إعلانات المنتدى


شجاعة المؤمن

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
المؤمن شجاع والكافر جبان :قال عمر بن الخطاب : [[اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة وجلد المنافق ]] فكون الفاجر شجاعاً والمؤمن جباناً؛ هذه مصيبة وداهية كبيرة، وأحيانا للأسف تجد الكافرين والمنافقين شجعانا وتجد بعض الناس من المؤمنين ممن يصلي الصلوات الخمس ، لا يصمد أمام فتنة ويخشى الناس بدل قبل ان يخشى الله .
وقول عمر : [[اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة، وجلد المنافق ]] أي أن يكون المنافق قويا في الباطل بينما المؤمن ضعيفا في الحق .
والله تعالى وصف أولياءه بالشجاعة فقال عزوجل:"(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ) فهم يبلغون الرسالة ويظهرون مبدأهم ويقولون رأيهم، ويقولون لصاحب المنكر: اتق الله، ومع ذلك لا يخافون إلا من الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى،

ثم مدح الله أوليائه فقال: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) نزلت هذه الآية في أنس بن النضر وغيره من شجعان الصحابة ومنهم عمير بن الحمام يأكل التمر يوم بدر ، قال عليه الصلاة والسلام: {يا أهل بدر إن الله اطلع عليكم فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، يا أهل بدر ، والله ما بينكم وبين الجنة إلا أن يقتلكم هؤلاء فتدخلون الجنة، فألقى عمير التمرات من يده وقال: بخ بخ، إذا بقيت إلى أن آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة } ثم أخذ غمد السيف وكسره على ركبتيه وأقدم على القتال .
وكأنه يقول لكل جبان متخاذل : أحسن الحياة أن أتقدم قبل أن أقتل وأنا مهزوم، فهي خيبة في الدنيا وخيبة في الآخرة .

ومنبت الشجاعة في نفس المؤمن هي العقيدة ، يقول عليه الصلاة والسلام كما عند أحمد والترمذي بسند صحيح: ((يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف ))
وفي رواية غير الترمذي ((احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة .واعلم أن ماأخطأك لم يكن ليصيبك وماأصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا))

هذه العقيدة إذا استحكمت في قناعات المسلمين فإنهم يزحزحون الجبال من أماكنها ، ولن يجبنوا عندئذ عن قول كلمة الحق ولن يتقاعسوا عن الجهاد في سبيل الله بالجهد والنفس والمال .

وأخيرا فهذه رسائل إلى الشجعان :
أولاً: نزع فتيل الخوف: قال الله تعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) انـزع فتيل الوهم من عقلك وقلبك، انـزل للميدان لتكتشف الحقيقة، أنك تستطيع أن تصنع الكثير، وأن الخوف سترٌ رقيق، إذا خرقه الإنسان لم يعد يخافُ إلا الله جل وعلا، وما أذل الناس ومنعهم من العمل الجاد والدعوة والجهاد والصبر إلا الخوف.

ثانياً: وحدة الصف: قال الله جل وتعالى للمقاتلين: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ويد الله مع الجماعة .

ثالثاً: التحرر من سيطرة الحرب النفسية: لابد من التحرر من سيطرة الحرب النفسية التي يشنها أعداء الإسلام، ليصوروا لك أن الطرق كلها مسدودة، وأن الأبواب كلها مغلقة، وأنه لم يعد أمام المسلمين إلا الاستسلام، كلا! والله تعالى يقول: (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ)

رابعاً: ضرورة الترفع عن الأحقاد والمصالح الشخصية والضغائن الذاتية وإخلاص النيّات لله عزوجل : قال تعالى " ولربك فاصبر "

منقول بتصرف





 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,344
4,550
113
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,484
1,394
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا ودمت مباركًا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع