إعلانات المنتدى


إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
السلام عليكم
إخواني في الله .. هذا بحث في أحكام الغنة ولكني أذكر فيه ما اختلف فيه من الأحكام في الغنة ولا شك أنني استفدت مما كتبت سابقا في بعض قضايا التجويد المختلف فيها ، وفي بعض المسائل أحيانا أحيل إلي أحد الأبحاث من باب التوسعة في الحكم ، ونظرا لطول البحث سأضع البحث علي نظام الفقرات حتي يستطيع الإخوة قراءة البحث علي مهل .

وهذا البحث لا أشرح فيه أحكام النون الساكنة والتنوين ، فقد كتب الإخوة في هذا الموضوع بكثرة ومن أفضل الأبحاث التي قرأتها ـ في النون الساكنة والتنوين ـ بحث لأخي وصديقي الشيخ سامح سالم عبد الحميد باسم (( القول المبين في أحكام النون الساكنة والتنوين مع التوجيه " وهو علي هذا الرابط ،

http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=10422

ويستحسن للقارئ أن يقرأ بحث " القول المبين " قبل قراءة هذا البحث وعنونته باسم " إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام "
وسأضع البحث لاحقا ـ إن شاء الله ـ

وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه
والسلام عليكم
 

الشهاب

مشرف سابق
8 ديسمبر 2006
8,690
58
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

الشيخ ابو عمر عبد الحكيم والله زمان ياشيخ عسى الله ان يديم عليك العافية​
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تابع إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام
السلام عليكم
هل قمتم بقراءة البحث الذي أحلتكم إليه ؟؟

وهذه المرة سأكتفي بالمقدمة فقط . وفيما بعد سأضع المسائل المختلف فيها ـ بإذن الله ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...

فقد قمت بجمع هذا البحث وذكرت فيه جميع المسائل الخلافية التي ترتبط بحكم الغنة والأحكام التي فيها الغنة هي (( النون والميم المشدتان ،والإظهار والإدغام والإقلاب ، والإخفاء للنون الساكنة والتنوين ، والإدغام والإخفاء والإظهار للميم الساكنة ))
وليس معني ذلك أنني قمت بشرح أحكام النون الساكنة والتنوين أو أحكام الميم الساكنة ، ولكني ذكرت الخلافات التي أثبتها علماء هذا الفن ولو كان الخلاف لفظيا أو حقيقيا أوشاذا ، وحاولت الترجيح بحسب ما بدا لي ، وأيضا أذكر نوع الخلاف هل هو لفظي أو حقيقي أو ... ...

ومن هذا البحث يعلم القارئ أن طريقة الأداء تختلف بين الأقطار ، ومن ثم هناك بعض الخلاف الجائز والغير جائز ، أقصد أن الأمر في كثير من الأحكام فيه سعة ، ونصوص الأئمة ثابتة كما سنري ـ إن شاء الله ـ .
وبعد هذه المقدمة إليك مضمون الموضوع ، ونبدأ بتعريف الغنة

: تعريف الغنة لغة: قال صاحب لسان العرب :"
الغُنَّة صوت في الخَيْشُوم وقيل صوت فيه ترخيمٌ نحوَ الخياشيم تكون من نفس الأَنف وقيل الغُنَّة أَن يجري الكلامُ في اللَّهاةِ وهي أَقل من الخُنَّة المبرد الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوتَ الخيشوم والخُنَّة أَشد منها والترخيم حذف الكلام غَنَّ يَغَنُّ وهو أغنُّ وقيل الأَغَنُّ الذي يخرج كلامه من خياشيمه وظبي أَغَنُّ يخرج صوته من خَيْشومه..."13/315

واصطلاحا : صوت أغن مركب في جسم النون ولو تنويناً والميم مطلقاً - أي إن صوت الغنة صفة لازمة للنون والميم سواء كانتا متحركتين أو ساكنتين مظهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين" هداية القاري
أحرف الغنة: النون الساكنةـ ولو تنوينا ـ أو المتحركة ـ كما سنبينهـ إن شاء ـ والميم كذلك .
قال الخليل: النون أشد الحروف غُنَّةً." العين 1/342

مخرج الغنة : قال في التمهيد : واعلم أن الغنة تخرج من الخيشوم، كما تقدم، والخيشوم خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم"

قال المرصفي : المسألة الثالثة: في مخرج الغنة
أما مخرجها فمن الخيشوم كما تقدم في المخارج وهو خرق الأنف المنجذب إلى داخل الفم. وقيل هو أقصى الأنف - أي إن صوت الغنة بجميع أحواله يخرج من الخيشوم ودليل ذلك أنه أمسك الأنف لا نحبس خروجه مطلقاً حتى في حال ضعفه عند تحريك النون والميم مخففتين أو سكونهما مظهرتين كما يشهد بذلك النطق."ا.هـ
قالوا عن النون :
قال البقاعي في نظم الدرر عند حديثه عن النون في تفسيره لقوله تعالي في أول سورة القلم "ن والقلم وما يسطرون " :"
ولما كان هذا الحرف آية الكشف للأشياء كان مخرجه أمكن المخارج وأيسرها وأخفها وأوسعها وهو رأس المقول ، فإنه يخرج مما بين طرف اللسان وفويق الثنايا من اللثة ، وهو أخرج من مخرج اللام ومن مخرج الراء أيضاً ، وتسمى هذه الحروف الثلاثة الزلقية مع بقية حروف « فر من لب » لأن طرف كل شيء زلقة ، والنون أمكنها في هذا المخرج وأشدها انطباقاً فيما بين اللسان واللثة ، وهو مما كرر مسماه في اسمه فانتهى إلى حيث ابتدأ ، واختص بكون عماده وقوامه الحرف الأقوى الأظهر ذا الرفعة والعلو وهو الواو والزلقية التي هو أحدها ضد المصمتة وهي أخف الحروف على اللسان وأكثرها امتزاجاً بغيرها ، وأما المصمتة فمنعت أن تنفرد بنفسها في لغة العرب في كلمة هي أكثر من ثلاثة أحرف ، بل لا بد أن يكون معها بعض الزلقية ، والألف خارجة عن الصنفين لأنها مجرد إهواء لا مستقر لها ، فقد ناسبت بمخرجها لسعته وخفته ووصفها بالزلاقة التي تقع لما اتصف بها من الحروف الكمال غنية عن سواها ولا يقع لما لم يخالطها كمال فيما ذكر ما ذكر من أن معناها البيان والإظهار ومن صفاتها الجهر وبين الشدة والرخاوة والانفتاح والاستفال ، والغنة الخارجة من الخيشوم إذا سكن ، وكل هذا واضح في العلم الذي له الاتساع والانتشار والتغلغل في الأشياء الباطنة ، ويشاركه الميم في الغنة كما أنه يشاركه في أن له حظاً من الظهور والنون وهو الأصل في الغنة كما أنه الأصل في الظهور لما له من العلو بالعماد ، وهو أيضاً من حروف الذبذبة والزيادة التي لا تستقر على حال فتقع مرة زوائد وأخرى أصولاً كما أن العلم أيضاً كذلك لا استقرار له بل مهما وسعته اتسع ، ومهما تركته اضمحل وانجمع ، وهو من حروف الأبدال التي تبدل من غيرها ولا يكون غيرها بدلاً منها فلازب ولازم الميم بدل من الباء بخلاف العكس كما أن العلم أصل يتبعه غيره ولا يكون هو تابعاً لغيره ، وهو من الحروف الصحيحة وليست معتلة ، والعلم جدير بهذا الوصف وهو إذا كان مخفي من الحروف المشربة ويقال لها المخالطة - بكسر اللام وفتحها ، وهي التي اتسعت فيها العرب فزادتها على التسعة والعشرين المستعملة وهي من الحروف الصم وهي ما عدا الحلقية ، سميت بذلك لتمكنها في خروجها من الفم واستحكامها فيه ، يقال للمحكم المصمت والعلم أشد ما يكون مناسبة لهذا الوصف ، فقد انطبقت بمخرجها وجميع صفاتها على العلم الذي هو مقصود السورة فتبين حقاً أنه مقصودها ، وأما رتبة القلم في بيان العلم وإظهاره وكشف خفاياه وأسراره وبثه وإشهاره فهي بحيث لا يجهلها أحد اتصف بالعقل ، ومما يختص به هذا الحرف أنه يصحب كل حرف لأن حده هو ما يعبر عنه التنوين الذي انتظامه بالحركات هو ما آيته العلم المكمل به الحياة التي هي آية ما يعبر عنه هذه الحركات ، فلما كانت هذه الحركات آية على ما هو الحياة كان التنوين عقبها آية على ما به كمال الحياة من العلم ، وهو سبب لما به القيام من الظهور ، ومن معناه اسمه تعالى النور ، ثم هو اسم لكل ما يظهر ما خفي باطناً كالعلم في الإدراك الذي تظهر حقائق الأشياء به ، وظاهراً كالنيرين للعيون ، وسائر الأنوار الظاهرة والباطنة ، وما هو وسيلة الظهور كالعيون مما به تشاهد الأشياء ويظهر به صورها ، والدواة التي منها مداد ما كتب بالقلم في العوالم أعلاها وأدناها وكل آلة يتوصل بها إلى إظهار صورة تكون تماماً كماء المزن الذي هو مداد كل شيء كوّن الله به الكائنات والبادئات « وجعلنا من الماء كل شيء حي » ومنه معنى النجم النباتي الذي هو للشجر بمنزلة الفول للبشر متلبساً بالنور - بالفتح - الذي فيه حظ من النور - بالضم - والذرء الذي هو ظاهر في نفسه مظهر لطرق الاهتداء ، وكذلك الأمر في النار المخلصة من رتبة ظلمتها التي هي غايتها بالرماد ، وابتداؤها بما يخرج منه من شج )) ا.هـ 9/ 115

الفرق بين الغنة والمد :
قال العلامة المسعدي تحت باب تنبيهات :
الأول : الغنة صوت يشبه صوت الغزال حين ضاع ولدها وهي صفة ذاتية للميم والنون ولو تنوينا قوية فيهما ومن ثم جذبتها حالة الإخفاء أو ما في حكمها من الإدغام بالغنة من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الخيشوم علي الصحيح كما أن صفة المد جذبت الواو والياء من مخرجهما الأصلي وحولتهما إلي الجوف علي الصحيح قاله الناظم ـ رحمه الله ـ أما حالة الإظهار فلم تقو الغنة فيهما فلم تحولا حينئذ عن مخرجهما الأصلي ، وكذلك الواو والياء إذا لم يكونا حرفي مد لم يتحولا إلي الجوف لعدم المقتضي لذلك .
الثاني : الغنة تجري في الخيشوم كجريان المد في الجوف فمن ثم كانت الغنة شبيهة .
1. إن حروف المد تمنع الإدغام بخلاف حروف الغنة .
2. إن الغنة صفة ذاتية في حرفيها ، وأما المد فصفة ذاتية في بعض حروفه وهو الألف وعرضية الواو والياء إذا تحركتا مثلا .
3. حروف المد بمنزلة الحركة في الفصل بين الساكنين ، وحروف الغنة ليست كذلك فلا يقال في نحو :( أنت) وقفا مثلا : الغنة فصلت بين الساكنين ، إذ النون ساكنة والتاء ساكنة ، واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف ، أما في الوقف فمغتفر ك(الحمد) وقفا .
4. لا يجوز مط الغنة في حرفيها كالمد في حروفه لعدم الرواية بذلك )) انتهي بتصرف نقلا عن كتاب الفوائد التجويدية " للشيخ عبد الرزاق علي موسي صـ 40

أقول : وقد زاد بعضهم بأن الغنة تتبع ما بعدها والمد تابع لما قبله ـ أي الألف ـ
وأما قوله " واجتماع الساكنين علي غير حده مرفوض في غير الوقف" هذا الكلام كلام النحاة ، ويقصدون بقولهم : علي غير حده " أن يكون الساكن الأول حرف مد مثل "الضالين " وأشباهها وصلا وهذا حده عندهم ،و(غير حده) يقصدون به أن يكون الساكنان حرفين صحيحين ـ أي ليس الأول حرف مد ـ ، وقد تواترت القراءات الصحيحة عن القراء بجواز اجتماع الساكنين علي غير حده مثل" نعما ـ بإسكان العين والميم الأولي المدغمة ـ ومثل تاءات البزي ، ويهدي وغيرها من الكلمات وقد وفينا هذه المسألة في بحث " رسالة فاصلة في التقاء الأحرف الساكنة " فراجعه

يتبع بإذن الله
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

الإظهار:
معنى الإظهار في اللغة : البيان ،
وفي اصطلاح القراء :
إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ـ وأحرفه ستة وهي : الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ، فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة سواء أكانا في كلمة أم في كلمتين ـ أو بعد التنوين ، ولا يكونان إلا في كلمتين وجب إظهار هذه النون ، ووجب إظهار هذا التنوين ـ و يسمى ذلك الإظهار إظهارا حلقيا لخروج أحرفه من الحلق ـ وهذه الأحرف رتبت في خروجها ، فالهمز والهاء يخرجان من أقصى الحلق ، والعين والحاء يخرجان من وسط الحلق ، والغين والخاء يخرجان من أدنى الحلق .)) انظر التحفة العنبرية
اختلفوا في عدد أحرف الإظهار:
فذكر بعضهم: أنها ستة وهذا ما عليه الجمهور
وعند أبي جعفر القارئ أربعة وجعل الخاء والغين من حروف الإخفاء ،
واختلف عن أبي جعفر في ثلاث كلمات "إن يكن غنيا أو فقيرا"النساء 135 و"فسينغضون " الإسراء 51 و"المنخنقة " المائدة 3 بلا خلاف من طريق الدرة في الثلاث كلمات "وبغين خا الاخفاء سوي ينغض يكن منخنق ألا" وبالخلاف من طريق الطيبة فيهن. " لا منخنق ينغض يكن بعض أبي "
قال الداني في جامع البيان:" واختلف عن نافع عند ثلاثة أحرف منها وهي الهمزة والخاء والغين فروي ورش عنه أنه ألقي الهمزة علي النون الساكنة والتنوين وأسقطها من اللفظ لثقلها . وروي المسيبي عنه أنه أخفي النون والتنوين عند الخاء والغين في المتصل والمنفصل جميعا لقربهما من أقصي اللسان القاف والكاف ،وكذلك روي ابن شنبوذ عن أبي حسان عن أبي نشيط عن قالون ،ومحمد ابن سعدان عن أبي عمرو أنه أخفاها عند الخاء وحدها ،وبإظهارها عندهما قرأت إلا في رواية المسيبي وحده ..ـ ثم ذكر يكن وينغض دون ذكر المنخنقة.."صـ292،293
وقال في النشر : " وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضاً عند الغين والخاء في جميع القرآن ولم يستثن شيئاً واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله." 2/79
أقول : والمعمول عن نافع الإظهار في الستة أحرف إلا ورشا نقل حركة الهمزة للنون كما سبق .
إذن في الإظهار الخلاف كالآتي:
1 ـ الجمهور علي الإظهار عند الستة أحرف
2 ـ ورش نقل الحركة عند الهمزة ولا يسكن النون والتنوين
3 ـ أبو جعفر أظهر في دون الخاء والغين
4 ـ ومحمد ابن سعدان عن أبي عمرو أنه أخفاها عند الخاء وحدها.
5. وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضاً عند الغين والخاء في جميع القرآن ولم يستثن شيئاً واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله .
أقول : وليس عليه العمل بالنسبة لقالون
الغنة في حالة الإظهار :
اختلفوا هل الغنة موجودة في النون الساكنة والتنوين في حال إظهارها أم لا ؟
قال المارغني في النجوم والطوالع :" وقد اختلف في بقاء الغنة في النون والتنوين عند الإظهار، والذي ذهب إليه أبو عمرو الداني وغيره بقاء الغنة قال في "الاقتصاد" : وإذا أظهرا كان مخرجهما من طرف اللسان مع صوت من الأنف"( ).
وقال ابن أبي السداد في "شرح التيسير" : "وحقيقة الإظهار إنما تحصل بأن يلصق طرف اللسان في مقدم الفم، ولا بد معها من جريان صوت الغنة في الأنف"( ).
وعموم قول أبي عمرو في "المنبهة" يدل على ما قاله في "الاقتصاد" و"ذهب إليه ابن أبي السداد، قال في ذلك : "واعلم هداك الله أن الغنة صوت من الأنف فكن ذا فطنة
إلى أن قال : والنون في النطق له صوتان*** صوت من الأنف وصوت ثان
مخرجه من داخل الخيشوم *** وهو الذي يفضي إلى الحلقوم
ومراد أبي عمرو بقوله : "إن الغنة من صفة النون "أنها داخلة في بنيتها التركيبية إذ لا تفارقها مظهرة ولا مدغمة.
وقال مكي في "الرعاية" في حديثه عن النون : "وهي متوسطة القوة، وفيها إذا سكنت غنة تخرج من الخياشيم، فذلك مما يزيد في قوتها، والخفيفة منها مخرجها من الخياشيم من غير مخرج المتحركة"( ).
وقال أبو الفضل بن المجراد : "وكان الشيخ أبو القاسم ـ يعني الشاطبي ـ يقتضي أن لاغنة مع الإظهار لأنه قال في باب مخارج الحروف :
وغنة تنوين ونون وميم إن *** سكن ولا إظهار في الأنف يجتلي"
فاشترط أن تكون تلك الأحرف سواكن، وأن تكون غير مظهرات، هذا مقتضى كلام الفاسي وأبي شامة ومن تبعهما من شراحها في ذلك، وهو أيضا ظاهر كلام مكي في "التنبيه" "حيث قال:
" فأما النون في نفسها والتنوين إذا أدغمتهما فيما بعدهما فإنهما يصيران من مخرج الحرف الذي أدغما فيه لأنهما ينقلبان حرفا مثله، فأما إذا أظهرتهما فإن مخرجهما في حال الإظهار خاصة من مخرج النون المتحركة، وذلك من طرف اللسان بينه وبين فوق الثنايا العليا ومخرج النون الساكنة والتنوين في حال الإخفاء من الخياشيم لا غير ".
قال ابن المجراد:
"فجعل مخرج النون والتنوين في حال الإظهار من طرف اللسان خاصة ، فيظهر منه أن لا مخرج لهما في الخيشوم، وهو خلاف ما ذكر في "الكشف"كما نقلنا( ).
"والصحيح ما قاله الشاطبي ومن وافقه، وقد نقل ذلك أبو شامة نصا عن الداني رحمه الله عند كلامه على بيت الشاطبي المذكور"( ).
قلت: "إشارة ابن المجراد إلى ما نقله أبو شامة عند البيت المذكور للشاطبي حيث قال:
"وقوله" إن سكن ولا إظهار": بيان للحالة التي تصحب الغنة لهذه الأحرف، لأن هذه الحروف ليست لازمة للغنة لا تنفك عنها( )، فقال : شرطها أن يكن سواكن، وأن يكن مخفيات أو مدغمات، إلا في موضع نصوا على الإدغام فيه يعبر عنه أو اختلف في ذلك على ما مضى شرحه في باب أحكام النون الساكنة والتنوين.
"فإن كن مظهرات أو متحركات فلا غنة..ثم قال :
"قال الشيخ أبو عمرو في شرح هذه الغنة المسماة بالنون الخفيفه : هذه النون التي مر ذكرها، فإن ذلك من الفم، وهذه من الخيشوم- قال: وشرط هذه أن يكون بعدها حرف الفم ليصح إخفاؤها، فإن كان بعدها حرف من حروف الحلق أو كانت آخر الكلام وجب أن تكون الأولى( )، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخيشوم، وليست تلك النون في التخفيف( )، فإذا قلت "من خلق" و"من أبوك" فهذه هي النون التي مخرجها من الفم، وكذلك إذا قلت "أعلن" وشبهه مما يكون آخر الكلام وجب أن تكون هي الأولى أيضا"( ).)) ا.هـ
قال ابن الجزري في التمهيد :" وقد ذكر بعض القراء في كتبهم أن الغنة باقية فيهما، وذكر شيخ الداني، فارس بن أحمد، في مصنف له أن الغنة ساقطة منهما إذا أظهرا، وهو مذهب النحاة، وبه صرحوا في كتبهم، وبه قرأت على كل شيوخي ما عدا قراءة يزيد والمسيبي. ))
وعلق محمد مكي نصر علي هذا الخلاف قائلا :
قال المرعشي : ويمكن أن يكون النزاع لفظيا ، لأن من قال ببقائها أراد عدم انفكاك أصل الغنة عن النون ولو تنوينا، ومن قال بسقوطها أراد عدم ظهورها )) ا.هـ نهاية القول المفيد صـ158
اختلفوا في سبب الإظهار .
قال بعضهم : الإظهار هو الأصل ، لأن الأصل لا سبب له ، وذكر في تنبيه الغافلين عند حديثه عن الإظهار قال : و الإظهار هو الأصل .
وقال بعضهم سبب الإظهار التباعد في المخرج ، قال المالقي :" وأما الإظهار فلبعد المخرج . "
أقول : والذين ذكروا بُعد المخرج فلربما من باب تميم الفائدة ، حيث إنهم وجدوا لكل حكم سببا وعلة ، فمن هنا ذكروا سببا للإظهار . وإلا فالأحرف علي أصلها والإظهار أصل ، ويشكل أيضا غنة الخاء والغين عند أبي جعفر عند من قال بالبعد رغم ما تأولوه من قربهما من أقصي اللسان ، وأطلق بعضهم التقارب النسبي . والله أعلم
يتبع بإذن الله
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

بارك الله فيك اخي الكريم وجزاك الله عنا كل خير
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
الإدغام :
تعريف الإدغام : لغة الإدخال
اصطلاحا : قال د/ الجنابى " صاحب الدراسات اللغوية " : " . ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال : " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا . هــ صــ 46
حروف الإدغام : ستة أحرف ( النون والميم والياء والواو والراء واللام )
اختلفوا في عدد الأحرف : - ذهبت طائفة : إلي أنّ أحرف الإدغام خمسة أحرف وأخرجوا (النون ) ...... قال الداني ـ في جامع البيان ـ: ( والحال الثانية ـ أي بعد حال الإظهار ـ : أن يكونا مدغمين بإجماع ، وذلك عند خمسة أحرف يجمعها قولك " لم يرو " اللام والراء والميم والياء والواو إذا كانت النون معهن من كلمتين لا غير ..ثم قال أبو عمرو : تدغم النون الساكنة والتنوين في ستة أحرف فيزيدون النون ... وزعم بعضهم أن مجاهد جمع الستة الأحرف في كلمة " يرملون " وذلك غير صحيح ... ثم قال أبو عمرو : إذ لا معني لذكرها معهن ، لأنها إذا أتت ساكنة ولقيت مثلها لم يكن بدًّ من إدغامها فيها صورة وكذلك التنوين كسائر المثلين إذا التقيا وسكن الأول منهما ... هذا مما لا خلاف فيه بين علمائنا من القراء والنحويين ، ولو صح أن ابن مجاهد جمع كلمة " يرملون " الستة أحرف لكان إنما جمع منها النون وما يدغم فيه ، سمعت أبا الحسن بن سليمان المقرئ يقول ذلك .) صـ293/ 294
قال المالقي في الدر النثير :" القسم الأول : المتفق علي الإدغام فيه ستة أحرف ...يجمعها علي هذا الترتيب قولك : نمل روي . صـ444
وقال آخرون مجموعة في كلمة " يرملون " كما قال ابن مجاهد وأنكرها الداني .
وهذا خلاف لفظي لأن الكل يقول بغنة النون مع النون سواء كان من باب الإدغام أم من باب المثلين الصغير
1.النون مع النون :
( من نّعمة ــ من نّبي )
اختلفوا هل الغنة في حالة الإدغام غنة الحرف الأول أم الثاني وهو المعبر عنهما بالكامل و الناقص ــ أم الغنة بينهما ؟؟
ذهب جماعة من القراء إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الأولي ـ فيكون إدغاما ناقصا ــ ، وذهب آخرون إلي أن الغنة المسموعة غنة النون الثانية ـ فيكون إدغاما كاملا .
قال مكي في الرعاية :" إنهما يدغمان في النون والميم مع إظهار الغنة في نفس الحرف الأول فيكون ذلك إدغاما غير مستكمل التشديد لبقاء بعض الحرف غير مدغم وهو الغنة "صـ128 وقال ابن كيسان وغيره بكلام مكي
وقال أبو شامة : وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى .."صـ201
قال المرصفي :" ... اتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة في حالة إدغام النون الساكنة والتنوين في الواو والياء غنة المدغم وهو النون الساكنة والتنوين. وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " ا.هـ
أقول : وقول المرصفي : وفي حالة إدغامها في النون غنة المدغم فيه وهو النون من ينمو. " فيه نظر لأنهم لم يتفقوا في هذه الحالة حيث ذهب فريق إلي أنه غنة النون الأولي وذهب الجمهور بأنها غنة الثانية . ومع كل فالخلاف لفظي لا يترتب عليه شئ من الجهة العملية .
والجمهور علي القول الثاني ـ إدغام كامل ـ وكذا في رسم المصحف وضعوا الشدة علي الحرف الثاني ..أفادني به الشيخ الجوهري ـ رحمه الله ـ وهذا إجماع من وضعوا التشكيل في المصحف .
وهناك قول ثالث في أن الغنة تكون بين الحرفين ولم يلق هذا القول اهتماما ، قال ا.د غانم قدوري :" وذكر مكي في كتابه الكشف فقال :" لكن الغنة ظاهرة مع اللفظ بالمشدد لا في نفس الحرف الأول كأنها بين الحرفين المدغمين " ا.هـ1/164
وأشار ابن الباذش في " الإقناع " فقال:" إن الغنة بين الحرفين وليست في نفس الحرف الأول " 1/253
ويمكن أن يكون هذا الكلام السابق قولا ثالثا في المسألة وقد علل د/ غانم قدوري لهذه الفكرة قائلا : " ولم تنل هذه الفكرة عند علماء التجويد إلا قليلا من الاهتمام ، على الرغم من أن بعضهم نص على أن الغنة الظاهر عند إدغام النون فى الواو والياء هى غنة النون ، لكن ذلك لم يكن في معرض الحديث عن الفكرة التي ذكر سيبويه . قال عبد الوهاب القرطبى " فالغنة تقدر باقية من النون ، وإن كانت قد انقلبت واوا أو ياء . ومثله ( أحطت ) و( فرطت )9 فإن الطاء تدغم بإبقاء شائبة منها مع أنها تنقلب تاء ، والإطباق لها للتاء .
وقال السمرقندى " وهذه الغنة التى بقيت مع الواو والياء غنة النون التنوين ، إذ لا غنة للواو والياء أصلا " وكان الدانى قد قال قولا عاما فى الغنة ، وهو " إذ غير ممكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فيه ، لأنها مما تختص به النون والميم لا غير " الدراسات الصوتية صـ372
هذا القول وإن صلح في الواو والياء ولكنها غير صالحة في النون والميم بسبب الإدغام المحض والغنة الخارجة غنة أحدهما وارجع لقول أبي شامة السابق .
النون الساكنة والتنوين مع الميم :
اختلفوا إذا أدغمنا النون في الميم هل ندغمها بغنة أم بغيرها ؟؟
ذهب جمهور أهل الأداء إلي أن الغنة باقية في هذه الحالة ـ أي إدغام بغنة عند ملاقاتهما للميم .
قال الداني : " ... فأما ما رواه محمد بن يونس عن ابن غالب عن الأعشى ، وما رواه الحسن بن داود عن محمد بن لاحق عن سليم من إدغام الغنة وإذهابها عند الميم ، فلا يصغي إليه إذ لا يطوع لسان به في الفطرة لطاقته مع خروجه مما انعقد عليه إجماع القراء والنحويين ." انظر جامع البيان للداني صـ 299/300
واختلفوا أيضا في الغنة نفسها هل هي غنة النون أم الميم ؟؟
قال الداني في جامع البيان : ومذهب أبي الحسن بن كيسان أن الغنة الظاهرة مع الإدغام هي غنة النون والتنوين لا غنة الميم ، لأنه إنما أجاز إدغامهما فيها من أجلها ، فلم يكن ليذهب ما أوجب الإدغام ، وتابعه ابن مجاهد علي ذلك ..ثم ذكر علة ابن مجاهد :لأن الميم غنة من الأنف ومن أجل الغنة أدغمت النون في الميم ، لأنها أختها فلا يقدر أحد أن يأتي ب"عمّن" بغير غنة لقلة غنة الميم يعني المنقلبة ..( ثم رجح الداني مذهب الجمهور بأنها غنة الميم) " صـ 298
قال ابن الجزري في التمهيد :" واختلف أهل الأداء في الغنة التي تظهر مع إدغام التنوين والنون في الميم، هل هي غنتهما أو غنته؟ فذهب ابن كيسان وموافقوه إلى أنها غنة النون. وذهب الداني وغيره إلى أنها غنة الميم. وبه أقول، لأن النون قد زال لفظها بالقلب، وصار مخرجهما من مخرج الميم، فالغنة له. " صـ 105
وقال صاحب هداية القاري :" واختلفوا في حالة إدغامهما في الميم فذهب بعضهم إلى أنها غنة المدغم وذهب آخرون إلى أنها غنة المدغم فيه وهو الميم لا غنة النون وهذا هو الصحيح المعول عليه وبه قال الجمهور وذلك لأن النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما في الميم انقلبا إلى لفظها وهذا واضح بأدنى تأمل عند النطق بنحو {مِّن مَّالِ ?للَّهِ} {مَثَلاً مَّا} والله أعلم."ا.هـ
والخلاف في ذلك لفظي ويترتب عليه خلاف في التسمية فقط ، فمن قال هي غنة الأولي عنده الإدغام ناقص ، والقائل بأنها الثانية عنده الإدغام كامل .
قال السمنودي : (ذَا نَاقِصٌ إِنْ يَبْقَ وَصْفُ المُدْغَمِ ** وَكَامِلٌ إِنْ يُمْحَ ذَا فَلْيُعْلَمِ )
النون الساكنة والتنوين مع النون من باب المثلين الصغير ، والنون الساكنة والتنوين مع الميم من باب المتجانسين الصغير ، والتجانس من جهة الصفة وليست من جهة المخرج لأنه صفاتهما واحدة قال الضباع :" المتجانسان هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة أو العكس " الإضاءة في أصول القراءة . والله أعلم
اتفقوا في إظهار النون الساكنة مع الميم في كلمة مثل :" شاة زنْما " ولا مثال لها في القرآن . وكذا لا مثال للتنوين قبل النون والميم في كلمة ، لأن التنوين لا يكون إلا آخرا .
فائدة :
قال المرصفي :" الأول: يستثنى من الإدغام بالغنة إدغام النون الساكنة في الواو في قوله تعالى: { يس (1) وَالْقُرْآنِ ?لْحَكِيمِ}. { ن? وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} عند من أظهر النون فيهما ومنهم حفص عاصم خلافاً للقاعدة السابقة ووفاقاً للرواية كما أنه استثنى من قاعدة اجتماع المدغم فيه في كلمة واحدة النون مع الميم من هجاء "طَسَمَ" فاتحة الشعراء والقصص فأدغمها كل القراء إلا حمزة وأبا جعفر فأظهراها خلافاً للقاعدة ووفاقاً للرواية كذلك." ا.هـ
.

النون مع الياء والواو :

اتفقوا في إدغامهما من كلمتين ، واتفقوا أيضا في إظهارها من كلمة مثل :" صنوان ـ قنوان ـ بنيان ـ دنيا " ولا خامس لهما في القرآن مع مراعاة تصريفات بنيان
وهذا بخلاف الحكم في الحروف المقطعة مثل ( يس والقرآن ، ن والقلم ) وهذه تعد أحرفا وليست كلمات ، وألحق البعض هذه الأحرف المقطعة في أحكام النون الساكنة والتنوين كما سنري ـ إن شاء الله ـ
.قال المالقي في الدر النثير والعذب النمير .." "واعلم أنه لا خلاف في إظهار النون المتصلة بالياء والواو في كلمة، وكان ينبغي للحافظ أن يذكره في "التيسير" كما ذكره في غيره، ولا خلاف في إدغام ما عداها من سائر الأمثلة المذكورة وما أشبهها بعد النون المنفصلة والتنوين"أ.هـ .
وقال أبو وكيل في التحفة :
فإن تكن مع نونها متصلة ** كقوله" الدنيا" و"صنوان" اعرف
فحكمها الإظهار عند النقلة **مخافة الإلباس بالمضعف"
واختلفوا هل الإدغام فيهما بغنة أو بغير غنة ؟؟ .
ذهب الجمهور إلي إدغامها في الياء والواو بغنة إلا ما كان من خلف عن حمزة أدغمها فيهما بغير غنة قولا واحدا ، وذهب الضرير من طريق دوري الكسائي إلي إدغامها بغير غنة في الياء فقط . ـ من طريق الطيبة ـ .
ونقل الداني في جامع البيان عن خلاد أنه أدغم مثل الضرير . "
قلت: وما نقل عن خلاد غير معمول به
وقال أيضا :" وزاد ابن كيسة عليهم فقال:" يفعل ذلك في النصب والخفض ، فأما الرفع فإنه يزيده إدغاما حتى يخيل إليك أنه ليس في الحرف تنوين رأسا مثل ( نذير وبشير ، وحميم وغساق) ." ا.هـ صـ296
واختلفوا في تسمية الإدغام بغنة فيهما ـ أي الواو والياء ـ : قال بعضهم : إنه إدغام بغنة ، وقال آخرون : إنه إخفاء . والعمل علي الأول .
أدلة القائلين بأنه إخفاء :
قال أبو عمرو الداني في جامع البيان : فمن أبقي غنة النون التنوين مع الإدغام لم يكن ذلك إدغاما صحيحا في مذهبه ، لأن الإدغام الصحيح ألا يبقي فيه من الحرف المدغم أثرا ، إذا كان لفظه ينقلب إلي لفظ المدغم فيه ،ويصير مخرجه من مخرجه ، بل هو في الحقيقة كالإخفاء الذي يمتنع فيه الحرف من القلب لظهور صوت المدغم ،وهو الغنة ، ألا تري أن من أدغم النون والتنوين ولم يبق غنتهما قلبهما حرفا خالصا من غير جنس ما يدغمان فيه ، فعدمت الغنة بذلك رأسا في مذهبه إذ غير متمكن أن تكون منفردة في غير حرف أو مخالطة لحرف لا غنة فه ، لأنهما مما يختص به النون والميم لا غير .
وإذا كان كذلك صح أنه متي ظهرت الغنة مع اإدغام ، فالنون والتنوين لم ينقلبا حرفا خالصا ، وإذا امتنعنا من القلب الخالص امتنعنا من الإدغام التام إلا أنه لابد مع ذلك من تشديد يسير وهذا مذهب الحذاق من أئمتنا وأهل التحصل من النحويين ... ثم ذكر أبو عمرو "ألا تري الحسن بن داود كيف جمع بين ما يدغم فيه النون والتنوين ويبقي غنتهما وبين ما يخفيان عنده ولا يدغمان رأسا وأشار في العبارة وسوي بين حكمهما في النوعين وأطلق الإخفاء عليها في الضربين وذلك لما اشتركا فيهما في بيان الصوت وامتناع القلب وقد كشف ذلك ورفع الإشكال في حقيقته أحمد بن يعقوب التائب ، فقال عن نافع ومن تابعه علي بيان الغنة عند الياء والواو ويجعلون النون غنة مخفاة غير مدغمة لأنهم لو أدغموها لذهبت الغنة ، فصارت الياء والواو مشدّدتين لانقلاب النون ياء أو واوا واندغامها فهما .
وقد أوضح صحة ذلك وأبانا على حقيقته عبارة المصنفين عن المدغم بغنة ابالأخفاء لا وعن المدغم بغنة الأخفاء وعن المدغم بغير غنة ا[الإدغام قال لى الحسن أبن على قال ثنا أحمد أبن نصر الأخفاء ما يبقا معه غنة قال ابن مجاهد فى كتاب قراءات نافع : كان نافع يدغم النون عند الميم والراء ويخفيها عند اللام والواو والياء وثنا أبو الفتخ فارس أبن أحمد قال ثنا عبد الباقي أبن الحسن المقرئ قال : والغنة أذا ثبتت فى الوصل يعنى غنة النون الساكنة والتنون لم يشدد الحرف ولفظه به بتشديد يسير وإذا حذفت الغنة شدد الحرف ،فإن قال قائل : إن محمد بن أحمد قال قد حدثكم عن ابن مجاهد أن الواو مع النون والتنوين مشددة لدخولها فيهما ، فلا بد من تشديهما ، فهذا يرد ما حكيته وقررت بصحته ؟ قلت : ليس يراد كذك إذا كان ما حكاه من التشديد للواو ، وإدخال النون والتنوين ، فيها إنما علي مذهب من ترك الغنة وأذهبها رأسا لا غير، وذلك مما لا خلاف فيه . " ا.هـ صـ 299
قال السخاوي :.. اعلم أن حقيقة ذلك في الواو والياء إخفاء لا إدغام وإنما يقولون له إدغام مجازا وهو في الحقيقة إخفاء على مذهب من يبين الغنة لأن ظهور الغنة يمنع تمحض الإدغام لأنه لا بد من تشديد يسير فيهما وهو قول الأكابر قالوا الإخفاء ما بقيت معه الغنة وأما عند النون والميم فهو إدغام محض لأن في كل واحد من المدغم والمدغم فيه غنة وإذا ذهبت إحداهما بالإدغام بقيت الأخرى وخلف أدغمهما عند الواو والياء بلا غنة كما يفعل عند اللام والراء فهو إدغام محض على قراءته وقوله دونها أي دون الغنة وفي اللغة حذف الغنة وإبقاؤها جائز عند الحروف الستة ويستثنى مما نسبه في هذا البيت إلى الكل وإلى خلف ما سبق ذكره من نوني يس ون والقلم ." 1/ 453
أدلة القائلين بأنه إدغام :
يقول ابن الجزري – رحمه الله:– فى تعليقه على هذا الكلام : ( هذا إدغام ناقص فهو بمنزلة حرف الإطباق ( أحطت) والدليل وجود التشديد إذ التشديد يمنع الإخفاء والإدغام عند من أذهب الغنة كامل أ . هـ النشر في القراءات العشر
وإلي هذا القول ـ قول ابن الجزري ـ جنح كثير من العلماء وعليه العمل بالنسبة للتسمية
النون مع اللام والراء :
اتفقوا علي إدغام النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء .. قال أبو الحسن النوري : "ويقع الخطأ في هذا الباب من أوجه :
منها إظهار النون الساكنة والتنوين عند الراء واللام نحو "من ربك" و"أمة رسولها" و"محمد رسول الله" "يكن له " "أندادا ليضلوا"، وهذا لا يقوله قارئ ولا نحوي." انظر النجوم الطوالع
اختلفوا في إدغام النون مع اللام والراء ، ذهب بعضهم إلي الإدغام فيهما بغنة ، وذهب آخرون إلي الإدغام بغير غنة ، وخص بعضهم اللام دون الراء وعكس بعضهم .
قال أبو شامة في إبراز المعاني :" وَكُلُّهُمُ التَّنْوينَ وَالنُّونَ ادْغَمُوا بِلاَ غُنَّةٍ فِي الّلاَمِ وَالرَّا لِيَجْمُلاَ
أي كل القراء أدغموهما في اللام والراء للقلب وأسقطوا غنة التنوين والنون منهما لتنزلهما من اللام والراء منزلة المثل لشدة القرب والضمير في ليجملا للام والراء أو التنوين والنون ولم يقيد النون في نظمه بالسكون اجتزاء بذكر ذلك في ترجمة الباب ولو قال وقد أدغموا التنوين والنون ساكنا لحصل التقييد ولم يضر إسقاط لفظ كل لأن الضمير في أدغموا يغني عنه )) ا.هـ 1/280
وقال في النشر في ثبوت الغنة للقراء :" ...(قلت) وقد وردت الغنة مع اللام والراء عن كل من القراء وصحت من طريق كتابنا نصاً وأداء عن أهل الحجاز والشام والبصرة وحفص. وقرأت بها من رواية قالون وابن كثير وهشام وعيسى بن وردان وروح وغيرهم...)) ا.هـ 2/82
قال أبوعمرو الداني في " جامع البيان " : (... وروي ابن شنبوذ عن أصحابه عن القواس والبزي إدغامها عند الراء وحدها ... ثم نقل عن ابن مجاهد قوله : لم أر من قرأت عليه عن ابن كثير يحصل هذا " صـ 294
وقال أيضا :" ... وروي محمد بن عمر الرومي الرومي عن اليزيدي عن أبي عمرو ( البصري ) " هدي للمتقين " يدغم التنوين عند اللام ويبقي غنة . قال ابن مجاهد ولم أر أحدا حكي عن أبي عمرو هذا " ا.هـ 296
وقال أيضا :" وروي الثعلبي عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنه يظهر التنوين ـ أعني الغنة ـ عند الياء والواو ويدغمها عند اللام ، وكذلك روي الداجوني عن أصحابه أنه أدغم الغنة عند اللام وحدها وأظهرها عند ما عداها "ا.هـ297
وقال أيضا : " ...عن ابن عامر أنه كان يدغم النون عند الراء ويبينها عند الواو واللام والياء يريدان غنتهما .."صـ298
والخلاصة في هذه المسألة والذي عليه عمل القراء كالآتي :
ذهب جمهور القراء إلي عدم الغنة مع الراء واللام ، فشعبة وحمزة والكسائي وخلف في اختياره لعدم الغنة قولا واحدا وهو الراجح أيضا عن الأزرق وهو المعمول به .
والباقون بالخلاف ـ والوجهان صحيحان مقروء بهما ـ والأشهر عنهم عدم الغنة .
فائدة :
وقال في النشر:" (الرابع) إذا قرئ بإظهار الغنة من النون الساكنة والتنوين في اللام والراء السوسي وغيره عن أبي عمرو فينبغي قياساً إظهارها من النون المتحركة فيهما نحو (نؤمن لك، زين للذين، تبين له) ونحو (تأذن ربك، خزائن رحمة ربي) إذ النون من ذلك تسكن أيضاً للإدغام، وبعدم الغنة قرأت عن أبي عمرو في الساكن والمتحرك وبه آخذ. ويحتمل أن القارئ بإظهار الغنة إنما يقرأ بذلك في وجه الإظهار أي حيث لم يدغم الإدغام الكبير والله أعلم."2/88
اختلفوا هل غنة النون الساكنة مع اللام في الموصولة والمقطوعة رسما أم في المقطوعة رسما فقط ؟
قال ابن الجزري في النشر " (الثالث) أطلق من ذهب إلى الغنة في اللام وعمم كل موضع وينبغي تقييده بما إذا كان منفصلاً رسماً نحو (فإن لم تفعلوا، أن لا يقولوا) وما كان مثله مما ثبتت النون فيه، أما إذا كان منفصلاً رسماً نحو (فإلم يستجيبوا لكم). في هود (ألن نجعل لكم) في الكهف. ونحوه مما حذفت منه النون فإنه لا غنة فيه لمخالفة الرسم في ذلك وهذا اختيار الحافظ أبي عمرو الداني وغيره من المحققين،
قال في جامع البيان واختار في مذهب من يبقى الغنة مع الإدغام عند اللام ألا يبقيها إذا عدم رسم النون في الخط لأن ذلك يؤدي إلى مخالفته للفظه بنون ليست في الكتاب.
قال وذلك في قوله (فإلم يستجيبوا لكم) في هود وفي قوله (ألن نجعل لكم موعداً) في الكهف (وألن نجمع عظامه) في القيامة قال وكذلك (ألا تعولوا؛ ألا يسجدوا لله، لا تطغوا) وما أشبهه مما لم ترسم فيه النون وذلك على لغة من ترك الغنة ولم يبق للنون أثراً .
قال وجملة المرسوم ذلك بالنون فيما حدثنا به محمد بن علي الكاتب عن أبي بكر بن الأنباري عن أئمته عشرة مواضع: أولها في الأعراف (أن لا أقول على الله إلا الحق، وأن لا تقولوا على الله إلا الحق) وفي التوبة (أن لا ملجأ من الله) وفي هود (وأن لا إله غلا هو، وأن لا تعبدوا إلا الله) في قصة نوح عليه السلام. وفي الحج (أن لا تشرك بي شيئاً) وفي يس (أن لا تعبدوا الشيطان) وفي الدخان (وأن لا تعلموا على الله) وفي الممتحنة (على أن لا يشركن بالله شيئاً) وفي ن والقلم على (أن لا يدخلنها اليوم) .
قال واختلفت المصاحف في قوله في الأنبياء (أن لا إله إلا أنت) قال وقرأت الباب كله المرسوم منه بالنون والمرسوم بغير نون ببيان الغنة، وإلى الأول اذهب (قلت) وكذا قرأت أنا على بعض شيوخي بالغنة ولا آخذ به غالباً ويمكن أن يجاب عن إطلاقهم بأنهم إنما أطلقوا إدغام النون بغنة. ولا نون في المتصل منه والله أعلم." 2/82
وتعقبه المتولي في الروض النضير بقوله : " وفي هذا الاختيار نظر لما أصله في النشر في مبحث ركنية اتباع الرسم قال : وقد يوافق بعض القراءات الرسم تحقيقا ويوافقه بعضه تقديرا نحو :" ملك يوم الدين " فانه كتب بغير ألف فى جميع المصاحف فقراءة الحذف تحتمله تحقيقا كما كتب" ملك الناس" وقراءة الألف تحتمله تقديرا كما كتب" ملك الملك" فتكون الألف حذف اختصارا ، ولا شك أن القراءة بالغنة في المتصل من قبيل الثاني فتحتمل الرسم تقديرا كما كتب نحو فإن لم تفعلوا ــ أن لا ملجأ ــ وأن لن يحور ـــ فتكون النون حذفت اختصارا ولولا اعتبار النون وأن لم ترسم لما شددت اللام وحذفت نون الرفع من نحو" أن لا تطغوا في الميزان" ولما نصب الفعل بالفتحة الظاهرة في نحو" لئلا يكون للناس" مع أن ذلك بإجماع وقال أيضا علي أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو مثبت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفا إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة ألا تري أنه لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء" تسئلنى" في الكهف وقراءة " وأكون من الصالحين" والظاء من" بضنين" ونحو ذلك من مخالف الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلي معني واحد وتمشية صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول
وذلك بخلاف زيادة كلمة أو نقصانها وتقديمها وتأخيرها حتي لو كانت حرفا واحدا من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته " ا . هــ
قال الضباع في الفوائد المهذبة :" ... وأطلق الحكم فى المقطوع والموصول أكثر المتقدمين وإليه جنح إمامنا المتولى ونصر القول به وعليه عملنا" ا.هـ
وأخذ بذلك أيضا صاحب كتاب فريدة الدهر .
والخلاف في هذه المسألة مازال موجودا وهناك من يقرئ بالمقطوع مثل اختيار ابن الجزري وقال الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف وهذا ما أختاره ، ثم قال : وقرأنا بالوجهين .
وهناك من يقول بالغنة في المقطوع والموصول ، والاختياران صحيحيان وجواز الاقراء بهما . والله أعلم
يتبع بإذن الله
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

القلب :
تعريفه :
لغة : التحويل


واصطلاحا : جعل أو تحويل النون الساكنة والتنوين ميما مخفاة بغنة
اتفقوا في حرفه وهو الباء فقط .

اختلفو هل نطلق علي الحكم " الإقلاب " أم القلب ؟؟

قال صاحب النجوم والطوالع :" - يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب ، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد : " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا ، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).

قال في الفجر الساطع : "وهذا مخالف لما يأتي إن شاء الله أنه يقال رباعيا نقله في "فتح الباري". ا.هـ
أقول : قال الحافظ في الفتح :" قَوْله ( عَنْ الْإِقْرَان )
كَذَا لِأَكْثَر الرُّوَاة وَقَدْ أَوْضَحْت فِي كِتَاب الْحَجّ أَنَّ اللُّغَة الْفُصْحَى بِغَيْرِ أَلِف ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ

الطَّيَالِسِيِّ بِلَفْظِ " الْقُرْآن " وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد عَنْ حَجَّاج بْن مُحَمَّد عَنْ شُعْبَة ، وَقَالَ عَنْ مُحَمَّد بْن

جَعْفَر عَنْ شُعْبَة " الْإِقْرَان " قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَوَقَعَ عِنْد جَمِيع رُوَاة مُسْلِم " الْإِقْرَان " وَفِي تَرْجَمَة أ

َبِي دَاوُدَ " بَاب الْإِقْرَان فِي التَّمْر وَلَيْسَتْ هَذِهِ اللَّفْظَة مَعْرُوفَة ، وَأَقْرَن مِنْ الرُّبَاعِيّ وَقَرَنَ مِنْ

الثُّلَاثِيّ وَهُوَ الصَّوَاب ، قَالَ الْفَرَّاء : قَرَنَ بَيْن الْحَجّ وَالْعُمْرَة وَلَا يُقَال أَقْرَنَ ، وَإِنَّمَا يُقَال أَقْرَنَ لِمَا

قُوِيَ عَلَيْهِ وَأَطَاقَهُ ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ( وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ) قَالَ : لَكِنْ جَاءَ فِي اللُّغَة أَقْرَنَ الدَّم فِي

الْعِرْق أَيْ كَثُرَ فَيُحْمَل حَمْل الْإِقْرَان فِي الْخَبَر عَلَى ذَلِكَ ، فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْإِكْثَار مِنْ أَكْل

التَّمْر إِذَا كَانَ مَعَ غَيْره ، وَيَرْجِع مَعْنَاهُ إِلَى الْقِرَان الْمَذْكُور . قُلْت : لَكِنْ يَصِير أَعَمّ مِنْهُ . وَالْحَقّ أَنَّ

هَذِهِ اللَّفْظَة مِنْ اِخْتِلَاف الرُّوَاة ، وَقَدْ مَيَّزَ أَحْمَد بَيْن مَنْ رَوَاهُ بِلَفْظِ أَقْرَنَ وَبِلَفْظِ قَرَنَ مِنْ أَصْحَاب

شُعْبَة ، وَكَذَا قَالَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَة الْقِرَان ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة الشَّيْبَانِيِّ الْإِقْرَان ، وَفِي رِوَايَة مِسْعَر الْقِرَان .)) 15/ 355

وعلي ذلك جواز إطلاق قول الإقلاب عند ملاقاة النون الساكنة والتنوين للباء

اختلفوا : هل مع القلب غنة؟ أم لا ؟؟

ذهب جمهور العلماء ، بل كل من يعتد بقوله إلي أن النون الساكنة والتنوين في حالة القلب تجب فيه الغنة ، وهذا ما عليه جمهور القراء .
وخالف قوم فقالوا بالإظهار ـ أي بغير غنة ـ قال في النشر :" قلت : وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي وما له وجه ضعيف على الوجه القوي كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .." 1/18

وهذا قول لا يعتد به وهو باطل لا محالة . لأنه قياس ما لا يروى على ما روي .

وهناك فرق بين قضية قلب النون وبين إخفائها ، فإذا التقت نون ساكنة أو تنوين مع باء نقلب النون باء ثم نخفي الميم المقلوبة وهذا محل النزاع ـ أي إخفاء النون بعد القلب لأن بعض القائلين بالإطباق ـ من غير فرجة ـ يستدلون بأقوال القراء بقلب النون الساكنة والتنوين ميما عند ملاقاتها للباء ، وتركوا قضية الإخفاء الذي بعد القلب ـ كما سنري بإذن الله ـ

قال في "الفجر الساطع" عند ذكر القلب : " تنبيه : قد بأن من هذه النصوص أنه لا بد من القلب والإخفاء مع الغنة، فمن لم يأت بهما فقد أخل بالتلاوة وهو آثم فلا تجوز روايته، فقل من يتفطن لهذا فلا حول ولا قوة إلا بالله فقد عم الجهل وانتشر، وصار الحق منكرا"(180



قال المرصفي :" هذا: ولا يتحقق القلب إلا بثلاثة أعمال مأخوذة من التعريف ومن الدليل الآتي بعد وهي كالآتي:

الأول: قلب النون الساكنة أو التنوين أو نون التوكيد الخفيفة ميماً خالصة لفظاً لا خطًّا تعويضاً صحيحاً بحيث لا يبقى أثر بعد ذلك للنون الساكنة والمؤكدة والتنوين.

الثاني: إخفاء هذه الميم عند الباء.

الثالث: إظهار الغنة مع الأخفاء: والغنة هنا صفة الميم المقلوبة لا صفة النون والتنوين." ا.هـ


اختلفوا هل تقلب النون ميما أم تخفي دون قلب ؟
قال ابن مجاهد : والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى لأن لها صوتا من الخياشم تؤاخي به النون الخفية ...
قال د/ غانم قدوري في كتابه " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ":
ذكر ابن الباذش في الإقناع :" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ زعم الفراء أن النون عند الباء مخفاة كما تخفي عند غيرها من حروف الفم وتأويل قوله أنه سمي البدل إخفاء وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا "1/ 258

وذكر السيرافي أن الفراء قال :" العنبر وكل نون ساكنة قبل الباء مخفية ، أخفيت النون قبل الباء"

ثم قال د/ غانم قدوري::" ويفهم من قول السعيدي الآتي أنه يأخذ بمذهب الفراء قال :" فلما لقيت النون باء أمنوا الإدغام أو التشديد فأخفوها كإخفائها عند سائر الحروف وبقيت الباء مخففة علي جهتها " وقال في مكان آخر :" هي مثل إخفاء الميم عند الباء في قراءة أبي عمرو "
وكان السيرافي قد اعترض علي مذهب الفراء السابق حيث قال :" والذي قاله سيبويه والبصريون : إنها ميم وهو الصحيح ... فإن ادعي مدع أنها نون مخفاة غير بينة وهي ساكنة بعدها باء قيل له : اجعلها ميما ، فإذا جعلها ميما فانظر هل بينها وبين النون المخفاة فرق ؟ لا يوجد فرق بينهما إذا تأملته . وإذا كانت مخفاة مع الباء فهي بمنزلتها مع القاف والكاف ونحوهما والذي يسمع غير ذلك " صـ376

قلت : وكون اعتراض السيرافي علي قول الفراء فيه دلالة علي أن هناك من أخذ بظاهر قول الفراء وجعلوها إخفاء لا قلبا ، وهذا يفهم أيضا من قول والد ابن الباذش حين قال :" وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين وتبعهم قوم من المتأخرين خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء من القلب والإخفاء فغلطوا" وكونه ينسب فعلهم للخطأ ـ من وجهة نظره ـ دلالة واضحة علي أنهم كانوا ينطقونها بخلاف غنة النون بعد القلب ميما ـ أي كغنة النون الساكنة مع الحروف الخمسة عشر المعروفة بحروف الإخفاء ـ فإن قالوا : إن والد ابن الباذش خطأهم ؟ قلنا إن والد ابن الباذش نفسه فرق بين غنة النون الساكنة في حالة القلب ، وبين الميم التي بعدها باء ، انظر إلي ما ذكره ابن الباذش في الإقناع :" قال لي أبي ـ رضي الله عنه ـ:" ...وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .." إذن المقصود أن هناك من ينطقونها إخفاء مثل الأحرف الخمسة عشر ، وهناك من يفرق بين حكم القلب والميم الساكنة بعدها باء ، وهناك من يجعلهما شيئا واحدا .

إذن هناك خلاف قديم في طريقة أداء حكم القلب ، ولا يمكن أن نقول : إن الخلاف لفظي لقول ابن الباذش نقلا عن والده :" وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون في هذا .." فإذا كنتم تقولون بأن غنة الميم مع الباء بغير كز ، فكيف تكون غنة القلب ؟؟ مع العلم بأن والد ابن الباذش غاير بينهما . وهذا ما قاله أ.د/ جبل في كتابه " تحقيات في التلقي والأداء " حيث قال:" والذي أراه أن المجافاة بين الشفتين تصلح في الميم المنقلبة عن نون ، لأنها محافظة علي أصل الحرف ونحمل عليه تخصيصا ما كان يتمسك به الشيخ عامر عثمان من ضرورة المجافاة بين الشفتين عند نطق الميم الساكنة قبل الباء وذلك في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة ولم يقل أحد بذلك فلنوجه إله قول ابن الباذش " ولا ينبغي أن تحمل الميم علي النون " صـ76

وقال ا.د عبد الصبور شاهين في كتابه "علم الأصوات " عند حديثة عن القلب :" الرابع : الإقلاب وهو مع حرف واحد الباء ، وحينئذ تخفي مع النطق بما يقرب الميم ، أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " صـ124

وقوله : "تخفي مع النطق بما يقرب الميم " فيه دلالة علي الفرجة ومع إقراره أيضا للوجه الآخر ـ قلبها ميما ـ كما ذكر في النص" أو مع النطق بها ميما ومع غنة مصاحبة " وفيها أيضا الرد علي قول د/ جبل : في حين أن المجافاة بين الشفتين في نطق الميم الأصيلة تفقد شطر ميميّتها وتجعلها نونا مخفاة .." بل هي قريبة من الميم ولم تفقد الميم نطقها ، ولا هي كالنون المخفاة .
فيدل ذلك أن المجافاة بين الشفتين قول قديم في الإقلاب كما سبق في قول ابن الباذش تبعا لوالده وكذا الفراء والسعيدي كما يفهم من قولهم ، ولتعقيب والد ابن الباذش عليهما ، ووافقهم في القلب دون الإخفاء الشفوي أي أنها تقلب ميما ولكن غنتها لا تكون مثل غنة الميم عند الباء وهو ظاهر جلي ، وهذه نصوص قديمة لا يمكن ردها إلا بكلفة وتعسف وقد نهينا عنهما في شرعنا .
وذهب آخرون إلي حمل الميم علي النون وقالوا بعدم الفرق بينهما في الغنة وهي تؤدي بانطباق الشفتين ... وعند الحديث عن إخفاء الميم عند الباء سنتحدث عن أدلة الفريقين في إخفاء الميم .
يتبع بإذن الله
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
تابع إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

الإخفاء

لغة : الستر

اصطلاحا: النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة
حروفه مجموعة في أوائل هذه الكلمات :
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما*** دم طيبا زد في تقي ضع ظالما

اختلفوا في أحرف الإخفاء :

ذهب جمهور القراء إلي أنها خمسة عشر حرفا وذهب الإمام أبو جعفر إلي أنها سبعة عشر حرفا بإضافة الغين والخاء إلي أحرف الإخفاء ـ وقد سبق الكلام في حكم الإظهار ـ

اختلفوا في كيفية أداء غنة الإخفاء في النون الساكنة والتنوين مع حروف الإخفاء .
قال بعضهم : إنها تخرج من الأنف فقط ولا عمل للسان ـ أخذا بظاهر أقوال القدامي ـ ... وقال بعضهم : إن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج الحرف الذي بعده . ولننظر في أدلة الفريقين :

قال د/ غانم قدوري بعد أن ذكر أقوال القراء في الإخفاء : إنه لا عمل للسان ..قال :" وقول علماء التجويد : إن النون المخفاة لا عمل للسان فيها لا يوضح بدرجة كافية وضع اللسان أثناء النطق بها . إلا أن عبد الوهاب القرطبي أماط اللثام عن ذلك الجانب الخفي من كلام علماء التجويد ...ثم نقل قوله قائلا :" ... ومعني خفائها ما قدمنا من اتصال النون بمخارج هذه ةالحروف واستتارها بها وزوالها ةعن طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم ، ولذلك إذا لفظ بها اللافظ وسد أنفه بان الاختلال فيها ، ولو تكلف متكلف إظهارها وأخرجها من الفم لأمكن ولكن بعلاج وهذا يبين بالمحنة .....

وإنما أخفيت النون مع هذه الحروف لأنها حروف الفم ، والنون أيضا لها مخرج من الفم .. واستدل ا.د/غانم أيضا قائلا: إن القول بأن ( النون المخفاة تميل إلي مخرج الصوت الذي بعدها ) لا يتضح منه المقصود بهذا الميل ولا مقداره . بينما يقرر علماء التجويد أن معتمد اللسان في الفم عند النطق بالنون المخفاة ينتقل إلي مخرج صوت الذي بعدها ، فهو ليس مجرد ميل ، إنما انتقال إلي مخرج الصوت التالي كما يحدث عند الإدغام ، إلا ان الغنة باقية في الإخفاء بينما هي تزول في الإدغام . يؤكد ذلك ما نسمعه من نطق مجيدي قراءة القرآن الكريم اليوم .

وأقوال علماء التجويد التي نقلنا بعضها قبل قليل ، ونضيف إلي ذلك قول مكي :" الغنة التي في الحرف المخفي هي النون الخفية ، وذلك أن النون الساكنة مخرجها من طرف اللسان وأطراف الثنايا ومعها غنة تخرج من الخياشيم فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان منها وبقي ما كان يخرج من الخياشيم ظاهرا " الكشف 1/166

إن الدارس حين يتأمل نطق مثل " من قال " و"ومن كان " يجد معتمد النون قد انتقل من طرف اللسان إليي أقصاه حيث يعتمد للصوت التالي للنون . وكذلك الحال في مثل ( إن جاء ـ وإن شاء ) فإن معتمد اللسان لصوت النون ينتقل غلي مخرج الجيم والشين ومثل ذلك يحدث في مثل ( من تاب ـ ومن سأل ـ ومن فعل ) واللسان يعتمد للنون وللصوت الذي بعدها في كل ذلك اعتماده واحدة ، إلا أن الجزء الأول منها مصحوب بغنة هي بقية النون بينما الجزء الأخير من الاعتماد هو للصوت الذي يلي النون خاليا من الغنة ." ا.هـ بتصرف ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد ) صـ378:380

وتعقبه د/ محمد حسن جبل في كتابه ( تحقيات في التلقي والأداء ) قائلا :" أولا القول بأن النون المخفاة إنما تكون غنة في الخياشيم فحسب ـ ونقل قول اللغويين ـ ( ثم ذكر د/ جبل أقوال سيبويه والمبرد وابن السراج وأبي حيان وغيرهم من اللغويين ـ والأقوال متشابهة وقريبة ونكتفي بقول سيبويه ـ :" وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم وذلك أنها من حروف الفم وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم كان أخف عليهم ألا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضوع كالعلم بها وهى من الفم لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضوع غيرها فاختاروا الخفة لذلك إذ لم يكن لبس وكان أصل الإدغام وكثرة الحروف للفم وذلك قولك : من كان .... ا.هـ 4/ 454

..ثم عقب قائلا :" والمهم هنا أنه لم يذكر أحد من هؤلاء أو أولئك أن النون ينتقل مخرجها ـ عند الإخفاء ـ إلي مخرج الحرف الذي يليها كما أن أحدا منهم لم يذكر أن اللسان ( أو الفم كما يعبرون أحيانا ) عملا في إخراج النون المخفاة " صـ58

ثم ذكر د/ جبل أقوال علماء التجويد والقراءات ـ ونأخذ قول مكي من القراء ـ :" قال مكي في الرعاية: " ......... فدل ذلك أن مخرج الغنة من الخيشوم ألا ترى أنك لو قلت: عنك ومنك فأمسكت أنفك عند اللفظ بذلك لتغير لفظ النون والتنوين لأنك قد حلت ـ بإمساك أنفك ـ بين الحرف ومخرجه فعلمت من ذلك أن مخرج النون الخفيفة التي هي غنة في النون والتنوين من الخياشيم. ا.هـ 114
وقال في قول عبد الوهاب القرطبي معلقا :
1.أنه لم يصرح أبدا بانتقال مخرج النون إلي مخرج الحرف التالي لها ، وإنما عبر " باتصال النون بمخارج هذه الحروف "

2.في كلام عبد الوهاب القرطبي أيضا تصريح بأنه لا عمل للسان في إخراج النون المخفاة وعبارته " ومعني خفائها هو ... وزوالها عن طرف طرف اللسان وخروج الصوت من الأنف من غير معالجة بالفم " فيه إخراج النون من غير عمل للسان .

3.... مقصوده باتصال النون بمخارج هذه الحروف هو تزامن نطقها مع نطق غنة النون أو التنوين من الأنف ... لأن الصوت إذا جري أمكن اتصال الحرفين " أي أمكن نطق الحرف التالي قبل أن تنتهي غنة النون فيتزامنان جزئيا والتزامن اتصال بلا شك

4.الإمام عبد الوهاب القرطبي إمام مسبوق بأئمة كبار . وقد قالوا بغير قوله فلا علينا أن نرد قوله ، وأن نرد فهم د/ غانم ـ رغم رصانة مباحثه عادة ـ لكن كل يؤخذ منه ويرد عليه .
5.احتجاجه ب" ما نسمعه من مجيدي القرآن الكريم اليوم "
والرد عليه أننا نسمع ما يقولونه ولا نري كيفية إخراجهم للنون المخفاة
ثم ذكر أدلة كثيرة أخذنا أهمها بتصرف من كتاب ( تحقيات في التلقي والأداء ) صـ 47:70

أقول : والذي أميل إليه قول د/ غانم في هذه المسألة لعدة أمور منها :
ـ أن كلام القرطبي ليس مخالفا لمن سبقوه ، ولكنه مبين له وموضح فقد زاد علي كلامهم قضية الانتقال أو الميل فلايرد قوله بمن سبقوه لعدم الخلف بل زيادة في التوضيح.
ـ ومنها : أن ما نسمعه من القراء يوافق قول د/ غانم حيث يجعلون مع غنة الإخفاء فيها رائحة الحرف الذي بعد النون أو التنوين في مثل ( من ذا ، من فوقهم ، من شاء ، من جاء من ظلم ...) وقول د/ جبل : أننا نسمع ما يقولونه ولا نري كيفية إخراجهم للنون المخفاة " كلام غير مقبول لأن هذا النطق لا يتحقق لو جعلنا الغنة كلها من الخياشيم ، ولو جربنا في مثل " من ذا " تجد اللسان يقارب الاتصال بمخرج الذال ولو خرجت من الخياشيم فقط لم يتحقق هذا النطق . والله أعلم

ـ أما قولهم " لا عمل للسان " فقد أجاد في شرحها صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث قال :" لا يقال لابد من عمل اللسان في النون والشفتين فى الميم مطلقا حتى في حالة الإخفاء والإدغام بغنة وكذا للخيشوم عمل حتى في حالة التحريك والإظهار فلم هذا التخصيص ؟ لأنهم نظروا للأغلب فحكموا له بأنه المخرج فلما كان الأغلب فى حالة إخفائهما أو إدغامهما بغنة جعلوه مخرجهما حينئذ وإن عمل اللسان والشفتان أيضا.

ولما كان الأغلب في حالة التحرك والإظهار عمل اللسان والشفتين جعلوهما المخرج وإن عمل الخيشوم حينئذ، أيضا أفاد بعضهم عن العلامة الشبراملسي مع بعض زيادة." ا.هــ



ومع هذا فالخلاف في المسألة خلاف معتبر وهناك بعض الشيوخ يخرجون الغنة من الأنف فقط ، والبعض يخرج مع الانتقال كما قدمنا .
يتبع بإذن الله
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

اختلفوا في تبعية الغنة لما بعدها من حيث التفخيم والترقيق:

ذهب فريق إلي أن الغنة ليست تابعة لما بعدها ، وأنها مرققة في كل حال ، وممن ذهبوا إلي هذا القول الشيخ الرحيمي الباكستاني حيث قال :" :" لا يوجد لتفخيم النون المخفي قبل الحروف المستعلية أثر ما في كتب المحققين كلا فكلا مثل نهاية القول المفيد ورعاية مكي والمنح الفكرية ونشر ابن الجزري والمقدمة الجزرية وإتحاف فضلاء البشر وجهد المقل وغير ذلك ، فالصواب أن النون حرف مستفل لا يجوز تفخيمه في كل حال ما . فقال الجزري :" فاعلم أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا يجوز تفخيم شئ منها " النشر 1/ص 215

وما ذكره صاحب السلسبيل الشافي :
وفخم الغنة إن تلاها *** حروف الاستعلاء لا سواها

وصاحب لآلي البيان :
.... .... " وتتبع الألف*** ما قبلها والعكس في الغن ألف
فشذوذ وتفرد وحدوث ، وكل محدثة بدعة ، واتبعوا السواد الأعظم فإن الذئب يأخذ الشاذة والقاصية والناحية . ا.هـ
190
وذهب آخرون إلي تاثر الغنة بما بعدها لأن الغنة صفة للنون ، والنون تتأثر بما بعدها فتظهر أحيانا وتقلب وتخفي وتدغم بحسب ما بعدها ، وقد استفضت في هذه القضية في بحث " رسالة فاصلة في الرد علي منكري الغنة المفخمة " وأكتفي بقول ابن جني في تأثر النون بما بعدها قبل أن تصل النون لما بعدها :" قال ابن جنى : "وذلك لا ينكر أن يؤثر الشئ فيما قبله من قبل وجوده لأنه قد علم أن سيرد فيما بعد وذلك كثير ، فمنه أن النون الساكنة إذا وقعت بعدها " الباء " قلبت النون " ميما " في اللفظ وذلك نحو : " عمبر" في " عنبر " فكما لايشك في أن الباء في ذلك بعد النون وقد قلبت النون قبلها .... " الخصائص
2/326
فكيف تتأثر النون ولا تتأثر غنتها ؟؟

ولا يضر كونه لم يذكر في كتب القداميـ أي التفخيم ـ لأنهم تحدثوا عن قرب الحرف وبعده وما اخذه القراء عن شيوخهم ونقل إلينا كاف في إثبات التبعية للغنة قال الشيخ عبد الفتاح المرصفي : ...وبالاستقراء والتتبع وجدنا أن تفخيم الغنة يكون في المرتبة الثالثة وهي مرتبة المخفي وفي نوع الإخفاء الحقيقي منه وعند خمسة أحرف وهي الصاد والضاد والطاء والظاء والقاف عند كل القراء: فالصاد نحو {وَلَمَن صَبَرَ}.{رِيحاً صَرْصَراً} والضاد نحو {لَمَنْ ضَرُّهُ} {وَكُلاًّ ضَرَبْنَا}. والطاء نحو {وَإِن طَآئِفَتَانِ} {صَعِيداً طَيِّباً}. والظاء نحو {إِن ظَنَّآ} {ظِلاًّ ظَلِيلاً}. والقاف نحو {مِن قَبْلِهِمْ} {عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ويزاد على هذه الأحرف الخمسة حرفان هما الغين والخاء المعجمتان في قراءة الإمام أبي جعفر المدني في نحو {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} {?عْبُدُواْ ?للَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـ?هٍ غَيْرُهُ} {مِّنْ خَيْرٍ} {إِنَّ ?للَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ}.

ويلاحظ أن التفخيم في الغنة كما ذكرنا خاضع لمراتب التفخيم السابقة بحسب حركة الحرف الواقع بعد الغنة كما يلاحظ مرتبة الكسر في ذلك وخاصة حرف الاستعلاء في نحو {وَإِن قِيلَ} عند الجميع ونحو {مِّنْ غِلٍّ} {مِن قَوْمٍ خِيَانَةً} عند أبي جعفر فإن الغنة هنا تفخم تفخيماً نسبياً خلافاً لصاحب السلسبيل الشافي حيث قال بترقيقها وقد تقدم أن حرف الاستعلاء المكسور لا يرقق بحال بل يفخم تفخيماً نسبيًّا وهو الذي ارتضاه العلامة المتولي وقال به إلى آخر ما ذكرنا هناك.


وقد أشار صاحب لآلىء البيان إلى كيفية أداء الغنة مع حكم ألف المد بقوله:
*... ... وتتبع ما قبلها الألِفْ * والعكس في الغنِّ أُلِفْ*

كما أشار صاحب السلسبيل الشافي إلى أداء الغنة بقوله:

*وفخِّم الغُنَّة إن تلاها * حروفُ الاستعلاءِ لا سواها* "ا.هـ هداية القاري

إن تغير درجة الإخفاء بحسب البعد والقرب يؤدى إلي تغير بسيط فى الغنة تارة قريبة من الإظهار وتارة إلى الإدغام وتارة بين بين .. فما المانع أن تتأثر الغنة بما بعدها من الحروف ؟ فالغنة لها مخرج خاص بها تغاير سائر الصفات ، والغنة تارة تنتقل إلى الفم ، وتارة إلى الخيشوم ..

أما بقية الصفات فهي تتلبس بالحرف وليس للصفات الأخري مخرج مستقل مثل الغنة ، فدلت علي المغايرة .
. والله أعلم
يتبع بإذن الله
 

سيّد مُسلِم

مراقب سابق
31 مارس 2006
2,132
5
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم




وبعد :



اخي الحبيب المقرئ بارك الله فيك

شكر الله لك وجزاك الله كل خير

بحث والله غاية في الاهمية لكل طالب هذا العلم الشريف

لا حرمت الاجر والتواب والقبول

موضوع يستحق التثبيت لما فيه من الفائدة الجمة




والله ولي التوفيق [/align]
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

جزاك أخي خيرا وشكرا الله لك صنيعك
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
اختلفوا في مراتب الإخفاء :
قال السخاوي : " .... الإخفاء حالة بين الإدغام والإظهار ويكون تارة إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب على حسب بعد الحرف من النون والتنوين وقربه منه .... ثم عد السخاوي مراتب الإخفاء خمس مراتب :
المرتبة الأولي : الإدغام اقرب ( الطاء – الزاي – الصاد – السين – التاء –
الدال )

المرتبة الثانية : أظهر من ذلك قليلا ( الظاء – الثاء )
المرتبة الثالثة : أظهر من ذلك قليلا ( الضاد – الذال )
المرتبة الرابع : أظهر من ذلك قليلا ( الجيم – الشين )
المرتبة الخامسة : أظهر من جميع ذلك ( القاف – الكاف – الفاء )
ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض .أ . هــ فتح الوصيد للسخاوى

مراتب الإخفاء عند كثير من أهل العلم
كلما قرب من حروف الإخفاء كان الإخفاء أزيد مما بعد عنه يعني
1 – اعلي عند الطاء والدال والتاء يعني قريبا من الإدغام
2 – ادني عند القاف والكاف يعني قريبا من الإظهار
3 ــ وسط عند باقي الحروف
وعدها ابن الجزري ثلاث مراتب، والشاهد أن الغنة تأثرت ببعد المخرج وقربه ألا تتأثر بتفخيم الحرف وترقيقه؟!! انظر " القول المبين" للشيخ سامح سالم ـ حفظه الله ـ
قال د/ حميتو :"
وإخفاء النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف ليس على حد السواء، بل يختلف على قدر القرب والبعد منها، فإخفاؤهما عند الجيم والشين أقوى منه عند القاف والكاف،
قال الداني :
"إن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد، فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن، فصارا لا مدغمين ولا مظهرين، إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه"().
وقد نبه غير واحد من علماء القراءة والتجويد على وجوب التفريق بين حالتي إظهار النون والتنوين وإخفائهما وبنوا أن حالة الإخفاء تذهب النون معها من اللفظ وتبقى غنتها ظاهرة من الخياشيم، قال مكي :
"والعلة في إخفاء النون الساكنة والتنوين عندما ذكرنا : إن النون قد صار لها مخرجان مخرج لها ومخرج لغنتها، فاتسعت في المخرج، فأحاطت عند اتساعها بحروف الفم فشاركتها بالإحاطة فخفيت عندها.
وقال سيبويه بعد أن ذكر ما تدغم فيه النون : "وتكون النون مع سائر حروف الفم حرفا خفيا مخرجه من الخياشيم، وذلك أنها من حروف الفم، وأصل الإدغام لحروف الفم لأنها أكثر الحروف، فلما وصلوا إلى أن يكون لها مخرج من غير الفم- يعني من الخياشيم- كان أخف عليهم أن لا يستعملوا ألسنتهم إلا مرة واحدة، وكان العلم بها أنها نون من ذلك الموضع كالعلم بها وهي من الفم، لأنه ليس حرف يخرج من ذلك الموضع غيرها فاختاروا الخفة إذ لم يكن لبس"
قال مكي :
"هذه علة سيبويه في إخفاء النون الساكنة عند حروف الفم فأفهمها قال :
وتبين أن النون الخفية هي الغنة، والنون المدغمة والمظهرة هي غير الغنة، والغنة تابعة لها، فإذا قلت "عنك" و"منك" فمخرج هذه النون من الخياشيم لا غير، لأنها غير مخفاة والغنة ظاهرة.
وإذا قلت "منه" و"عنه" فمخرج هذه النون من طرف اللسان، ومعها غنة تخرج من الخياشيم، لأنها غير مخفاة والغنة ظاهرة. وإذا قلت "من ربهم" فأدغمت صار مخرج النون من مخرج الراء لا غير، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام راء. وكذلك إذا قلت "من لدنه" فأدغمت صار مخرج النون من مخرج اللام، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام لاما. وإذا قلت "من يومن" فأدغمت فمخرج النون من مخرج الياء، لأنك أبدلت منها في حال الإدغام ياء غير أنك تبقي الغنة التي في النون من مخرجها على ما كانت عليه قبل الإدغام، وكذلك التنوين مثل النون في كل ما ذكرنا، وعلى هذا فقس كل ما جاءك من هذا النوع " ا.هـ"().
والخلاف في ذلك الظاهر فيه أنه لفظي ، والحق أن الأمر بخلاف ذلك ، فالغنة تكون قريبة من الإظهار عند القاف والكاف وقريبة من الإدغام عند الطاء والدال والتاء ووسطي عند باقي أحرف الإخفاء وتختلف في السمع ، قال السمنودي في منظومته لآلئ البيان :
.................................................... أَخْفِيَنْهُمَا
وَقَارَبَ الإظْهَارَ عِنْدَ أَوَّلَيْ """ (كَمْ قَرَّ) وَالإدْغَامَ (دَوْمًا تِلْوُ طَيْ)
وَوَسَطٌ (صِدْقٌ سَمَا زَاهٍ ثَنَا """ ظَلَّ جَلِيلا ضِفْ شَرِيفًا ذَا فِنَا)

فالعمل علي قول الجمهور إنها ثلاث مراتب وهي تؤخذ عن طريق المشافهة .

يتبع بإذن الله
 

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

خي الحبيب المقرئ بارك الله فيك

شكر الله لك وجزاك الله كل خي
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

السلام عليكم
جزي الله الإخوة خيرا وبارك فيكم
والسلام عليكم
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

السلام عليكم

اختلفوا في مقدار الغنة مع حروف الإخفاء :

الذي عليه العمل أن الغنة في جميع الأحكام التي تلزم وجود الغنة مقدارها واحد في المشدد وغيره أي المدغم والقلب والإخفاء ـ حقيقي أو شفوي ـ هذا وقد ذكر في نهاية القول المفيد ما نصه :" والذى نقله المرعشى عن ابن الجزرى :... وأن الإخفاء على ثلاث مراتب أيضا فكل حرف هو أقرب إلى النون يكون الإخفاء عنده أزيد وما قرب إلى البعد يكون الإخفاء عنده دون ذلك وما كان بعيدا يكون لإخفاء عنده أقل مما قبله .

فإخفاؤهما عند الأحرف الثلاثة : الأول أخفاء أعلى يعنى أن المخفى منهما عند هذه الأحرف أكثر من الباقى وغنتهما الباقية قليلة يعنى أن زمان امتداد الغنة قصيرا وإخفاؤهما عند القاف والكاف أخفاء أدنى يعنى أن يكون المخفى منهما أقل من الباقى وغنتهما الباقية كثيرة بمعنى أن زمان امتداد ها طويل وأخفاؤهما عند الأحرف الباقية إخفاء أوسط وزمان غنتهما متوسط ولم أر فى مؤلف امتداد الغنة فى هذه المراتب "أ هـ من رسالة المرعشى
وقال في حاشيته عليها قوله ولم أر فى مؤلف !!، لو قلنا إن أعلاها قدر ألف وأدناها قدر ثلث ألف وأوسطها قدر ثلثي ألف لأصبنا الحق أو قربنا منه والله أعلم .

والذي نقلناه عن مشايخنا وعن العلماء المؤلفين في فن التجويد أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي أن اللفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلي التراخي كما ذكره في التمهيد أن الغنة التي في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير عن المبالغة في التراخي .ا.هـ صـ166

واختلفوا في طريقة تحديد هذا المقدار .

هل مقدارها مثل المد الطبيعي ؟ أم هو تقريب ؟ أم بمقدار حركتين والحركة بسط الإصبع أو قبضها بحالة معتدلة ؟

إليك أخي الكريم هذه الفقرة من بحثي " رسالة فاصلة في الحركات :"

سؤال:- ما مقدار الحركة ؟

قال د/ جبل :" الألف يمتد امتداد حركتين على الأقل أي 0.32 من الثانية وقد يزيد إلى مقدار ست حركات أ. هـــــ

قلت : وبالتالي فإن زمن الحركة يكون نصف ما تقدم ( أي 0.16 من الثانية ) لأن هذا الرقم نصف زمن الحركتين وهذا بحث بالأجهزة الحديثة وهذا من باب الاستئناس، والمشافهة فيصل في مثل هذه الأمور

تفريع :

وقد جاء بعض الناس واعترضوا على قول علمائنا فى لفظ حركة ويعترضون على تفسيرهم للحركة بأ ن مقدارها بسط الإصبع أو قبضه دون إسراع أو إبطا ء، ثم يقو لون إنها بالمشافهة .

أقول : لم ينكر أحد المشافهة وإنما هي من باب التقريب،و هم يعلمون ذلك فلست أدرى لم يعقبوا طالما أن المسألة للتقريب؟!! فالقدامى مثلا يقولون فى الإمالة: أن تنحو بالألف نحو الياء،و بالفتحة نحو الكسرة دون أن تكون ياء خالصة أو كسرة خالصةــ أى بين الفتحة والكسرة وبين الألف والياء .

هل المبتدئ يستطيع نطق الإمالة بمجرد حفظ هذ ا التعريف؟بالطبع لا000فلا بد أن يأخذ عن متقن يلقنه الإمالة الصحيحة 0 والسؤال هنا طالما أن الإمالة لا تتحقق إلا بالمشافهة فلم أجهدوا أنفسهم وكتبوا هذا التعريف؟

الجواب : إنما هو من باب التقريب فلعل معرفة التعريف يسرع بالطالب فى حصول المقصود 0

وإن عدنا إلى عهد الصحابة لم يصطلحوا لا على مقدار ألف وألفين ، ولا على حركة وحركتين ، وحديث ابن مسعود خير شاهد وقد قرأها عمليا ومد "للفقرآء" كما لم يردعنه ولاعن غيره من الصحابة أ ى شي في هذا الباب – ثم بدأ عصر التدوين فهذا من لوازم التأليف والكتابة 0

حتى فى باب المدود فى النشر ذكر اختلافهم فى التقدير وكلهم مجمعون على عدم المد المفرط ولا القصر المخل0

ولكن لكل عصر أهله ، فلربما مصطلح قديم لا يفهم لأهل هذا العصر إلا بوضع مصطلح جديد يوضح المصطلح القديم ،وقد قال أبو شامة " لا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق0"

وما تقدم ينطبق أيضا على "الغنة " .

وقد ذكر النويري في شرح الطيبة في الفصل الخامس " فيما ينبغي للمقرئ أن يفعله " بعدما تحدث عن بعض الآداب قال :" ... وأن يصون عينيه حال الإقراء عن تفريق نظرهما من غير حاجة ، ويديه عن العبث إلا أن يشير للقارئ إلي المد والوصل والوقف وغيره مما مضي عليه السلف .." صـ29 وفي هذا النص دلالة علي استخدامهم لليد في تحديد المقادير في المد وغيره كما سبق .

قلت : وهذا الذي يقولونه ناتج عن فراغ علمي . والله أعلم

سؤال :هل هناك مساواة بين مقدار الغنة والمد؟

الجواب:لا ، قد يظن البعض أن زمن الحركتين فى الغنة تعادل زمن الحركتين فى المد، بل أقول : إن حركتي المد الطبيعي شئ وأربعة المتصل شئ آخر ، فإن قرأت " قاال " بألفين بعد القاف مثلا هل يستغرقا نفس زمن المد المتصل بأربع حركات ؟ بالطبع لا، وجربها بنفسك لتعلم الفرق ، وكذلك مقدار الغنة حركتين وشبهها ابن الجزرى بحروف المد من باب التقريب وإلا فلم نجد من قرأ ب (قال) مثلا يستغرق نفس زمن من غن ( إنّ ) وأيضا من يقرأ بالحدر غنته لا يمكن أن تكون بنفس المقدار إن قرأ بالترتيل مثلا ، وكذا المد نفس حكم ما سبق ، فيتضح لك أن إطلاقهم الحركتين وما ترتب عليه من باب التقريب ، وهذا واضح وإليك نصوص الأئمة : قال الداني في التيسير في المدود " وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر " وقال المالقى فى شرح التيسير " ومذاهب القراء في ذلك لابد أن تكون موافقة كما عليه كلام العرب الذي نزل القرآن به فمن مذهبه الأخذ بالصبر والتمكين فإنه يزيد في المد ، ومن مذهبه الحدر والإسراع فإنه يمد بتلك النسبة ، ومن توسط فعلى حسب ذلك وحينئذ يتناسب المد والتحريك ، ولو أن المسرع بالحركات أطال المد والممكن للحركات قصر المد ، لأدى ذلك إلى تشتت اللفظ وتنافر الحروف . والله أعلم " ا.هـ الدر النثير 317 وقال ابن الجزرى في النشر "قال : قال في كفايته :....ويتفاوت تقدير المد فيما بينهم والمشافهة تبين ذلك " ا.هـ وقال في موضع آخر ".....يستوي في معرفة ذلك أكثر الناس ويشترط في ضبطه غالبهم وتحكم المشافهة حقيقته ، ويبين الأداء كيفيته ، ولا يكاد تخفى معرفته على أحد وهو الذي استقر عليه رأى المحققين من أئمتنا قديما وحديثا ... ثم قال وبه كان يأخذ الشاطبى ولذلك لم يذكر فى قصيدته في الضربين تفاوتا ولا نبه عليه بل جعل ذلك مما تحكمه المشافهة في الأداء .... ثم نقل عن القصاع :" وهذا الذي ينبغي أن يؤخذ به ولا يكاد يتحقق غيره ، أي المشافهة في المدود ــ ثم قال ابن الجزرى :" وهو الذي أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه " ا.هـ 333
يتبع بإذن الله
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

ما شاء الله جزاك الله كل الخير أخي الفاضل!
 

عزيزي

مزمار كرواني
3 أكتوبر 2006
2,321
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عمر أحمد القزابري
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

بارك الله فيك وجزاك خير جزاء

ونفعنا الله بما قرأنا وماسمعنا
 

كريمة النفس

عضو كالشعلة
29 مايو 2007
317
0
0
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

مشاء الله بارك الله فيك وجزاك خيرا


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الضالمين
 

ابومالك الازدي

مزمار داوُدي
2 يونيو 2007
3,474
2
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

بارك الله فيك
 

المقرئ

مزمار فعّال
27 يوليو 2006
209
1
0
الجنس
ذكر
رد: إتحاف الأنام بما في الغنة من أحكام

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع