إعلانات المنتدى


السور المفتتحة بالتسبيح

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالسور المفتتحة بالتسبيح هي سبع سور، اختلفت في صيغ افتتاحها: الإسراء (سُبْحان)، الحديد والحشر والصف (سَبَّحَ)، الجمعة والتغابن (يُسَبِّح)، الأعلى (سَبِّح)

وااما التسبيح فهو تنزيه وتعظيم لله تعالى، وهو من أعظم الذكر، جعله الله تعالى في الصلاة ركوعا وسجودا، وإذا افتتحت سورة به فلا بد أنها محتوية على أمر عظيم يستدعي التسبيح لله تعالى، مثاله البسيط حادثة الإسراء العجيبة،

وتشترك هذه السور –مع تفاوت بسيط- في موضوعات محددة، أهمها: القتال والإنفاق في سبيل الله، والتعريض بأهل الكتاب، وحقيقة الحياة الدنيا والانتباه إلى خطورة الانغماس في لهوها وملذاتها، وهذه إطلالة سريعة على هذه السور:

سورة الإسراء، وهي أيضا تسمى (بني إسرائيل)، من اسمها، تحدثت عن الإسراء حيث الرقي والارتفاع الروحي والمعنوي والمادي في آن واحد، وتحدثت عن بني إسرائيل، وإفسادهم، وإنهاء هذا الفساد، وزاد الذين ينهون عن الفساد هو القرآن، حيث جيء بآية “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم..” بعد آيات الإفساد،
وكثُر في السورة ذكر القرآن، ولا بد من القوة أيضا فوصفت عباد الله بأنهم عباد أولو البأس الشديد، والحديث في آخر السورة عن تكريم بني آدم، وأهمية الثبات، وختمت السورة بدعاء الله أو الرحمن، والصلاة وتنزيه الله تعالى.

سورة الحديد، من اسمها فالحديد شعار القوة، والسورة تحدثت عن مقومات القوة حيث الإيمان، والإنفاق، وركزت السورة عليهما، وردت على من يظنون القوة مجرد قوة روحانية حيث ذكرت الرهبانية، فلا بد من المادة والروح حيث الأخذ بالأسباب من جميع جوانبها، والسورة تعلمنا ببساطة أن لا بد من الحق والميزان والعدل، وأشارت السورة إلى القوة المادية التي لا بد منها لحماية الحق والعدل " وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "

سورة الحشر، من اسمها تدل على حشد الجيوش للقتال، وهي سورة بني النضير، وما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون من شدة بأس مع أعداء الله، ونلحظ الجانب الإيماني والروحي والحديث عن القرآن وأسماء الله الحسنى، وكذلك الحديث عن الفيء والمال بشكل عام، حيث ضرورة تسخيره من أجل رفعة هذا الدين.

سورة الصف: من اسمها أيضا، وموضوعها الجهاد، والقتال صفا في سبيل الله، وأن لا يخالف قولُنا فعلَنا، وما دلّلنا عليه سبحانه من تجارة تنجينا من عذاب أليم: إيمان وجهاد، والنتيجة مغفرة ودخول جنات ونصر من الله وفتح قريب، وخُتمت بما ينبغي أن يكون عليه المؤمنون: أنصارا لله.

سورة الجمعة، ركزت على الجانب الإيماني، وهي من اسمها تدل على ذلك، ولكن الجمعة جاءت أيضا بالحديث عن استعمار الأرض والسعي فيها، فمع الجانب الروحي لا يجوز أن نركن إليه وندع الجانب المادي، في السعي الصحيح، وتنظيم الأمور، فكل شيء له حقه.

سورة التغابن، من اسمها، تتحدث عن يوم التغابن، حيث انخداع الناس ببعض المظاهر، وعدم اليقين بالله تعالى، والتغابن من أسماء يوم القيامة فلا يجوز للانسان أن يخلد إلى الدعة والراحة والدنيا عموما، وينبغي أن يكون الأزواج حاثين بعضهم على الخير، وعدم الاغترار بالأموال والأولاد.

سورة الأعلى، تعريف بالله تعالى المطلوب تسبيحه، الأعلى، الخالق المقدِّر المنعِم، وحثت على العلم والدعوة وعدم الاغترار بالدنيا فهو سبب الشقاء، وختمت بأهمية الزاد الروحي في مقابل ملذات الدنيا.

وأما سورة (المجادلة) جاءت بين الحديد والحشر، وهي تتحدث أيضا عن مبدأ الجدل، وبعض ملهيات الحياة، وكيف تحول هذه كلها بين الإنسان والجادة، وفيها حديث عن الذين يحادون اللهَ ورسوله، وعن حزب الله، وصِدق الولاء لله.

وجاءت سورة (الممتحنة) بين الحشر والصف: وركزت على صدق الولاء لله تعالى أيضا وضرورة المفاصلة في العقيدة.

وأخيرا جاءت سورة (المنافقون) بين الجمعة والتغابن، حتى تؤشر السور مجتمعة على مصير من يتلاعب ويخالف قولُه فعلَه، فمصيره إلى النفاق، قبل الندم الأخروي.


هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 
التعديل الأخير:

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع