إعلانات المنتدى


ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
اسمه وكنيته ولقبه.
هو الأديب، النحوي، اللغوي، إمام النحاة، وأول من بسط علم النحو
الاسم: عمرو بن عثمان بن قنبر
الكينة: أبو بشر، وقيل: أبو الحسن، وأبو بشر أشهر
اللقب: الفارسي، ثم البصري، ويعرف بسيبويه
الحارثي بالولاء، وقيل مولى آل الربيع بن زياد الحارثى
* مولده ونشأته:
ولد سنة (148هـ) ، في إحدي قري شيراز، وقدم البصرة، ونشأ وترعرع بها، ونجده بنسب إليها فيقال: "البصري"
*سبب تسميته "سيبويه":
سيبويه لقب معناه: رائحة التفاح
وكان ابن خالويه يقول: "كان سيبويه لا يزال من يلقاه يشم منه رائحة الطيب فسمي سيبويه، ومعني سي: ثلاثون، وبوي: الرائحة، فكأنه رأي ثلاثين رائحة طيب، قال الحموي: "ولم أر أحدا قال ذلك غير ابن خالويه"
وقال إبراهيم الحربي: "سمي سيبويه سيبويه ،لأن وجنيته كانتا كأنهما تفاحة".
من مشايخه:
الخليل بن أحمد الفراهيدي، وعيسي بن عمر، ويونس بن حبيب، وأبي الخطاب الأخفش، وغيرهم، وهؤلاء من اشتهر بالأخذ عنهم.
من تلامذته:
سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط، ومحمد بن المستنير قطرب، وغيرهما.
وفـاته:
توفي سنة 180هـ ثمانين ومائة، 796م وقيل:توفي بفارس وله نيف وأربعون سنة
وقيل: مات بساوة سنة 194هـ، وقيل: مات 188هـ
والصحيح الأول، وقيل مات بالبصرة سنة إحدي وستين ومائة، وهو بعيد وعلى القول بأنه من مواليد عام 148هـ فإنه قد عاش كما ذكر الذهبي في السير والخطيب في تاريخه
ويقال: أنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:
وكنا جميعا فرق الدهر بيننا إلى الأمد الأقصي، فمن يأمن الدهر
طلبه للعلم ومكانته العلمية:
كان سيبويه في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء، وكان يستملي على حماد بن سلمة، فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك، فلزم الخليل بن أحمد فبرع، ودخل بغداد، وناظر الكسائي، وكان سيبويه شاباً حسناً جميلاً نظيفاً، تعلق من كل علم بسبب، وضرب مع كل أهل أدب بسهم، مع حداثة سنه.
ووفد بغداد على يحيى البرمكي، فجمع بينه وبين الكسائي، بحضور سعيد بن مسعدة، والأخفش، والفرّاء، والأحمر، وجرى ذلك البحث المشهور عن مسألة الزنبور، فتعصبوا للكسائي دونه، ثم وصله يحيى بن خالد بعشرة آلاف درهم، فخرج إلى بلاد فارس فتوفي بشيراز، وقيل بساوة.
وإليكم نص المناظرة كما أوردها البن هشام في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ونقلها عنه ياقوت الحموي في كتابه "معجم الأدباء":
" قالت العرب قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي وقالوا أيضا فإذا هو إياها وهذا هو الوجه الذي أنكره سيبويه لما سأله الكسائي وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما فجعل لذلك يوما فلما حضر سيبويه تقدم إليه الفراء وخلف فسأله خلف عن مسألة فأجاب فيها فقال له أخطأت ثم سأله ثانية وثالثة وهو يجيبه ويقول له أخطأت فقال له سيبويه هذ سوء أدب فأقبل عليه الفراء فقال له إن في هذا الرجل حدة وعجلة ولكن ما تقول فيمن قال هؤلاء أبون ومررت بأبين كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت فأجابه فقال أعد النظر فقال لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما فحضر الكسائي فقال له الكسائي تسألني أو أسألك فقال له سيبويه سل أنت فسأله عن هذا المثال فقال سيبويه فا هو هي ولا يجوز النصب وسأله عن أمثال ذلك نحو خرجت فإذا عبد الله القائم أو القائم فقال له كل ذلك بالرفع فقال الكسائي العرب ترفع كل ذلك وتنصب فقال يحيى قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن يحكم بينكما فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين فيحضرون ويسألون فقال يحيى وجعفر أنصفت فأحضروا فوافقوا الكسائي فاستكان سيبويه فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم فخرج إلى فارس فأقام بها حتى مات ولم يعد إلى البصرة فيقال إن العرب قد رشوا على ذلك أو إنهم علموا منزلة الكسائي عند الرشيد ويقال إنهم إنما قالوا القول قول الكسائي ولم ينطقوا بالنصب وإن سيبويه قال ليحيى مرهم أن ينطقوا بذلك فإن ألسنتهم لا تطوع به".
*مواقف من حياته:
قال محمد بن سلام: "كان سيبويه النحوي،جالسا في حلقة بالبصرة، فتذاكرنا شيئا من حديث قتادة، فذكر حديثا غريبا، وقال: لم يرو هذا إلا سعيد بن أبى العروبة، فقال به بعض من حضر: ما هاتان الزيادتان يا أبا بشر؟
قال: هكذا يقال لأن العروبة يوم الجمعة، فمن قال عروبة فقد أخطأ
قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس، فقال: "أصاب لله دره"
وقال ابن عائشة: "كنا نجلس مع سيبويه النحوي فيفي المسجد، وكان شابا جميلا نظيفا قد تعلق من كل علم بسبب،وضرب في كل أدب بسهم، مع حداثة سنة وبراعته في النحو، فبينا نحن عنده ذات يوم إذ هبت ريح أطارت الورق، فقال لبعض أهل الحلقة:انظر اى ريح هي، وكان على منارة المسجد تمثال فرس، فنظر ثم عاد فقال: "ما ثبت الفرس على شئ، فقال سيبويه: العرب تقول في مثل هذا قد تذاءبت الريح وتذابت أى: فعلت فعل الذئب، وذلك أن يجئ من ههنا وههنا ليختل، فيتوهم الناظر أنه عدة ذئاب .
*أقوال أهل العلم فيه، ومكانته العلمية:
قال نصر بن على: "برنى من أصحاب الخليل أربعة:عمرو بن عثمان أبو بشر المعروف بسيبويه، والنصر بن شميل، وعلى بن نصر، ومؤرخ السدوسي.
قال محمد بن يزيد بن المبرد: "كان سيبويه وحماد بن سلمة أكثر النحو من النضر بن شميل والأخفش، وكان النضر أعلم الأربعة بالغة والحديث"
قال بن سلام: كان سيبويه النحوي مولى بن الحارث بن كعب غاية فى الخلق في النحو، وكتابه هو الإمام فيه، وكان الأخفش أخذ عنه، وكان أفهم الناس في النحو"
*من مصنفاته:
من مصنفاته في النحو كتابا لا يلحق شأوه، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمزوا في لحج بحره، واستخرجوا من درره ولم يبلغوا إلى قعره
قال الجاحظ:
"أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك ففكرت في شئ أهديه له فلم أجد شيئا أشرف من كتاب سيبويه، فقلت له: أردت أن أهدي لك شيئا ففكرت فإذا كل شئ عندك، فلم أر أشرف من هذا الكتاب، وهذا كتاب اشتريته من ميراث الفراء، قال: والله ما أهديت إلي شيئا أحب إلي منه
وقد زعم ثعلب أنه لم ينفرد بتصنيفه، بل ساعده جماعة في تصنيفه نحوا من أربعين نفسا هو أحدهم، وهو أصل الخليل، فادعاه سيبويه إلي نفسه، ولقد استبعد ذلك السيرافى.
وقال أبو سعيد السيرافي: "أخذ سيبويه اللغات عن أبى الخطاب الأخفش، وغيره، وعمل كتابه الذي لم يسبقه أحد إلى مثله، ولا لحق به من بعده، وكان كتابه لشهرته عند النحويين علما، فكان يقال بالبصرة: "قرأ فلان الكتاب" فيعلم أنه كتاب سيبويه، وكان المبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه الكتاب سيبويه يقول له: "هل ركبت البحر؟" تعظيما له واستصعابا لما فيه"
وقال هارون: "دخل الجاحظ على أبي، وقد احتضر، فقال له: أدام الله صحتك، ووصل غبطتك ولا سلبك نعمتك، قال: ما أهديت لي يا أبا عثمان؟ قال: أطرف شئ كتاب سيبويه وعرض الفراء"
وعن محمد بن سلام قال:
حدثني الأخفش أنه قرأ كتاب سيبويه على الكسائى في جمعة، فوهب له سبعين دينارا، قال: وكان الكسائى يقول لي: هذا الحرف لم أسمعه فأكتبه لي، فأفعل. قال: وكان الأخفش يؤدب ولد الكسائي.
ولما مات سيبويه قيل ليونس بن حبيب: "إن سيبويه قد ألف كتابا في ألف ورقة من علم الخليل؟ قال: جيئوني بكتابه، فلما نظر فيه رأى كل ما حكاه، فقال: يجب أن يكون هذا الرجل قد صدق عن الخليل في جميع ما حكاه كما صدق فيما حكاه عني .
وحدث المبرد عن المزني عن الجرمي قال: في كتاب سيبويه ألف وخمسون بيتا، سألت منها فعرف ألف، ولم تعرف خمسون.
وقد قيل أن كتابه هذا لم يقرأ عليه قط، وإنما قرأ بعده على الأخفش.
وذكر أن من آثاره أيضا: كتاب مجموعة الأفعال والتصاريف.
*كتاب سيبويه:
قال عبد السلام هارون في تحقيق لهذا الكتاب المانع: "عرف كتاب سيبويه من قديم الدهر إلى يومنا هذا باسم الكتاب، ومن المقطوع به تاريخيا أن سيبويه لم يسميه باسم معين على حين كان العلماء فى دهره ومن قبل دهره يضعون لكتبهم أسماء، وقد يكون أعجل عن تسميته بأنه احتضر شابا فلم يتمكن من معاودة النظر فيه واستتمامه، فليست للكتاب مقدمة وليست له خاتمه، مع جلالة قدره وإحكام بناءه"

ولقد سماه الناس قديما "قرآن النحو". ومن طريف ما يروى أن أحد نحاة الأندلس، وهو عبد الله بن محمد بن عيسى كان يختم كتاب سيبويه فى كل خمسة عشر يوما كأنما يتلوه تلاوة القرآن.
تاريخ تأليف الكتاب:
ألفه سيبويه بعد موت الخليل، وذلك كونه كان أكثر ما يقول بعد ذكر الخليل:"رحمه الله" ويقول الأستاذ عبد السلام هارون: ونص آخر ورد ذكره في مقدمة نسختنا هذه:"قال: وسمعت نفرا يحكي عن أبيه قال: قال لي سيبويه حين أراد أن يضع كتابه:تعال نتعاون على إحياء علم الخليل"
أسلوب الكتاب:
لا ريب أن أسلوب الكتاب فيه كثير من الغموض وفى ذلك يقول ابن كيسان:"نظرنا في كتاب سيبويه فوجدناه في الموضع الذي يستحقه، ووجدنا ألفاظه تحتاج إلى مباراة وإيضاح، لأنه كتاب ألف في زمان كان أهله يألفون مثل هذه الألفاظ، فاختصر على مذاهبهم.
قال أبو جعفر النحاس:
"ورأيت علي بن سايمان يذهب إلي غيره، قال ابن كيسان: عمل سيبويه كتاب لغة العرب وخطبها وبلاغتها، فجعل فيه بنيا مشروحا، وجعل فيه مشتبها، ليكون لمن استنبط ونظر فضل . وعلى هذا خاطبهم الله عز وجل بالقرآن".
وأمر آخر يواجه قارئه في عصورنا هذه، فإن مصطلحا ته الجز، وكثيرا من عبارته النحوية قد غيرت، وأصبحت الكتب المتأخرة الموضوعة في النحو ذات طابع أسلوبي يباين طابع سيبويه، بل من بعد سيبويه من علماء النحو بعهد طويل .
كما أن سيبويه له عباراته الخاصة التي تحتاج إلى الإلف والممارسة

المراجع
الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب المستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي.
البداية والنهاية، لأبي الفداء، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي.
تاريخ بغداد، لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي.
سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي.
شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي.
العبر في خبر من غبر، شمس الدين الذهبي.
معجم الأدباء، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لأبي الفرج بن عبد الرحمن بن علي.
الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والنحو والإقراء واللغة، جمع وإعداد مجموعة من الباحثين.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ المؤرخ الذهبي.
معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة.


منقول
 
التعديل الأخير:

أحمد قنيطة

مزمار ذهبي
1 أكتوبر 2009
841
2
0
الجنس
ذكر
رد: ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

بارك الله فيكم

وأثابكم بجهودكم للرقي بهذا الركن ،، :)
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

جزاك الله خيراً أخى الكريم على هذه الترجمة لإمام النُحاة
وبارك الله فيك
 

احمد عبدالله محمد

مزمار كرواني
29 يوليو 2009
2,322
5
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مشاري راشد العفاسي
رد: ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

بارك الله فيك
 

حـازم

زائر
رد: ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

رحم الله أبا بشر، فقد خدم اللغة خدمة عظيمة، لم يستطع أبناء العرب أن يسبقوه لما حازه من علو كعبه في العربية، وكل من أتى بعده عالة عليه.
فالناس عيال على سيبويه.
ومما يثير انتباه العامة قبل الخاصة: أن سيبويه لم يكن عربي الأصل، وكذا الحال في غيره من الأئمة في شتى مجالات علوم الشريعة، كالبخاري، ومسلم، وغيرهما، مما يدل دلالة واضحة أن العلم لا يعرف له نسب ولا جنس.
 

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: ترجمة مختصرة لإمام العربية المعروف بـ"سيبويه"

جزاكم الله خيرا جميعا وبارك فيكم
شكر الله لكم اخي حازم على المعلومات
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع