إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

التوبة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عبد الكريم

مشرف تسجيلات المغرب في الموقع
مشرف تسجيلات الموقع
8 نوفمبر 2006
11,793
299
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
(بسم الل)


بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قبل أن نبدأ فى الحديث عمّا يجب أن نغيره اليوم نستطرد استطرادة صغيرة فى معنى العزة ... فالعزة لو لم نتعامل بها على حقيقة معناها أصبحنا شخصاً من اثنين إما متهور أو مغرور ... فالعزة مع الناس يلزمها الحكمة والرحمة .. المهم ألا نقبل بالإهانة أبدا تنازلا لأى سبب كان ونتفق من اليوم أن نتوب .. تعالوا نتوب ..... لماذا نفتح موضوع التوبة و قد تحدثنا فيه سابقا كثيرا ...؟؟؟ لأن الحالة التى نحن عليها يا جماعة تحتاج توبة .. توبة صادقة ... إذا صدق خوفنا على حالنا وحال الأمة يجب أن نتوب
. ما يحدث لنا هو بسبب ذنوبنا ... ربما لو نظر الله إلينا هذه الليلة ووجدنا تائبين ؟ ربما يرفع مقته وغضبه عن الأمة ... كلنا مخطئ ... وليس منا أحد يَدَّعِى أنه بلا ذنوب ... ولكن منا من يتمادى فى الخطأ ومنا من يتوقف ويتوب ... تعالوا نعتبر هذه الليلة , ليلة العودة إلى الله ..فإذا نظر الله إلينا ووجد الأمة كلها قد رفعت يديها إلى السماء تتضرع من أعماق قلبها : تبت يا رب ... تبت يا رب ... تُرى كيف سيكون صباح الغد ... كيف سيأتينا عفو الله عنا ؟
إن كل هذه الفتنة والعذاب من الممكن أن تكون بسبب واحد منا يذنب ذنبا ولو صغيرا ويصر عليه .. والناس من حوله لا تُحَرِّك ساكنا لتنصحه ... تعالوا نتوب من تقصيرنا فى الدعوة إلى الله ... تعالوا نتوب من تقصيرنا فى الإيجابية تجاه ذنوب الأفراد ومعاصيها .. تعالوا نتوب عن أى صورة سيئة تسببنا بها فى رفض الناس للدعوة ... شاب متدين وملتزم ولكنه فاشل دراسيا .... رجل يدعو الناس لله بعنف وبشدة مُنَفِّرة ...وغيرهم كثير .

إن أى ذنب مهما كان صغيرا مادام تصر عليه فهو كبير جدا : قال تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.

وقال جل وعلا :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ً}...سورة الزمر...آية53

وقال أيضا :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }....سورة البقرة...آية 222

واسمع قوله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم{

إن الله يحثنا على التوبة .. بابه مفتوح دائما .. وبتوبتنا عن الذنوب سَنُحْقِن إن شاء الله دم إخواننا الذى يُرَاق فى كل مكان .. هل نستطيع أن نستشعر سويا هذا المعنى الكبير؟؟ ولقد قَسّم الله العباد نوعين : نوع تائب والآخر ظالم .. يقول تبارك و نعالى : { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظالمون}...سورة الحجرات...آية 11

قل لي بالله عليك لماذا لا تتوب ؟ هل أنت فى غنى عن رحمة الله ؟ هل لا تحتاج لعطاء من الله؟ هل أنت بلا ذنوب؟؟؟ لماذا لاتتوب ؟؟؟ لماذا لا تتوب عن الصغيرة التى تصر عليها ؟ لماذا لا تتوب عن عدم شكرك الكافى لنعم الله عليك ... تَدَّعِى أنّك رجل طيب وتدعى أنكِ امرأة على خلق ..نعم أنتما كذلك ..ولكن مشكلتكما أعمق وأكبر مما تتصوران .. إنكما غافلان عن نظر الله إليكما ... هذه الغفلة وحدها ذنب كبير .. أنت وهى غافلان عن رضا الله قال الله لجيل الصحابة أفضل الأجيال المؤمنة على الأرض : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ...سورة النور...آية 31
عليه الصلاة والسلام كان يستغفر فى اليوم أكثر من مائة مرة وهو المعصوم .. كان الصحابة يعدون له فى كل مجلس ما يقرب من سبعين استغفار ..الرسول الكامل المعصوم يتوب ويستغفر وأنت لا ترى لنفسك ولا فى نفسك ما يستحق التوبة؟؟؟؟

والله يفرح بالتوبة ويضرب النبى مثلاً لذلك قصة ذات معنى كبير فيقول إن رجلاً كان مسافرا فى الصحراء ومعه دابته عليها طعامه وشرابه ولكنها أفلتت منه وهربت ولم يلحق بها .. فأيقن الرجل بالهلاك حتى إنه حفر لنفسه قبرا ونام فيه حتى إذا أدركته الوفاة كان مكرما مدفونا وبينما هو كذلك إذا براحلته تقف عند رأسه وعليها ما عليها .. فيفرح الرجل بالنجاة ويقوم ليشكر الله سبحانه وتعالى ومن شدة تأثره وانفعاله يخطئ فيقول اللهم أنت عبدى وأنا ربك .. من شدة الفرح فالله سبحانه وتعالى أكثر فرحا بالعبد التائب من هذا الرجل ....
ولماذا يفرح الله بتوبتنا كل هذا الفرح ونحن لا نقدم ولا نؤخر بتوبتنا أو بمعاصينا فى ملكه سبحانه شيئا ؟؟ لأنه هو الكريم الرحيم الغفور التواب ... لأن الله يحب أن يعطينا ويتجلى علينا نحن العباد بصفات الجمال والرحمة منه
إن الله يعرض علينا التوبة والمغفرة يوميا ... إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ..تخيل الله جل وعلا هو الذى يدعونا للتوبة .. وأنت تقف بعيداً .. اسأل نفسك لماذا لا أريد أن أتوب عن صحبة البنات ؟ لماذا لا أريد أن أتوب عن هذا التصرف لأننى اعتدته ؟؟؟ لماذا لاتَكُف عن هذا الموقع الذى اعتدت ارتياده ؟؟ لماذا لا تبتعد عن هذا المال الذى فيه شبهه ؟؟؟

يُحْكَى أنه كان هناك ملك عنده مجموعة من العبيد يكرمهم ويحسن إليهم ويكلفهم ببعض التكاليف .. فجاء عدو الملك إلى أحدهم وقال له إن هذا الملك يتعبك بهذه التكاليف وإحسانه إليك ضعيف ..تعالى معى لن أكلفك شيئا وستحيا فى نعيم دائم ... وبالفعل هرب العبد مع عدو الملك بل وعادى الملك علنا .... وبعد فترة اكتشف كذب العدو ..فلا هو حصل على السعادة التى كان يرجوها ولا الراحة وظهر الوجه القبيح للعدو وعاد العبد يَجُرُّ قدميه إلى باب الملك وهو لا يدرى أيقبله أم يطرده بعد كل هذه الإساءة ... فقابله الملك بالترحاب

يقول تعالى : "من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة " .".يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بترابها مغفرة"

إذا أردتم أن تتأكدوا أن معصية عبد واحد قد تؤذى أمة بأكملها فاسمعوا معى قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل .
انقطع المطر لفترة حتى شكى بنو إسرائيل من العطش فرفع سيدنا موسى يديه إلى السماء طالبا من الله السقيا ... وتضرع سيدنا موسى ولكن الله لم يستجب .. فتعجب النبى الكريم قائلا يارب عودتنى الإجابة فقال تعالى : بينكم عبد يعصانى من 40سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء أخرجوه من بينكم حتى ينزل المطر .. فإلتفت سيدنا موسى إلى قومه مناديا أن بينكم رجلاً يعصى الله من 40 سنة ولن تمطر السماء حتى يخرج من بيننا ... والرجل بينهم يعرف نفسه وانتظر أن يخرج غيره فلم يحدث ... فجلس وحده يتضرع إلى الله .. يارب إننى لو خرجت افتضح وسط أهلى ولوبقيت بينهم ماتوا من العطش يارب استرنى وأنا سأتوب إليك من هذه اللحظة أنا تبت يا رب عن المعاصى فاسترنى يا رب .... فنزل المطر غزيرا ..غزيرا .. فرفع سيدنا موسى يده مرة أخرى قائلا يارب هذا المطر ولم يخرج أحد فقال تعالى نزل المطر بتوبة عبدى الذى كان يعصانى ... فقال سيدنا موسى : دلنى عليه يا رب ...فقال تعالى سترته وهو يعصانى أفأفضحه بعد أن تاب ..
أرأيتم معصية رجل كادت تهلك أمة .... إن الله يحب توبتنا .. يحب أنين المذنب وهو يطلب العفو والمغفرة ..

حين عصى آدم ظل يجرى فى الجنة فسأله الله تعالى أفرارا منى يا آدم قال بل حياء منك يا الله .. إن الله من صفاته الرحمة والمغفرة والجود والكرم فلو خُلِقْنا معصومين فكيف تتجلى صفاته هذه فى الخلق ..

أتدرون أي يوم هو أحلى يوم فى العمر كله ؟ يوم أن يتوب الله علينا ... حين تاب الله على كعب بن مالك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر يا كعب بخير يوم طلع عليك منذ ولدتك أمك ..
ننوى التوبة جميعا هذه الليلة وسيكرمنا الله بالنصر والمعونة إن شاء الله
 

سيّد مُسلِم

مراقب سابق
31 مارس 2006
2,132
5
0
الجنس
ذكر
رد: التوبة

بسم الله الرحمن الرحيم



WHITEBIRDS.gif




وبعد :






موضوع التوبة موضوع مهم يجب الالمام بكل جوانبه
فكلنا مذنبون مخطئون في حاجة للتوبة
في كل آن وحين فتجديد التوبة واجب
والاخ شفى وكفى بارك الله فيه



فقط هذه بعض الاضافات احبب ان انقلها لكم
عسى الله ان ينفع بها



فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة
فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها
– قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ
بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك
– أخطأ من شدة الفرح – "


سبحان الله ...


وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم
رحمه الله في مدارج السالكين
حيث قال :
" وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك
باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي وأمه خلفه تطرده حتى خرج
فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا
فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه
ولا من يؤويه غير والدته
فرجع مكسور القلب حزينا فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب
ونام وخرجت أمه فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه
والتزمته تقبله وتبكي وتقول :
يا ولدي أين تذهب عني ؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني
ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك
والشفقة عليك وارادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت


فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة
وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها "
وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟



فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته
في الأرض المهلكة بعد اليأس منها





جزاك الله اخي الحبيب

" عاشق القزابري "

لا حرمك الله الفردوس الاعلى



والله الموفق
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع