- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
[frame="7 80"]
التأديب بالعقاب
نظرات شخصية
في بعض طرائق التربية وأحوالها
[/frame]
[frame="7 80"]
إن أولَ ما يتبادرُ إلى ذهنِ بعضِ المربينَ عند ذكرِ التأديبِ: هوَ إصلاحُ المؤَدَبِ بالعقابِ، فالتأديبُ يستلزِمُهُ فقدانُ الأدبِ، وهكذا: ليس من سبيل لإعادة الأدب المفقود إلا الضرب الذي يرد الأدب المعدوم أو يكمله إن نقصَ، فالتأديب إذاً مرادفُ العقاب _ زعموا!
والحقيقة التي تبدو من خلال التأملِ أن المقصودَ من لفظِ التأديبِ أعمُّ من العقابِ بل إنه إن أنصفتَ لا يشمله، فالتربية الصحيحة للفرد لا تحوِجُ المربي إلى العقابَ، وإن احتاج إليهفإنما يكون ذلك عَرَضَاً وليس أصلاً. وليس ذلك إنكاراً لشرعية الضرب، أو كونه ضرورياً أحياناً، لكن المقصود هنا من الحديث بيان مجانبةِ الصوابِ من يتخذونه أسلوباً وحيداً فريداً، أو حتى أسلوباً غالباً رئيساً، نعم فالتأديبُ ـ وليس العقابُ ـ صِنوُ التربية ونِدُّها، لكن بالتأديب أيضاً نحفظ من نربيهم – ابتداءً - من الوقوعِ فيما يوجب العقاب.
وتغيب عن أذهان المربين أحياناً - حال عقابهم لمن يربونهم – حقيقة مهمة: وهي أن الطفل يخرج إلى الدنيا سبيكة نقية تماماً ليس فيها من شائبة، فـ"كلُّ مولودٍ يولد على الفطرة" كما في الحديث، وفطرةُ الله لا تتضمن إلا كل خير، ويكون عمل المربي حينئذٍ متوقفاً على حفظ هذه السبيكة صافيةً طاهرةً نقيةً، وإحاطتها بسياج من التربية التي تحفظها من الانحراف، وتدريبها وتربيتها على الخير.
وحينما يكون السياج المضروب واهياً أو به ثغرات تسمح للشوائب أن تدخل، فإن عمل المربي حينئذٍ يتحول من الحفظ إلى التنقية، وربما ألجأته التنقية إلى الصهر (بالعقاب أوالضرب)، فيعرض سبيكته على الكير ليعود إليها صفاؤها بعد أن أصابها الكدر أثناء التشكيل، ولهذا ورد في الحديث "فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، فنسبَ ما يصيبُ الوليدَ من تغيرِ فطرتهِ وزوالِ خيريتهِ إلى أبويه.
وفي هذه الحالة يجدر بالمربي أن يحاسب نفسه ويسألها ألف مرة، فإنه سبب الخبث الحاصل في سبيكته ولا شك، إما بطريقٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، ولا ذنب هنا للمُؤَدَبِّ، فليُعتَبَر!
وها هنا لفتاتٌ ولمحاتٌ عن العقاب التربوي، جمعتها من جنبات الفكر، وخواطر التأمل، ومعاينة طرائق الخلق في التربية، ومشاهدة بعض النواتج والمحصلات.
ولي عودة لإتمام الموضوع إن شاء الله، فانتظروني قريباً.
[/frame]
التأديب بالعقاب
نظرات شخصية
في بعض طرائق التربية وأحوالها
[/frame]
[frame="7 80"]
إن أولَ ما يتبادرُ إلى ذهنِ بعضِ المربينَ عند ذكرِ التأديبِ: هوَ إصلاحُ المؤَدَبِ بالعقابِ، فالتأديبُ يستلزِمُهُ فقدانُ الأدبِ، وهكذا: ليس من سبيل لإعادة الأدب المفقود إلا الضرب الذي يرد الأدب المعدوم أو يكمله إن نقصَ، فالتأديب إذاً مرادفُ العقاب _ زعموا!
والحقيقة التي تبدو من خلال التأملِ أن المقصودَ من لفظِ التأديبِ أعمُّ من العقابِ بل إنه إن أنصفتَ لا يشمله، فالتربية الصحيحة للفرد لا تحوِجُ المربي إلى العقابَ، وإن احتاج إليهفإنما يكون ذلك عَرَضَاً وليس أصلاً. وليس ذلك إنكاراً لشرعية الضرب، أو كونه ضرورياً أحياناً، لكن المقصود هنا من الحديث بيان مجانبةِ الصوابِ من يتخذونه أسلوباً وحيداً فريداً، أو حتى أسلوباً غالباً رئيساً، نعم فالتأديبُ ـ وليس العقابُ ـ صِنوُ التربية ونِدُّها، لكن بالتأديب أيضاً نحفظ من نربيهم – ابتداءً - من الوقوعِ فيما يوجب العقاب.
وتغيب عن أذهان المربين أحياناً - حال عقابهم لمن يربونهم – حقيقة مهمة: وهي أن الطفل يخرج إلى الدنيا سبيكة نقية تماماً ليس فيها من شائبة، فـ"كلُّ مولودٍ يولد على الفطرة" كما في الحديث، وفطرةُ الله لا تتضمن إلا كل خير، ويكون عمل المربي حينئذٍ متوقفاً على حفظ هذه السبيكة صافيةً طاهرةً نقيةً، وإحاطتها بسياج من التربية التي تحفظها من الانحراف، وتدريبها وتربيتها على الخير.
وحينما يكون السياج المضروب واهياً أو به ثغرات تسمح للشوائب أن تدخل، فإن عمل المربي حينئذٍ يتحول من الحفظ إلى التنقية، وربما ألجأته التنقية إلى الصهر (بالعقاب أوالضرب)، فيعرض سبيكته على الكير ليعود إليها صفاؤها بعد أن أصابها الكدر أثناء التشكيل، ولهذا ورد في الحديث "فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، فنسبَ ما يصيبُ الوليدَ من تغيرِ فطرتهِ وزوالِ خيريتهِ إلى أبويه.
وفي هذه الحالة يجدر بالمربي أن يحاسب نفسه ويسألها ألف مرة، فإنه سبب الخبث الحاصل في سبيكته ولا شك، إما بطريقٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، ولا ذنب هنا للمُؤَدَبِّ، فليُعتَبَر!
وها هنا لفتاتٌ ولمحاتٌ عن العقاب التربوي، جمعتها من جنبات الفكر، وخواطر التأمل، ومعاينة طرائق الخلق في التربية، ومشاهدة بعض النواتج والمحصلات.
ولي عودة لإتمام الموضوع إن شاء الله، فانتظروني قريباً.
[/frame]