- 27 يوليو 2006
- 209
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
رسالة فاصلة في بطلان القلقلة الساكنة
المقرئ : أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فقد كثر الكلام على كيفية أداء القلقلة هل هي قريبة من الحركة أم ليست كذلك؟ وقد تبنى بعض المعاصرين خاصة من الشيوخ السوريين إلى إنكار القول بكون القلقلة قريبة من الحركة وهاأنا أضع أخي القارئ بين يديك هذه الرسالة لأبين لك أن الحق ما ذهب إليه أئمتنا من كون القلقلة قريبة إلى الحركة بصرف النظر إلى أنها قريبة إلى الفتح مطلقا أو قريبة إلى حركة ما قبلها . مدعما قولي بأقوال الأئمة القدامى وأقوال المعاصرين
وقبل الحديث عن كيفية أداء القلقة إليك أحكام القلقة بشيء من الوسطية لا طويلة مملة ولا قصيرة مخلة فأقول ومن الله بلوغ المأمول .
القلقلة :
تعريفها : لغة: التحرك والاضطراب
واصطلاحا : قوة اضطراب صوت الحرف الساكن من مخرجه ليظهر ظهورا كاملا .
حروفها : مجموعة في كلمة ( قطب جد ) ق ـ ط ـ ب ـ ج ـ د
سبب تسميتها :
أنها في حالة سكونها تتقلقل عند خروجها حتى يسمع لها نبرة قوية ـ أي صوت عال ـ وذلك لأن من صفاتها الشدة وهى تمنع الصوت أن يجرى معها ، والجهر يمنع النفس أن يجرى معها , والجهر يمنع النفس أن يجرى معها كذلك فلما امتنع جريان الصوت والنفس مع خروفها احتيج إلى التكلف في بيانها بإخراجها شبيهة بالمتحرك .
القلقلة : صفة لازمة لحروف ( قطب جد ) معنى أنها لازمة أنها لا تنفك عنها في حال سكونها أما في حال حركتها فخلاف , منهم من قال : إنها مقلقلة وإن لم تظهر القلقلة , كغنة الميم والنون فهما وإن تحركتا فيهن أصل الغنة لأنك إن أغلقت أنفك وقرأت القرآن تجد أثر الميم والنون في الأنف وإن كانا متحركين ــ أصل الغنة موجود لا الغنة ــ
ومنهم من اقتصر على القلقة حال السكون سواء كان السكون وقفا أو وصلا وسواء كان السكون عارضا ــ أي وقفا دون الوصل مثل ( الطارق ) أو كان السكون أصليا ــ أي وقفا ووصلا مثل ( ولا تشطط ) ( يدخلون).
مراتب القلقلة :
الأولى : الساكن الموقوف عليه المشدد نحو ( بالحقّّّ(
الثانية : الساكن الموقوف عليه المخفف ) محيطْ (
الثالثة : الساكن الموصول ــ سكونه أصلى ــ وهذا قد يكون في وسط الكلمة مثل (يجْمع ) ويكون في آخر الكلمة بشرط وصلها بما بعدها مثل ( إن يسرقْ فقدْ سرق ... ) ـ أي وسط الآية حال وصلها ـ
وهذه المراتب لم يختلفوا فيها ــ من حيث وجود القلقلة ــ والخلاف في الوجه الرابع : المتحرك مطلقا كالطاء والباء من ( طَبَع(
فائدة :
سبب قلقلة هذه الأحرف اجتماع صفتي الشدة والجهر...... فلم لا تقلقل الهمزة رغم وجود هاتين الصفتين ؟
قال ابن الجزرى في النشر : وإنما لم يذكرها الجمهور لما يدخلها من التخفيف حالة السكون ففارقت أخواتها ولما يعتريها من الإعلال .
وقوله : لما يدخلها من التخفيف ــ أي التسهيل مثل ( أ.عجمى )
والحذف مثل ( السما ) عند وقف حمزة وهشام حيث تحذف الهمزة وقفا في أحد وجهيه
إبدال مثل : ( ءادم ) فأصلها ( ءأدم ) اجتمعت همزتان وسكنت الثانية فأبدلت الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت ألفا ) لأن ماقبلها مفتوح ، وياء في مثل ( إيمان ) فأصلها (إئمان ) وواوا في مثل ( أوتوا ) أصلها ( أأتو)
أقسام القلقلة :
1 ـ الصغيرة : ما كان وجودها في الساكن الموصول كقاف ) يقْدر(
2 ـ الوسطى : ويسميها بعضهم) الكبيرة ) ما كانت في الساكن الموقوف عليه المخفف كدال ( السجود(
3 ـ الأكبر أو (الكبيرة ) على قول من قال ( الوسطى ) ما كانت حاصلة في الساكن الموقوف عليه المشدد كقاف ( أشقّ ) قال السمنودى:
كبيرة حيث لدى الوقف أتت **** أكبر حيث عند وقف شددت
كيفية الأداء :
الأول : أنها للفتح أقرب مطلقا ، وأشار بعضهم بقوله :
وقلقلة قرب إلى الفتح مطلقا ***** ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
الثاني : أنها تابعة لما قبلها ، فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو: ( ليقطع ) فللفتح أقرب , وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: ( قبلة ) فللكسر أقرب , وإن كان ما قبلها مضموما نحو: ( مقتدر) فللضم أقرب .
يقول السمنودى مرجحا هذا المذهب :
قلقلة قطب جد وقربت **** للفتح والأرجح ما قبل اقتفت .
وذكر صاحب العميد الشيخ محمود على بسة ـ رحمه الله ـ قولا ثالثا في أداء القلقلة أنها تابعة لما بعدها .
قلت : وهو قول ضعيف لأنه في هذه الحالة تكون في الساكن الموصول فقط لأن الوقف على آخر الكلمة تبطل بها حركة الحرف الأول من الكلمة الأخرى لأنها لم تذكر أصلا . إذن ماذا تتبع عند الوقف ؟والقولان الأولان هما المعمول بهما.
وقد قرأت للشيخ /محمد طاهر الرحيمى المدنى في إضافاته علي كتاب " مفردة ابن كثير" ، قولا غريبا ..قال فيه: "قد اختلف العلماء فيها فقيل : إنها أقرب إلي الفتح مطلقا والأرجح أنها تابعة لما قبلها فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو:" أقرب " كانت قريبة إلي الفتح وإن كان ما قبلها مكسورا نحو:" اقرأ" كانت قريبة إلي الكسر وإن كان ما قبلها مضموما نحو:" اقتلوا" كانت قريبة إلي الضم . ( غاية المريد ص 145)
2ــ أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
3ــ ولكن التدقيق المعول هو أن وزن هذا الصوت أقل من الحركة وهو لايشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا ا.هـ196
قوله :" أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
القلقلة إذا كان ما قبلها ساكن تتبع ما قبل الساكن والساكن ليس بحاجز
ثم هل يقصد( ببينها جميعا ) أنها خلطة من الحركات ؟!!! وظاهر قوله يثبت أنها للحركة أقرب ، ولكنه لم يستطع تحديد الحركة فقال : بالحركة التى تشبه مجموعة من الحركات ..... وهذا كلام لا يرد عليه .لأنني لم أقرأ لأحد قال بهذا القول :" وهو لا يشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا" ا.هـ فلا يوجد من قال بأن هناك صوت حركة يجمع جميع الحركات..!!!
فأصوات الحركات التي تجمع بين حركتين في القرآن هي كما جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي أن الحركات ست :
الثلاث المشهورة : ( الفتحة والضمة والكسرة )
ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل الألف الممالة
ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل الألف المفخمة في قراءة ورش نحو :الصلاة
ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الإشمام في نحو : قيل ــ وغيض علي قراءة الكسائي .
فهذه هي الحركات المذكورة في القرآن فلست أدري من أين جاء بحركة تجمع الحركات الثلاث ؟!!فهل أجابنا هو أو أحد طلابه علي هذه العجيبة ؟؟!!
________________________________________
المقرئ : أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ...
فقد كثر الكلام على كيفية أداء القلقلة هل هي قريبة من الحركة أم ليست كذلك؟ وقد تبنى بعض المعاصرين خاصة من الشيوخ السوريين إلى إنكار القول بكون القلقلة قريبة من الحركة وهاأنا أضع أخي القارئ بين يديك هذه الرسالة لأبين لك أن الحق ما ذهب إليه أئمتنا من كون القلقلة قريبة إلى الحركة بصرف النظر إلى أنها قريبة إلى الفتح مطلقا أو قريبة إلى حركة ما قبلها . مدعما قولي بأقوال الأئمة القدامى وأقوال المعاصرين
وقبل الحديث عن كيفية أداء القلقة إليك أحكام القلقة بشيء من الوسطية لا طويلة مملة ولا قصيرة مخلة فأقول ومن الله بلوغ المأمول .
القلقلة :
تعريفها : لغة: التحرك والاضطراب
واصطلاحا : قوة اضطراب صوت الحرف الساكن من مخرجه ليظهر ظهورا كاملا .
حروفها : مجموعة في كلمة ( قطب جد ) ق ـ ط ـ ب ـ ج ـ د
سبب تسميتها :
أنها في حالة سكونها تتقلقل عند خروجها حتى يسمع لها نبرة قوية ـ أي صوت عال ـ وذلك لأن من صفاتها الشدة وهى تمنع الصوت أن يجرى معها ، والجهر يمنع النفس أن يجرى معها , والجهر يمنع النفس أن يجرى معها كذلك فلما امتنع جريان الصوت والنفس مع خروفها احتيج إلى التكلف في بيانها بإخراجها شبيهة بالمتحرك .
القلقلة : صفة لازمة لحروف ( قطب جد ) معنى أنها لازمة أنها لا تنفك عنها في حال سكونها أما في حال حركتها فخلاف , منهم من قال : إنها مقلقلة وإن لم تظهر القلقلة , كغنة الميم والنون فهما وإن تحركتا فيهن أصل الغنة لأنك إن أغلقت أنفك وقرأت القرآن تجد أثر الميم والنون في الأنف وإن كانا متحركين ــ أصل الغنة موجود لا الغنة ــ
ومنهم من اقتصر على القلقة حال السكون سواء كان السكون وقفا أو وصلا وسواء كان السكون عارضا ــ أي وقفا دون الوصل مثل ( الطارق ) أو كان السكون أصليا ــ أي وقفا ووصلا مثل ( ولا تشطط ) ( يدخلون).
مراتب القلقلة :
الأولى : الساكن الموقوف عليه المشدد نحو ( بالحقّّّ(
الثانية : الساكن الموقوف عليه المخفف ) محيطْ (
الثالثة : الساكن الموصول ــ سكونه أصلى ــ وهذا قد يكون في وسط الكلمة مثل (يجْمع ) ويكون في آخر الكلمة بشرط وصلها بما بعدها مثل ( إن يسرقْ فقدْ سرق ... ) ـ أي وسط الآية حال وصلها ـ
وهذه المراتب لم يختلفوا فيها ــ من حيث وجود القلقلة ــ والخلاف في الوجه الرابع : المتحرك مطلقا كالطاء والباء من ( طَبَع(
فائدة :
سبب قلقلة هذه الأحرف اجتماع صفتي الشدة والجهر...... فلم لا تقلقل الهمزة رغم وجود هاتين الصفتين ؟
قال ابن الجزرى في النشر : وإنما لم يذكرها الجمهور لما يدخلها من التخفيف حالة السكون ففارقت أخواتها ولما يعتريها من الإعلال .
وقوله : لما يدخلها من التخفيف ــ أي التسهيل مثل ( أ.عجمى )
والحذف مثل ( السما ) عند وقف حمزة وهشام حيث تحذف الهمزة وقفا في أحد وجهيه
إبدال مثل : ( ءادم ) فأصلها ( ءأدم ) اجتمعت همزتان وسكنت الثانية فأبدلت الثانية من جنس حركة ما قبلها فصارت ألفا ) لأن ماقبلها مفتوح ، وياء في مثل ( إيمان ) فأصلها (إئمان ) وواوا في مثل ( أوتوا ) أصلها ( أأتو)
أقسام القلقلة :
1 ـ الصغيرة : ما كان وجودها في الساكن الموصول كقاف ) يقْدر(
2 ـ الوسطى : ويسميها بعضهم) الكبيرة ) ما كانت في الساكن الموقوف عليه المخفف كدال ( السجود(
3 ـ الأكبر أو (الكبيرة ) على قول من قال ( الوسطى ) ما كانت حاصلة في الساكن الموقوف عليه المشدد كقاف ( أشقّ ) قال السمنودى:
كبيرة حيث لدى الوقف أتت **** أكبر حيث عند وقف شددت
كيفية الأداء :
الأول : أنها للفتح أقرب مطلقا ، وأشار بعضهم بقوله :
وقلقلة قرب إلى الفتح مطلقا ***** ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
الثاني : أنها تابعة لما قبلها ، فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو: ( ليقطع ) فللفتح أقرب , وإن كان ما قبلها مكسورا نحو: ( قبلة ) فللكسر أقرب , وإن كان ما قبلها مضموما نحو: ( مقتدر) فللضم أقرب .
يقول السمنودى مرجحا هذا المذهب :
قلقلة قطب جد وقربت **** للفتح والأرجح ما قبل اقتفت .
وذكر صاحب العميد الشيخ محمود على بسة ـ رحمه الله ـ قولا ثالثا في أداء القلقلة أنها تابعة لما بعدها .
قلت : وهو قول ضعيف لأنه في هذه الحالة تكون في الساكن الموصول فقط لأن الوقف على آخر الكلمة تبطل بها حركة الحرف الأول من الكلمة الأخرى لأنها لم تذكر أصلا . إذن ماذا تتبع عند الوقف ؟والقولان الأولان هما المعمول بهما.
وقد قرأت للشيخ /محمد طاهر الرحيمى المدنى في إضافاته علي كتاب " مفردة ابن كثير" ، قولا غريبا ..قال فيه: "قد اختلف العلماء فيها فقيل : إنها أقرب إلي الفتح مطلقا والأرجح أنها تابعة لما قبلها فإن كان ما قبلها مفتوحا نحو:" أقرب " كانت قريبة إلي الفتح وإن كان ما قبلها مكسورا نحو:" اقرأ" كانت قريبة إلي الكسر وإن كان ما قبلها مضموما نحو:" اقتلوا" كانت قريبة إلي الضم . ( غاية المريد ص 145)
2ــ أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
3ــ ولكن التدقيق المعول هو أن وزن هذا الصوت أقل من الحركة وهو لايشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا ا.هـ196
قوله :" أما إن كان ما قبل حرف القلقة ساكنا فحينئذ تتبع كيفية القلقلة هذا الحرف الساكن
القلقلة إذا كان ما قبلها ساكن تتبع ما قبل الساكن والساكن ليس بحاجز
ثم هل يقصد( ببينها جميعا ) أنها خلطة من الحركات ؟!!! وظاهر قوله يثبت أنها للحركة أقرب ، ولكنه لم يستطع تحديد الحركة فقال : بالحركة التى تشبه مجموعة من الحركات ..... وهذا كلام لا يرد عليه .لأنني لم أقرأ لأحد قال بهذا القول :" وهو لا يشبه أيا من الحركات الثلاث الفتحة والضمة والكسرة بل هو بينها جميعا" ا.هـ فلا يوجد من قال بأن هناك صوت حركة يجمع جميع الحركات..!!!
فأصوات الحركات التي تجمع بين حركتين في القرآن هي كما جاء في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي أن الحركات ست :
الثلاث المشهورة : ( الفتحة والضمة والكسرة )
ــ وحركة بين الفتحة والكسرة وهي التي قبل الألف الممالة
ــ وحركة بين الفتحة والضمة وهي التي قبل الألف المفخمة في قراءة ورش نحو :الصلاة
ــ وحركة بين الكسرة والضمة وهي حركة الإشمام في نحو : قيل ــ وغيض علي قراءة الكسائي .
فهذه هي الحركات المذكورة في القرآن فلست أدري من أين جاء بحركة تجمع الحركات الثلاث ؟!!فهل أجابنا هو أو أحد طلابه علي هذه العجيبة ؟؟!!
________________________________________