إعلانات المنتدى


العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)



العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .



ذكر علامات وامارات يعرف بها الحديث الموضوع بعضها ترجع إلي السند والأخرى إلي المتن .


للحديث الموضوع علامات يعرف بها ، نص عليها الأئمة بعضها ترجع إلي السند والأخرى إلي المتن .

أولا : ما يتعلق بالسند :
( ا ) : إقرار واضع الحديث بوضعه .
قال الإمام أبو عمرو ابن الصلاح – رحمه الله – في " مقدمته " ( ص 131، مع التقيد والإيضاح ) : "و إنما يعرف كون الحديث موضوعا باقرار واضعه ،أو ما يتنزل منزلة الإقرار" .

قلت : وقد استشكل الشيخ ابن دقيق العيد طريقة الإقرار بالوضع ، بجواز أن يكون المقر كاذباً في إقراره وعليه فلا يمكن الجزم بالوضع يقينا .

فقال في الاقتراح : " هذا كاف في رده ، لكن ليس بقاطع في كونه موضوعا ، لجواز أن يكذب في هذا الإقرار بعينه "

وقد فهم ابنُ الجزري رحمه الله من كلام ابن دقيق أنه لا يُعمل بالإقرار بالوضع ، فقال في منظومته المسماة (( بالهداية في علوم الرواية )) (ص56)

و يعرف الموضوعُ لا بأن يُقرّ ** بل من نبى ٍ الله سِـر
ولكن تعقبه ألحا فظ ابن حجر في (( شرح نخبة الفكر )) (ص78) :

مبينا مرادَ ابن دقيق العيد بقوله : " وقد فِهمَ من بعضهم انه لا يعمل بذلك الإقرار أصلاً وليس مراده ، وإنما نفى القطع بذلك ، ولا يلزم من نفى القطع نفى الحكم لأن الحكم يقع بالظن الغالب، وهو هنا كذلك ، ولولا ذلك لما ساغ قتل المقر بالقتل ، ولا رجٌم المعترف بالزنا لاحتمال أن يكونا كاذبين فيما اعترفا به " .

قلت : ومثال من حكم حفاظ الحديث على حديثه بالوضع ، لإقراره على نفسه بذلك :

(أ)– عمر بن صبح .
قال البخاري في (( التاريخ الأوسط )) :

( حدثني يحيى الأشكرى ، عن على بن جابر ، قال : سمعت عمر بن صبح يقول أنا وضعت خطبه النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ا هـ . [ من تهذيب التهذيب (7/1463]

قلت : عمر بن صبح الخراسانى ، قال فيه ابن حبان فى (( المجدوحين )) ، (2/88) : (( كان يضع الحديث على الثقات ، لا يحل كتابه حديثه إلا على جهة التعجب )) اهـ .

وقال فيه الدار قطنى وغيره : ((متروك )) ، وقال الازدى : (( كذاب)) ، وقال الذهبي : (( ليس بثقة ولا مأمون)) .



(ب)– محمد بن السائب الكلبي .
أخرج ابن حبان في (( المجروحين )) ( ج 2 ص 254 ) :

بإسناده عن سفيان الثوري ، قال : (( قال لي الكلبي : ما سمعته منى عن أبى صالح عن ابن عباس فهو كذب ))

(ج) – ميسره ابن عبد ربه :
روى ابن حبان في (( الضعفاء )) ، (1/64) ، عن ابن مهدى ، قال :

(( قلت لميسره ابن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث [ من قرأ كذا فله كذا ؟ ] قال : وضعتها أرغب الناس فيها )) .

قلت : وميسره هذا ، قال فيه أبو زرعه: (( وضع في فضل قزوين أربعين حديثه ، وكان يقول : إني احتسب ذلك )) ، وقال أبو داود : (( أقر بوضع الحديث )) ، وقال البخاري : (( يُرمى بالكذب )) . انظر (( الميزان )) ( (4/230) .

· (2) ما يتنزل منزله الأقرار بالوضع .
وأما قول الشيخ أبى عمرو ابن الصلاح : (( أو ما يتنزل منزله إقراره )) .

فوضحه العرقي بقوله :

(( هو كأن يحدث بحديث عن شيخ ، ثم يسأل عن مولده ، فيذكر تاريخاً يٌعلم وفاة ذلك الشيخ قبله ، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده ، فهنا لم يعترف بوضعه ، ولكن اعترافه بوقت مولده يتنزل منزله إقراره بالوضع ، لأن ذلك الحديث لا يٌعرف إلا عند ذلك الشيخ ، ولا يٌعرف إلا برواية هذا الذي حدث به )) . انظر (( التقييد والإيضاح )9 ( ص 132 ) .



وتعقبه تلميذه ابنٌ حجر في هذا المثال معترضاًً بقوله :

(( الاحتمال يجري فيه ، فيجوز أن يكذب في تاريخ مولده ، بل يجوز أن يغلط والأولى أن يمثل لذلك بما رواه البيهقى في المدخل بسنده الصحيح انهم اختلفوا بحضور احمد ابن عبد الله ا لجويبارى في سماع الحسن من أبى هريرة رضى الله عنه ، فروى لهم حديثاُ بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم . قال : سمع الحسن من أبى هريرة رضى الله عنه )) . انظر (( النكت على ابن الصلاح )) ( ج 2 ص 842 ) .



قال أبو عبد الله رضا الأقصرى في (( إرشاد الخليل )) ( ص 18 ):

(( فهذا لم يعترف بوضعه ، لكن صنعه له في الحال ، ليرجح أحد القولين ، مع أن المستقر في الأذهان أن الحسن البصري لم يولد إلا بعد وفاة النبي _ صلى الله عليه وعلى آله وسلم _ ، فدل ذلك على كذبه ، ووضعه لهذا الحديث ، وإن لم يعترف هو بهذا ، واله أعلم )) ا هـ .

(3) قرائن حال الراوي .
( ا ) : ما يتعلق بالتاريخ .
كأن يروى الراوي عن شيخ أو مشايخ ، ويدعى السماع منهم ، أو اللقاء ، فإذا حوقق عن سماعه ، أو لقائه منهم يتبين كذبه لأن هذا الشيخ أو هؤلاء الشيوخ قد ماتوا قبل ادعائه ذلك بدهر .

مثاله : ما ذكره ابن حبان في (( المجروحين ( ج 3 ص 45 ) عن مأمون بن أحمد السلمي في دعواه السماع من هشام بن عمار ، قال ابن حبان : (( قلت له يوماّ : متى دخلت الشام ؟ فقال سنه خمسين ومائتين ، فقلت: فإن هشام بن عمار الذي نروى عنه مات فى سنه خمس و أربعين ومائتين – فقال هذا هشام بن عمار آخر )) .

مثال أخر : سهيل بن ذكوان أبو السندى :

قال الذهبي – رحمه الله – في (( الميزان )) . ( 2 /242) :

(( سهيل بن ذكوان – عن عائشة ، وزعم إنها كانت سوداء ، فكذبه يحيى ابن معين ))

وقال عباد بن العوام : قلت لسهيل بن ذكوان : أرأيت عائشة ؟ قال : نعم ، قلت : صفها لي قال : كانت إدماء ، قال عباد : كنا نتهمه بالكذب ، قد كانت عائشة بيضاء شقراء )) ا هـ .

وفى (( اللسان )) (3 / 142 ) : وقال ابن المدينى : حدثنا محمد بن الحسن الواسطى ، عن سهيل بن ذكوان ، قال : (( لقيت عائشة بواسط )) ، ا هـ .

وهكذا يكون الكذب ، فقد ماتت عائشة قبل أن يخطط الحجاج مدينة واسط بدهر ، ا هـ

( ب ) : أن يدعى سماع شيخ فيروى عنه حديثا ، أو أحاديثه فيسال هذا الشيخ عن ذلك ، فينفى ذلك جزماُ .
ومثاله :

قال عبد الله بن أحمد : (( قلت لأبى : ابن الحمانى حًدَّثَ عنك بحديث إسحاق الأزرق [أبردوا بالصلاة ] ، قال : كذب ما حدثته به ، قلت : حكوا عنه انه سمعه منك في المذاكرة على باب إسماعيل ، فقال : كذب ، إنما سمعه من إسحاق بعد ذلك ، أنا لا اعلم في تلك الأيام أن هذا الحديث غريب ، أى وقت التقينا على باب إسماعيل ؟ إنما كنا نتذاكر الفقه ؟ والأبواب

(ج ) : أن يلزق الراوي بشيخه أحاديث ليست من حديثه .
ومثاله :

محمد بن عبد الله بن القاسم ، أبو الحسين النحوي الرازى ، الملقب ب (( جراب الكذب )) ففي (( اللسان )) ، ( 5 / 229 – 230 ) :

(( قال الشيرازى في (( الألقاب )) : سمعت محمد بن عبد الواحد الخزاعى ، يقول : سمعت منه ، وكان يقعد بالري في زاوية تعرف ب (( زاوية الكذب )) فحدثنا في تلك البقعة في يوم جمعة ، فقال : حدثنا أبو حاتم ، قال : حدثنا شاذان ، وعفان ، وعارم ، وقالوا : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن انس رضى الله عنه – رفعه ، قال : يؤزن مداد العلماء ، ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على مداد الشهداء ، فعرضناه على شيخنا أبى على بن عبد الرحيم ، فقال : كذب ، فلم يكن عند أبى حاتم عن شاذان شئ ، ولكن قولوا : حدثنا جراب الكذاب ، في زاوية الكذب ، بحديث كذب )) هـ



( د ) : ومنها ما يتعلق بملابسات تحيط بظروف الرواية .
كما فعل سعد بن طريف الإسكاف عندما جاء ابنه يبكى من ضرب المعلم إياه فقال سعد : أما والله لاخزينهم ، حدثني عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((معلمو صبيانكم شراركم ، أقلهم رحمة ليتيم ، و اغلظهم على مسكين )).انظر((الفؤائد المجموعة )) ( ص 176 ) .

(ه) : ومنها أن تدل واقعة الرواية على التزلف للحكام ، ويكون الراوي معروفا بذلك.
كما فعل غياث بن إبراهيم فى إقحامه ما يتعلق بالحمام بين يدى المهدى ، وهو يطير الحمام فقال للمهدى بإسناده عن النبى صلى الله عليه وسلم : (( لا سبق الا فى نصلٍ أو خفٍ أو حافرٍ أو جناح )

فأقحم على الحديث قوله : (( او جناح )) ليدخل حمام المهدى فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم . انظر القصة بتمامها فى (( الموضوعات )) ( 1 / 42 – 3 / 188 ) .

( و ): ومنها ان يكون فى إسناد الحديث من قال فيه أئمة الجرح والتعديل : ( كذاب ) او( وضاع ) او ( دجال ) او ( يضع ) او ( من معادن الكذب ) او ( اليه المنتهى فى الكذب ) .
ومثال هؤلاء : عبد الكريم بن أبى العوجاء ،بيان بن سمعان النهدى ، محمد بن سعيد المصلوب ، غياث بن إبراهيم النخعى ، أحمد بن عبد الله الجويبارى ، مقاتل بن سليمان البلخى ، أبو عصمة نوح بن أبى مريم و غيرهم .



ثانيا : ما يتعلق بالمتن .
وقبل الخوض فى العلامات التى ذكرها اهل العلم كى يعرف بها الحديث الموضوع دون النظر فى سنده ، فلنقف وقفة نسال فيها انفسنا السؤال التالى : هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير ان ينظر فى سنده ؟ يجيبنا على هذا السؤال الامام ابن القيم – رحمه الله – فى (( المنار المنيف)) ( ص 25 – 26 ) قائلا :

(( فهذا سؤال عظيم القدر ، وانما يعلم ذلك من تضلع فى معرفة السنن الصحيحة ، واختلطت بلحمه ودمه ، وصار له فيها ملكة ، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والأثارومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه ، فيما يأمر به وينهى عنه ، ويخبر عنه ويدعو اليه ، ويحبه ويكرهه ، ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من اصحابه .

فمثل هذا : يعرف من احوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه , وما يجوز ان يخبر به ومالا يجوز : ما لا يعرفه غيره . وهذا شأن كل متبع مع متبوعه ، فان للاخص به الحريص على تتبع اقواله ، وافعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح ان ينسب اليه ومالا يصح : ما ليس لمن لا يكون كذلك )) هـ .

وقال ابن دقيق العيد : (( كثيرا ًما يحكمون بالوضع بإعتبار امورٍ ترجع الى المروى ، والفاظ الحديث . وحاصله يرجع الى انه حصلت لهم لكثرة محاولة الفاظ النبى صلى الله عليه وسلم هيئة نفسانية ، وملكة قوية ، وعرفوا بها ما يجوز ان يكون من الفاظ النبوة ومالا يجوز ))

وقال ابن الجوزى : (( الحديث المنكر يقشعر منه جلد طالب العلم ، وينفر منه قلبه ))

وقال البلقينى – رحمه الله – فى (( محاسن الاصطلاح )) ( ص 215 ) :

(( وشاهد هذا أن انسانا" لو خدم انسانا سنين ، وعرف ما يحب ، وما يكره ، فادعى انسان انه كان يكره شيئاً يعلم ذلك انه يحبه ، فبمجرد سماعه يبادر الى تكذيبه )) .

وقال الحا فظ ابن حجر – رحمه الله – فى (( نزهة الناظر)) ( ص 118 / الحلبى ) :

(( وانما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما ، وذهنه ثاقبأً، وفهمه قوياً ، ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك متمكنة )) هـ .

قال الإمام ابو عمرو ابن الصلاح – رحمه الله – فى مقدمته ، ( ص 47 ) : (( وقد يفهمون الوضع من قرينه حال الراوى ، او المروى ، فقد وضعت احاديث طويلة يشهد بوضعها ركاكة الفاظها ، ومعانيها ...... )) 1هـ .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – كما فى (( تدريب الراوى )) للسيوطى ، 0 1 / 276 ) : (( المدار فى الركة على ركة المعنى ، فحيثما وجدت دل على الوضع ، وان لم ينضم اليه ركة اللفظ ، لان هذا الدين كله محاسن ، والركة ترجع الى الرداءة ، وأما ركة اللفظ ، فلا تدل على ذلك ، لاحتمال ان يكون رواه بالمعنى فغير الفاظه بغير فصيح ، نعم ان صرح بانه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم فكاذب ......)) اهـ .



فائدة : قال السخاوى فى (( فتح المغيث )) قال ابن دقيق العيد : قولهم (( فلان روى المناكير )) لا يقتضى بمجرده ترك روايته حتى تكثر المناكير فى روايته وينتهى الى ان يقال فيه منكر الحديث ، لان منكر الحديث وصف فى الرجل يستحق به الترك بحديثه )) اهـ .

قال شيخنا : ابو محمد الالفى : حفظه الله : فى (( طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة( ص 104 ) : (( ولعلك تدرك بشئ من حسن التأمل ، ولطافة الإدراك ، ان ثمة تناقضٍ واضح بين الزائف الدخيل والصحيح البين الصحة ، قما خرج من مشكاة النبوة ، فله نورا ًاجلى من ضوء الشمس فى وضح النهار ، وعليه رونق الهيبة والجلال ، فلقد أوتى صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم ، واختصر له الكلام اختصارا ، إذ هو ( وحى يوحى * علمه شديد القوى ) ، وإنه ( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) وما كان عن كذب وافتعال ، وتخرص ٍ وافتراء، وتخليطٍ لا يصدر مثله عن مشكاة البيان والفصاحة ، (( الذى لا ينطق عن الهوى )) فلا يخفى على النقاد والعارفين من ائمة الشأن وجهابذته )) اهـ .

ولله در العلامة محمد على آدم الإثيوبى المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة ، حيث يقول فى منظومته (( تذكر الطالبين ببيان الوضع واصناف الوضاعين )) :

الحمد لله الذى قد يسرا** لحفظ دينه حماة كبرا
فقد نفو تحريف غال ٍ قد بغى ** وأبطلوا انتحال مبطل طغى
ورثة الرسل عليهم السلام ** كما به جاء الحديث بالتمام
فهم عن الارض يذيلون العمى ** دلائل الهدى كنجم فى السما

ولله دار القائل :

اهل الحديث هم اهل النبى وصحبه *** وان لم يصحبوا نفسه انفاسه صحبوا

* العلامات والقرائن التى يعرض بها الحديث الموضوع دون النظر الى سنده *


اولاً : مخالفة الحديث للأحاديث الصحاح ، مخالفة صريحة " بحيث يتعذر الجمع او الترجيح بينهما من كل وجه ، ولا يثبت النسخ .
قال ابن القيم فى بيان قرائن المروى : فى (( نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول )) (( ومنها مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصحيحة مناقضة بينة ، فكل حديث يشتمل على فساد ، او ظلم او عبث ن او مدح باطل او ذم حق ، او نحو ذلك فرسول الله - صلى الله عليه وسلم – منه برئ ، ومن هذا الباب احاديث مدح من اسمه محمد ، او أحمد ، وان كل من يسمى بهذه الأسماء ، ولا يدخل النار وهذا مناقض لما هو معلوم من دينه – صلى الله عليه وعلى اله وسلم – ان النار لا يجارمنها بالاسماء والالقاب ، وانما النجاة منها بالإيمان ، والاعمال الصالحة ))

قلت : وقد اكثر من استعمال هذه الطريقة الإمام ابو عبد الله الحسين بن ابراهيم الجورقانى ، قال فى كتابه (( الاباطيل )) ( 1 / 139 ) :

(( كل حديث يكون بخلاف السنة فهو متروك وقائله مهجور .....)) اهـ .

قال ابو عبد الله رضا الاقصرى : فى (( ارشاد الخليل )) ( ص 35 ) :

وهو منهج لا يخلو من نظر ، لذا اعترض عليه ، وتعرض له الحافظ ابن حجر – رحمه الله – فقال فى ( الاصابة ) ( 1 / 500 ) :

(( وقد اكثر الجوزقانى فى كتابه المذكور من الحكم ببطلان احاديث لمعارضة احاديث صحيحة لها مع امكان الجمع ، وهو عمل مردود ...... )) اهـ .



ثانيا : مناقضة الحديث للعقل الصريح او الحس والمشاهدة .
** ومثال ما ناقض العقل :
(( ما تدفع العقول صحته بموضوعها ، والادلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الاجسام ، وما اشبه ذلك )) انظر " النكت على ابن الصلاح " الحافظ ابن حجر ( جـ 2 ص 845 ) .



قال ابو بكر ابن الطيب الباقلانى – رحمه الله – كما فى (( تدريب الراوى ))،(1/246) :

(( أن يكون مخالفاً للعقل ، بحيث لا يقبل التأويل ، ويلتحق به ما يدفعه الحس ، والمشاهدة ، وان يكون منافياًًً لدلالة الكتاب القطعية ، او السنة المتواترة،او الإجماع القطعى ، أما المعارضة مع إمكان الجمع فلا ، ومنها ما يصرح بتكذيب رواة جمع المتواتر، أو يكون خبراً عن أمر جسيم تتوفر الدواعى على نقله لمحضر الجمع ثم لا ينقله منهم إلا واحد ، ومنها الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر الصغير ، أو الوعد العظيم على الفعل الحقير )) . ا هـ

وقال ابن الجوزى – رحمه الله – كما فى (( تدريب الراوى )) (1/276-277)

((ما احسن قول القائل : وإذا رأيت الحديث يباين المعقول ، أو يخالف المنقول ، أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع ، ومعنى مناقضته للأصول، أن يكون خارجاً عن دواوين الإسلام من المسانيد ، والكتب المشهورة )) . ا هـ

وقال البيهقى – رحمه الله - : (( فمن جاء بحديث لا يوجد عند جمعهم لم نقبله منه )) . اهـ

وقال السيوطى – رحمه الله - :

(( وأما الآن . فالعمدة على الكتب المدونة ، فمن جاء بحديث غير موجود فيها ، فهو رد عليه ، وإن كان من أتقى المتقين ، وإن كان فيها لم يتصور الرد وإن كان من أفسق الفاسقين )) . اهـ





** ومثال ما ناقض الحس :
(( الباذنجان شفاءً لكل داء )) ، قال ابن القيم (( قبح الله واضعه ، فإن هذا لو قاله بعضٌ جهلة االأطباء لسخر الناسٌ منه ، ولو اكل الباذنجان للحمى والسوداء الغالبة ، وكثير من الأمراض ، لم يزدها إلا شدةًً ، ولو أكله فقيرٌ ليستغنى لم يفده غنى ، او جاهل ليتعلم لم يفده علم ))

** ومثال ما ناقض العقل والحس معاً :

(( إن سفينة نوح طافت بالبيت سبعاً ، وصلت عند المقامٍ ركعتين ))انظر (( الموضوعات)) لإبن الجوزى (جـ 1 ص 100 ).

ثالثاً : ركاكة اللفظ .
أخرج الخطيب بإسناده عن الربيع بن خثيم في (( الكفاية )) (ص431) قال : (( إن من الحديث حديثاً له ضوء كضوء النهار نعرفه ، وإن من الحديث حديثاً له ظلمة كظلمة الليل ننكره )) .

والمرادُ بالركةَّ التى تدل على وضع الحديث : ((الضعف عن قوة فصاحته صلى الله عليه وسلم في اللفظ والمعنى معاًً )) انظر (( فتح المغيث)) ( جـ1 صـ 314 ).

وكان ابن الصلاح رحمه الله قد قرر فى المقدمة أنه : (( وضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها )) .

وقال الحافظ ابن حجرفى (( نكته )) على المقدمة ( جـ3 ص844) .

(( اعترض عليه بأن ركاكة اللفظ لا تدل على الوضع حيث جوزت الرواية بالمعنى . نعم ، إن صرح الراوي بأن هذا صيغة لفظ الحديث ، وكانت تخل بالفصاحة أو لا وجه لها في الإعراب ، دل على ذلك . والذي يظهر أن المؤلف لم يقصد أن ركاكة اللفظ وحده تدلُ كما تدلُ ركاكة المعنى ، بل ظاهر كلامه أن الذي يدل هو مجموع الأمرين : ركاكة اللفظ وركاكة المعنى معاً . لكن يرد عليه أنه ربما كان اللفظ فصيحاً والمعنى ركيكاً ، إلا أن ذلك يندرُ وجودهُ ، ولا يدل بمجرده على الوضع بخلاق اجتماعهما تبعا للقاضي أبى بكر الباقلانى )) .

وقال أيضاً ابن حجر العسقلانى . كما فى ((تدريب الراوي ) للسيوطى(1/276):

(( المدار في الركة على ركة المعنى ، فحيثما وجدت دل على الوضع ، وإن لم ينضم إليه ركة اللفظ لأن هذا الدين كله محاسن ، و الركة ترجع إلى الرداءة ، وأما ركة اللفظ ، فلا تدل على ذلك ، لاحتمال أن يكون رواه بالمعنى فغير ألفاظه بغير فصيح ، نعم ، إن صرح بأنه لفظ النبى صلى الله عليه وسلم فكاذب ....)) اهـ .

والمراد بالركه فى المعنى : (( أن يكون مخالفأً للعقل ضرورة أو استدلالاً ، ولا يقبل تأويلاً بحال ، نحو الإخبار عن الجمع بين الضدين ، وعن نفى الصانع ، وقدم الأجسام ، وما أشبه ذلك ، لأنه لا يجوز أن يرد الشرعٌ بما ينافى مقتضى العقل )) . انظر فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للسخاوى ( جـ 1 صـ 315 ) .



رابعاً : أن يكون الحديث يشبه كلام الأطباء .
كحديث (( كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود )) .

رواه ابن عدى عن ابن عباس مرفوعاًً وفى إسناده عصمة بن محمد وهو كذاب .

وكحديث : (( الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة الولد ، فأمره أن يأكل البيض والبصل )) .

رواه ابن حبان عن ابن عمر مرفوعاًً وقال : موضوع بلا شك .



خامساً : أن يدعى على النبي صلى الله عليه وسلم انه فعل أمرًا ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم ، وأنهم اتفقوا على كتمانه ولم ينقلوه .
كما يزعم أكذب الطوائف ( الرافضة ) : أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد على ابن أبى طالب رضى الله عنه بمحضر الصحابة كلهم ، وهم راجعون من حجه الوداع ، فأقامه بينهم حتى عرفه الجميع ثم قال : هذا وصيي ، وأخي ، والخليفة من بعدى ، فاسمعوا له ، وأطيعوا ، ثم اتفق الكل على كتمان ذلك ، وتغييره ، ومخالفته – فلعنه الله على الكاذبين .



سادساً أن يشتمل الحديث على مجازفات فى الوعد والوعيد من أجل أفعال صغيرة.
كحديث : (( من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أُعطى ثواب سبعين نبياً )) ، قال ابن القيم عقبه . (( وكان هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح عليه السلام ، لم يُعط ثواب نبي واحدٍ ) .



سابعاً : سماجة الحديث ، وكونه مما يسخر منه :
كحديث : (( لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً ، ما أكله جائع إلا أشبعه )) .

وكحديث : (( من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه الداء مثلها )) .



ثامناً : مخالفه الحديث للثابت من التاريخ :
مثاله : ما ذكره الذهبي فى (( ميزان الاعتدال)) (جـ2 صـ 2439 ) :

((أن سهيل بن ذكوان أبا السندى ، قال : لقيت عائشة بواسط )) وفى التعليق عليه : وكذا يكون الكذبُ ، فقد ماتت عائشة قبل ان يخط الحجاج مدينه واسط بدهر .

تاسعاً : ومنها ان يروى المبتدع الداعي إلى بدعته حديثاً فى تأييدها .
كأحاديث خلق القرآن والإرجاء والقدر وغيرها . ومنهم أصحاب الأهواء والآراء التى لا دليل عليها من الكتاب والسنة ، وضعو أحاديث نصرة لأهوائهم وآرائهم ، كالخطابية ، والرافضة، وغيرها .
قال عبدالله بن يزيد المقرىء : (( ان رجلا ً من أهل البدع رجع عن بدعته ، فجعل يقول .انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه ! فإنا كنا إذا رأينا رأيا ً جعلنا له حديثا ً )) .
وقال حماد بن سلمة : (( أخبرنى شيخ من الرافضة أنهم كانوا يجتمعون على وضع الحديث )) .

عاشراً : أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه .
مثل هذا الحديث : (( إن الأرض على صخره ، والصخره على قرن ثور ، فإذا حرك الثور قرنه تحركت الصخرة، فتحركت الأرض وهى الزلزلة )) . ا هـ .

وكحديث (( وضع الجزية عن أهل خيبر )) وهو حديث باطل موضوع ، وقد بين ابن القيم – رحمه الله – بطلانه من عشرة اوجه . أكتفى منها بأربعه فقط .

(1 ) : أن فيه شهادة سعد بن معاذ ، وسعد توفى قبل ذلك فى غزوه الخندق .

(2 ) : أن فيه( و كتب معاوية بن أبى سفيان) ، هكذا ، ومعاوية إنما اسلم زمن الفتح .

(3) : أن فيه ( وضع عنهم الكلف والسخر) ، . ولم يكن فى زمنه كلف ولا سخر ولا مكوس .

(4) : أن الجزيه لم تكن نزلت حينئذ ، ولا يعرفها الصحابة ، ولا العرب ، وإنما نزلت فى عام تبوك .
انظر( المنار المنيف ) (ص52 ).



حادى عشر : أن يكون الحديث باطلاً فى نفسه ن فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .
كحديث : (( المجرة التى فى السماء من عرق الأفعى التى تحت العرش )) .

مقتبس من مقدمة كتابى (( تنبيه الأنام لكذب وبطلان كثير مما أشتهر على ألسنة العوام )) .
وكتبه / أبو الأشبال ناصر الهوارى السكندرى
 

الصارم

مزمار فعّال
27 أكتوبر 2006
53
0
0
الجنس
ذكر
رد: العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

جزاك الله خيرا يا اخى الخزاعى

كما عهدناك دائما طالب علم مجتهد

نفع الله بك
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

وأنا مع كلام أخي الصارم، نفع الله بك أمة الإسلام والمسلمين وجزاك خير الجزاء على مشاراكتك المفيدة أخي الخزاعي
t7
 

التقوى

مزمار فضي
9 نوفمبر 2006
667
0
0
رد: العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

بارك الله فيك أخي الخزاعي


على هذه المعلومات القيمة



جزاك الله خيرا أختي الداعية على التوقيع
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

موضوع قيم جدااا اخي الخزاعي نفعنا الله بما كتبت ولاحرمت بكل كلمة الجزاء الاوفر
 

فالح الخزاعي

مدير عام سابق وعضو شرف
عضو شرف
27 أغسطس 2005
11,537
84
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: العلامات والأمارا ت التى يعرف بها الحديث الموضوع .

بارك الله فيكم جميعا أيها الإخوة على الرد والدعوات الطيبة وجزاكم الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع