- 3 ديسمبر 2020
- 318
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
سورة محمد تسمى سورة القتال ، ولعل هذا الاسم يشير إلى المحور الرئيسي لموضوع السورة وهو الصراع بين أهل الحق وتصفهم السورة " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وأهل الباطل وتصفهم السورة " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله "
وتعرض السورة في أوّلها ، صورتين متقابلتين للكافرين والمؤمنين فالأية الأولى :" الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" والآية الثانية :" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ "
" فالذين كفروا " يقابلها " الذين آمنوا " وقوله " وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" يقابلها " وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" وقوله " أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" يقابلها " كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ"
وانظر كيف أن الأعمال وإن كانت صالحة ، فمع الكفر ضاعت وذهب أجرها ، والأعمال السيئة مع الايمان كُفّرت وذهب وزرها ، فالايمان هو القاعدة الصحيحة التي يُـبنى عليها قبول الأعمال .
وزادت الأية الثانية للمؤمنين قوله تعالى " وأصلح بالهم " ، وجاء في معناها في أقوال المفسرين أصلح حالهم أو شأنهم أو أمورهم فيما يتعلق بصلاح دنياهم ، وقيل البال محله القلب : أي أصلح قلوبهم ونياتهم .
وتؤكد الأيات في سورة محمد حتمية الصراع بين المؤمنين والكافرين ، والذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى قتال بعضهم بعضا ويدل على ذلك قوله تعالى :" فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"
والله قادر أن ينصر جنده المؤمنين بغير حرب ولا قتال ، ولكن لتتحقق سنة الابتلاء التي أرادها الله ليعلم صدق المؤمنين ويتخذ منهم شهداء " ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ "
فماذا سينتظر اولئك الشهداء الذين اصطفاهم الله لنصرة دينه والموت في سبيله " وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ "
وتكررت هنا مرة أخرى " وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ" ، فأما الأولى فكانت قبل القتل والشهادة أي في الدنيا وأما الثانية هذه فهي بعد القتل والشهادة أي في الأخرة ، والمعنى أن من جاهد في سبيل الله كان جزاءً من الله له أن يصلح باله في الدنيا والأخرة .
ويأتي السؤال عن أسباب الصراع بين المؤمنين والكافرين ؟ فتجيب عن ذلك الأية الكريمة :" " ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ "
فالكفار أهل باطل والمؤمنون أهل حق ، وأهل الايمان يدافعون عن حقهم وينصرونه وأهل الكفر يصدون عن هذا الحق الذي هو سبيل الله كما وصفته مطلع السورة ، وهذه العلة التي شرع الله من أجلها قتالهم وجهادهم ، لأنهم يصدون الناس عن سبيل الله ، ويقفون سدّا منيعا أمام هدايتهم لطريق الحق .
ومنذ مطلع السورة قرن الله كفر الكافرين بصدهم عن سبيل الله :" الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" فهم لم يكتفوا بكفرهم بل أتبعوا ذلك بالصد عن سبيل الله وحرب دينه والكيد له فصار لزاماً على المؤمنين أن يتصدوا لهم ويردوا كيدهم .
وتأمل كم مرة تكرّر اقتران الكفر بالصدّ عن سبيل الله في أكثر من موضع في السورة ، ففي أول آية منها " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"
وقوله أيضا :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ "
وأيضا" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ "
وكل هذه الأيات تؤكد حرص الكافرين على الصد عن سبيل الله ومحاربة دينه وقتال أوليائه ولكنّها في المقابل تؤكد أن أعمالهم إلى ضلال" أضل أعمالهم " ، وكيدهم إلى حبوط " وأحبط أعمالهم " ولا ينالون مغفرة الله ورحمته :" فلن يغفر الله لهم "
ولما كان الاختلاف بين المؤمنين والكافرين في الطريق والمنهج ، كان الاختلاف كذلك في العاقبة والمصير ، فالذين آمنوا ينتهي طريقهم إلى نصر وتمكين في الدنيا :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " واما الذين كفروا فلهم التعاسة والشقاء وسيضل الله أعمالهم فلا تحقق غايتها :" وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"
وأما في الآخرة فالذين آمنوا إلى جنات تجري من تحتها الأنهار :" إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" وأما الذين كفروا فمثواهم النار وبئس المصير :" وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ"
فماذا على المؤمنين من واجب تجاه كيد هؤلاء الكفار وصدّهم عن سبيل الله ليتحقق لهم النصر عليهم :
سورة محمد تسمى سورة القتال ، ولعل هذا الاسم يشير إلى المحور الرئيسي لموضوع السورة وهو الصراع بين أهل الحق وتصفهم السورة " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وأهل الباطل وتصفهم السورة " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله "
وتعرض السورة في أوّلها ، صورتين متقابلتين للكافرين والمؤمنين فالأية الأولى :" الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" والآية الثانية :" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ "
" فالذين كفروا " يقابلها " الذين آمنوا " وقوله " وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" يقابلها " وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ" وقوله " أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ" يقابلها " كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ"
وانظر كيف أن الأعمال وإن كانت صالحة ، فمع الكفر ضاعت وذهب أجرها ، والأعمال السيئة مع الايمان كُفّرت وذهب وزرها ، فالايمان هو القاعدة الصحيحة التي يُـبنى عليها قبول الأعمال .
وزادت الأية الثانية للمؤمنين قوله تعالى " وأصلح بالهم " ، وجاء في معناها في أقوال المفسرين أصلح حالهم أو شأنهم أو أمورهم فيما يتعلق بصلاح دنياهم ، وقيل البال محله القلب : أي أصلح قلوبهم ونياتهم .
وتؤكد الأيات في سورة محمد حتمية الصراع بين المؤمنين والكافرين ، والذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى قتال بعضهم بعضا ويدل على ذلك قوله تعالى :" فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"
والله قادر أن ينصر جنده المؤمنين بغير حرب ولا قتال ، ولكن لتتحقق سنة الابتلاء التي أرادها الله ليعلم صدق المؤمنين ويتخذ منهم شهداء " ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ "
فماذا سينتظر اولئك الشهداء الذين اصطفاهم الله لنصرة دينه والموت في سبيله " وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ "
وتكررت هنا مرة أخرى " وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ" ، فأما الأولى فكانت قبل القتل والشهادة أي في الدنيا وأما الثانية هذه فهي بعد القتل والشهادة أي في الأخرة ، والمعنى أن من جاهد في سبيل الله كان جزاءً من الله له أن يصلح باله في الدنيا والأخرة .
ويأتي السؤال عن أسباب الصراع بين المؤمنين والكافرين ؟ فتجيب عن ذلك الأية الكريمة :" " ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ "
فالكفار أهل باطل والمؤمنون أهل حق ، وأهل الايمان يدافعون عن حقهم وينصرونه وأهل الكفر يصدون عن هذا الحق الذي هو سبيل الله كما وصفته مطلع السورة ، وهذه العلة التي شرع الله من أجلها قتالهم وجهادهم ، لأنهم يصدون الناس عن سبيل الله ، ويقفون سدّا منيعا أمام هدايتهم لطريق الحق .
ومنذ مطلع السورة قرن الله كفر الكافرين بصدهم عن سبيل الله :" الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ" فهم لم يكتفوا بكفرهم بل أتبعوا ذلك بالصد عن سبيل الله وحرب دينه والكيد له فصار لزاماً على المؤمنين أن يتصدوا لهم ويردوا كيدهم .
وتأمل كم مرة تكرّر اقتران الكفر بالصدّ عن سبيل الله في أكثر من موضع في السورة ، ففي أول آية منها " الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"
وقوله أيضا :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ "
وأيضا" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ "
وكل هذه الأيات تؤكد حرص الكافرين على الصد عن سبيل الله ومحاربة دينه وقتال أوليائه ولكنّها في المقابل تؤكد أن أعمالهم إلى ضلال" أضل أعمالهم " ، وكيدهم إلى حبوط " وأحبط أعمالهم " ولا ينالون مغفرة الله ورحمته :" فلن يغفر الله لهم "
ولما كان الاختلاف بين المؤمنين والكافرين في الطريق والمنهج ، كان الاختلاف كذلك في العاقبة والمصير ، فالذين آمنوا ينتهي طريقهم إلى نصر وتمكين في الدنيا :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " واما الذين كفروا فلهم التعاسة والشقاء وسيضل الله أعمالهم فلا تحقق غايتها :" وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ"
وأما في الآخرة فالذين آمنوا إلى جنات تجري من تحتها الأنهار :" إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" وأما الذين كفروا فمثواهم النار وبئس المصير :" وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ"
فماذا على المؤمنين من واجب تجاه كيد هؤلاء الكفار وصدّهم عن سبيل الله ليتحقق لهم النصر عليهم :
- الايمان الصادق وطاعة الله ورسوله :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ "
- الاستعلاء بالايمان واليقين بنصر الله وعدم استجداء الكافرين أوالخنوع لهم :" فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ "
- عدم الاغترار بالحياة الدنيا وزينتها وايثارها على الايمان والتقوى :" إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ "
- بذل الأنفس والأموال لنصرة الدين :" هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ"
هذَا والله أعلم
كتبه عمر محمود أبو أنس
كتبه عمر محمود أبو أنس