إعلانات المنتدى


هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
[frame="7 80"]
التأديب بالعقاب

نظرات شخصية
في بعض طرائق التربية وأحوالها
[/frame]

[frame="7 80"]
إن أولَ ما يتبادرُ إلى ذهنِ بعضِ المربينَ عند ذكرِ التأديبِ: هوَ إصلاحُ المؤَدَبِ بالعقابِ، فالتأديبُ يستلزِمُهُ فقدانُ الأدبِ، وهكذا: ليس من سبيل لإعادة الأدب المفقود إلا الضرب الذي يرد الأدب المعدوم أو يكمله إن نقصَ، فالتأديب إذاً مرادفُ العقاب _ زعموا!

والحقيقة التي تبدو من خلال التأملِ أن المقصودَ من لفظِ التأديبِ أعمُّ من العقابِ بل إنه إن أنصفتَ لا يشمله، فالتربية الصحيحة للفرد لا تحوِجُ المربي إلى العقابَ، وإن احتاج إليهفإنما يكون ذلك عَرَضَاً وليس أصلاً. وليس ذلك إنكاراً لشرعية الضرب، أو كونه ضرورياً أحياناً، لكن المقصود هنا من الحديث بيان مجانبةِ الصوابِ من يتخذونه أسلوباً وحيداً فريداً، أو حتى أسلوباً غالباً رئيساً، نعم فالتأديبُ ـ وليس العقابُ ـ صِنوُ التربية ونِدُّها، لكن بالتأديب أيضاً نحفظ من نربيهم ابتداءً - من الوقوعِ فيما يوجب العقاب.

وتغيب عن أذهان المربين أحياناً - حال عقابهم لمن يربونهم حقيقة مهمة: وهي أن الطفل يخرج إلى الدنيا سبيكة نقية تماماً ليس فيها من شائبة، فـ"كلُّ مولودٍ يولد على الفطرة" كما في الحديث، وفطرةُ الله لا تتضمن إلا كل خير، ويكون عمل المربي حينئذٍ متوقفاً على حفظ هذه السبيكة صافيةً طاهرةً نقيةً، وإحاطتها بسياج من التربية التي تحفظها من الانحراف، وتدريبها وتربيتها على الخير.

وحينما يكون السياج المضروب واهياً أو به ثغرات تسمح للشوائب أن تدخل، فإن عمل المربي حينئذٍ يتحول من الحفظ إلى التنقية، وربما ألجأته التنقية إلى الصهر (بالعقاب أوالضرب)، فيعرض سبيكته على الكير ليعود إليها صفاؤها بعد أن أصابها الكدر أثناء التشكيل، ولهذا ورد في الحديث "فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، فنسبَ ما يصيبُ الوليدَ من تغيرِ فطرتهِ وزوالِ خيريتهِ إلى أبويه.

وفي هذه الحالة يجدر بالمربي أن يحاسب نفسه ويسألها ألف مرة، فإنه سبب الخبث الحاصل في سبيكته ولا شك، إما بطريقٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة، ولا ذنب هنا للمُؤَدَبِّ، فليُعتَبَر!

وها هنا لفتاتٌ ولمحاتٌ عن العقاب التربوي، جمعتها من جنبات الفكر، وخواطر التأمل، ومعاينة طرائق الخلق في التربية، ومشاهدة بعض النواتج والمحصلات.
ولي عودة لإتمام الموضوع إن شاء الله، فانتظروني قريباً.
[/frame]

 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="7 80"]
الاستغفار قبل العقاب
فأول النظراتِ مقتبسٌ من حديث "ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة":

فإن من الأسباب غير المباشرة لحصول الخلل في التربية ذنب أو تقصيرٌ تلبس به المربي، فرأى أثره في أحوال من يربيهم ويخالطهم. وهكذا: فإنه من رحمة الله بالعبد أن يوفقه للاستغفار حين يجد فيمن يربيهم خللاً، وأن يراجع حاله مع الله، ثم يثني بالبحث عن الفجوة التي أُتي منها فيمن يربيهم فيسدد ويقارب.
[/frame]​
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
[frame="9 80"]
فقرة مكررة، رفعت مرتين.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
[frame="7 80"]
النية في العقاب:


إن النية في أي عملٍ للمسلم هي الأساس الأول، وفي التربية الإسلامية تكون نية المربي في عقابه خالصةً لوجه الله، فإذا انتهكت محارم الله أو ضيعت فرائضه، يعاقب المربي غضباً لله ولرسوله، وانتصاراً لدينه، وأخذا على يد الباطل، وتحقيقاً لتغيير المنكر باليد وهو أعلى درجات الإنكار، ورداً لفردٍ مسلمٍ عن السير في درب الغواية. وليس كل المربين يصطحب معه هذه النية ولا كلهم يعاقب وهي حاضرة، مع أنها الأساس الذي عليه تصبغ التربية بصفة الإسلام.
وينبغي على المربي الذي يفوته اصطحاب النية في بداية العقاب لحظة فوران الغضبٍ أو نحوه أن يجدد النية، (وليس عليه إعادة الضرب من جديد)!

[/frame]
 
التعديل الأخير:

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="7 80"]
عقاب التأديب، لا عقاب التشفي والانتقام:
يعاقب كثير من المربين حين يعاقب وفي نفسه من التشفي ما فيها، إذ يحس في نفسه بالقهر والغيظ من أخطاء ومخالفات من يربيه، ويطغى الغضب على الموقف فيلجأ إلى الضرب المبرح مثلاً شفاءً لغليله وليبرد قلبه بالانتقام. وفي هذا الأمر عدة محاذير:

فأولها الغضب وقد نُهي عن مقارفةِ دواعيه ابتداءً بنص السنة "لا تغضب". إلا أنه مع كون الغضب صفة تلازم البشر فلابد منه، خصوصاً إذا كان الغضب لله ولرسوله، لكن الاسترسال في الغضب، والغضب الذي يُعمي صاحبه، أو يوقعه في محذور آخر: كل ذلك غضبٌ غير محمود. ولعلم الشارع الحكيم أنه لابد من الغضب: سرد حلولاً لمن غضب، ليُغَيِّرَ الحال التي يكون عليها الغضبان بالقعودٍ أو الرقود أو الوضوءٍ وغير ذلك.

وبما أن الغضب من الشيطان، فإن تربية الغضبان لغير الله ورسوله لأي أمر من أمور الدنيا، إنما هي فرصةٌ لتدخل الشيطان، وإن حظ الشيطان ممن أخذته العزة بالإثم لكبير!

وفي الغضب من المحاذير مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحدود والجزاء، التي هي نوعٌ من العقاب والتطهير، فليس المقصود منها أساساً إذلال المخطئ أو الانتقام منه، بل المقصود تطهيره وتأديبه، وردع أمثاله ممن ينسون الله في لحظات الضعف، فتأتي إقامة الحد على من عُلم حاله منهم ليكون عبرة وردعاً. وقد رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع من يقول من الصحابة عن شاربٍ للخمر يُجلد: "لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم" أو كما قال.

وثمة نقطة مهمة في سبيل التفريق بين عقاب التشفي والانتقام وعقاب التأديب الخالص، وهي أن يضع المربي في قرارة نفسه حداً معيناً للعقاب يقف عنده، فكثيراً ما يتلبس المربي بالعقاب إلى أن يبرد قلبه وينطفئ غضبه، أما قبل ذلك فهو كالأعمى لا يبصر ما يأتيه ويفعله. فلا يكن زوال الغضب هو حد انتهاء العقاب، ولعل ما أوحى إليَّ بهذه الجزئية كون الحدود في الإسلام مثبتة لا تتغير، حتى لا تكون تابعة للأهواء تتحكم فيها عند النقمة والغضب بالزيادة أو عند عكس ذلك بالنقص.

[/frame]
 
التعديل الأخير:

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="7 80"]
آخر الدواء الكي:

يعتمد كثير من المربين على الضرب المبرح، الذي يترك في الجسم أثراً قد يبقى أو يزول، كوسيلة وحيدة لتقويم الاعوجاج، فالعلاج الحاسم ابتداءً هو الضرب، وكأن الدنيا قد خلت من كل أسلوب إلا الضرب، وهو في الحقيقة نقص في فهم هؤلاء لطرائق التربية الصحيحة.

إن الضرب يجب أن يكون آخر علاج يلجأ إليه المربي، فالأساليب كثيرة، والضرب آخرها، والتدرج لا شك مطلوبٌ لإحداث الاتزان، ولو تأملت وأعدت النظر في آية النشوز لظهرت لك مراتبٌ مدرجة بدقة متناهية، واضحة كل الوضوح، تنتقل من الوعظ إلى الهجر في المضاجع، ثم أخيراً الضرب غير المبرح.

ومع ورود الضرب في التربية وشرعيته غير المنكرة من الشارع إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في فهم وتطبيق تلك الأمور شأن آخر، فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه "ما ضرب صبياً ولا امرأة ولا خادماً قط"، وفي هذا من ترجيح البعد عن الضرب الشيء الكثير. وهكذا: فإن التربية وإن كانت تعتمد الضرب أحياناً، إلا أنها لا تعتمده كأسلوب وحيدٍ فريدٍ.

[/frame]
 
التعديل الأخير:

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 10"]
الضرب والتبلد:
تمر على المؤَدَبِ الذي يطبق مربيه أسلوب (الضرب والضربُ فقط) فترة وهو يضع في حسابه أن يخفي كل عملٍ يُشينه عن عيني مربيه، لا أن يبتعد عنه أو يجتنبه. فيصبح سجية له أن يفعل الخطأ لكن بعيداً عن الأعين أو بعيداً عن أعين من لهم عليه ولاية، ثم ومع الزمن يتبلد إحساسه من إتيان الخطأ، وبعد التبلد يصبح الضرب بلا جدوى ولا فائدة، ولا يكون كافياً للردع والمنع، فيعود الصبي بعدها لممارسة حياته العادية كأن شيئاً لم يكن، وربما لو كان الضرب أمام أحد أن لا تجد منه خجلاً من فعله الأول أو من الضرب، فالتبلد في مثل هذه الحالات يصيب العقل والبدن، بل ربما تطور الأمر إلى المباهاة والتفاخر بعدم الإحساس بالضرب ـ أي بالتبلد ـ بين جماعة الرفاق مثلاً أو بين الأخوة معاً.

وتأتي الطامةُ مسرعةً حين يبلغ المتربي سناً يستطيع فيها الدفاع عن نفسه أو الهروب من الضرب بأي صورة، وهنا يفقد المربي وسيلته الفعالة، ويقف عاجزاً عن التربية.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 10"]
حينما يغيب المربي:

إن المُشَاهِد لأحوال من اعتمد مربوهم على الترهيب والعقاب دائماً أنهم يكونون بلا رادع ولا وازع في غياب هذا المربي، إذ لا سيطرة لأحد عليهم، ولا مهدئ لهم إلا التهديد بإخبار مؤدبهم، والمضحك أنهم أحياناً ما يتمادون في غيهم معتمدين على إشفاق من حولهم عليهم من بطشِ أبيهم،فهم أيضاً ينكرون ضربه لمن يربيهم، ويصبح لدى الأولاد شبهُ يقينٍ أن هذا إنما هو محضُ نوعٍ من التهديد غير الجدي، الذي لا يتبعه تنفيذ بإخبار من يؤدبهم، فما أعجب تلك الطريقة، وما أعجَبَ أصحابها!

لكن المشكلة تستفحِلُ حينما يغيب هذا المربي غَيبة طويلة أو يرحل عن الحياة، أو تفرق ظروف الحياة بينهما في سنٍ مبكرة، فكثيراً ما يتبعون في هذه الحال أهوائهم، ويتحولون إلى ما كانوا يمنعون منه قسراً فيأتونه ولو من باب الاستطلاع والفضول، أو بدافع أن الممنوع مرغوب، فقد وقر في عقولهم أن المانع من إتيان ذلك هو وجود المربي، لا كون ذلك خطأً في حضور المربي أو غيابه.

ولعل هذا الأمر مما يدعم أهمية وجود أطراف متعددة فاعلة في التربية، ذات أثر ملموس، وأن تكون التربية على الأقل شراكة بين الطرفين، مع التخلص من المركزية والاستحواذ في التربية.
[/frame]
 

ماجــد

مزمار داوُدي
1 أكتوبر 2008
6,377
21
0
الجنس
ذكر
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

جزاك الله الفردوس الأعلى من الجنه..
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 10"]

ضربُ المَقَاتِلِ:
يجب على من اضطر إلى الضرب أن يتجنب ضرب المقاتل، وهي الأماكن التي تتأذى كثيراً بأي ضرب مثل البطن والرأس والظهر، فبالجسم أماكن أخرى أصلح لتلقي الضرب وفيها كفاية ووقاية مثل اليدين والرجلين.

وأخصصُ الكلامَ هنا أكثرَ فأقولُ: إن الضرب على الوجه خلاف السنة النبوية، وقد خُص من بين سائر أجزاء الجسم بالنهي، ففي السنن والمسند عن معاوية بن حيدة القشيري أنه قال: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ما حق امرأة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت". ويروي مسلمٌ عن أبي سويد بن رضي الله عنه قال: لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن مالنا إلا خادمٌ واحدة، لطمها أصغرنا، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها (مسلم 1658).

ولهذا فإن أمراً مهماً يحسن التنبه له: وهو أنه لا يُتوَصلُ إلى مرضاة الله تعالى بمعصيته، فإن الغاية الشريفة لا تبرر ولا تسوغ الوسيلة المعوجة الخاطئة. بمعنى: أن الله لا يرزق العبد صلاح الذرية إذا كان يعصيه بالضرب على الوجه مثلاً.

والوجه كما هو معلوم المعقل المادي للتكريم في المخلوق، ولهذا لا يجد الغضبان إهانة أبلغ من ضرب الوجه، فغاية الإهانة أن تهين ما كُرِّم. وقد كان من بليغ تصوير القرآن الكريم لبالغ ذل الكفار، وشديد عذابهم يوم القيامة أن قال تعالى واصفاً حالهم: "يوم يسحبون في النار على وجوههم" ويقول: "تلفح وجوههم النار" ويقول جل وعلا: "يوم لا يكفون عن وجوههم النار".

وليُعلم: أن الضرب على الوجه خصوصاً وعلى المقاتل عموماً، فيه مقياس دقيق لمدى تحكم المربي في أهوائه وعواطفه عند الغضب، والدرجة التي رقى إليها في تربية نفسه أولاً، كما أنها محك عملي يختبر به أمام نفسه مقصودَه الحقيقي الكامن من العقاب: هل هو التأديب أم الانتقام؟ وليُعد النظر في نفسه وأسلوبه وغاياته من هذا العقاب، وليضع بين عينيه أنه إذا فشل في هذا الامتحان، وضعُفَ عن تربية نفسه فهو عن تربية غيره أعجز، فكما يقال: ابدأ بنفسك فانهها عن غيها، فإذا انتهت عنه فأنت حكيم.

ومن الملاحظ أن العاجز هو الذي يداري ضعفه وعجزه بالمظاهر الكاذبة للسيطرة الزائفة، مقنعاً نفسه بالتحكم في من تحت يده بالضرب والإهانة، بينما حالُ العقاب التي يتلبس بها تُكذب هذا الخاطر فلو كان مسيطراً على من تحت يده لما فعل ما يوجب العقاب من البداية. ولا شك أن السيطرة المعنوية بالإقناع أبقى أثراً وأثبت وقعاً في نفوس الأبناء من المراقبة المباشرة، فمن أين لمربٍ بِعَشَرَةِ من العُيونِ مثلاً فوق عينيه ليراقب خمسة من بنيه؟

واستمع لهذا الحديث العظيم يرويه الإمام مسلم في صحيحه برواياتٍ عدة، عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: كنت أضرب غلاماً لي بالسوط، فسمعت صوتاً من خلفي : "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام" فقلت لا أضرب مملوكاً بعده أبداً. وفي رواية: فسقط السوط من يدي من هيبته. وفي رواية أخرى: فقلت: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو حرٌ لوجه الله تعالى، فقال عليه الصلاة والسلام: "أما لو لم تفعل للفحتك النار، أو لمستك النار" (مسلم 1659). فانظر كيف أنه لم يسأله عن سبب الضرب، ولربما كان شرعياً، لكنه إنما أوعده مس النار لقاء طريقة ضربه المنكرةِ، فحتى في الأمورِ الشرعيةِ لا يكون العقابُ بمثلِ هذا الأذى، ففيما يرويهِ الشيخانِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يجلدْ أحدكم فوقَ عشَرَةِ أسواطٍ إلا في حدٍ من حدودِ الله". فأينَ هؤلاءِ المربونَ الجلادونَ مِن أدبِ السنةِ في تأديبهم وعقابهم؟

ولقد رقى الإسلام درجات أعلى في هذا الشأن، فعمم النهي عن ضرب الوجه ووَسْمِهِ فيما رواهُ مسلمٌ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوَسْمِ في الوجه. ثم بالغ في ذلك حتى وردت السنة المطهرة بتخصيص النهي عن أذية وجه الحيوان، فقد روى الإمام مسلمٌ في صحيحه بسنده عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً موسوم الوجه فأنكر ذلك، وقال "والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه" وأمر بحماره فكُوِيَ من جَاعِرَتَيْهِ، فهو أول من كوى الجَاعِرَتَيْنِ. (والجَاعِرَةُ في الحيوانِ وَرِكُهُ المشرفُةُ على فَخِذِهِ) (مسلم 2118). وفي صحيح مسلمٍ عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على حمارٍ قد وُسِمَ في وجهه فقال: "لعن الله الذي وسمه" (مسلم 2117).


يتابع الموضوع في الصفحة الثانية التالية، وعذراً على الإطالة ...
فإن الموضوع هو الذي طلب مني ذلك، فلم أملك رداً لطلبه!
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 10"]
الضرب وتغيرُ الزمان:

بين يدي الموضوع: من الطبيعي أن تبدُّل الزمانِ والمكانِ والأحوالِ واختلافَهُمْ يُحَتِّمُ اختلافَ ترتيبِ الأولوياتِ بين طرائقِ التربيةِ عموماً، فما كان مجدياً منها فيما سبقَ قد لا يكون مجدياً الآن. لا شك أن هناك قواعد عامة، وأصولٌ متفق على سريانها في كلِ الأزمان والأحوال، وأن الغاية في النهاية واحدة في التربية الصحيحة، إلا أن الوسائل والأساليب تختلف مع اختلاف الظروف والأحوال.

وفي مجتمعاتنا اليوم أصبحت المدنية المترفة تلقي بظلالها على جوانب الحياة أجمعها، فقد تبدلت النظرات إلى ما كان كمالياً فيما سبق فأصبح ضرورياً، وهذا ليس عيباً في حد ذاته، فالإنتاج الصناعي أتاحَ طرحَ ما كانَ عسيرَ الإنتاجِ باهظَ الثمنِ فيما سبقَ، ليُنتج اليوم بتكلفة زهيدة، ثم يُباع بسعرٍ رخيصٍ. ولعل تلك الأدواتِ البُدائيةِ التي يستخدمُها إنسانُ اليومِ من السكينِ والمنشارِ وغيرها كانت من الكمالياتِ عند ظهورِها، فالحياةُ تتطورُ وعجلتُها تسيرُ، ولا مانعَ منَ السيرِ معها واستخدامِ ما يستجدُّ فيها. لكنَّ المشكلةَ الأساسيةَ أن السعيَ وراءَ تلكَ الكمالياتِ والحرصَ على تحصيلِها أصبحَ أمراً يحتلُّ لدى الناسِ أولويةً كبيرةً على حسابِ أمورٍ أهمَّ وأبقى، فانتقلَ تحصيلُ تلكَ الكمالياتِ من دائرةِ المباحِ الحلالِ، إلى دائرة المشتبه فيه، بل وصلت أحياناً إلى حدِّ الحُرمة. وعلى العكس من ذلك فإن بعض من وقر في أذهانهم حرمة بعض أشكال الترف لأسبابٍ شرعية، قد لا يدركون أن أصلها الحِلَّ، ولكنها حُرمت أو اشتَبَهَتْ لارتباطها والتباسها بمحذوراتٍ ومحظوراتٍ أخرى. فإذا ذكرت أمامهم تلك الكماليات تمعضوا وتورعوا دون أن يتبينوا السبب، وكأن الدين إنما جاء ليضيق على الناس!

عوداً إلى عامل الزمن في موضوع الضرب فأقول: إن الهرب من البيوت اليوم أصبح أمراً شائعاً بين الشباب اليوم، ولعل السبب في طرح هذا الخيار أمام الشبابِ هو تعدد بدائل الاحتضان لهم: فبعد أن كان الرجل البالغ فيما مضى لا يعرف إلا محيط حقلهِ وزِمَامَ بلدتهِ، تغيرت الحالُ، وأصبح الصبيان يخرجون إلى أنحاء العالم، ويجوبون المدن وحدهم، فقد تطورت وسائل المواصلات وسهُلَ الانتقال والتنقل، وارتفع الدخل المادي للبيوت عموماً، وتيسرت الحياة هوناً ما!

وإزاء ذلك أصبح المربي يضع في حسابه عندما يصل إلى مرحلة معينة من التعامل مع من تحت يده أنه قد يصبح يوماً فيجد مخدع ولده خالياً، في حين أن ذلك لم يكن متاحاً أو متوقعاً في أزمنة سبقت، لا تبعدُ عن هذا الزمن كثيراً. ومن هذا المنطلق بدأ بعض المربين يرخي يده بالكلية زاعماً أن الأمر في هذا العصر قد خرج من نطاق السيطرة، وأنه من الصعب أن يسيطر الإنسان على من يربيهم، ناسين أو متناسين أن ذلك المفهوم الضيق للسيطرة والمراقبة لا يؤتي ثماره الناضجة أبداً، وإن حدث ذلك فتحت ظروفٍ أخرى أتاحت له النجاح، وليس لهذا المفهومِ علاقة بالنجاح.

وأقصد هنا بالمفهوم الضيقِ المراقبة المباشرة، والمتابعة اللحظية، تحت رهبة التخويف والتهديد بالعقاب، إذ لابد من فوت لحظات في غياب المربي، ولا بد من هفوات قد تتطور إلى زلات خطيرة يجتهد الولد في إخفائها عن المربي، الذي لن يعدو بشريته، ولن يتجاوز إمكاناته، فسينام ويسهو وينسى. إن التربية على خوف الله ومراقبته، وإعطاءَ شيءٍ من الحريةِ في الاختيارِ والتصرفِ، وعدم تقعيدِ (وليس تعقيد، بمعنى وضع القواعد واللوائح) كلِ أمرٍ من أمور الحياة، وترك مساحة مرنة للأبناء لاختيارِ الوجهةِ أمرٌ تفرضهُ طبيعةُ البشرِ، فإن التسلطَ في أوجهِ النشاطِ الإنساني على الأولادِ لا يعني في النهايةِ إلا أحدَ أمرين: إما أن يطيعوا آباءهم فيخرجوا إلى الحياة قُصَّرَاً لا يعرفون شيئاً، وفي هذه الحالة إما أن ينجرفوا مع التيارِ حينما ينفصلون عن آبائهم، ويسايروا مجتمعهم على الخيرِ والشرِ، فيكونونَ إمَّعَاتٍ تمشي على أرجلٍ، وإما أن ينغلقوا على أنفسهم وينقطعوا عن مجتمعهم، ولعل الخيارَ الأولَ أكثرُ حدوثاً وأشيع أثراً لسهولته ولقربه من طبيعة البشرِ الاجتماعيةِ. أما إن تمردوا على أسرهم وخرجوا عن طوعِ أهليهم، فقد خسروهم مبكرين، وهذه هي الخسارة الأكثر تأثيراً على الآباء، فهل جنوا من ذلك الأسلوب شيئاً؟
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 80"]


