- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
للنقاش: حول ختم القرآن الكريم في رمضان وغيره
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد ظهر في أيامنا مع الصحوة الإسلامية المباركة الكثير من حُفاظ كتاب الله الكريم، يؤمون الناس في مساجدهم، ويشنفون الآذان بترتيلهم وتجويدهم، ومن الظواهر التي برزت على الساحة تلك الختمة الرمضانية، التي يسعى لها كثير من أئمة المساجد من الحفاظ وغير الحفاظ، ويتبرك بالدعاء المستجاب عند ختم المصحف فيها كثيرون، وحبذا لو وافق الختم عندهم ليلة السابع والعشرين فإن ذلك أدعى للاستجابة وأرجى للقبول، ومن الأئمة من يراعي أن يقرأ القرآن الكريم خلال السنة كلها بالتسلسل، ليختم بعد سبعة أشهر أو ثمانية، وسندهم في ذلك حديث موضوع ذكره العلامة الألباني في ضعيف الجامع (انظر الحديث رقم 1918)، يقول: إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة، وشجرةً في الجنة: لو أن غرابا طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم.
والسؤال الذي يُطرح للنقاش الآن: هل هناك مانع من الختم مرة أو مرتين أو أكثر أو أقل؛ ما دامت النية لم تنعقد باتباع الحديث الموضوع المذكور عاليه؟ وأيضا؛ مع التنبيه على الناس بوضعه وعدم صحته، وأن يكون الأصل في الختمة: حرص الإمام على إسماع القرآن الكريم بكامله لمأموميه ولو مرة كل سنة، وأنَّ ذلك فرصة له لتقوية حفظه؟ إن المجربِ أن مراجعة القرآن الكريم في الإمامة من أعظم السبل العملية في تثبيت حفظه وتمكين استظهاره، لِمَا يكون على الإمام من الشدة والثِّقَلِ حالَ إمامته، وهل يمكن في هذه الحالة ترك الختمَ سنة وسنة، أو تكلف تنكيس السور عمدا - وهو جائز – في البعض الختمات ليخرج من قالب الختمة المعهود؟! وحبذا من كان له طاقة للبحث عن فتاوى أهل العلم في هذا الموضوع إن يتحفنا بما يقف عليه منها، وجزيتم خير الجزاء.