إعلانات المنتدى


(يقولون كيف عرفت الاله)؟والشاعر الفلسطيني ابو صهيب

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الشاعر ابو صهيب

مزمار فعّال
23 مايو 2008
192
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
{يقولون كيف عرفت الإله}


يـَقَـولـونَ كَيْفَ عرفتَ الإلــه = وكـيـفَ تُـبَـرْهـِنُ عـَدْلَ الـقَـَدَرْ



عـَرفــْتُ إلهيَ مِنْ فــطــرتي = وهـدي الـحـبـيـب ِوخَيْر السيَرْ



ومِنْ قــولِ رَبي وإعْــجازِهِ = كـتـابٌ تـحدى جـميـعَ الـبَـشَـرْ



فـما قـالَ قـولا ً لـغـيـبٍ أتـى = كـمـا قـال حـقـاً وصـِدْقـاً ظَـهَـرْ



عَرَفْتُ المُصَورَ مِنْ صورتي = فـَمَـْن صَوّرَ الإنْسَ هذي الصورْ



وكــيف الـتـرابُ وطـيـنٌ غـدا = جـمـالاً بـديـعـاً وحُـسْـنـاٌ بـهـرْ



ومَنْ هـُـوَ خـالـقُ تلك العقول = فـَصـالَـتْ وجـالَـتْ وطـالَـتْ قَـَمَرْ



وفـي كُــلِّ عـُضْـوٍ لـنـا شـاهدٌ = يـقــول ُ ألَــسْــتُ دلــيــلاً أغَـرْ



عـرفـْتُ الـمُهَـيِْمِـنَ مِـنْ كـَوْنـِه ِ= ســمـاء ٌ كـواكـبُ بــحـرٌ وبـَـرْ


ســمـاءٌ بـلا عَـمـَدٍ يـا أخــي = ألـَـيْـسَ بــهـذا الــبـِنـاءِ عِـبَـرْ


كــواكـبُ سـابحة ٌفي الفضاء = فـَـمَـنْ هـو أسْـبَـحَ تِـلْـك َ الـدُرَرَ



ومَـنْ هـو مُـمْـسكُهـا لَوْ هـَوَتْ = أغَـيْـرَ الالـهِ فـَهَـلْ مـِنْ خـَبَـرْ؟


وكــيـف تـَسـيـرُ بأرقى نظام = ودون ِاصْــطـدامٍ وأيَّ خَـطـرْ


فَهَلْ هي قَدْ نـَظَـمَـتْ نـَفْـسَها = وَلَــيْـسـَتْ بـِمُـدْرِكَـة ٍ كــالـحـجـرْ



فَمَنْ كَوّنَ الكَوْنَ في حِـكْـمَـةٍ = ومـا فـيـهِ نَـقـْصٌ تـرى أو خـورْ


أيَِخْـلُقُ كـَوْنٌ أخـي نَـفـْسَـه ُ = أعَــجْـزٌ يـُجـيـدُ نـظـامـاً سـحـرْ

فلا بــدَّ لــلـخـلـق مـن خالق = ولا بـد لـلـكَـوْن رب أمـــــــَرْ


عرفــت إلـهـيَ مِـنْ خـلـقِـهِ = فـَمَـنْ صَـنَّـفَ الـخـَلْـقَ أنْـثى ذَكرْ



وزوجانِ حــتـى الـجمـاد لَـهُ = وَكُـــلُّ الـنـبــات ِبــِعِـلْـمٍ ظـهـرْ



فـَـكُـلّ الـكـهـاربِ مِـنْ موجبٍ = ومِـنْ سـالـبٍ فـي الـكـتـابِ ذَكَـرْ



عرفــت إلهـيَ مـِنْ زرعــِهِ = فَـمـَنْ هـو زارع ُ ذاك الـشـجـرْ



وتــلـكَ الــثـمـارُ إذا أيْنَعَتْ = فـمـن هـو صـانـعُ هـذا الـثـمـرْ



ومــن هـو خـاضـبُ ألـوانِـه ِ= ومَـنْ جـاعـلٌ مِـنْـهُ حـُلْـواً ومُـرْ



ثمارٌ بـشتى الـطـعـومِ تـذوق = وَتُـسْـقـى جـمـيـعـاً بـمـاءِ الـمَطَرْ



عـرفت الإلهَ برُؤيا الطيـور = تُـحـَلّــــقُ مـُـفرَدَهــا أو زُمَـرْ



ووطْواطُ لــيـلٍ يـطـيـرُ بـِـهِ = يُـشـَـغّـــلُ رادارَهُ بـِـحَـذَرْ



فمن هو مُمْسِكُها في السماء = جـــنــاحـاً تَـظُـنُّ فـهــذا هـَــذرْ



ومـن عَلّـمَ الـطيـر تـغـريـدَهُ = كـــأروع مـَـعـزوفـَـة ٍ تُـشْـتَـهَـرْ



ولـيـْسَ يـغـنـي بـتـغــريـدِهِ = ولــكـن يـسـبِّـحُ رَبَّ الـبَـشَـرْ



وكيفَ تــهـاجِـرُ عَـبْـرَ الـبلادْ = ولــيـسـت تَــضـِلُّ طـريـقَ الـسَفَرْ



ومَنْ هـُوَ زخـرف ألـوانَـها = فَــيَــخـْلِبُ مَـنْـظَـرَهـا مَـنْ نَـظرْ



تـَعَـلّمَ تـَصْـمـيـمَـهـا عـالـمٌ = فَــصـَمـَـمَ طــائـــرة َ وابْــتَــكَــرْ



تراها تَطيرُ بــِجَـوِّ الـسـماء = كــقـائــدِ جــَوٍّ زهــا وانْــتـَــصَــرْ



فـَكُـلُّ الـطـيـورِ أخـي آيَـة ٌ = تَــدُلُّ عـلى الله أهـْـــل َالــبَـصـَـرْ



عـرفـت إلـهـيَ مـِنْ نـَحْـلَة ٍ = تــفـوقُ الأطــبـــاءَ والـــمُــخْـتَـبَـرْ



لـهـا مصـنع ٌ وَبِـهِ عـِبْرَة ٌ = فَــيَـصْـنَـعُ شَـهْداً عـظـيمَ الأثـــرْ



وبيتٌ عجيب ٌيهزُّ الـقلوب = يـَـبُـذ ُّمـهـنـدسٌَ بـيــتِ الــحَـجـَرْ



بـإيـثـارهـا اللهُ أكْـرَمـهــا = فــدرس بـلـيـغ لـنــا مـُعْـتـبـَرْ



وصاحب ُعقلٍ يـَغُـشُّ أخاه = ويـَـمْـكُرُ سـوءا بـِـحـَفـْر الـحُـفـرْ



تَعَلّمْ من النحل كيف الجهاد = تـُـضــحـي بــنـفـسٍ لـدفـعِ الخطرْ



تـمـوتُ لـتُـنـقـذَ أمَّـتـهــا = مُـضَـــحٍّ بـهـــذا الـزمـان ِ نـَدرْ



تَعَلَّمْ من النحل كيف النظام = وكــان النــظــامُ لــنـا فـانْـدَثـرْ



عـرفـت الإلـه بـلـيـلٍٍٍٍ سجى = وغــطـى الأنـام وأرضـا غــمــرْ



فمن ألبس الليلَ ثوبَ السواد = ومـن عـَلـّمَ الـلـيـلَ كـرِِا وَفـَرْ



وبـعـد الـظلامِ يُضيءُ النهار= إذا الــعَــدْلُ جـاءَ الـظـلـومُ انـدحرْ



فـكـل ضـيـاءٍ لـَهُ مـصـدَرٌ = فــكـيـفَ بـهـذا الـضـيـاءِ انـتـشَــرْ



إذا جـاء لـيـلٌ فـمـصـباحُنا = نــقـومُ بـإيـقـادِهِ لـلــسَــمَــرْ



فَنَحنُ نُـنَـوّرُه فـي الـدّجـى = ونـُـطـفــؤهُ والــنــهـارُ بـــَدَرْ



فمن أوجدَ النور بدءَ النهار = ومـَـنْ أظـلَـمَ الــليـلَ حـتـى الـسحرْ



وتُنْفِقُ مالَكَ لِلْكَهْرباء = وللنار غــــازٌ وحـــيـــنــاً "سُـلَـرْ"



وَنــورُ الإلـهِ بـلا دِرْهـَمٍ = يـُـضــيءُ عـلــيْــنـا بـِـأمْــرٍ صََـدَرْ



يَكُرّان ِعَبْرَ الـعـصـورِ مـَعَـاً = ولا يــُخْـطِـئـانِ عـلـى طـول ِ دَهـرْ



عرفـت إلـهـيَ مـن عَـدْلِـهِ = وكــيــف نـُبَـرْهِـنُ عـَـدْلَ الــقَـَدَرْ



ألـَيْـسَ الـرسـول ُدلـيـلاً لنا = وَحُــبُّ الــرســـولِ لـنــا مـُدَّخـَــرْ



فإن الرَسولَ حـبـيـبُ الإلـه = وأوذِيَ ظـُــلْـمـاً ولـكـنْ صـَـبَــرْ



وعاشَ الرسولُ حَياةً بفَقْرٍ = ومــات الــذكـورُُ لـَهُ فـي الـصـغـرْ



حـَبـيـبُ الإلـهِ مـثـالٌ لـنـا = وعـَــدْلُ الـمـهـيـمـن ِفـَوْقَ الـنَـظـرْ



جناحُ البعوضَةِ هذي الدنـى = ولـَـيَـسَـتْ تـســاوي كـمـا فـي الأثرْ



فَكلُّ الحيـاةِ ابـتـلاء ٌ لـنـا = وأهـْـلُ الـسـعـادَةِ هـُمْ مـَنْ شــكــرْ



وليس العطاءُ من الله يَعْني = دلـيـلَ الـمـحـبـة بَـلْ نـُخْـتَـبَـرْ



إذا ما اعْـتَـرَتْكَ أخـي شـِدّةٌ = أغــيــرَ الإلـــهِ يـُـزيــل ُالــضـــجـرْ



وعِنْدَ المصيبة أو في الرخاء = سَـيَـكْـشِـفُ مَـنْ بَــرَّ أو مَــنْ فجرْ



لَعَلَّ الـمُـصـيـبَـةَ خَـيْـرٌ لـنـا = وَرُبَّ سـُـرورٍ وفـــيــه الــضـررْ



جراثيمُ داءٍ تكونُ الـعـلاج = وتـُــعـْطى الــسـلـيـمَ بِـِوَخْـزِ الإبَـرْ



جهازُ الشدائدِ فَحْصُ الرجال = فـَــيُـفْــرَزُ مـِنْـهـُمْ هـِزَبْـرَاً وفـأرْ



فعَدْل ُ الإلهِ لنا بَيِّنٌ = على الكُل قــَــطـْــرُ الـــســـمــاءِانهمرْ



ألا يَسْتَحِقُّ الظلـومُ الـعـقاب = فـَـعَـدْلُ الإلـــه ِ لـَـــه ُ مـُزْدجـرْ



وَرُبَّ غَـنِـيٌّ تـراهُ شـقـيـاً = وتـَـلـْقـى فــقـيـراً سـعــيــدَاً وَحُــرْ



هـدانـا الالـه بـلا مـِرْيَـةٍ = لـجـنـاتِ عـَـدْنٍ وإمـّا سَـقَــرْ



فَمَنْ سارَ حقاً طريقَ الهُدى = فـَقَـدْ فـاز فــوزاً ونـالَ الـظَــفَــرْ



وإنْ ضَلَّ عبدٌ فَمِنْ نَفْسِــهِ = فـكَـيْـفَ سَـيَهْـدي غـَوِيَّـا ً خَـتَـرْ



فَمَنْ شَكّ جهْلاً بـعـدْلِ الإلـه = تـَـعُـدّ الـحـدودَ بـِـفِـسـْق ٍ جــهـــرْ
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع