها فصف" يعنى فى لفظ الزاى والصاد ، وذلك أن هذه الاحرف الثلاثه تخرج من طرف السان وما بين اطراف الثنايا وأصولها فهى من مخرج واحد ، واشتركت فى الصفير وهو صوت يصحب هذه الاحرف يشبه صفير الطائر ، وأما السين فهى رخوة منفتحه مستفله ، وبذلك فارقت اخواتها ، فبالرخاوه فارقت الزى ، بالانفتاح والاستفال فارقت الصاد ، فاذا لم تعط السن حقها من هذه الصفات شابه لفظها لفظ الزاى أو الصاد ، فلذلك أمر بتصغيتها من لفظهما ، وليس خوف اختلاط لفظها بالزاى والصاد على سواء بل تاره يتاكد الاحتراز عن الصاد ، وذلك اذا جاورها بحرف مستفل نحو " مصيطرون" ، وتاره يتاكد الاحتراز عن الزاى وذلك بأن يجاورها حرف مجهور نحو "يسجدون" فاذا خشيت عليها الصاد فأنعم بيان (6)انسفالها وانفتاحها ، واذا خشيت عليه الزاى فأنعم بيان همسها فتامل ذلك وقس عليه ، وتوصل الى سكون السين فى بسم ونحوه برفق وتلطف واحذر عن تملل * فى بيان صفاتها أن تلتبس بالحركه والله الموفق .
وقوله : "ولام الله رقق وشدد" … انما رققت الام لانسفالها وانفتحها ، والترقيق هو أصلها ، وقد أجمعوا على تفخيمها فى اسم (الله) بعد فتحه أو ضم ، ولا تفخم فيما عدى ذلك الا فيما وردت به الروايه عن ورش ، وانما أمر بالمحافظه على تشديدها لئلا يثننا * عمل فيه كما يفعل بعضهم فيؤدى ذلك الى اسقاط احد الامين ، وذلك لان كل حرف مشدود بحرفين فالام الاول هى لام التعريف ادغمت فى الام الاصليه ، ومما نبه اهل التجويد عليه فى اسم الله تعلى المحافظه على ترقيق ألفه ، والاحتراز من تفخيمها ، اذ لا حظ للالف فى التفخيم ، ولتحترز أيضا من تمكين مد الالف والزياده على المقدر الطبيعى فانه لحن اذ لا سبب لمدها فى هذا الموضع ، وليحترز ايضا من اسقاطها كما يتكلم به بعض الناس فيقول (بسم الله ) يحذف الالف ، وذلك ان قيل انه لغه لبعض العرب فهو لا يجوز (7) القراءة به ضرائر الاشعار ، وانما لم يثبته الناظم على ذلك لانه اشار فى اخر القصيده الى حكم الالفان جمله فاندرج فيها هذا الاسم وغيره والله اعلم …
4_ وَ فَخِّمْ لِرَا الرَّحْمَنِ ثُمَّ الرَّحِيمِ وَ اشْدُدًا *** وَ احْذَرِ التَّكْرِيرِ وَ الحَا فَاجْهَدِى
الراء حرف مفخم ، و التفخيم إشباع صوت الحرف ، و قيل التفخيم تسمين الحرف ، و الترقيق إنحافه .
و للراء أسباب ترقق لأجلها مفردة فى أماكنها و لكن أصلها التفخيم ، و اللام فى قوله (لرا) زائدة مع المنقول كقوله تعالى : (قل عسى أن يكون ردف لكم ) . أى ردفكم فى أحد الوجهين ، و ذلك غير مطرد ، و إنما يطرد إذا تقدم المفعول أو كان العامل مرفوعا كاسم الفاعل .
و قوله ( واشدد) يعنى الراء فى الاسمين الشريفين ، و علة ذلك أن لام التعريف ادغمت فى الراء لتقاربهما ، و إنما أدغمت بعد إبدال لفظها برَاء مشددة و لم يلفظ بلام التعريف .
و قوله (واحذر التكرير ) يعنى الراء .
و التكرير هو : إرعاد طرف اللسان عند النطق بها .
و التكرير لغه : هو إعادة الشئ و لو مرة واحده ، و اختلف أهل الأداء فى التكرير هل هو صفه ذاتيه للراء أو لا ؟ . فذهب (8) قوم منهم شريح الى أنه صفة ذاتيه لها ، قال شريح : "و اعلم أن الراء متكررة فى جميع أحوالها ، و أبين ما يكون ذلك عند الوقف عليها ، و قد ذهب قوم من أهل الأداء الى أنه لا تكرير فيها مع تشديدها ، و ذلك لم يؤخذ علينا ، غير أننا لا نقول بالإسراف فيه ، و أما إذهاب التكرار جمله فلم نعلم أحدا من المحققين بالعربيه ذكر أن تكريرها يسقط بحال " انتهى .

و ذهب قوم الى أن وصف الراء بالتكرار معناه أنها قابله له لأنها مكررة بالفعل ، كما يقال لغير الضاحك ضاحك أى بالقوه لا بالفعل فيجب على هذا التحفظ منه و هو مذهب مكى و أبى عبد الله المعلى ، قال مكى : " فوجب على القارئ أن يخفى تكريره متى أظهر فقد جعل فى الحروف المشدد حروفا ، و فى المخفف حرفين" .
و هذا اختبار الناظم و قد قرر ذلك فى شرحه للشاطبيه قال : "وتكريره لحن فيجب التحفظ عنه لا به ، و هذا لمعرفة الشجر ليتجنب ، و طريق السلامة منه أن يلصق اللافظ به لسانه بأعلا حنكه لصقا محكما مرة واحدة ، و متى ارتعد حدث فى كل مرة راء" انتهى .
و ظاهر مذهب سيبويه أن التكرير صفه ذاتيه للراء إذا تكلم بها خرجت كأنها مضاعفه ، و الوقف يزيدها إيضاحا .
و قوله (و الحا فاجهدى) أى فاجهد فى بيانها ، و اللفظ بها فإذا (9) نطقت بها فَوَفِّهَا حقها من الصفات ، و بين همسها و رخاوتها ، و إلاعادت عينا لأنها من مخرج واحد ، و احذر تخشين لفظها قبل الألف نحو (الحاكمين و حاسدين) فإن بعض الناس يخشنها إذ ذاك و لا يفعلون ذلك فى مثل (حكيم ) و لا فرق .
5- وَ مَلِكِ خَفِّفْ يَاهُ وَ يَوْمِ اقْصُرَنَّهُ وَ فِى الدِّينِ صُنْ دَالاً عَنِ التَّا وَ اشْدُدِى
(خفف) فعل أمر من (خاف) ، (يخاف) أى احذر اشباع كسرة كاف (ملك) لئلا ينشأ عنها ياء فتكون قد زدت حرفا فى غير محله ، وقد روى أحمد بن صالح عن ورش ونافع (ملكى يوم الدين ) بإشباع كسره الكاف ، و ذلك خلاف المشهور عنه .
و قوله (يوم اقصرنه) يعنى فى الوصل لأنه وجد سببه و حرف اللين لا مد فيه ، و لكنه قال : "المد" لذا وجد سببه أعنى الهمزه أو السكون ، فلو وقف عليه لجاز المد و القصر و التوسط ، لأن السكون أحد سببى المد ، و لكنه ليس عمل الوقف .
و قوله : (وفى الدين صن دالا عن التا) أمر بصون الدال عن لفظ التاء لما بينهما من التناسب و ذلك لأنهما و الطاء من مخرج واحد من طرف اللسان و أصول الثنايا ، و فارقتهما الطاء بجمعها صفات القوة ، و اشتركت التاء و الدال فى بعض صفات الضعف (10) و انفردت الدل بصفتين من صفات القوه ، و هما الجهر والشده ، و التاء مهموسه رخوة ، فصول الدال عن التاء إنما يحصل بالمحافظه على جهرها وشدتها والله أعلم .
وقوله (واشددى) يعنى الدال و ذلك لأن لام التعريف قلبت دالا و ادغمت فى الدال فوجب الاحتراز عن التخفيف لئلا يخل باحد الحرفين كما تقدم فى (الرحمن الرحيم) .
6_ وَ إِيَّاكَ فَاهْمِزْ وَ اشْدُدِ اليَا مُخَلِّصًا عَنِ الجِيمِ ثُمَّ الكَافِ صِلْهُ وَ قَيِّدِى
الهمزه من أصعب الحروف و لذلك شبهها سيبويه بالتهوع ، و بعض الكوفيين بالسِّلْعَة ، و كذلك خففت بأنواع التخفيف على ما هو معروف فى كتبه .
و الهمزه المبتدأة لا يجوز تخفيفها نحو (إياك نعبد) فليحقق .
و يحترز عن أمرين :
أحدهما : ما يفعله بعض القراء إذا وصلها بما قبلها من تخفيف اللفظ بها و تليينه و يغفل عن مراعاة الجهر الذى فيها فيشوبها شئ من اللين و ذلك لا يجوز .
والثانى : أن تجعل كالهاء و قرئ شاذا بابدالها هاء .
و قوله : (و اشدد الباء) تنبيه على الاحتراز مما يفعله كثير من الناس من تخفيف الياء و هو لحن جلى يغير المعنى كما ذكروا .
و قد قرأ عمر بن قايد (إياك) بكسر الهمزه و تخفيف و هى قراءه (11) مرغوب عنها .
و قوله (مخلصا عن الجيم) يشير إلى تخليص الياء إذا شدد من شايبه* لفظ الجيم لأنها من مخرج واحد من وسط السان ، و ما عدا ذاك من الحنك ، و قد اشتركا فى بعض الصفات ، و اقترقا بأن الياء رخوه و الجيم شديه ، و بالمحافظة على رخاوتها يحصل التخلص عن الجيم .
و قوله (ثم الكاف صله) أى صله بالالف من غير سكت كما يفعله بعض الجهال .
7- وَ فِى نَسْتَعِينُ النُّونَ فَافْتَحْ وَ عَيْنَهُ اكْسِرَنْ كَقَافِ المُسْتَقِيمَ المُجَيَّدِى
أمر ببيان فتح نون (نستعين) فان حرف المضارعة مفتوح من كل فعل غير رباعى فى اللغه الفصحى ، و قرأ يحيى بن وثاب ، و الأعمش (نستعين) بكسرالنون و هى لغه تميم و أسد و قيس و ربيعه.
قوله : (و عينه اكسرن) أى حقق كسرها أَنْعِمْه ، و لا يجوز فيها غير ذلك ، و كذلك القاف فى المستقيم و الله اعلم .
8_ وَ هَا اهْدِنَا بَيِّنْ عَنِ الهَمْزِ وَ لِلْصِرَاطِ فَخِّمْ وَ مَنْ فِى حَرْفِهِ المُتَّحِدِي
الهاء و الهمز من مخرج واحد ، فلذلك قد تبدل أحدهما من الأخرى ، و الهاء حرف ضعيف ، و هو أخفى الحروف ، و الهمزة حرف جلد قوى ، فلذلك قل إبدال الهاء همزة ، و كثر لأنها (12) ضعفت عن تعاقب حركات الاعراب عليها ؛ فلذلك أمر بتبيين هاء (اهدنا ) عن الهمزة و أيضا فإن (الهاء) فى (اهدنا) جاورت الهمزة ؛ فتأكد الاعتناء بها لئلا تجعل همزه المجاورة ، و لتحرز من الإفراط فى بيانها فيؤدى ذلك الى تحريكها .
و قوله : (للصراط فخم) تقدم البيان ، و فى الصراط ثلاثه أحرف مفخمه و هى الراء و الصاد و الطاء ، أما الراء فتقدم الكلام عليها ، و أما الضاد و الطاء فهما من حروف الإطباق الأربعة ، و حروف الاطباق مفخمة مطلقا.
و اعلم بأن الحروف بالتسبب إلى التفخيم و الترقيق أربعة أقسام : مفخم مطلقا ؛ و هو حروف الإطباق الأربعة ، و مرقق مطلقا ؛ و هو سائر الحروف إلا الراء و اللام ، و ما أصله التفخيم و قد يرقق و هو الراء ، و ما أصله الترقيق و قد يفخم و هو اللام ، و ليبالغ القارئ فى تشديد الصراط غير مفرط ، و ليحرز تفخيم الألف لمجاورتها المفخم .
9_ وَ أَنْعَمتَ لاَ تَلْبَتْ بِنُونٍ وَ عَيْنِهَا فَأَنْعَمَ عَلَيهِمْ بَيِّنِ الهَا و اقْتَصِدِى
مما يفعله من لا تحقيق له أن يسكت على النون فى (انعمت) سكته لطيفه ؛ كأنه يريد بذلك إيضاح إظهارها و أنها لا غنة فيها و ذلك خطأ فلهذا قال (لا تلبث بنون) .
و قوله : (و عينها فانعم) قال بعض الأئمه /: إذا جاء حرف ( العين ) ساكنا أو متحركا أظهر بيانه أو أشبع (13) لفظه من غير شَرَه ولا تكلف ، و ليحذر تخشين لفظها كما يفعله بعضهم فى مثل (العالمين) ، و ليبين جهرها و إلا عادت (حاء) .
و قوله (عليهم بين الهاء) تقدم التنبيه على ضعف الهاء و خفائها فلذلك وجب التنبيه على بيانها و الاحتراز في أدائها .
10_ ولا تمدوا ياه كغير وغينه
فخف خاه كالمغضوب وأسكنه ترشدى
الضمير فى قوله (ياه) (لعليهم) وقصر الياء ضرورهة وانما لم تمد لانها حرف لين لامد فيه ، ولكنه قابل للمد اذا وجد سببه وهو الهمزه أو السكون .
وقوله : (وغينه) يعنى غين (غير) .
فخف (خاه) يعنى احذر تقريب لفظه من لفظ الخاء لأنها من مخرج واحد ، وكلاهما مستفل ، ةلاخاء حرف مهموس ، والغين مجهورة وبذلك يفترقان ، فاذا انطقت بالغين فبين جهرها والا عادت خاء لقرب ما بينهما .
وقوله : (كالمغضوب) أى كغير المغضوب فاحذر أن تشوبها بلفظ الخاء كما سبق .
وقوله : (واسكن) يعنى الغين فى المغضوب والمراد أن يبين اسكانه ويحترز عن بعض ما يفعله بعض الناس من الافراط فى النطق بها فيعتقد أنها متحرك . (14)
11_وللضاد كالضلال جوده فارقا
لمحجه روضه المتعبدى
أمر بتجويد ضاد (المغضوب) وضاد (الضالين) واليه اشار بقوله (كالضلال) اذا لم يمكنه ادخال لفظ (الضالين) فى نظم الشعر ، ومخرج الضاد من أقصى حافه اللسان وما يليها من الاضراس ،واخراجها من الجانب ايسر مع أن فى اخراجها من الجانبين صعوبه ، ولذلك قال سيبويه : أنها تتكلف من الجانبين . ويحكى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يخرجه من الجانبين ، ولا يخرج من مخرجه غيره ، وهو مما انفردت به لغات العرب ، وليس فى لغة غيرهم ، وكذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم : "أنا أفصح من نطق بالضاد" .
وأما صفات الضاد فانه مستفل مجهور ، ومطبق مفخم مستطيل فهذه صفات قوة ، وفيه من صفات الضعف الرخاوة .
ومعنى الاستطاله ، امداد صوته فى أول حافة اللسان الى اخرها حتى تقبل لمخرج اللام ، ولذلك ادغمت فيه اللام نحو (الضالين).
وقد جمع السخاوى - رحمه الله تعالى - صفات الضاد وقوته الا التفخيم فى قوله :-
والضاد عال مستطل مطبق جهر يكل لديه كل لسان
حاشا لسان بالفصاحه قيم ذرب لاحكام الحروف معانى (15)
وشارك الظاء الضاد فى الاستعلاء والجهر ولااطباق والتفخيم ولم يشاركه فى المخرج ، ولمشاركته فى هذه الصفات اشتد شبهه به وعسرت التفرقه بينهما ، واحتيج الى الرياضة التامه ، الى اشتراكهما فى اكثر الصفاتن اشار الناظم – رحمه الله تعالى – فى قصيدة له فى التجويد تسمى حدود الاتقان فقال:-
والضاد واطى الظاء فى اوصافه لا قربه فتعسر اللفظان
واذا راعى ما ذكرناه من مخرجه وصفاته حصل به المراد
12_ ولا تكسه لاما وظاءا وجوزته
لعاجز حال ضمن وجه معبدى
أشار لما كان الضاد قد استطال فى مخرجه حتى انقلب بمخرج اللام شابه لفظه لفظ اللام المفخمه فربما أخرجه كثير من الناس لاما مفخمه والى ذلك اشار السخاور – رحمه الله تعالى – بقوله :-
كم ران قوم فما أبدوا سوى لام مفخمه بلا عرفان
وقد تفدم بيان اشباهه بالظاء فلذلك قال : (ولا تسكته لاما وظاء) وقوله (وجوزته الى اخره …) مذهب مالك رحمه الله تعالى :- "ان من لايميز بين الظاء والضاد يتكنته تصح صلاته وقراءته وامامته ، فان امكنه ان يتعلم التميز بينهما فالظاهر انه غير معذور" .
ومشهور (16) مذهب الشافعى –رحمهالله تعالى- انه لو ابدل ضادا بظاء لم تصح ، وفيه وجه بالصحة ، وقال الشيخ محيى الدين النووى –رحمه الله تعالى- ولو أبدل ضادا بظاء لم يصح فى الاصح .
قال النتظم رحمه الله تعالى
14_ وضاعف لمد الها وللساكنين بل لعارضه اقصر أو توسط ومددى

الهاوى هو الالف سمى فى ذلك لانه اتسع مخرجه لهوا الصوت اشد من اتساع غيره . ومعنى (ضاعف) أى زد عليه مثله فيصير المد ألفين لجميع القراء ، وهو دون ما يمد للهمز فانه أطول مراتب المد للهمز مقدار ثلاث ألفات ، والى هذا أشار الناظم السخاوى رحمه الله تعالى ورضى الله عنه بقوله :-
والمد قبل المسكن دون ما قد مد للهمزات باستيقان
والمد للساكنين فى نحو (ولا الضالين)لازم وسمى مد الحجز وقوله : بل هو حرف اضراب ،وليس معنى الاضراب هنا ابطال ما تقدم وانما المراد به الاعلام بانتهاء غرض وابتداء اخر .
وقوله : (العارضه) يعنى للسكون العارض للوقف كسكون النون فى الضالين ، وميم فى الرحيم ، ونحن ذلك فيجوز فى المد الواقع قبل ما سكن للوقف ثلاثه أوجه المد والقصر والتوسط وذلك مقرر فى كتب القراءات فيكتفى بالاشاره اليه (17) .
15_ وللالفات رققا وتوسطا فى الحركات واحذر المط تسعدى
أمر بترقيق الالفات فى الفاتحه كالالف فى اسم الله (الرحمن الرحيم) وفى (العالمين) ، وكذا حكم الالفات من غير الفاتحه فان الالف لاحظ لها فى الفخيم .
وقوله : (توسطا فى الحركات) يعنى أنك تأتى بها محققه لا مختلسه ، ولا مشبعه جدا ، فانها اذا اشبعت نشأ من اشباع الفتحه ألف ، ومن اشباع الضمه واو ، ومن اشباع الكسره واو.
وكذلك قال : (واحذر المط) وخير الامور اوسطها ، وروى عن عبد الله بن صالح قال : قرأ أخ لى أكبر منى على حمزة ، فجعل يمد . فقال حمزه – أحد القراء – تفعل ، أما عملت انما فوق الجعودة فقط ، وما كان فوق البياض فهو برص ، وما كان فوق القراءة ، فلين بقراءة .
ويقال استعذ والله ، فيسعد ، وقذ يقال : سعده أيضا والاشهر أسعد
16_ وفى همزة عن القطع والوصل حفاظا على حكم اثبات وحذف فحددى
همزة القطع هى كل همزة تثبت وصلا وابتداءا كهمزة (اياك) وهمزة (أنعمت) .
وهمزة الوصل تثبت ابتداءا وتسقط وصلا ، كهمزات (بسم الله الرحمن الرحيم) ، وما سوى همزة (اياك) وهمزة (أنعمت) من همزات الفاتحه فهمزة وصل كهمزة (اهدنا) .
وأعلم أن كل (18) همز افتتح بها فعل ماض زائد على اربعه أحرف أو الامر منه ، أ و مصدره ، أو الامر من فعل ثلاثى يسكن ثانى مضارعه فهى همزة وصل ، والهمزة المصاحبه للام التعريف همزة وصل ، والهمز أول الاسماء المصغره همزة وصل ، وما سوى ذلك فهمزته همزة قطع ، فهذا ضابط الهمزتيت وبسطه فى كتب العربيه .
وقوله : (على حكم اثبات) وحذف الاثبات لهمزة القطع ، والحذف لهمزة الوصل فهو من اللف والنشر .
17_ ويجزى وجه من وجوه خلافها تواتر نقلا فالاطلاق قيدى
أى يجزئ على قراءة وجه من وجوه خلاف الفاتحه بشرطين : توتر نقله (كملك ومالك) ، ولا تجزئ القراءة بالشاذ .
وقوله : (فالاطلاق قيدى) يعنى والله أعلم أن القراءات السبق على كلها وجد فيه الشرط وهو التواتر جازت القراءة به مطلقا كما أشار فى كتبه.
18_ وشدتها أربع عشرة الوقف كامل
ببدء الرحيم الذين والتو وتزددى
هذه العدة واضحه ، ون لم يعد البسنه فى الفاتحه قشداتها عنه احدى عشر شده .
وقوله : ( الوقف كامل) الكامل هو الذى يعبر عنه غيره بالتام ، ودونه الوقوف التامة فى الفاتحه اربعه .
أولها : الرحيم أخر البسمله ولهذا قيده باضافه بدء اليه .
والثانى : (19) ملك يوم الدين .
والثالث : واياك نستعين .
والرابع : اخرها .
والوقف على (نستعين) أتم من الوقف على (يوم الدين) كما قال أبو محمد العمانى .
وفيها من الوقوف الحسنه أربعه :-
(رب العالمين) ، و (الرحيم) الثانى ، (المستقيم) ، و (انعمت عليهم)
عند من جعله رأس ايه .
وانما جعلت هذه الاوقاف حسنه . وان كان فيها فصل بين التابع والمتبوع لأنها رؤس ايات ، والفواصل يغتفر فيها ذلك ، وان كان النبى لا يغتفى فى أثناء الايات ، لما روى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقف عند أواخر الايات ، وروى الترمذى عن أم سلمة رضر الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عيله وسلم يقطع قراءته بقوله : الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم ثم يقف وكان يقرأ مالك يوم الدين قال حديث غريب وأخرجه أبو داود بنحوه .
19_ وسن ببدء عم سر تعوذ
وامين ناسب بعد خف اقصر امددى
أشار بقوله (وش) الى أن التعوذ عند ابتداء قراءة الفاتحة فى الصلاة مسنون .
وأشار بقوله (عم) الى أ، ذلك فى جميع فى جميع الركعات ولا نختص بالاولى ، وقال فى شرحه للشاطبيه : وعند الشافعى – رضى الله عنه – فى قراءة غير الاولى قولان : الاصح : نعم لطول الفصل ، والثانى : لا.
ومذهب مالك – رضى الله عنه – أنه لا يتعوذ فى الفريضه (20) وله أن يتعوذ فى النافله .
وأشار بقوله : (سر تعوذ) الى أنه يسر بالتعوذ ولو كان فى الجهريه وهو أحد الوجهين عند الشافعى ، وذكر فى الشرح أنه أصح الوجهين عند الاصحاب للشافعى .
وأما التعوذ فى غير الصلاة فالمشهور أ،ه تابع للقراءة ، وان جهرا فجهر ، وان سرا فسر .
وأما كيفيه لفظ التعوذ فمذكور فى كتب القراءات .
وقوله : (امين ناسب) بها الفاتحه فى الجهر والاسرار وقال أصحاب أبى حنيفه –رضى الله عنهم- اخفاء التأمين أولى لانه دعاء أجيب عن ذلك بأن اخفاء الدعاء انما كان أفضل لما يدخله فى الرياء .
وأما ما يتعلق بصلاة الجماعه فشعار ظاهر يندب العباد الى اظهاره وقد ندب الامام الى اشهار الفاتحه المشتمله على الدعاء والتأمين فى اخرها.
والتأمين على الدعاء تابع له وجار مجراه ، ومذهب مالك فى احدى الروايتين الجهر بها وهو مذهب الشافعى ، وروى عن مالك أنه يسر به
ولا هى أصح لحديث وائل*بن حجر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قرأ ولا ضالين قال امين يرفع بها صوته … أخرجه ابو داود والدرقطنى والله أعلم .
وقوله : (خف) يعنى خفف الميم ، قال ثعلب ، ولا تشدد الميم فانه خطأ.
وقاله الجوهرى . وقد روى عن الحسن وجعفر الصادق التشديد . وقال بعضهم : هومن (أم) (21) اذا قصد أى قاصدون اليك . وقد حكى القاضى عياض عن الداوودى (امين) بالمد والتشديد ، وقال انها لغه شاذة .
وقوله : ( اقصر امددى) اشاره الى اللغتين المشهورتين فى (امين) وهما المد والقصر . قال بعضهم : والقصر هو الاصل وذكر عن أبى على أن وزنه فعيل والمد للاشباع كقوله أقول ادخرت على كل كال لانه ليس من كلام العرب (افعيل) ولا (فاعيل) ولا (فعيل) ، وقيل المعروف فيه المد ، وحكى عن ابن درستويه أنكار القصر ، وقال : انما ذلك فى ضرورة الشعر قال أبو البقاء : وليس من الابنيه العربيه بل من العجميه كهابيل وقابيل .
ومعنى (امين) عن أكثر أهل العلم (اللهم استجب) فهو اسم فعل وروى عن أبى صالح عن ابن عباس رضى الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معنى (امين) قال : رب افعل . وقال قوم : هو فى اسماء الله تعالى . ورواه ابن عباس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عيه وسلم ولم يصح ، قاله ابن العربى ، واعترص هذا القول بأنه لو كان اسمت من اسماء الله تعالى لكان مبنيا على الضم لانه منادى ، وفى الخبر : "لقننى جبريل فقال : امين عند فراغى منن فاتحه الكتاب".
وقال : "ان كالخاتم (22) على الكتاب وفى حديث اخر" : "امين خاتم رب العالمين" .
وبنى امين لوقوعه موقع فعل الامر ، أو لتضمنه لام الامر ، أو لشبهه بالحرف فى قوله (يعمل) ولا تأثير بالعوامل أقوال.
واسحب العلماء أن يسكت على نون ( ولا ضالين) قبل قوله (امين) ليتمز ما هو قران عما ليس بقران .
20_ وأول قسميها التعظيم ربنا وثان دعا العبد لله فاسندى
أشار بهذا البيت الى حديث الصحيح وهو ما أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل ، فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين . قال : حمدن عبدى ، واذا قال العبد :الرحمن الرحيم قال الله : اثن ىعلى عبدى ، واذا قال : مالك يوم الدين . قال : مجدنى عبدى . واذا قال : اياك نعبد واياك نستعين قال : هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل . فاذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صلااط الذين انعمت عليهم عير المغضوب عليهم ولا ضالين . قال هذا لعبدى ولعبدى ما سأل .
فقوله سبحانه وتعالى : (قسمت الصلاه) يريد الفاتحة وسماها صلاة ، لان الصلاة لا تصح الا بها فجعل الثلاث ايات الأول لنفسه (23) سبحانه ، ثم قسم الايه الابعه فجعلها بينه وبين عبده لانها تضمنت بذلك العبد وطلب الاستعاذة وذلك يتضمن تعظيم الله ، ثم جعل الايات الثلاث تتمه السبع لعبده ومما يدل على أنها ثلاث ايات وقوله : (هو لا لعبدى) أخرجه مالك ولم يقل : (هاتان) فدل على أن (أنعمت) عليهم ايه . فثبت بهذه القسمه أن البسمله ليست بايه من الفاتحه ، وهذا من أدلة القائلين بهذا القول . ولو جعلنا البسمله ايه منها كان لله تعالى أربع ايات ونصف ، وللعبد ايتان ونصف وهذا يبطل التنصيف المذكور ، وما أجيب من أن التنصيف المذكور أنما هو المعنى لا فى عدد الايات ظاهر البعد ، وترك روايه مالك هؤلاؤ ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
ولما فرغ من ذكر ما قصد ذكره قال :-
21_ فان أنت حذفت الذى قد ذكرته تبرأ بعرض للقراءه مسندى
22_ ولا رب الا الله فاعبده مخلصا وصل على خير النبيين أحمد
فهذا ما يسره الله سبحانه وتعالى من الكلام على هذه القصيده . والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
كتبه خالد أبو الجود
24/9/2003
27 رجب 1425
من هجره الرسول
 
التعديل الأخير:

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: شرح القصيدة الواضحه فى شرح الفاتحه

احسنت أخي ابن عامر أحسن الله إليك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع