- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
الغنة وأحكامها وأقوال العلماء في ذلك
تعريف الغنة
ينحصر الكلام في الغنه في سبع مسائل وخاتمة وإليك بيانها:
المسألة الأولى: تعريف الغنة.
اختلف العلماء - رضوان الله عليهم - في تعريف الغنة في اللغة والاصطلاح
على أقوال عدة ذكرنا جانباً منها في باب الصفات. ونذكر جانباً آخر هنا فنقول:
الغنة في اللغة: صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه.
وفي الاصطلاح: صوت أغن مركب في جسم النون ولو تنويناً والميم مطلقاً - أي إن
صوت الغنة صفة لازمة للنون والميم سواء كانتا متحركتين أو ساكنتين
مظهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين على ما سيأتي بيانه:
المسألة الثانية: في محل الغنة:
أما محلها ففي النون والميم لا في غيرهما من الحروف. و النون أغن من الميم ويلحق
بالنون التنوين.
المسألة الثالثة: في مخرج الغنة
أما مخرجها فمن الخيشوم كما تقدم في المخارج وهو خرق الأنف المنجذب إلى
داخل الفم. وقيل هو أقصى الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج
من الخيشوم ودليل ذلك أنه أمسك الأنف لانحبس خروجه مطلقاً حتى في حال ضعفه
عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق.
المسألة الرابعة: في مراتب الغنة وأقوال العلماء فيها اتفاقاً واختلافاً
أما مراتبها: ففيها خلاف بين العلماء. فقال فريق منهم: إنها ثلاث مراتب:
أولها: المشدد فالمدغم بالغنة الناقص فالمخفي. ولم ينظر هذا الفريق إلى الغنة التي في
الساكن المظهر ولا في المتحرك المخفف.
وهذا هو ظاهر
كلام الإمام الشاطبي رضي الله عنه في الشاطبية.
وقال جمهور العلماء إنها خمس مراتب: الثلاثة المتقدمة. ورابعها الساكن المظهر. وخامسها
المتحرك المخفف. وهذا هو المعول عليه والخلاف بين الفريقين لفظي. فمن قال بسقوط الغنة
في المرتبتين الأخيرتين أي في الساكن المظهر والمتحرك المخفف فقد أراد سقوط كمالها
وهذا لا ينافي أن أصلها موجود عنده. ومن قال ببقائها فيهما فقد أراد بقاء اصلها فقط لا بقاء
كمالها. ونظر إلى كون الغنة صفة لازمة للنون ولو تنويناً والميم مطلقاً كما مر توضيحه.
وإليك توضيح المراتب الخمس وتحديد اماكن كل مرتبة:
المرتبة الأولى:
المشدد ويشمل ما كان في كلمة وما كان في كلمتين فالذي في كلمة هو النون والميم المشددتان
مطلقاً نحو {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ} {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ} {هَمَّتْ بِهِ} {مِّنَ الْيَمِّ} {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.
والذي في كلمتين يشمل أربعة أنواع وكلها في الإدغام التام:
الأول: الإدغام التام المصحوب بالغنة وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم نحو
{إِن نَّشَأْ} {مِّن مَّالِ اللَّهِ}.
الثاني: إدغام الميم الساكنة في مثلها نحو {كَم مِّن فِئَةٍ}.
الثالث: إدغام المتجانسين الصغير والمصحوب بالغنة وهو إدغام الباء الساكنة في الميم في
قوله تعالى: {يابُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا} عند من أدغم ومنهم حفص عاصم من الشاطبية اتفاقاً
ونحو {يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} آل عمران، الآية 129. عند من أدغم.
الرابع: إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقاً نحو {إِلَى النُّورِ} {عَنِ النَّعِيمِ} ويسمى كل من
النون والميم فيما ذكر حرف غنة مشدداًّ.
ويجب إظهار غنته كما يجب الاحتراز من المد عند الإتيان بالغنة في مثل
{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} وكثيراً ما يتساهل في ذلك من يبالغ في إظهار الغنة فيتولد
منها ياء فيصير اللفظ إينّا فأيمّا وهو من الخطأ القبيح والتحريف الصريح. وقد أشار صاحب
التحفة إلى هذه المرتبة وحكمها بقوله فيها:
*وعُنَّ ميماً ثمَّ نوناً شُدّدا * وسمِّ كُلاًّ حرفَ غُنَّة بَدَا*
كما أشار إليها الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وأظْهر الغُنَّة من نُون ومِنْ * ميمٍ إذا ما شُدِّدا ... ... ...*
المرتبة الثانية:
المدغم والمراد به هنا الإدغام بالغنة الناقص وهو إدغام النون الساكنة والتنوين
في الواو والياء وقد تقدم.
المرتبة الثالثة:
المخفى ويشمل أنواعاً ثلاثة:
الأول: إخفاء النون الساكنة و التنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر عند الجمهور
وقد تقدم ذلك.
الثاني: إخفاء الميم قبل الباء نحو{فَاحْكُم بَيْنَهُم}.
الثالث: إخفاء الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بالباء
مثل {يُنبِتُ} {عَلِيمٌ
يتبع باذن الله
الغنة وأحكامها وأقوال العلماء في ذلك
تعريف الغنة
ينحصر الكلام في الغنه في سبع مسائل وخاتمة وإليك بيانها:
المسألة الأولى: تعريف الغنة.
اختلف العلماء - رضوان الله عليهم - في تعريف الغنة في اللغة والاصطلاح
على أقوال عدة ذكرنا جانباً منها في باب الصفات. ونذكر جانباً آخر هنا فنقول:
الغنة في اللغة: صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه.
وفي الاصطلاح: صوت أغن مركب في جسم النون ولو تنويناً والميم مطلقاً - أي إن
صوت الغنة صفة لازمة للنون والميم سواء كانتا متحركتين أو ساكنتين
مظهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين على ما سيأتي بيانه:
المسألة الثانية: في محل الغنة:
أما محلها ففي النون والميم لا في غيرهما من الحروف. و النون أغن من الميم ويلحق
بالنون التنوين.
المسألة الثالثة: في مخرج الغنة
أما مخرجها فمن الخيشوم كما تقدم في المخارج وهو خرق الأنف المنجذب إلى
داخل الفم. وقيل هو أقصى الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج
من الخيشوم ودليل ذلك أنه أمسك الأنف لانحبس خروجه مطلقاً حتى في حال ضعفه
عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق.
المسألة الرابعة: في مراتب الغنة وأقوال العلماء فيها اتفاقاً واختلافاً
أما مراتبها: ففيها خلاف بين العلماء. فقال فريق منهم: إنها ثلاث مراتب:
أولها: المشدد فالمدغم بالغنة الناقص فالمخفي. ولم ينظر هذا الفريق إلى الغنة التي في
الساكن المظهر ولا في المتحرك المخفف.
وهذا هو ظاهر
كلام الإمام الشاطبي رضي الله عنه في الشاطبية.
وقال جمهور العلماء إنها خمس مراتب: الثلاثة المتقدمة. ورابعها الساكن المظهر. وخامسها
المتحرك المخفف. وهذا هو المعول عليه والخلاف بين الفريقين لفظي. فمن قال بسقوط الغنة
في المرتبتين الأخيرتين أي في الساكن المظهر والمتحرك المخفف فقد أراد سقوط كمالها
وهذا لا ينافي أن أصلها موجود عنده. ومن قال ببقائها فيهما فقد أراد بقاء اصلها فقط لا بقاء
كمالها. ونظر إلى كون الغنة صفة لازمة للنون ولو تنويناً والميم مطلقاً كما مر توضيحه.
وإليك توضيح المراتب الخمس وتحديد اماكن كل مرتبة:
المرتبة الأولى:
المشدد ويشمل ما كان في كلمة وما كان في كلمتين فالذي في كلمة هو النون والميم المشددتان
مطلقاً نحو {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ} {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ} {هَمَّتْ بِهِ} {مِّنَ الْيَمِّ} {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}.
والذي في كلمتين يشمل أربعة أنواع وكلها في الإدغام التام:
الأول: الإدغام التام المصحوب بالغنة وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في النون والميم نحو
{إِن نَّشَأْ} {مِّن مَّالِ اللَّهِ}.
الثاني: إدغام الميم الساكنة في مثلها نحو {كَم مِّن فِئَةٍ}.
الثالث: إدغام المتجانسين الصغير والمصحوب بالغنة وهو إدغام الباء الساكنة في الميم في
قوله تعالى: {يابُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا} عند من أدغم ومنهم حفص عاصم من الشاطبية اتفاقاً
ونحو {يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ} آل عمران، الآية 129. عند من أدغم.
الرابع: إدغام اللام الشمسية في النون اتفاقاً نحو {إِلَى النُّورِ} {عَنِ النَّعِيمِ} ويسمى كل من
النون والميم فيما ذكر حرف غنة مشدداًّ.
ويجب إظهار غنته كما يجب الاحتراز من المد عند الإتيان بالغنة في مثل
{إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} وكثيراً ما يتساهل في ذلك من يبالغ في إظهار الغنة فيتولد
منها ياء فيصير اللفظ إينّا فأيمّا وهو من الخطأ القبيح والتحريف الصريح. وقد أشار صاحب
التحفة إلى هذه المرتبة وحكمها بقوله فيها:
*وعُنَّ ميماً ثمَّ نوناً شُدّدا * وسمِّ كُلاًّ حرفَ غُنَّة بَدَا*
كما أشار إليها الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:
*وأظْهر الغُنَّة من نُون ومِنْ * ميمٍ إذا ما شُدِّدا ... ... ...*
المرتبة الثانية:
المدغم والمراد به هنا الإدغام بالغنة الناقص وهو إدغام النون الساكنة والتنوين
في الواو والياء وقد تقدم.
المرتبة الثالثة:
المخفى ويشمل أنواعاً ثلاثة:
الأول: إخفاء النون الساكنة و التنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر عند الجمهور
وقد تقدم ذلك.
الثاني: إخفاء الميم قبل الباء نحو{فَاحْكُم بَيْنَهُم}.
الثالث: إخفاء الميم المقلوبة من النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتهما بالباء
مثل {يُنبِتُ} {عَلِيمٌ
يتبع باذن الله