الذل في غير موضعه:

ولا تعجب فإن للذل موضعاً بين يدي الله ذي الجلال والكبرياء. أما تأصُّلُ الضعف والاستكانة، وتعود الخضوع والذل لغير الله، فهي آثارٌ بعيدة المدى تنشأ من التربية القاسية المعتمدة على التهديدِ بالعقابِ والردعِ بالضربِ. فيشِبُّ المتربي ضعيف الشخصية، يجبُنُ عن قولِ (لا) حين يراها أحقَ من (نعم)، ويخاف من قولة الحق، ويخشى فيها لومة اللائم، وتبكيت من يواجهه، يُحِبُّ أن يَتْبَعَ في كلِّ شئونه، إمعة لا رأي له. وتراه حينما يتولى شئون غيره بوجهين: وجهُ جبارٍ عنيدٍ على من هم أضعفُ منهُ وأقلُ ناصراً، ووجهُ خاضعٍ خانعٍ لينٍ مع هم أقوى منه وأكثرُ عدداً ونادياً. أما ميزانُ الحقِ والعدلِ فلا مكانَ له في ممارساته وأفعاله وإن ادعى الانتصار للحق والوزنَ به.

ولعل ذلك من أبلغ الضرر الذي يحيق بالمتربي في نفسه أولاً وفيمن تحت يده بعد ذلك مستقبلاً، فينطوي في نفسه على شخصية غير سوية، قد تكون أقرب إلى النفاق الكامن منها إلى الفجور الظاهر، فقد تَعَوَّدَ إتيان الحق في الظاهر، ومُلابسةَ الباطلِ في الباطن!


[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 10"]

وماذا بعد؟
إن المربي إذا لجأ للعقاب، وأقام الجزاء، فإنه يكون قد جازى على الذنب، وقَوَّمَ المتربي وردعه، فلابد أن تعود المياه لمجاريها، والعلاقة إلى طبيعتها، وبأسرع وقتٍ، فإن العقابَ يدرأُ الذنبَ والخطأَ، والجزاءَ يمحوهُ، تماماً كما يعود المطهَّر بالحدِّ إلى مجتمعه سوياً طاهراً بلا ذنبٍ مرة أخرى.

وليس أبرد على قلب المتربي من أن ينفرد به مربيه مرة أخرى بعد إنزال العقاب به بمدة، وبعد الهدوء، فيذكره بحبه له، وحرصه على مصلحته، وأنه ما عاقبه إلا أنه قد اضطره لذلك بفعله، ثم عليه بعد ذلك أن يعامله معاملةً عادية لا تكلفَ فيها ولا غضب. ويُستثنى من هذه الحالة أن يكون المربي قد أوقع عقاب الهجر والإعراضِ إلى حين، فإن هذا أمر آخر، وإن كان جمعُ عقابين في آنٍ واحد، مع اختلافهما في المرتبة أمراً غير مستحبٍ، فإن من يتأثر بالهجر والقطيعة وحدهما لا ينبغي عقابه بالضرب، أما من لا يتأثر إلا بالضرب فلن يؤثر فيه الهجر فهو كعدمه! وإذا كان الواقع يجعل الهجر أحياناً أقوى من الضرب، فذلك من منزلة المربي في نفس من يقوم على تربيتهم: فإن إعراضه عن من أخطأ أو زل منهم قد يكون أشد على نفسه من الضرب، بل ربما تفوه بعضهم لبعضٍ بذلك، ولا يمكن أن يصل المربي إلى هذه الدرجة العالية إلا إذ كان حاله قبل الإعرض والهجر هي الانبساط الرحيم والأخذ والعطاء، ولين الجانب عند التوجيه والشفقة الظاهرة التي يتيقن معها المتربي _وإن كان دون الإدراك_ من أن هجران مربيه له ليس إلا لمصلحته، ولربما كان المربي من أهل الصلاح والتقوى، لكنه أوتي من الصرامة والحدة في الطبع ما لا يَفهَمُ معه قليلُ العلمِ والخبرةِ أن عقاب المربي له من صميم حبه وحرصه عليه، بل قد تراه يصرح بكرهه لذلك المربي ولعقابه.

وشتان شتان بين من يتلقى العقاب وهو مقتنع بذنبه واستحقاقه للعقاب وبأحقية من يعاقبه في عقابه، مع انكسار نفسه وإحساسه بخطئه وسعيه لإصلاح ما أفسد وإظهار توبته، وبين من يتلقى العقاب ساخطاً متبرماً، فلربما لم يرتدع وإن عوقب، فتأمل!

وثمة ضابطٌ شرعيٌ معروف يجدر تسجيله في الهجر عقاباً وتأديباً: وهو أن لا يزيد عن ثلاثة أيام، إلا لبدعة في المهجور يصِّرُّ عليها، أو تظاهرٍ بفسقٍ أو نحوه، فقد نصَّ علي ذلك أهل العلم، فيستمر الهجر حتى يُقلِعَ، فعن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ: يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" متفق عليه. ومن المناسب في مقام التربية أن يكون المربي خيراً مِنْ مَنْ يربيه، فليبدأ المربي بالسلام.

والسلام خير ختام.

وكتبه أحمد النبوي أواخر عام 1996م.


ولا تنسو التقييم في أعلى يسار الصفحة ...
أرجو الاهتمام مشكورين
[/frame]
 

ياسين

مشرف تقني سابق
2 نوفمبر 2007
2,296
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

بارك الله فيك أخي أحمد
جعل الله أعمالك في ميزان حسناتك .
 

فجرالنور

مراقبة سابقة
10 مايو 2008
3,406
112
0
الجنس
أنثى
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد....
موضوعك كامل ومتكامل عن التربية .....
وأنا أقف إجلالاً واحتراماُ لصاحب هذه المقالات
الهادفة المنوعة المفيدة....
وتمنيت أن أعصر فكرى للتعليق على موضوعك
ليليق بمقام فكرك ...فعجز فكرى القاصرعن التفكير...
فرحمك الله ووالديك فى الدنيا....والآخرة
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 80"]
بارك الله فيك أخي أحمد
جعل الله أعمالك في ميزان حسناتك .

جزاك الله خيراً على تشجيعك الطيب، وأرجو فعلاً أن يكون ما أكتبه شاهداً لي، وأن أكون عاملاً به بعد القول، والله ولي التوفيق إلى القصدِ في الحكم والعدلِ في القول، وهو يهدي عباده سواء السبيل.



[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 80"]
وشتان شتان بين من يتلقى العقاب وهو مقتنع بذنبه واستحقاقه للعقاب وبأحقية من يعاقبه في عقابه، مع انكسار نفسه وإحساسه بخطئه وسعيه لإصلاح ما أفسد وإظهار توبته، وبين من يتلقى العقاب ساخطاً متبرماً، فلربما لم يرتدع وإن عوقب، فتأمل!
[/frame]
 

إستبرق

مراقبة قديرة سابقة
26 يناير 2009
3,584
11
0
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

بارك الله فيك وجزاك خيرًا على المواضيع الهادفة
وجعله في ميزان حسناتك
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: هل تعتمد الضرب أسلوباً في التربية؟ ... إذا تفضل بالدخول!

[frame="9 80"]
بارك الله فيك وجزاك خيرًا على المواضيع الهادفة
وجعله في ميزان حسناتك

وفيك بارك الله، وتقبل منك حسن ما دعوت وأعطاك مثله وزيادة.
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع