- 20 سبتمبر 2008
- 105
- 1
- 18
- الجنس
- أنثى
الوقف والابتداء وأهميته في أداء فهم كلمات القرءان
للشيخ عبد اللطيف العبدلي
مستشار الرابطة العالمية الإسلامية للقراء والمجودين
للشيخ عبد اللطيف العبدلي
مستشار الرابطة العالمية الإسلامية للقراء والمجودين
الوقف والابتداء علم يعرف به القارئ المواضع التي يتوجب عليه مراعاتها والعمل على تطبيقها ومعرفة الوقف الجائز من الوقف الواجب , والقبيح من الحسن , وقد عرف العلماء الوقف بانه عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه القارئ عادة بنية الاستئناف . وللوقف والابتداء علاقة وثيقة بالنحو واللغة أقوى من علاقته بالقراءات , لذلك فان علماء القراءة وأئمتها لهم مذاهب في الوقف والابتداء كل حسب اختصاصه وما تلقاه عن شيخه ,لذلك ينبغي فهم النص القرءاني اعتمادا على علم النحو, وبعكسه فان القارىء سيقع في متاهات تؤدى إلى خلط في معاني كلمات الآيات ومفاصلها ومقاطعها وبالتالي يتعذر إيصال معاني القرءان صحيحة الى السامع ما لم يوضب النحو في تقريب وإيصال تلك المعاني الى المستمع حتى ولو اكتفي بوجه واحد صحيح على الأقل فقط.
ان فهم النص القرءاني هو الأساس في وضع هذا العلم – النحو – موضع التنفيذ وهناك الكثير من الأمثلة التي تتردد على السنة القراء للاستفسار عن هذه الكلمة وتلك وعن كيفية نطقها وتخريجها , وقد تعرضت من خلال مسيرتي القرءانية لمثل هذه الأنماط والسياقات وكان لابد من إعطاء النتيجة الصحيحة ، كان اخرها قبل أيام عندما كان احد الطلاب الذين يقرئون علينا القران للحصول على الإجازة الاقرائية ، فاستوقفني عند النص القرءاني التالي ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) )) الآيتان رقم 1 و2 من سورة إبراهيم ,وللاستفسار عن كيفية الوقف على ((صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))وكيفية الابتداء بما بعدها وعن وصل نهاية الآية الأولى في بداية الآية الثانية – اى وصلها بلفظ الجلالة – وهذا اللحن يقع عند الكثير ممن يجهلون اللغة العربية – ، نورد ما يلي هذا الإيضاح :
قرأ نافع وابن عامر برفع لفظ ( اسم الجلالة )على الابتداء والباقون بالخفض وقد اختلف في تأويل القراءتين على وجوه ففي قراءة الرفع ذكر العلماء الوجوه التالية :-
1- إن يكون لفظ الجلالة مبتدأ وخبره ( الذي ) مع صلته وهو الوجه الذي اختاره المصنف .
2- إن يكون لفظ الجلالة مبتدأ و (الذي ) وصلته صفه له وخبره محذوف بتقدير ، (( الله الذي له ما في السموات وما في الأرض )) قادر .
3- إن يكون خبرا لمبتدأ محذوف بتقدير هو الله الذي له ما في السموات وما في الأرض .
4- إن يكون فاعلا لما في الظرف لان الظرف إذا وقع صلة أوغل في شبه الفعل ، كما يقال مررت بالذي في الدار أخوه كما يقال ،استقر في الدار أخوه وهذا القول للزمخشري.
5- وأما قراءة الخفض فخرجت على وجوه هي :
1) إن يكون نعتا وقدم النعت على المنعوت . ومن هنا قال ابو عمر ابن العلاء البصري ، (( كما يقال مررت بالظريف عبد الله)) .
2) وقال الكسائي : خفض على الإتباع ، أراد جعله كلاما واحدا فاتبع الخفض الخفض .
3) منهم من جعله صفه وقال بالجواز، ان يوصف بلفظ الجلالة لان معناه المتفرد بالعبودية بلا تقديم .
4) منهم من جعله عطف بيان .
5) الخفض على البدلية وهو أظهرها لأنه يوجد من ينكر عطف البيان كالرضي انظر: شرح الكافية1/343وانظر :إيضاح الوقف في القراءتين 937والطبرى 13/179-180 والقرطبي 9 / 339 والقشاف 2/365 وفتح القدير 3 /89
وعلى ما تقدم فان النحو رافق سائر العلوم الأخرى في تفسير النصوص وإبراز معانيها على قواعده فتجده في كتب التفسير في أصول الفقه وعند المتكلمين ، لذلك فمن الأهمية بمكان ان ينصرف القراء إلى تعلم النحو والعربية ليساعد ذلك على فهم دقائق القران والتعرف على مواطن الخلل واللحن الذي قد يضع القارئ في حرج من أمره بسبب عدم فهمه العربية والنحو ومن الله التوفيق .
ان فهم النص القرءاني هو الأساس في وضع هذا العلم – النحو – موضع التنفيذ وهناك الكثير من الأمثلة التي تتردد على السنة القراء للاستفسار عن هذه الكلمة وتلك وعن كيفية نطقها وتخريجها , وقد تعرضت من خلال مسيرتي القرءانية لمثل هذه الأنماط والسياقات وكان لابد من إعطاء النتيجة الصحيحة ، كان اخرها قبل أيام عندما كان احد الطلاب الذين يقرئون علينا القران للحصول على الإجازة الاقرائية ، فاستوقفني عند النص القرءاني التالي ((الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) )) الآيتان رقم 1 و2 من سورة إبراهيم ,وللاستفسار عن كيفية الوقف على ((صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ))وكيفية الابتداء بما بعدها وعن وصل نهاية الآية الأولى في بداية الآية الثانية – اى وصلها بلفظ الجلالة – وهذا اللحن يقع عند الكثير ممن يجهلون اللغة العربية – ، نورد ما يلي هذا الإيضاح :
قرأ نافع وابن عامر برفع لفظ ( اسم الجلالة )على الابتداء والباقون بالخفض وقد اختلف في تأويل القراءتين على وجوه ففي قراءة الرفع ذكر العلماء الوجوه التالية :-
1- إن يكون لفظ الجلالة مبتدأ وخبره ( الذي ) مع صلته وهو الوجه الذي اختاره المصنف .
2- إن يكون لفظ الجلالة مبتدأ و (الذي ) وصلته صفه له وخبره محذوف بتقدير ، (( الله الذي له ما في السموات وما في الأرض )) قادر .
3- إن يكون خبرا لمبتدأ محذوف بتقدير هو الله الذي له ما في السموات وما في الأرض .
4- إن يكون فاعلا لما في الظرف لان الظرف إذا وقع صلة أوغل في شبه الفعل ، كما يقال مررت بالذي في الدار أخوه كما يقال ،استقر في الدار أخوه وهذا القول للزمخشري.
5- وأما قراءة الخفض فخرجت على وجوه هي :
1) إن يكون نعتا وقدم النعت على المنعوت . ومن هنا قال ابو عمر ابن العلاء البصري ، (( كما يقال مررت بالظريف عبد الله)) .
2) وقال الكسائي : خفض على الإتباع ، أراد جعله كلاما واحدا فاتبع الخفض الخفض .
3) منهم من جعله صفه وقال بالجواز، ان يوصف بلفظ الجلالة لان معناه المتفرد بالعبودية بلا تقديم .
4) منهم من جعله عطف بيان .
5) الخفض على البدلية وهو أظهرها لأنه يوجد من ينكر عطف البيان كالرضي انظر: شرح الكافية1/343وانظر :إيضاح الوقف في القراءتين 937والطبرى 13/179-180 والقرطبي 9 / 339 والقشاف 2/365 وفتح القدير 3 /89
وعلى ما تقدم فان النحو رافق سائر العلوم الأخرى في تفسير النصوص وإبراز معانيها على قواعده فتجده في كتب التفسير في أصول الفقه وعند المتكلمين ، لذلك فمن الأهمية بمكان ان ينصرف القراء إلى تعلم النحو والعربية ليساعد ذلك على فهم دقائق القران والتعرف على مواطن الخلل واللحن الذي قد يضع القارئ في حرج من أمره بسبب عدم فهمه العربية والنحو ومن الله التوفيق .
*******************
