إعلانات المنتدى


دلالة أسماء سور القرآن " التغابن "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

التغابن : هو ما يكون في التجارة بأخذ الشيء أو بيعه دون قيمته فيقع بذلك الخسارة في المال

السياق العام للسورة
وقد دلّت السورة في سياقها العام على التغابن الذي يكون يوم القيامة من غبن الكافر بتركه الإيمان أو غبن المؤمن بتركه الإحسان ،قال تعالى ( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)

وابتدأت السورة بالحديث عن صفات الله عزوجل الحسنى وآثار قدرته وعلمه ، قال تعالى ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ * يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)

وأنكرت على الكفار كفرهم بالبعث وجحودهم لتلك الآثار الربانيّة ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)

ثم أنذرتهم بضرب الأمثال من القرون الكافرة الماضية ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ )

وفي ختامها حذّرت من عداوة بعض الأزواج والأولاد الذين يمنعون المرء أحيانا من الخروج للجهاد أو الهجرة ، وأخبرت أنهم فتنة ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )

وأوضحت أن السبيل لعدم الافتتان بهذه الفتنة هو تقوى الله وطاعة الله ورسوله وإنفاق المال في سبيل الله ونصرة الدين ، فهو السبيل لوقاية النفس من الشح والهلاك قال تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

دلالة اسم السورة على موضوعها
وجاء اسم السورة ليدل على اسم من أسماء يوم القيامة وهو التغابن ولم يرد هذا الاسم إلا في هذه السورة ، ليدل على أن الغبن الحقيقي أي الخسران الحقيقي يكون في ذلك اليوم ، وليس في أمور الدنيا من التجارة والمال ، وصوّرت الغبن لتقرّبه إلى الأذهان بالغبن المعروف في أمور التجارة أي أنهم خسروا لأنهم باعوا آخرتهم واشتروا دنياهم .
كما أن في تسمية السورة بالتغابن دلالة على أن الناس حيال الإيمان فريقان : مؤمن وكافر ، وخاسر ورابح ، وغبنهم وخسارتهم دليل على بعثهم وحسابهم في ذلك اليوم .
وبذا تكون السورة أكّدت على المقصد الذي هو الغاية منها وهو التحذير من الكفر بالله واليوم الآخر ، ومن الافتتان بشهوات الدنيا والغفلة بها عن الجهاد وبذل الأموال في سبيل الله ، وأن من فعل ذلك كانت نتيجته هو الغبن والخسران يوم القيامة .

جعلني الله وإياكم من الفائزين في الدنيا والآخرة
منقول بتصرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع