إعلانات المنتدى


تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

اللسان المكي

مراقب قدير سابق ومشرف تسجيلات قراء الجزيرة
مشرف تسجيلات الموقع
27 أغسطس 2008
4,802
43
0
الجنس
ذكر
مختصون: التلاوة بالمقامات لا تجوز اذا عارضت التجويد.



محمد الغروي ـ جدة
أجمع علماء مختصون في القراءات والتجويد أنه لا يجوز تلاوة القرآن الكريم بالمقامات إذا تعارض ذلك مع التجويد مؤكدين أن هذا العلم دخيل على العرب ولم يكن معروفا في صدر الإسلام الأول.
وقالوا لـ(الدين والحياة) إن تحسين الصوت بالقرآن على وجه الإجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانة بالألحان, والمطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية فهو منزه عن ذلك.
ملحق(الدين والحياة) طرح موضوع قراءة القرآن الكريم بالمقامات فكانت الحصيلة التالية:

التغني بالقرآن :
الأستاذ المشارك في قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري قال أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين الحالة الأولى هي التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنع، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن فكل من يتغنى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط وهو جائز ومن التغني الممدوح المحمود كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد رقم الحديث [7527] وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب, أما الحالة الثانية هي الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقية التي لا تحصل إلا بالتعلم والتمرين، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها، فذلك لا يجوز، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد، وذلك أمر ممنوع.

التطريب والتحزين:
وفي ذلك يقول ابن القيم في "زاد المعاد في هدي خير العباد" كل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم براء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرأوا بها ويسوِغوها، ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرأون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرأونه بصوت شجي تارة، وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته"
ويقول ابن كثير في (فضائل القرآن صـ114) : "والغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة، فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب".
وما ينادي به بعض الناس من تلحين القرآن بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذكره وتقدس اسمه، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني، بل يفضي بها إلى التغيير، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك.

الاستعانة بالألحان:
أما الأكاديمي في الجامعة الإسلامية الدكتور عبد العزيز قاري فقال: إن تحسين الصوت بالقرآن على وجه الإجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانة بالألحان وقانونها في تحسين الصوت والتغني بالقرآن، فذهب إلى إباحة ذلك أبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه بل قال الفوراني من الشافعية يستحب وممن ذهب إلى الإباحه ابن المبارك والنضر بن شميل وعطاء و محمد بن نصر, و قال ابن جريج قلت لعطاء القراءة على الغناء؟ قال وما بأس بذلك.
وذهب إلى الكراهة مالك و أحمد في رواية وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وهو مروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
ونقل عبد الوهاب المالكي التحريم عن مالك وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم والذي نختاره بعد دراسة النصوص وأقوال السلف إن الاستعانة بالألحان وقانونها لتحسين الصوت بالقرآن لا بأس به بشروط أربعة ألا يطغى ذلك على صحة الأداء ولا على سلامة أحكام التجويد وألا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القرآن وجلاله ومع الخشوع والأدب معه و أن يميل عند القراءة إلى التحزين فإنه اللحن المناسب لمقام القرآن وأن يأخذ من الألحان ويستعين بها على قدر حاجته إلى تحسين صوته سنن القراء.

علم الموسيقى :
ويؤكد الدكتور أيمن سويد أن المقامات هي علم اسمه "علم الموسيقى" و علم صوتي له علاقة بأمرين ارتفاع الطبقة الصوتية وانخفاضها وطولها وقصرها ولها نغمات أعجمية سبعة هي الأساس وترفع منها نغمات فرعية, و علم المقامات علم أعجمي لا تعرفه العرب ويتقاطع مع علم التجويد في تحسين الصوت وبينهما أمور مشتركة كالتطويل ففي علم التجويد تطويل الغنن وفي علم التجويد تطويل المدود وعلم الموسيقى أو المقامات يتقاطعان في التطويل فتجد إنسانا يقرأ بمقام من المقامات والمقام يقول له طول المد والتجويد يقول له أقصر المد أو العكس فالتجويد يقول له طول والمقام يقول له أقصر فإن قدم الحكم النغمي على الحكم التجويدي فالقراءة محرمة بإلاجماع وإن قدم الحكم التجويدي على الحكم النغمي فالقراءة مكروهة لأنه لم يصلنا القرآن هكذا وقد أمرنا أن نقرأ القرآن بالسليقة. قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين وفي رواية وإياكم ولحون أهل العشق والكتابين سواء كان هذا أو ذاك أمرنا أن نقرأ القرآن بلحون العرب, قال شيخ الإسلام زكريا الإنصاري والمراد بلحون العرب القراءة بالطبع والسليقة كما جبلوا عليها وأن يتأمل معنى الآيات ويصرف ذهنه عليها فإن فعل ذلك ألهمه الله عز وجل النغمة المناسبة لأنه هناك أنغاما محزنة وأنغاما مفرحة فلا يمكن أن تقرأ آيات النار بأنغام مفرحة وآيات الجنة بأنغام محزنة فلو تأمل الإنسان الآيات أعطاه الله النغم المناسب لتلك التلاوة.

المـصدر : صحيفة عكـاظ - ملحق الدين والحياة .
 

النداء الخالد

مشرف تسجيلات الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
1 يونيو 2006
2,489
17
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
سعد سعيد الغامدي
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

اللقاء كأنه ناقص ويخلو من التعمق ، والمقامات ليس كلها أعجمية ، وإنما المشكلة في أن أسمائها أعجمية ، ولو حرمنا مقام العجم مثلاً ، لوجدنا أن بعض كبار السن في نجد وبعض كبار السن في الحجاز يقرؤون بالعجم وهم لم يتعلموا المقامات ولم يعرفوها وإنما هذه سجيتهم ، . . .

أتمنى أن أحصل على لقاء مطول بخصوص هذا الفن .
 

أبو أحمد الهلالي

مزمار داوُدي
4 يونيو 2007
3,602
6
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

جزيت الفردوس الأعلى من الجنة
 

حفيد البخاري

مراقب قدير سابق
15 يناير 2008
5,386
24
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

اللقاء كان سطحيا في نظري لأبعد حد ولي عليه وقفات ..
والمشكلة والله أعلم من المحاور لا من مشايخنا
 

همسة مبدع

مزمار فضي
14 مايو 2008
543
2
18
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

علم الموسيقى :
ويؤكد الدكتور أيمن سويد أن المقامات هي علم اسمه "علم الموسيقى" و علم صوتي له علاقة بأمرين ارتفاع الطبقة الصوتية وانخفاضها وطولها وقصرها ولها نغمات أعجمية سبعة هي الأساس وترفع منها نغمات فرعية, و علم المقامات علم أعجمي لا تعرفه العرب ويتقاطع مع علم التجويد في تحسين الصوت وبينهما أمور مشتركة كالتطويل ففي علم التجويد تطويل الغنن وفي علم التجويد تطويل المدود وعلم الموسيقى أو المقامات يتقاطعان في التطويل فتجد إنسانا يقرأ بمقام من المقامات والمقام يقول له طول المد والتجويد يقول له أقصر المد أو العكس فالتجويد يقول له طول والمقام يقول له أقصر فإن قدم الحكم النغمي على الحكم التجويدي فالقراءة محرمة بإلاجماع وإن قدم الحكم التجويدي على الحكم النغمي فالقراءة مكروهة لأنه لم يصلنا القرآن هكذا وقد أمرنا أن نقرأ القرآن بالسليقة. قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين وفي رواية وإياكم ولحون أهل العشق والكتابين سواء كان هذا أو ذاك أمرنا أن نقرأ القرآن بلحون العرب, قال شيخ الإسلام زكريا الإنصاري والمراد بلحون العرب القراءة بالطبع والسليقة كما جبلوا عليها وأن يتأمل معنى الآيات ويصرف ذهنه عليها فإن فعل ذلك ألهمه الله عز وجل النغمة المناسبة لأنه هناك أنغاما محزنة وأنغاما مفرحة فلا يمكن أن تقرأ آيات النار بأنغام مفرحة وآيات الجنة بأنغام محزنة فلو تأمل الإنسان الآيات أعطاه الله النغم المناسب لتلك التلاوة.

هذا الكلام مقنع جدا ( ولاهان الآخرين) وخاصة الجزء الأخير منه . عموما نفعنا الله جميعا بالقرآن العظيم وجعلنا من أهلِه الذين هم أهلُه وخآصته. ووفقنا لحفظ حدوده وحروفه. آمين
 

سناالبرق

مزمار فعّال
18 ديسمبر 2008
128
0
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
 

محب الكعبة الشريفة

مشرف تسجيلات
مشرف تسجيلات الموقع
15 نوفمبر 2007
5,006
7
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

بعد إذنكـ أخي زياد .. يُنقل إلى الركن المناسب ،،،
ركن المقامات وحسن الأداء ،،
باركـ الله فيكـ وأحسن إليكـ ،،
 

المحب للمعيقلي

مزمار داوُدي
26 أبريل 2008
3,663
2
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

جزاكم الله خيرا جميعا
 

إستبرق

مراقبة قديرة سابقة
26 يناير 2009
3,584
11
0
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

جــزاك الله خيرا على الموضوع وبارك فيك
 

خالد1426

مزمار فعّال
24 مارس 2007
204
1
18
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

اللقاء جد سطحي والمناقش ينقصه الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع مع احترامي الكامل له
حياكم الله
 

نوري التاورغي

مزمار ذهبي
28 مارس 2007
850
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

بارك الله فيكم
 

فراس الطائي

خبير المقامات الصوتية
عضو شرف
20 سبتمبر 2007
1,405
0
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

بارك الله فيكم
 

دوما متفائل

مزمار جديد
24 يونيو 2009
1
0
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

علم الموسيقى :
ويؤكد الدكتور أيمن سويد أن المقامات هي علم اسمه "علم الموسيقى" و علم صوتي له علاقة بأمرين ارتفاع الطبقة الصوتية وانخفاضها وطولها وقصرها ولها نغمات أعجمية سبعة هي الأساس وترفع منها نغمات فرعية, و علم المقامات علم أعجمي لا تعرفه العرب ويتقاطع مع علم التجويد في تحسين الصوت وبينهما أمور مشتركة كالتطويل ففي علم التجويد تطويل الغنن وفي علم التجويد تطويل المدود وعلم الموسيقى أو المقامات يتقاطعان في التطويل فتجد إنسانا يقرأ بمقام من المقامات والمقام يقول له طول المد والتجويد يقول له أقصر المد أو العكس فالتجويد يقول له طول والمقام يقول له أقصر فإن قدم الحكم النغمي على الحكم التجويدي فالقراءة محرمة بإلاجماع وإن قدم الحكم التجويدي على الحكم النغمي فالقراءة مكروهة لأنه لم يصلنا القرآن هكذا وقد أمرنا أن نقرأ القرآن بالسليقة. قال صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين وفي رواية وإياكم ولحون أهل العشق والكتابين سواء كان هذا أو ذاك أمرنا أن نقرأ القرآن بلحون العرب, قال شيخ الإسلام زكريا الإنصاري والمراد بلحون العرب القراءة بالطبع والسليقة كما جبلوا عليها وأن يتأمل معنى الآيات ويصرف ذهنه عليها فإن فعل ذلك ألهمه الله عز وجل النغمة المناسبة لأنه هناك أنغاما محزنة وأنغاما مفرحة فلا يمكن أن تقرأ آيات النار بأنغام مفرحة وآيات الجنة بأنغام محزنة فلو تأمل الإنسان الآيات أعطاه الله النغم المناسب لتلك التلاوة.

هذا الكلام مقنع جدا ( ولاهان الآخرين) وخاصة الجزء الأخير منه . عموما نفعنا الله جميعا بالقرآن العظيم وجعلنا من أهلِه الذين هم أهلُه وخآصته. ووفقنا لحفظ حدوده وحروفه. آمين
جزاك الله خير يا همسة ابداع واسال الله ان يجمعنا واياك وامة محمد في جنته فيا اخي الكريم ان الحديث الذي استدليت به ان اسناده ضعيف
وممكن ان ترجع وتتاكد من هذا الموقع وياريت ياإخوان بان نتاكد من صحة الاحاديث قبل نشرها وجزاكم الله خير وهذا الموقع ممتاز لمعرفة درجة صحة الاحاديث
http://dorar.org/enc/hadith/اقرأوا+/+p&page=2
 

ورشان1

عضو كالشعلة
5 نوفمبر 2009
464
4
0
الجنس
ذكر
رد: تـلاوةُ القـــرآنِ بالمـقامــات تــرفٌ أم حــاجةٌ !!

اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد

في الحقيقة الموضوع من الناحية العلمية شائك في بعض تفاصيله النظرية لكنه واضح النتيجة ؛ لذلك سـأختصره تعميما للفائدة ، أقول بعد الصلاة على محمد وآل محمد :
عرف مشهور فقهاء الأمّة (سنّة وشيعة) الاعظم رحمهم الله تعالى الغناء بأنّه : مدّ الصوت بترجيع مطرب .
وقد ورد عن النبيّ في الاخبار الصحيحة (المتواترة في جملتها) بأنّ قول الزور ولهو الحديث والباطل ، ممّا ورد في تفسير بعض آيات القران ، هو الغناء من باب الانطباق ؛ أي أنّ الغناء من أقسام لهو الحديث وقول الزور . وهي ظاهرة في النهي عن الغناء ..

وقد اختلف الفقهاء (سنّة وشيعة) في مقدار هذا النهي فهل كلّ الغناء حرام وأنّه باطل وقول زور ولهو حديث ، أم حصّة خاصّة منه ؛ وهي خصوص ما يتعاطاه أهل الفسق والفجور ؛ مشهور الفقهاء الاعظم على الثاني وانّ المنهي حصّة خاصّة كما كان يفعله أهل الفجور والخمور من اولاد الخلفاء ؛ يدلّ على ذلك صريحا وعلى ان النهي لا يتناول الا الحصّة الخاصّة ، تجويز النبي عليه الصلاة والسلام الحدي (وهو من فروع مقام السيكاه) في حديث انجشة المعروف (=رفقا يالقوارير) ؛ قال الفقهاء : لو كان الغناء مطلقا حرام بكل حصصه لما امضى النبي لانجشة حديه الجميل ..
والذي توصّل إليه مشهور الفقهاء السنّة كالازهريين والشيعة كالنجفيين ، انطلاقا من ذلك : بأنّ مجرّد مدّ الصوت بترجيع مطرب لا يقتضي الحرمة ، وأدّلة الحرمة لا تتناوله ؛ يشهد لذلك سيرة المسلمين القطعيّة في تلاواتهم القران والأدعية ومجالس العزاء الحسيني كما يفعل الشيعة ، وكذلك النياحة على الميّت بحق على قول (دون الباطلة) وما شاكل ..
لذلك أضاف مشهور الفقهاء رحمهم الله برحمته قيدا اخر للتعريف الآنف فعرّفوه هكذا :
الغناء (=المحرم) : مدّ الصوت بترجيع مطرب على سبيل اللهو والفسق والفجور .
ومعناه أنّ الالحان الخارجة من الحنجرة والأصوات النغمية التي يتعاطاها الإنسان حلال كلّها إلاّ إذا أخذت صفة ألحان أهل الفسق والفجور .
وهذا هو الذي أخذ بمشهور الفقهاء الاعظم رضوان الله تعالى عليهم للفتوى بحليّة الألحان الجميلة التي يتعاطاها القراء الكبار من مثل المقرىء الكبير عبد الباسط والشيخ المنشاوي وغيرهما ، وهو الذي اخذ بفقهاء الشيعة للفتوى بحليّة الالحان القرانية وكذلك الحسينيّة في مجالس عزاء سيّد شباب اهل الجنّة الحسين وغير ذلك ....
وأشير إلى أنّ الالحان هي الالحان عند قرّاء القرآن من جهة ، وعند أهل الفجور في الجهة المقابلة ، لكن الفرق الشرعي يكمن في قالب اللحن ؛ فإذا كان قالبه فسقاً حرم بكلمة واحدة وإن كان قالبه تحسينا للصوت مجردا عن اللهو الفجور والفسق حلّ ولا بأس به عن الجميع ..
وعلى سبيل المثال فإنّ بعض الألحان يؤديها مقرىء القرآن على مقام الرست كما فعل الشيخ عبد الباسط رحمه الله في سورة التكوير (إذا الشمس كوّرت) أو كما فعل الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله في تلاوته سورة الفجر (ألم تر كيف فع ربك بعاد) فلا يرى فيها أهل الشرع والمتشرعة إلا القربى الى الله وأنّه فعل راجح ، وفي المقابل فإنّ المطرب الفلاني يغني بمقام الرست الاغنية الفلانية التي يرى فيها أهل الشرع (شيعة وسنّة) أنّها مفتاح الى جهنّم ، وعلى هذا فقس ..
وتتمّة للفائدة فإنّ لفقهاء الشيعة الإماميّة آراء كأراء فقهاء أهل السنّة في مسألة الغناء حيث قسّموا الألحان الى قسمين ، بلى نسب الى بعضهم كما هو عند جماعة من فقهاء اهل السنّة حليّة الغناء ، وأنّ الأصل في كلّ غناء الحليّة إلاّ اذا أخذ صفة أهل الفجور واتّسم بسمة الحان اهل الفسق ، وعلى هذا فلا خلاف في النتيجة وإن كان ثمّة خلاف نظري لكنه لا يضر كما لا يخفى .
اذا اتّضح هذا فلا معنى للبحث في ان الالحان المستعملة في تلاوة القران والنعي الحسيني كما عند الشيعة هل هي غناء ام لا . لأنّ المعيار عند الفقهاء في الغناء المحرّم هو مدّ الصوت كما يفعل اهل الفجور ، فإذا كان مدّ الصوت بترجيع مطرب لا على سبيل اللهو والفجور كان حلال سواء سمي غناء أم لا .

وأما قول صلى الله عليه وسلم : اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابين وفي رواية وإياكم ولحون أهل الفسق الخ . فالحديث -بالاغضاء عن سنده- كما ذكر الفقهاء ظاهر في حليّة القراءة بالالحان المتجرّدة عن الحان اهل الفسق وأوصاف الفجور ، فلا يصحّ التمسّك به للقول بحرمة مطلق الغناء ، كما لا يصحّ التمسّك به للقول بالاقتصار على الالحان التي تؤلفها الفطرة وتـنظمها السجيّة ، بل هو ظاهر في رجحان تعلّم الحان العرب ، والعرب بلا شكّ نطقت بكل الالحان الثمانية (=المقامات) بشهادة الوجدان ؛ فإذا كانت الحيوانات تصفر وتعوي وتزأر وتـنقق وتصيح وتنهق وتصهل وترغي على المقامات الثمانية فكيف بالانسان ؛ بل فكيف بالعرب الذين لا ينطقون بكلام ولا يتفوهون بشعر إلا على مقام ؛ فهم على سبيل المثال يعتمدمون مقام الرست في اراجيزهم الحربية والصبا في اشعارهم عند البكاء على موتاهم والسيكاه في حدي الابل وهكذا ..
أمّا القول بأنّ علم المقامات علم مستحدث ولا علم للعرب به في بداية الاسلام ، فكلام صحيح ، وهو اقوى اشكال في الحقيقة لكنه والانصاف يقال اشكال فاسد للغاية ؛ إذ علم الرياضات لا علم للعرب به في بداية الاسلام وانما تعلموه في نهاية العهد الاموي ؛ فهل هذا يعني انّهم لم يكونوا يتعاطون قوانين الرياضيات في حياتهم اليوميّة ، والكلام هو الكلام في علم المنطق والفيزياء والفلك ..
أقول : الموضوع طويل وشائك كما ذكرت لكن احسب ان فيما سردته كفاية ، ولا يحتاج المسلم العادي لأكثر مما ذكرت فيما اظنّ . ومن كان عنده استفسار فانا خادم أهل القرآن سنّة وشيعة..

 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع