إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

رسالة فاصلة في الراءات

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رسالة فاصلة في الراءات
المقرئ : أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ــ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ــ . أما بعد ... هذا بحث في الراءات أتناول فيها الحديث عن الراء وبعض مشاكلها ، مرجحا ما أراه صوابا ــ من قبال رأيي المتواضع ـ مع عدم إلزام أحد والخلاف متسع في هذا الباب ...
قال صاحب موسوعة الحروف :
الراء : هي الحرف العاشر من حروف الهجاء في الترتيب الألفبائي ،والعشرون في الترتيب الأبجدي تساوى في حساب الجمل بضم الجيم
وتشديد الميم وفتحها ــ الرقم مائتين وهي صوت مجهور مكرر مائع
يصدر من طرق ـــ بسكون الراء ـــ طر ف اللسان لحافة الحنك الأعلى عدة مرات
تقول :ربيت راء : عملتها ، وقال أبو علي الفارسي: إن ألف الراء وأخواتها منقلبة عن واو . والراء تكون
أصلا لا بد لها ولا زائد وقال المالقي) ( النحوي ) : إ نها زيدت شذوذا في " سبطر " للمبالغة والراء لم تجيء مفردة في كلام العرب أ . هـــــ
والسبطر : السبط الممتد ، وشعر سبط : مسترسل غير جعد
والحروف الأبجدية هي ــ علي ترتيب المشارقةـــ : " أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ "
وعلي ترتيب المغاربة ـــ : " أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش "

كيفية حساب الجمل

وذلك وفق الترتيب الأبجدي ، وفيه تسعة أحرف للآحاد ، وتسعة للعشرات وتسعة للمئات وحرف للألف وذلك وفق التفصيل التالي وحسب الترتيب المشرقي لحروف الأبجدية .
أ = 1 ، ب = 2 ، ج = 3 ، د = 4 ، هـــ = 5 ، و = 6 ، ز = 7 ، ح = 8 ، ط= 9 ،
ى = 10 ، ك = 20 ، ل = 30 ، م = 40
ن = 50 ، س = 60 ، ع = 70 ، ف = 80 ، ص = 90 ، ق = 100 ، ر = 200 ، ش = 300 ت = 400 ،
ث = 500 ، خ= 600 ، ذ = 700 ، ض = 800 ، ط = 900 ، غ = 1000
مثال : قال الطيبي :
وتم في نصف جمادى الآخرة *** عام هدايات عـليم ظـاهره ،
5 + 70 + 900 = 975 هــــ

أي الهاء = 5 ، والعين 70 ، والظاء = 900 = 975 هــــ
والترتيب المغربي كذلك مع اختلاف بسيط . راجع موسوعة الحروف .
فصل في مخرج الراء
قال صاحب نهاية القول المفيد : المخرج الحادي عشر : ما بين رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه وما يحاذيهما من لثة الثنيتين العليين أيضا ويخرج الراء .
قال في الرعاية : "الراء تخرج من مخرج النون غير أنها أدخل إلي ظهر اللسان قليلا والمراد من ظهر اللسان ظهره مما يلي رأسه وظهره صفحته التي تلي الحنك الأعلى" .

و في الرعاية : جعل الجرمي ومن تابعه اللام والنون والراء من مخرج
واحد وجعل لها سيبويه ومن تابعه ثلاثة مخارج متقاربة . ا . هـ
قال المرعشي: لا خلاف في أن لكل منها مخرجا واحد جزئيا وإنما الخلاف في عسر التمييز وعدم عسره ، فمن جعلها من مخرج واحد كلي يقول: إن لكل منها مخرجا جزئيا يعسر تمييزه ، ومن جعلها ثلاثة مخارج يقول لا عسر في التمييز بينها . ا هـ المرعشي
وتسمي هذه الحروف الثلاثة ذلقية وذولقية ، لخروجها من ذ لق اللسان أي طرف .. " أ هــ صــ57
قلت ــ أبو عمر ـــ وقد ذكر مكي في الرعاية نقلا عن ابن كيسان محتجا لسيبويه ـــ أي أن المخارج الثلاثة مختلفة ـ : " النون أدخل في اللسان من الراء وفي الراء تكرير ليس في النون ، وارتعاد طرف اللسان بالراء لتكريرها مخالف لمخرج النون فهما مخرجان متقاربان ، قال : واللام مائلة إلي حافة اللسان عن موضوع النون تنحرف عن الضاحك والناب والرباعية حتى تخالط الثنايا فهذا مخرج ثالث .
ثم قال ابن كيسان : فإن قال قائل : المخرج واحد ، ولكن الزيادة التي في الراء كالزيادة التي فى النون من الغنة الخارجة من الخياشيم واختلاف هذا المخرج الذي فوقه من وسط اللسان وهو مخرج الشين والجيم والياء وينبغي أن يقال : هذه ثلاثة مخارج أيضا قيل له : ابتداء الشين والجيم والياء من مخرج واحد ،وإنما اختلفت هي في أنفسها باستطالة الشين وانبساط الجيم ومد الياء ، كما أن الدال والطاء والتاء من مخرج واحد وهي مختلفات في أنفسها للإطباق الذي في الطاء ، والجهر الذي في الدال ، والهمس الذي في التاء . " أ هـــــ
قلت : وخلاصة قوله : أن بداءة الحروف الثلاثة ( اللام ــ النون ـــ الراء ) مختلفة كما ذكر وأما ما ذكره في حروف وسط اللسان والحروف النطعية أن ابتداء هذه الأحرف واحدة وتغايرها فى الصفات فقط بخلاف ( اللام ــ والنون ــ والراء )....
وبعضهم فرق بين الراء المرققة والمفخمة وذكروا أن من العرب من يمكنها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ المناسب للفتحة والضمة . أ هــــ الدر النثير
وقال د/ أحمد نصيف الجنابى ـ في كتابه " الدراسات اللغوية النحوية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية القرن الرابع الهجري ـ
" الفرق بين الراء المرققة والمفخمة يشبه بين اللام المرققة والمغلظة أى : أن الراء المفخمة تعد من الناحية الصوتية أحد أصوات الإطباق ولكن الرسم العربي لم يرمز لها برمز خاص يتغير بتغير معنى الكلمة ولهذا يعد كلا من النوعين رمزا صوتيا واحدا . " أ هــــ
والوصف العلمي للراء : الراء من الأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة كاللام في أن كل منهما حرف مجهور .
فلتكوين الراء يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة فيحرك الوترين الصوتيين ثم يتخذ في الحلق والفم حتى يصل إلى مخرجه وهو طرف اللسان ملتقيا بحافة الحنك الأعلى فيضيق هناك مجرى الهواء .
والصفة المميزة للراء هي تكرار طرق اللسان للحنك عند النطق بها " ا هـــ المصدر السابق
ولتقريب المسألة : قال د/ جبل " .... مع أن سيبويه حدد مخرجها بأنه من مخرج النون إلا أنه أدخل في ظهر اللسان ... وقد حدد مخرج النون بأنه من طرف اللسان بينه وبين ما يليها من الحنك الأعلى " 4/ 35 4 ــ ......... إلا أن هذا لا يعنى اختلاف بين تحديده لمخرج الراء وتحديد المحدثين , لأنه في حديثه عن اللام إنما ينظر إلى منطقة جريان الصوت ، والمحدثون ونحن يقصد ـــ علماء الأصوات المحدثين ـــ ننظر إلى هيئة الأعضاء وعملها عند جريان الصوت بخاصة أنه قال في معرض تفصيل إدغام اللام في الراء نحو : " اشغل رحبة " لقرب المخرجين ( أي مخرجي اللام والراء ) ولأن فيها انحرافا نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجرى الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج " أ .هــ 452 وكذلك فإنه أكد صفة اللغة العربية صــ 125. المختصر في أصوات اللغة العربية ًًًًًًًًصـ125
فائدة :
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى اختلاف طبائعهم في النطق ...... قاله مكي .
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى أمرين : 1 ـ توسيع دائرة المخرج أو تضييقه
2ـــ النظر لبداية خروج الحرف أو( بداية صوت الحرف )
ــ بفتح الفاء ــ أو النظر لنهاية خروج الحرف ( أى نهاية صوته)
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملة رسالة فاصلة في الراءات

فصل في صفات الراء
حرف الراء حرف مجهور ومن الحروف البينية ومستفلة ومنفتحة مزلقة ومنحرفة ومكررة وإليك بيان هذه الصفات :
الجهر لغة : الظهور قال تعالي " أرنا الله جهرة " أى عيانا ولا تجهر بصلاتك أى : لا ترفع صوتك أى لا تظهر صوتك.
قال سيبويه : الحرف المجهور هو : حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجرى معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجرى الصوت فهذه حال المجهورة في الحلق والفم ، إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة . والدليل علي ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما . الكتاب 4/ 434

البينية : أما الصفة البينية بين الشدة والرخاوة ـــ قال المالقي :" وأما الراء فقال سيبويه : إنه حرف شديد جرى الصوت لتكريره وانحرافه إلي اللام فتجافي الصوت كالرخاوة ، ولو لم يتكرر لم يجر الصوت فيه وذلك أنك إذا نطقت بالراء تكيف الجزء الناطق بها من اللسان نوعا من التكيف حال النطق ثم انفلت من ذلك التكيف فيقطع الصوت الذي هو ذات الراء ثم يعود الجزء الناطق إلى ذلك التكيف فيعود النطق بذلك الحرف هكذا مرة بعد أخرى فيحصل في اللسان بحسب سرعة التكيف والانفلات المتكررين صورة ترعيد وتكرير للفظها ، وكل قرعة منها راء مستقلة ، لكنه قلما يقدر الناطق على الاقتصار على القرعة الواحدة من غير تكرير إلا بعد التدرب والرياضة مع سلامة العضو الناطق .فمن حيث كان سريع التفلت وقطع الصوت كان شديدا ومن عرض فيه التكرار السريع صار الصوت كأنه شيء واحد ممتد لم ينقطع ، فأشبه بذلك الرخوة ولهذا قال سيبويه : " جرى فيه الصوت بالتكرير وانحرافه إلي اللام . أ هــــ 184
واعلم أخي أنهم اختلفوا في حروف البينية عدها مكي ومن تبعه إلي أن حروفها ثمانية يجمعها قولك: " لم يروعنا " وذهب الداني وغيره إلي أنها خمسة يجمعها قولك " عمر نل "
الاستفال : وسميت مستفلة لانخفاض اللسان عن الحنك عند لفظها وحروفها سوى أحرف الاستعلاء التي حروفها ( خص ضغط قظ )
المنفتحة : سميت كذلك لانفراج ما بين ظهر اللسان والحنك الأعلى عند النطق بها . وحروفها سوى أحرف الإطباق التي حروفها ( صاد ، ضاد ، طاء ، ظاء )
الانحراف : ومعناه " الميل " وهو صفة اللام والراء وانحرافهما إلي الجهة اليمنى ، إلا أن انحراف اللام أقوي من انحراف الراء
الذلاقة : قال الملا علي القاري:" والحاصل أن الفاء والراء والميم والنون واللام والباء الوحدة يقال لها المذلقة لخروجها من ذ لق اللسان والشفة أي طرفيهما والمراد أن خروج بعضها من ذلق اللسان وهي الراء واللام والنون وبعضها من ذلق الشفة وهي الباء والفاء والميم وما عداهما مصمتة لأنها من الصمت وهو المنع قال الأخفش : لأن من صمت منع نفسه من الكلم والمراد بها أنها ممنوعة من انفرادها في بنات الأربعة والخمسة بمعني أن كل كلمة علي أربعة أحرف وخمسة أصول لابد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حروف من الأحرف المذلقة وإنما فعلوا ذلك لخفتها عادلوا بها الثقيلة ..... " ا هــ 18 المنح الفكرية
قلت : وذهب بعض أهل العلم إلي أن صفة الإصمات والذلاقة ليسا من الصفات ولا ينبغي أن يضافا إلي الصفات ولذلك لم يعدها المالقي والداني في التيسير ولم يذكرهما الشاطبي ـ رحمه الله ـ في منظومته ، وهذا الرأي ما أميل إليه لأننا إذا نظرنا إلي الإصمات فهو ليس خاص بالحروف بل خاص بالكلمة أي لا توجد كلمة فيها أربعة أو خمسة أحرف إلا وفيها حرف مذلق فلا دخل لهذا التعريف بالصفات وأيضا الإذلاق حروفها تخرج من طرف اللسان والشفتين فلماذا ندخلها في الصفات؟ فهذا خاص بالمخرج .. والله أعلم
التكرار: قال الملا على:" وهو إعادة الشيء وأقله مرة على الصحيح
ومعني قولهم : إن الراء مكرر وهو أن الراء له قبول التكرار لا ارتعاد طرف اللسان به عند التلفظ كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك يعني أنه قابل للضحك وفي الجمل إشارة إلي ذلك لهذا قال ابن الحاجب : " لما تحسه من شبه ترديد اللسان في مخرجه وأما قوله : ولذلك جرى مجرى حرفين فى أحكام متعددة فليس كذلك بل تكريره لحن فيجب معرفة التحفظ عنه للتحفظ به وهذا كمعرفة السحر ليتجنب عن تضرره وليعرف وجه رفعه قال الجعبرى : وطريقة السلامة أنه يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة ومتي ارتعد ت حدث من كل مرة راء وقال مكي:لا بد في القراءة من التكرير وقال واجب علي القارئ أن يخفي تكريره ستجد الترعيد ولكن بدون مبالغة . ومعلوم أن لكل حرف جرس في الأذن فكيف يكون الراء من غير تكرير ؟
وانظر إلي قول الإمام نصر بن علي المعروف ــ بأبي مريم ــ في كتابه الموضح " ومنها حرف واحد مكرر وهو الراء وذلك لأن الواقف إذا وقف عليه وجد طرف اللسان يتعثر بما فيه معني التكرير وذلك يعد في الإمالة بحرفين ، والحركة فيه تنزل منزلة حركتين " ا هــــ 1/ 180
ومتي أظهر فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين . ا هـــ
وإليك شرح مسألة التكرار بعد ما سردنا بعض الأقوال : قال د/ جبل : " ..... وهو صفة لازمة لها .. ولكن ينبغي التحرز من المبالغة فيها وبخاصة عند ما تكون مشددة " ا هــ وقال في موضع آخر بعد سرده لقول الجعبري السابق ، وأقول : إن هذا الذي يوصي به لا يخرج إلا لاما فينبغي التنبه إلي ما في كلامه هنا ما تجاوز للدقة .
أما الراء فإنما تخرج بإرعاد طرف اللسان إرعادا يجعله يلمس أعلي اللثة أكثر من مرة " ا.هًًًًًًًًًًًًـ صــ125
قلت : ولا يؤخذ الكلام علي ظاهره فإن التكرار صفة لازمة ولابد للقاري أن يأتي بها ولكن المذموم المبالغة في التكرار .
وقد يقول قائل ما مقدار التكرار ؟
أقول : هذا مما لا يضبط إلا بالمشافهة على الشيوخ المتقنين

فائدة :
هناك فرق بين النحو والصرف والتجويد
فالنحو : النظر لآخر حرف ما عليه من الحركات أو وضع الأحرف الفرعية
والصرف : النظر في بنية الكلمة من حيث أصالة الحروف وترتيبها
والتجويد : النظر في ذات الحرف . من حيث تفخيمه وترقيقه ومده وغنته وغير ذلك .

فصل في أصل الراء

اختلف القراء فىأصل الراء" واعلم أن القراء يقولون : إن الأصل في الراءات التغليظ هل أصلها التفخيم أمر الترقيق أم لا أصل له ؟
قال المالقى : " واعلم أن القراء يقولون : إن الأصل في الراءات التغليظ فإنما ترقق لعارض واحتج لهذا الشيخ ــ مكي بن أبي طالب ـــ فقال ما نصه : " إن كل راء غير مكسورة فتغليظ جائز ، وليس كل راء يجوز فيها الترقيق ، ألا ترى أنك لو قلت :" رغد أو رقد "، ونحوه بالترقيق لغيرت لفظ الراء إلى الإمالة وهذا مما لا يمال ، ولا علة فيه توجب الإمالة وهذا القدر الذي ذكره لا يستقل دليلا ، إذ لو قال قائل : الراء في نفسها عرية من وصفى الترقيق والتغليظ ، وإنما يعرض لها أحد الوصفين بحسب حركتها فترقق بعد الكسرة لتسفلها، وتغلظ مع الفتحة والضمة لتصعدها ، فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها . وأيضا فقد وجدناها ترقق مفتوحة ومضمومة إذا تقدمها كسرة أو ياء ساكنة ، فلو كانت في نفسها مستحقة للتغليظ لبعد أن يبطل ما تستحقه بنفسها لسبب خارج عنها كما كان ذلك في حرف الاستعلاء ، واحتج غيره على أن أصل الراء التغليظ بكونها متمكنة في ظهر اللسان ، فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الإطباق ، وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها فى قوة كسرتين ، وأعلم أن التكرار متحقق في الراء الساكنة سواء كانت مدغمة أو غير مدغمة أما حصول التكرار في الراء المتحركة الخفيفة فغير بين لكن الذي يصح فيها أنها في التغليظ والترقيق بحسب ما يستعمله المتكلم وذلك أنها تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان ، فترقق إذ ذلك ، أو يمكنها في ظهر اللسان فتغلظ ولا يمكن خلاف هذا فلو نطقت بها مفتوحة أو مضمومة من طرف اللسان وأردت تغليظها لم يمكن نحو " الآخرة " " ويشترون " . فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يمكن ترقيقها ، ولا يقوى الكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في النطق ولذلك لا يستعمله معتبر ولا يوجد إلا في ألفاظ العوام وإنما كلام العرب على تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أوانضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة أو الضمة وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب ، كما يتبين في هذا الباب في قراءة ورش ، ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان ، لئلا يحصل التغليظ المتنافر للكسرة ، فيحصل من هذا أنه لا دليل فيما ذكروا على أن أصل الراء المتحركة التغليظ .
وأما الراء الساكنة فوجدناها ترقق بعد الكسرة اللازمة بشرط ألا يقع بعد حرف استعلاء نحو "الفردوس " وتغلظ فيما سوى ذلك فأمكن أن يدعي أن تغليظها وترقيقها مرتبط بأسباب كالمتحركة ، ولم يثبت في ذلك دلالة علي حكمها في نفسها . فأما تغلظها بعد الكسرة العارضة في نحو : "أم ارتابوا " فيحتمل أن يكون ذلك لأن التغليظ كما قالوا ، ويحتمل أن يكون تغليظها إذ ذاك بالحمل علي المضارع إذا قلت " يرتاب " بناء علي مذهب الكوفيين في أن صيغة الأمر مقتطعة من المضارع ، أو بناء مذهب البصريين في أن الأمر يشبه المقتطع من المضارع فلم يعتد بما عرض لها من الكسرة في حال الأمر وعند ظهور هذا الاحتمال ضعف القول بأن أصلها التغليظ . أما إن ثبت بالنقل عن العرب أنها يُنطق بها ساكنة مغلظة بعد همزة الوصل في حكاية لفظ الحرف فتقول : " إر" كما تقول :"إب ، إت " فحينئذ يمكن أن يحتج بذلك إن ثبت علي أن أصلها التغليظ ، إن ثبت أن الوقف علي الأمر من " سري " في كلام العرب بتغليظ الراء في قولك " اسر " إذا لم ترم الكسرة ، وإذا تقرر هذا ــ فأقول :من زعم أن أصل الراء التغليظ ، إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقا من إنها راء فلا دليل عليه لما تقدم ، وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو بالضم ، وإنها لما عرض التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك علي الفتح فلزمته فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذ يتصور فيها رعي السبب فترقق ، ورفَضَه فتبقي علي ما استحقته من ا لفتح بسبب حركتها ـ فهذا كلام حسن مناسب والله تعالي أعلم بالحقائق " ا.هـ الدر النثير والعذب النمير536 إلي 538
قلت : رغم هذا الكلام الجيد من المالقي إلا أن الراجح ما ذهب إليه جمهور القراء كما ذكر المالقي نفسه حيث قال : " واعلم أن القراء يقولون عن الأصل في الراءات التغليظ فإنما ترقق لعارض " يعني أن القراء يقولون بهذا القول وهذا مذهب الجمهور... قال الشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر : " .... وهو أعني التفخيم الأصل في الراء علي ما ذهب إليه الجمهور لتمكنها في ظهر اللسان ثم ذكر من قالوا : لا أصل له ثم ذكر قول ابن الجزري : والقولان محتملان " والثاني أظهر لورش من طرق المصريين " ا.هـ 295/1 فهذا مذهب الجمهور أمثال مكي والداني والشاطبي وغيرهم . قال السخاوي:" فإن تفخيمها مع وجود هذه الأسباب جائز وترقيقها مع عدمها ممتنع ولأنها أقرب حرف اللسان إلي الحنك فأشبهت حروف الاستعلاء ، ولأنها حروف التكرير ففتحها بمثابة فتحتين .." 515
أما الإمام المالقي فقد أجاب علي كثير من الأدلة ببراعة إلاعند الحديث علي مسألة الكسرة العارضة فقد مثل بقوله تعالي " أم ارتابوا " أخذ يتحدث علي أن الأمر من المضارع وبني عليه أحكامه ،بينما هذا المثال ماض وليس أمرا وهل الفعل الماضي أصله من المضارع ؟ بالطبع لا... فدل ذلك علي أن عروض الكسرة ترجع الراء علي أصلها الذي هو التفخيم . والله أعلم
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملة رسالة فاصلة في الراءات

فصل في : ألقاب الراء

قال المالقى : واعلم أنه يستعمل في هذا الباب تفخيم الراء وفتحها وتغليظها بمعنى واحد ، ويستعمل أيضا ترقيقها وإمالتها وبين اللفظين بمعنى واحد . لكن هذا فيما كان من الراءات متحركا بالفتح ، فأما الراء المكسورة فلا يستعمل فيها إلا لفظ الترقيق خاصة وكذلك الراء المضمومة التي يرققها ورش ينبغي أن يعبر عنها بلفظ الترقيق دون لفظ الإمالة " ا هــ الدر النثير والعذب النمير صـــ536ــــ
قال د/ أحمد نصيف الجنابى في كتابه الدراسات اللغوية والنحوية في مصر : " والترقيق من الرقة ويعرف عند القراء بأنه: " انحراف ذات الحرف ونحوله "
والتفخيم فهو من الفخامة وهى العظمة والكثرة ويعرف بأنه عبارة عن ربو الحرف وتسمينه " ومن الجديد بالذكر أن الترقيق للحرف وليس للحركة وللإمالة في الراء هي : إمالة حركته دونه وهى تفخيم كالإدغام ولعل ذلك الذي دفع " مكيا " إلى أن يسمى الترقيق إمالة
للصلة الجامعة بينهما وهى التفخيم وإن كان هذا المنحنى غير مشهور ولا مأخوذ به عند جمهور القراء. ا هـ
قال صاحب إتحاف فضلاء البشر : " ..... إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق لفظ التفخيم وفى اللام التغليظ وهو أعنى التفخيم الأصل في الراء " ا هــــ 295
قلت : وقد اعترض ابن الجزرى على إطلاق لفظ الإمالة على الراء المرققة حيث قال : " وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الدانى وبعض المغاربة وهو تجوّز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح فى الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن لكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم ، ومن الدليل أيضا على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت ( ذكرى ) التى هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك ( بذكرا ) المذكر وقفا إذا رققت ولو كانت الراء فى المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ فى المؤنث غير اللفظ فى المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ فى المذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالا بالتبعية كما أملنا الراء قبله فى المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا فى الوضوح والله أعلم " النشر 2/91
قلت : وما ذهب إليه ابن الجزرى هو الصواب وحتى يأمن اللبس فى الألفاظ ، فعند احتمال اللبس يجب المغايرة حتى لا تختلط الأمور فمثلا كلمة " زوج " الأصل إطلاقها على الذكر والأنثى كل منهما " زوج " ولكن في مسائل الميراث يجب أن تكون المغايرة ب( زوج ) ( وزوجة ) حتى لا تختلط الأمور ، فقرب الصوت بين الترقيق والإمالة يفضل فيه المغايرة

أحــكام الـــراء


وأنقل إليك هذا الباب بأكمله من كتاب" الإيضاح في تجويد كلام الفتاح " لشيخي العلامة :عبد الله الجوهرى السيد ثم أذكر تلخيص المالقي ثم أعقب بمسألة : " نذري والمرء وقرية ومريم "
قال العلامة الشيخ عبد الله الجوهري بعدما ذكر الحروف المرققة تارة والمفخمة تارة :

ثانيا الكلام على حكم الراءات تفخيما وترقيقا:
اعلم أن الراء لها حكمان :حكم في الوصل،وحكم فى الوقف . أولا:حكم الراء فى الوصل :
أما حكمها فى الوصول فتنقسم قسمين : متحركة ، وساكنة . حكم الراء المتحركة فى الوصل : وهى تنقسم ثلاثة أقسام : مفتوحة ، ومضمومة ، ومكسورة .
فأما المفتوحة : فانها تفخم للجميع ، إلا من أمال منها شيئا فإنه يرققها ، إلا ورشا فإنه يرققها بعد الياء الساكنة نحو ( طيرا، وخيرا) ، وبعد الكسرة اللازمة المتصل فى بعض المواضع ، سواء حال بين الكسرة والراء المفتوحة ساكن نحو : (الشعر ) أولا، نحو: (سراجا ) ، وكذا يرقق الأولى من قولة : ( بشرر )، من أجل كسرة الراء الثانية بعدها .
وأما المضمومة : فإنها تفخم للجميع أيضا إلا ورشا ، فإنه يرققها بعد الكسرة اللازمة المتصلة سواء حال بين الكسرة والراء ساكن نحو : (عشرون )، أو لا، نحو : ( يبشرهم)، و( يشعركم) وبعد الياء الساكنة نحو: ( قدير) ، و( غير يسير).
وأما الراء المكسورة : فلاخلاف فى ترقيقها سواء كانت الكسرة لازمة أوعارضة ، تامة أو مبعضة ،أو ممالة ،أو لا، أو وسطا ،أو طرفا ، منونة أوغير منونة ،سكن ماقبلها أوتحرك بأى حركة ، سواء وقع بعدها حرف مستعل أومستفل فى الاسم أو الفعل نحو :(رزقا ) ،و(الغارمين) ، ( وفى الرقاب ) (والفجر وليال عشر) ، (وأرنا مناسكنا) ، (وأنذر الناس) ، (وانحر إن شانئك) على قراءة ورش (والذكرى) ، و(والدار) عند من أمال
قال ابن الجزرى : ورقق الراء إذا ما كسرت .........

حكم الراء الساكنة فى الوصل:
وتكون أولا ووسطا وآخرا وتكون فى ذلك كله بعد فتح وضم وكسر فمثالها بعد فتح : ( وارزقنا )
(وارحمنا) بعد ضم ( اركض ) وبعد كسر : ( أ م ارتا بو ا ) ،( رب ارجعون ) و( الذ ى ارتضى ) ، ( من ارتضى ) . والتى بعد فتح لا بد أن تقع بعد حرف عطف ، والتى ، بعد الضم تكون بعد همزة الوصل ابتداء ، وقد تكون كذلك بعد ضم و صلا ،وقد تكون بعد كسر على اختلاف بين القراء كما مثلنا به ،فقوله تعالى ( وعذاب اركض) يقرأ بضم التنوين على قراءة نافع ، وابن كثير ، والكسائى ، وأبى جعفر ، وخلف ، وهشام ، ويقرا بالكسر على قراءة أبىعمرو ، وعاصم ، وحمزة ، ويعقوب وابن ذكوان ، فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك : ( أ م ارتابوا ) .
قال ابن الجزرى :
ورقق الراء إذا ما كسرت ...... كذاك بعد الكسر حيث سكنت
فقوله : " ورقق الراء " عام ، ولكنه مخصوص بقوله:
إن لم تكن من قبل حرف استعلا*** أو كانت الكسره ليست أصلا
أى : كانت الكسرة عارضة وكذلك تفخم فى نحو : ( يا بنى اركب معنا ) و(رب ارجعون ) ، و( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي ) ، و( ثم ارجع البصر ) فلا تقع الكسرة قبل الراء فى ذلك ونحوه إلا في الابتداء ، وهى أيضا فى ذلك مفخمة لعروض الكسرة قبلها ، وكون الراء فى ذلك أصلها التفخيم .
وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون إيضا بعد فتح وضم وكسر ، فمثالها بعد الفتح : ( البرق ) و ( خردل ) ، و (الأرض) ، و ( العرش ) و ( المرجان ) ، فالراء مفخمة فى ذلك كله لجميع القراء لم يأ ت منهم خلاف فى حرف من الحروف سوى الكلمات ثلاث وهى : ( قرية ) و ( مريم ) و ( المرء ) ، فأما " قرية ،و مريم " فنص على الترقيق فيهما لجميع القراء : أ بو عبد الله بن سفيان ، وأبو محمد مكى ، وأبو العباس المهدوى وغيرهم ، وذلك من أ جل سكونها ووقوع الياء بعدها -. وقد بالغ أبو الحسن الحصرى فى تغليظ من يقول بتفخيم ذلك وإن وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما ، وهو الصوا ب وذهب بعضهما إلي الأخذ بالترقيق لورش من طر يق الأزرق ، وبالتفخيم لغيره ، والصواب المأخوذ به هوالتفخيم للجميع ، ولا فرق بين ورش وغيره وأما ( المرء ) من قوله تعا لي : ( بين المرء وزو جه ) ، و( المرء وقلبه ) فذ كر بعضهم ترقيقا لجميع القراء من أجل كسر الهمزة بعدها ، وذهب كثير من المغاربة إ لي ترقيقها لورش من طر يق المصريين ، وقال أبو الحسن الحصر ي :
ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة *** لدى سورة الأ نفا ل أو قصة السحر
والتفخيم هو الأصح وهو القياس ، لورش ، وجميع القراء ، ومثالها بعد الضم : القرآن ، والفرقان ،والغرفة، فلا خلا ف في تفخيم الراء في ذ لك كله، ومثالها بعد الكسرة :" فرعو ن ، ولشرذمة ، وشرعة ومرية ، والفردوس" ، فأجمعوا علي ترقيق الراء في ذ لك كله ، والراء السا كنة المتوسطة ترقق لجميع القراء بشروط لابد من اجتماعها كلها في آن واحد ، فإ ن تخلف شرط منها وجب تفخيمها :
فالشرط الأول : أن يكون قبل الراء كسرة .
والشرط الثانى : أن تكون هذه الكسرة أصلية ، أما إذا كانت هذه الكسرة غير أصلية ، سواء كانت عارضة متصلة ككسرة همزة الوصل نحو : ( ارجعوا ) و ( اركبوا ) ، فى الابتداء ، أو منفصلة عارضة نحو ( ارتبتم ) و ( لمن ارتضى ) ، أو منفصلة لازمة نحو ( الذى ارتضى لهم ) .
الشرط الثالث : أن تكون الكسرة والراء فى كلمة واحدة .
الشرط الرابع : أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستفال ، فإن كان بعد الراء فى كلمتها حرف من حروف الاستعلاء . ، فإن الراء حينئذ تفخم لكل القراء ، والواقع منه فى القرآن :( قرطاس) بالأنعام ، و( فرقة ) و ( إرصادا ) وكلاهما بالتوبة، و( مرصادا ) بالنبأ و( لبالمرصاد ) بالفجر . ويشترط أن لا يكون حرف الاستعلاء مكسورا كهذه الأمثلة ، وأما إ ذا كان مكسورا ففى تفخيم الراء خلف كما قال ابن الجزرى :
والخلف فى فرق لكسر يوجد...............
قال المرعشى : اختلف أهل الأداء في تفخيم راء ( فرق ) ، فمنهم من فخمها نظرا إلى حرف الاستعلاء بعدها ، ومنهم من رققها للكسر الذى فى حرف الاستعلاء ، لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته أى قوته المفخمة ، لتحركه بالكسر المناسب للترقيق ، أو لكسر يوجد فيما قبلها وما بعدها ، فيكون وجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين الكسرتين ، ولو سكن وقفا لعروض السكون .
قال الدانى : " والوجهان جيدان " : الترقيق وبه قطع الدانى فى التيسير. وقال الداني في غير التيسير : " والمأخوذ به فيه الترقيق " نقله النويرى فى شرح الطيبة ، فهو أولى بالعمل إفرادا وبالتقديم جمعا أ . هــ
والتحقيق : أن الفرق يرجع إلى الرواية ، فلو قرأنا بقصر المنفصل فليس لنا إلا الترقيق ، ولو قرأنا بالتوسط فلنا التفخيم والترقيق ، والترقيق مقدم وكما كان للترقيق شروط ، فإن للتفخيم شروطا أيضا وذلك للراء الساكنة المتوسطة :
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملةرسالة فاصلة في الراءات

الشرط الأول : أن يكون قبل الراء فتحة أو ضمة نحو : ( لا ترفعوا ) و ( يرضونه ) ، و( يرزقون) و ( نرسل المرسلين ) . وهذا الشرط مقابل للشرط الأول من شروط الترقيق.
الشرط الثاني : أن يكون قبل الراء كسرة عارضة، سواء كانت معها فى كلمة نحو( ارجعوا)، (اركعوا )، أم كانت منفصلة عنها نحو : ( إن ارتبتم ) كما سبق وذكرنا . وهذا الشرط مقابل للشرط الثانى من شروط الترقيق
الشرط الثالث : أن يكون قبل الراء كسرة أصلية منفصلة عنها نحو : ( الذي ارتضى ) .
وهذا الشرط مقابل للشرط الثالث من شروط الترقيق .
الشرط الرابع : أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء السبعة المتقدمة كما فى الأمثلة . السابقة وهذا الشرط مقابل للشرط الرابع من شروط الترقيق . هذا ويشترط فى حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء حتى تفخم شرطان:
الأول : أن يكون مع الراء فى كلمتها .
الثانى : أن يكون غير مكسور .
فإن انفصل حرف الاستعلاء عن الراء بأن كانت الراء فى آخر الكلمة ، وحرف الاستعلاء فى أول الكلمة ، وحرف الاستعلاء في أول الكلمة الثانية فلا خلاف فى ترقيقها ، لجميع القراء . والوارد من ذلك فى القرآن الكريم ثلاث مواضع وهو قوله تعالى : ( أنذر قومك ) و ( ولا تصعر خدك ) و ( فاصبر صبرا جميلا )
أما إذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء مكسورا فتكلمنا على ما فيه من خلاف .
تنبيه : تقدم أن شروط الترقيق الأربعة للراء الساكنة المتوسطة لا بد من أن تكون كلها موجودة فى آن واحد ، أما شروط التفخيم الأربعة للراء ذاتها فليست كذلك ، بل يكفى وجود واحد منها ويكون مسوغا للتفخيم حينئذ.
أما الراء المتطرفة الساكنة فى الوصل والوقف فتكون كذلك بعد فتح وضم وكسر ، فمثالها بعد الفتح : (يغفر ) ، و ( لم يتغير) ، و ( لا تذر ) و ( أن اشكر ) ، و ( فلا تكفر ) ، فالراء مفخمة فى ذلك كله بلا خلاف . وعلى ذلك فهذه الراء تفخم بشرطين :
أولهما : أن يقع قبلها فتحة كما سبق . ثانيهما : أن يقع قبلها ضمة مثل: ( والرجز فاهجر) . ومثالها بعد الكسر: ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ) ، و ( أبصر ) و ( واصطبر ) و ( ولا تصعر ) ، ولا خلاف فى ترقيق الراء فى ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد هذا القسم لا نفصاله عنها وذلك نحو : ( وأنذر قومك )
ثانيا : حكم الراء فى الوقف :
وهذه الراء لا تكون إلا متطرفة كما هو معلوم نحو : ( قدر) و ( كفر) و ( دسر) و (القرار ) ، ..... وما إلى ذلك . وهى إما أن تكون فى الوصل متحركة أو ساكنة قبل الوقوف عليها
أولا : شروط الترقيق لهذه الأربعة :
الأول : أن تسبق الراء كسرة نحو : ( قدر ) ، و ( كفر ) وإذا تخلل بين الكسرة والراء الساكنة بشرط ألا يكون حرف استعلاء ، فلا يضر وجوده فى هذه الحالة، ولا يزال الترقيق ساريا وذلك نحو : ( للذكر )، و ( السحر )
أما إذا كان الساكن حرف استعلاء ، وهو المعبر عنه بالساكن الحصين نحو: ( مصر) ، و( القطر) ، فسيأتي الكلام عليه قريبا .
الثانى : أن تسبق الراء ياء ساكنة ، سواء كانت حرف مد نحو ( بصير ) ، و ( النذير ) (خبير ) و (قطمير ) ، أو حرف لين فقط نحو : ( السير ) و ( الخير ) وهذان الشرطان باتفاق جميع القراء
الثالث : أن يسبق الراء حرف ممال عند من يقول بالإمالة نحو : ( ذات قرار ) ، و ( الأشرار ) ، و ( كتاب الأبرار)
بشرط كسر الراء المتطرفة كما هو مقرر في محله . أما إذا كانت الراء منصوبة كقوله تعالى :( جاهد الكفار ) ، أو مرفوعة نحو (هذه النار ) و ( بئس القرار ) ، فلا خلاف فى تفخيمها للكل كما سيأتى . أما من لم يقل بالإمالة كحفص عن عاصم ، فليس له إلا التفخيم . وقد قرأ بالإمالة في كلمة ( مجراها ) بهود خاصة دون غيرها من الكلمات ذوات الراء ، ولهذا رقق الراء .
والرابع : وهو أن تقع الراء بعد راء مرققة ، فترقق هى من أجلها ، وذلك فى كلمة ( شرر ) بالمرسلات فى رواية ورش من طريق الأزرق خاصة .
ثانيا : شروط التفخيم :
تفخم الراء المتطرفة الساكنة في الوقف المتحركة فى الوصل ، بثلاث شروط متفق عليها بين عموم القراء وهى :
الأول : أن يسبق الراء فتحة أو ضمة ، سواء تخلل بين الفتحة والضمة ساكن أم لا ، وذلك نحو : ( القمر ) و ( النذر ) و ( القدر )
الثانى : أن يسبق الراء ألف المد ، بشرط نصب الراء المتطرفة نحو ( إن الأبرار) ، و ( جاهد الكفار ) أو رفعها نحو قوله تعالي : (سبحانه هو الله الواحد القهار ) أما إذا كانت الراء مجرورة كقوله تعالى ( لله الواحد القهار ) ، فتفخم عند من لم يقل بالإمالة كحفص عن عاصم ، وترقق عند من قال بها " كأبى عمرو البصرى "
الثالث : أن يسبق الراء واوالمد نحو قوله تعالى :( إن الله غفور شكور ) ، و ( وإليه النشور )و ( إن الله يبعث من فى القبور ) .. وما إلى ذلك .
تنبيهات هامة بخصوص الوقف على الراء المتطرفة :
1ـــ إذا وقفت على الراء الساكنة فى الوقف ، والمتحركة في الو صل ، يجوز الوقف عليها بالسكون المجرد ، أو به مع الإشمام ، أو بالوقف بالروم فيما يجوز فيه ذلك ، فإن وقفت بالروم فى نحو : ( والفجر . وليال عشر ) ( وعقبى الدار ) ، و ( إلى النور ) من كل راء مجرورة أو مكسورة ، فلا بد من ترقيق الراء ، ولو لم يكن قبلها أحد شروط الترقيق السابقة ، وذلك لأن الروم كالوصل ، فكأنك واصل والراء مجرورة ، والجر أو الكسر من مسوغات الترقيق . قال الإمام الشاطبى : ( ورومهم كما وصلهم فابل الذكاء مصقلا )
أما إذا وقفت بالروم فى حالة الرفع مثل ( وانشق القمر ) و ( الواحد القهار ) فلا ترقيق للراء للجميع ، وإن سبقها أحد شروط الترقيق كما لو وقفت على نحو ( سحر، مستمر ) وذلك لأن الراء مرفوعة،والرفع ، من مسوغات التفخيم .وإذا وقفت بالسكون المجرد سواء كانت الراء مرفوعة ، كما لو وقفت علي نحو : ( فما تغن النذر) ، و ( ليس البر ) و ( سحر، مستمر) أو مجرورة نحو :( والوتر )، أو منصوبة نحو : ( إن الأبرار ) أو وقفت بالسكون مع الإشمام ولا يكون إلا في المرفوع أو المضموم ، فينظر في هذا كله إلى ما قبل الراء حينئذ ، فإن كان ما قبلها أحد شروط الترقيق الثلاثة المتقدمة فترقق ، وإن كان ما قبلها أحد شروط التفخيم الثلاثة المتقدمة أيضا فتفخم .
2ـ إذا تخلل بين الراء الموقوف عليها وبين الكسر الذي قبلها ساكن حصين ونعني به الصاد والطاء من حروف الاستعلاء وذلك في لفظ : ( مصر ) غير المنون ، ولفظ ( القطر ) ، ففي الراء خلاف بين أهل الأداء ، فمنهم من فخم لكون الحاجز حرف استعلاء معتدا به ، ومنهم من رقق ، ولم يعتد بالحاجز الحصين ، وجعله كغير الحصين مثل : ( الشعر ) ، واختار الحافظ ابن الجزري التفخيم في(مصر)، و الرقيق في ( القطر ) ، نظرا لحال الوصل ، وعملا بالأصل ، أي : أن الراء في( مصر) مفتوحة في الأصل مفخمة ، وفي" القطر " مكسورة في الوصل مرققة ، وهذا هو المعول عليه والمأخوذ به ـــ وقد بين العلامة المتولى رحمه الله مذهب الحافظ ابن الجزرى فى هاتين الكلمتين بقوله:
ومصر فيه اختار أن يفخما ****** وعكسه فى القطر عنه فاعلما
3 ـ من الراءات الساكنة للوقف المتحركة فى الوصل ما يجوز فيها الوجهان ـ الترقيق والتفخيم ـ والأول هو الأرجح وهى الراءات المكسورة التى بعدها ياء محذوفة للتخفيف ، المنحصرة في كلمة ( ونذر )، المسبوقة بالواو في ستة مواضع بالقمر، وكلمة ( يسر) في قوله تعالى: ( والليل إذا يسر ) بالفجر . فمن رقق نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف ، وأجرى الوقف مجرى الوصل ، ومن فخم لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل ، واعتد بالعارض وهو الوقف بسكون الراء وحذف الياء ، ولفتح ما قبل الراء فى ( يسر ) ، ولضمه فى ( ونذر) ، وكل هذا موجب للتفخيم .
ويلحق بهذه الراءات السبع فى إجراء الوجهين وقفا مع ترجيح الترقيق،الراء من كلمتي:( أن أسر ) ، و ( فأسر ) وذلك كلا من الكلمتين فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة وهو االياء والكسرة قبلها دليل عليها
4 ـ علم مما تقدم أن الراءات الساكنة فى الوقف المتحركة فى الوصل والتى يجوز فيها الترقيق والتفخيم وقفا مع أرجحية الترقيق تسع راءات ، يضاف اليها راء ( القطر ) بسبأ ، والتى تقدم الكلام عليها ، فتصير عشرا راءات ، الأرجح فيهن الترقيق وقفا ، وأيضا تقدم من هذا النوع راء واحدة فيها الوجهان : التفخيم الترقيق ، والتفخيم هو الأرجح عكس ما تقدم فى الراءات العشر المذكورة آنفا ، وهذه فى لفظ ( مصر ) غير المنون ، فتكون الجملة إحدى عشرة راء ، أما لفظ مصر المنون من قوله ( اهبطوا مصرا ) بالبقرة ، فحكمه التفخيم وقفا ووصلا بالإجماع ، لان الراء أصبحت متوسطة ومنصوبة .

5ـ الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو : ( بالنذر ) و ( دسر ) ، أو فتح نحو: ( البشر) أو سكن نحو : (والفجر ) ،( القدر ) حكمها التفخيم كما ذكرنا فى شروط التفخيم للراء الساكنة للوقف . وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح . وقيل بترقيقها لعروض الوقف ، وذهب إليه جماعة والمعول علي والمقروء به ما ذهب إليه الجمهور وذلك إذا كان الوقف بالسكون المجرد ، أما إذا كان الوقف بالروم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء وذلك كان الوقف بالسكون المجرد ، أما إذا كان الوقف بالروم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء كما مر . وفيما يلى ما قاله العلامة المتولى فى ذلك مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزرى فيما تقدم فى الراءات ذوات الوجهين وقفا :
والراجح التفخيم فى للبشــر **** والفجر أيضـــا وكذا بالنــــذر
وفى إذا يسراختيار الجزرى **** تـرقيقـــه وهكــــذا ونــــــذر
ومصر فيه اختار أن يفخمــا **** وعكسه في القطر عنه فاعلما
وذلك كلــه بحـال وقفنـــــــا **** والروم كالوصل على ما بينا . ا.هـ من صـ 114إلي صـ 125
وقد اختصر المالقي هذا الباب حيث قسم الراءات إلي ثلاثة أقسام قال:
قسم يرقق في الوصل والوقف : وهو ما كان من هذه الراءات التي ذكرها مفتوحة أو مضمومة بعد كسرة أو ياء ساكنة على قراءة الجماعة نحو : " سخر ، والحمير، المصور ، تثير " .
وقسم يفخم في الوصل والوقف على قراءة الجماعة : وهو ما كان من هذه الراءات المتحركة بالفتح أو الضم أو الساكن ليس قبله كسرة ولا ياء ساكنة نحو:" حضر ، كبر ، يصهر ، ينظر" .
وقسم يفخم فى الوصل ويرقق في الوقف : وهو الراء المفتوحة والمضمومة من القسم الأول بعينه علي قراءة غير ورش بشرط ألا يوقف علي المضموم بالروم " ا. هـــ صــ 565
توجيه أحكام الراء :
قال أبو شامة: وجه تفخيم الراء إذا كان بعدها حرف استعلاء: التفخيم أليق من الترقيق هنا لما يلزم المرقق الصعود بعد النزول ، وذلك شاق مستثقل.
وجه ترقيق الراء الساكنة : لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف ، وكأن الراء مكسورة ، ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها ، وامتنع ترقيق "مرجع " لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها، وتقرب منها إذا كانت قبلها.
وجه الترقيق في " أنذر قومك"ونحوها : من أجل الفصل الخطي وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال .
والغرض من الترقيق مطلقا : اعتدال اللفظ وتقريبه من بعض .إبراز المعاني
قال د/ محمد سلامة:" وجه تفخيم الراء مع حروف الاستعلاء : عدم التناسب فيكون هناك تنافر.
وجه ترقيق الراء المكسورة : قوة الشبه بين الإمالة والترقيق ، ولما كان الكسر من أسباب الإمالة فكذلك كان الكسر هنا سبب الترقيق .
وجه تفخيم الراء المضمومة : التنافر بين ثقل الضمة والترقيق .
وجه تفخيم الراء الساكنة بعد الفتح والضم: لما بينهما من تناسب ـ أي بين الفتح والضم ـ .
وجه ترقيق الراء الساكنة بعد الكسر : لما بين الكسر والترقيق من التناسب.
وجه ترقيق الراء التي قبل حرف الاستعلاء : التناسب بينهما ." ا.هـ الفتوحات الإلهية في توجيه القراءات القرآنية.
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملة رسالة فاصلة في الراءات

. فصل في( نذري)

قبل الحديث علي " نذري " أود أن أقدم مقدمة بسيطة .
أولا : هذا الباب ــ باب الراءات ــ أكثره إنما هو قياسي علي الأصول، وبعضه أخذ سماعا ،و لو قال قائل : إنني أقف في جميع الباب كما أصِل ، سواء سكنت أو رمت لكان لقوله وجه ، لأن الوقف عارض ، والحركة حذفها عارض وفي كثير من أصول القراءات لا يعتدون بالعارض ، قال : فهذا وجه من القياس مستتب ، والأول أحسن " قلت ــ أبو شامة ــ وقد ذكر الحصري الترقيق في قصيدته : ــ وما أنت بالترقيق وأصله .. فقف عليه به إذا لست بمضطر " ا . هـ 259 قال أبو عمرو الداني : ( بين المرء ) بأن القياس إخلاص فتحها ، وقال في آخر باب الراءات من كتاب الإمالة : فهذه أحكام الوقف علي الراءات على ما أخذناه عن أهل الأداء وقسناه علي الأصول إذ عدمنا النص في أكثر من ذلك ... " إبراز المعاني
قال ابن الجزري : بعدما ذكر في نشره الخلاف في أصل الراء قال : " والقولان محتملان ، والثاني أظهر لورش من طرق المصريين ولذلك أطلقوا ترقيقها واتسعوا فيه كما قدمنا . وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف علي المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضي الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ علي الأصل علي القول الأول ، وترقق علي القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق ثم ذكر كلام مكي " ا . هــ 2/ 109 ثم قال في تقريب النشر . " ..... وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أولم يكن نحو : " الحجر ، وكبر ، والنذر ، والشجر ، والفجر ، وليلة القدر " وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسورة في ذلك ولو كانت الكسرة عارضة وخص بعضهم ذلك لورش ، والصحيح التفخيم " ا . هـ ًًًصًًًًًـ 74
فمما سبق يتضح لك أن الوقف علي الراء المكسورة المتطرفة وقبلها ما يقتضي التفخيم علي مذهبين :
الأول : أن تفخم الراء وقفا إذا لم يسبقها ما يقتضى الترقيق
الثاني : أن تفخم و ترقق الراء في الوقف ما دامت مكسورة وصلا ولو سبقت بما يقتضي التفخيم .
فإن قيل : ماذا تفعل في قول الشاطبي في باب الراءات :
وما لقياس في القراءة مدخل .: فدونك ما فيه الرضا متكفلا .
قلت : إذا نظرنا في سبب هذا البيت يتضح الأمر فقد ذكر الشاطبي البيت بعد قوله :
وما بعده كسر أواليا فما لهم .: بترقيقه نص وثيق فيمثلا .
فهو يرد علي مكي والحصري القيرواني وغيرهم مما أجازوا ترقيق الراء إذا كان بعده كسر أو ياء نحو " قرية ــ المرء " حيث أثبتوا ترقيقها بالقياس ، بينما نصوص الأئمة في مثل هذه ثابتة بالتفخيم . فلذلك ذكر هذا البيت ، وليس معني هذا نفي القياس مطلقا ، قال أبو شامة " .. وأما نفي أصل القياس في علم القراءة فلا سبيل إليه وقد أطلق أبو عمرو الداني في مواضع ..... " إبراز المعاني صــ 258
فيتضح أن البيت ليس على إطلاقه كما سبق فما أخذ به الشيخ المتولي له سلف كما أسلفنا وبه جاء النص عن بعض أئمتنا ــ وبعض العلماء يأخذون بالوجهين في كل ما هو مكسور في الوصل عند الوقف ويجرون فيه الترقيق والتفخيم بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه وإن كان هذا الرأي مرجوحا إلا أنه رأي موجود منذ القدم وعليه فلا عبرة بما قاله الشيخ عبد الرازق علي موسي / في عدم صحة القياس حيث إنه ثبت بالنص عن أئمتنا أنهم كانوا يأخذون بهذا المذهب فلماذا يعدها من أقيسة المتولي ؟ وفي حقيقة الأمر يأخذ علي المتولي أنه نسب هذا القول إلي ابن الجزري وهذا سبق قلم منه ــ رحمه الله ــ ولعله خطأ من النساخ ، والإمام المالقي أيضا ذكر المذهبين السابقين ، فيتضح أن الإمام المتولي لم يأت بشيء من تلقاء نفسه وإن كان رأيه مرجوحا كما ذكر مكي فابن الجزرى قال بالوجهين في " الفجر والبشر " ووجه الترقيق غير معمول به عند أئمة عصرنا كما ذكر ذلك صاحب إتحاف فضلاء البشر حيث قال : " والفجر بالتفخيم أولي تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل ومقابلة الواهي تعتبر عروض الوقف ."

فصل في " المرء وقرية ومريم "

وهذا الفصل فيه الحديث عمن يرققون الراء من أجل الكسرة في الهمزة إذا كان الكسر فيها أقوى منه في (كرسيه ، ومرجعهم) وشبهه ووجه قوة الكسرة فيها كونها مشابهة لحروف المد واللين ، ولما قوي الكسر فيها قوي الكسر فيها قوي فيما شابهها ، وأيضا فكأن لحروف المد واللين ، ولما قوي الكسر فيها قوي الكسر فيها قوي فيما شابهها ، وأيضا فكأنه استشعر القاء حركة الهمزة علي الراء وكسرها بكسرتها فصارت فى حكم الراء المكسورة الواجب ترقيقها وإن كانت ساكنة ، وليس كذلك الحكم في " كرسيه " وشبهه ، ولهذا الاستشعار أدخلوا عليه همزة الوصل اعتدادا بهذا الحذف المقدر والإلقاء المستشعر ، ومعاملتهم إياه في التعويض مما استشعروا حذفه معاملة "اسم وابن " في تعويضهما مما حذف منهما فقالوا : هذا امرؤ كما قالوا : "هذا ابن " فحكم الترقيق في هذا لهذا التوهم كحكم إدخال همزة الوصل عليه لأجله أيضا .
قال السخاوي : " وأما وقوع الياء بعدها فنحو " قرية ـ مريم " فذهب قوم إلي ترقيق الراء كما ترقق الياء الواقعة قبلها ليتقارب الصوت ويتشاكل ولو فخمناها لتضاد وتنافر وحصلت في اللفظ كلفة . قالوا : والفرق بين الياء والكسرة أن الحركة علي الحرف المكسور وبعدها مقدرة بعده فكأن الكسرة ما جاورت الراء والياء المفتوحة بعدها حركتها مقدرة بين يديها فكأنها قد وليت الراء ساكنة فكأن حكمها حكم الياء الساكنة وقبلها وهذا قياس . وقد أجاب أبو عمرو : أن الياء الساكنة إذا تحركت بالفتح التحقت بسائر الحروف فلم توجب إمالة ولا ترقيقا . قال : ولو كان هذا المذهب صحيحا لكانت الياء الساكنة به أولى وكذلك الكسرة إذا كانت توجبا ذلك إذا سبقتا فكان يجب ترقيق نحو : " لبشرين ـ ترجعون ـ الحرث "
قال : وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء فيما تقدم واعتد بمكان الياء . وقد أجابه بعض الشيوخ فقال : امتناع الترقيق لا يخلو إما أن يكون لفتحة الياء , أو لأن الياء بعد الراء فإن كان المانع فتحة الياء فإن الياء حكمها في الترقيق عند اللفظ بها مع الفتح حكمها مع السكون ، وذلك أمر محسوس إذا قلت : (يا)ألا تري أن تفخيمها خطأ بإجماع وإذا كان حكم الترقيق في اللفظ باقيا كما قلنا بما يمنع من ترقيق الراء التي قبلها لأجلها ليتجانس الصوت ويتقارب اللفظ بها . قال : وأيضا فإن الياء تزيد بالتحرك ثقلا فمراعاة المتحركة في الترقيق ما قبلها أقوي من مراعاة الساكنة لها لزيادتها في التثقيل عليهم إن كان المانع كون الياء بعد ترقيق الراء فرع عن الإمالة والإمالة أكثر أسبابها بعدـ ضم الباء ،وسكون العين ـ وإذا كانت أسباب الأصل كذلك لم يمنع أسباب الفرع عن تأخرها . قال: وأما مواضع الإجماع التي ذكرها فإن الياء فيها لا تخلو من قسمين أن تكون ياء تثنية . ـ أو تكون لام الفعل منقلبة عن ألف فأما ياء التثنية لا يلزم الترقيق لها لكونها غير لازمة لأنها تنتقل في الرفع إلي الألف ، وأما الفعل فلا يلزم الترقيق لها أيضا لكون التغيير فيها عارضا لاتصال المضمر المرفوع بها ، وليس كذلك الياء في " مريم " و " قرية " وشبههما ثم قال: فإن قيل : فيلزمك الترقيق لتلك الألف الأصلية إذا كانت منقلبة عن ياء كما يلزم في نحو " افتري " إن كان التغيير في هذه الياء عارضا كما زعمت وكان أصلها الألف . والجواب : أن هذه الألف إنما يلزم الترقيق لها إذا وجدت فأما إذا عدمت وناب غيرها منابها لم يجب لها شيء من ذلك فسقط الاعتراض ثم قال : فإن قيل : هلا عاملتم الراء من يرتع وشبهه في الترقيق لمجاورة الياء قبلها معاملة الراء من مريم في الترقيق لمجاورة الياء بعدها ، والجواب من وجهين : أن الياء من يرتع مزيدة للمضارعة فسكون الراء بعدها عارض من أجلها فلم يعتد به ، ألا تري أنها مفتوحة في الماضي نحو قولك : " رتع " وليس كذلك الياء من مريم فإنها أصلية معتد بها فسكون الراء قبلها لازم فذلك افترقا . الثاني : أن حركة الياء من يرتع قد حجزت بينها وبين الراء فضعف الترقيق لذلك وقوي التفخيم ، وليس كذلك الياء في مريم لأنها قد وليت الراء ولم يحجز حركتها بينهما إذا كانت مقدرة بعدها فافترقا " ا . هـ فتح الوصيد 1/ 533
قلت : وهذه الأجوبة واضحة في الكلفة حيث إن ثبوت هذه النصوص كافية ولذلك قال الشاطبى :
وما لقياس في القراءة مدخل *** فدونك ما فيه الرضا متكفلا
وقد علق أبو شامة علي هذه الردود قائلا : " وقد اعتذر قوم عن ذلك بما فيه تكلف ولو رققت الراء من " يرتع " لرققت لورش في نحو : " يرون " ا . هــ إبراز المعاني وقال ابن الجزري : معلقا علي " قرية ، ومريم وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعلي العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح " ا . هــ النشر 2/ 103
قال أبو عمرو الداني " كان جماعة من أهل الأداء من أصحاب ابن هلال وغيره يردون عن قراءتهم ترقيق الراء حيث وقع من أجل جر الهمزة ، وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها وبه قرأت ا . هــ والتفخيم هو الأصح والقياس لورش وجميع القراء " ا . هــ النشر 2/ 102
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملة رسالة فاصلة في الراءات

فصل في إدغام (الراء )
الإدغام لغة : عبارة عن الإدخال يقال : ( أدغمت الفرس اللجام ) إذا أدخله فيه وقيل : إنه من الدغم وهو التغطية يقال : أدغمت الشيء إذا غطيته .
واصطلاحا : إدخال الحرف في الحرف ودفنه فيه حتى لا يقع بينهما فصل بوقف ولا بحركة ، ولكنك تعمل العضو الناطق بهما إعمالا واحدا فيكون الحاصل منهما في اللفظ حرفا واحدا مشددا . ويحصل الفرق بين الحرف المدغم ، وغير المدغم ، من الوجهين :
أحدهما : أن المدغم مشدد وغير المدغم مخفف ، فعلى هذا كل حرف مشدد مدغم .
والوجه الثاني : أن زمان النطق بالحر ف المدغم أ طول من زمان النطق بالحرف ، أطول من زمان النطق بالحرف غير المدغم بقدر ما فيه من التضعيف كما أن زمان النطق بالحرفين المفككين أطول من زمان النطق بالحرف المدغم ." ا.هـ الدر النثير 172
قال صاحب الدراسات اللغوية د/الجنابى : " . ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال : " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا . هــ صــ 46

ثم ذكر بعد ذلك تعريف مكي والداني وغيرهم ثم قال : والحقيقة أن تعريف ابن مجاهد هو تعريف جامع مانع كما يقول المناطقة والفكرية وهي التي أيدها علم الأصوات الحديث ا . هــ 47
وأسباب الإدغام : إما تماثل مثل " واذكر ربك " وإما تقارب وتجانس مثل " واصبر لحكم" اختلاف في المخارج فمن جعل اللام والراء من مخرج واحد عنده من التجانس ومن جعل اللام والراء من مخرجين مختلفين عنده من التقارب . والراء من الحروف التي لقيت مثلها وجنسها ومقاربها وهي لا تدغم إلا في مثلها لجميع القراء إلا ما كان من أبي عمرو ويعقوب بخلفهما من طريق طيبة النشر , مثل " واذكر ربك " . فالراء لا تدغم في اللام والنون لأجل التكرار التي في الراء .... قاله ابن الحاجب .
قال د/ جبل " وقد عرفنا أن الراء أخت اللام في المخرج والصفات غير أنها تتميز عن اللام بأنها مكررة ومن أجل هذا التكرار الذى عده سيبويه تفشيا منع إدغام الراء فى اللام
.في مثل " اجبر لبطة " لأن الإدغام يتسبب في فقد صفة التكرار وهي صفة مهمة وفقدها يعد إجحافا كبيرا . وقد فعلوا الشيء نفسه مع الشين فكرهوا إدغامها في مجانسها لأن إدغامها يذهب التفشي ويجحف بالكلام وأما إدغام اللام في الراء إذا تواليا فهو أحسن من بيانها لأنهما من موضع واحد تقريبا مثل" كلا بل ران " في قراءة من لم يسكت علي لام بل. " ا . هـــ 127 وأما أبو عمرو ويعقوب نظرا إلي تقاربهما أو تجانسهما مع ثبوت الرواية ولم يعتبروا التكرار مانعا من الإدغام . وقد علل سيبويه إدغام اللام في الراء بقرب المخرجين ولأن فيهما انحراف نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجري الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج ." الكتاب 4/452
وتدغم النون في الراء ، وقد علل سيبويه قائلا : النون تدغم مع الراء لقرب المخرجين على طرف اللسان وهى مثلها في الشدة وذلك قولك : من راشد وتدغم بغنة وبلا غنة . ا . هــ
فائدة : ــ اللام والراء لم تأت واحدة منهما بعد النون الساكنة فى كلمة واحدة . قاله المالقي 454
الحروف التي لا تدغم في مقاربها لزيادة صفتها مجموعة في ( ضوي ، مشفر ) لأجل المد واللين في الواو والياء، والغنة في الميم ، والتفشي في الشين ، وشبه التفشي في الفاء وهو الانتشار، والتكرير في الراء ، وأما إدغامها في مثلها فيجوز لبقاء صفتها مع الإدغام ثم أخذ يعلل ما جاء من من باب الاستثناء ..ا. هـ ًصــ 246

فصل: الراء في الأحرف المقطعة

المقصود بالحروف المقطعة الحروف التي في أوائل السور وقد تحدثت في رسالتي الفاصلة في التقاء الساكنين بما يغني عن الإعادة أما ما أقصده هنا كيفية النطق بالراء ومقدار مده ، فمعلوم في الأحرف المقطعة أن ما كان علي ثلاث أحرف ووسطه حرف مد يمد ست حركات وإن كان وسطه حرف لين فيه خلاف وإن كان وسطه حرف غير حرف المد واللين لا يمد مطلقا وهو ألف وأما ما كان علي حرفين فيمد حركتين كأحرف ( حي طهر ) وهذه الأحرف عند العرب تنطق علي ثلاث أحرف وعلي حرفين أي ( راء ــ را ) وقد جمع الطيبي في منظومته ( المفيد في علم التجويد ) الأحرف التي تنطق بحرفين ويجوز نطقها بثلاثة أحرف قال :
والمد والقصر جميعا رويا :. في بـا وتـا وثا وحـا وخـا ويـا
ورا وطا وظا وفا وها ، فزد :. همزة إن شئت ودع إن لم ترد
ولغة القصر بها الذكـر ورد :. همزة إن شئت ودع إن لم ترد
أى أن لغة القصر الذي عليه العمل في القرآن ولذلك لا يجوز في " را" إلا القصر ـ مقدار المد الطبيعي ـ وهذا يؤخذ من أفواه الشيوخ المتقنين لأن المبتدئ قد يبالغ في مده قليلا وهذا مشاهد .
فائدة :
قال صاحب متن الفرائد الحسان في عد آي القرآن :
ما بدؤه حروف التهجي الكوف عد ** لا الوتر مع طس مع الرا اعتمد
أن الكوفيين جعلوا جميع الأحرف المقطعة رأس آية إلا الوتر والمقصود به ما كان على حرف واحد وقد جاءت في ثلاث سور وهي " ص ـ ق ـ ن " وكذا في" طس " في سورة " النمل "
وقوله " مع ذي الرا " أى كل ما فيه راء في الأحرف المقطعة لا يعدوها آية مثل " المر ـ الر " والباقون ــ غير الكوفيين ــ ليست عندهم الأحرف المقطعة من رؤوس الآي . أمال الراء في فواتح السور : البصري والشامي وشعبة وحمزة والكسائى وخلف العاشر ، وقللها ورش من طريق الأزرق .
فصل في " إمالة في الراء "

الإمالة لغة : مصدر قولك أملت الشيء إمالة إذا عدلت به عن الجهة التى هو فيها من مال يميل ميلا إذا انحرف عن القصد . الجاربردى 238
الفتح لغة أهل الحجاز . والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس . نفس المصدر السابق
الإمالة : أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها : الكبرى ، والإضجاع ، والبطح وهى الواردة عند الإطلاق وقليلا وهو بين اللفظين ، ويقال له التقليل ، وبين بين ، والصغرى . ويتجنب فى الإمالة المحضة القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه ." أ . هـ إتحاف فضلاء البشر 247
أسبابها : كل أسباب الإمالة ترجع إلى الكسر والياء. قاله ابن الجزرى
من اشتهر من القراء : منهم من أمال ، ومنهم من لم يمل والأول قسمان : مقل وهم قالون والأصبهانى عن ورش وابن عامر وعاصم
ومكثر وهم : الأزرق عن ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائى وكذا خلف العاشر وأصل الأزرق الصغرى . ا هـ إتحاف فضلاء البشر 248
كيفية الإمالة : قال د/ الجنابى : " .. إذن لا فرق بين أن تمال الفتحة أو أن تمال ألف اللين لأن العملية العضلية واحدة . واللسان مع الفتحة يكون مستويا في قاع الفم ، فإذا أخذ في الصعود نحو الحنك الأعلى بدأ ، حينئذ ذلك الوضع الذى يسمى الإمالة ، وأقصى ما يصل إليه اللسان فى صعوده نحو الحنك الأعلى هو القياس الذى يسمى عادة بالكسرة كانت أو قصيرة . وهكذا نرى أن الفرق بين الفتح والإمالة ليس إلا اختلاف في وضع اللسان مع كل منهما ، حين ينطق بهذين الصوتين ، واللسان فى حالة الإمالة أقرب إلي الحنك الأعلى منه فى حال الفتح . وحين تعرض الإمالة لغير أصل من أصول الكلمة ـ كإمالة الفتحة أو إمالة ألف المد غير المنقلبة عن أصل ـ فليس هناك إلا نوع واحد من الانسجام بين أصوات اللين ولذلك جعل القراء من أسباب هذه الإمالة وجود كسرة سواء أكانت سابقة أو لاحقة ..." صــ 51
هذا بالنسبة لإمالة الألف والفتحة أما التعليل الصوتي لإمالة حركة الراء قال د / الجنابي : " التفسير الصوتي لإمالة حركة الراء مبنى على أساس التلازم بين الراء والإمالة وذلك أن الراء صوت متوسط يشترك فى هذه الصفة مع الياء فهذا الاشتراك فى الصفة يجعل من السهل على الناطق أن يؤدى الراء الممالة أكثر من غيرها لأنه حينئذ يجعل فتحة الفم ضيقة عند الناطق بالراء ضيقة تكفى لأدائها مرققة ـ إذا لا يجوز مع الإمالة إلا الترقيق ـ وضيق المخرج في حالة المرققة كاف لأداء الكسرة الممالة دون غيرها من الحركات يساعد على ذلك اشتراط وجود كسرة لازمة أو ساكن قبله كسرة أو يا ساكنة قبل الراء الممالة ، ولا فرق بين الياء والكسرة هنا فمخرج الكسرة ووضع اللسان معها هو نفسه مخرج ياء المد ، فالياء كسرة طويلة ولا فرق بين القصيرة والطويلة إلا فى الكمية وأقصى ما يميل إليه اللسان في صعوده نحو الحنك العلى هو ذلك القياس الذي يسمى عادة بالكسرة طويلة كانت أو قصيرة ومن هنا كان الانسجام الصوتي عند أداء مثل تلك الإمالة " ا . هـ
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تكملة رسالة فاصلة في الراءات

فصل في الراءات الممالة
1ـ الراء بعدها ألف مثل : " ترى ـ أراكم " قال السخاوى : " وهو باب متسع أمال في جميعه فتحة الراء لتميل الألف بعدها فإمالة الألف إما لتدل على أصلها إذا الألف فى الباب إما منقلبة عن ياء أو مشبهة بها ، وإمالة الراء من باب إمالة لإمالة 2ـ الراء المكسورة المتطرفة قبلها ألف مثل : " الدار ـ النار " قال السخاوى : " واعلم أن إمالة هذا تقوى من وجهين :
أحدهما : أن الكسرة على الراء قامت مقام كسرتين من قبل أن الراء حرف تكرير .
الثانى : أن الراء لام الفعل فالألف قبله قريب من موضع التغيير وهو الطرف فمن أمال هذا دون " بل ران " " نسارع " لهذه العلة لأن عين الفعل يبعد ما قبلها من الطرف فتغيير ما قرب من الطرف دون ما بعد منه أقيس ، لأن الإمالة فيه قوية وبها يتشاكل الصوت بتقريب الألف من الياء المشاكلة للكسرة فيزول الاستعلاء ويعمل اللسان في جهة واحدة .
3ـ الراء المكررة المكسورة الآخر مثل ( الأبرار ـ من الأشرار ) قال السخاوى : " قد قدمت القول في الإمالة لأجل الراء فكيف وقد وقعت الألف بين رائين وإحداهما مكسورة لقيد قويت أسباب الإمالة
4ـ الراء قبل التأنيث مثل " مرة ـ بررة "
أولا : أميلت هاء التأنيث لأنها تشبه ألف التأنيث فأميلت كما أميلت والمشابهة في ثمانية أشياء : الدلالة على التأنيث ـ والزيادة ـ والسكون ـ وفتح ما قبلها في الغالب ـ والضعف ـ والخفاء ـ وإشباع الصوت ـ والبدل مع تقاربهما في المخرج . وأمليت الراء قبلها تبعا لها .
5 ـ في الأحرف المقطعة " المر ـ الر" قال السخاوى : " ... ومن أمالها للإشعار بأنها أسماء وليست كالحرف التي لا يجوز إمالتها نحو : ( ما ) و ( لا ) والدليل على أنها أسماء أنها : تنعت ، وتعرّف ، وتنكر ، وتصغر ، وتضاف ويخبر عنها " ا . هـ صـ 2/ 261 بتصرف
6 ـ إمالة كلمات رائية مخصوصة نحو : " رأى ـ رآه ـ ونحوهما " لأنهما أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة لتصبح إمالة الألف التي بعدها وهى منقلبة عن ياء وأمليت تنبيها على الأصل ، ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها ليكون عمل اللسان واحدا . ا . هــ فتح الوصيد
ــ " جبارين " : ..... وحجة من أمال قوة الكسر في الراء ووجود الياء بعدها " ا . هــ السخاوى ويلحق " بجبارين " كذلك : " أنصاري ـ وسارعوا ـ نسارع ـ والبارىء ـ وبارئكم ـ ويسارعون ـ الجواري ـ للحواريين ـ للشاربين ـ مشارب ـ حمارك ـ والمحراب ـ إكراههن ـ الإكرام ـ عمران : قال السخاوى : " فإن سيبويه حكى أنهم لم يجعلوا الراء كحرف الاستعلاء فى منع الإمالة ، وحكى أنهم قالوا : عمران ، وفراش ـ وحراب بالإمالة ، فعلى هذا جازت إمالة المحراب للكسرة في أوله ، فأما المخفوض فإن الكسرتين اكتسبتها الألف فيه فقويت الإمالة وكذلك ( إكراههن) ، و( الإكرام ) " ران " في قوله تعالى " بل ران " قال السخاوى : " وهو موضع واحد لقولك في المستقبل : يرين ، وفي المصدر رينا مع الكلام السابق في الكسر ولم يمنع إمالته فتحة الراء كما منعها في " راودته " لأن فتحة إنما تمنع فى الأغلب إمالته الألف الزائدة والآلف فى بل ران أصلية . ا. هــ 1 / 491 ــ " التوراة " : لأن ألف التوراة أصلها الياء باتفاق فلا يحتاج مع هذا إلى أظهر منه ... " ا. هــ
وقال أبو على الفارسي : " من أمال فلأن الألف إذا كانت رابعة أشبهت ألف التأنيث تمال مع المستعلي نحو : فوضي فالإمالة مع الراء أخرى " أ . هــ الحجة 3/ 15 من كتاب فتح الوصيد 2/ 108
ــ " تراءا " : قال د/ محمد سلامة : ووجه إمالة " تراء الجمعان أن الألف التى بعد الهمزة أصلها لأنه من رأى فيميل الألف ليقربها من أصلها ، ولا تتمكن الإمالة فى الألف حتى تميل ما قبلها نحو الكسر وهو الهمزة المفتوحة ، ولم يمكنه إمالة الألف التى بعد الراء لإمالة ما بعدها حتى يميل فتحة الراء إلى الكسر. ويسمى إلة لإمالة ا. هــ الفتوحات الإلهية فى توجيه القراءات القرآنية صــــ 210
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين .
والحمد لله رب العالميـــــــن
أبو عمر عبد الحكيم
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=8615
 
التعديل الأخير:

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: رسالة فاصلة في الراءات

ماشاء الله جزاك الله خير كفيت ووفيت
 

الحجازي الاصيل

مزمار ذهبي
19 أبريل 2008
867
2
0
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: رسالة فاصلة في الراءات

(بسم الل)
:x18:
:x3: بارك الله فيك عمل رائع وتحقيق جميل ماشاءالله اعجبني كثيراوفقك الله لما فيه الخير:)
 

القارئ المدني

عضو شرف
عضو شرف
5 يونيو 2008
2,489
27
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: رسالة فاصلة في الراءات

(بسم الل)

:x18:

:x3:

جزاك الله خير الجزاء على هذا العمل القيم
وجعله في ميزان حسناتك
 

اذكار

عضو كالشعلة
15 أغسطس 2008
444
0
0
الجنس
ذكر
رد: رسالة فاصلة في الراءات

بارك الله فيك
بارك الله فيك
 

اذكار

عضو كالشعلة
15 أغسطس 2008
444
0
0
الجنس
ذكر
رد: رسالة فاصلة في الراءات

بارك الله فيك
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: رسالة فاصلة في الراءات

جزاكم الله خيرا وشكر الله لكم وبارك فيكم
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: رسالة فاصلة في الراءات

فيه بيان لمسألة " نذري " وحقيقة الخلاف فيه
كما طلب أحد الإخوة
بارك الله في الجميع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: رسالة فاصلة في الراءات

بسم الله ما شاء الله
موضوع قيم جدا اخانا الفاضل
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع