إعلانات المنتدى


بث مباشر!

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,646
1
5,529
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
بث مباشر!


الحمدُ لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


البيوت أسرارٌ، عبارة صحيحة جدًّا؛ ولكن في ظل هذا الانفجار من وسائل التواصُل للأسف لم تصبح البيوت أسرارًا؛ بل أصبحت مشاعًا للناس، مَنْ نعرفه، ومَنْ لا نعرفه.


كثيرٌ من الناس يقوم بنشر بثٍّ مُباشر من بيته؛ ماذا صنع، وأين ذهب في العطلة، ومَنْ أحضرَ له هدية، والأدهى أنهم ينشرون صُورَ أبنائهم، ومن هنا نبدأ، وسأتحدَّث في أكثر من جانب:
الجانب الأول: العين والحسد والكره، وهذا موجود عند البعض وليس عند الجميع؛ ولكنه موجود، يوجد أناسٌ مُتعبون في حياتهم، أو ظروفهم المادية ليست مُيسَّرة، وأنت نشرت رحلتك الترفيهية بكل تفاصيلها وصورها، فمن الممكن جدًّا أن تُصيبَكَ العين، وستتعب وحياتك تتعسَّر، ورأينا أناسًا كثيرين ماذا فعلت بهم آثار العين وبحياتهم وأولادهم، أسأل الله أن يحفظ أولادكم جميعًا.



أنتِ عروس - ما شاء الله - ولكنك لستِ ملزمةً بنشر صور شقَّتكِ أو قاعة عُرسك بهذا التفصيل الكبير، ليس كل من سيرى صوركِ سيبرِّك - يقول اللهم بارك - احفظوا أنفسكم بالستر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان شيءٌ سابق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ))؛ صحيح الجامع.


الجانب الثاني: هل تعلمون أنكم من الممكن أن تجرحوا مشاعر بعض الناس بصوركم التي تنشرونها حتى ولو لم تقصدوا!


كيف؟!
عندما تنشر صورًا لبيتك تذكَّر أن هناك كثيرين لا يستطيعون الزواج؛ لأنهم لا يملكون بيتًا يسكنون فيه، فلماذا تجرح مشاعرهم؟!



عندما تنشر صورًا لأبنائك تذكَّر أن هناك كثيرًا من الأزواج لم يُرزقوا ذرية بعد، فلماذا تكونون سببًا في حزنهم حتى لو كان حزنهم بداخلهم، ألا يكفيهم ما يسمعونه ممَّن حولهم؟!


رفقًا بالناس؛ كُلُّ واحدٍ عنده من الهموم ما يكفيه، أليس من المفترض أن يشعُر بعضنا ببعض؟!


ولا تقل: إن الكل يفعل هذا، لمَ لا تكون أنت الاستثناء؟! أنت الذي يبدأ بنفسه؛ ليكون قُدْوةً لغيره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنةً عُمِل بها بعدَه، كان له أجرُه، ومِثْلُ أجورِهم من غيرِ أن يَنْقُصَ من أجورِهم شيءٌ، ومَن سَنَّ سُنَّةً سيئةً، فعُمِل بها بعدَه، كان عليه وِزْرُها، ومِثْلُ أوزارِهم، من غيرِ أن يَنْقُصَ من أوزارِهم شيءٌ))؛ صحَّحه الألباني في صحيح الجامع.



الجانب الثالث: الاستغلال: وهذا خاص أكثر بالصور الشخصية والمحادثات (خاصة للفتيات طبعًا)، يا أختي، يابنتي، حافظي على نفسك؛ فالدنيا مليئة بالذئاب، ثم أنتِ لن تستفيدي شيئًا أبدًا من نشر صورك، تخيَّلي كم نظرة إليكِ من الممكن أن تأخُذي عليها ذنبًا! كم من رجل أو امرأة أعجبتهم صورتك، فنقلوها أو حفظوها على هواتفهم! كم عين جرحتكِ بنظرة أو بكلمة أو أكثر من دون أن تريها أو تعرفي بها!



وأخصُّ بالذكر المحادثات على الخاص (الشات) تبدأ بكلام بريء، وتتطوَّر المحادثات، والشاب يتنكَّر في دور فتاة، ثم تتطوَّر الحكاية أكثر، وتطمئن البنت وتُرسل صورها ربما بملابس البيت وبشعرها! بدأ التهديد والمساومة والابتزاز، وقد رأينا حالات كثيرة جدًّا لفتيات تبكي بحرقة؛ لأنهن وقعْنَ في شباك شخص بلا ضمير، أتقن دوره وتنكَّر في اسم بنت واتَّضح أنه ذئب ساومها بصورها وهدَّدها؛ فصوني نفسك يا أخيَّتي عن كل هذا وأنتِ في غِنًى عن كل هذا.



الجانب الرابع: إفشاء الأسرار الزوجية؛ إما بنشر الجميل من زوجها أو بنشره من زوجته، وفي هذه الحالة ستجد من يقول: (يا بختهم) وهم متوقعون أن حياتكم وردية وبلا مشكلات، ومن الممكن أن تحدث مشكلات لا تتوقعونها، ولا تنتبهون أن السبب هو نشر أسراركم للناس، وإما بنشر السيئ منهم، وفي هذه الحالة سَيُسَبُّ ويُهان زوجُك أو زوجتُك من غالبية الناس، لماذا تعرضون أنفسكم لهذه الإهانات وأنتم في غِنًى عنها؟!



وتجد بعض الناس يعرض مشكلة عن أهله ويقول بدون تجريح! كيف؟! لو كنتم لا تريدون تجريحًا فيهم ما كنتم نشرتم خصوصياتهم على الملأ وفي الغالب دون أن يعرفوا!


كلمة أخيرة:
يا كل أُمٍّ وأب وأخت وأخ وبنت وابن، حافظوا على أسرار بيوتكم، تسلموا؛ نحن في الدنيا التي فيها الجيد والسيئ، لا تجعلوا فرحتكم بالإعجابات والتعليقات تُنسيكم أن بيوتكم وأهلكم وأولادكم أمانة لا بُدَّ أن تحافظوا عليها من أي عين تجرحهم أو تُؤذيهم، أو أن تجرحوا غيركم بنشركم لتفاصيل حياتكم، وصلِّ اللهُمَّ وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


والحمد لله رب العالمين.



منقول من شبكة الألوكــــه
 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,339
4,547
113
الجنس
ذكر
موضوع مهم
بارك الله فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع