إعلانات المنتدى


المئذنة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

بلال الفتحي

عضو شرف
عضو شرف
6 يونيو 2006
1,783
22
38
الجنس
ذكر
[align=center](بسم الل)

المئذنة [/align]


مقدمة:
تميزت المآذن الإسلامية بالأناقة والأصالة، وقد أضاف الإسلام إليها زيادة على حضارة البناء عنصراً روحانياً ذا مدلولات كثيرة حتى أصبحت ظاهرة معمارية فريدة تميزت بها العمارة الإسلامية دون سواها.

وقد ارتبطت المآذن بالمساجد ارتباطاً قوياً جعل منها قطعة معمارية مبتكرة ملحقة ببيوت الله دون غيرها ...

بل انها أضافت إلى المساجد جمالاً ورقة يتجليان للرائي من بعيد خاصة إذا نظر إليها عند الغروب، أو ضمن مجموعة البيوت العربية المتناسقة... بعد أن عرف المعماريون المسلمون كيف يصنعون منها أشكالاً فنية هي الغاية والمنتهى في أعمال الابداع.

ما هي المئذنة:
المئذنة هي بناء مرتفع فوق مستوى بناء المسجد كان يرقى إليه المؤذن عند دخول وقت الصلاة ليرفع صوته بألفاظ الأذان في جهات المئذنة المختلفة، فيدعو المسلمين إلى أداء الصلوات الخمس مستفيداً من علو بناء المئذنة في ايصال صوته إلى أبعد نقطة ممكنة...

وقد أصبحت اليوم بعد اختراع مكبرات الصوت مستقراً لابواق تلك الأجهزة الصادحة بكلمات التوحيد بكرة وعشية.

فالمئذنة مكان التأذين، والتأذين هو الجهر بالأذان... والأذان هو النداء للصلوات الخمس، في أوقات مرتبطة بالشمس، تبدأ عند الفجر وتنتهي عند العشاء.

الأذان... دعوة وشعار:
وقد أوردت لنا كتب الحديث والسيرة قصة بدء الآذان وكيف استقر أمر المسلمين عليه بعد أن هاجروا إلى المدينة وكثرت أعدادهم فيها... قال ابن سعد في طبقاته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يجعل شيئا يجمع به الناس للصلاة، فذكر عنده البوق وأهله (وهم اليهود) فكرهه، وذكر عنده الناقوس وأهله (وهم النصارى) فكرهه، فجاءه عبدالله بن زيد الخزرجي وقال له: رأيت في النوم أن رجلا وعليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس. فقلت: أتبيع الناقوس؟ فقال: ماذا تريد به؟ فقلت: أريد أن أبتاعه لكي أضرب به للصلاة لجماعة الناس. فقال: فأنا أحدثك بخير لكم من ذلك! تقول: الله أكبر. أشهد أن لا اله إلا الله. أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة. حي على الفلاح. الله أكبر. لا اله إلا الله.

فأتى عبدالله بن زيد (وقد سُمي فيما بعد بصاحب الآذان) رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له: (قم مع بلال فألق عليه ما قيل لك وليؤذن بذلك). وفي رواية (فإنه أندى منك صوتا).

وإذا كان الهدف الأساسي من الأذان دعوة المسلمين للصلاة، فإنه من طرف آخر يلاحظ فيه الجهر بالتوحيد على الملأ وإظهار شعار هذه الملة مكرراً خمس مرات فوق كل صوت، ورفع شأن الصلاة وجماعتها، وتعويد الأذن المسلمة على الإنصات والاستجابة قولاً وعملاً لذكر الله في كل حين...

هذا عدا عما يرافق ذلك كله من تقسيم ساعات الليل إلى أجزاء محسوبة بدقة، تصلح لأن ترتبط بها مواعيد الحياة وأحداثها من طعام وشراب وعمل ونوم ومذاكرة وتعلم...

إن حياة المسلمين يومياً ترتبط إلى حد بعيد بالآذان ومواعيده.



أول المؤذنين الأوائل:
وأول المؤذنين على الاطلاق هو الصحابي الجليل بلال بن أبي رباح الحبشي رضي الله عنه، فهو شيخ المؤذنين وعمدتهم، إلا أنه شاركه في الآذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد آخرون، مثل عبدالله بن أم مكتوم، وسعد القرظ، وأبو محذورة، وزياد بن الحارث الصدائي، وعبدالعزيز بن الأصم رضي الله عنهم.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاهتمام بالآذان والمؤذنين... فكان كثيراً ما يبين لأصحابه منزلة الأذان العظيمة عند الله فيقول ( المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة) أو يقول: (الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن) أو غير ذلك، كما كان يحرص على توجيه المؤذنين إلى مراعاة دقة الوقت ورفع الصوت وتحسينه، والحرص على الآذان وتعظيمه.

أين كان يؤذن قبل استحداث المآذن:
لم تكن المآذن معروفة في أيام النبي صلى الله عليه وسلم كبناء مميز في المسجد... بل كان بلال رضي الله عنه (أول المؤذنين) إذا أراد الأذان ارتقى مكاناً عالياً فوق أحد الدور المجاورة للمسجد فرفع فوقه الآذان...

وقد ذكر أن دار عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ـ أو دار اخته حفصة بنت عمر وكانت في قبلة المسجد ـ كان فوقها اسطوانة ـ أي ما يشبه العمود ـ فكان بلال يصعد فوق تلك الاسطوانة للأذان...

كما نقل عن زيد بن مثبت رضي الله عنه قوله: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن من فوقه، إلى أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده ـ أي وسعه ورممه ـ فكان بلال يؤذن على ظهره وقد رفع له شيء فوق ظهره، أي جعل له مكان بارز عال فوق سطح المسجد لذلك...

وقد بقي الحال على ذلك في عموم مساجد المسلمين حتى نهاية أيام الخلفاء الراشدين.

أول المآذن في الإسلام:
بناء المساجد سبق بناء المآذن... ومن المؤكد ـ حسب ما تنطق به كتب التاريخ ـ أن أول مئذنة بنيت كانت عام 45هـ بناها زياد بن ابيه عامل معاوية بن ابي سفيان في البصرة وكانت من الحجر.

ثم بنيت أربع مآذن في جامع عمرو بن العاص في الفسطاط عام 53هـ في أركان الجامع الأربعة بناها مسلمة بن مخلد الذي كان عامل معاوية بن أبي سفيان على مصر.

ثم تتابع بناء المآذن، سواء على شكل منارات عالية نسبياً، أو أبراج ضخمة قليلة الارتفاع، توضع فوقها مظلات خشبية يستظل بها المؤذنون عندما يرفعون الأذان.

وليس بين أيدينا ماثلة أي من تلك المآذن القديمة الأولى... بل إن أقدم ما بقي لدينا رغم عوادي الزمن من المنارات منارة جامع عقبة في القيروان... وهي التي بناها عامل بني امية على القيروان بشر بن صفوان ما بين سنة 105هـ و109هـ (742 ـ 729م) وتليها في القدم منارة قصر الحير الشرقي في الشام ويرجع انشاؤها إلى حوالي سنة 110هـ (730م).

أشكال المآذن:
تميز كل عصر من العصور الإسلامية بأسلوب خاص في بناء المآذن وهذا التميز ولّد التعدد في أشكال المآذن تبعاً لاختلاف الأمم التي شادتها، والزمن الذي شيدت فيه، وأحياناً تبعاً لمذهب بانيها...

وعلى وجه العموم فإن الإشكال العامة للمآذن انحصرت فيما يلي:
1ـ المآذن المربعة الشكل ذات الأضلاع الرباعية. وهذه المآذن تدل على العهود الإسلامية الأولى وعلى وجه الخصوص عهود الأمويين في الشرق العربي والمغرب العربي والأندلس، كمآذن الزيتونة والكتبية وبرج حسان في الرباط ومئذنة الجامع الأعظم في اشبيلية (الخيرالدا)...

بل أصبحت المآذن المربعة النموذج المختار الغالب للمآذن في المغرب بأسره حتى يومنا هذا... وأكثرالمآذن المربعة أقيم مستقلاً عن بيت الصلاة، كما أن ضخامتها وسماكة جدرانها ملفتة للنظر. وقبل ان تبلغ المآذن المربعة ارتفاعات عالية.

2ـ المآذن المدورة الأسطوانية ذات المسقط الدائري وهذا النمط يشمل مآذن العراق والجانب الشرقي من بلاد الإسلام، ونرى فيها أحياناً شرفة أولى تعود بعدها المئذنة إلى الارتفاع ثانية في صورة أسطوانة ملساء أو مزينة بالنقوش أقل قطراً.

وقد تنتهي المئذنة عند هذا الارتفاع الثاني بشرفة يعلوها جوسق يختم المئذنة من أعلى، وهذا النوع يعد من العصور العثمانية الأولى.

3ـ المآذن الأسطوانية ذات الهامة المخروطية، التي شبهت برؤوس أقلام الرصاص المبرية، أو الأسهم الذاهبة نحو السماء.

وهذا النوع انتشر على أيدي العثمانيين في كل بلاد شرق أوروبا التي حكموها، وانتقل منها إلى الشام ومصر، وأصبح النموذج المختار لدى العثمانيين أخيراً إلى يومنا هذا.

ومن أجمل نماذج هذا النوع مآذن مسجد السلطان أحمد في استانبول ومآذن جامع محمد علي في قلعة القاهرة.

4ـ المآذن ذات الأضلاع المتعددة (المضلعة) على شكل مسدس أو مثمن وقد نجح في ذلك المعماريون ابتداء من العهد الفاطمي ثم الأيوبي ثم المملوكي نجاحاً أفضى بهم إلى تصغير بدن المئذنة مع إتقان وصقل البناء، ليكون ذلك أعون على ثبات المئذنة.

وكانوا تبعاً لذلك يتنافسون في رفع بدن المئذنة إلى أعلى ارتفاع ممكن مضيفين إليها شرفات عدة من الحجر المخرم المفرغ، يعلوها جوسق هو في كثير من الأحيان على شكل كرسي صغير يستند إلى قوائم من الرخام، ثم يتوج البناء كله بقبة زخرفية صغيرة أو بكرة في هيئة عمامة...

ومثال هذا النوع معظم مآذن مصر الفاطمية والمملوكة وكذلك مآذن بلاد الشام العائدة إلى ذلك العصر.

5ـ مآذن ذات طراز خاص يطلق عليه اسم الملويات والمعروف منها ثلاث: مئذنة مسجد سامراء (الملوية) 234 ـ 238هـ ( 248 ـ 852م)، ومئذنة مسجد أبي دلف شمالي سامراء (245 ـ 247هـ) ( 859 ـ 861م)، ومئذنة مسجد ابن طولون (266هـ ـ 879م).

وهذه المآذن شبه مخروطة يدور السلم من الخارج على بدنها الملآن...



أجزاء المئذنة:

تتكون المئذنة عادة من عدة أجزاء هي:

1ـ بدن المئذنة أو قاعدتها: وهي في بداية عهد بناء المآذن كانت مربعة أول الأمر لأنها أقيمت فوق أنقاض أبراج معابد رومانية قديمة حولت قبل الفتوح الإسلامية إلى كنائس ثم بعد الفتح تحولت إلى مساجد ثم مع مرور الزمن انتقل خلال العصور الإسلامية من التربيع إلى صورة مسدس أو مثمن ثم دائرة كاملة ملساء...

ويلاحظ ان هذا البدن كان يزداد ارتفاعا ورقة كلما اتجه من التربيع نحو التدوير كما يلاحظ أنه كثيراً ما يكون منقسماً إلى جزئين الأعلى منهما أرق وأنحف من الأدنى.

2ـ الدرج: درج الصعود إلى المئذنة عادة ما يكون حلزونياً داخلياً يدور حول محور المئذنة وغالباً ما تكون في المئذنة فتحات مطلة على الدرج للإنارة وللتهوية.

وهناك بعض المآذن كان لها درجان واحد لصعود المؤذن بابه من خارج المسجد، وآخر لنزوله وبابه إلى داخل المسجد.

وقد يصبح الدرج خارجياً في الشرفات العليا... وففي بعض المنارات يتم الصعود إلى أعلى المنارة على طريق صاعد ممهد ليس فيه مقاطع الدرج...

ولوحظ أخيراً في بعض المآذن الحديثة تزويدها بمصعد كهربائي إضافة إلى الدرج الاعتيادي.

3ـ الشرفة: وهي المكان المرتفع الذي يصل إليه الدرج حيث يقف المؤذن ليرفع الآذان وعادة ما تكون محيطة ببدن المئذنة لتمكن المؤذن من التوجه إلى جميع الجهات بالدوران حول المئذنة، وقد جرت العادة بأن تكون هذه الشرفة مسقوفة بما يسمى (الظلة) وكانت في القديم تتخذ من الخشب، ثم أدخلت عليه الزخرفة، وجعل في بعض المآذن من البناء الحكم... مع استخدام الزخرفة في حاجز الشرفة الحافظ لمن فيها من السقوط.

وفي بعض المآذن بنيت أكثر من شرفة لإضفاء طابع أكثر جمالاً، ومن الطبيعي أن تكون الشرفات العلوية أصغر حجماً من السفلية...

ويذكر هنا أن بعض الشرفات وضعت قريباً من أسفل بدن المئذنة مع وضع شرفة أخرى في نهايتها كما يرى في مآذن الحرم المكي الشريف.

4ـ الجوسق: وهو القسم الذي يلي الشرفة الأخيرة، ومن بعده قبة المئذنة أو خاتمتها التي تعلوها التفاحات المعدنية البسيطة أو المذهبة أو الحجرية أو الطينية.

وربما كان الجوسق في بعض الأحيان ذا أرجل عديدة يقوم عليها. وربما ختمت المئذنة بأكثر من جوسق كما هو الحال في مئذنة الأزهر الشريف.

5ـ الهلال: وهو شعار المسلمين الذين اتخذوه رمزاً لهم، وعادة ما يرفع فوق المآذن، وهو إما أن يكون من معدن أصفر لماع أو من ذهب براق، أو ربما اتخذه البعض فوق المآذن من الأضواء الخضراء أو الصفراء وهو يتجه بفتحته نحو القبلة...

وكانت مئذنة مسجد أحمد بن طولون مزودة بخوذة على شكل سفن النيل التي تسمى (عشاري) تدور مع الشمس أو مع الهواء، كما زودت مئذنة جامع القرويين في فاس بسيف نادر غرس فوقها هو سيف الإمام ادريس الثاني.

وتزود رؤوس أكثر المآذن اليوم بساري اتقاء للصواعق.

وكانت بعض المآذن في المساجد الرئيسية وقت الآذان ترفع راية على سارية ليراها مؤذنو باقي المساجد فيقتدوا بها في الأذان هذا في النهار، أما في الليل فتشير إلى بدء الآذان ودخول الوقت بايقاد مصباح كهربائي كبير فوق قمة المئذنة...

ودرجت بعض المآذن قديماً على رفع علم كتب فوقه لا اله إلا الله محمد رسول الله، أثناء الآذان...

أشهر المآذن:
1ـ مئذنة عقبة بن نافع بالقيروان: بنيت لأول مرة عام 57هـ، وجدد بشر بن صفوان حاكم أفريقية بناءها عام 105هـ (724م) ثم جددها ثانية زيادة الله بن الأغلب عام 221هـ (836م)...

وهي بهذا أقدم المآذن الباقية على حالها حتى اليوم. مربعة طول ضلعها حوالي 10.5 متر وارتفاعها 35مترا. واسعة من جهة القاعدة ضيقة من جهة الهامة. يصعد إلى سطحها بسلم يتألف من 128 درجة وينفذ إلى داخلها من باب له شكل حدوة الحصان. تعرضت نقوشها إلى تخريب أيام الدولة الفاطمية في المغرب. تعتبر نموذجا رائداً للمآذن في بلاد المغرب والأندلس.

2ـ مئذنة اشبيلية: بدأ العمل بها عام 580هـ (1184م) بأمر من السلطان يوسف بن عبدالمؤمن الموحدي وقام العريف أحمد بن بلسه بوضع حجر الأساس لها، وتم بناؤها في عهد يعقوب بن يوسف الموحدي عام 594هـ (1196م).
رفع فوقها عند اتمام البناء عمود يحمل تفافيح معدنية مطلية بالذهب الخالص، وكان آنذاك يوماً مشهوداً على مستوى الأندلس كلها، زخرفت واجهاتها بالنقوش العربية على الطراز المغربي الجميل، سمك جدرانها حوالي المترين وثلث المتر وهي مربعة الشكل ارتفاعها حوالي مئة متر.

سقطت مع سقوط مدينة اشبيلية في يد الأسبان عام 646 (1248م) فرفعوا فوقها الصليب، وحولوها فيما بعد إلى برج لكنيسة (سان سلفادور) التي بنيت على أنقاض جامع اشبيلية، ويطلق عليها حالياً اسم (الخبرالرا) أي الدوارة نسبة إلى الصليب الكبير الدوار في أعلاها.

تعتبر من أروع الآثار الإسلامية الباقية في الأندلس رغم ما أصابها من تشويه واهمال.

3ـ صومعة حسان بالرباط: يرجع تاريخها إلى 595هـ، مربعة الشكل طول ضلعها 16.4 متر، وارتفاعها 44 متر، وسماكة جدرانها 2.5 متر، يقال: إنها كانت أطول من طولها الحالي بكثير لكنها بعد زلزال ألم بها بقيت كما هي.

4ـ منارة الكتبية في مراكش: بنيت عام 594 في عهد يعقوب بن يوسف الموحدي ، طول ضلعها 12.80 مترا، وارتفاعها حوالي 80 مترا، وهي رائعة في تناسقها، بنيت بالحجر المراكشي الأحمر وكانت مقاطعها على غير شكل واحد. داخلها مكون من سبعة أدوار يربط بينها درج يمتد صعوداً إلى القبة الجميلة التي تزينها. خلد بناؤها انتصار الموحدين على الأسبان في معركة الأراك.

5ـ مئذنة أحمد بن طولون في القاهرة: بناها أحمد بن طولون حاكم مصر، ما بين عام 263هـ و265هـ، وهي مبنية على نسق ملوية سامراء (مخروطية الشكل) يبلغ ارتفاعها إلى قمتها 29 متراً، ليس لها سلم داخلي، بل يرقى إليها بواسطة درج يلفها من خارجها بشكل حلزوني، جرت عليها ترميمات عدة قديمة، أهمها سنة 696هـ (1296م) على يد السلطان حسام الدين لاجين المملوكي.

تتكون من ثلاث طبقات: الأولى مربعة، والثانية اسطوانة، والثالثة مثمنة، الشكل فوقها قبة مضلعة على شكل خوذة.

6ـ المئذنة الملوية في سامراء بالعراق: تعتبر من أهم الآثار العباسية الباقية حتى اليوم، بناها مع جامع سامراء الفخم المتوكل على الله ما بين (232 ـ 238هـ) ( 896 ـ 852م) وهي على شكل مخروطي، قاعدتها مربعة الشكل طول حدها 32 متراً، ترتفع حوالي 52 متراً، يصعد إلى أعلاها بواسطة سلم حلزوني يدور حول أضلاعها من الخارج باتجاه عكس حركة عقارب الساعة، وتتكون من خمس طبقات. لها في قمتها غرفة صغيرة للمؤذن.

7ـ المئذنة الحدباء في الموصل: وهي مئذنة الجامع النوري، بنيت مع الجامع سنة 569هـ (1170م) ارتفاعها يصل إلى 65متراً سميت الحدباء لميل واضح فيها، وهي أحد أثرين مائلين في العالم، والثاني برج بيزا في ايطاليا.

محطات سريعة:

1ـ تعددت المآذن في بعض المساجد تعدداً زاد المساجد جمالاً وبهجة، حتى بلغت مآذن المسجد النبوي على سبيل المثال عشر مآذن. بينما مسجد السلطان أحمد في استانبول له ست مآذن.

2ـ جرى العرف قديماً على اختيار مؤذنين مكفوفي البصر ليأمن الناس عند صعودهم المآذن للأذان من الاطلاع على البيوت.
3ـ امتاز كثير من المؤذنين بالصوت الحسن الجميل، بل نقل أنه كانت هناك بعض الجهات المدربة لهم على حسن الصوت وطبقاته وأنغامه في بعض الاحايين.

4ـ توجد في بعض المآذن غرف ملحقة بها تسمى الخلوات تستخدم إما للاعتكاف أو لضبط وقت الأذان.

5ـ اطلقت على المئذنة عدة أسماء منها المنارة والميذنة والصومعة والمنار.

[align=center]نقلاً عن موقع وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت[/align]
 

جار الحرم

مزمار فعّال
2 فبراير 2007
143
0
0
الجنس
ذكر
رد: المئذنة

بارك الله فيك اخي بلال

ومشكور على هذه المعلومات القيمة فعلا

عن المآذن

6495639110.gif
 

عكاش

مزمار فعّال
29 أبريل 2007
217
0
0
الجنس
ذكر
رد: المئذنة

الله الله .. موضوع مميز

عندي استفسار .. سمعت أن موضع مكبرية الحرم النبوي الشريف هو نفس الموضع الذي كان يؤذن عليه سيد المؤذنين سيدنا بلال بن رباح رضوان الله عليه .. فهل هذا صحيح؟
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: المئذنة

بارك الله فيك اخي الفاضل بلال وعلى موضوعاتك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع