(بسم الله)
السلام عليكم و رحمة الله
عدت بعد غيبة لأشارك من جديد في هذه المسابقة
فالبيت كان للأعشى، و لو أن بالمعلقة شيئ من بذيئ الكلام لأفردتها هنا فهي من أجمل الأشعار.
و هذه ترجمة له و بعض مما كان ينوي قوله في النبي (ص) لولا أن ردته قريش بمائة ناقة حمراء.
هو ميمون بن قيس كان أعمى جاهلياً قديماً أدرك الإسلام فخرج يريد الرسول صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قيل أن أبو سفيان لقيه فسأله عن وجهه الذي يريد فقال أريد محمد فقال له أبو سفيان أنه يحرم عليك الخمر والزنا والقمار فقال: أما الزنا فقد تركني ولم أتركه ، وأما الخمر فقد قضيت منها وطراً وأما القمار فلعلي أصيب منها خلفاً قال : أبو سفيان فهل لك إلى خير : قال : ما هو ؟ بيننا وبينه هدنة فترجع عامك هذا وتأخذ مائة ناقة حمراء فأن ظهر ظهر بعد ذلك أتيته ، وأن ظفرنا به كنت قد أصبت عوضاً فجمت له قريش مائة ناقة حمرا فانصرف فلما كان بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله . وكان يسمى صناجة العرب لأنه ذكر الصَّنج في شعره إذ شبه العود بالصنج ، وقد كثرة الألفاظ الفارسية في شعره لما كان يفد على ملوك فارس .
قال ابن هشام : حدثني خلد بن قرة بن خالد السدوسي وغيره من مشايخ بكر ابن وائل ، عن أهل العلم ، أن أعشى بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل ، خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد الإسلام ، فقال يمدح النبي صلى الله عليه و سلم :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا و بت كما بات السليم مسهدا
و ما ذاك من عشق النساء و إنما تناسيت قبل اليوم خلة مهددا
و لكن أرى الدهر الذي هو خائن إذا أصلحت كفاى عاد فأفسدا
كهولاً و شباناً فقدت ثروة فلله هذا الدهر كيف ترددا
و مازلت أبغي المال مذ أنا يافع وليداً و كهلا حين شبت و أمردا
و أبتذل العيش المراقيل تعتلى مسافة ما بين النجير فصرخدا
ألا أيهذا السائلى أين يممت فإن لها في أهل يثرب موعدا
فإن تسألى عنى فيارب سائل حفى عن الأعشى به حيث أصعدا
أجدت برجليها النجاء و راجعت يداها خنافاً ليناً غير أحردا
و فيها إذا ما هجرت عجر فيه إذا خلت حرباء الظهيرة أصيدا
و آليت لا آوى لها من كلالة و لا من حفى حتى تلاقى محمدا
متى ما تناخى عند باب ابن هاشم تراحى و تلقى من فواضله ندى
نبى يرى مالا ترون و ذكره أغار لعمري في البلاد و أنجدا
له صدقات ما تغب و نائل فليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبى الإله حيث أوصى و أشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى و لاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله فترصد للأمر الذي كان أرصدا
فإياك و الميتات لا تقربنها و لا تأخذن سهماً حديدا لتقصدا
و ذا النصب المنصوب لا تنسكنه و لا تعبد الأوثان و الله فاعبدا
و لا تقربن حرة كان سرها عليك حراماً فانكحن أو تأبدا
و ذا الحم القربى فلا تقطعنه لعاقبه و لا الأسير المقيدا
و سبح على حين العشية و الضحى و لا تحمد الشيطان و الله فاحمدا
و لا تسخرن من بائس ذى ضرارة و لا تحسبن المال للمرء مخلدا
قال ابن هشام : فلما كان بمكة أو قرب منها ، اعترضه بعض المشركين من قريش فسأله عن أمره ، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسلم . فقال له : يا أبا بصير : إنه يحرم الزنا ، فقال الأعشى : و الله إن ذلك لأمر مالى فيه من أرب . فقال : يا أبا بصير : إنه يحرم الخمر . فقال الأعشى : أما هذه فو الله إن في نفسي منها العلالات ، و لكنى منصرف فأتروى منها عامي هذا ، ثم آتيه فأسلم . فانصرف فمات في علمه ذلك ولم يعد إلى النبي صلى الله عليه و سلم . هكذا أورد ابن هشام هذه القصة هاهنا ، و هو كثير المؤاخذات لمحمد بن إسحاق رحمه الله ، و هذا مما يؤاخذ به ابن هشام رحمه الله ! فإن الخمرة إنما حرمت بالمدينة بعد وقعة بني النضير كما سيأتي بيانه . فالظاهر أن عزم الأعشى على القدوم للإسلام إنما كان بعد الهجرة ، و في شعره ما يدل على ذلك ، و هو قوله :
ألا أيهذا السائلى أين يممت فإن لها في أهل يثرب موعدا
و كما نرى هناك اختلاف بين الفصتين لم أستطع ترجيح إحداهما على الأخرى، و من أمكنه ذلك فليتفضل... :
: