رد: التحريرات؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(بسم الل)
:
:
ما معنى التحريرات عند القراء .
أرجو ممن لديهم معرفة بالإجابة أن يتفضلوا علينا بها
وجزاكم الله خيرا
(بسم الل)
لعلك أخي الفاضل تقصد التحريرات في القراءات السبع.
للإجابة على هذا السؤال انقل اليك هذا التحرير الوافي للدكتور أمين الشنقيطي حفظه الله كتبه على منتديات القراءات العشر:
التّحرير لغة: يُطلق على معان منها: التّقويم، والتّدقيق، والإحكام، يقال: تحرير الكتاب تَقْويمه، وحرّر الوزن إذا أَحْكَمه.(القاموس المحيط للفيروزآبادي 1/479).
واصطلاحاً: ((إتقان القراءة من أيّ خطأٍ، أو خللٍ ،كالتّركيب، والتّلفيق)).( تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/9).
وبعضهم عرفه بأنه : علم يُعنى بعزو أوجه طرق القراءات المختلف فيها إلى من وراها من أصحاب الطرق، وأمهات مصادر القراءات ،ويهتم بتمييز الطرق، وتنقيحها، وبيان الجائز منها، والممنوع، ومايترتب عليها من الأوجه. ( معجم المصطلحات في علمي التجويد، والقراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري /مصطلح التحريرات).
توضيح هذا المعنى الاصطلاحي كالتّالي: قد اصطلح القُرّاء على تسْمية مَنْ جاء بعد الرّواة العشرين...طرقاً؛ المراد بطرق القراءات : كل ماينسب للآخذ عن الراوي؛ فهو طريق .(النّشر لابن الجزري2/199).
فإذا اتّفقت الطّرق عن الرّاوي، أُطلِق عليها أَوْجه، مثال ذلك:السّكت لحفص في (السّاكن قبل الهمز)، طريق الأَشْنَانِي عن عُبيد عن حفص عن عاصم، والإِدْراج: هو عدم السّكت، طريق الفِيل عن عمرو عن حفص عن عاصم، وفي الوقف على العالمين (الفاتحة/2)، ثلاثة أوجه: المدّ، والتّوسّط، والقصر، لاتّفاق الطّرق؛ فالطّرق يجب الالتزام بها، ويَحْرم الخَلْط بينها، أمّا في غير مقام الرّواية؛ فيجوز الخَلْط.(الإمام المتولّي وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/333،334).
-أهمية التَّحْرِيرَات.
كثُر الاهتمام بعلم التّحريرات من قِبَلِ علماء القراءات؛ فألّفوا فيه لكونه يحتوي على مزايا عديدة:
فهُو يهتمّ بقارئ القرآن عامّة، وقارئ القراءات خاصّة، باعتبار أنّ التَّحْرِيرَات وسيلة لحفظ القرآن الكريم، في ظلّ وجود طائفة متخصّصة، يُرجع إليهم عند الحاجة إلى معرفة الصّحيح من القراءات القرآنية من غيرها، وباعتبار أنّ التَّحْرِيرَات أيضاً بمثابة علم مصطلح الحديث عند أهل الحديث؛ فيحتاجها القارئ بالقراءات العشر لما فيها من التّمكّن في الإِقْرَاء، والقدرة على التّحرير للطّرق، ومنع التّركيب، والتّلفيق،وتفْصيل مُجْمل متن الشّاطبية، والدّرة، والطّيبة،إذْ لابدّ عند القّراء لكلّ من قرأ بمضمّن كتابٍ أن يَعرف طُرقه؛ ليَسلم من التّركيب، الذي هو خَطَأ مكروه، كما قرّره العلماء رحمهم الله. (غيث النفع للصفاقسي/ 12)،(تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/20). ،وألّفوا فيه كذلك لأنّه يُعتبر من أصْعب أنواع علوم القراءات،وقد شغل أذهان العلماء دهراً، واحتارت فيه عُقولهم؛ فألّفوا فيه لينتفع به المشتغلون بالقراءة، ، نظراً لأنّه لا سَبيل إلى رواية القراءات العشر من الشّاطبية، والدّرة، والطّيبة بطريقة صحيحة إلا به. (الإمام المتولّي، وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/ 337).
وقد حظي هذا العلم باهتمام العلماء رحمهم الله منذ عصر المحقّق ابن الجزري، وإلى اليوم، وكان من أكثر المهتمين به الإمام المحقّق ابن الجزري نفسه، وقد بيّن سبب ذلك في كتابه القيّم النّشر في القراءات العشر بقوله: (( ..وفائدة ماعيّناه، وفصّلناه من الطّرق ،وذكرنا من الكتب هو عدم التّركيب .. فإنهّا إذا مُيِّزت، وبُيِّنت ارْتفع ذلك أي: التّركيب …)) ، (النّشر لابن الجزري/193).
وكان من المهتمين به كذلك كلّ من جاؤوا بعده، لا يُعْرَف لهم مُخالف في الأخذ بها، كالعلامة الشّيخ سلطان الذي أجمل سبب ذلك الاهتمام بقوله في رسالته : ((الذي ينبغي ذكره في هذا المحلّ تحرير الطّرق،حسب ماذكره في النّشر لأنّه المعوّل عليه في تحريرها)) ، (رسالة سلطان المزّاحي/20).
وكذلك غيره من علماء القراءات ممّن أجادوا، وأفادوا، وألّفوا في علم التحريرات كتباً كثيرةً. (الإمام المتولّي وجهوده في علم القراءات،للدكتور إبراهيم الدّوسري/ 337).
-أقوال العلماء في حكم الأخذ بالتَّحْرِيرَات.
قال السّخاوي في كتابه جمال القراء: ((خَلْط هذه القراءات بعضها ببعضٍ خطأ )) ،لم أقف عليه في جمال القرّاء، وقد نقل كلامه هذا صاحب النّشر،وكذلك البنّاء صاحب إتحاف فضلاء البشر (1/105).
وقال ابن الجزري : (( وأجازه أكثر الأئمّة مطلقاً، وجعلوا خطأَ مانعي ذلك محقّقاً،والصّواب عنْدنا في ذلك التّفصيل، والعُدول بالتّوسط إلى سواء السّبيل؛ فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتّبة على الأخرى؛ فالمنع من ذلك منع تحريم،كمن يقرأ (فتلقى آدم من ربه كلمات) بالرّفع فيهما، أو بالنّصب ..وشبهه ممّا يُركّب بما لا تُجيزه العربيّة، ولا يصحّ في اللّغة، وأمّا ما لم يكن كذلك فإنّا نفرّق فيه بين مقام الرّواية، وغيرها؛ فإن قَرأ بذلك على سبيل الرّواية؛ فإنّه لايجوز أيضاً، من حيث إنّه كذب في الرّواية... ،وإن لم يكن على سبيل النّقل، والرّواية بل على سبيل القراءة، والتّلاوة؛ فإنّه جائز صحيح مقبول، لامنع منه، ولاحظر، وإن كنّا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الرّوايات من وجْه تَسَاوِي العلماء بالعوامّ لا من وجه أنّ ذلك مكروه، أو حرام..)) ، (النّشر في القراءات العشر لابن الجزري1/18 ،19).
وقال الإزميري : (( الترّكيب حَرام في القرآن على سبيل الرّواية، ومَكْروه كَراهة تَحريم على ما حقّقه أهل الدِّراية )) (عمدة العرفان للإزميري /2).
بناءً على هذا، وغيره؛ فليست التَّحْرِيرَات -أي تمييز الطّرق، وترتيب الرّوايات بحيث لا يحصل تركيب قراءة على أخرى- مِنْ اخْتِيَارَات- (الاختيار معناه باختصار : اختيار بعض المروي دون بعض عند الإقراء، والتلقي.(الإبانة عن معاني القراءات لمكّي/16،17)،(تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/26)- المصنّفِين؛ فينْـبَنِي عليها أنّه لا يلزم التزامها،أوإلزام الغير بها؛
فهذا القول يردّه أخْذ ابن الجزري بها، وقوله في النشر في أثناء تحريره لأحد مسائله( فخذ تحريرات هذه المسألة بجميع أوجهها، وطُرقها، وتقديراتها)) ، (النّشر لابن الجزري 1/358).
أضف إلى ذلك أنّ علماء كثيرين، ومنهم العلامة المتولّي، وغيره ذهبوا إلى الأخذ بالتَّحْرِيرَات، (تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة للشيخ عبد الرّازق على موسى/40).
واعتبروا أنّ الـخُلف بين القرّاء المحرّرين يَسِيرٌ، وليس هو نتيجة لأهواء مصنّفي التَّحْرِيرَات، أو نتيجة لوجهاتِ نَظرِهم فيها، ورَأوا أنّ دورهم أن يَجتَهِد بعضهم، ويفسّر ما في كتاب النّشر لابن الجزري، إمّا على ما يُفيد الظّاهر،أو بما تُفيده أُصوله من كتب القراءات؛ فخلافهم اختلاف لا يؤدّي إلى التّناقض، والاضطراب، وإنمّا هو اختلاف رواية، وحفظ. (المصدر السابق).
- بعض المؤلّفات في التَّحْرِيرَات.
في المكتبة الإسلامية مؤلفات عديدة في (أجوبة المسائل المشكلات)، منها:
- كتاب(أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات،وأجوبتها) لابن الجزري مخطوط(الفهرس الشامل للتّراث العربي، والإسلامي المخطوط1/328،331).، وله أيضاً كتاب (مسائل في القراءات)مخطوط، (فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له، لمحمد مطيع الحافظ /324).
وله كذلك نظم (الألغاز الجزريّة)، مطبوع ،وله كذلك (العقد الثمين في ألغاز القراءة)،مخطوط، (فهرس مؤلفات ابن الجزري، ومن ترجم له، لمحمد مطيع الحافظ /316).وهو شرح لهمزيته في الألغاز.
وله أيضاً(أرجوزة تشتمل على أربعين سؤالا في مشكلات القرآن) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصّفّار /493).
- (أجوبة الأربعين مسألة من المسائل المشكلة في القراءات) لأحمد بن أحمد بن إبراهيم الطِّيبي (ت974 هـ) (فهرس القراءات القرآنية، الجامعة الإسلامية /22).،مخطوط،
وله أيضاً (الألغاز الجزريّة والأجوبة عليها)،وهو شرح لألغاز ابن الجزري مخطوط. (الفهرس الشامل للتّراث العربي، والإسلامي المخطوط 1/328،331).
-(الأجوبة السِّرِّيَّة عن الألغازالجزريّة) لبرهان الدّين أبو إسحاق، إبراهيم البِقَاعِي (ت885هـ) ، مطبوع.
-(أجوبة للألغاز الجزريّة)لشهاب الدّين أحمد بن حسين، أبو العباس الرّمْلي(ت844هـ) ، مخطوط، (الفهرس الشامل 1/328،331)،(معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصّفّار /493).
- (الجواهر المـُكلّلة لمن رام الطّرق المكمّلة في النّشر) (للعَوْفِي)(ت1050هـ) ،مخطوط.
- (تحرير الطّرق، والرّوايات من طريق طيّبة النّشر في القراءات العشر)للمَنْصُوري (ت1134هـ) ،مخطوط.
-(بدائع الـبُرهان في تحرير القراءات العشر)، و(عُمْدَة العِرْفَان في وجوه القرآن)كلاهما للإِزْمِيري(ت1155هـ) ، مطبوعان.
– (تحرير الطّيبة) لهاشم الـمَـغْرَبي،(كان حيا عام 1179هـ) ، مخطوط.
- (التّحارير المنتخبة علىمتن الطّيبة)للعُبَيْدي، (من علماء القرن الثاني عشر الهجري) ،مخطوط.
- (فتح الكريم الرّحمن في تحرير بعض أوجه القرآن) للميِهِي، (ت1229هـ) ، مخطوط.
- (رسالة في أجوبة المسائل العِشرين) لسلطان المزَّاحِي،(ت1075هـ) ،مطبوع .
- (الأجوبة عن المسائل التي وردت من الوزير عبد الله باشا الكُوُبِرْلِي، إلى الشّيخ عبد الله بن محمّد- يوسف أفندي زاده-، (ت1167هـ)،وهي في (وجوه القرآن) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية لابتسام الصفار/548).
- (مشكلات في القراءات) لأحمد بن السّماح،كان حيّاً سنة (1140هـ) مخطوط. (معجم الدّراسات القرآنية /548، خط تيمورية /199 مجاميع).
- (الفتح الرّحْمَانِي شرح كنز المعاني في القراءات السّبع)،و(كنز المعاني)لسليمان الْجَمْزُوُرِي، (كان حيّاً عام ( 1198)هـ)، مطبوع.
- (فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن الكريم)،مطبوع، و(الرّوض النضير في أوجه الكتاب المنير) كلاهما للمُتَوَلِّي (ت1313هـ) ،مطبوع.
-(حلّ المشكلات، وتوضيح التَّحْرِيرَات في القراءات) للخَلِيِجِي، كان حياًسنة (1333هـ) ،مطبوع، وغير ذلك من المصنفات في هذا العلم.
ومن كتب التَّحْرِيرَات في جميع القرآن: (المكرّر فيما تواتر من القراءات السّبع، وتحرّر) لعمرو بن قاسم النَّشَّار من علماء القرن التاسع، مطبوع.
أرجو أن يكون في هذا التمهيد مايميط اللثام عن التحريرات الواردة عن الأئمة الأعلام من لدن ابن الجزري الذي رتبها معتمدا على أصوله المعتبرة، والتي نص عليها في النشر، حيث رتبها بحسبها في مؤلفاته.
ملاحظة : هناك نوع اختلاف بسيط قد لايدركه القارئ العادي وهو أنّ علم التحريرات: منه مسائل معروفة ضمن كتب القراءات المتواترة(الشاملة) لأصول القراءة وفرشها ككتاب النشر وغيره كالمكرر للنشار، وغيث النفع للصفاقسي وغيرهم.
ومنه: مسائل (معدودة) جمعها بعض العلماء فأوصلها ابن الجزري إلى أربعين كما هو كتابه المخطوط(أربعون مسألة من المسائل المشكلة في القراءات،وأجوبتها)،
وزاد عليه الأسقاطي فأوصلها إلى ثلاث وأربعين في كتابه أجوبة المشكلات الذي بين أيدينا فصار بذلك أوسع من جمع المسائل المشكلات. والله الموفق.
t7