إعلانات المنتدى


مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
هل هي حــــــــــــــــــــرب إعلامية صليبية جديدة؟

بقلم عبد العالي رزاقي


يخطئ من يعتقد أن فيلم "براءة المسلمين" المسيء إلى الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم هو من إنتاج شخص اسمه نيكولا باسيلي نيكولا، الذي يستخدم أسماء مستعارة لتضليل الرأي العام حول هويته؟ ويخطئ من يعتقد أن مجموعة "أعلام من أجل المسيح" هي التي مولته؟ ويخطئ من يظن أن الهدف من الفيلم هو الإساءة الى الإسلام فقط؟.

ويخطئ من يقول أن زيارة بابا الفاتكان إلى بيروت، هي مجرد "زيارة بريئة" وأن خطابه مجرد "خطاب ديني"، فهناك حرب إعلامية صليبية جديدة على الإسلام والمسلمين بدأت مع تقسيم السودان إلى دولتين (دولة إسلامية وأخرى مسيحية)، ويراد أن تعمم على الوطن العربي بإنشاء دويلات أخرى مثل دولة قبطية في مصر يدعو إليها موريس صادق، رئيس مايسمى "الهيئة العليا للدولة القبطية" من أمريكا بعد "مجزرة ماسبيرو".

.فيل الأنجيليين وحمار أوباماشكل الثنائي الإنجيلي المحامي موريس القبطي، والقس الأمريكي تيري جونز، تنظيما إعلاميا دينيا صليبيا ضد الإسلام والمسلمين، يراد منه تحقيق حلم قديم ولد على يدي القُسَّين الإسبانيين إيليوجيس وألفاروس، اللذين نظما العمليات الإنتحارية الإرهابية ضد المسلمين والتي كانت أولى بذور الحرب الصليبية الأولى على المسلمين.يحاول أصحاب فيلم "براءة المسلمين" تضليل الرأي العام الأمريكي بأن "الحمار" هو أول من أسلم عند العرب، و"الحمار" هو شعار "الحزب الديموقراطي الأمريكي" الذي رشح الرئيس أوباما إلى عهدة ثانية، وباعتبار أن الكنيسة الإنجيلية هي التي تقف وراء الفيلم وهي تنتمي إلى "الحزب الجمهوري الأمريكي" الذي شعاره "الفيل" فإنها تذكرنا بفيلة الحبشةالتي حاولت تهديم الكعبة، فهل تستطيع اليوم تهديمها إعلاميا.من يعود إلى تاريخ الإساءة إلى الإسلام، يجد أنها مرتبطة بالكنيسة والصراع على الحكم، فتارة تلبس قناع السياسة وأخرى قناع الدين، ويذكر المؤرخون أن الدولة الأموية حين تخلت عن أحد رجالها المسيحيين "يوحنا الديمشقي (676 - 746م) دفعته الكنيسة إلى التطاول على الرسول (صلعم) بإصدار كتاب بعنوان "هرطقةّ"، وحين انتشرت الحضارة العربية في إسبانيا تحركت الكنيسة لترويج إشاعة تقول بأن محمدًا (صلعم) "رسول مسكون بالجن"، وهي العبارة التي التقطها الكاتب مارتن لوثر (1483 -1564م) ونشرها في مقالة له ادعى فيها: "أن محمدًا هو الشيطان وأول أبناء إبليس"، وحين انتصرت الثورة الخمينية في إيران ظهر كاتب بريطاني اسمه سلمان رشدي برواية "آيات شيطانية" التي استوحى أصحاب "براءة الإسلام" بعض مشاهده، ولما توغلت منظمة "أمة الإسلام" في مجتمع السود الإمريكيين تحركت دار نشر تابعة لأحد الإنجيليين ونشرت كتيبا في 26 صفحة بتوقيع مستعار(عبد الله عزيز) وبعنوان "محمد صدِّق وإلاّ" عام 1997م يحمل رسوما مسيئة للرسول (صلعم) كانت مصدر إلهام أصحاب الرسوم الكاريكاتورية الإثني عشر التي نشرتها صحيفة دانمركية في 30 سيبتمبر 2005 م.قد يعتبر البعض هذه الأعمال فردية، وربما يستشهد بأعمال أخرى مثل كتاب "حياة محمد" للمؤلف الفرنسي سبوردي ريار الصادر عام 1719م، أو كتاب "نبي الخراب" لكريك ونن الصادر في نوفمبر 2001م، أو الموسوعة العلمية الإلكترونية Encarta 2006وإذا كان القس تيري جونز، تجرأ على حرق المصحف الشريف في ذكرى أحداث الثلاثاء 11 سيبتمبر 2001م، ولم يعاقب مما شجع الإنجيليين الصهاينة على استفزاز المهاجرين المسلمين في أمريكا المساندين للحزب الديموقراطي، فإن المحامي موريس صادق يقتدي بفكرة الجزائري فرحات مهني، الذي يدعو الى الإنفصال الذاتي لمنطقة القبائل بهدف دفعالأقباط المصريين الى المطالبة بالحكم الذاتي سعيا إلى الإنفصال.والسؤال الذي يُطرح اليوم هو ما علاقة هذه الحملة الإعلامية المشبوهة بالربيع العربي؟وهل لزيارة بابا الفاتكان لبيروت نية حسنة؟.يرى مراقبون أن الحبر الأعظم بنديكتوس السادس عشر، أول من لجأ إلى كتب اللاًّهوت المعادية للإسلام، فقد ألقى في اليوم الثاني من الذكرى الخامسة لأحداث سبتمبر بتاريخ 12 / 9 / 2006م محاضرة في جامعة ألمانية بعنوان "الإيمان والعقل والجامعة: ذكريات وانعكاسات" توقف فيها عند ما سماه "العقل والعنف في الديانة الإسلامية" استند في ذلك الى نص لاهوتي أعاد نشره تيودور خوري الألماني، ذو الأصل اللبناني نقلا عن الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني (1350 -1425م) وملخصه أن "من يؤمن بالإسلام لا يصلح لأن يمارس حوار الحضارات"، وما يؤسف في الموقف الذي اتخذه بابا الفاتكان في نهاية محاضرته هو قوله حرفيا: "العقل الذي يكون الجانب الرباني أصم والدين ينتمي إلى الثقافات الثانوية هو عقل غير صالح لحوار الحضارات"، وبالرغم من ردود الأفعال التي أثارها موقفه فإن السؤال الذي يطرح اليوم هو: ما الذي جاء به إلى لبنان لدعوة المسيحيين العربإلى التعايش مع المسلمين، وهو يدرك أن العرب لا يفرقون بين مسلم ومسيحي حتى فيالحروب الأهلية التي وقعت في بعض الأقطار العربية.والحقيقة التي لا تقال هي أن الزيارة تدعو الى الفتنة، مثلما يدعو الفيلم المسيء للرسول (صلعم) وعبارات الساسة الغربيين التي وصفت انتفاضة الشعوب الإسلامية ضد الانتقاص من الاسلام والمس برسولنا (صلعم) بـ"الغوغائيين"، والحقيقة الثانية هي أن فشل التيار التغريبي في الوصول الى السلطة بعد نجاح الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا دفع بأعداء الاسلام إلى إثارة مشاعر الغضب لدى الجماهير في هذه الدول حتى لا تستكمل بناء مستقبلها، والحقيقة الثالثة هي أن الدول التي لم يتحرك فيها الشارع للتظاهر هي الدول التي ربما قد تشهد ثورات عنيفة، وهذه الدول ينطبق عليها الحديث الشريف: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الآكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة يارسول الله؟ قال: "بل أنتم كثَّرٌ ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يارسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهيةالموت".إن فيلم "براءة المسلمين" يمثل خطاب كراهية وتحريض ضد الجاليات المسلمة في جميع أنحاء العالم، وهو بمثابة دعوة صريحة إلى تبرئة المسلمين من الإسلام الذي هو عقيدة أكثر من مليار و500 مليون شخص، وتقف وراء هذه الحملة الإعلامية الصليبية الكنيسة الإنجيلية الموجودة حاليا في بعض الأقطار العربية ومنها الجزائر..

نظام أقلية تحميه الأغلبية
وفي الوقت الذي كانت عائلة الأسد تسعى لأن تحميها الأغلبية في الداخل، فإنها سعت لأن تحميها دول الإقليم فأقامت شبكة من العلاقات الدولية الإقليمية، وقضايا الإقليم على أساس موقف الدول الاستعمارية الكبرى من هذه القضايا ومن هذه الدول، وقد بدأ ذلك في وقت مبكر بالتدخل في لبنان لحماية حزب الكتائب اللبناني من الحركة الوطنية اللبنانية، فأدخل قواته واغتال كمال جنبلاط زعيم هذه الحركة وأرضى ذلك كلا من السعودية وفرنسا وأمريكا وإسرائيل، وتقدم الأسد خطوة في إرضاء هذه القوى التي قدمت له غطاء عربيا باسم "قوات الردع" ليصلي الفلسطيين نيرانا حامية ويبيد مخيم تل الزعتر، ثم ليتفرج في عام 1982 على شارون وهو يقود الجيش الاسرائيلي ليخرج المقاومة الفلسطينية من لبنان، ثم يسكت تماما عن مجزرة صبرا وشاتيلا.. لكن حين أراد الكتائبيون التفرد بلبنان انقلب عليهم وعلى بشير الجميل ثم أمين الجميل، لأن ياسر عرفات من منفاه في تونس بدأ يدخل اللعبة الدولية، وهو الأقدر من حافظ الأسد أو أية شخصية عربية لإرضاء هذه الدول الكبرى لأنه يملك الورقة الفلسطينية، وظهر أن إسرائيل نفسها التي كانت ولا زالت راضية عن تجميد عائلة الأسد للجبهة في الجولان، موافقة على أن تقترب من عرفات وتبتعد عن الأسد وكان من نتائج هذا المشي في أخدود العلاقات الدولية.1- توتر العلاقات السورية - العراقية إرضاء لأمريكا ودول الخليج على حساب العلاقات مع فرنسا والسوفيت.2- تقارب شديد مع إيران الخمينية ارضاء لفرنسا على حساب العلاقات مع أمريكا.3- تمكين لحزب الله الشيعي في الجنوب اللبناني على حساب بقايا المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، إرضاء لحزب الكتائب اللبناني.4- تذبذب العلاقات الأردنية - السورية5- دخول الحرب ضد صدام حسين في العراق إرضاء للدول الكبرى ودول الخليج العربي.6- إبعاد حزب العمال الكردستاني إرضاء لتركيا وأمريكا على حساب العلاقات مع الاتحاد السوفياتي وفرنسا، واقترابا من الطائفة العلوية في لواء الاسكندرون الخاضع لتركيا الذي ضمنته فرنسا إلى تركيا في ثلاثينيات القرن العشرين.وكما أتلفت حماة حسابات عائلة الأسد في الشبكة المحلية، قام ياسر عرفات بتوقيعه اتفاقية أوسلو 1983 بإتلاف حسابات هذه العائلة في الشبكة الاقليمية الدولية، فقد استلم عرفات أقوى قضية اقليمية تهم دول الإقليم والدول الكبرى بكلتا يديه، ومنذ ذلك الوقت بدا نظام عائلة الأسد أمام الدول الكبرى والاقليمية كحصان يشيخ.. بل إن الفصائل الفلسطينية التي دعمها لتقزيم عرفات بدت وكأنها تستثمره لصالح مشروع عرفات الاستراتيجي غير المعلن، فعرفات لم يغادر لبنان ولم يدخل الضفة الغربية، قبل أن يدفع صديقه وزميل دراسته الشيخ أحمد ياسين لتأسيس حركة حماس السنية.صحيح جدا أن عائلة الأسد تمكنت خلال هذه العقود من تحقيق ثراء فاحش، ومن تغيير تركيبة الجيش الاجتماعية والسياسية، وتشديد قبضتها على كل مفاصل المجتمع، لكنها أصبحت نظاما لا تقبل به غالبية الدول سواء في المنطقة أو في العالم.وفقدت العائلة فرصتها الذهبية بمجيء بشار الأسد وإعلانه أنه سيبدأ عهد انفتاح سياسي واقتصادي وإعلامي فلم توافق العائلة وتمسكت بنهجها زمن الأسد الأب، فانشق خدام، وألغيت زيارة لعرفات في اللحظة الأخيرة، وصودر العدد الثاني من أسبوعية "الدومري" التي أسسها رسام الكاريكاتير علي فرزت بطلب من صديقه بشار الأسد، ودخلت العائلة بالكامل تحت العباءة الإيرانية، وغيرت دول الخليج موقفها فسحبت معها الموقف السني، وصارت المواجهة بين العائلة من جهة والشعب والدول الاقليمية منها والكبرى..

الحراك الاجتماعي السوري
في مطلع 2011 كانت النظم العربية بما فيها النظام السوري كثمرات فاسدة على شجرة كبيرة، لا تحتاج إلا لمن يهز هذه الشجرة حتى تتساقط تباعا أو مرة واحدة، فقد وصلت هذه الأنظة وهي في حقيقتها نظام قمعي واحد.. قد وصلت إلى آخر عمرها الإضافي، أما الافتراضي فقد انتهى منذ عقود طويلة، فهي لم تعد قادرة على تقديم أي شيء سواء كان اقتصاديا أو ثقافيا أو اجتماعيا، أما سياسيا فإن هذه الأنظمة فقدت حتى خطابها الاعلامي، وبالتالي لم يعد أحد يرغب في استمرارها لا الشعوب العربية ولا الإسلامية، وحتى إسرائيل لم تعد بحاجة إليها بعد أن أخذت تتعامل مباشرة مع الفلسطينيين، وأما الدول الكبرى فلم يعد حتى النفط يغريها بالمحافظة على هذه الكتلة الهائلة من الفساد، وهذا العمق في التروي والشلل التام في الحركة فأعدت عدتها لوضع خطتها "الشرق الأوسط الجديد" موضع التنفيذ، واتضح للمراقبين أن الوضع برمته في الوطن العربي هو وضع السباق بين الشعب والدول الكبرى لهز الشجرة العربية فتتساقط هذه الثمرات الفاسدات التي تسمى دولا.وفي أواخر عام 2010 قام التونسي بوعزيزي بهز هذه الشجرة فما هي إلا أسابيع حتى تحول اسم الرئيس التونسي من زين العابدين إلى زين الهاربين.. لكن ليس بفعل حركة الشعب التونسي التي صنعها بوعزيزي، بل أيضا بفعل حركة الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وحرف حركة الشعب عن أهدافها الحقيقية وتكرر المشهد ذاته في مصر وليبيا واليمن.ولم تكن سورية بعيدة، ولكنها كانت المقصود الأول في خطة "الشرق الأوسط" وحين وصل التأثير البوعزيزي التونسي السلمي إلى درعا جنوب سوريا بمحاذاة الأردن، سرعان ما نقل إلى حمص أواسط سورية وبعيدا عن دمشق والأردن، ونقل نقلا مسلحا، وظهر برهان غليون ابن حمص الذي يعيش في فرنسا منذ عقود على رأس معارضة لا يعرفها أحد.وبدأ الشبان السوريون المحرومون من كل شيء حتى الأمل تكتيل أنفسهم على شكل مجموعات تسلح بأي شيء مثل العصي والهراوات وتحطم تماثيل الرئيس الحالي والأب ويزيلون الصور ويكتبون على الحيطان في ظاهرة يحكم أن نطلق عليها "الرجل البخاخ" وأما النظام فوسع من القصف والقتل والتدمير، وبدأت ظاهرة الجيش الحر الذي يتكون من هؤلاء الشبان، وأخذت المعارضة في الخارج تستثمرهم وتستعمل ورقة التسليح الذي صاروا بأمس الحاجة إليه، ودخل الملعب السوري لاعبون كثر محليون وإقليميون ودوليون.. وكلهم يستغل موقف الشباب السوري الرافض للنظام وحلفائه والرافض للمعارضة التي يجهل أهدافها يراها لعبة بيد الدول.. وهو لم يجد بعد قيادة جادة تنبثق من صفوفه، وهو ما يعوّل عليه ويأمل به.. وفي فترة الانتظار هذه بدأ الشبان السوريون في كل من دمشق وحلب يخوضون معارك قاسية.فكانت معركة دمشق قد بدأت يوم الأول من جويلية وكان من ميادينها بلدة يلدا التي أسكنها ومنذ أول جويلية حتى 26 أوت تاريخ وصولي إلى الجزائر عشت وزوجتي تحت القصف المباشر لجيش النظام، وكان أصدقاء وأقارب من العاصمة والبويرج وغيرها يتصلون بي ويسمعون أصوات القذائف والصواريخ وكل ما استطعت فعله سواء في الملجأ - المدرسة أو في البيت هو تدوين يومياتي ساعة بساعة، وكنت من قبل قد دونت يومياتي خلال العشرية السوداء، وقبلها دونت يومياتي خلال مجازر سبتمبر التي قام بها النظام الأردني عام 1970 ضد المقاومة والشعب الفلسطيني.وينصحني بعض الأصدقاء اليوم بنشر يومياتي عن معركة دمشق وكيف كنت أمشي بين الجثث في شارع المالكي، سوق الثلاثاء في بلدة يلدا التي يمتهن أهلها تربية الأبقار ولا يعرفون من السياسة التي فرغها صحنها شيئا، فذاقوا الموت بأنواعه.



 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

"وكلّ إناء بالذي فيه يرشح"


الدكتور الهادي الحسني



هكذا قال العرب في أمثالهم السائرة التي هي عصارة تجاربهم وخبراتهم في الحياة، مع البشر ومع الطبيعة. وهم يضربون هذه الأمثال لكي يحسن الأخلاف التصرف في هذه الحياة، ولا يكونوا أغراراً، ويظنّوا السّراب شرابا.. إنهم يعنون بهذا المثل أن ظواهر الناس دالّة على بواطنهم، وأن تصرفاتهم منبئة عن دواخلهم.. فإن كان باطن شخص خبيثا فمحال أن يكون ظاهره طيّبا، ومن كان باطنه لئيما يستحيل أن يكون ظاهره كريما، ومن قبح باطنه قبح ظاهره، ومن عفن عقله لم يحسن فعله وقوله.

قد يحاول لئيم خسيس أن يخدع الناس فيتظاهر بالنّبل والكرم، ولكن طبعه يغلب تطبّعه، وخلقه يغلب تخلّقه، فيعود إلى ما جُبل عليه من سوء، وإلى ما فطر عليه من لؤم، وفي هذه الحقيقة البشرية قال شاعر عربي عركته التجارب وعجم الناس :

ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم

وقال الآخر:

كلّ امرئ راجع يوما لشيمتهوإن تخلّق أخلاقا إلى حين

إن الناس فضلاء ولؤماء، وإن الفضلاء ليسوا سواء في الفضل، فهم فيه درجات، وإن اللّؤماء ليسوا سواء في اللؤم، فهم فيه دركات..
كنا نظن أن كفار قريش هم ألأم اللّؤماء، وأرذل الأراذل، وأنذل الأنذال وأعمى العميان لأنهم لم يروا خيرية سيدنا محمد - عليه أفضل الصلاة، وأزكى السلام - وغلبت عليهم شقوتهم فاستيقنوا أخلاقه وجحدوا بها، رغم تحاكمهم إليها فيما شجر بينهم.. ولا تفسير لذلك إلا تلك المقولة "المعاصرة حجاب".حتى جاء بعض الغربيين وأتباعهم من بني جلدتنا فإذا هم ألأم من ألأم القريشيين، وأسوأ من أسوإ القريشيين، وأحقر من أحقر القريشيين، وأغبى من أغبى القريشيين، وأشقى من أشقى القريشيين.. وذلك لأن هذا الوقت قد تبين فيه الرشد من الغي، والهدى من الضلال، والهادي من الهاذي.. ومع ذلك لم يزدد هؤلاء إلا غيّا، وضلالا، وهذيانا..

لقد انبعث في هذه الأيام من الجانب الغربي للعالم أشقى الناس، فكان بما فعل كما قيل: "هدهد كفّن في جورب (*)".
إن هذا اللئيم الزنيم ودّ أن يكون الناس مثله، وضاق صدره، وصعب تنفسه أن يكون في العالم هذا الرجل الأطهر، صلى الله عليه وسلم، الذي قالت عنه امرأة عاقلة هي الراهبة الدكتورة كارين أرمسترونج، الأستاذة في جامعة لندن إنه "الإنسان الكامل، أو النموذج الإنساني (1)". وإن "في شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم - النموذجية دروس مهمة، ليس للمسلمين فقط، ولكن أيضا للغربيين (2)".لقد استهدف هذا الزنيم اللئيم في شريطه السخيف المسّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سلوكه مع زوجاته الشريفات الطاهرات، اللواتي لم "يعاملهن كقطيع، بل كنّ صاحباته (3)"، في حين "أن الإنجيل لم يكن على مر القرون يحمل أنباء طيبة للجنس الثاني، وكانت الكراهية المسيحية للمرأة تتسم بنزعة عصابية خاصة (4)".وقد ردت هذه المرأة العاقلة (**) على الغربيين وأتباعهم عندنا الذين يدعون إلى "تحرير"المرأة قائلة: "ولكننا في الوقت نفسه نستغل المرأة ونمتهنها في الإعلانات، وفي الكتابات والفنون الإباحية (5)"، فكان هذا الزنيم وأمثاله كما قال الشاعر:وغد تكوّن من لؤم ومن دنسفما يغار على عرض ولا حسبلن أنجّس لساني النظيف وقلمي الشريف العفيف بمواصلة الكلام عن هذا الزنيم السخيف الذي يصدق فيه وصف الشاعر:ولا رأينا أحدا مثلهلو طليت جلدته عنبراأنجس، أو أطفس، أو أقذرالنتّنت جلدته العنبراإذا كان الغرب مملوءا بالسفهاء، فإن فيه بعض العقلاء الذين لم يعمهم التعصب الذي هو "سمة قوية من سمات الثقافة الغربية (6)"، ومن هؤلاء العقلاء هذه المرأة التي ركزت في هذه الكلمة على أقوالها التي منها "أصبحنا نعرف عن محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ أكثر مما نعرف عن مؤسسي الديانات الرئيسية"، وأنه "لم يكن قط رجل عنف"، و"كانت حياته حملة لا تكل ضد الطمع والظلم والتكبر«، وأنه »أصبح شخصية مجاوزة للزمان"، و"أن الجاهلية تعيش في الغرب اليوم"، و"أن الإسلام لن يختفي ولن يخبو".وأما أنت أيها اللئيم الزنيم فـ:كن كيفما شئت، وقل ماتشانجاحك لؤمك مَنجى الذبابوأبرق يمينا وأرعد شمالاحمته مقاذره أن ينالاوأما نحن "المسلمين" فما أساء أحد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كإساءتنا له، فنحن ـ إلا ما رحم ربي ـ أجهل الناس، وأوسخ الناس، وأكثرهم غشا، وتزويرا، وكسلا، وتبذيرا، وخيانة، وفوضى، واحتقارا لبعضنا، وسوء معاملة...ولهذا كان المفكر المسلم محمد إقبال ـ رحمه الله ـ يقول:"أسأل الله ـ عز وجل ـ أن يدخلني الجنة، ولكن لاأود أن أرى محمدا ـ عليه الصلاة والسلام ـ حياء منه، وخجلا من أعمالي".

الهدهد من أنتن الحيوانات، فإذا مات ازداد نتانة، وعليك أن تتخيل نتانته إن كُفّن في جورب مستعمل.
.:

هوامش
1) كارين ارمسترونج...محمد (صلى الله عليه وسلم). ص 3882) كارين ارمسترونج.. محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي لزماننا...ص 25.3) المرجع نفسه ص 136.4) كارين...محمد. ص 354.**) دليل عقلها محاولتها إنصاف رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث ألفت عنه كتابين، وخروجها من الرهبنة لتعيش حياتها الطبيعية.5) كارين...محمد ص 354.6) كافين رايلي: الغرب والعالم. ( سلسلة عالم المعرفة) ج1. ص 202.

 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

شاهدت بعض لقطات من الفيلم ...وشاهدت كل الضجة التي جرت في أنحاء المعمورة ...وفكرت في نفسي كيف ننصر نبينا عليه الصلاة والسلام ..؟؟

خاطبت نفسي المذنبة العاصية ...قائلا ..؟؟
كيف ينصره من حاد عن منهاجه ..؟ أو كيف ينصره من يتتبع عورات المسلمين وعلمائهم وينهش في لحومهم ..؟؟
كيف ينصره من نسي نفسه وأكل حقوق الناس ..؟
أو كيف ينصره من لا يستيقظ لصلاة الفجر ..؟ ولا يصلي في جماعة ..؟؟
كيف ينصره من يتنكر لخلقه الشريف صلى الله عليه وسلم ...سليط اللسان ..يسب ويشتم الناس ..؟
كيف ينصره من لم يمسك بكتاب الله إلا مرة أو مرتين في رمضان ..؟؟
أو كيف ينصره أناس يتفاخرون بالأموال والأولاد ..؟ فأنساهم الشيطان أنفسهم .؟؟
كيف ننصره ونحن بعيدون عنه ..وعن منهاجه ..؟؟
إن نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم في اتباع منهاجه وأخلاقه ...في المعاملة الحسنة بين المسلمين ...هكذا أحصر النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أما النصرة الحقيقية فقد تكفل بها الله عز وجل ...
إنتصر على نفسك أولا ...وسر بها في طريق المصطفى فهذه هي النصرة التي يحبها حبيبك صلى الله عليه وسلم ..
أخوكم ..
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

عجبني هذا الرد وهو رد على مقال في جريدة يومية جزائرية فأحببت أن أنقله لكم ..


2012-09-14م على 23:34
''فيلم'' مسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم ) ليست الا حلقة يشارك فيها المسلمون و بدون شعور في تشويه صورة الإسلام و المسلمين لماذا؟

-أولا الفيلم ليس فيلم بل ''زبالة'' هواة، ممل، رديء من ناحية الاخراج، التصوير و التمثيل و لا يصلح لشيء فكيف سيعرض في صالات السينما الامريكية و من سيخسر المال و الوقت لمشاهدة هذا ''فيلم''؟ السينما الامريكية تخضع لمعايير و لا أظن ان احدا
سوف يعرض أعمال ''هواة'' و هذا عكس ما نشرته و انفردت به وسائل الاعلام العربية ''الغبية'' حيث قالت انه سيعرض في قاعات السينما.

-ثانيا الإستفزاز واضح من خلال هذه ''الفيلم'' و يكفي أن تشاهد 5 دقائق منه لتعرف أن الغرض ليس توثيق حقائق مثلما زعم صاحبه بل تحريك عواطف المسلمين و إثارتهم (و الان من خلال المظاهرات و الانتقادات هو يقومون بالضبط ما يريده مخرج الفيلم).

-ثالثا الفيلم موجود على الشبكة منذ حوالي شهرين و لم يتحدث عنه أحد من وسائل الإعلام الغربية لانه ببساطة ليس فيلم بل ''تفاهة'' و بمجرد الكتابة عنه فانت تشهر له مجانا (و هذا ما يريده المخرج).

-رابعا إدخال الأقباط في هذا ''الفيلم'' لم يأتي عبثا بل الهدف منه زيادة الهوة و نسف كل الإصلاحات و التقاربات بين المسلمين و المسيحيين في مصر و هم بهذا ينادون بحرب طائفية!

الإعلام العربي الرديء و غير المسؤول هو السبب وفي تظهور حالة الشعوب العربية و الاسلامية و لو انه تجاهل ''الإشهار المجاني'' لمثل هذا ''الفيلم'' لفوت فرصة على أعداء الأمة!
و كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي : ''إن فكرنا الإسلامي يعيبه خطأ في المقاييس: نحن نميل إلى المبالغة في تقدير نتائج الأسباب الكبرى والى الانتقاص من نتائج (الأسباب الصغرى )، بل وإهمالها. إذا وضعنا أمام أعيننا فجأة قنبلة ذرية وحبة رمل، فان أصابعنا تتجه ولاشك إلى القنبلة الذرية وترد إلى أذهاننا الفكرة نفسها "هذا هو سلاح عدونا".

نصيحة : تجاهلوا ''الفيلم'' فقط و لا تعطوه أكثر من حجمه و بعد بضعة أيام سيعود للمهملات كما كان من قبل و نصرة النبي (ص) ليس بالتظاهر و لكن بالعمل و الإصلاح و الصلاة في وقتها!
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

وماذا عن إساءتـــــنا لرسول الله؟



من القرارات التي وُصفت بالتاريخية التي أقرّها البرلمان البلجيكي مؤخرا وشرعت الحكومة في تطبيقها والمحاكم في تنفيذها، بعد ما لاقت قبول كل الشعب البلجيكي من الملك ألبير الثاني والأمير فيليب إلى أفقر مواطن بلجيكي، هو جعل السبّ أو أي كلمة فاحشة أو لنقل التنابز بالألقاب جريمة تُدخل مقترفيها السجن، وتجعلهم لا يختلفون عن مرتكبي الجرائم الكبرى، وإذا كان هذا هو حال بلجيكا التي يُنكّت الكثير من الأوروبيين على شعبها إلى درجة أن كلمة بلجيكا أصبحت شتيمة في بعض البلدان بما فيها العربية ومنها الأردن، فإن حال بقية البلدان الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان واستراليا لا يختلف بعد أن وضعت الشتائم في "المتاحف القذرة" فانقرضت من قاموس المعاملات الاجتماعية نهائيا، تماما كما انقرضت الأوساخ من الشوارع، والنميمة والكذب والسرقة والتكبّر والعُجب والسخرية من الآخرين، حتى تخال نفسك أنك في بلاد إسلامية نزل عليها القرآن الكريم، وتُسيّر بصحيح البخاري، وشعارها آيات سورة الحجرات، كما قال الشيخ محمد عبده: "ذهبت إلى بلاد الغرب فوجدت الإسلام ولم أجد المسلمين، وعدت إلى بلاد المشرق فوجدت المسلمين ولم أجد الإسلام"، ونخشى الآن أن لا نجد الإسلام والمسلمين معا في بلداننا التي هي أول من أساء لخاتم الأنبياء، ليس بترك سنته ومكارم الأخلاق التي بُعث ليتممها، وكان على خُلق وصفه خالق الأخلاق والعظمة بالخُلق العظيم، وإنما بالإتيان بعكس ما كان يدعوا إليه، فقد أمر بالصدق ونحن أكثر الأمم كذبا، وأمر بالأمانة ونحن أكثر الأمم خيانة، وأمر بالطهارة ونحن أكثر الأمم نجاسة، وأمر بالعلم ونحن أكثر الأمم تكريسا للجهل وتعظيما للجهلة، وأمر بالتفوّق والقوة ونحن أكثر الأمم استكانة وضعفا في كل مجالات الحياة بما فيها الفن والسينما حتى صارت مقدساتنا ورسولنا موضوعا لا يجد الآخرون حرجا في التسلّي به.نعود إلى بلجيكا البلد الكاثوليكي الذي يقطنه قرابة ثمان مائة ألف مسلم، ونتساءل عن برلمانيينا الذين يلبسون ويأكلون مثل كل الجزائريين مما تُنتجه الدول الغربية، ونتساءل لماذا لا يقرّون قانونا مشابها، ويفرضون على الجزائريين مكارم الأخلاق على ألسنتهم، ونسنّّ قانونا يجرّم من يسب الله والرسول، خاصة أننا صرنا نستمع لسب الله والرسول في الملاعب وفي الجامعات وفي الأسواق وحتى في المساجد أحيانا؟ وإذا كان رسول البشرية الذي يتعرض للإساءة من الغرب والشرق قد باشر رسالته بأهله وعشيرته، فإن الأولى أن نلتفت لتطهير ألسنة وسلوكات الناس من الإساءة لخير خلق الله، فقد قالت عائشة أم المؤمنين أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قرآنا يمشي بين الناس وفي الأسواق، ولا نكاد نرى القرآن والسنّة في جامعات ومدارس العلم الآن، فما بالك بالأسواق.صحيح أن سلمان رشدي أساء للإسلام، وصحيح أن الصحيفة الدانماركية جيلاند بوستن أساءت لرسول الإسلام، وصحيح أن القبطيين التابعين للكاهن المصري زكريا بطرس والأمريكي ستيف كلاين أساءوا لمقدسات الدين الحنيف، ويستحقون جميعا اللعن والعقاب، لكن سؤالا سهلا ممتنعا لكل مسلمي العالم:..وماذاعنإساءتناالمفضوحةلرسولاللهصلىاللهعليه وسلم؟

مقال من جريدة جزائرية كتبه عبد الناصر
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

خذلنـــــــاك يارسول الله ..

مابال الناس يخرجون للشارع من أجل السكر والزيت والبطاطا وطاولات الأرصفة، ولا يخرجون لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟.. ما بالهم أو لنقل ما بالنا جميعا أصبحت لا تحركنا أوجاع الأمة وتحركنا أوجاع البطون؟.. لماذا لم نعد نكترث للحصار في غزّة وللمجازر في سوريا ولحرق المسلمين في بورما.. وتسقط بيننا الأرواح احتجاجا على مادون ذلك بكثير؟

أما عندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن كل قضايا الأمة تهون وتهون معها جراح غزة وسوريا وبورما، لأن الوجع حينها يصيب علة وجودنا ورمز عزتنا وكرامتنا وهادي قلوبنا وأفئدتنا وشفيعنا من نار جهنم.. صلى الله عليه وسلم.
لقد هزني خروج المصريين وغضْبتهم لرسول الله وهزني خروج الليبيين عن شعورهم وساءني قتلهم السفير الأمريكي.. وتجاوز غضب التونسيين والمغاربة كل الحدود، لأن الأمر لم يتعلق بثورة على الظلم والاستبداد، بل بثورة ضد الإساءة لرسول؛ غيّر مجرى التاريخ ونجّى البشرية من عبادة الحجر والشجر إلى عبادة رب العالمين، وغضبة جرّت بعض الليبيين إلى قتل السفير الأمريكي، قادرة على حرق الأخضر واليابس تحت أقدام الذين سمحوا ببث الفيلم المسيء للرسوم الكريم..
هؤلاء السفلة الذين يعتقدون أن محمدا صلى الله عليه وسلم واحد من البشر العاديين يجوز في حقه ما يجوز في حقنا جميعا، لم يدركوا بعد حقيقة الإسلام، بل يظنون أن الإسلام يمثله أولئك الضالون في القاعدة والجماعات الإرهابية التي تضرب المدنيين في الدولة الأوروبية، بدليل أن الفيلم يتزامن بثه مع ذكرى11سبتمبر التي قلبت نظرة الغرب للإسلام والمسلمين.
لعل الغرب لم يرعوِ من حادثة الرسوم المسيئة في الدانمرك وكيف عمقت تلك الحادثة الشرخ بين المسلمين والغرب، حتى أصبحت مطارات العالم تعامل المسلمين بتوجس وخيفة واحتقار، وظل الغرب يوغر الخنجر في مشاعر المسلمين حتى وصل الغضب إلى حد قتل السفير الأمريكي على الطريقة نفسها التي قتل بها القذافي.
أعتذر سلفا أنني رأيت بعض لقطات الفيلم المسيء على اليوتيوب، ومثل كافة المسلمين خلفت تلك المشاهد اللعينة حريقا مهولا

في صدري لم تطفئه إلا هذه الأسطر، وإنه لأشد ما آلمني أن منتج الفيلم جمع أمواله من 100رجل أعمال صهيوني في أمريكا تداعوا جميعا لتسفيهنا والحط من قيمتنا كمسلمين، ولم يترددوا حتى في الإساءة لأقدس مقدساتنا.. بينما رجال أعمال المسلمين يطلقون مئات الفضائيات المختصة في الخلاعة والدجل والفتنة، بل رجال أعمالنا الذين تصنفهم مجلة "فوربس" كل سنة منشغلون بالأبراج والعقارات والطائرات الخاصة، حتى أن أحدهم ممن يملك عشرات الفضائيات يخصص طائرة خاصة لكلبه، بينما كلاب الغرب تنهش في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم..
لم نر من رجال الأعمال المسلمين من يتصدى وينتصر لنبي الله عبر أفلام وأشرطة وحمَلات وفضائيات تدافع عن الرسول وتنشر هديه المستنير بين الأمم.
لقد بكى الرسول صلى الله عليه وسلم بين يدي الصحابة، فظنوا أنه يبكي عليهم، لكنه قال "أبكي على أصحابي الذين آمنوا بي ولم يروني"، وكان صلى الله عليه وسلم يقصدنا ويقصد كل أجيال المسلمين بعد الخلافة الراشدة، لكننا للأسف لسنا في مستوى هذا الحب والحرص والإيمان، بل وجدنا عمرو خالد وأمثاله يحاورون الدانمركيين حول الرسوم المسيئة مثلما سنجد من يخذلنا ويحاور أقباط المهجر حول هذا الفيلم المسيء.
لسنا همجا ولا يسرنا أن يقتل ليبيون سفير أمريكا بتلك الطريقة، لكن على العالم كله أن يرى غضبة المسلمين عندما يُساء إلى الرسول الكريم، ويدرك الغرب أن تلك الإساءة هي أعمق جُرحا من غزو العراق وأفغانستان ومن حصار غزة واحتلال فلسطين، وأن الرسول الكريم أحب إلينا من أنفسنا حتى وإن كنا عصاة متخلفين دينا ودنيا.
نعم.. هي الحقيقة جسدها سكّير كان يتفرج على المسرحية اللعينة "محمد خذ حقيبتك وارحل" عندما هاج وماج ورمى بزجاجة الخمر في وجوه الممثلين، وسجل بسكرته تلك أن حب الرسول الكريم مطبوع في قلوب المسلمين، حتى وإن كانوا صورة سيئة للإسلام.
سنحمي الحقيبة التي تركها الرسول الكريم حتى وإن خذلناه في الحفاظ على عزة الإسلام والمسلمين.

محمد يعقوبي ...الجزائر
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

[h=1]إنهم* ‬يعبثون* ‬بنا*!‬[/h]



الذين يسيؤون إلينا بالإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم نجحوا في جرنا إلى نقاش هامشي هم المستفيدون منه بالدرجة الأولى، فأصبحنا نناقش كيف يمكن أن نحتج هل بالمظاهرات أم بالاعتصامات أم بحصار السفارات وحرقها، عوض أن نناقش الموضوع الأساسي وهو لماذا يسيؤون إلينا بهذه* ‬الوقاحة* ‬ولا* ‬يتورعون* ‬في* ‬نقل* ‬واستنساخ* ‬هذه* ‬الإساءات* ‬من* ‬بلد* ‬إلى* ‬بلد،* ‬ومن* ‬قناة* ‬إلى* ‬جريدة* ‬ومن* ‬جريدة* ‬إلى* ‬مجلة،* ‬ونحن* ‬مثل* "‬البُلَهاء*" ‬نلهث* ‬خلف* ‬المعارك* ‬الوهمية* ‬التي* ‬يفرضها* ‬علينا* ‬المسيؤون* ‬إلينا*. ‬

هم* ‬يوفرون* ‬ظروف* ‬الإساءة* ‬لنا* ‬ويسكتون* ‬عنها* ‬بحجة* ‬حرية* ‬التعبير،* ‬ثم* ‬يجروننا* ‬للنقاش* ‬حول* ‬الكيفية* ‬التي* ‬يجب* ‬أن* ‬نحتج* ‬بها* ‬بعيدا* ‬عن* ‬سفاراتهم* ‬ومصالحهم*.‬ونصرةً لرسولنا الكريم علينا أن نعيدهم إلى البدايات، لماذا يسيؤون إلى رسولنا أصلا؟ ولماذا يسمحون بذلك ويحمون المجرمين الذين يقترفون هكذا قذارات؟.. ولا علاقة لهم بالكيفية التي علينا أن نحتج بها، لأنهم بطريقة أو بأخرى يسيؤون لنا مرتين، الأولى بالإساءة إلى نبينا* ‬والثانية* ‬بالقول* ‬إننا* ‬همج* ‬لا* ‬نعرف* ‬حتى* ‬سبل* ‬الاحتجاج* ‬السلمي*.. ‬ببساطة* ‬لأنهم* ‬لا* ‬يعلمون* ‬أن* ‬ديننا* ‬يعلمنا* ‬أنه* ‬من* ‬استغضب* ‬فلم* ‬يغضب* ‬فهو* ‬حمار*!‬إنهم* ‬يستغفلوننا*.. ‬فكل* ‬من* ‬أراد* ‬الشهرة* ‬يضربنا* ‬بهذا* ‬العنف* ‬تحت* ‬الحزام،* ‬ثم* ‬ترتد* ‬علينا* ‬الضربة* ‬فتتحول* ‬إساءتهم* ‬إلى* ‬حرية* ‬تعبير* ‬ويتحول* ‬احتجاجنا* ‬إلى* ‬تخلف* ‬وهمج* ‬وتطرف*.‬لعلنا وصلنا إلى نقطة اللا رجوع، إما تتوقف الإساءات لرسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة أو بأخرى، أو نحن ذاهبون لا محالة إلى حرب صليبية باردة قد تعيد إحياء الأحقاد حتى لا يأمن الذمي بيننا على نفسه ولا يأمن المسلم على نفسه في بلاد الغرب. ولعل أقصر طريق إلى وقف هذا الانحدار هو إقرار الأمم المتحدة قانونا يجرم الإساءة إلى لأنبياء جميعا دون استثناء، مثلما فعلت وتفعل مع كل الخائضين في حيثيات المحرقة اليهودية، فاليهود عرفوا كيف يدافعون عن أنفسهم، أما نحن فمنذ سنوات يساء إلينا فنخرج ونتظاهر ثم نعود إلى بيوتنا في انتظار* ‬إساءة* ‬جديدة*!‬وهنا يجب أن نتساءل أين منظمة المؤتمر الإسلامي، بل أين الجامعة العربية؟ هذه الجامعة التي رأينا كيف سارعت وخلال 24 ساعة أصدرت قرارها باستقدام الناتو إلى ليبيا، حتى رأينا طائرات قطرية وأردنية ومغربية تقصف الشعب الليبي الشقيق! أما عندما يساء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هذه الجامعة التي يتأبطها حمد بن جاسم بطريقة فهمها ورد عليها المبعوث الأممي ابن تابلاط لخضر الإبراهيمي، هذه الجامعة لا تكترث لما يحدث من حرائق في صدور العرب والمسلمين، ولا همّ لها سوى كيفية الإجهاز على بشار الأسد حتى لو كان الثمن شعبا يُباد* ‬عن* ‬آخره*.‬إنه محمد صلى الله عليه وسلم يا جماعة، يا رؤساء، ياملوك، ياحكومات، فلو أن أحدا أساء إلى شخوصكم لما أمِن على نفسه ليله واحدة، أما أن يساء إلى خير الخلائق فلا خير فيكم ولا في شعوبكم إذا لم تنتفضوا، مثلما فعلها التابلاطي لخضر الإبراهيمي في وجوه شيوخ قطر لأنه جزائري* ‬يحب* ‬الشعب* ‬السوري* ‬ويرفض* ‬أن* ‬يبيعه* ‬إلى* ‬أحد* ‬طرفي* ‬الصراع*.‬علينا الانتباه، لأن المعركة على هذا النحو سوف ترتد علينا ونصبح عوض الاحتجاج والغضب، نعتذر للمسيئين عن تكسير زجاج سفاراتهم، وهم من كسروا قلوبنا وأهانوا كرامتنا كمن يوجعك ضرباً ثم يحرمك حتى من أن تتوجع..

 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

[h=1]هكذا* ‬نثأر* ‬لرســــــــــــــول* ‬الله[/h]


لقد مضى وقت كاف على الفعل الشنيع الذي ارتكب في الولايات المتحدة الأمريكية، بحق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.. وجاءت ردّات الفعل متفاوتة على طول وعرض الكرة الأرضية مجمعة على الإدانة.. إلا أن أحدا منها لم يقترب من الفعل الإيجابي الذي يضع نقطة على السطر، لنبدأ* ‬جملة* ‬جديدة* ‬في* ‬التعامل* ‬مع* ‬الأمريكيين* ‬والأوروبيين*..‬

صحيح أن صرخات الناس وهتافاتهم عبّرت عن الغضب، وحتى دعوات أئمة المساجد للتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مهمة ومفيدة ولكن ليس في سياق التعامل مع الغرب.. لأن الإدارات الغربية وما ينبثق عنها من مؤسسات سياسية وثقافية تدرك جيدا أن النمطية التي تصنعها عن* ‬الرسول* ‬وعن* ‬الإسلام* ‬إنما* ‬هي* ‬محض* ‬كذب*..‬* ‬ولا* ‬تقوم* ‬هذه* ‬الإدارات* ‬بما* ‬تقوم* ‬به* ‬من* ‬تشنيع* ‬بتاريخنا* ‬بناء* ‬على* ‬جهل* ‬منها*.. ‬إنما* ‬هي* ‬تقوم* ‬بذلك* ‬كله* ‬لأجل* ‬أغراض* ‬سياسية* ‬واقتصادية* ‬استراتيجية*.‬لذا كان علينا أن نفكر بشكل إيجابي للتعامل بالطريقة التي يفهمها الغربيون ويحسبون لها حسابا، وتستطيع أن تؤثر في قراراتهم وتعدّل من سيرتهم نحونا.. ومن هنا نسرع إلى القول بأن الغضب مطلوب والتظاهر مطلوب والبيانات مطلوبة والتمسك بالسنن مطلوب والتداعي إلى المؤتمرات* ‬الإقليمية* ‬والمحلية* ‬مطلوب،* ‬كما* ‬أن* ‬البيانات* ‬الدبلوماسية* ‬والرسمية* ‬مطلوبة* ‬وكذلك* ‬الاتصال* ‬بالأمريكان* ‬لإبلاغهم* ‬باستياء* ‬الدول* ‬والأمة* ‬الإسلامية* ‬مطلوب*..‬* ‬ولكن* ‬لا* ‬شيء* ‬من* ‬هذا* ‬يعتبر* ‬ردا* ‬مناسبا* ‬على* ‬الغربيين*..‬هنا نسأل عن المجتمعات العربية والإسلامية بما فيها من مكونات اجتماعية وسياسية، أين نقابات العمال؟ أين نقابات الأطبّاء والمحامين والمعلمين والصيادلة والتجار العرب؟ ماذا لو توقف العمال العرب والمسلمون عن تفريغ السفن الأمريكية والطائرات الأمريكية ؟؟ماذا لو أضرب العمال العرب والمسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية؟؟ماذا لو توقفت قناة السويس عن استقبال السفن لمدة يومين؟ ماذا لو قاطعنا المنتوجات الأمريكية لمدة أسبوع؟ ماذا لو توقفنا عن الاتصال بالأمريكان لمدة يوم؟ ماذا لو تحرك القانونيون العرب والمسلمون لصياغة مشروع* ‬قانون* ‬يقدم* ‬للأمم* ‬المتحدة* ‬يجرم* ‬من* ‬يسيء* ‬لعقائد* ‬الغير؟؟هذه أسئلة تدور حول إمكانات الفعل الإيجابي الذي يخرجنا من دائرة الصراخ وجلد الذات والكلام غير المجدي.. وإن الإجابة بالفعل الحقيقي في الميدان على هذه الأسئلة يعني بوضوح أننا بدأنا نرد عليهم ردا يفهمونه بعيدا عن التفريط والإفراط.إننا* ‬لا* ‬ندعوا* ‬لفتح* ‬معركة* ‬بلا* ‬حدود* ‬ضد* ‬الإدارات* ‬الغربية* ‬ومصالحها* ‬ولكننا* ‬ندعو* ‬إلى* ‬تحسيس* ‬هذه* ‬الإدارات* ‬باحتمال* ‬حدوث* ‬خسارات* ‬حقيقية،* ‬فيما* ‬لو* ‬ظل* ‬التوجه* ‬العدواني* ‬الغربي* ‬ضد* ‬الأمة* ‬وهويتها* ‬ومصالحها*.‬أجل* ‬أن* ‬هناك* ‬مجالات* ‬عديدة* ‬عملية* ‬لابد* ‬من* ‬المباشرة* ‬فيها* ‬في* ‬مواجهة* ‬الاعتداءات* ‬التي* ‬تحصل* ‬ضد* ‬أمتنا* ‬ووجودها* ‬ومقدساتها*..‬* ‬ولنغادر* ‬مربع* ‬الصراخ* ‬وجلد* ‬الذات* ‬إلى* ‬الأبد*.‬



 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

في زمن الفاروق عمر - رضي الله تعالى عنه - خرج أولاد مِن أهل البحرين يلعبون الكرة بالصولجان، وبينما هم في نشوة اللعب كان أحد الأساقفة النصارى مارا بالقرب منهم فوقعتِ الكرة على صَدْره، فاغتاظ منهم
وأخَذَها فجعلوا يطلبونها منه فأبى، وكأنهم ظنوه - لبراءتهم - مسلما وسألوه أن يرد عليهم الكرة مستشفعين إليه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشمأز اللعين وذَكَر رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – بالسوء وسبَّه، فنسي الأولاد اللعب واكتنفوه من كل جانب وأقبلوا عليه بصوالجِهم فما زالوا يضربونه حتى مات، فَرُفِع ذلك إلى عمر - رضي الله عنه - ، وسئل عن حكم قاتليه، وقصت عليه الحادثة بتفاصيلها فيقال: فوالله ما فَرِح عمر بفتحٍ ولا غنيمة كفرحتِه بقتل الأولاد لذلك الأسقف، وقال: (الآن عَزَّ الإسلام إنَّ أطفالاً صغارًا شُتِم نبيُّهم فغَضِبوا له وانتصروا)، وأهدر دَمَ الأسقف.
هذه القصة توطئة لما يجب أن تكون عليه مكانة النبوة في عمق المجتمع المسلم وإن تناءت به الأزمنة عن زمن النبوة، مع العلم أن مسلسل الإساءة إلى ديننا ومقدساتنا بدت وبدأت أولى حلقاته مع تباشير الدعوة المحمدية، ثم تعددت فصوله وأشكاله بتعدد الأبالسة المتضررين من سطوع سلطان الحق، فكان الأذى للنبي صلى الله عليه وسلم يأتيه من أقرب المقربين إليه ممن عميت بصائرهم، وكان قربهم من النبوة حجابا لا نورا، وكان البيان القرآني لا ينفك يذكر صاحب الدعوة –صلى الله عليه وسلم- بما سيتعرض له من أذى من مختلف الخصوم، ويعده بالتأييد والتسديد وحسن العاقبة، كقوله تعالى: {..ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا.....}.
وتحفل الذاكرة بمحاولات حديثة متعددة للنيل من قداسة الإسلام، فكان هناك (سلمان رشدي) وآياته الشيطانية، و(تسليمة نسرين) البنغالية، ثم رسوم الدانمارك المسيئة، ثم (جيرت فيلدرز) الهولندي المتطرف صاحب فلم (فتنة)، ثم تلك الصومالية المرتدة (أيان هرسي) التي ارتدت عن الإسلام ونالت من مقدساته واحتفت بها الصحافة الغربية قبل أن تكتشف أكاذيبها، ثم ذاك القس الأمريكي الذي هدد بحرق نسخ من القرآن الكريم، إضافة إلى جرائم جنود أمريكا في إهانة المصاحف والمساجد في أفغانستان والعراق وفي غوانتانامو أيضا، وما خفي من تلك المحاولات أعظم، ومع الهجمة الجديدة التي يتعرض لها المسلمون في شخص نبيهم الكريم عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام ينبغي التذكير بما يلي:
ـ {إن شانئك هو الأبتر}...حكم إلهي لا يختص بزمن مشركي قريش فحسب، فكل من تطاول على ذاك الجناب المقدس فقد أعلن الحرب على الله تعالى أولا، وهو ذاك الأبتر الذي انقطع عنه كل خير وأبلس كأبليس من كل رحمة، ولعل من مفاهيم (البتر) أن الغرب اللعين اليوم في معاناته من شتى الأزمات المادية وغيرها إنما يحصد لعنات صمته أو مشاركته في التعرض لذاك المقام المقدس قبل سنوات خلت مصداقا لوعيد الله تعالى الذي لا يتخلف:{إن شانئك هو الأبتر}
- ثم لا يزداد سيدنا أبو الزهراء صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من ذلك الشنآن إلا إشراقا وتضوعا، (كعود زاده الإحراق طيبا:
هي الشمس منزلها في الســــ....ــماء فعزِّ الفؤاد عزاءً جميلا
فلن تستطيع إليها الصعــ.....ـــود ولن تستطيع إليك النزولا
وهل يرتد بصاق من يبصق في السماء إلا على وجهه؟
ثم من بركات هذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أنه كلما تعرض لمثل تلك الهجمات تنبه الناس الذين لا يعرفونه إليه فقرؤوا عنه، فعرفوه، فآمنوا به، فأحبوه..{ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله..}{وما كيد الكافرين إلا في ضلال}...وكم من منحة في ظل محنة:
كم نعمة لا تستقل بشكرها....لله في طي المكاره كامنه
وكم شتمه صلى الله عليه وسلم في حياته شاتمون ثم آبوا إلى ظلاله، وكان هجّيراهم بعد ذلك أن يحمدوا الله تعالى إذ لم يموتوا وفي قلوبهم بغضه، ولم يكونوا بعد الإيمان به إلا خافضي الرؤوس من هيبته، مطرقي الأذقان من جلالته، ولا ريب أن كل هجمة جديدة عليه...عليه الصلاة والسلام سيكون من نتائجها مسلمون جدد...فماذا سيجني الخاسئون الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم...ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
ـ قال أحد العلماء: (إنا كنا نستبشر بالنصر إذا شُتِمَ نبينا صلى الله عليه وسلم)...لأن الله تعالى ينتقم لعبده المؤمن البسيط أفلا ينتقم لنبيه صلى الله عليه وسلم؟ {إن الله يدافع عن الذين آمنوا...}...وفي الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب..)...وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}، وقال جل جلاله:{إنا كفيناك المستهزئين}، على أن تلك الكفاية الربانية لا تعفي أي مسلم من واجب الدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم، فهناك مناط المحبة ومصداقها...
كما من فوائد هذه الأزمة والأفلام المسيئة لمشاعر المسلمين أنها أعادت جو العدائية المقدسة لأمريكا والصهاينة...بعد أن كاد العرب أن ينسوا ذلك في خضم (التبني الأمريكي) الكاذب للربيع العربي...وخصوصا مع الأزمة السورية حيث غطى الفيتو الروسي ومثيله الصيني على عشرات الفيتوهات الأمريكية الخبيثة الظالمة...
وأخيرا:
حينما ننسى نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يتطوع (أعداؤه) ليذكرونا به..ويلهبوا عواطفنا تجاهه، أوليس أعداء الله هم في الواقع جنود الله؟ {وما يعلم جنود ربك إلا هو..}...وصدق الشعرواي –رحمه الله- حين قال أن الحق لا يحركه إلا الباطل، وأن الباطل جندي من جنود الحق...




الكاتب محمد تاج الدين الطيبي
 

بحرالعلوم

مشرف سابق
14 أكتوبر 2011
8,304
192
63
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

ماشاء الله
نفع الله بك وبقلمك المميز أخي الحبيب
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

بارك الله فيك على المرور
 

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,242
854
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

...
أحسن الله إليكم أخي الكريم
وبارك بجهودك الطيبة وجعلك ممن نصر النبي محمدا
,,,,
بعد إذنك أخي الفاضل تم فتح ركن لنصرة الحبيب
:x15:
وسينقل موضوعك إليه.
 

أحمد عمار

مشرف الركن العام
المشرفون
10 فبراير 2010
3,061
284
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

مجهود طيب ورائع

وجزاكم الله خيرا

" اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد

كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم

انك حميد مجيد "
وتقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل
 

مطلبي جنتي

مزمار كرواني
5 أكتوبر 2011
2,146
13
0
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
ناصر القطامي
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

مجهود طيب ورائع

وجزاكم الله خيرا

" اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد

كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم

انك حميد مجيد "
وتقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل
 

الطيبي82

مزمار ألماسي
12 سبتمبر 2007
1,826
13
0
الجنس
ذكر
رد: مجموع مقالاتـــــــ ..حول موضوع الإساءة ..

خرج أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، عند موت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهُوَ مَنْ هُوَ، في مكانته وعلمه وورعه، وقال مخاطبا العرب والأعراب والقبائل المتصالحة والمتناحرة والعشائر والعائلات من قريش وما جاورها، المجتمعة تبكي فقدانها رسول الله، تلك المقولة المشهورة التي أسّست فعلا للدولة الإسلامية: ''من كان يعبد محمدا، فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حيّ لا يموت''..​
لا أحد يحبّ الرّسول مثل ما أحبّه أبو بكر الصديق، وهو ثاني اثنين وأحب الرجال عند الرسول الكريم، وابنته عائشة كانت أحبّ نسائه. لكن أدرك بفطرته وبما وهبه الله من علم وتقوى، أن حبّ النبي ليس في ذاته فقط، بل لما جاء به، وهاجر لأجله، ولاقى العذاب، وطرد من مكة، وخوصم وحورب، لنشره والذود عنه.. هكذا أدرك أبو بكر معنى حبّ الرسول.. وبعد أشهر من مبايعته خليفة للمسلمين، خرج بعض الأعراب الذين بكوا وتباكوا لوفاة الرسول عن دين الله، وخاض أبو بكر وقتها ما اصطلح عليه بـ''حروب الردة''، وكانت الحجر الأساس لبناء دولة الإسلام.​
تذكّرتُ هذه الواقعة للخليفة أبي بكر الصديق وأنا أشاهد مظاهرات التنديد بفيلم عرضته أمريكا، يسيء إلى سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلّم، الذي كرّمه الله من فوق سبع سماوات، والأكيد ليس بحاجة لأن ننصره، ولا أن نبكي عليه، حتى نعرّف بمنزلته وسمو رسالته.. نحن بحاجة لننصر أنفسنا، ونردّ عنا الهوان الذي أصابنا، وما ردّة الفعل العنيفة هذه إلا تعبير عن كبت عميق، بسبب ضعفنا وهواننا على أنفسنا أولا، وعلى من يتولى أمرنا ثانيا، وعلى غيرنا أخيرا.​
نعم.. خرجت أمة محمد التي توارثت حبّ محمد، وليس لها من محمد إلا الاسم، لتندّد بأمريكا التي تشتري منها السّلاح لتقتل به أبناءها في المظاهرات، أو إخوانها ''العصاة'' الذين خرجوا عن طوع أمريكا..​
نعم.. خرجت أمة محمد، تندّد بأمريكا التي تفيض بنوكها بأموال المسلمين، الحاكمين والسارقين والمارقين والمرتشين ووو.. ومن اتبعهم بما سبق إلى يوم الدين، بينما أبناء المسلمين عراة، حفاة، يموتون جوعا.​
خرجت أمة محمد، تندّد بأمريكا التي قتلت ربع عدد العراقيين، ولم يخرج أحد ليقول كفى، أمريكا التي تقتل كل يوم أفغانيا ولم يخرج مسلم واحد ليقول حرام، أمريكا التي تقيم الحصار على المسلمين بأيدي إخوانهم المسلمين في كل مكان..​
خرجت أمة محمد، تندّد بأمريكا التي لا تأتمر دولة إلا بأمرها، ولا تخرج أخرى عن طوعها، حتى أن البيت الأبيض أصبح دارا للفتوى. وعندما احتج المسلمون، اختاروا رئيسا باسم مسلم، حتى لا يكون على المسلمين حرج في اتباع أمريكا.​
نعم.. أولم تُفتِ أمريكا وذيولها وأتباعها وتوابعها ودوائرها، من ملوك وشيوخ القبائل وفراعنة الكراسي وقيصرهم باراك حسين أوباما، بجواز قتل المسلمين، ونشر الفتنة بينهم.. لا يهمّ كم يموت، ولا يهمّ من يموت، ولا يهمّ لِمَ نموت..​
المهم أن تعيش أمريكا..​
كم نحن بحاجة، اليوم، إلى ألف أبا بكر، ليعلن علينا حروب الردّة الثانية، ويعيدنا إلى طريق الرشاد، فأمة ''إقرأ''، من أجهل الأمم اليوم.. أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أمة الوسطية، أمة التطرف اليوم.. أمة التسامح، أمة العنف اليوم.. أمة العمل عبادة، أمة يستيقظ نصف سكانها اليوم بعد العاشرة صباحا.. أمة الإبداع والإتقان، أمة الرّداءة والتقليد.. أمة التيسير، أكثـر الأمم تعقيدا اليوم، في شرائعها، إداراتها، سياساتها.. أمة العدل، أمة الظلم والمحسوبية والرّشوة والكذب والنفاق والتملق ووو.. وكل أنواع الفساد اليوم. أمة محمد التي تبكي محمدا اليوم، يمكن أن نصطلح عليها كل شيء، إلا أمة محمد..​
كم نحن بحاجة لأبي بكر ليقول لنا: من كان يبكي محمدا.. فإن محمدا قد مات منذ 41 قرنا، والله كفيل بحمايته وحفظه والدفاع عنه بجنود لم تروها، ومن كان يبكي الإسلام الذي جاء به محمد، فليكن مسلما صادقا.. وكفى..

بقلم الصحفية الجزائرية ...مسعودة بوطلعة​
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع