إعلانات المنتدى


الزخرف في سورة الزخرف

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
التحذير من الزخرف في سورة الزخرف
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

وردت كلمة الزخرف بثلاثة معاني في القرآن الكريم ، الأول بمعنى الذهب في قوله تعالى :" أو يكون لك بيت من زخرف " الاسراء- 93 ، والثاني بمعنى الحُسن كقوله تعالى :" حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت " يونس-24 ، والثالث بمعنى التزيين في قوله تعالى :" يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " الأنعام-112
والمعنى الأولى والأرجح هو الزينة لأنه الأعم والأشمل ويدخل فيه الذهب وكل ما يتعلق بالزينة والحسن .

  • منهج السورة في وصف زخرف الدنيا
  • أولا : بيّنت السورة المقاييس الحقيقية للشرف والمنزلة عند الله وأنها ليست بالمال والسلطان كما يزعم المشركون :" وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)
فإن تقسيم الأرزاق واختيار الأنبياء لرسالة الله هو من تقدير الله فهو الذي يفاوت بين عباده بالغنى والفقر والصحة والمرض ويعطي الدنيا للمؤمن والكافر والبر والفاجر ، لأن التفاضل الحق هو باتباع دين الله ‘ فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن يحب :" أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)
  • ثانيا : أشارت السورة إلى تحقير المتاع الدنيوي وبيان هوانه على الله وأنه لوشاء لأعطى الكافرين منها حتى صار الذهب والفضة في سقوف بيوتهم وأبوابها وسررهم "لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا " ولذلك جاء ختام الآية ليزهّد في كل هذا وأنه متاع زائل وأن النعيم الخالد هو نعيم الأخرة :" وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)
  • ثالثا : نفّرت السورة من الاغترار بزخرف الدنيا وأنّ من تمسك به وأعرض عن الله ، صيّر الله له قرناء السوء من شياطين الانس والجن وكان مصيرهم جميعاً إلى الهاوية :" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وهؤلاء الذين كانت خلّتهم على نعيم الدنيا وزخرفها وتركوا الايمان تنقلب خلتهم عداوة يوم القيامة :" الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)
  • رابعا : وصفت السورة زخرف الآخرة في نعيم أهل الجنة وأنه أولى بالتطلّع إليه والرغبة فيه من زخرف الدنيا :" الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)
  • هذا والله أعلم​
  • منقول بتصرف​
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع