إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ( الجزء الثاني )

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله الأمين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلّمَ تسليماً كثيراً .
أمّا بعد :
فهذا كتاب ( منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ) للإمام أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني رحمه الله تعالى .وقد جعلته على أجزاء أرجو الله التوفيق والسداد وأن ينفع به ، إنه جواد كريم .




كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا


تأليف العالم العلامة والحبر البحر


الفهامة أحمد بن محمد بن



عبد الكريم الأشموني



رحمه الله



تعالى


(( الجزء الثاني ))

( التنبيه الثالث ) اعلم أن كل كلمة تعلقت بما بعدها وما بعدها من تمامها لا يوقف عليها كالمضاف دون المضاف إليه ولا على المنعوت دون نعته ما لم يكن رأسَ آية ، ولا على الشرط دون جوابه ولا على الموصوف دون صفته ولا على الرافع دون مرفوعه ولا على الناصب دون منصوبه ولا على المؤكد دون توكيده ولا على المعطوف دون المعطوف عليه ولا على البدل دون المبدل منه ولا على أن أو كان أو ظن وأخواتهن دون اسمهنّ ولا اسمهنّ دون خبرهنّ ولا على المستثنى منه دون المستثنى لكن إن كان الاستثناء منقطعاً فيه خلاف المنع مطلقاً لاحتياجه إلى ما قبله لفظاً والجوار مطلقاً لأنه في معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه الثالث التفصيل فإن صرح بالخبر جاز وإن لم يصرح به فلا قاله ابن الحاجب في أماليه ولا يوقف على الموصول دون صلته ولا على الفعل دون مصدره ولا على حرف دون متعلقه ولا على شرط دون جوابه سواء كان الجواب مقدماً أو مؤخراً فالمقدم كقوله قد افترينا على الله كذباً لأنَّ قوله إن عدنا متعلق بسياق الكلام والافتراء مقيد بشرط العود والمؤخر كقوله غير متجانف لأثم فإن قوله فإن الله جزاء من في فمن اضطر ولا على الحال دون ذويها ولا على المبتدأ دون خبره ولا على المميز دون مميزه ولا على القسم دون جوابه ولا على القول دون مقوله لأنهما متلازمان كل واحد يطلب الآخر ولا على المفسر دون مفسره لأن تفسير الشيء لاحق به ومتمم له وجار مجرى بعض أجزائه ويأتي التنبيه على ذلك في محله .
(التنبيه الرابع) إذا اضطر القارئ ووقف على مالا ينبغي الوقف عليه حال الاختيار فليبتدئ بالكلمة الموقوف عليها إن كان ذلك لا يغير المعنى فإن غير فليبتدئ بما قبلها ليصح المعنى المراد فإن كان وقف على مضاف فليأت بالمضاف إليه أو وقف على المفسر فليأت بالمفسر أو على الأمر فليأت بجوابه أو على المترجم فليأت بالمترجم نحو أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين فلا يوقف عليه حتى يأتي بالمترجم .
(التنبيه الخامس) قال ابن الجزري ليس كل ما يتعسفه بعض القراء مما يقتضي وقفاً يوقف عليه كأن يقف على قوله أم لم تنذر ويبتدئ هم لا يؤمنون على أنها جملة من مبتدأ وخبر وهذا ينبغي أن يردّ ولا يلتفت إليه وإن كان قد نقله الهذلي في الوقف والابتداء وكأن يقف على قوله ثم جاؤك يحلفون ثم يبتدئ بالله إن أردنا ونحو وما تشاؤن إلاَّ أن يشاء ثم يبتدئ الله رب العالمين ونحو فلا جناح ثم يبتدئ عليه أن يطوف بهما ونحو سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي ثم يبتدئ بحق وهو خطأ من وجهين أحدهما أن حرف الجر لا يعمل فيما قبله قال بعضهم إن صح ذلك عن أحد كان معناه إن كنت قلته فقد علمته بحق ، الثاني أنه ليس موضع قسم ، وجواب آخر أنه إن كانت الباء غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز وإن كانت للقسم لم يجز لأنه لا جواب ههنا وإن كان ينوي بها التأخير كان خطأ لأن التقديم والتأخير مجاز ولا يستعمل المجاز إلاَّ بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حجة قاطعة ونحو : ادع لنا ربك ثم يبتدئ بما عهد عندك وجعل الباء حرف قسم ونحو يا بنيّ لا تشرك ثم يبتدئ بالله إن الشرك لظلم عظيم وذلك خطأ لأن باء القسم لا يحذف معها الفعل بل متى ما ذكرت الباء تعين الإتيان بالفعل كقوله : وأقسموا بالله ، يحلفون بالله ، ولا تجد الباء مع حذف الفعل ونحو : وإذا رأيت ثم ثم يبتدئ رأيت نعيماً وليس بشيء لأنَّ الجواب بعده وثم ظرف لا يتصرف فلا يقع فاعلاً ولا مفعولاً وغلط من أعربه مفعولاً لرأيت أو جعل الجواب محذوفاً والتقدير إذا رأيت الجنة رأيت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ونحو : كلا لو تعلمون ثم يبتدئ علم اليقين بنصب علم على إسقاط حرف القسم وبقاء عمله وهو ضعيف وذلك من خصائص الجلالة فلا يشركها فيه غيرها عند البصريين وجواب القسم لترون الجحيم أي والله لترون الجحيم ، كقول امريء القيس :


فقالت يمين الله مالك حيلة وما أن أرى عنك الغواية تنجلي

فهذا كله تعنت وتعسف لا فائدة فيه فينبغي تجنبه وتحريه لأنه محض تقليد وعلم العقل لا يعمل به إلاَّ إذا وافقه نقل وسقتُ هذا هنا ليُجتنبَ فإني رأيت من يدّعي هذا الفن يقف على تلك الوقوف فيلقى في أسماع الناس شيئاً لا أصل له وأنا محذر من تقليده واتباعه ، وكذا مثله ممن يتشبه بأهل العلم وهم عنهم بمعزل ، اللهم أرنا الحق حقاً فنتبعه والباطل باطلاً فنجتنبه .
(التنبيه السادس) ينبغي للقارئ أن يراعي في الوقف الازدواج والمعادل والقرائن والنظائر قال ابن نصير النحوي فلا يوقف على الأول حتى يأتي بالمعادل الثاني لأن به يوجد التمام وينقطع تعلقه بما بعده لفظاً نحو : لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه ، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ، من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ، والأولى الفصل والقطع بين الفريقين ولا يخلط أحدهما مع الآخر بل يقف على الأول ثم يبتدئ بالثاني .
(التنبيه السابع) كل ما في القرآن من ذكر الذين والذي يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً والقطع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ حذف خبره إلاَّ في سبعة مواضع فإنه يتعين الابتداء بها : الذين آتيناهم الكتاب يتلونه في البقرة وفيها أيضاً : الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه وفيها أيضاً : الذين يأكلون الربا وفي التوبة الذين آمنوا وهاجروا وفي الفرقان : الذين يحشرون على وجوههم وفي غافر : الذين يحملون العرش ، لا يجوز وصلها بما قبلها لأنه يوقع في محظور كما بين تقدم وفي سورة الناس الذي يوسوس على أنه مقطوع عما قبله وفصل الرماني إن كانت الصفة للاختصاص امتنع الوقف على موصوفها لأنها لتعريفه فيلزم أن تتبعه في إعرابه ولا تقطع وإن كانت للمدح لا لتعريفه جاز القطع والاتباع والقطع أبلغ من إجرائها لأن عاملها في المدح غير عامل الموصوف .
(التنبيه الثامن) أصل بلى عند الكوفيين بل التي للإضراب زيدت الياء في آخرها علامة لتأنيث الأداة ليحسن الوقف عليها يعنون بالياء الألف وإنما سموها ياءً لأنها تمال وتكتب بالياء لأنها للتأنيث كألف حبلى وقال البصريون بلى حرف بسيط وتحقيق المذهبين في غير هذا وهي للنفي المتقدم في اثنين وعشرين موضعاً في ست عشرة سورة يمتنع الوقف على سبعة وخمسة فيها خلاف وعشرة يوقف عليها أشار إلى ذلك العلامة السيوطي نظماً فقال :



حكم بلى في سائر القرآن ثلاثة عن عابد الرحمن



أعني السيوطي جامع الإتقان عن عصبة التفسير والبرهان



فالوقف في سبع عليها قد منع لما لها تعلق بما جمع



قالوا بل في سورة الأنعام والنخل وعداً عن ذوي الإفهام



وقل بلى في سبأ قد استقر كذا بلى قد فاتلونها في الزمر



قالوا بلى في آخر الأحقاف وفي التغابن للذكي الوافي



وقل بلى في سورة القيامة فاحذر من التفريط والملامة



وخمسة فيها خلاف زبراً بالمنع والجواز حيث حررا



بلى ولكن قد أتى في البقره وفي الزمر بلى ولكن حرره



بلى ورسلنا أتى في الزخرف وفي الحديد مثلها عنهم قفي



قالوا بلى في الملك ثم جوزوا في ثالث الأقسام وقفاً أبرزوا



وعدها عشر سوى ما قد ذكر لم تخف عن فهم الذكي المستقر


قوله وعدها أي ما الاختيار جواز الوقف عليه وهو العشرة الباقية .
(التنبيه التاسع) اعلم أنّ كلاَّ حرف لاحظ له في الإعراب وكذا جميع الحروف لا يوقف عليها إلاَّ بلى ونعم وكل ،ا وحاصل الكلام عليها أن فيها أربعة أقوال يوقف عليها في جميع القرآن لا يوقف عليها في جميعه لا يوقف عليها إذا كان قبلها رأس آية الرابع التفصيل إن كانت للردع والزجر وقف عليها وإلاَّ فلا قاله الخليل وسيبويه وهي في ثلاثة وثلاثين موضعاً في خمس عشرة سورة في النصف الثاني ، وسئل جعفر بن محمد عن كلاَّ لم لم تقع في النصف الأول منه ؟ فقال لأنَّ معناها الوعيد فلم تنزل إلاَّ بمكة إيعاد للكفار.
(التنبيه العاشر)اعلم أن ترتيب السورة وتسميتها وترتيب آيها وعدد السور مسموع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومأخوذ عنه وهو عن جبريل فكان جبريل يعلمه عند نزول كل آية أن هذه تكتب عقب آية كذا في سورة كذا وجمعه الصحابة من غير زيادة ولا نقصان وترتيب نزوله في التلاوة والمصحف وترتيبه في اللوح المحفوظ كما هو في مصاحفنا كل حرف كجبل قاف ولم يزل يتلقى القرآن العدول عن مثلهم إلى أن وصل إلينا وأدوه أداءً شافياً ونقله عنهم أهل الأمصار وأدوه إلى الأئمة الأخيار وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم والسماع دون الاستنباط والاختراع ولذلك صار مضافاً إليهم وموقوفاً عليهم إضافة تمسك ولزوم واتباع لا إضافة استنباط ورأي واختراع بل كان بإعلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، فعنه أخذوا رؤوس الآي آية آية وقد أفصح الصحابة بالتوقيف بقولهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا العشر فلا نتجاوزها إلى عشر أُخر حتى نتعلم ما فيها من العلم والعمل وتقدم أن عبد الله بن عمر قام على حفظ سورة البقرة ثمان سنين أخرجه مالك في موطئه وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم خصوصاً من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كابن عباس حيث قال له : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) قال ابن عباس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأيت جبريل لم يره خلق الأعمى إلاَّ أن يكون نبياً ولكن يكون ذلك في آخر عمرك .

منقول للافادة
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ( الجزء الثاني )

أحسنت سيدي ابن عامر أحسن الله إليك
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ( الجزء الثاني )

[frame="9 80"]
جزاكم الله خيراً
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ( الجزء الثاني )

[frame="9 80"]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى:

لأهمية الموضوع كرر على الروابط التالية:
منار الهدى:
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=69884

كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا ( الجزء الاول ):
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=58346

منار الهدى في بيان الوقف الابتدا لسورة الفاتحة:
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=58346

حمل كتاب منار الهدى في بيان الوقف والابتدا للاشموني (مغلق، لكن رابطه يعمل، ورابط التحميل يعمل كذلك):
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=71146

وجزاكم الله خيراً.
[/frame]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع