إعلانات المنتدى


آداب القراء ومجالس الإقراء

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المزمار

مشرف سابق
3 فبراير 2007
3,070
14
38
الجنس
ذكر
(بسم الل)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الحمد الله الذي خصَّ من عباده من شاء لتلقي كِتابه، وجعل العَرْضَ والسماع أصْلٌ لقراءته وإسناده، وحَفظَه-سبحانه- في الصدور كما تولى عنايته في السطور؛ فاهتمَّ لذلك أئمة الأداء، وانبرى لتعليمه الثِّقَةُ من القُرَّاء، فاتخذوا مجالس للتَّدَبُّرِ والتَّذَكُرِ والعملِ والإصغاء، وعُرفَت عنهم آداب في القراءة والإقراء.

فالآداب جمع أدب وهو كل ما تعارف الناس على استحسانه بتأثير الدين أو البيئة أو العرف .
والمقرئ: من عَلم بالقراءات أداءا ورواها مشافهة عن الشيوخ الضابطين بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصدر لمجالس الإقراء وعُرف بها، ومن شرطه أن يكون مسلما مكلفا ثقة مأمونا ضابطا متنزها عن أسباب الفسق وخوارم المروءة
والقارئ: هو طالب القرآن الراغب في أخذه وتلقيه ، وإن كان المصطلح الشائع عند المتقدمين إطلاق القارئ على المقرئ المنتهي أيضا .
وإنَّ عرض القرآن على أهل القراءة المشهورين بالإمامة المختصين بالدراية، سنَّة من السُّنَنِ التي لا يسع أحدا تركها رغبةً عنها، ولابدّ لمن أراد الإقراء والتصدر منها؛ والأصل في ذلك ما أجمع العلماء على قبوله، وصحة وروده، وهو عرض النبي صلى الله عليه وسلم في كل عام على جبريل عليه السلام وعرضه على أبي بن كعب بأمر الله عز وجل له بذلك، وعرض أبيّ عليه، وعرض غير واحد من الصحابة على أبيّ، وعرض الصحابة بعضهم على بعض، ثم عرض التابعين، ومن تقدم من أئمة المسلمين جيلا فجيلا، وطبقة طبقة إلى عصرنا هذا. ولقد اعتنى الأئمة بآداب المقرئ والقارئ لكتاب الله تعالى وأفرده بالتصنيف جماعة منهم الإمام النووي في التبيان وقد ذكر فيه وفي شرح المهذَّب وفي الأذكار جملة من الآداب وإليك بعضا من هذه الآداب سائلا المولى تعالى أن يرزقنا التحلي بها.
فمن آداب المقرئ مع طلابه التواضع وشكر نعمة الله ولين الجانب ، قال الإمام أبو الحسن السخاوي: (ت643هـ: وينبغي لمن يُقرئ القرآن أن يكون متواضعا لله عز وجل، شاكرا له على عظيم ما أنعم الله به عليه من إقراء كتابه الكريم، وإذا سُئل عن مسألة فليستعن بالله عز وجل على الجواب، ثم يقرأ قوله عز وجل (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنك العليم الحكيم ) فإذا فتح عليه بالجواب فليحذر العجب، وليذكر قوله عز وجل ( بل الله يمنّ عليكم) .
وأن لا يبخل على من أراد القراءة عليه إذا أمن على نفسه من الخطأ، وأن يُلين جانبه لمن يطلبُ عليه ولمن يطلب منه، ولا يعنَّفه ولا يزجره، ويقبل عليه ما استطاع ويحتسب في ذلك ما عند الله، و أن يأخذ نفسه بالتصاون عن طرق الشبهات، ويُقلَّ الضحك وكثرة الكلام واللَّغط في مجالس القرآن وغيرها ويأخذ نفسه بالحلم والوقار، وأن يتواضع للفقراء ويتحفظ من التكبر والإعجاب ويتجافى عن الدنيا وأبنائها إن خاف على نفسه الفتنة وينبغي له أن يدع الجدال والمراء ويأخذ نفسه بالرفق والأدب .
ومما يجب على الأستاذ إذا جلس إليه أصحابه، واجتمعوا للقراءة عليه، أن يُقدِّمَ منهم أهل السوق، لينتشروا في الطلب في معاشهم ، وما يقومون به على من يلزمهم القيام بهم، فقد كان أبو عبد الرحمن السلمي، وعاصم ابن أبي النجود( -فيما رويناه عنهما- يقدمانهم ويبتدئان بالأخذ عليهم(
كما يلزمه أن يفعل بالفقهاء والعلماء وأهل الفضل، يقدمهم على منازلهم في السن والفضل والعلم، ويخصهم بما شاء من العرض، كما كان يفعل حمزة[ بالثوري ونظرائه، ثم بعد ذلك يقدّم الأول فالأول على استباقهم وتقدمهم إلى المجلس الذي يقرئ فيه
ومن آداب القارئ -إخلاص النية لله عز وجل فالإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، فواجب على أهل القرآن إذا هم قرؤوه أن يريدوا الله عزوجل بقراءتهم، وأن يستعملوا من الأخلاق ما يحسُنُ ويجمل بمثلهم، وأن يتأدبوا بأدب القرآن، وأن يجعلوه إمامهم وقدوتهم، وأن يخشو الله عز وجل في السر والعلانية، فإن مولاهم الكريم قد أنعم عليهم بنعمة لا يقدرون على أداء شكرها، والقيام بواجبها، وخصَّهم بأعلى المنازل، وحبَاهم بأجلِّّ الهبات؛ إذ جعلهم وعاة كلامه، وحاملي كتابه، فهم أهله عز وجل وخاصته، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله " لله عز وجل من الناس أهلون" قيل من هم يا رسول الله قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "
فينبغي أن تكون أخلاقهم مباينة لأخلاق سواهم ممن لم يبلغ منزلتهم، ولا أدرك درجتهم[.
-نقل القرآن عن الثقة الضبط : وعلى قارئ القرآن-بعد إخلاص طلبه لله- أن يتَّحفظ في نقله، وينقله عن ثقة يرضى حاله وعلمه ودينه، فإذا اجتمع للمقرئ صحةُ الدين، والسلامةُ في النقل، والفهمُ في علوم القرآن، والنفاذُ في علوم العربية، والتجويدُ بحكاية ألفاظ القرآن كَمُلت حالُه ووجبت إمامتُه[
-التدبر والتفكر، وتزين القراءة بالصوت الحسن: واعلم-أخي وفقك الله- أن ما يستفاد بتهذيب الألفاظ حصول التدبّر لمعاني كتاب الله تعالى، والتفكر في غوامضه، والتبحر في مقاصده ، وتحقيق مراده جلَّ اسمه من ذلك، فإنه تعالى قال: (كتاب أنزلناه مبارك ليدَّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)؛ وذلك أن الألفاظ إذا جُليت على الأسماع في أحسن معارضها، وأحلى جِهات النطق بها -حسب ما بعث به رسوا الله صلى الله عليه وسلم بقوله (زينوا القرآن بأصواتكم- كان تَلَقِّي القلوبِ لها وإقبال النفوس عليها بمُقتضى زيادتها في الحلاوة، والحسن على ما لم يبلغ ذلك المبلغ منها، فيحصلُ بذلك الامتثال لأوامره، والانتهاء عن مناهيه، والرغبة في وعده، والرهبة من وعيده، والطمع في ترغيبه، والانزجارُ بتخويفه، والتصديق بخبره، والحذرُ من إهماله واستدراجه، إلى غير ذلك من شريف الخِلاَل والإحاطة بمعرفة الحرام والحلال .
قال الإمام عبد الله بن ذكوان المقرئ : يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل، وتدبُّر وتفهم وخشوع، وبكاء ودعاء وتحفظ وتَثبُّت
وإذا أضاف القارئ إلى بلاغة القرآن فصاحة اللسان فقرأه بتدبر وتفهّم وتثبت وتحفّظ، وزيّن قراءته بلسانه وحسَّنها بصوته؛ إذ القرآن بلغة العرب نزل، فهو بألفاظها يُحسَّن وبمنطقها يُزَيَّن-فقد خرج عن عهدة الأمر في قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) واستحقَّ أعلى منازل المقرئين لقوله: صلى الله عليه وسلم (الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السَّفرة الكرام البررة وصار جامعا للأسماع النافرة على الإصغاء إليه، وجاذبا للقلوب القاسية إلى تفهّمه والاشتمال عليه، ومستضيفا إلى الثواب الحاصل له بالتلاوة ثوابَ المستمع إليه والمنصت نحوَه، وعمَّت الرحمةُ المرجوَّةُ بقوله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) وكفى بذلك باعثا على مزاولته وتعاطيه
قال الإمام عبد الله بن ذكوان المقرئ: وأن يُزيِّن - أي القارئ -قراءته بلسانه ويحسّنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها ويستعمل إظهار التنوين عند حروف الحلق إظهارا وسطا بلا تشديد وإخراج الهمزة إخراجا وسطا حسنا، وتشديد المضاعف تشديدا وسطا من غير إسراف ولا تَعَدٍّ .
-شكر نعمة الله تعالى: فمن خصه الله عز وجل بفصاحة اللسان، وحسن الأداء لتلاوة القرآن، ووهب له مع ذلك حسن صوت، واستقامة طريق، مع عفاف وستر، ونسك وصدق، فليعلم مقدار ما خصه مولاه الكريم به، وما وهب له ومنَّ به عليه، فليكثر الحمد والشكر والثناء عليه بما هو أهله ومستحقه ومستوجبه، فقد أنعم عليه بعظيم، ومنَّ عليه بجسيم، فليحذر –من كانت هذه صفته من أهل القرآن- التعرض للملوك وأبناء الدنيا، والقراءة لهم، والصلاة بهم، لكي ترفع منزلته عندهم، وتنقضي حوائجه لديهم؛ فإن ذلك مما يحبط منزلته، وتزل به قدمه فيعود عليه من ضرر حسن صوته، وفصاحة لسانه، ما لا تحمد عواقبه في الدنيا والآخرة
وينبغي لي قارئ القرآن أيضا أن يكون لله حامداً، ولنعمه شاكراً وله ذاكراً، وعليه متوكلاً وبه مستعينا، وإليه راغبا وبه معتصما، وللموت ذاكرا وله مستعدا، وينبغي له أن يكون خائفا من ذنبه، راجيا عفو ربه، ويكون الخوفُ في صحته أغلب عليه؛ إذ لا يعْلم بما يُختَم له، ويكون الرجاء عند حضور منيَّته أقوى منه في نفسه –لحسن الظن بالله- وقرب منيَّته منه، وينبغي له أن يكون عالماً بأهل زمانه، متحفِّظا من شيطانه، ساعياً في خلاص نفسه ونجاة مُهجتِه، مُقدِّما بين يديه ما يقدر عليه من عَرَضِ دنياه، مجاهداً لنفسه في ذلك ما استطاع ، وينبغي له أن يكون أهمَّ أموره عنده الورع في دينه واستعمال تقوى الله ومراقبته فيما أمر به ونهاه عنه
-البعد عن الحسد والغلّ: فعن عبد الله بن عمرو قال: من جمع القرآن فقد حُمِّل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لصاحب القرآن أن يحسد فيمن يحسد، ولا يجهل فيمن يجهل، وفي جوفه كلام الله عز وجل[
فينبغي له أن لا يحبس في نفسه غلاًّ لمسلم، وأن يعفو عمّن ظلمه، ويصل من قطعه ويعطي من حرمه، وأن يأخذ بالفضل في أموره إذ لا منزلة فوق منزلته
-التحلى بفضائل الأعمال: فروي عبد الله بن مسعود أنه قال: ينبغي لصاحب القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبوَرَعه إذا الناس يَخلطون، وبتواَضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون
وعن الفضيل بن عياض-رحمه الله تعالى- قال: حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغوا، ولا يسهو مع من يسهوا ولا يلهو مع من يلهوا، وقال إنما أنزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس قراءته عملا

وعن الحسن بن علي قال : إنَّ من كان من قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتبدرونها بالليل ويتفقدونها في النهار
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

سيف النصر

مزمار ألماسي
3 أكتوبر 2008
1,331
2
0
الجنس
ذكر
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

بارك الله فيك على هذا الطرح الهام
 

القارئ المدني

عضو شرف
عضو شرف
5 يونيو 2008
2,489
27
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

بارك الله فيك وجزاك خيرا
 

ابواحمدالغالى

مزمار داوُدي
20 مايو 2008
9,458
16
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

[frame="7 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا عنا اخى الحبيب
[/frame]
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع، لكنه كان ملفاً عندي من الشنكبوتية (الشبكة العنكبوتية) بنفس المحتوى والعنوان كتبه مهدي دهيم الدارس بمرحلة الدكتوراه بقسم القراءات القرآنية بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.

هل من تعقيب؟
 

المزمار

مشرف سابق
3 فبراير 2007
3,070
14
38
الجنس
ذكر
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع، لكنه كان ملفاً عندي من الشنكبوتية (الشبكة العنكبوتية) بنفس المحتوى والعنوان كتبه مهدي دهيم الدارس بمرحلة الدكتوراه بقسم القراءات القرآنية بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.



هل من تعقيب؟


نعم أحسنت التنبيه ، وقد وقع مشكل كما ترى فقد حذف ءاخر الموضوع وهو يحتوي الهوامش والمصدر

تفضل هنا لمزيد من التفصيل
http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_@_@@_@@_@@_@@_@@_@@_@&task=view&id=479&Itemid=1
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع، لكنه كان ملفاً عندي من الشنكبوتية (الشبكة العنكبوتية) بنفس المحتوى والعنوان كتبه مهدي دهيم الدارس بمرحلة الدكتوراه بقسم القراءات القرآنية بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية.



هل من تعقيب؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخانا الفاضل التعقيب ان شاء الله عندي
انا اعتذر من اخي المزمار اشد اعتذار انا من تسبب بهذا الالتباس
عدلت على الموضوع لوجود بعض الارقام راللغة الانجليزية
ودون قصد حذفت المصدر الذي كان اسفل الوضوع ولكن والله كان بدون قصد
انا اعتذر منك اخي المزماراشد الاعتذار
بارك الله فيك اخانا احمد النبوي وجزاك الله خيرا
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

شكراً أخي المزمار، ونفع الله بعلمك وأعانك على المتابعة في طريقه وبين أوليائه.

وشكرٌ آخر لأختنا ذات النور المشرق، وأسأل الله أن يعين الجميع على طاعته.
 

أبوحمزةالمدني

مزمار فعّال
22 يوليو 2008
69
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

الله يجعلنا من اهل القرآن يارب
جزاك الله خير
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

موضوع مفيد ونافع،
بارك الله فيك أخي عبد الغفّار وجزاك خيرا
 

حمادي الطرابلسي

مشرف سابق
12 نوفمبر 2008
253
1
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: آداب القراء ومجالس الإقراء

طرح جميل جدا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع