إعلانات المنتدى


" السماء " في سورة الذاريات

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
منذ بداية سورة الذاريات وهي تطلب منك أن تنظر إلى السماء ، وقد وردت فيها كلمة السماء أربع مرات .
فأما الأقسام التي جاءت في أول آياتها فاثنين منها متعلق بالسماء وهما ( فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ) أي السحاب الذي يحمل ماء المطر و ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (وهم الملائكة الذين هم في السماء
ولم يقف الأمر عند هذا القسم بل جاء بقسم آخر، فقد انتهى من قسم ليتبعه بقسم آخر (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) وأصل الحبك هو شدة الفتل والنظم أي الاتقان والإحكام في بناء السماء .
ومن بعدها كان التوجيه إلى آيات الله في الأرض وفي الأنفس مع تعليق القلوب بالسماء في شأن الرزق , لا بالأرض وما فيها من أسبابه القريبة ، ذلك أن الله في السماء ، وهو الرازق فاطلبوا منه الرزق :(وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون . وفي السماء رزقكم وما توعدون).
ثم كانت الإشارة إلى بناء الله للسماء على سعة, (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )
وكأن السورة على هذا النحو , تستهدف أمرا واضحا في سياقها كله . وهو ربط القلب البشري بالسماء ; وتعليقه بغيب الله المكنون ; وتخليصه من أثقال الأرض , وإطلاقه من كل عائق يحول بينه وبين التجرد لعبادة الله , والانطلاق إليه جملة , والفرار إليه كلية , كل ذلك ليرتبط المسلم بربه تبارك وتعالى الذي هو في السماء ، فلا يعبد إلا هو ولا يرجو ويخاف إلا هو استجابة لقوله تعالى في السورة: (ففروا إلى الله). . وتحقيقا لإرادته في عباده في الآية التي جاءت في أواخر السورة :(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). .ولعل في هذا ربط لأول السورة بآخرها .

هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع