إعلانات المنتدى

مسابقة مزامير القرآنية 1445هـ

سلسلة فوائد وفتاوى العلماء - مجموعة رقم [1]

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى الألباني [0001]: كلمة من الشيخ في بيان الابتداع المذموم والتحذير منه، وجواز الابتداع في الدنيا وإباحته


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر المقطع الصوتي التالي للشيخ المحدث / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بعنوان: «كلمة من الشيخ في بيان الابتداع المذموم والتحذير منه، وجواز الابتداع في الدنيا وإباحته.» شاملاً الرابط الصوتي أدناه مع التفريغ النصي التالي:


الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
لعل الإخوان الحاضرين جميعاً، يعلمون من دلالة هذا الحديث وأمثاله، مما هو ثابتٌ في كتب السنة وصحيح الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كحديث عائشة: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)، وكحديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال: " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظةً وَجِلَتْ منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله أوصنا "، قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وُلِيَ عليكم عبد حبشي، وإنه من يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة)، هذه الأحاديث تؤكد ما أظنه أنكم تفهمونه وتعتقدونه: أن الابتداع في الدين كله ضلال، وأعني في الدين، لأن الابتداع المذموم هو خاصٌ في الدين، وأما في أمور الدنيا فمنه ما هو ممدوح، ومنه ما هو مذموم، حسب هذا المحدث إذا كان عارض شرعاً فهو مذموم، وإذا لم يعارض شرعاً فهو على الأقل جائز، ومن أحسن ما يُنقل في هذه المناسبة كلمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث أنه وضع قاعدةً هامةً جداً استنبطها من تلك الأحاديث زايد من نصوصٍ أخرى تدل على أن الأصل في الأشياء الإباحة وهذه قاعدةٌ أصولية فقال رحمه الله: " الأصل في الدين هو الامتناع إلا بنص والأصل في الدنيا الجواز إلا بنص " فهو يعني: كل محدث في الدين ممنوع، أما المحدث في الدنيا فهو مباح إلا إن عارض نصاًّ كما ذكرنا، ثم مما ينبغي التنبيه عليه هو أن قوله عليه السلام: (وإياكم ومحدثات الأمور) إنما يعني كل عبادة حدثت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتكون ضلالةً وإن كان في ظن كثير من الناس يحسبونها أنها حسنة، وبحقٍّ قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " كل بدعةٍ ضلالة وإن رآها الناس حسنة "، ذلك لأن الاستحسان في الدين معناه أن هذا المستحسن قرن نفسه مع رب العالمين الذي ليس لأحد سواه أن يشرع إلا ما شاء الله عز وجل، ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرع، لأنه ما يُدري هذا المستحسِن أن هذا الذي استحسنه بعقله وفكره فقط ولم يستمد ذلك من كتاب ربه أو من سنة نبيه، من أين له أن يعرف أن هذا أمرٌ حسن؟! لهذا يجب أن يكون موقفنا جميعاً من كل محدثةٍ في الدين الامتناع عنها بما سبق ذكره من أحاديث صحيحة.


لمزيد من الفوائد والفتاوى الصوتية يرجى مراجعة (موسوعة فتاوى الألباني) المتضمنة فتاوى الشيخ (*):


https://www.alalbani.info/albany_audio_fatawa.php


* حسب فهرسة موقع أهل الحديث والأثر، مع نقل التفريغات من مصادرها (كالمكتبة الشاملة، والمواقع المعتنية بتراث الألباني وتفريغاته).


الرابط الصوتي:


http://www.badrweb.net/alalbany/audio/001/001_01.mp3


المصدر: سلسلة الهدى والنور - شريط رقم: 1، فتوى رقم: 1.


والله ولي التوفيق.


موقع أرشيف الألباني


https://www.alalbani.info
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0001]: مشروعية كتابة الصلاة على النبي وكراهة الإشارة لها بحرف أو رمز، ابن باز


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر ما يلي للشيخ / عبد العزيز بن باز، المفتي العام السابق بالسعودية - رحمه الله - بعنوان: مشروعية كتابة الصلاة على النبي ﷺ وكراهة الإشارة لها بحرف أو رمز:


الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، أما بعد:
فقد أرسل الله رسوله محمدا ﷺ إلى جميع الثقلين بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أرسله بالهدى والرحمة ودين الحق، وسعادة الدنيا والآخرة لمن آمن به وأحبه واتبع سبيله ﷺ، ولقد بّلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فجزاه الله عن ذلك خير الجزاء وأحسنه وأكمله.
وطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه من أهم فرائض الإسلام وهي المقصود من رسالته.
والشهادة له بالرسالة تقتضي محبته وإتباعه والصلاة عليه في كل مناسبة وعند ذكره. لأن في ذلك أداء لبعض حقه ﷺ وشكرا لله على نعمته عليه بإرساله ﷺ.
وفي الصلاة عليه ﷺ فوائد كثيرة منها: امتثال أمر الله سبحانه وتعالى، والموافقة له في الصلاة عليه ﷺ، والموافقة لملائكته أيضا في ذلك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]
ومنها أيضاً مضاعفة أجر المصلي عليه ورجاء إجابة دعائه وسبب لحصول البركة ودوام محبته ﷺ وزيادتها وتضاعفها وسبب هداية العبد وحياة قلبه. فكلما أكثر الصلاة عليه وذكره استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره ولا شك في شيء مما جاء به.
كما أنه صلوات الله وسلامه عليه رغب في الصلاة عليه بأحاديث ثبتت عنه، منها ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا وعنه - رضي الله عنه - أيضا أن رسول الله ﷺ قال: لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم[1] وقال ﷺ: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي[2].بما أن الصلاة على النبي ﷺ مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك
وبما أن الصلاة على النبي ﷺ مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك لما تقدم من الأدلة.
والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقا لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليه وسلم) كاملة. وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه.
فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه: (الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده) قال ما نصه:
التاسع: أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله ﷺ عند ذكره، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما.
وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية. ولا يقتصر فيه على ما في الأصل.
وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو (عز وجل) (وتبارك وتعالى)، وما ضاهى ذلك. إلى أن قال: (ثم ليتجنب في إثباتها نقصين: أحدهما: أن يكتبها منقوصة صورة رامزا إليها بحرفين أو نحو ذلك، والثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب (وسلم). وروي عن حمزة الكناني - رحمه الله تعالى - أنه كان يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي ﷺ في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة علي؟ قال: فما كتبت بعد ذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم).... إلى أن قال ابن الصلاح: قلت ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم. انتهى المقصود من كلامه - رحمه الله تعالى - ملخصا.
وقال العلامة السخاوي - رحمه الله تعالى - في كتابه (فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي) ما نصه: (واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله (الكتاني) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من (صلى الله عليه وسلم) (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى).
وقال السيوطي - رحمه الله تعالى - في كتابه (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي): (ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى: صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] إلى أن قال: ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا.
هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


---


1. أخرجه أبو داود وأحمد في كتاب المناسك باب زيارة القبور وأحمد في 2/316.
2. أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات حديث حسن غريب.


المصدر: موقع الشيخ عبد العزيز بن باز:


https://binbaz.org.sa


نقلاًعن: مجلة البحوث الإسلامية العدد 12 ص7- 9، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 2/ 396).


والله ولي التوفيق.


موقع روح الإسلام


http://www.islamspirit.com
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى الألباني [0002]: وجوب التجمع والتقارب في المجالس، ونصوص حديثية في اهتمام النبي بإصلاح ظواهر الناس


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر المقطع الصوتي التالي للشيخ المحدث / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بعنوان: «بيان الشيخ وجوب التجمع والتقارب في المجالس وعدم التباعد والتفرق منها، وذكر نصوص حديثية دالة على اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بإصلاح تعابير الناس وظواهرهم.؟» شاملاً الرابط الصوتي أدناه مع التفريغ النصي التالي:


الشيخ: .... يعني أنت تسأل عن حديث: (لا يرقون ولا يسترقون)، هنا سؤال سألقيه عليكم مع جوابه إن شاء الله بعد أن ألقي كلمة وجيزة حول أدب من آداب المجالس التي أهملها اليوم خاصة الناس فضلاً عن عامتهم، من هذه الآداب: هو التجمع والتكتل والتقارب في المجلس وعدم التباعد فيه، وهذا من حِكَم الشريعة في كثيرٍ من أحكامها الظاهرة، والتي جاء التصريح بها في بعض الأحاديث الصحيحة، فهناك مثلاً في صحيح مسلم حديث جابر بن سمرة - فيما أذكر -: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد يوما فرآهم متفرقين حلقات حلقات، فقال لهم: (ما لي أراكم عزين؟) أي: متفرقين، وأهم من هذا ما يرويه الإمام أحمد في كتابه المسند بالسند القوي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، قال: كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونزلنا تفرقنا في الشعاب والوديان، فسافرنا يوماً ونزلنا كما كنا ننزل، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: (إنَّ تفرقكم في هذه الشعاب والوديان إنما هو من عمل الشيطان) قال: فكنا بعد ذلك إذا نزلنا في مكان اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا، فـ (شو) رأيكم إنتم بأه جالسين هنا في سطح ممهد مسهل، فهذا التفرق ليس من سنة الإسلام، ولذلك فكلما تضامت الحلقة كلما كانت مشمولة برحمة الله عز وجل وفضله، وكثير من الناس يجهلون أن هناك ارتباطاً وثيقاً جداً بين ظاهر الإنسان وباطنه، وهذا الارتباط الوثيق، مما توافرت كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الدلالة عليها، ولعلكم تعلمون العبارة التي تُذكر في كثير من الكتب " الظاهر عنوان الباطن "، وهذا الذي أشار إليه الشاعر قديماً حين قال:
و مهما تكن عند امرئ من خليقةٍ وإنْ خالها تخفى على الناس تعلم
فلا بد ما يكون هناك ارتباط بين الظاهر وبين الباطن، لذلك عُنِيَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنايةً بالغةً في إصلاح ظواهر المسلمين فضلاً عن باطنهم، فهو عليه السلام كما جاء بإصلاح القلوب والبواطن، كذلك جاء بإصلاح الأجساد و الظواهر معاً، فليس الأمر فقط كما يقول كثير من الناس: العبرة بما في الباطن، نعم، العبرة بما في الباطن، لكن ذلك لا يستلزم عدم العناية بالظاهر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام حينما رأى ذلك الرجل أو سمع ذلك الرجل يقول، والرسول عليه السلام يعظ الناس على طاعة الله وإتباع كتابه، قام ذلك الرجل ليقول له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فغضب عليه السلام غضباً شديداً، وقال: (قل: ما شاء الله وحده)، هذا لفظٌ ظاهر، ظهر من لسان ذلك الصحابي خطأً منه، لكن هذا الظاهر خلاف باطنه يقيني، لأن باطنه كان عامراً بالإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنه لما أخطأ في اللفظ لم يسكت الرسول عليه السلام عنه، بل أصلح له عبارته وقال له: (قل: ما شاء الله وحده)، رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم يقيناً أن هذا الرجل ما قصد ما دل عليه لفظه، لفظه دل على أنه جعل الرسول شريكاً مع الله في إرادته تبارك وتعالى، لكن هذا الصحابي يعلم أن مشيئة الله تبارك وتعالى قبل كل شيء وفوق كل شيء، لأنه يقرأ في القرآن الكريم: ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين))، ولا أحد يظن أن ذلك الصحابي يجهل هذه الحقيقة، لكن أخطأه لسانه، لكن الرسول عليه السلام أصلحه إياه وَدَلَّهُ على ما يقول , قال له: (قل: ما شاء الله وحده)، وفي رواية أخرى: (ما شاء الله ثم شئت)، والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، ولستُ الآن في صدد بيانها، لأنها كلمة حول التجمع في المجلس وعدم التفرق فيه، و لكني قبل أن أنهيها أرى نفسي مضطراً أن أذكر بحديث آخر فقط، لما فيه من الروعة في اهتمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه في إصلاح تعابير الناس وظواهرهم، ألا وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يقولن أحدكم: خَبُثَتْ نفسي)، (لا يقولن أحدكم: خَبُثَتْ نفسي، ولكن: لَقِسَتْ) ما معنى: (لقست)؟ في اللغة يساوي: (خَبُثَتْ)، (لقست) لغة بمعنى: (خَبُثَتْ)، لكن كلمة: الخبيثة، خبيثة , فما أرادها الرسول عليه السلام أن يتلفظ بها المسلم حينما يجد في نفسه شيء من هذه الخباثة بلفظة: (الخبث)، و إنما عدل به عنها إلى لفظة: (لَقِسَ)، وهذه اللفظة بطبيعة الحال وأنتم عرب، ما تعرفونها، لكن سيد العرب والعجم هو علمكموها وقال: (لا يقولن أحدكم: خَبُثَتْ نفسي، ولكن: لقست)، هذا في تأدب المسلم مع نفسه، لأنه مسلم، فما بالك بالتأدب مع الله ومع نبيه عليه الصلاة والسلام؟! فبالأحرى أن يتأدب المسلم مع الله ثم مع رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يأتي بعبارة قد تمس مقام النبوة أو مقام الرسالة.


لمزيد من الفوائد والفتاوى الصوتية يرجى مراجعة (موسوعة فتاوى الألباني) المتضمنة فتاوى الشيخ (*):


موسوعة فتاوى الألباني - موقع أرشيف الشيخ الألباني، تراث الألباني في مكان واحد


* حسب فهرسة موقع أهل الحديث والأثر، مع نقل التفريغات من مصادرها (كالمكتبة الشاملة، والمواقع المعتنية بتراث الألباني وتفريغاته).


الرابط الصوتي:


http://www.badrweb.net/alalbany/audio/001/001_12.mp3


المصدر: سلسلة الهدى والنور - شريط رقم: 1، فتوى رقم: 12.


والله ولي التوفيق.


موقع أرشيف الألباني


https://www.alalbani.info
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0002]: صلاة الضحى سنة مؤكدة، وفضل المداومة عليها، ابن باز (صوتي ومفرغ)


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر ما يلي للشيخ / عبد العزيز بن باز، المفتي العام السابق بالسعودية - رحمه الله - بعنوان: صلاة الضحى سنة مؤكدة - بيان فضل المداومة على صلاه الضحى:


* صلاة الضحى سنة مؤكدة:


السؤال:
بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول المرسلة (م. م. م) أختنا لها عدد من الأسئلة في أحدها تقول: قرأت في كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) أن سنة الضحى مختلف عليها، هل هي سنة أم لا، وقال بعضهم: إنها بدعة، فما هو الأرجح؟ جزاكم الله خيرًا، وهل الأفضل أن تصلى كل يوم؟ أم في يوم بعد يوم؟ جزاكم الله خيرًا.


الجواب:
صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي ﷺ أبا هريرة وأبا الدرداء، وصلاها ﷺ في بعض الأحيان، وتقول عائشة رضي الله عنها: "كان ﷺ يصلي الضحى أربعًا ويزيد ما شاء الله" رواه مسلم في الصحيح، وصلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام، وقال عليه الصلاة والسلام: يصبح على كل سلامى من الناس صدقة والسلامى: المفصل، يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات.
فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، الصواب: أنها سنة تفعل في البيت أفضل، ركعتان، أقلها ركعتان، ولو صلى أربعًا أو ستًا أو ثمانًا أو أكثر، فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين؛ فهذا خير، ولهذا ثبت عنه ﷺ أنه صلاها أربع ركعات، وصلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين عليه الصلاة والسلام.
فالمشروع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على صلاة الضحى، هذا هو السنة، وأقل ذلك ركعتان، نعم.
والأفضل عند شدة الضحى، لقوله ﷺ: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال الأوابين يعني: الرجاعين إلى الله أهل العبادة، صلاتهم عند شدة الضحى عند ارتفاع الضحى، إذا اشتد حر الأرض على فصال الإبل، يعني: أولاد الإبل، صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال يعني: قبل الظهر بساعتين بساعة ونص ثلاث ساعات، هذا هو الأفضل، وأول وقتها عند ارتفاع الشمس، فإذا صلاها بعد ارتفاع الشمس حصل المقصود، وإذا صلاها إذا رمضت الفصال؛ فهذا أفضل وإن صلى في وقتين فكله خير. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.


(*) فتاوى نور على الدرب.


المصدر: موقع الشيخ عبد العزيز بن باز:


https://binbaz.org.sa
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى الألباني [0003]: كيف تتم تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة واختلاف المحدثين قائم .؟


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر المقطع الصوتي التالي للشيخ المحدث / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بعنوان: «كيف تتم تصفية السنة من الأحاديث الضعيفة واختلاف المحدثين قديماً وحديثاً في التصحيح والتحسين والتضعيف قائم .؟ وما رأيكم في طريقة تدريس الفقه المقارن حالياً في الجامعات الإسلامية.؟ » شاملاً الرابط الصوتي أدناه مع التفريغ النصي التالي:


السائل: في نفس الباب أستاذ، كيف تتم التصفية , وما يعتبر حديثاً عند بعض المحدثين يعتبر حديثاً حسناً عند الآخرين وما يعتبر سيئاً عند بعضهم، يعتبر حسناً أو ضعيفاً عند آخرين؟
الشيخ: هذه ولا مؤاخذة شنشنة نعرفها من أخزمي، التصفية نعني ما أمكن منها، الأحاديث الضعيفة و الموضوعة المنتشرة في كتب ـ التي ذكرناها ـ من كتب التفسير والحديث والسلوك والأخلاق ونحو ذلك أكثر من أن تحصر بالمئات، بل بالألوف , فأنا شخص وحيد بلغ رقم الأحاديث الضعيفة و الموضوعة عندي حتى الآن قرابة فوق ستة آلاف حديث ضعيف، أنا وحدي , فماذا تتصورون لو كان هناك في العالم الإسلامي وفرة و كثرة من أهل العلم متخصصين؟! سينبشون مثل هذه الأحاديث من بطون الكتب أشكال كثيرة وكثيرة جداً، فلماذا نأتي إلى بعض الأحاديث التي يختلف فيها بعض علماء الحديث كما يقول البعض: أنه هناك أحكام فقهية كمان اختلفوا فيها بعض العلماء، فنحن نقول: هناك مسائل , ثبت عند الباحثين في الفقه أنها خطأ مخالفة للكتاب والسنة فيجب تصفيتها و إزالتها من طريق الفقهاء , كذلك هناك أحاديث متفق على ضعفها بل وعلى وضعها فيجب إزالتها من بطون الكتب ومن أذهان طلاب العلم وكذلك العلماء، تبقى هناك ولا شك بعض المسائل الفقهية , وبعض الأحاديث هي موضع خلاف , كونه يبقى شيء من ذلك ما يأتي مثل هذا السؤال لأنه نحن لا نعتقد خلافًا لما يشيع أن بعض المغرضين أو الجاهلين أنه نحن نريد أن نوحد المذاهب كلها، ونجعل المذاهب الأربعة مذهبًا واحدًا، نحن ما أقول: نحن من أعلم الناس، نحن أعلم الناس أن هذا مستحيل، مستحيل جمع الناس على مذهب واحد، مستحيل جمع الناس على فكر واحد، لكن ليس مستحيلاً التقريب بين الناس خاصة أهل السنة والجماعة، ممكن التقريب ـ وهذا واقع ومشاهد ـ فالذين يدرسون الفقه الذي يسمى اليوم بـ " الفقه المقارن " وإن كانت هذه الدراسة في الجامعات لا تزال سطحية، لأن الدكتور المتخصص في الشريعة وفي الفقه يعرض المسألة والأقوال التي قيلت فيها وأدلة كلهم ثم يدع الطلبة حيارى، لا يعرف ما هو الصواب من هذه الأقوال لأنه عرض أدلتها، قد يكون هناك آية مجملة وحديث مفصل، فهو لا يقول هذا الحديث يخصص الآية، قد يكون مذهب يستدل بحديث صحيح وآخر بحديث ضعيف، فلا يُعَرِّج على تمييز الصحيح من الضعيف وهكذا، فيترك إيش؟ الطلبة حيارى، لذلك أقول: هذا الفقه المقارن اليوم يُدرس دراسة سطحية، الذين يدرسون دراسة كاملة بحيث ـ كما يقولون اليوم أيضاً: يضعون النقاط على الحروف، يقولون: هذا دليله كذا وهذا دليله كذا وهذا دليله، والراجح كذا وكذا , لسبب كذا وكذا، هؤلاء يعرفون أن الذين يسلكون هذا المنهج الفقهي ـ وهو الذي يسمى بالفقه المقارن ـ أنه يقرب بين المسلمين، وهذه أمثلة بين أيدينا موجودة اليوم، مَنْ مِنْ طلاب العلم لا يسمع بـ الإمام الشوكاني؟ مَنْ مِنْ طلاب العلم لا يسمع بـ الصنعاني؟ مَنْ مِنْ أهل العلم لا يسمع بـ صالح المقبلي؟ صاحب "العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ "، من لا يسمع بهؤلاء؟ لا أحد هؤلاء أصلهم زيدية، زيود، ليسوا لا مذهب حنفي ولا شافعي ولا مالكي ولا حنبلي، يعني بتعبير هؤلاء المذاهب الأربعة أولئك الزيود ليسوا من أهل السنة والجماعة، لكنهم لما سلكوا هذا السبيل الذي ندعو المسلمين جميعاً أن يسلكوه حتى يتقاربوا و يتواددوا ولا يتباعدوا ولا يتباغضوا، فحينئذٍ يتحقق فيهم ما تحقق في هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم، حيث صاروا معنا، صاروا سنيين، صاروا يردوا على الزيود , لأنهم يخالفون السنة، فإذًا هذا المنهج يُوفِّق ولا يُفرِّق، أما أن يبقى كل إنسان على مذهبه فهو الذي يُفرِّق ولا يُوَحِّد.


لمزيد من الفوائد والفتاوى الصوتية يرجى مراجعة (موسوعة فتاوى الألباني) المتضمنة فتاوى الشيخ (*):


موسوعة فتاوى الألباني - موقع أرشيف الشيخ الألباني، تراث الألباني في مكان واحد


* حسب فهرسة موقع أهل الحديث والأثر، مع نقل التفريغات من مصادرها (كالمكتبة الشاملة، والمواقع المعتنية بتراث الألباني وتفريغاته).


الرابط الصوتي:


http://www.badrweb.net/alalbany/audio/002/002_04.mp3


المصدر: سلسلة الهدى والنور - شريط رقم: 2، فتوى رقم: 4.


والله ولي التوفيق.


موقع أرشيف الألباني


https://www.alalbani.info
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0003]: أقل وأكثر مدة في ختم القرآن، جملة من الأحاديث والآثار وأقوال الأئمة


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر ما يلي من أقول أهل العلم في المستحب لمدة ختم القرآن -لمشاركة الفوائد مع القراء الكرام- نقلاً عن فتوى بموقع إسلام ويب رقم (321901) بعنوان: أقل وأكثر مدة في ختم القرآن:


* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ، فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشًا، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَيْنَاهُ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: القَنِي بِهِ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، فَقَالَ: كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَيْفَ تَخْتِمُ؟ قَالَ: كُلَّ لَيْلَةٍ، قَالَ: صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةً، وَاقْرَأ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِي الجُمُعَةِ، قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: أَفْطِرْ يَوْمَيْنِ وَصُمْ يَوْمًا، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمَ دَاوُدَ، صِيَامَ يَوْمٍ وَإِفْطَارَ يَوْمٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً... اهـ


* ونقل السيوطي في الإتقان: عن بعض السلف أن منهم من ختم في ثمان، ثم في عشر، ثم في شهر، ثم في شهرين.


* وذكر النووي أن المختار اختلاف ذلك بحال الناس، قال السيوطي في الإتقان: أخرج ابن أبي داود، عن مكحول، قال: كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين وبعضهم في أكثر من ذلك. اهـ


* ونقل عن بعض السلف ومنهم الإمام أحمد كراهة الختم في أكثر من أربعين، قال ابن قدامة رحمه الله: ويكره أن يؤخر القرآن أكثر من أربعين يوما، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عبد الله بن عمرو في كم يختم القرآن؟ قال: في أربعين يوما، ثم قال في شهر، ثم قال في عشرين، ثم قال في خمس عشرة، ثم قال في عشر، ثم قال في سبع، لو؟ ينزل من سبع ـ أخرجه أبو داود، وقال أحمد: أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين، ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به، فكان ما ذكرنا أولى، وهذا إذا لم يكن له عذر، فأما مع العذر فواسع له. انتهى.


* وقال الزركشي في البرهان: ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر، نص عليه أحمد، لأن عبد الله بن عمرو سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يختم القرآن؟ قال في أربعين يوما ـ رواه أبو داود.


* وقال أبو الليث في كتاب البستان: ينبغي للقارئ أن يختم القرآن في السنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة، وقد روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال: من قرأ القرآن في كل سنة مرتين، فقد أدى للقرآن حقه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرضه على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين. اهـ.


* وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في التبيان: الاختيار: أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين، ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه، من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة. انتهى.


والله ولي التوفيق.


موقع روح الإسلام


http://www.islamspirit.com
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0004]: حكم الاستعانة والحلف بغير الله، ابن عثيمين (صوتي ومفرغ)

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر ما يلي للشيخ / محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية - رحمه الله - بعنوان: حكم الاستعانة والحلف بغير الله:

السؤال:

أما سؤاله الثالث يقول: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟ وهل يجوز الحلف بغير الله؟

الجواب:

الشيخ: الاستعانة بغير الله جائزة إذا كان المستعان ممن يمكنه أن يعين فيما سؤل فيه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الصدقات: «وتعين الرجل في دابته إذ تحمله عليها أو ترفع له عليها متاعاً». وأما استعانته بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهو من الشرك. وأما الحلف بغير الله فهو محرم، بل نوع من الشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت».

المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين:


الرابط الصوتي:


نقلاً عن: سلسلة فتاوى نور على الدرب - الشريط رقم [34].

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى الألباني [0004]: لم لا يجتمع العلماء في لجنة لحل الخلافات الحاصلة؟

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر المقطع الصوتي التالي للشيخ المحدث / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بعنوان: «لم لا يجتمع العلماء في لجنة علمية لحل الخلافات الحاصلة في الساحة الإسلامية وللإجابة على أسئلة المسلمين.؟» شاملاً الرابط الصوتي أدناه مع التفريغ النصي التالي:

السائل: استاذنا فيه سؤال أيضاً له علاقة بموضوع الإختلاف الذي ذكرته دون مسائل الجهاد.
السؤال يقول: هناك إختلافات كثيرة بين العلماء في بعض الفتاوى والتفسيرات، فلماذا لا تكون هناك حلقة تضم هؤلاء العلماء لحل هذه الخلافات على السنة والقرآن واتباع الأئمة الأربعة في ذلك؟
الشيخ: كيف في إتباع إيش؟
السائل: آآه لحل هذه الخلافات على السنة والقرآن وإتباع الأئمة الأربعة في ذلك؟
الشيخ: همم، أما هذا السؤال فموضوع جوابه مثل موضوع الجهاد، من الذي يشكل اللجنة التي تبحث في هذه الخلافات وتنظر إليها بمنظار الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح؟ من؟ أنا أنصح إخوانا أن يكونوا عمليين ولا يكونوا خياليين، الآن نحنُ ما نستطيع أن نجتمع خمسين شخص على رأي واحد، وما بالنا نقول عالم إسلامي يشكل تسعمائة مليون أو أكثر من ذلك كما يقول البعض، وهناك علماء كثيرون، منهم علماء رسميون متخرجون من الجامعات، منهم علماء غير ذلك، فمن الذي يجمع هؤلاء؟ من الذي يوحّد أفكارهم؟، ونحن نجد الأمر أعسر من أن نتخيل تنفيذ مثل هذا الإقتراح الذي يطلبه الأخ السائل، نحنُ اليوم نتنازع في وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة.
أحد الحضور: اللهُ أكبر!
الشيخ الألباني: وعدم التعصب للأئمة، لا نزالُ مختلفين في هذا، كثير من المشايخ هنا وهناك، كثير من الدكاترة، ولعل بعضكم يذكر في بعض الجرائد أثارت هذه القضيّة من قريب، ورد أخونا علي عليه، فأثار النعرة هذه النعرة المذهبية -التعصب المذهبي-، وهو دكتور ومتخرج من جامعة ويدرّس في جامعة، لا يتفق بعدُ معنا على وجوب رجوع المسلمين في ما اختلفوا فيه من الأحكام الشرعية إلى الكتاب وإلى السُّنّة، هذا شيء.
الشيء الثاني الذي لاحظته من السؤال، يقول السائل: وعلى اتباع المذاهب الأربعة، هذا القيد ليس من الواجب على أي عالِم مسلم فضلاً عن العلماء إذا تيسر لهم هذا الإجتماع الذي يطلبه هذا السائل، ليس من اللازم عليهم في أن يتقيدوا بالمذاهب الأربعة، لأن هناك مذاهب أخرى، معروفة أن أصحابها كانوا من أئمة المسلمين، كسفيان الثوري، وكعبد الرحمن المهدي، وعبد الله بن المبارك، والأوزاعي، كل هؤلاء أئمة من أئمة المسلمين، لهم آراؤهم، لهم اجتهاداتهم، ,والحديث الصحيح فما فرض اللهُ تباركَ وتعالى على علماء المسلمين أن يتقيدوا بمذهب من المذاهب الأربعة، خذوا مثلاً واقعيّاً الآن: لقد كُنّا منذ أن [ ... ] في الطلقات الثلاثة إنما يقع عليها طلقة واحدة، وكان العالم الإسلامي كله إلى ما قبل عشرين أو ثلاثين سنة في المحاكم الشرعية يقضون بأن من قال لزوجته: أنتِ طالق ثلاثاً، بانت منه بينونة كبرى، لكن أيقظتهم المصائب وليس السُّنّة واتباعها -مع الأسفِ الشديد-، كثرة مشاكل الطلاق في المحاكم الشرعية اضطرّ بعض القضاة، حتى من المتعصبين منهم للمذهب وبخاصة للمذهب الحنفي أن يعيدوا النظر في هذا الفرع مما يسمونه بالأحوال الشخصية، يعيدون النظر في تطليق الزوجة بسبب قول الرجل لها: أنتِ طالق ثلاث، فما وسعهم إلا أن يأخذوا برأي ابن تيمية، ورأي ابن تيمية قائم على حديث صحيح لا يزال موجوداً في صحيح مسلم، كان الطلاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهدِ أبي بكر وشطر من خلافة عمر، كان الطلاق بلفظ ثلاث طلقة واحدة، ثم رأى عمر بن الخطاب أن يجعلها ثلاثاً، فجعلها ثلاثاً لحكمة بدت له، واستمر العالم الإسلامي يمشي على هذا حتى هذا الزمن لما اضطُرَّ بعض القضاة إلى إعادة النظر في هذه المسألة فرجعوا إلى الحديث الصحيح، ما رجعوا إلى الحديث الصحيح الذي يعتبر الطلاق بلفظ ثلاث طلقة لأنه السنّه هكذا، وإنما حوادث الكثيرة التي أصبحت بيوت عديدة يصيبها الخراب واليباب بسبب تسرع رجل وقوله لزوجته: أنت طالق ثلاثة، فرجعوا إلى السُّنة رغم أنفوهم، لكن إلى الآن لا يزال كثير من المشايخ يفتون الرجل الذي يقول لزوجته: أنت طالق ثلاثاً، يقول طلقت منك، فلا تحلُ لك من بعدُ حتى تنكح زوجاً غيره.
المذاهب الأربعة -الشاهد- المذاهب الأربعة تقول هكذا، طلاق لفظ ثلاث، ثلاث، إقتراح الأخ أن يكون اجتماع هؤلاء العلماء وعلى اتباع المذاهب الأربعة، ليس صحيحاً من ناحية شرعية، لأنه في المذاهب الأربعة بعض الأفكار تخالف السنة، من ذلك قضية الطلاق بلفظ ثلاث، هذا خطأ، مخالف للحديث الذي رواه الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه أن الطلاق بلفظ ثلاث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر وشطر من خلافة عمر كان طلقة واحدة، ثم ارتأى عمر أن يجعلها ثلاثاً تأديباً لهم، فإذا الرجوع إلى السُّنّة هو الواجب، وليس الرجوع إلى إتباع الأئمة؛ لأنهم أحياناً قد يجتهدون -كما اجتهد عمر- وتكون السُّنة في جانب وعلينا أن نتبع السنّة، سواء كان إمام من الأئمة الأربعة أو مع إمام آخر من غير الأئمة الأربعة لأنهم لم يشتهروا عند المسلمين، مثلاً من الأئمة المعروفين في كتب الفقه والحديث، الليث بن سعد المصري، هذا لما يترجمه العلماء يقولون بأنه أعلم من مالك، مالك إمام دار الهجرة، يقولون هو أحقّ بأن يتبع من الإمام مالك، لكن الإمام مالك حفظَه أصحابُه، أمّا الليث بن سعد فضيّعه أصحابه، كُتب لمالك أن يرفع مذهبه أما الليث بن سعد فمذهبه مسطور في كتب الحديث وكتب الآثار.
الخلاصة: هذا القيد الذي جاء في سؤال السائل في آخره ليس باللازم على علماء المسلمين إذا اجتمعوا أن يلتزموا به، وكذلك فليس باللازم على علماء المسلمين ولو لم يتيسر لهم الإجتماع إذا ما اجتهدوا في بعضِ المسائل إلا أن يلتزموا السُّنّة سواءٌ وافقت المذاهب الأربعة أو لم توافق، غيرُه.

لمزيد من الفوائد والفتاوى الصوتية يرجى مراجعة (موسوعة فتاوى الألباني) المتضمنة فتاوى الشيخ (*):


* حسب فهرسة موقع أهل الحديث والأثر، مع نقل التفريغات من مصادرها (كالمكتبة الشاملة، والمواقع المعتنية بتراث الألباني وتفريغاته).

الرابط الصوتي:


المصدر: سلسلة الهدى والنور - شريط رقم: 8، فتوى رقم: 3.

والله ولي التوفيق.

موقع أرشيف الألباني

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0005]: حكم طلب الإمارة والولاية، وتولي المناصب الدينية كالقضاء والفتوى والخطابة، ابن باز

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، المفتي العام السابق بالسعودية، نقلاً عن ما جاء ضمن فتوى بموقع الإسلام سؤال وجواب برقم (277690) حول تولي المناصب الدينية، من القضاء والتعليم والفتوى والخطابة:

* سئل الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: ينفر كثير من طلبة العلم من المناصب الدينية.. فما هو السبب ؟ وهل من نصيحة للحضور ؟ كما يلاحظ أن كثيرا من الطلبة في كليات الشريعة ، يبحث بشتى الطرق للتخلص من القضاء ، فما نصيحة فضيلتكم لهم ؟

فأجاب : المناصب الدينية، من القضاء والتعليم والفتوى والخطابة ، مناصب شريفة ومهمة ، والمسلمون في أشد الحاجة إليها ، وإذا تخلى عنها العلماء تولاها الجهال ، فضلوا وأضلوا .

فالواجب على من دعت الحاجة إليه من أهل العلم والفقه في الدين ، أن يمتثل ؛ لأن هذه الأمور من القضاء والتدريس والخطابة والدعوة إلى الله ، وأشباه ذلك من فروض الكفايات ، فإذا تعينت على أحد من المؤهلين ، وجبت عليه ، ولم يجز له الاعتذار منها ، والامتناع.

ثم لو قدر أن هناك من يظهر أنه يكفي ، وأنها لا تجب عليه هذه المسألة ، فينبغي له أن ينظر الأصلح ، كما ذكر الله سبحانه عن يوسف عليه الصلاة والسلام ، أنه قال لملك مصر: ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) لما رأى المصلحة في توليه ذلك ؛ طلب الولاية ، وهو نبي ورسول كريم ، والأنبياء هم أفضل الناس ، طلبها للإصلاح : يصلح أهل مصر ، ويدعوهم إلى الحق.

فطالب العلم ، إذا رأى المصلحة في ذلك ، طلب الوظيفة ورضي بها : قضائية أو تدريسا ، أو وزارة أو غير ذلك ، على أن يكون قصده الإصلاح والخير ، وليس قصده الدنيا ، وإنما يقصد وجه الله ، وحسن المآب في الآخرة ، وأن ينفع الناس ، في دينهم أولا ، ثم في دنياهم ، ولا يرضى أن يتولى المناصب الجهال والفساق ، فإذا دعي إلى منصب صالح، يرى نفسه أهلا له ، وأن فيه قوة عليه ، فليُجب إلى ذلك ، وليحسن النية ، وليبذل وسعه في ذلك ، ولا يقل أخشى كذا ، وأخشى كذا .

ومع النية الصالحة ، والصدق في العمل ، يوفق العبد ، ويعان على ذلك ، إذا أصلح لله نيته ، وبذل وسعه في الخير ، وفقه الله .

ومن هذا الباب حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي ، أنه قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنت إمامهم ، واقتد بأضعفهم ، واتخذ مؤذنا ، لا يأخذ على أذانه أجرا ) رواه الإمام أحمد ، وأهل السنن ، بإسناد صحيح.

فطلب رضي الله عنه إمامة قومه للمصلحة الشرعية ، ولتوجيههم للخير ، وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، مثلما فعل يوسف عليه الصلاة والسلام .

قال العلماء : إنما نهي عن طلب الإمرة والولاية ، إذا لم تدع الحاجة إلى ذلك ؛ لأنه خطر ، كما جاء في الحديث النهي عن ذلك ، لكن متى دعت الحاجة، والمصلحة الشرعية إلى طلبها جاز ذلك ، لقصة يوسف عيه الصلاة والسلام ، وحديث عثمان رضي الله عنه المذكور " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (23/215).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0006]: وقت خروج صلاة العشاء في المذاهب الأربعة، وفتوى الشيخ الخضير

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي بعض أقوال الأئمة في وقت خروج صلاة العشاء، نقلاً عن ما جاء ضمن فتوى بموقع إسلام ويب برقم (71957) بعنوان: وقت خروج صلاة العشاء في المذاهب الأربعة، رجحت فيه الفتوى القول بأن وقت العشاء ممتد إلى طلوع الفجر فجاء في مستهل الفتوى: "وقت خروج صلاة العشاء هو طلوع الفجر الصادق هذا هو الذي عليه مذاهب الأئمة الأربعة وهو الراجح"، وختمت الفتوى بالقول: "لكن لا ينبغي تأخيرها عن الثلث الأول إلا في حق صاحب عذر من مرض ونحوه." وفيما يلي النقول الواردة بالفتوى:

* قال ابن قدامة في المغني وهو حنبلي متحدثاً عن وقت صلاة العشاء: والأولى إن شاء الله تعالى أن لا يؤخرها عن ثلث الليل، وإن أخرها إلى نصف الليل جاز، وما بعد النصف وقت ضرورة، الحكم فيه حكم وقت الضرورة في صلاة العصر، على ما مضى شرحه وبيانه، ثم لا يزال الوقت ممتداً حتى يطلع الفجر الثاني. انتهى.

* وقال الكاساني في بدائع الصنائع وهو حنفي: وأما آخر وقت العشاء فحين يطلع الفجر الصادق عندنا. انتهى.

* وقال محمد عليش في منح الجليل وهو مالكي: وينتهي مختار العشاء (ل) آخر (الثلث الأول) من الليل من غروب الشمس، وقيل: اختياريها ممتد للفجر فلا ضرورة لها. انتهى.

* وقال النووي في المجموع وهو شافعي متحدثاً عن وقتها أيضاً: فالمراد بالثلث أنه آخر وقت الابتداء بها، والمراد بالنصف أنه آخر وقت الانتهاء وهذا الطريق غريب، والمختار ثلث الليل، فإذا ذهب وقت الاختيار بقي وقت الجواز إلى طلوع الفجر الثاني، هذا هو المذهب، نص عليه الشافعي وقطع به جمهور أصحابنا المتقدمين والمتأخرين. انتهى.

* وقال الطحاوي في مشكل الآثار وهو حنفي بعد ذكره لأحاديث في هذا المجال: فثبت بتصحيح هذه الآثار، أن أول وقت العشاء الآخرة، من حيث يغيب الشفق إلى أن يمضي الليل كله، ولكنه على أوقات ثلاثة. فأما من حين يدخل وقتها إلى أن يمضي ثلث الليل، فأفضل وقت صليت فيه. وأما من بعد ذلك إلى أن يتم نصف الليل، ففي الفضل دون ذلك. وأما بعد نصف الليل ففي الفضل دون كل ما قبله. انتهى.

* فتوى الشيخ عبد الكريم الخضير، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية:

سؤال:
سائلة تقول: هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى قبل أذان الفجر بساعة أو نصف ساعة؟

الجواب:
وقت صلاة العشاء من مغيب الشفق الأحمر إلى منتصف الليل كما جاء في حديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- في (صحيح مسلم) [612]، وحديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- صريح في هذا الباب، لكن جمهور أهل العلم يرون أن وقت صلاة العشاء يمتد إلى طلوع الفجر، فعلى قول الجمهور لا مانع أن تؤخِّر صلاة العشاء إلى قبل أذان الفجر بساعة أو أقل من ذلك إلى ما قبل أذان الفجر، وأما على القول الآخر فليس لها أن تُؤخر بعد منتصف الليل، وحديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- صريح في ذلك، وفي حديث إمامة جبريل للنبي -عليه الصلاة والسلام- وأنَّه صلى العشاء في اليوم الثاني بعد أن مضى ثلث الليل، ولا شك أن حديث إمامة جبريل متقدم على حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فهو المتأخر وحينئذٍ يكون ناسخًا له، أو أنَّه ليس بحدٍّ في النهاية وإنما هو في نهاية وقت الاختيار، والجمهور يقولون: إن وقت صلاة العشاء يمتد إلى طلوع الفجر، «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى» [مسلم: 681]، مع أن هذا الحديث مخصوص بالفجر اتفاقًا، فوقتها ينتهي بطلوع الشمس، وليس إلى وقت الصلاة الأخرى التي هي صلاة الظهر، وما دام خُصَّ وضَعُف عمومه فلنخصصه بحديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-.

والأصل أن تؤدَّى الصلوات في أول وقتها؛ مسارعة في إبراء الذمة، وهو أفضل، إلا في صلاة الظهر إذا اشتد الحر فإن الأفضل الإبراد، وإلا صلاة العشاء فإن تأخيرها أفضل من تقديمها، وتأخَّر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن أصحابه حتى نام الصبيان، لكنه قال لهم: «إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي» [مسلم: 638]، فتأخير العشاء واتفاق الجماعة على تأخيرها لاشك أنَّه أفضل، والمقصود تأخيرها جماعة فلا يؤخرها ويترك الجماعة.

المصدر: برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة الأربعون، 17/7/1432 - نقلاً عن موقع الشيخ.

الرابط الصوتي:


والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0007]: أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، حين ينزل عليه الوحي

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي النص التالي المقتبس مما جاء ضمن فتوى بموقع الإسلام سؤال وجواب برقم ( 306935) -لمشاركة الفوائد مع القراء الكرام- مشتملاً بعض الأحاديث حول أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، حين ينزل عليه الوحي حيث جاء من هذه الأحاديث:

1- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت عائشة رضي الله عنها: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا" البخاري (2) .

[(صلصلة) هي صوت الحديد إذا حرك وتطلق على كل صوت له طنين. والمشبه هنا صوت الملك بالوحي. (فيفصم) يُقْلِع، ويذهب. (وعيت) فهمت وحفظت. (ليتفصد) يسيل، مبالغة من كثرة عرقه].

2- عن ابن عباس في قوله تعالى: "لا تحرك به لسانك لتعجل به [القيامة: 16] قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، وقال سعيد: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس يحركهما، فحرك شفتيه - فأنزل الله تعالى: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه [القيامة: 17] . قال: جمعه لك في صدرك، وتقرؤه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه [القيامة: 18] قال: فاستمع له وأنصت. ثم إن علينا بيانه [القيامة: 19]: ثم إن علينا أن تقرأه.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه" رواه البخاري (5).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0008]: حول معنى النبوة

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي النص التالي المقتبس مما جاء ضمن فتوى بموقع الإسلام سؤال وجواب برقم ( 306935) -لمشاركة الفوائد مع القراء الكرام- حول معنى النبوة:

" النبي في لغة العرب مشتق من النبأ وهو الخبر ، قال تعالى: عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيم النبأ/ 1 - 2 .

وإنّما سمّي النبي نبيّاً لأنه مُخْبرٌ مُخْبَر ، فهو مُخْبَر ، أي : أنَّ الله أخبره ، وأوحى إليه : قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ التحريم/ 3 .

وهو مُخْبرٌ عن الله تعالى أمره ووحيه نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ الحجر: 49] ، وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الحجر/ 51 .

وقيل: النبوة مشتقة من النَّبْوَة ، وهي ما ارتفع من الأرض ، وتطلق العرب لفظ النبي على علم من أعلام الأرض التي يهتدى بها.

والمناسبة بين لفظ النبي والمعنى اللغوي ، أنَّ النبي ذو رفعة وقدر عظيم في الدنيا والآخرة ، فالأنبياء هم أشرف الخلق ، وهم الأعلام التي يهتدي بها الناس فتصلح دنياهم وأخراهم ".

انظر : "الرسل والرسالات لعمر الأشقر" (13).

قال "ابن تيمية" : " والنبوة مشتقّة من الإنباء.

والنبيّ فعيلٌ ، وفعيل قد يكون بمعنى فاعل ؛ أي منبئٌ ، وبمعنى مفعول ؛ أي مُنْبَأٌ .

وهما هنا متلازمان ؛ فالنبي الذي ينبئ بما أنبأه الله به، والنبي الذي نبّأه الله، وهو منبأ بما أنبأه الله به " انظر : "النبوات" لابن تيمية (2/ 873).

فالحاصل أن " النبوة واسطة بين الخالق والمخلوق في تبليغ شرعه، وسفارة بين الملك وعبيده، ودعوة من الرحمن الرحيم - تبارك وتعالى – لخلقه، ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، وينقلهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .

فهي نعمة مهداة من الله - تبارك وتعالى - إلى عبيده، وفضل إلهيّ يتفضّل بها عليهم .

هذا في حقّ المرسَل إليهم .

أما في حقّ المرسَل نفسه، فهي امتنان من الله يمنّ بها عليه ، واصطفاء من الربّ له من بين سائر النّاس ، وهبة ربانيّة يختصّه الله بها من بين الخلق كُلّهم .

والنبوة لا تُنال بعلم ولا رياضة ، ولا تدرك بكثرة طاعة أو عبادة ، ولا تأتي بتجويع النفس أو إظمائها كما يظنّ من في عقله بلادة .

وإنّما هي محض فضل إلهيّ ، ومجرّد اصطفاء ربانيّ ، وأمر اختياريّ ؛ فهو جلّ وعلا كما أخبر عن نفسه : ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) [البقرة، 105] .

فالنبوة إذاً لا تأتي باختيار النبيّ، ولا تنال بطلبه " .

انتهى من "مقدمة تحقيق كتاب النبوات" (1/ 19).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0009]: حول أنواع التوحيد - اللجنة الدائمة

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية، حول أنواع التوحيد:

س1: ما هي أنواع التوحيد مع تعريف كل منها؟
ج1: أنواع التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، فتوحيد الربوبية: هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب، قال الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ

الْعَالَمِينَ} (1) وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره، ولا يدعى سواه، ولا يستغاث ولا يستعان إلا به، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلا له، قال الله تعالى: {قل إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2) {لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (3) وقال: {فصل لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (4) وتوحيد

الأسماء والصفات: هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل، {ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1)
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

المصدر: فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - المؤلف: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش - الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض (ج 1 - ص 55).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0010]: النهي عن سب القدر - ابن باز

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول النهي عن سب القدر:

النهي عن سب القدر
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت على ما نشر في جريدة الرياض العدد 4887 الصادر في 17 \ 9 \ 1401 هـ تحت زاوية قصة اجتماعية بعنوان "قسوة القدر" بقلم قماشة الإبراهيم، وقد ورد في القصة المذكورة قول الكاتبة: (إننا في هذه الحياة ليس لنا حقوق، إننا أعمار يلهو بها القدر، حتى يملها، فيلقي بها إلى العالم الآخر، والقدر يلهو أحيانا بدموعنا وضحكاتنا) .
وهذا الكلام مناف لكمال التوحيد، وكمال الإيمان بالقدر، فإن القدر لا يلهو، والزمن لا يعبث، وإن كل ما يجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه، والله سبحانه هو الذي يصرف الليل والنهار، وهو الذي يقدر السعادة والشقاء، حسب ما تقتضيه حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس؛ لأن علمهم محدود، وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية، وكل ما في الوجود مخلوق لله، خلقه بمشيئته وقدرته، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو الذي يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويغني ويفقر، ويضل ويهدي، ويسعد ويشقي، ويولي الملك من يشاء، وينزعه ممن يشاء، وقد أحسن كل شيء خلقه، وكل أفعال الخالق وأوامره ونواهيه، لها حكمة بالغة وغايات محمودة، يشكر عليها سبحانه، وإن لم يعرفها البشر لقصور إدراكهم.
وقد ورد في الصحيحين وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى: «يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار (1) » وفي رواية «لا تسبوا الدهر فإني أنا الدهر (2) » وفي رواية «لا يقل ابن آدم: يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أرسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما (3) » وقد كان العرب في الجاهلية ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد، سبوا فاعلها فكان مرجع سبها إلى الله عز وجل، إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها، فنهوا عن سب الدهر وقد نقل هذا التفسير للحديث بهذا المعنى عن الشافعي، وأبي عبيد، وابن جرير، والبغوي وغيرهم.
وأما معنى قوله: أقلب الليل والنهار يعني أن ما يجري فيهما من خير وشر بإرادة الله وتدبيره وبعلم منه تعالى وحكمة، لا يشاركه في ذلك غيره، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فالواجب عند ذلك حمده في الحالتين، وحسن الظن به سبحانه وبحمده، والرجوع إليه بالتوبة والإنابة، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (1)
وقد أورد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، بابا في كتاب التوحيد سماه: (باب من سب الدهر فقد آذى الله) أورد فيه هذا الحديث وبين أنه يشتمل على عدة مسائل:
1 - النهي عن سب الدهر.
2 - تسميته أذى لله.
3 - التأمل في قوله: فإن الله هو الدهر.
4 - أنه قد يكون سابا ولو لم يقصده بقلبه.
وعلى هذا فإن الكاتبة - سامحها الله - أخطأت عندما نسبت القسوة إلى الدهر في عنوان قصتها؛ لأن القدر - كما سبق - لا يتصرف، وإنما الله سبحانه هو المقدر للأشياء عن حكمة بالغة، والله جل وعلا لا يوصف بالقسوة، بل هو جل وعلا رحيم بعباده، وهو أرحم بهم من الوالدة بولدها، كما ورد في الحديث الصحيح «الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها (2) » فيجب أن ننزه أقلامنا عن الوقوع في مثل هذه المزالق، امتثالا لأمر الله وأمر رسوله، وإكمالا للتوحيد، وابتعادا عما ينافيه أو ينافي كماله، ووسائل الإعلام - كما هو معروف - واسعة الانتشار وعظيمة التأثير على الناس، وكثرة ترديدها لمثل هذه الكلمات ينشرها بين الناس، ويجعلهم يتساهلون في استعمالها، وخاصة النشء مع ما في استعمالها من المحذور.
نسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، ويجنبنا زلات القلم واللسان، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 1 - ص 146).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0011]: تعريف التوحيد وأنواعه - كلام مفصل لابن عثيمين

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى العلامة محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول تعريف التوحيد وأنواعه:

سئل فضيلة الشيخ - أعلى الله درجته في المهديين -: عن تعريف التوحيد وأنواعه.
فأجاب - حفظه الله - بقوله: التوحيد لغة: " مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحدا " وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى المُوحد، وإثباته له، فمثلا نقول: إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلا: " فلان قائم " فهنا أثبتَّ له القيام لكنك لم توحده به؛ لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت: " لا قائم " فقد نفيت محضا ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت: " لا قائم إلا زيد " فحينئذ تكون وحدت زيدا بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيدا حتى يتضمن نفيا وإثباتا.
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو " إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به ".
وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية.
الثاني: توحيد الألوهية.
الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوعوا التوحيد إلى ثلاثة أنواع:
الأول: توحيد الربوبية: وهو " إفراد الله - سبحانه وتعالى - بالخلق، والملك، والتدبير " وتفصيل ذلك:
أولا: بالنسبة لإفراد الله - تعالى - بالخلق: فالله - تعالى - وحده هو الخالق لا خالق سواه، قال الله - تعالى -:
{هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} . وقال - تعالى - مبينا بطلان آلهة الكفار: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} . فالله - تعالى - وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدره تقديرا، وخَلْقُهُ يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضا، ولهذا كان من تمام الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن الله - تعالى - خالقٌ لأفعال العباد كما قال الله - تعالى -: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} .
ووجه ذلك أن فعل العبد من صفاته، والعبد مخلوق لله، وخالق الشيء خالق لصفاته، ووجه آخر أن فعل العبد حاصل بإرادة جازمة وقدرة تامة، والإرادة والقدرة كلتاهما مخلوقتان لله - عز وجل - وخالق السبب التام خالق للمسبب.
فإن قيل: كيف نجمع بين إفراد الله - عز وجل - بالخلق مع أن الخلق قد يثبت لغير الله كما يدل عليه قول الله - تعالى -: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} . «وقول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في المصورين:
«" يقال لهم: أحيوا ما خلقتم "؟» .
فالجواب على ذلك: أن غير الله - تعالى - لا يخلق كخلق الله فلا يمكنه إيجاد معدوم، ولا إحياء ميت، وإنما خلق غير الله - تعالى - يكون بالتغيير وتحويل الشيء من صفة إلى صفة أخرى وهو مخلوق لله - عز وجل -، فالمصور مثلا، إذا صور صورة فإنه لم يحدث شيئا غاية ما هنالك أنه حول شيئا إلى شيء كما يحول الطين إلى صورة طير أو صورة جمل، وكما يحول بالتلوين الرقعة البيضاء إلى صورة ملونة فالمداد من خلق الله - عز وجل -، والورقة البيضاء من خلق الله - عز وجل -، هذا هو الفرق بين إثبات الخلق بالنسبة إلى الله - عز وجل - وإثبات الخلق بالنسبة إلى المخلوق، وعلى هذا يكون الله - سبحانه وتعالى - منفردا بالخلق الذي يختص به.
ثانيا: إفراد الله - تعالى - بالملك، فالله - تعالى - وحده هو المالك كما قال الله - تعالى -: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
وقال - تعالى -: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ} . فالمالك الملك المطلق العام الشامل هو الله - سبحانه وتعالى - وحده، ونسبة الملك إلى غيره نسبة إضافية فقد أثبت الله - عز وجل - لغيره الملك كما في قوله - تعالى -: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ} . وقوله: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} . إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن لغير الله - تعالى - ملكا لكن هذا الملك ليس كملك الله - عز وجل - فهو ملك قاصر، وملك مقيد، ملك قاصر لا يشمل، فالبيت الذي لزيد لا يملكه عمرو، والبيت الذي لعمرو لا يملكه زيد، ثم هذا الملك مقيد بحيث لا يتصرف الإنسان فيما ملك إلا على الوجه الذي أذن الله فيه ولهذا نهى النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن إضاعة المال، وقال الله - تبارك وتعالى -: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} . وهذا دليل على أن ملك الإنسان ملك قاصر وملك مقيد، بخلاف ملك الله - سبحانه وتعالى - فهو ملك عام شامل وملك مطلق يفعل الله - سبحانه وتعالى - ما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ثالثا: التدبير، فالله - عز وجل - منفرد بالتدبير فهو الذي يدبر الخلق ويدبر السماوات والأرض كما قال الله - سبحانه وتعالى -: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . وهذا التدبير شامل لا يحول دونه شيء ولا يعارضه شيء. والتدبير الذي يكون لبعض المخلوقات كتدبير الإنسان أمواله وغلمانه وخدمه وما أشبه ذلك هو تدبير ضيق محدود، ومقيد غير مطلق، فظهر بذلك صدق صحة قولنا: إن توحيد الربوبية هو " إفراد الله بالخلق والملك، والتدبير ".
النوع الثاني: توحيد الألوهية وهو " إفراد الله - سبحانه وتعالى - بالعبادة " بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدا يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله - تعالى - ويتقرب إليه. وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات، لكن أكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد - وهو توحيد الألوهية - بحيث لا يصرف الإنسان شيئا من العبادة لغير الله - سبحانه وتعالى - لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين؛ لأن العبادة لا تصح إلا لله - عز وجل -، ومن أخل بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية، وبتوحيد الأسماء والصفات. فلو أن رجلا من الناس يؤمن بأن الله - سبحانه وتعالى - هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، وأنه - سبحانه وتعالى - المستحق لما يستحقه من الأسماء والصفات لكن يعبد مع الله غيره لم ينفعه إقراره بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات. فلو فرض أن رجلا يقر إقرارا كاملا بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات لكن يذهب إلى القبر فيعبد صاحبه أو ينذر له قربانا يتقرب به إليه فإن هذا مشرك كافر خالد في النار، قال الله - تبارك وتعالى -: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} . ومن المعلوم لكل من قرأ كتاب الله - عز وجل - أن المشركين الذين قاتلهم النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستحل دماءهم، وأموالهم وسبى نساءهم، وذريتهم، وغنم أرضهم كانوا مقرين بأن الله - تعالى - وحده هو الرب الخالق لا يشكون في ذلك، ولكن لما كانوا يعبدون معه غيره صاروا بذلك مشركين مباحي الدم والمال.
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو " إفراد الله - سبحانه وتعالى - بما سمى الله به نفسه، ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل ". فلا بد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل، وهذا النوع من أنواع التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة الذين ينتسبون للإسلام على أوجه شتى:
منهم من غلا في النفي والتنزيه غلوّا يخرج به من الإسلام، ومنهم متوسط، ومنهم قريب من أهل السنة، ولكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد هو أن يسمى الله ويوصف بما سمى ووصف به نفسه على وجه الحقيقة، لا تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
مثال ذلك: أن الله - سبحانه وتعالى - سمى نفسه بالحي القيوم فيجب علينا أن نؤمن بأن الحي اسم من أسماء الله - تعالى - ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء، وسمى الله نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسما من أسماء الله - سبحانه وتعالى - وبالسمع صفة من صفاته، وبأنه يسمع وهو الحكم الذي اقتضاه ذلك الاسم وتلك الصفة، فإن سميعا بلا سمع أو سمعا بلا إدراك مسموع هذا شيء محال وعلى هذا فقس.
مثال آخر: قال الله - تعالى -: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} . فهنا قال الله - تعالى -: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله - تعالى - يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصورا، ولا بألسنتنا نطقا أن نكيف تلك اليدين ولا أن نمثلهما بأيدي المخلوقين؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . ويقول: الله - تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} . ويقول: - عز وجل -: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} . فمن مثل هاتين اليدين بأيدي المخلوقين فقد كذب قول الله - تعالى -: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . وقد عصى الله - تعالى - في قوله: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} . ومن كيفهما وقال: هما على كيفية معينة أيّا كانت هذه الكيفية فقد قال على الله ما لا يعلم وقفى ما ليس له به علم.
ونضرب مثالا ثانيا في الصفات: وهو استواء الله على عرشه فإن الله - تعالى - أثبت لنفسه أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من كتابه كلها بلفظ (استوى) وبلفظ (على العرش) وإذا رجعنا إلى الاستواء في اللغة العربية وجدناه إذا عدي بعلى لا يقتضي إلا الارتفاع والعلو، فيكون معنى قوله - تعالى -: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وأمثالها من الآيات: أنه علا على عرشه علوّا خاصا غير العلو العام على جميع الأكوان وهذا العلو ثابت لله - تعالى - على وجه الحقيقة فهو عالٍ على عرشه علوّا يليق به - عز وجل - لا يشبه علو الإنسان على السرير، ولا علوه على الأنعام، ولا علوه على الفلك الذي ذكره الله في قوله: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} . فاستواء المخلوق على شيء لا يمكن أن يماثله استواء الله على عرشه؛ لأن الله ليس كمثله شيء.
وقد أخطأ خطأ عظيما من قال: إن معنى استوى على العرش استولى على العرش؛ لأن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ومخالف لما أجمع عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - والتابعون لهم بإحسان، ومستلزم للوازم باطلة لا يمكن لمؤمن أن يتفوه بها بالنسبة لله - عز وجل -. والقرآن الكريم نزل باللغة العربية بلا شك كما قال الله - سبحانه وتعالى -: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} . ومقتضى صيغة " استوى على كذا " في اللغة العربية العلو والاستقرار، بل هو معناها المطابق للفظ. فمعنى استوى على العرش أي: علا عليه علوّا خاصا يليق بجلاله وعظمته، فإذا فسر الاستواء بالاستيلاء فقد حرف الكلم عن مواضعه حيث نفى المعنى الذي تدل عليه لغة القرآن وهو العلو وأثبت معنى آخر باطلا.
ثم إن السلف والتابعين لهم بإحسان مجمعون على هذا المعنى إذ لم يأت عنهم حرف واحد في تفسيره بخلاف ذلك، وإذا جاء اللفظ في القرآن والسنة ولم يرد عن السلف تفسيره بما يخالف ظاهره فالأصل أنهم أبقوه على ظاهره واعتقدوا ما يدل عليه.
فإن قال قائل: هل ورد لفظ صريح عن السلف بأنهم فسروا استوى بـ (علا) ؟
قلنا: نعم ورد ذلك عن السلف، وعلى فرض أن لا يكون ورد عنهم صريحا فإن الأصل فيما دل عليه اللفظ في القرآن الكريم والسنة النبوية أنه باق على ما تقتضيه اللغة العربية من المعنى فيكون إثبات السلف له على هذا المعنى.
أما اللوازم الباطلة التي تلزم من فسر الاستواء بالاستيلاء فهي:
أولا: أن العرش قبل خلق السماوات والأرض ليس ملكا لله - تعالى - لأن الله - تعالى - قال: " {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} .
وعلى هذا فلا يكون الله مستوليا على العرش قبل خلق السماوات ولا حين خلق السماوات والأرض.
ثانيا: أنه يصح التعبير بقولنا: إن الله استوى على الأرض، واستوى على أي شيء من مخلوقاته وهذا بلا شك ولا ريب معنى باطل لا يليق بالله - عز وجل -.
ثالثا: أنه تحريف للكلم عن مواضعه.
رابعا: أنه مخالف لإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.
وخلاصةُ الكلام في هذا النوع - توحيد الأسماء والصفات - أنه يجب علينا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات على وجه الحقيقة من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية (المتوفى : 1421هـ) رحمه الله - جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان - الناشر : دار الوطن - دار الثريا - الطبعة : الأخيرة - 1413 هـ (ج 1 - ص 17).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 
  • أعجبني
التفاعلات: مادي 15

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,241
853
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
جزاكم الله خير
 

إسلام إبراهيم

مزمار ألماسي
26 يوليو 2016
1,632
151
63
الجنس
ذكر
سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0012]: نظرية التطور والارتقاء - اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية حول نظرية التطور والارتقاء:

السؤال الخامس من الفتوى رقم (5167) :
س5: هناك من يقول: إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قردا وتطور، فهل هذا صحيح، وهل من دليل؟
ج5: هذا القول ليس بصحيح، والدليل على ذلك أن الله بين في القرآن أطوار خلق آدم، فقال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} (1)ثم إن هذا التراب بل حتى صار طينا لازبا يعلق بالأيدي، فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (1) وقال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ} (2) ثم صار حمأ مسنونا، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (3) ثم لما يبس صار صلصالا كالفخار، قال تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} (4) وصوره الله على الصورة التي أرادها ونفخ فيه من روحه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (5) {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (6) هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن، وأما الأطوار التي مرت على خلق ذرية آدم فقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} (7) {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (8) {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} (9) أما زوجة آدم حواء فقد بين الله تعالى أنه خلقها منه، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} (1) الآية.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

المصدر: فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - المؤلف: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش - الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض (ج 1 - ص 70).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع