إعلانات المنتدى


خمس يذهبن الرجس

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى :" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" الأحزاب – 33

اشتملت الآية الكريمة على خمسة أوامر تطهر البيت وتزكّي أهله وتذهب عنهم الرجس وهي :

أولا : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) لزوم النساء للبيت وعدم الخروج منه الخروج منه إلا لحاجة أو ضرورة .

ثانيا : ( وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى ) التزام الحجاب وترك التبرج وإظهار الزينة .

ثالثا : ( وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ ) إقامة الصلاة والمحافظة عليها

رابعا : ( وَآتِينَ الزَّكَاةَ ) إيتاء الزكاة

خامسا : ( وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) طاعة الله ورسوله

قال السعدي رحمه الله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ ) بأمركن بما أَمَرَكُنَّ به، ونهيكن بما نهاكُنَّ عنه، ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) أي: الأذى، والشر، والخبث، يا ( أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) حتى تكونوا طاهرين مطهرين.

والرجس فى الأصل : يطلق على كل شئ مستقذر . وأريد به هنا : الذنوب والآثام وما يشبه ذلك من النقائص والأدناس . ( تفسير الظلال )

وقد ذكر القرطبي وغيره أن كلمة ( وقِرن ) بكسر القاف كما في إحدى القراءات تعنى الوقار وبفتح القاف تعني القرار في البيت ، ولا شك أن لزوم المرأة بيتها يزيد من وقارها ويحفظها من تعرّض الناس لها .

وأما قوله ( وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ ) ، نهاهن أولا عن الشر ثم أمرهن بالخير ، من إقامة الصلاة - وهي : عبادة الله ، وحده لا شريك له - وإيتاء الزكاة ، وهي : الإحسان إلى المخلوقين ( تفسير ابن كثير )

ولا يخفى على أحد ما للصلاة والزكاة من أثر كبير في تطهير النفس وتزكيتها ، وكذلك طاعة الله ورسوله ففيها الحث على كل طيب واجتناب كل ما هو من القاذورات من سيء الأقوال والأفعال ، لذلك ناسب بعدها أن يقول تعالى ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ )

قال البقاعي في نظم الدّرر : ولَمّا أمَرَهُنَّ بِالقَرارِ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) ، نَهاهُنَّ عَنْ ضِدِّهِ مُبَشِّعًا لَهُ، فَقالَ: ﴿ولا تَبَرَّجْنَ﴾

ولَمّا أمَرَهُنَّ بِلُزُومِ البُيُوتِ لِلتَّخْلِيَةِ عَنِ الشَّوائِبِ، أرْشَدَهُنَّ إلى التَّحْلِيَةِ بِالرَّغائِبِ، فَقالَ: ﴿وأقِمْنَ الصَّلاةَ﴾ أيْ فَرْضًا ونَفْلًا، صِلَةً لِما بَيْنَكُنَّ وبَيْنَ الخالِقِ لِأنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ ﴿وآتِينَ الزَّكاةَ﴾ إحْسانًا إلى الخَلائِقِ

ولَمّا أمَرَهُنَّ بِخُصُوصِ ما تَقَدَّمَ – أي الصلاة والزكاة -لِأنَّهُما أصْلُ الطّاعاتِ البَدَنِيَّةِ والمالِيَّةِ، ومَنِ اعْتَنى بِهِما حَقَّ الِاعْتِناءِ جَرَّتاهُ إلى ما وراءَهُما، عَمَّ وجَمَعَ في قَوْلِهِ: ﴿وأطِعْنَ اللَّهَ﴾ أيْ ذاكِراتٍ ما لَهُ مِن صِفاتِ الكَمالِ ﴿ورَسُولَهُ﴾ فِي جَمِيعِ ما يُأْمَرانِ بِهِ فَإنَّهُ لَمْ يُرْسِلْ إلّا لِلْأمْرِ والنَّهْيِ تَخْلِيصًا لِلْخَلائِقِ مِن أسْرِ الهَوى.

ثم أعقب فقال : ولَمّا كانَتْ هَذِهِ الآياتُ قَدْ نَهَتْ عَنِ الرَّذائِلِ فَكانَتْ عَنْها أشْرَفُ الفَضائِلِ

ولا شك في أن الآية الكريمة تخاطب نساء النبي خاصة إلا أنها عامة فيما اشتملت عليه من الأوامر والنواهي .

هذا والله أعلم .
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع