إعلانات المنتدى


جمع القرآن ونسخه في المصاحف وسببه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم

(جمع القرآن في الصحف وسببه)

في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقعت غزوة اليمامة
وقتل في فتحها من قراء القرآن سبعمائة. فلما رأى عمر بن الخطاب ما وقع بقراء القرآن خشي على من بقى منهم فأشار على أبي بكر بجمع القرآن
ولم ينزل به أراه الله ما رأى عمر فاستحضر زيد بن مثبت وأمره بجمعه. فتبعه زيد جمعا من صدور الرجال ومن الرقاع والألواح واللخاف والعسب مما كان يكتب بين يديه صلى الله عليه وسلم حتى أتمه في مصحف
ولما أتم الصحف أخذها أبو بكر واستمرت عنده إلى أن توفى. ثم عمر. ولما توفى أخذها حفصة((فإن قيل)) كان يستكمل وجوه فراءته المعبر عنها في الحديث الذي تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوها ما تيسر منه)) ومن حكم إتيانه عليها التخفيف والتيسير على هذه الأمة في التكلم بكتابهم كما خفف عليهم في شريعتهم كالمصرح به في الأحاديث الصحيحة كقوله: صلى الله عليه وسلم إن ربي أرسل إلى أن أقرء القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي. ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف.
ومقتضى كلام الداني في منبهته والشاطبي في عقيلته وكثير من شراحها وابن الجزر في منجده وغيرهم أن الصحف المذكورة كتبت مجتملة على الأحرف السبعة
..........

غزوة اليمامة :
سببها- أنه لما أنتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدار الآخرة وولى أبو بكر الخلافة وارتدت قبائل العرب أظهر مسيلمة إلى أبي بكر ما كان سبب هلاكه فجهز إليه أبو بكر فئة من المسلمين ذات بأس شديد وأمر عليها سيف الله خالد بن الوليد فسارت إليه فلما التقت الفئتان استعرت نار الحرب بينهما وتأخر الفتح فمات من المسلمين ألف ومائتان منهم سبعمائة من حملة القرآن فثار البراء بن مالك مع من سلم من المسلمين على مسيلمة وجيشه وجاء نصر الله فانهزموا وتبعهم المسلمون حتى أدخلوهم حديقة فأغلق أصحاب مسيلمة بابها فحمل براء بن مالك درقته وألقى نفسه عليها حتى صار معهم في الحديقة وفتح الباب المسلمين فدخلوا وقتلوا مسيلمة وأصحابه ومات من المشركين زهاء عشرة آلاف فسميت حديقة الموت.
ومسيلمة هو هارون بن حبيب وكنيته أبو ثمامة وهو من قبيلة تسمى بن حنيفة وهو أحد الكاذبين اللذين ادعيا النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو كذاب اليمامة وكان يزعم أن جبريل يأتيه. وكان يبعث إلى مكة من يخبره بأن أحوال آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقل إليه ما يسمعه من القرآن على جماعته ويقول لهم نزل علىّ هذا القرآن وتسمى فيهم رحمانا فلما تواتر القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلت دعوة مسيلمة الكذاب فأختلق كلاماً يوهمه قرآناً بزعمه الفاسد فمجت ركاكته الأسماع: ونفرت من بشاعته الطباع. كقوله: والزارعات زرعا. والحاصدات حصدا و الطاحنات طحنا والخابزات خبزاً . والثاردات ثردا. ياضفدع بنت ضفدعين إلى كم تنقنقين لا الماء تدركين ولا الشراب تمنعين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين. وسمع بسورة الفيل فقال: الفيل ما الفيل. وما أدراك ما الفيل. له ذنب وثيل وخرطومك الطويل. إلى غير ذلك من فظيع نزعاته. وشنيع كذباته: والكذب الآخر هو الأسود بن كعب العنسي وهو كذاب صنعاء وكان يزعم أن ملكين يكلمانه أحد السحيق والآخر شريق. (وقد أخرج) البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى الله إلى المنام أن نفخهما فنفختهما فطاراً. فأولتهما كذابين يخرج بعدي فكان أحدهما العنسي كذاب صنعاء والآخر مسيلمة كذاب اليمامة-

وكان زيد بن مثبت رضي الله عنه لا يكتب آية إلا بشهادة عدلين يشهدان على أن تلك الآية كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أو على أن يكتب أن ذلك مكتوب من الوجوه التي نزل بها القرآن لا مجرد الحفظ /هـ أفاده السيوطي وغيره
قال ابن حجر: والفرق بين الصحف والمصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر وكانت سوار مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن لم ترتب بعضها إثر بعض فلما نسخت ورتبت بعضها إثر بعض صارت مصحفا / هـ


(نسخ القرآن في المصاحف وسببه)
في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه كان حذيفة بن اليمان مأمورا بغزو الري والبار وأرمينية وما جاورها حتى أذربيجان. ففي هذه الأسفار رأى كلا من جماعات المسلمين يزعم أن قراءاته خير من قراءة غيره. فلما رجع إلى عثمان أخبره بما رأى ففزع لذلك عثمان وجمع الصحابة وكانت عددتهم يومئذٍ أثنى عشر ألفاً وأخبرهم الخبر فأعطموه جميعا واستقر رأيهم بالاتفاق على أن يجمع الناس على مصحف واحد بحيث لا يكون فرق ولا اختلاف. فبعث عثمان إلى حفصة من عندها الصحف التي كتبت غي عهد أبي بكر وأحضر زيد بن مثبت وعبد الله بن الزبير. وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأمرهم أن ينسخوها في المصاحف وجعل الرئيس عليهم زيدا لعدالته وحسن سيرته ولكونه كان كاتب الوحي المداوم عليه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولشهوده العرضة الأخيرة ولا عتماد أبي بكر وعمر عليه في كتب المصاحف في خلافة الصديق-(قيل)- وقد أنضم إليهم لمساعدتهم جماعة: منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب. وعبد الله عباس. وعبد الله بن عمرو بن العاص. وأبي بن كعب. وأنس بن مالك. وأبان ابن سعيد. وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري. ومالك بن عامر جدا الإمام مالك بن أنس.فنسخوها في المصاحف بالتحرير التام ولم يغيروا ولم يبدلوا ولم يؤخروا ولم يختلفوا إلا في كلمة التابوت فقال بعضهم تكتب بالتاء المجرورة كالطاغوت وقال بعضهم تكتب بالهاء المربوطة كالتوراة.فراجعوا في ذلك عثمان فقال لهم اكتبوها بالتاء المجرورة فإنها لغة قريش فكتبوا كما أمرهم.ولمل أتموا الكتابة سموه المصحف ((جامع الصحف)) ورد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل إقليم بمصحف مما نسخوا وأمرهم بإحراق ما خالفها.وبقيت الصحف الصديقية عند حفصة إلى أن ولى مروان المدينة فطلبها منها فأبت فلما توفيت حضر جنازتها وطلبها من أخيها عبد الله فبعث بها إليه فحرقها خشية أن تظهر فيرجع الناس إلى الاختلاف الذي فرمنه عثمان و أصحابه لأنها كانت مشتملة على جميع الأوجه التي كان مأذونا فيها يوم إذا توسعة على الأمة.

المصدر - سمر الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: جمع القرآن و نسخه في المصاحف وسببه

جزاكم الله كل خير، وبارك فيك وفي علمك وجهدك.
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع