الملك جبريل عليه السلام
جبريل هو أحد الملائكة المقربين لله وهو الموكل بتنزيل الوحي إلى الأنبياء فهو أمين الوحي. ويعتبر جبريل هو أحد رؤساء الملائكة، وهو الرسول الذي ارسل إلى الرسل جميعاً. ومن المعروف أن الملائكة مخلوقات من نور، خلقهم الله عز وجل لوظيفة معينة وهي طاعة اوامره ولكل ملك وظيفة معينة يؤديها، وقد قال تعالى عنهم في القرآن: " وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ " (الصافات: 164) أي مهمة لا يتأخر عنه ولا يتقدم.
قال الله تبارك و تعالى في حق جبريل عليه السلام :﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾، علّمه معناه علّم محمداً شديد القوى أي جبريل ذو مرة ٍ قال تعالى: ﴿ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى﴾ في وصف جبريل أي ذو شدة في خلقه فاستوى ﴿ وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى﴾ الله تعالى وصف جبريل بأنه ذو قوة و ذلك لأنه قلب بالقوة التي أعطاه الله إياها قرى قوم لوط ٍ، أربع مدن أو خمس مدن قلبها أمره الله بإهلاكهم لأنهم كذبوا نبيه و فعلوا تلك الفعلة الخبيثة جمعوا بين الكفر و تلك الفعلة الخبيثة فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام بأن يقلب عليهم أرضهم، قلع أرضهم و رفعها إلى السماء بجناحه، بجناحه رفع تلك المدن الأربعة أو الخمس إلى السماء ثم قلبها فماتوا و لم ترى جثثهم على وجه الأرض لأنهم نزلوا إلى أسفل. لهذا قال الله تعالى فيه ﴿ ذُو مِرَّةٍ ﴾ٍ أي خلقته شديدة هو جبريل عليه السلام بمفرده لو أمره الله تعالى أن يزيح جبال الدنيا هذه كلها لأزاحها. و هذه الريح التي ليس لها روح إذا سلطها الله تعالى على قوم من عباده تهلكهم. فهؤلاء، قوم عاد، كانوا قبل قوم لوط. سيدنا لوط هو إبن أخي إبراهيم عليهما السلام، قبل ذلك أيام هود لما كذبت الكفار هوداً الله تبارك و تعالى أنزل عليهم بأسه و نقمته و سلط عليهم الريح العقيم هذه الريح أخذتهم إلى الهواء ثم ردتهم، فصاروا كالنخل المنقعر أي النخل الذي قطع من أصله، فماتوا أهلكهم الله من هذه الريح. والريح ليس لها روح لكن الله تعالى جعل فيها قوة فكيف جبريل الذي له روح؟ و كذلك غيره من الملائكة.
ثم أخبرنا الله تبارك و تعالى عن جبريل بأنه استوى بالأفق أي أنه ظهر لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بصورته الأصلية، صورة جبريل الأصلية صورة ملكية ذات ستمائة جناح ليست كجناح الطيور التي نعهدها جناحه يسد ما بين السماء و الأرض من عظم خلقته لما يكون على صورته الأصلية فظهر له بصورته الأصلية و كان الرسول صلى الله عليه و سلم طلب منه أن يراه في صورته الأصلية لأنه قبل ذلك ما كان يراه على تلك الصورة كان يأتيه جبريل يقرأ عليه القرءان أو يكلمه بالوحي الذي هو غير القرءان فيسمع عنه فيحفظ الرسول ما قرأ عليه، ثم طلب منه ذات يوم لما كان بمكة قبل الهجرة و قبل ليلة المعراج أن يراه بصورته الأصلية قال له جبريل: سل ربك أطلب من الله، فدعا الله رسول الله أن يريه جبريل في صورته الأصلية فظهر له بتلك الصورة التي لها ستمائة جناح فغشي على رسول الله لأن منظره شىء هائل ثم أفاق و كان هذا بمكة، ثم بعد ذلك أيضاً ليلة المعراج رآه بتلك الصورة لكنه في المرة الثانية لم يغشَ عليه بل ثبت على حالته الطبيعية ثم كان ذلك أي رؤيته لجبريل في السماء عند سدرة المنتهى هذه سدرة المنتهى شجرة و السدر موجود في الأرض لكن فرق كبير بين السدر الذي في الأرض عندنا و بين تلك السدرة من حيث عظم الخلقة و من حيث جمال المنظر، الرسول عليه الصلاة و السلام قال: فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها، معناه شىء يبهر الأنظار من حسنها من الصفات التي خلقها الله تعالى عليها هي سدرة هنا في الدنيا موجود لكن هذه حبها كحبة البندق صغير حبها و يؤكل و نواها قاس مستدير صلب مستدير نواها أما تلك التي في الجنة ورقها الرسول صلى الله عليه و سلم قال عنه: كآذان الفيلة، أما هذه التي في الدنيا عندنا ورقها صغير بالنسبة لتلك، و أما حبها الذي يؤكل فقال عنه عليه الصلاة و السلام كالقلال و القلال هي الجرار أي كالجرار في عظمها، أهل الجنة لما يكونون في الجنة أجسامهم ليست كحالها اليوم يكون أحدهم ستين ذراعاً طولاً و سبعة عرضاً على هذه النسبة بمناسبة الجسد أكفهم تكون كبيرة و أقدامهم تكون كبيرة على ما يناسب طول الجسم، الله تبارك و تعالى إمتن على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام بالمعراج أي العروج إلى سدرة المنتهى ثم إلى ما فوق ذلك إلى حيث شاء الله و ذلك ليريه عجائب الملكوت الأعلى حتى يزداد يقيناً بربه و إجلالاً و تعظيماً لأنه لما يرى تلك العجائب يزداد تعظيماً لله، هذا المقصود من المعراج.
و زاده تشريفاً بأن أسمعه كلامه الذي لا يشبه كلام الخلق الذي ليس حرفاً و لا صوتاً بعد أن تجاوز سدرة المنتهى و أراه ذاته لكن رؤيته ذات الله و سماعه كلامه لم يكونا في ءان واحد بل الرؤية في ءان أي وقت و سماع كلامه تعالى في وقت فذلك المكان الذي كان وصل إليه الرسول هو مكان الرسول في ذلك الوقت هو الرسول كان متحيزاً هناك.
ابتداء نزول جبريل عليه السلام
قال ابن إسحاق : وحدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير . قال سمعت عبد الله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي حدثنا يا عبيد ، كيف كان بدء ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام ؟ قال فقال عبيد - وأنا حاضر يحدث عبد الله بن الزبير ومن عنده من الناس - : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية . والتحنث التبرز . قال ابن إسحاق : وقال أبو طالب
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه == وراق ليرقى في حراء ونازل
قال ابن إسحاق : فذكر الزهري عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته أن أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح قالت وحبب الله تعالى إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده .
قال ابن إسحاق : وحدثني وهب بن كيسان قال قال عبيد : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ذلك الشهر من كل سنة يطعم من جاءه من المساكين فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك كان أول ما يبدأ به إذا انصرف من جواره الكعبة ، قبل أن يدخل بيته فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ثم يرجع إلى بيته حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته من السنة التي بعث الله تعالى فيها ; وذلك الشهر ( شهر ) رمضان خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حراء ، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ورحم العباد بها ، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءني جبريل وأنا نائم بنمط من ديباج فيه كتاب فقال اقرأ قال قلت : ما أقرأ ؟ قال فغتني به حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني فقال اقرأ قال قلت : ما أقرأ ؟ قال فغتني به حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني ، فقال اقرأ قال قلت : ماذا أقرأ ؟ قال فغتني به حتى ظننت أنه الموت ثم أرسلني ، فقال اقرأ قال فقلت : ماذا أقرأ ؟ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي ، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم قال فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي ، فكأنما كتبت في قلبي كتابا . قال فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل قال فرفعت رأسي إلى السماء أنظر فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل . قال فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء قال فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ثم انصرف عني.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على خديجة ما كان من أمر جبريل معه :
وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا إليها : فقالت يا أبا القاسم أين كنت ؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ، ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت أبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
خديجة بين يدي ورقة تحدثه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وهو ابن عمها ، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل ، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى وسمع فقال ورقة بن نوفل : قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت . فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة بن نوفل ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف صنع كما كان يصنع بدأ بالكعبة فطاف بها ، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ورقة والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه ثم أدنى رأسه منه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله .
امتحان خديجة برهان الوحي
قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير : أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي ابن عم أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ قال نعم . قالت فإذا جاءك فأخبرني به . فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة يا خديجة هذا جبريل قد جاءني ، قالت قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ; قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ، قالت هل تراه ؟ قال نعم قالت فتحول فاجلس على فخذي اليمنى ; قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ، فقالت هل تراه ؟ قال نعم . قالت فتحول فاجلس في حجري ، قالت فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها . قالت هل تراه ؟ قال نعم قال فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له هل تراه ؟ قال لا ، قالت يا ابن عم اثبت وأبشر فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان
قال ابن إسحاق : وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث فقال قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة إلا أني سمعتها تقول أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا لملك وما هو بشيطان .
الوحي:
لغةً: الكتاب. وجمعه وُحِىّ، مثل: حلى وهو أيضا: الكتابة والإشارة والرسالة والإلهام والكلام الخفى، وكل ما ألقيته إلى غيرك.(1) ويقال: أوحى إليه وله: كلمه بكلام يخفى على غيره.(2)
ويعلم من هذا، أن كّلمة "الوحى، فى اللغة تعنى السرعة والخفاء، أى الإعلام السريع الخفى.
شرعًا: هو إعلام الله تعالى لنبى من أنبيائه بحكم شرعى ونحوه، بواسطة أو غير واسطة.(3)
فالوحى إذن: نقل مافى عالم الربوبية إلى نبى أو رسول عن طرق الملائكة، ليبلغه إلى الناس، مع ملاحظة أن علم الله ثابت فى اللوح المحفوظ، وينزل الوحى طبقا لما هو مدون فيه.(4)
والوحى أمر هام وجوهرى فى النبوات والأديان، فهو مثل المعجزة قطب الرحى، وبدونهما لا تكون نبوة أو رسالة.
ولهذا جاءت مادة "وحى" في القرآن الكريم وحده ثمانيا وسبعين مرة. (5) وفيه دلالة على أن للوحى حقيقة، وأنه أمر ضرورى للديانات السماوية.
والإيمان بالوحى حق وواجب على كل مسلم ومسلمة، لارتباط ذلك بالإيمان بجميع
ما أنزل الله من كتاب، وما آتى بعض رسله من صحف. وكل ذلك وحى من الله تعالى
] وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الآمين على قلبك لتكون من المنذرين [ (الشعراء192- 194)..
وإن نزول الوحى على هيئة كتب وصحف سماوية، لهو شيء ضروري لحياة البشر، كى تبقى للأنبياء والرسل آثارهم، ولاسيما ذلك الأثر الباقى إلى يوم القيامة، والذى كان من أعظم نعم الله تعالى على خلقه، (6) ألا وهو القرآن الكريم.
] إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا[ (النساء163).
ومَلَكُ الوحى هو جبريل u. وقد جاء اسمه نصا فى قوله تعالى:] قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه [ (البقرة 97).
ويفهم من الآية الكريمة وجوب محبة جبريل عليه السلام وتعظيم دوره على البشرية إلى يوم القيامة.
كما سماه القرآن "الروح الأمين " فى قوله تعالى:] وإنه لتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الأمين[ (الشعراء192- 193) كما سماه "روح القدس " فى قوله تعالى:] قل نزله روح القدس من ربك بالحق [ (النحل 102).
ويسمى"الناموس "كما جاء على لسان ورقة بن نوفل لرسول الله r فى أول عهده بالوحى: لقد جاءك الناموس الذى نزل الله على موسى. (7) وفى آية واحدة أشار القرآن الكريم إلى ثلاثة مقامات للوحى، (8) فى قوله عز وجل: ] وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم [. (الشورى 51). الأول: "وحيا" أى إلقاء المعنى في القلب. ومعناه أن الله تبارك وتعالى يقذف فى روع النبى r شيئا لا يُمارى فيه أنه من الله عز وجل، كما جاء فى صحيح ابن حبان عن ابن مسعود، عن رسول الله r أنه قال: "إن روح القدس نفث فى روعى أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب".
الثانى: "من وراء حجاب " أى بالتكليم، كما كلم الله موسى u فلما سأل الرؤية بعد التكليم حجب عنها، لكنه سمع النداء من وراء الشجرة: ] نودى من شاطئ الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن ياموسى إنى أنا الله رب العالمين[ (القصص 30).
الثالث: نزول أمين الوحى جبريل على نبينا وعلى الأنبياء من قبله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فقد روى البخارى، عن عائشة رضى الله عنها أن الحارث بن هشام،t ، سأل رسول الله r، فقال: يارسول الله: كيف يأتيك الوحى؟ فقال: "أحيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس، وهو أشده على، فيفصم عنى-أى يقلع. وقد وعيت عنه ماقال- أى حفظت …
وأحيانا يتمثل لى الملك رجلا فيكلمنى فأعى مايقول،قالت عائشة رضى الله عنها"ولقد رأيته ينزل عليه الوحى فى اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا".
وإنما كانت حالة الصلصلة أشد لأنها انسلاخ من البشرية واتصال بالروحانية. وكانت الثانية أخف ، لأنها انتقال ملك الوحى من الروحانية إلى البشرية بسهولة ويسر، بإذن من الله تعالى. وقد نزل القرآن الكريم بأكمل صورة للوحى، بواسطة إلقاء جبريل عليه السلام.
وروى الشيخان عن أبى هريرة، أن النبى r قال: "ما من الأنبياء نبى إلا أعطى ما مثله آمن عليه البشر و إنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلى، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".
وما نطق به صريح الكتاب والسنة، من إثبات حقيقة الوحى ومقاماته، يبطل رأى كل مبطل مرتاب، يدعى أن الوحى نوع من الصرع ، نتيجة مس الشيطان أو مرض فى المخ، أو تخيل إله، أو توهم جنة ونار(9). أو كما زعم البراهمة من أن العقل يغنى عن الوحى، أو كما يدعى بعض غلاة الصوفية من أن الوحى نوع من الكشف أو الفيض. (10)ولو رجعنا إلى تعاليم الإسلام، لوجدنا فكرة الوحى أسهل من كل هذا الهراء، وأضبط من جميع ألوان الافتراء على الله وعلى رسله. ومن هنا يجب الحذر من الفكر الدخيل، (11) ومن كل غلو فى دين الله
أ. د. عبد اللطيف محمد العبد
المراجع
1- مختار الصحاح "وحى"
2- المعجم الوجيز لمجمع اللغة العربية "وحى".
3- النبوة بين الفلسفة والتصوف، د. عبد الفتاح أحمد الفاوى ص 113 مكتبة الزهراء- القاهرة. ط 1 -16 4 1 هـ- 1996 م.
1-الفارابى الموفق والشارح، د. محمد البهى ص 24 مكتبة وهبة بالقاهرة ط 1 1 0 4 1 هـ- 1981 م.
5- المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم، لمحمد فؤاد عبد الباقى "وحى": جاءت المادة بلفظ المصدر6 مرات، وبلفظ الماضى: 44 مرة، وبلفظ المضارع: 28 مرة
6-منهاج المسلم، أبو بكر الجزائرى ص 38 دار الشروق. جدة ط 7- 7 0 4 1 هـ- 1987م.
7- العقائد الإسلامية. السيد سابق ص 118. دار الكتاب العربى ببيروت 6 0 4 1 هـ- 1985 م
8- تفسير ابن كثير: تفسير الآية 51 من سورة الشورى.
9- شرح العقيدة الطحاوية ابن ابى العز- تحقيق: شعيب الأرنؤوط ص 1530دار البيان- دمشق. ط 14011 هـ- 1981 م
10- الموسوعة الميسرة. اشراف: د. مانع بن حماد الجهنى. 180/2 نشر دار الندوة العالمية بالرياض ط 3، 1418 هـ- 2/1180.
11- فى الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيق د. إبراهيم مدكور1/77-78 دار المعارف بمصرط 2، 1968 م
الـــرؤيــــــا
لغة: على وزن فُعْلَى غير منصرف لألف التأنيث، وهى ما رأيته فى منامك قال الليث: لا تجمع الرؤيا، وقال غيره: تجمع الرؤيا على رؤى كما يقال عُليا وعُلىَّ كما فى اللسان (1).
واصطلاحا: ورد فى القرآن: ] إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين. قال يا بنى لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين [ (يوسف 4- 5) كما جاء فى سورة يوسف أيضا رؤيا الفتيين، ورؤيا الملك فى أكل البقرات السبع العجاف للسبع السمان(2) ورؤيا إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ولده(3).
وقد ورد فى السنة الكثير من الحديث عن الرؤيا ونكتفى منها بحديث أبى هريرة t عن النبى e أنه قال: " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا؛ ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة. والرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا ما يحدث المرء نفسه فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس…" (رواه مسلم)(4).
وقد وردت عدة روايات فى هذا الحديث جاءت بلفظ " من ست وأربعين جزءا من النبوة" وفى رواية من حديث ابن عمر- رضى الله عنهما- "من سبعين جزءا من النبوة" وجميع هذه الروايات أخرجها مسلم فى صحيحه(5) وقد نقل عن ابن عبد البر، أن الاختلاف فى مقدار الجزء إنما هو بحسب يقين الرائى، وإخلاصه، ودرجة تقواه، كما أن الأنبياء يتفاضلون(6).
وبالجملة فإن أهل العلم يتفقون على أن الرؤيا الصادقة من الله تعالى وأن التصديق بها حق، وتحتاج إلى التأويل الحسن، ولا ينبغى أن تعبر إلا من أهل العلم العارفين بالتأويل كما أن فيها من بديع صنع الله وجميل لطفه ما يزيد المؤمن فى إيمانه، ولم ينكر الرؤيا إلا أهل الإلحاد من قدامى ومحدثين، وشرذمة من المعتزلة حيث إنهم ينسبونها إلى ما يغلب على الإنسان من الطبائع الأربعة فإن غلبت السوداء عليه رأى السواد والأهوال، وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والمعصفرات، وإن غلب عليه البياض رأى المياه والأنهار، وإن غلب عليه الدم رأى الشراب والرياحين والمعازف(7). قال الكرمانى فى الرؤيا ثمانية أقسام، سبعة لا تعبر وواحد يعبر، حيث أضاف إلى الأربعة السابقة خامسا: وهو الرؤى المنعكسة عما يجول فى النفس فى حالة اليقظة. وسادسا وهو ما كان من رؤى الشيطان ويعرف بكونه يأمره بمنكر وينهاه عن المعروف. وسابعا وهو ما كان من قبيل الاحتلام.
أما الرؤيا التى تعبر فهى ما ينقله ملك الرؤيا من اللوح المحفوظ من أمور دنيا الرائى وأخراه(8). وعلى ذلك فما قاله الملحدون ومن معهم إنما هو نوع من الرؤيا وليس هو كل الرؤيا بل هو يدخل فى أضغاث الأحلام التى أشار إليها المصطفى e فى الحديث الصحيح " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان" (رواه مسلم)(9). أما الأحكام الفقهية التى تلقى فى الرؤيا وكانت مخالفة للأحكام المستقرة فى الشريعة الإسلامية فإنه لا يعمل بها. قال الإمام القرافى: من رأى رسول الله e وقال له مثلا: إن امرأتك طالق ثلاثا وهو يجزم بأنه لم يطلقها. فالذى يظهر أن إخبار رسول الله e فى اليقظة مقدم على الخبر فى النوم لتطرق الاحتمال للرائى بالغلط فى ضبط المثال ولو قال له: عن أمر حرام إنه حلال، أو عيَّن حكما من الشريعة، قدمنا ما ثبت فى اليقظة على ما رؤى فى النوم لما ذكرنا، كما إذا تعارض خبران من أخبار اليقظة فإننا نقدم الأرجح(10).
فإذا تعلقت بشىء من فضائل الأعمال وقد عبرها أحد العلماء بالتأويل فالظاهر أنه يعمل بمقتضاها إذا لم تتعارض مع حكم منصوص عليه، لحديث ابن عمر- رضى الله عنهما- أن رجالا من أصحاب النبى e أروا ليلة القدر فى المنام فى السبع الأواخر فقال رسول الله e " أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها فى السبع الأواخر"، (رواه البخارى)(11).
وهذا فى غير رؤيا الأنبياء لأن رؤيا الأنبياء حق، فقد عمل رسول الله e بمقتضاها حينما رأى أنه يدخل المسجد الحرام، كما عمل إبراهيم- عليه السلام- بمقتضاها حينما رأى أنه يذبح ابنه كما هو معلوم ومفصل فى القرآن الكريم.
أ. د/ أحمد على طه ريان
المراجع
1- لسان العرب، لابن منظور، مادة (رأى)، طبعة دار المعارف.
2- انظر الآيات 36- 43 من سورة يوسف.
3- انظر الآية 102 من سورة الصافات.
4- صحيح مسلم 7/50، طبعة دار الشعب.
5- صحيح مسلم 7/51 ، 52، 53، 54، طبعة دار الشعب.
6- الجامع لأحكام القرآن، للقرطبى، ص 235، طبعة دار الشعب.
7- تعطير الأنام فى تعبير المنام، لعبد الغنى النابلسى، 11/3 ط عيسى الحلبى وشركاه.
8- الذخيرة، للقرافى، 13/275 ط دار الغرب الإسلامى.
9- صحيح مسلم 7/50، طبعة دار الشعب.
10- الذخيرة، للقرافى 13/273.
11- فتح البخارى بشرح صحيح البخارى، ابن حجر، 4/256، ط الحلبى، القاهرة.
الـرســـــالة
لغة: ما يرسل، والرسالة: الخطاب، والرسالة: كتاب يشتمل على قليل من المسائل تكون فى موضوع واحد، ورسالة الرسول: ما أُمِرَ بتبليغه عن الله، ودعوته الناس إلى ما أوحى إليه- كما فى الوسيط(1).
واصطلاحا: هى اختصاص العبد بسماع وحى الله تعالى بحكم شرعى تكليفى، وأمر بتبليغه.
وهى تختلف عن النبوة التى تعنى اختصاص العبد بسماع وحى الله بحكم شرعى تكليفى سواء أمر بتبليغه أم لا.
وترجع حاجة البشر إلى الرسالة:
(أ) التعريف بحقائق الدين وأحكام الشريعة، ليقوم الناس بالعدل كقوله تعالى: ] لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط [ (الحديد 35).
(ب) قطع الحجة على الناس لقوله تعالى: ] رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل [ (النساء165).
(جـ) إن العقل وحده فى قصور عن إدراك المعرفة المتصلة برب العالمين، كما أنه يضل تحت ضغط تأثير ودافع التقليد.
(د) حاجة الإنسان للرسل؛ لكى يتم التوفيق بينه وبين الكون المسبح لربه. قال تعالى: ] تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده [ (الإسراء44).
ولقد دعا الإسلام إلى الإيمان بجميع الرسل دون التفريق بينهم، فمن كفر بواحد كمن كفر بالجميع على حد سواء ] إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا. أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا [ (النساء150- 151).
وهم من الكثرة، بحيث لا يعد عددهم، ولا يحصى ولا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، وإن كان القرآن ذكر ما يربو على خمسة وعشرين رسولا، إلا أنه خاطب رسوله محمدا e بقوله: ] ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك [ (النساء164). وهؤلاء الرسل والأنبياء الذين ذكروا فى القرآن يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم تفصيلا، بمعنى أن الإنسان لو عرض عليه واحد منهم، لا ينكر نبوته ولا رسالته إن كان رسولا، فمن أنكر نبوة واحد منهم، أو أنكر رسالة من بعث منهم برسالة كفر. وأما الأنبياء والرسل الذين لم يقصهم القرآن علينا، فقد أمرنا أن نؤمن بهم إجمالا، وليس لنا أن نقول برسالة أحد من البشر أو نبوته ما دام القرآن لم يذكره فى عدد الأنبياء والرسل، ولم يخبرنا به رسول الله e.
ومن لوازم الإيمان بالرسل وجوب الاعتقاد بعلو فطرتهم وصحة عقولهم وصدقهم فى أقوالهم وأمانتهم فى تبليغ ما عهد إليهم أن يبلغوه.
ورسل الله هم القدوة للناس فى زمانهم والكواكب الساطعة فى الليالى المظلمة، بهم يهتدون، وبأخلاقهم يتأسون، وبأفعالهم يقتدون. قال تعالى: ] وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين [ (الأنبياء73). وقوله: ] لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا [ (الأحزاب 21).
ولقد اقتضت حكمة الله وسنته فى البشرية أن يرسل إلى كل أمة رسولا بلسان قومه. قال تعالى: ] وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم [ (إبراهيم 4). وقوله: ] وإن من أمة إلا خلا فيها نذير [ (فاطر 24).
ولقد علم الله أنبياءه ورسله أسماءه وصفاته، وحدد ذلك تحديدا دقيقا؛ أصبح على المسلم بعدها أن يتبع ولا يبتدع، صحيح يمكن أن نستخلص بعض صفات الخالق سبحانه وتعالى بعقولنا بدون رسل بعد أن نرى آثارها فى أرجاء الكون، فمثلا آثار الخلق تشهد أنها من صنع الخالق، وآثار الحكمة تشهد أنها من صنع الحكيم. وهناك قاعدة تقول إن الآثار تدل على الأسماء، والأسماء تدل على الصفات، والصفات تدل على الذات، فالكون من آثار الله، وحوادثه من آثار الله كذلك. قال تعالى: ] فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيى الأرض بعد موتها [ (الروم 50). ولكن مع هذا يستمر عجزنا عن الإحاطة بهذه الصفات إلا بما أخبرنا به الوحى، فلا يستطيع الإنسان أن يحدد تحديدا كاملا، أو يحصى إحصاء شاملا، لا دخل فيه ولا دخن، وإلا لوصفنا الله بغير صفاته، وسميناه بغير أسمائه. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ومن الشروط الشرعية للرسول والنبى:
1- البشرية، فليس هناك رسول أو نبى من الجن أو الملائكة، قال تعالى: ] ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون [ (الأنعام 9).
2- الحرية، فليس هناك رسول أو نبى من العبيد؛ لأن العبودية تمنعه من نشر دعوته والجهاد فى سبيلها.
3- الذكورة، فليس هناك نبى أو رسول أنثى، لأن هذا الميدان لا تصلح له المرآة قال تعالى:] وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم [ (الأنبياء 7).
4- السلامة من المنفر، حتى لا يبتعد الناس عنه ويتفرقون، سواء كان هذا المنفر مرضا معديا أو خَلقيا أو خُلقيا بأن يكون متصفا بمرذول الصفات أو الفظاظة. قال تعالى: ] ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر [ (آل عمران 159).
ووظائف الرسل:
(أ) تلقى الوحى والعلم والدين عن الله سبحانه وتعالى على الوجه والكيفية التى يختارها الله تعالى، وتبليغ هذا الوحى يكون المهمة العظمى لتعريف الخلق بالخالق والإيمان بوحدانيته، وتخصيص العبادة له دون سواه قال تعالى: ] وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [ (الأنبياء25).
(ب) تبليغ أوامر الله عز وجل إلى البشر.
(جـ) شرح كتاب الله وتبيينه للناس. قال تعالى: ] وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل 44).
(د) مناقشة من أرسلوا إليهم ومجادلتهم وإزالة الشبهات والإجابة على جميع التساؤلات برفق وحكمة. قال تعالى: ] ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن [ (النحل 125).
(هـ) إخراج الناس من الظلمات إلى النور وإرشاد الناس إلى الطريق المستقيم.
( و) التذكير بالنشأة والمصير وتعريف الناس بما بعد الموت من شدائد وأهوال.
( ز) الشهادة على الأمة أنه بلغ إليهم الرسالة وأدى الأمانة وقدم واجب النصيحة.
(حـ) قيادة الأمة وسياستها الدينية والدنيوية، فالرسول فى قومه قائدهم وزعيمهم وحاكمهم ومدبر سياستهم الدينية والدنيوية.
(ط) تربية أتباعهم تربية عالية ربانية تليق بإيمانهم بربهم وتعدهم للشرف العظيم الذى ينتظرهم فى الآخرة.
(ى) يضعون للبشر بأمر الله حدودا عامة يسهل عليهم أن يردوا إليها أعمالهم كاحترام الدماء البشرية إلا بحق مع بيان الحق الذى يهدر.
1- المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، 1/ 356 وما بعدها- دار المعارف، ط 3، القاهرة.
المراجع
1- رسالة التوحيد، محمد عبده، مطبعة على صبيح، سنة 1966 م.
2- منهج القرآن فى عرض عقيدة الإسلام، جمعة أمين عبد العزيز، دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع، ط 2- سنة 1991م.
3- الإسلام وحاجة الإنسانية إليه، د/ محمد يوسف موسى، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1995 م.
4- دراسات علمية فى المسائل العقائدية، د/ آمنة محمد نصير.
5- الإيمان والتقوى فى القران الكريم، د/ جودة أبو اليزيد المهدى،، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1995 م.
6- العقائد الإسلامية، للشيخ سيد سابق، دار الفتح للإعلام العربى.
7- دراسات فى العقائد الإسلامية والأخلاق تأليف: د/ محمود محمد مزروعة، د/ أحمد طلعت الغنام، د/ محمد ربيع.
8- عقيدة المؤمن- الشيخ/ أبو بكر الجزائرى
المصدر
الموسوعة القرآنية التخصصية، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
وزارة الأوقاف، جمهورية مصر العربية
.