إعلانات المنتدى


همزتي الوصل والقطع

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

همزتي الوصل والقطع

( تعريف همزة الوصل ومواضعها وحكمها وصلاً وابتداء. )

من المقرر أن للقارئ حالتين: حالة ابتداء وحالة وقف. ومن الأصول

المقررة ألا يبتدأ بساكن وألا يوقف على متحرك ويؤخذ من هذا الأصل

أن الابتداء لا يكون إلا بالحركة وأن الوقف لا يكون إلا بالسكون أو ما

فيه حكمه كالوقف بوجه الروم كما سيأتي:

فإذا تقرر هذا فاعلم أن من الكلمات ما يكون أولها متحركاً وهذا لا

إشكال فيه عند الابتداء إذ الابتداء بالحركة غير متعذر.

ومنها ما يكون أولها ساكناً والابتداء بالساكن غير مقدور عليه بل ومحال

ومن ثم احتيج إلى اجتلاب همزة زائدة في أول هذه الكلمة هي همزة

الوصل ليتوصل بها إلى النطق بالساكن الموجود في أول الكلمة هذه.

وعلى هذا: فتعريف همزة الوصل: هي الهمزة الزائدة في أول الكلمة

المثبتة في الابتداء الساقطة في الدرج - أي في الوصل نحو قوله تعالى:

{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} وهنا نجد أن

همزة كلمة "الحمد" و"الذين" و"اصطفى" هي همزة وصل لسقوطها

في الوصل أي الوصل هذه الكلمات بما قبلها وثبوتها في الابتداء

إذا ابتدئ بها.

وسميت بهمزة الوصل لأنها يتوصل بها إلى النطق بالساكن كما مر.

ولذا سماها الخليل بن أحمد سلم اللسان فتأمل.

وأما مواضعها ففي الأسماء والأفعال والحروف وتارة تكون قياسية

وهو الأكثر وروداً وتارة تكون سماعية وهو الأقل.

وفيما يلي الكلام على كل موضع جاءت فيه بانفراد
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع

الكلام على وجود همزة الوصل في الأفعال وبيان حركة البدء بها

وهي في الأفعال قياسية ولا توجد إلا في الفعل الماضي والأمر.

أما وجودها في الماضي فلا يكون إلا في الخماسي والسداسي.

فالماضي الخماسي: نحو "اعتدى واقترب واشترى" في قوله تعالى:

{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} وقوله تعالى:

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (1)}. وقوله عز شأنه:

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الّجَنَّةَ} وما إلى ذلك.

والماضي السداسي: نحو "استسقى واستكبر واستطعم واستنصر" في قوله

تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} وقوله سبحانه: {إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ

مِنَ ?لْكَافِرِينَ (74)}، وقوله عز شأنه: {حَتَّى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا

فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا} وقوله عز من قائل:

{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} وما شابه ذلك.

وأما وجودها في فعل الأمر فمقيد بأمر الثلاثي والخماسي والسداسي.

فالأمر من الثلاثي نحو "اضرب واخرج وانظر واتل وادع" في قوله تعالى:

{فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ}. وقوله تعالى: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ}،

وقوله سبحانه: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}،

وقوله عز شأنه: {اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ}، وقوله عز من

قائل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وشبه ذلك.

والأمر من الخماسي نحو قوله تعالى: {ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً}، وقوله تعالى:

{انطَلِقُواْ إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29)}, وقوله سبحانه:

{قُلِ انتَظِرُوااْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158)} ونحو ذلك.

والأمر من السداسي: نحو "استغفر واستأجره واستهزءوا" في قوله تعالى:

{سْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} الآية، وقوله سبحانه: {ياأَبَتِ

سْتَأْجِرْهُ}، وقوله عز من قائل:

{قُلِ اسْتَهْزِءُوااْ إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64)} ونحوه.

وهذا: ومما يجب معرفته أنه (خرج) بوجود همزة الوصل في الفعل الماضي

والأمر الفعل المضارع فإنها لا توجد فيه مطلقاً وأنها لا تكون فيه إلا همزة

قطع على ما سيأتي.

(وخرج) بقيد الخماسي والسداسي من الماضي الثلاثي والرباعي منه

"كأمر وأذن وأكرم وأحسن" في قوله تعالى: {أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوااْ إِلاَّ إِيَّاهُ}،

وقوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ}، وقوله سبحانه:

فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ}، وقوله سبحانه: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}

فالهمزة فيها همزة قطع مفتوحة وصلاً وابتداء.

(وخرج) بقيد الأمر من الثلاثي والخماسي والسداسي الأمر من الرباعي

كقوله تعالى: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}، وقوله سبحانه:

{رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الذِي كُنَّا نَعْمَلُ}

فالهمزة فيه همزة قطع مفتوحة وصلاً وابتداء كذلك

يتبع
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: همزتي الوصل والقطع

معلومات قيّمة،
فتح الله عليكِ أختي الكريمة ونفع بكِ وجزاكِ خيرا
وفي انتظار التتمة
 

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: همزتي الوصل والقطع

جزاك الله خير واثابك
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع

حركة البدء بهمزة الوصل في الأفعال المقيسة فيها

حركة البدء بهمزة الوصل في الأفعال المقيسة فيها قد تكون بالضم وقد تكون بالكسر.

أما حركة البدء بالضم فشرطها أن يكون ثالث الفعل مضموماً ضمًّا لازماً.

مثالها: في الماضي نحو "استحفظوا واجتثت وابتلى" في قوله تعالى: {وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا
اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ}، وقوله سبحانه: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ لأَرْضِ
مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26)}، وقوله عز شأنه: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً (11)}

ونحو ذلك.

ومثالها: في الأمر نحو "ادع واتل وانظر واقتلوا واخرجوا" في قوله تعالى:

{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ

بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، وقوله تعالى: {اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}،

وقوله جل شأنه:{انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ}، وقوله سبحانه:

{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ}

وما شابه ذلك.

وهذا ما أشار إليه الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله رحمه الله تعالى:

*وابْدَأ بهمز الوصْلِ من فِعْلٍ بضَم * إن كان ثالثٌ من الفعل يُضَمّ اهـ*

فخرج بالضم اللازم في ثالث الفعل الذي هو شرط في البدء بالضم، الضم العارض

وحينئذ يبتدأ

فيه بكسر الهمزة وجوباً نحو "اقضوا وابنوا وامضوا وامشوا وائتوا" في قوله تعالى

ثم اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ (71)}، وقوله تعالى: {فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً}،

وقوله سبحانه:

{وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}، وقوله عز من قائل: {ثُمَّ ائْتُواْ صَفّاً}.

وقوله سبحانه: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـذَآ أَوْ أَثَارَةٍ} ونحوه وليس في القرآن غير

هذه الأفعال الخمسة التي ضم ثالثها عارض فيما أحسب. وإن كان فيه غيرها فهو واضح،

لكن لا يجوز البدء بهمزة الوصل مجردة عن واو العطف في "وامضوا" كما هو ظاهر

فليعلم ذلك.


هذا: وبيان عروض الضمة في ثالث هذه الأفعال هو أن كلمة "اقضوا" كان أصلها "اقضيوا" بضاد
مكسورة وياء مضمومة بعدها فنقلت ضمة الياء إلى الضاد بعد تقدير سلب

حركتها فالتقى ساكنان

الياء والواو فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فصارت الكلمة "اقضوا" بضم الضاد

وحذف الياء وكذلك

القول في باقي الأفعال التي ضم ثالثها عارض فيما ذكرنا، فتأمل.

وما ذكره صاحب العميد رحمه الله تعالى من عدّه كلمة "اغدوا" في قوله تعالى:

{أَنِ اغْدُواْ عَلَى حَرْثِكُمْ} بسورة القلم ضمن الأفعال التي ضم ثالثها عارض

ويبتدأ فيها بالكسر وجوباً كما قال فهو

سهو منه رحمه الله. والصواب أنها من الأفعال التي يبتدأ فيها بضم الهمزة

وجوباً لأن ضمة ثالثها

أصلية وليست عارضة وذلك لأنها من معتل اللام بالوار فتفطن.

وأما حركة البدء بالكسر فشرطها أن يكون ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسوراً كسراً أصليًّا.

فمثال ما ثالث الفعل فيه مفتوح نحو "انقلب وارتضى وانطلق واذهبوا واعلموا واستغفروا واستجيبوا"
في قوله تعالى: {وَإِذَا انقَلَبُوااْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ (31)}، وقوله تعالى: {إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن
رَّسُولٍ}، وقوله سبحانه: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا}، وقوله تعالى: {اذْهَبُواْ
بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً}، وقوله عز شأنه: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98)}، وقوله عز من قائل: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10)}،
وقوله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} وما إلى ذلك.

ومثال ما ثالث الفعل فيه مكسوراً كسراً أصليًّا نحو "اهدنا واصبر واكشف واصرف" في قوله
تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}، وقوله سبحانه: {اصْبِر عَلَى مَا يَقُولُونَ}، وقوله تعالى: {رَّبَّنَا
اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ (12)}، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ}
وما أشبه ذلك.

وهذا ما أشار إليه الحافظ ابن الجزري في المقدمة الجزرية بقوله:

*واكْسِرْهُ حال الكسر والفتْح * ... ... ... ...*

"توضيح": قد تقدم قريباً أن الابتداء بكسر همزة الوصل في الفعل وجوباً إذا كان ثالثه مضموماً ضمًّا
عارضاً كاقضوا. وعليه فيصبر الابتداء بكسر همزة الوصل في الفعل وجوباً في أحوال ثلاثة. إذا
كان ثالثه مكسوراً كسراً أصليًّا أو مفتوحاً أو مضموماً ضمًّا عارضاً.

وأما الابتداء بضم همزة الوصل وجوباً في الفعل ففي حالين اثنين إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضمًّا
لازماً. أو كان ثالثه مكسوراً كسراً عارضاً نحو "اضطر" في قراءة أبي جعفر المدني كما ذكرنا آنفاً
بالحاشية.

ومن ثم يتبين أن حركة همزة الوصل في الابتداء بالأفعال مبنية على حركة الثالث منها.
فإن اختلف القراء في حركة الثالث لورود الفعل ما بابين نحو "انشزوا" في وقوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ} فقد قرأ بعضهم بضم الشين وبعضهم بكسرها فيراعى ذلك في
الابتداء فيبتدأ بضم الهمزة لمن قرأ بضم الشين وبكسرها لمن كسر الشين. وكذلك يراعى
اختلاف القراء في ضم ثالث الفعل عند بنائه للمجهول كما في لفظ "استحق" في قوله تعالى:
{مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ} فقد قرأ حفص عن عاصم بفتح التاء والحاء على البناء
للمعلوم وقرأ الباقون غيره بضم التاء وكسر الحاء على البناء للمجهول وعليه فيبتدأ لحفص
بكسر همزة الوصل مراعاة لفتح ثالث الفعل ويبتدأ لغيره من القراء بضمها مراعاة
لضم ثالث الفعل ضمًّا لازماً

يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع

ا

لكلام على وجود همزة الوصل في الأسماء وحركة البدء بها

وهي في الأسماء قياسية وسماعية. والاسم لا يخلو من أن يكون

معرفاً بالألف واللام أو مجرداً منهما.

فإن كان معرفاً بالألف واللام فهمزة الوصل فيه قياسية وحركتها عند الابتداء الفتحة طلباً للخفة
ولكثرة دورانها نحو قوله تعالى: {هُوَاللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

وإن كان مجرداً من الألف واللام فهمزة الوصل فيه قياسية

وسماعية. أما القياسية ففي نوعين منه:

النوع الأول: مصدر الفعل الماضي الخماسي نحو "افتراء وابتغاء واختلاف وانتقام" في قوله تعالى:
{وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَآءً عَلَى اللَّهِ}، وقوله سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ
مَرْضَاتِ اللَّهِ}، وقوله عز شأنه: {إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)}، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95)} وما إلى ذلك.

النوع الثاني: مصدر الفعل الماضي السداسي نحو "استغفار واستعجال واستكبار" في قوله تعالى: {وَمَا
كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ}، وقوله سبحانه: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ
اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}، وقوله عز شأنه: {وَأَصَرُّواْ وَسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً (7)}
وما شابه ذلك.

وحركة البدء بهمزة الوصل في هذين المصدرين الكسر وجوباً.

وأما السماعية ففي عشرة أسماء محفوظة ورد منها في القرآن الكريم سبعة أسماء والثلاثة الباقية
وردت في غير القرآن من كلام العرب.


أما الأسماء السبعة التي في القرآن الكريم فهي كما يلي:

الأول: "ابن" بالتذكير سواء كان مضافاً لياء المتكلم أو لغيرها كقوله تعالى: {إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي}،
وقوله تعالى: {اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}.

الثاني: "ابنت" بالتأنيث مفردة أو مثناة كقوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ اَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}،
وقوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}.

الثالث: "امرؤ" بالتذكير حيث ورد مرفوعاً كان أو منصوباً أو مجروراً نحو قوله تعالى: {إِن امْرُؤٌ
هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ}، وقوله سبحانه: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ}، وقوله عز شأنه: {لِكُلِّ امْرِىءٍ مِّنْهُمْ
يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)}.

الرابع: "اثنين: بالتذكير سواء كان معرباً بالألف والنون أو بالياء والنون أو كان مضافاً للعشرة نحو
قوله تعالى: {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ}، وقوله سبحانه: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}، وقوله سبحانه:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً}، وقوله تعالى: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً}.

الخامس: "امرأت" بالتأنيث مفردة أو مثناة وسواء رسمت بالتاء المفتوحة أم بالهاء المربوطة نحو
{امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ}، وقوله سبحانه: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ}، وقوله تعالى: {وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ
امْرَأَتَينِ تَذُودَانِ}.

السادس: "اسم" نحو قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1)}، وقوله سبحانه: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.

السابع: "اثنتين" بالتأنيث سواء كان مضافاً للعشرة أم لم يضف نحو قوله تعالى: {فَانفَجَرَتْ مِنْهُ
اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}، وقوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً}، وقوله سبحانه: {فَإِن كَانَتَا
اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ}، ويلاحظ هنا أن النون من لفظ "اثنان" في المذكر و"اثنتين" في
المؤنث محذوفة لأجل تركيبهما مع العشرة.

وأما الأسماء الثلاثة الباقية من العشرة الواردة في غير القرآن فنوردها لتمام الفائدة: فنقول:

أولها: لفظ "است".

وثانيها: لفظ "ابنم" وهو "ابن" زيدت فيه الميم.

وثالثها: لفظ "إيم" وهو للقسم وقد يزاد فيه النون فيقال "أيمن" نحو "وأيمن الله لأجتهدن".

هذا: وقد اختلف في لفط "أيمن" بين كونه اسماً أو حرفاً والراجح أنه اسم.

وأما حركة البدء بهمزة الوصل في هذه الأسماء فبالكسر وجوباً سواء أكانت من الواردة في التنزيل
أم من غير الواردة فيه إلا "أيمن" في القسم في لغتيه فيجوز فيه الفتح أيضاً وهو الأرجح.


وقد أشار الحافظ ابن الجزري إلى همزة الوصل في الأسماء وحركة البدء

*... ... ... وفِي * الأسماءِ غير اللام كسرُها وفي*

ابنٍ مع ابنة امرئ واثنيْن * وامرأة واسْمِ مع اثنتَيْن اهـ*


الكلام على وجود همزة الوصل في الحروف وحركة البدء بها

همزة الوصل في الحروف لا توجد إلا في حرفين:


الأول: "ال" في نحو قوله تعالى: {الرَّحْمَـانُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ البَيَانَ
(4)} وهي هنا قياسية.

الثاني: "أيمن" في القسم في لغتيه "زيادة النون أو حذفها" وهذا على القول بحرفيته وهو ضعيف
وهمزة الوصل فيه سماعية.

أما حركة البدء فيهما فبالفتح في "ال" وجوباً وفي "أيمن" على الأرجح.

"فائدة": تحذف همزة الوصل لفظاً وخطًّا من "ال" إذا دخل عليها لام الجر نحو "للرؤيا. للمتقين. للذين"
في قوله تعالى: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)}، وقوله: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31)}، وقوله: {لِّلَّذِينَ
أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}، بخلاف دخول غيرها عليها من بقية حروف الجر فإنها حينئذ تحذف لفظاً
وتثبت خطًّا نحو "بالآخرة بالغيب من الكتاب. كالذين. في الحياة. والطور والنجم" في نحو قوله
تعالى: {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)}، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ}،

وقوله سبحانه: {وَالَّذِيا أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ}، وقوله عز شأنه:

{كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً}،

وقوله عز شأنه: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}، وقوله تعالى:

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2)}، وقوله سبحانه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)} وما إلى ذلك.

وحكم همزة الوصل حينئذ حكم المسبوقة بكلام نحو قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ
الَّذِينَ اصْطَفَى}، وقوله سبحانه: {وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً (7)} وهي بهذا مطابقة لتعريفها
السابق من أنها تثبت في الابتداء وتسقط في الوصل،

يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع

تعريف همزة القطع ومواضعها التي تقاس فيها وحركتها.

تعرف همزة القطع بأنها الهمزة التي تثبت في حالتي الوصل والبدء نحو قوله تعالى:
{وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}. وقوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}. وقوله تعالى:
{إِنِّيا أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ}.

وسميت بهمزة القطع لثبوتها في الدرج فينقطع بالتلفظ بها الحرف الذي قبلها عن الحرف الذي بعدها
بخلاف همزة الوصل فإنها تثبت في البدء وتسقط في الدرج كما مر ومن ثم يتضح الفرق بين الهمزتين.

وقد أشار العلامة الطيبي إلى تعريف كل من همزتي القطع والوصل بقوله رحمه الله:
*وهمزةٌ تثبتُ في الحالين * همزة قطع نحو أبيضين*
*وهمزةٌ تثبتُ في البدء فقطْ * همزة وصل نحو قولك النمط اهـ*

مواضع همزة القطع التي تنقاس فيها وبيان حركتها

أما مواضعها التي تنقاس فيها فهي خمسة إجمالاً:

وهي الأفعال الثلاثية ومصدرا الفعل الماضي الثلاثي والرباعي على تفصيل يأتي بعد.


وأما بيان حركتها فيشمل الحركات الثلاث الفتحة والكسرة والضمة وفيها يلي تفصيل كل موضع من
مواضعها الخمسة مع بيان الحركة فيه فنقول وبالله التوفيق ومنه سبحانه نستمد العون والقول
.
همزة القطع المفتوحة وموضع وجودها

توجد همزة القطع المفتوحة في خمسة مواضع وإليك بيانها:

الأول: الفعل الماضي الثلاثي المبني للمعلوم نحو "أذن وأمر" في قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن
تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}. وقوله عز من قائل: {أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وما إلى ذلك.

الثاني: الفعل الماضي الرباعي المبني للمعلوم نحو: "ألهاكم وأوحَى وأحسنَ" في قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ
التَّكَّاثُرُ (1)}. وقوله سبحانه: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}. وقوله تعالى: {إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَى
نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ}. وقوله تعالى: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، وما أشبه ذلك.

الثالث: الفعل المضارع نحو "أذبح وأعمل وأسمع وأرى" في قوله تعالى: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ}، وقوله سبحانه: {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ}، وقوله عز شأنه: {إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَى
(46)} وما كان على هذا النحو.

الرابع: فعل الأمر من الرباعي نحو "أكرم وأحْسِن وأخرج وأصلح" في نحو قوله تعالى: {أَكْرِمِي
مَثْوَاهُ}، وقوله سبحانه: {وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، وقوله سبحانه: {أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ
الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، وقوله تعالى: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} وما إلى ذلك.

الخامس: مصدر الفعل الماضي الثلاثي. وقد تكون همزة القطع فيه مفتوحة نحو "أمر وأمن وأكل" وقد
تكون مكسورة أيضاً نحو "إذن وإفك وإثم".

فمثال المفتوحة في التنزيل قوله تعالى: {وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً (69)}، وقوله سبحانه: "من كلّ أَمْرٍ".
وقوله جل شأنه: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}، وقوله تعالى: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً (19)}،
وما شابه ذلك.

ومثال المكسورة في القرآن الكريم قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)}، وقوله سبحانه: {وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ}، وقوله تعالى: {وَقَالُواْ هَـذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)}، وقوله عز وجل: {وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (48)} وشبه ذلك.
همزة القطع المكسورة وموضع وجودها
توجد همزة القطع المكسورة في موضعين:

الأول: مصدر الفعل الماضي الرباعي نحو "إطعام وإخراج وإحسان وإنشاء وإكرام" في قوله تعالى:
{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ}، وقوله تعالى: {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً (18)}، وقوله جل وعلا: {وَقَضَى
رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، وقوله عز شأنه: {إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً (35)}، وقوله
سبحانه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (27)}، وقوله عز وجل:
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (78)}.

الثاني: مصدر الفعل الماضي الثلاثي فيما صح فيه الكسر نحو "إذن وإثم وإفك" وقد مر ذكر ذلك
والتمثيل له من التنزيل آنفاً.

همزة القطع المضمومة وموضع وجودها

توجد هذه الهمزة في أربعة مواضع:

الأول: الفعل المضارع من الثلاثي المزيد نحو "أُبرئ وأحيى وأميت" كما في قوله تعالى: {وَأُبْرِىءُ
الأَكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ للَّهِ}، وقوله سبحانه: {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ}
وما كان من هذا الباب.

ثانيها: الفعل المضارع من الثلاثي المضعف نحو "أُبرىءُ" كما في قوله تعالى: {وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِي}.

ثالثها: الفعل الماضي الثلاثي المبني للمجهول نحو "أمر وأذن" كما في قوله تعالى: {وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ
لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً}، وقوله تعالى: {لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)}، وقوله
سبحانه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ}.

رابعها: الفعل الماضي الرباعي المبني للمجهول أيضاً نحو: "أُوتي وأوحي وأخرج" كما في قوله
تعالى: {قَالُواْ لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَى}، وقوله سبحانه: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}، وقوله سبحانه:
{أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ}.

"تتمة": ما تقدم هو المواضع القياسية لهمزة القطع في الأسماء والأفعال.

أما في الحروف فهي فيها همزة قطع من غير شرط نحو "أن وكأن" المشددتين والمخففتين أيضاً نحو
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}، وقوله سبحانه: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20)}،
وقوله عز شأنه: {إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6)}،

وقوله تعالى: {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا} وما شابه ذلك.

ويستثنى من الحروف "ال" عند سيبويه ومذهب الخليل أنها قطعية ووصلت لكثرة الاستعمال.

هذا: وكل ما يرد ذكره من همزات في غير ما تقدم قياسية في همزتي الوصل والقطع أو سماعية
بالنسبة لهمزة الوصل فهو من همزات القطع سواء أكانت ساكنة متوسطة أم متطرفة وسواء كانت
متحركة مبتدأة أو متوسطة أو متطرفة أو كانت للاستفهام أو لغيره وهي على هذا المنوال كثيرة
يصعب حصرها وترد في الأسماء والأفعال والحروف بلا شرط وهي ظاهرة لا تخفى وتدرك بأدنى .
فإن قلت حيث إن همزات القطع في غير ما تقدم كثيرة وترد في الأسماء والأفعال والحروف بلا قيد
فما وجه ذكرها أولاً في أبواب خاصة بها مقيسة فيها.

قلت: وجه ذكرها في تلك الأبواب هو الخوف من وقوع التشابه بينها وبين الأبواب التي تنقاس فيها
همزة الوصل إذ يخفى أمرها على المبتدئين وللتنبيه على أنها في هذه الأبواب تأتي همزة قطع لا
همزة وصل: وهذا هو محل بحث الصرفيين فيها
.
وإليك طائفة من أمثلة همزة القطع من غير الأبواب المقيسة فيها والتي مر ذكرها آنفاً.
فمثالها ساكنة في الوسط وفي الطرف نحو "بئر ومأكول ويؤمنون وهيئ" في قوله تعالى: {وَبِئْرٍ
مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ (45)}، وقوله سبحانه: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)}، وقوله تعالى: {الَذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}، وقوله جل شأنه: {وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10)} وما إلى ذلك.

ومثالها متحركة مطلقاً مبتدأة ومتوسطة ومتطرفة نحو "إنا وقرآن وسئل وسنقرئك وينشئ وبدأ ومن
ماء" في قوله تعالى: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)}، وقوله سبحانه: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُوداً (78)}، وقوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ}، وقوله
عز شأنه: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى (6)}، وقوله عز من قائل: {وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)}، وقوله جل
وعلا: {وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِن طِينٍ (7)}، وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ} وما شابه ذلك.

ومثالها للاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة نحو "أطلع أتتركون أألد الذكرين" في قوله تعالى: {أَطَّلَعَ
الغَيْبَ أَمِ اَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـنِ عَهْداً (78)}، وقوله سبحانه: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ (146)}،
وقوله جلت قدرته: {ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخاً}، وقوله سبحانه: { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ
الأُنْثَيَيْنِ} وما كان على هذا النحو.

ومن ثم يتضح جليًّا أن همزة القطع تأتي ساكنة في الوسط وفي الطرف وتأتي متحركة مطلقاً في
الابتداء والوسط والطرف وتوجد في الأسماء والأفعال والحروف بخلاف همزة الوصل فإنها لا توجد
إلا في أول الكلمة ولا تقع ساكنة بحال: فخالفت همزة القطع في أنها لا تأتي ساكنة، ولا توجد في
وسط الكلمة ولا في آخرها فتأمل هذا.


يتبع
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع


اجتماع همزتي القطع والوصل معاً في كلمة واحدة وبيان حكمها وصلاً وابتداء.

لاجتماع هاتين الهمزتين صورتان:

الأولى: أن تتقدم همزة الوصل على همزة القطع الساكنة.

الثانية: أن تتقدم همزة القطع التي للاستفهام على همزة الوصل.

ولكل من هاتين الصورتين كلام خاص نوضحه فيما يلي:

الكلام على الصورة الأولى وهي تقدم همزة الوصل على همزة القطع الساكنة

وذلك لا يكون إلا في الأفعال خاصة نحو "اؤتمن وائتذن وائتوا وائتنا وائتوني" في قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ}، وقوله سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي}، وقوله عز وجل: {ثُمَّ ائْتُواْ صَفّاً}، وقوله عز من قائل: {وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ}،
وقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـاذَآ} وما إلى ذلك.
ثم لهذه الصورة حالتان:
الحالة الأولى: وصل كلمة من هذه الكلمات ونحوها بما قبلها وحينئذ تسقط همزة الوصل في الدرج وتثبت همزة القطع ساكنة نحو "الذي اؤتمن" بأن وصل لفظ "الذي" بلفط "اؤتمن" وهنا نجد أن همزة الوصل سقطت في الوصل وبقيت همزة القطع ساكنة وذلك عند من قرأ بتحقيقها كحفص عن عاصم. وهكذا الحكم في بقية الأمثلة المذكورة وشبهها.
الحالة الثانية: الابتداء بكلمة من هذه الكلمات ونحوها كالابتداء بكلمة

"ائتنا" وحينئذ ثبتت همزة الوصل وتبدل همزة القطع الساكنة حرف مد من جنس حركة

ما قبلها وذلك بإجماع القراء.
وأما حركة الابتداء بهمزة الوصل في هذه الحالة فخاضع لحركة ثالث الفعل كما تقدم.
فإن كان ثالثه مضموماً ضمًّا لازماً فحركة الابتداء بهمزة الوصل تكون بالضم وذلك لضم ثالث الفعل كما لو ابتدئ بكلمة "اؤتمن" وهنا تبدل الهمزة الساكنة واواً مدية لوقوعها إثر ضم.
وإن كان ثالث الفعل مفتوحاً كانت حركة الابتداء بهمزة الوصل بالكسر وذلك لفتح ثالث الفعل كما لو ابتدئ بكلمة "ائذن لي" وهنا تبدل الهمزة الساكنة ياء مدية لوقوعها إثر كسر.
وإن كان ثالث الفعل مضموماً ضمًّا عارضاً كانت حركة الابتداء بهمزة الوصل بالكسر على الأصل ولا التفات إلى الضم الموجود حالياًّ لثالث الفعل فإنه عارض كما مر: ومثاله: الابتداء بكلمة "ائتوني" ونحوها وهنا تبدل الهمزة الساكنة ياء مدية لوقوعها إثر كسر باعتبار الأصل.
هذا: ولم أجد من نبه على حكم اجتماع الهمزتين في هذه الصورة فيما وقفت عليه من مراجع هذا الفن ولا بد من بيان ذلك لأن بعض المبتدئين أو من لا علم عنده يخفى عليه الحكم في هذه المسألة فيقرأ بهمزتين محققتين في الوصل والابتداء وهذا خطأ قبيح وتحريف صريح لا يجوز في كتاب الله تعالى.
الكلام على الصورة الثانية وهي تقدم همزة القطع التي للاستفهام على همزة الوصل
وهذا وارد في الأفعال والأسماء: ولهذه الصورة حالتان أيضاً:
الحالة الأولى: حذف همزة الوصل وبقاء همزة الاستفهام مفتوحة وذلك خاص بالأفعال بالنسبة لما جاء في القرآن الكريم وفي مواضع معدودة كما سيأتي:
الحالة الثانية: بقاء الهمزتين مجتمعتين معاً في الكلمة وذلك خاص بالأسماء وفيما يلي توضيح كلتا الحالتين.
أما حالة حذف همزة الوصل وإبقاء الاستفهام مفتوحة فذلك إذا كانت همزة الوصل في فعل وكانت مكسورة في الابتداء لو تجردت عنها همزة الاستفهام وابتدئ بها. والوارد من ذلك في القرآن الكريم سبعة مواضع: منها خمسة متقف عليها بين القراء العشرة. والموضعان الآخران مختلف فيهما بينهم.
أما الخمسة المتفق عليها:
فأولها: قوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْداً} بسورة البقرة.
ثانيها: قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـانِ عَهْداً (78)} بسورة مريم.
وثالثها: قوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ} بسورة سبأ.
ورابعها: قوله سبحانه: {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)} بسورة ص.
وخامسها قوله سبحانه: {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} بسورة المنافقون.

وأما الموضعان المختلف فيهما:

فأولهما: قوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (153)} بسورة الصافات.
وثانيهما: قوله سبحانه: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَار (63)} بسور ص.
فقد قرأ بعضهم بوصل الهمزة فيهما على الإخبار ويبتدئ بكسر الهمزة على القاعدة السابقة. وبعضهم بقطع الهمزة فيهما مفتوحة على الاستفهام وحذف همزة الوصل وبالنسبة لحفص عن عاصم في هذين الموضعين فإنه قرأ فيهما بقطع الهمزة مفتوحة على الاستفهام وصلاً وابتداء. وبذلك تكون المواضع السبعة كلها مقطوعة الهمزة على روايته: فتأمل.
ووجه حذف همزة الوصل في هذه الأفعال أن الأصل فيها "أإتخذتم. أإطلع أإفترى. أإستكبرت. وأإستغفرت. أإتخذناهم. أإصطفى" بهمزتين:
أولاهما: همزة الاستفهام ولا تكون إلا مفتوحة كما مر.
وثانيهما: همزة الوصل وهي مكسورة لوجودها في الماضي السداسي في "استكبرت. واستغفرت" وفي الماضي الخماسي في الباقي. فخذفت همزة الوصل في جميعها استغناء عنها بهمزة الاستفهام ولا يترتب على حذفها التباس الاستفهام بالخبر. لأن همزة الاستفهام إحدى همزات القطع المفتوحة أبداً وهي مثبتة في الوصل والابتداء كما مر بخلاف همزة الوصل فإنها مثبتة في الابتداء ساقطة في الوصل وهي في هذه الأفعال مكسورة في الابتداء لفتح ثالثها كما تقدم وبالله التوفيق.
وأما حالة بقاء همزة الاستفهام مفتوحة مع همزة الوصل في كلمة واحدة فالشرط أن تكون همزة الوصل مفتوحة في البدء وواقعة في اسم محلى بأل وحينئذ لا يجوز حذفها بالإجماع لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر فيتغير المعنى تبعاً لذلك والجائز فيها حينئذ وجهان:
الأول: إبدالها ألفاً مع المد الطويل لملاقاتها بالساكن الأصلي.
الثاني: تسهيلها بين بين أي بين الهمزة والألف مع القصر والمراد به هنا عدم المد مطلقاً، والوجهان صحيحان مقروء بهما لكل القراء ووجه الإبدال هو المقدمة في الأداء والوارد من ذلك في التنزيل ستة مواضع باتفاق القراء العشرة وموضع مختلف فيه بينهم.

 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: همزتي الوصل والقطع

أما المواضع الستة المتفق عليها:

فأولها وثانيها: "آلذكرين" في قوله تعالى: {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ}

بموضعي الأنعام.وثالثها ورابعها: "آلآن" في قوله تعالى:

{الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ}، وقوله سبحانه:

{آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}

الموضعان بسورة سيدنا يونس عليه السلام.

وخامسها وسادسها: "آلله" في قوله تعالى: {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} بسورة سيدنا يونس عليه

الصلاة والسلام وفي قوله سبحانه: {ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} بالنمل.

وأما الموضع السابع المختلف فيه فهو كلمة "ءالسحر" في قوله تعالى:

{قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} بسورة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام

فقد قرأ أبو عمرو البصري وأبو جعفر المدني بإبدال

همزة الوصل ألفاً مع المد الطويل وبتسهيلها بين بين من غير مد كما تقدم.

وقرأ الباقون بهمزة وصل على الخبر مفتوحة في الابتداء لوجودها في "ال".

وقد أشار إلى هذه الحالة الإمام الشاطبي رحمه الله في الشاطبية بقوله:

*وإنْ همزُ وصلٍ بين لام مسكنٍ * وهمزة الاستفهامِ فامدده مُبْدِلا*

*فللكلِّ ذا أولى ويقصرُهُ الذي * يسهِّل عن كل كآلان مُثِّلا اهـ*

كما أشار العلامة الطيبي إلى حالتي همزة الوصل حذفاً وبقاء بقوله رحمه الله تعالى:

*وهمزُ وصل إنْ عليه دخلا * همزة الاستفهام أبدل سهِّلا*

*إن كان همز ألْ وألا فاحْذِفا * كأتخذتم أفترى أصطفى اهـ*


"تتمة":


إذا وقف على لفظ "بئس" اختبار بالموحدة في قوله تعالى:

{بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ} بسورة الحجرات وابتدئ من

لفظ "الاسم" فيجوز فيه وجهان:


الأول: الابتداء بهمزة الوصل مفتوحة وكسر اللام.


الثاني: الابتداء بلام مكسورة من غير همزة وصل قبلها.


والوجهان صحيحان مقروء بهما ابتداء للقراء العشرة والوجه الأول هو

الأولى والمقدم في الأداء اتباعاً لرسم المصحف الشريف.

وقد أشار إلى هذين الوجهين شيخ شيوخي العلامة المتولي في الروض النضير بقوله:


*وفي بئس الاسم ابدأ بأل أو بلامه * فقد صُحِّحَ الوجهان في النَّشْر للمَلاَ اهـ*


هذا: وبعض المبتدئين يخفى عليه الحكم في هذا اللفظ وصلاً أو ابتداء فيقرأ بسكون اللام

وبقطع همزة "اسم" وهو خطأ فاحش لم يقل به أحد ولا يجوز بحال لأن همزة اسم همزة

وصل كما مر دخلت عليها لام التعريف وهي ساكنة وبعدها السين ساكنة فالتقى ساكنان

فلزم تحريك أولها بالكسر وهو اللام تخلصاً من التقاء الساكنين وحذفت

همزة الوصل لدخول لام التعريف عليها كما هو مقرر

هداية القارئ
انتهى
 
التعديل الأخير:

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع