إعلانات المنتدى


الملا عثمان مع المقرئ محمد رفعت حلقة 3

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

مرشد الحيالي

عضو شرف ومشرف سابق
عضو شرف
11 أبريل 2008
3,980
151
63
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
الحلقة الثالثة: الملا عثمان مواهبه وابداعاته
تحدثنا في الحلقة الثانية عن مواهب الملا عثمان وابدعاته وقلنا ان الملا عثمان الموصلي بعد اسقراره في الموصل وتحصيله للعلوم الشرعية واخذه للاجازات في علم القراءات على علماء وشيوخ ام الربيعين امثال المقرئ محمد الحاج حسن والشيخ محمد بن جرجيس الموصلي الشهير بالنوري وغيرهم ، لم يكتفي بذلك بل رغب في التجوال في بلاد الاسلام للاستزادة من العلم والثقافة رغم ما يعاني من ظائقة ماديه وفقدان اعز ما يملك في حياته وهو بصره، فعزم في هذه المرة على السفر الى مركز الخلافة الاسلامية ومركز النشاط الفكري والثقافي في الشرق واحب ان يستاذن من شيخه النوري فاذن له فاخذ طريقه الى تركيا مع قافلة متوجه الى هناك وحال وصوله استقل غرفة صغيرة في جامع (نور العثمانية )في حي شنبرلي طاش_ بني في عهد السلطان عثمان خان الثالث ابن السلطان مصطفى الثاني :) 1168-1171هـالذي ابتدأ في تشييده أخوه السلطان محمود خان وسماه نور عثمانية وفي أول جلوسه ابتدأت في أوروبا الحرب المسماة بحرب السبع سنوات الشهيرة-.وما ان سمع به الناس حتى هرع اليه الادباء والزعماء امثال محمد الالوسي وشاكر الالوسي ويوسف السويدي وعلاء الدين الالوسي والسيد ابراهيم الراوي، وكل واحد من هولاء يعتبر علما من اعلام الفكر والادب في العراق وله ترجمة وافية في كتب التراجم وقد اشاروا على الملا عثمان ان يقوم بزيارة جامع ايا صوفيا الكبير ويقراء به ايام الجمع لما عرفوا عنه من صوت واداء جميل، فصار الناس يتوافدون على الجامع ويسمعون من حسن الاداء ورعة جمال الصوت ما لم يكن قد سمعوه من قبل حتى اثر في مشاعرهم وابكاهم ،والاتراك فيه طبع التاثر بالصوت الجميل فاتم قراءة جزء كامل مما دفع الكثير من قراء الاتراك الالتفات حوله وتعلم فنون التجويد والاداء منه، وقد بقي هولاء يتذكرون جميله حتى بعد رجوعه الى العراق واستحدثوا طرازا من النغم في التلاوة اسموه بالطراز الملا عثمان الموصلي يعتمد على المزج بين الترك والمقام العراقي واخذوه من الملا الذي كان يمزج بين العشاق التركي والمنصوري الموصلي.
0a1ade716666da36e544bb9857ffaaa4_lm.jpg
جامع ايا صوفيا الكبير وقد ذكر اهل قرية في تركيا ان النساء والرجال على حد سواء يحفظون كتاب الله مما يدل على ان الاسلام قادم الى ارض الخلافة مرة اخرى رغم انف من ابي وان المستقبل القريب لهذا الدين
جامع أيا صوفيا. :
بعد فتح استانبول كان أول ما فعله محمد الفاتح هو تحويل كنيسةآيا صوفيا إلى جامع. وهذه الكنيسة بنيت في العهد البيزنطي من قبل جوستينيانالأول في عام 537 م. وظلتكذلك بمدة 916 عاما إلى أن قدم المسلمون الأتراكبقيادة محمد الفاتح وحولوها إلىجامع عند فتح استانبول في عام 1453م. وتقولبعض الروايات الطريفة إن اتجاه الكنيسةكان على عكس اتجاه القبلة فقام محمدالفاتح بتحويلها باتجاه القبلة
الملا عثمان وابو الهدى الصيادي : وهو من اشهر علماء عصره ولد في خان شيخون من اعمال المعرة وتعلم بحلب وولي نقابة الاشراف وسكن عاصمة الخلافة واتصل بالسلطان عبد الحميد وقلده مشيخة المشايخ وحضي عنده فكان من كبار مستشاريه ،ولما خلع السلطان نفي ابو الهدى الى جزيرة رينكيبو ومات فيها كان من اذكى الناس وله المام بجميع العلوم وله معرفة قوية بالادب والتصوف وله قصائد واشعار رائعة منها :

بسم ربي باري الوجود وابتدائي والى قدسه انتهاء رجائــــــــي
سر بدء بختم عطــــــــــير زان مدحي لخاتم الانبياء
فزماني به صفاء وكأسى من تجليه مترع بالهنــــــــــــاء

وكان الملا عثمان اشهر من تعرف على ابي الهدى الصيادي والذي اعجب به ايما اعجاب وهو السبب في توطيد العلاقة بينه وبين السلطان عبد الحميد والملا عثمان.

بداية التعارف بين العلمين:
والجامع بين الملا وابو الهدى حب الشعر والادب والنثر ،وفي احدى المرات زار الملا عثمان ابو الهدى فتاقت نفس الصيادي الى انشاد شعر فانشد :
قلت لما خفق القلب جوى حين شاقت قرطك الخفاق عيني
كـنت لاتملك الا خافقـــا فهنيئا لك ملك الخافقـــــــــين

فبادر الملا على البديهة فانشدها على نغم الحجاز فطرب ابو الهدى وبكى من روعة الصوت والاداء ،بعدها تعددت اللقائات بالسلطان من خلال ابي الهدى لقراءة القران والانشاد في قصر الخلافة، وفي يوم استدعاه السلطان لقراءة القران على حريم السلطان وهو محرم دخوله على الرجال فادخل الملا في ممرات وحدائق ودهاليز حتى وصل الى موضع تنبعث منه رائحة الطيب والمسك، فهمست الجارية في اذن الملا انك الان في حرم السلطان فبداء بقراءة ايات من سورة مريم يقول الملا كنت اسمع اصوات المدح والثناء على القراءة والاستحسان والتاثير من حرم السلطان .

القران شغله الشاغل:
كان قراءة القران شغل الملا الشاغل، وقد وجد من المناسب ان يكمل الدراسة القرانية في تلكم المدينة فهو اصلا جاء لذلك الغرض ،فسال عن اعلم اهلها فدل على مفتي ازمير الشيخ مصطفى افندي فهو خير من يدرس القراءات العشر فدرس عليه حتى تمكن من اتقانها ،وقد ذكر الملا في احدى اجازاته انه قراء على الشيخ العلامة من طريق التحبير والتيسير بمسالك يوسف افندي زاده صاحب كتاب الائتلاف وانه اجازه بكتاب الطيبة بلا خلاف وانهى الملا القراءات العشر .
من هو الشيخ مصطفى افندي :
ولد الشيخ مصطفى أفندي القسطنطني في أواخر ذي القعدة 1017 هـ ،بمدينة اسلامبول تتلمذ على عدة شيوخ منهم : الشيخ أحمد الجلبي ،الشيخ محمّد بن مصطفى الباريكسري المعروف بقاضي زاده الحنفي ، الشيخ مصطفى الأعرج القاضي ، الشيخ عبد الله الكردي ، الشيخ محمّد الألباني العلوي ، الشيخ ولي الدين المنتشاوي الواعظ ، الشيخ إبراهيم اللقاني المصري ، ومن تلامذته ابنه ، الشيخ محمّد الجلبي . الشيخ محي الدين البر ساوي ، الملا محمّد نعيم الشاعر .
ومن مؤلفاته ما يلي : ميزان الحق في اختيار الأحق والخرائط في تخطيط الأرض وسلّم الوصول إلى طبقات الفحول وتحفة الكبار في أسفار البحار وتعليقة على تفسير البيضاوي وتحفة الأخيار في الحكم والأمثال والأشعار وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون وهو الذي عرف به وغيرها كثير. توفّي شيخ الاسلام الأفندي عام 1067 هـ بمدينة اسلامبول في تركيا ، ودفن فيها.

صاحب المواهب المتعددة :
كان الملا كما مر يتمتع بمواهب متعددة رغم انه يعاني ما يعاني منه، فله معرفة بالشعر والنثر والادب وعلم القران مما دفع السلطان عبد الحميد الى الاعتماد عليه كسفير ومبعوث بمهمة سياسية وهي ان دلت على شئ فانها تدل على ان الرجل يحمل في نفسه طاقات متعددة تفيض وتزداد كلما تهيئت لها الفرص ، وقد بعثه السلطان الى ليبيا لسبر اغوار ملكها السنوسي والذي لم تكن الحكومة مطمئنة اليه فسافر الضرير الى طرابلس بباخرة وسرعان ما اتم مهمته بنجاح وتبين للحكومة ان الرجل بئ مما نسب اليه من تهم .

السفر الى ارض الكنانة:
في طريق العودة من ليبيا قرر الملا ان يمكث مدة في الاسكندرية ،ولم يكن ليعرف عنها شئ ،ولكنه تبين له ان ارض الكنانة تعج بالادباء والمفكرين وهي لاتقل عن دار الخلافة اهمية من ناحية النشاط الفكري وان مكانتها الاجتماعية والادبيه فوق ما كان يتصور فقرر ان يبقى بها بضع سنين-بقي فيها خمس سنين بعدها رجع الى استانبول- وفي عام 1895سال عن شيخ قراء مصر فدل على العلامة يوسف عجور امام الشافعية في جامع السيد البدوي والذي من اشهر تلامذته المقرئ محمد مصطفى الجمل له تلاوات رائعة، وقد تعلم الجمل القراءات السبع والعشر على يد الشيخ يوسف عجور بطنطا .
من هو يوسف عجور:
يوسف بن محمود الخروقي الشافعي الشهير بـ ( يوسف عجور( المولود سنة 1175هجرية ، والمتوفى بعد سنة 1310 هجريةكان شيخ الإقراء في طنطا ( طندتا ) فيزمانه ، وإليه ترجع معظم أسانيد القراءات في طنطا وكثير من أسانيد محافظات الغربيةوالبحيرة والمنوفية وغيرها ، كما يرجع إليه الكثير من أسانيد القراءات في العراق .قرأ بالقراءات العشر الصغرى والكبرى وأقرأ بهما
من شيوخه الذين قرأعليهم :
1) عبد المنعم البنداري
2) علي صقر الجوهريمن تلاميذهالذين قرؤوا عليه القراءات :
1) ابنه : أحمد يوسف عجور
2) محمد حسن سعدةالفرسيسي
3) محمود شاهين العنوسي
وهؤلاء من أهل مصر،ومن تلاميذه البارزين أيضاً :الملا عثمان الحافظ العراقي الموصلى ، وقد رحل إليه من ليبيا الى طنطا ليقرأ عليه ، وقد وصف الملا عثمان شيخه يوسف عجور بأنه شيخ القراء المتفقعلى ولايته وصلاحه ، وكانت إجازة يوسف عجور للملا عثمان سنة 1310 هـ ، وتوجدالإجازة محفوظة مخطوطة في العراق ، وقد ذكر الملا أن الشيخ يوسف عجور كان قد بلغ من العمر 135 سنة يوم أن أجازه ، ولذلك أخذت منه أنه ولد سنة 1175 هـ ، والله أعلم) .توضيح أصول الشفع للشيخ عبد المجيد الخطيب العراقي، هداية القاري للمرصفي ، عدد من الإجازات القرآنية بتصرف قليل) .


موقف اعجاب واكبار :
ذهب الملا وجلس في المسجد وجاء من يهمس باذنه ان يستاذن من شيخ الاقراء للقراءة من اجل ان ينخرط في سلك طلبة العلم ويكون من طلاب الشيخ وياله من ادب جم، وما كاد الملا يقراء اييتين حتى نهض شيخ القراء العلامة يوسف وقبله من جبينه وابدى به الاعجاب والفخر وقال له انت استاذ القراءة ولاتحتاج الى اختبار، قاكمل دراسته على استاذه العلامة يوسف ونال منه الاجازة في القراءات .

لقاء الملا عثمان بالمقرئ الكبيرمحمد رفعت :
وهو من اشهر قراء مصر كف بصره وهو في السادسة من عمره (1882-1950)- درس على الملا عثمان :وفي هذه الفترة تتلمذ على الملا عثمان جمهرة من القراء امثال على محمود –وهو من مواليد 1880والذي حفظ القران منذ صغره وقد اخذ من الملا اصول المقامات حتى اصبح من اشهر قراء الاناشيد الدينية، ومنهم المقرئ محمد رفعت والذي درس في مركز العاصمة –القاهرة –فقد درس على الملا نقل ذلك الدكتور احمد عبد الستار الجوادي وانه سمع المقرئ محمد نفسة يقول في مناسبات عدة انه درس على الملا عثمان خلافا لمن انكر ذلك ، ومن يتامل ويستمع الى قراءة الشيخين يجد تشابها في الاسلوب والاداء ونبرة الصوت، وكلاهما يعتمد على مخاطبة الضمير والمشاعر من خلال التلاوة وكلاهما يتمتع بطبقة غليظة لها عذوبة تسري الى النفوس وتحملها على التاثر والخشوع والى حلقة اخرى من سيرة الملا عثمان وابداعاته.
 
التعديل الأخير:

ابواحمدالغالى

مزمار داوُدي
20 مايو 2008
9,458
16
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الملا عثمان مع المقرئ محمد رفعت حلقة 3


احسنت اخى الكريم على المعلومات القيمه
افتنا وعلمتا
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: الملا عثمان مع المقرئ محمد رفعت حلقة 3

جزاك الله خير الجزاء والإحسان أخي الكريم وجعل ما خطت أناملك في ميزان حسناتك
 

عبد الحكيم العاني

مزمار ذهبي
18 أغسطس 2008
969
2
0
الجنس
ذكر
رد: الملا عثمان مع المقرئ محمد رفعت حلقة 3

بارك الله فيكم اخي الفاضل مرشد
جزاك الله كل خير
وزادك الله قوة على كثرة طباعتك لهذه التقارير والتراجم التي تتحفنا بها
لا ننسى معروفك أبدا
 

مرشد الحيالي

عضو شرف ومشرف سابق
عضو شرف
11 أبريل 2008
3,980
151
63
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الملا عثمان مع المقرئ محمد رفعت حلقة 3

اشكرك اخي عبد الحكيم على نبلك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه والحقيقة السلسلة مستمرة حتى تكتمل الى العشر حلقات وسنتناول في البقية وعلى شكل تسلسل تاريخي يتضمن الكثير من المعلومات والتوجيهات التربيوية مع بيان تراث العراق من خلال علم من اعلامها ومفكريها ونسال الله السداد والتوفيق
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع