إعلانات المنتدى


الإخفاء

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
-بسم الله-

الإخفاء : أما الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين فهو الإخفاء وهو الحكم الأخير من أحكام النون الساكنة والتنوين فلقد عرفنا فيما سبق أن للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء وقد مضى بيان الثلاثة الأول وفاضل أي باقي الحكم الرابع ويسمى الإخفاء الحقيقي تعريف الإخفاء "معناه لغة الستر واصطلاحا النطق بالحرف بصفة بين الإدغام والإظهار عار عن التشديد مع بقاء الغنة مع الحرف المخفي" من التعريف نري أن الإخفاء يكون بحالة بين الإدغام وبين الإظهار يعني لا هو إظهار ولا هو إدغام وإنما يكون بحالة وسط بين الإظهار وبين الإدغام ويلاحظ من التعريف أيضا أنه لابد من الإتيان بالغنة مع الإخفاء فقد قلنا مع بقاء الغنة في الحرف المخفي وسآتي بمثال أوضح به كيفية الإخفاء فأقول مثلا النون الساكنة إذا أتت بعدها صاد كان حكمها الإخفاء فلو أظهرت هذه النون لقلت " أن صدوكم " بأن ألصق طرف لساني بأصول الثنايا العليا " أن صدوكم " وهذا لا يصح لأنه إذا أتت الصاد بعد النون يكون حكمها الإخفاء وليس الإظهار كذلكم إذا أدغمت النون في الصاد لنطقت النون والصاد معا صادا مشددة لأن الإدغام كما قلت هو النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا فيلزم حينئذ أن أقول " أصّدوكم " وهذا أيضا لا يجوز إذا فكيف أنطق النون في حالة الإخفاء؟
لا ألصق طرف اللسان في أصول الثنايا وأيضا لا أدغم النون في الصاد وأشدد الصاد بل أجعل طرف اللسان مجافيا لأصول الثنايا ولا أشدد الحرف الثاني وأتى بالغنة فأقول " أن صدوكم " ولو قرأ قارئ " أن صدوكما " بأن أظهر النون على الرغم من أنه أتى بالغنة إنما الإخفاء يتجافى طرف اللسان عن أصول الثنايا العليا فيقرأ " أن صدوكم " والحروف التي تخفى عندها النون الساكنة أو تخفى عندها التنوين هي الحروف الباقية بعد التي أخذناها لكل من الإظهار والإدغام والإقلاب فقد أخذنا للإظهار " ستة أحرف " وهي " الهمزة - الهاء - العين - الحاء- والغين - الخاء " وأخذنا للإدغام حرفا واحدا وهو " الباء " فيكون مجموع الحروف التي أخذناها للأحكام الثلاثة الإدغام والإظهار والإقلاب ثلاثة عشرة حرفا ويكون الباقي من حروف الهجاء الثمانية والعشرين خمسة عشرة حرفا هي للحكم الباقي وهي الإخفاء الذي نتكلم عنه الآن ولكي يسهل علينا معرفة الحروف التي تخفى عندها النون الساكنة والتي يخفي عندها التنوين وضع لنا أحد العلماء الأفاضل بيتا من النظم يحتوي على خمس عشرة كلمة هذا البيت هو : " صف ذا ثنا كم جاد شخصا قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما " فنأخذ الحرف الأول من كل كلمة فيتجمع عندنا خمس عشرة حرفا وهي " الصاد- والذال - والثاء - والكاف - الجيم - والشين - والقاف - والسين - الدال - والطاء - والزاى - والفاء - والتاء - والضاد - والظاء " وهي الحروف الأوائل من كلمات الست الذي ذكرته الآن فإذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف الخمسة عشرة أخفيت عنده النون وأخفى عنده التنوين بحيث ينطق بها بصفة بين الإدغام و الإظهار من غير تشديد مع مراعاة بقاء الغنة وفي حالة الإخفاء كما هو الحال في الإظهار والإقلاب تأتي النون مع حرف الإخفاء في كلمة وفي كلمتين أما التنوين فلا يكون إلا من كلمتين إذا الحكم الذي يشترط فيه أن تكون النون والحرف الذي بعدها في كلمتين وهو الإدغام فقط أما الإظهار والإقلاب والإخفاء فتكون النون مع كل حرف من حروف هذه الأحكام في كلمة وتكون معه أيضا في كلمتين وأمثلة الإخفاء الحقيقي أمثلة النون مع الصاد في كلمة " ينصركم "
وفي كلمتين "ولمن صبر" ومثال التنوين "عملا صالحا" ومثال النون الساكنة مع الذال في كلمة "لينذر" وفي كلمتين "من ذهب" مثال التنوين " وكيلًا ذرية " ومثال النون الساكنة مع الثاء في كلمة " الأنثى" وفي كلمتين "فمن ثقلت " ومثال التنوين "أزواجاَ ثلاثة " ومثال النون الساكنة مع الكاف وفي كلمة " أن كان " وفي كلمتين " من كان "
ومثال التنوين " كتابا كريم " ومثال النون الساكنة مع الجيم في كلمة " أنجينا " وفي كلمتين " من جاء " ومثال التنوين مع الجيم " فصبرا جميلا " ومثال النون الساكنة مع الشين في كلمة " فأنشأنا " وفي كلمتين " فمن شهد " ومثال التنوين مع الشين في كلمة " غفور شكور " ومثال النون الساكنة مع القاف " على كل شئ قدير " ومثال النون الساكنة مع السين في كلمة " الإنسان " وفي كلمتين " أن سيكون " ومثال التنوين مع السين " قولا سديدا " ومثال النون الساكنة مع الدال في كلمة " عنده " وفي كلمتين " من دابة " ومثال التنوين مع الدال " عملا دون " ومثال النون الساكنة مع الطاء " صعيدا طيبا " ومثال النون الساكنة مع الزاي في كلمة " أنزل " وفي كلمتين " من زوال " ومثال التنوين مع الذال في كلمة " نفسا ذكية " ومثال النون الساكنة مع الفاء في كلمة " وأنفقوا " وفي كلمتين " من فضله " ومثال التنوين مع الفاء في كلمة " خالدا فيها " ومثال النون الساكنة مع التاء في كلمة " كنتم " وفي كلمتين " ومن تاب " ومثال التنوين مع التاء " جنات تجري " ومثال النون الساكنة مع الضاد في كلمة " منضود " وفي كلمتين " من ضعف " ومثال التنوين مع الضاد في كلمة " قوماً ضالين " ومثال النون الساكنة مع الظاء في كلمة " انظر " وفي كلمتين " من ظهير " ومثال التنوين مع الظاء " ظلا ظليلا "
وقد نظم الشيخ سليمان الجمزوري رحمه الله تعالى أحكام النون الساكنة والتنوين في منظومته تحفة الأطفال فقال :-
للنون إن تسكن وللتنوين
أربع أحكام فخذ تبييني
فالأول الإظهار قبل أحرف
للحلق ست رتبت ولتعرف
همز فخاء ثم عين حاء
مهملتان ثم غين حاء
والثاني إدغام بستة أتت
في يرملون عندهم قد ثبتت
لكنها قسمان قسم يدغما
فيه بغنة بينمو علما
إلا إذا كان بكلمة فلا
تدغم كدنيا ثم صنوان تلا
والثاني الإقلاب عند الباء
ميم بغنة مع الإخفاء
والرابع الإخفاء عند الفاضل
من الحروف واجب للفاضل
" وكلمة الفاضل هنا بمعنى الباقي "
في خمسة من بعد عشر رمزها
في كن هذا البيت قد ضمنتها
صف ذاتنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
وبهذا نكون قد عرفنا أحكام النون الساكنة والتنوين وعرفنا الأحكام التي تأتي معها غنة والتي لا تأتي معها غنة أقول سريعا تعريف كل حكم من هذه الأحكام لكي نعرف هل تأتي فيه الغنة أم لا تأتي .
أولا : الإظهار معناه لغة البيان اصطلاحا إخراج الحرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المدغم فيلاحظ من التعريف أنه لا غنة مع حكم الإظهار وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أحد حروف الحلق الستة " الهمزة - والهاء - والعين - والحاء - والغين - والخاء "
ثانيا :- أما تعريف الإدغام فهو لغة الإدخال واصطلاحا النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا بالنسبة للغنة والإدغام ينقسم إلى قسمين إدغام بغنة إذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين حرف من الحروف المجموعة في كلمة " ينمو " وإدغام بغير غنة وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين راء أو لام إما بعد فقد عرفنا سابقا أن النون إذا أتت مع أحد حروف الإدغام في كلمة واحدة فلا إدغام ولا غنة مثل " الدنيا - بنيان - صنوان - قنوان " وإنما تظهر في النطق ويسمى هذا بالإظهار المطلق وتعريف الإقلاب فهو لغة تحييد الشيء عن وجهه واصطلاحا قلب النون الساكنة أو التنوين حرفا ياء " ينبت " " عليم بذات الصدور " " من بعد " أما تعريف الإخفاء فهو لغة الستر واصطلاحا النطق بالحرف بصفة بين الإدغام والإظهار عار عن التشديد مع بقاء الغنة ويلاحظ أنه لابد من الإتيان بالغنة مع حكم الإخفاء هذا بالنسبة للنون الساكنة أو التنوين والحالات التي لا تأتي فيها الغنة في النون الساكنة والتنوين فتأتي الغنة في الإدغام بغنة والإقلاب وفي الإخفاء الحقيقي ولا تأتي الغنة في الإظهار الحلقي ولا الإدغام بغير غنة ولا في الإظهار المطلق هذا بالنسبة للنون الساكنة والتنوين
t7
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع