إعلانات المنتدى


" رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير "

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى :" فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقيرٌ " القصص (24)
نزلت هذه الآية في موسى عليه السلام بعد أن سقى للبنتين ماشيتهما .

وقفات مع الآية الكريمة :

  • الإخلاص في العمل وابتغاء وجه الله ، دون طلب أجر او مصلحة ، ذكر السعدي في تفسيره ( فرقّ لهما موسى عليه السلام ورحمهما ﴿فَسَقَى لَهُمَا﴾ غير طالب منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه اللّه تعالى، فلما سقى لهما، وكان ذلك وقت شدة حر، وسط النهار، بدليل قوله: ﴿ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ﴾ مستريحا لذلك الظلال بعد التعب. )
  • إظهار التذلل والافتقار بين يدي الله عند السؤال منه ويدل عليه قوله ( رب إني لما أنزلت إليَّ من خير فقيرٌ ) قال السعدي ( وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال، فلم يزل في هذه الحالة داعيا ربه متملقا. )
  • التعبير بقوله ( أنزلت ) فالله في السماء وهو الأعلى والعباد في الارض هم الأدنى فيكون كل ما يقدّره الله من خير لعباده هو نزول من الأعلى إلى الأدنى
  • التوجه إلى الله بالدعاء بعد الفراغ من العمل الصالح فذاك مظنة الإجابة وقد جاء الفرج لموسى وتحققت إجابة طلبه فقال تعالى بعدها مباشرة ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين ) القصصَ (25)، والتعقيب بالفاء في قوله (فجاءته ) فيه دليل على سرعة الاستجابة .
  • قوله تعالى ( من خير ) قال ابن عاشور في تفسيره ( فأول ذلك إيتاء الحكمة والعلم، ومن الخير: إنجاؤه من القتل، وتربيته الكاملة في بذخة الملك وعزته، وحفظه من أن تتسرب إليه عقائد العائلة التي ربي فيها؛ فكان منتفعاً بمنافعها، مجنباً رذائلها وأضرارها. ومن الخير: أن جعل نصر قومه على يده، وأن أنجاه من القتل الثاني ظلماً، وأن هداه إلى منجى من الأرض، ويسر له التعرف ببيت نبوءة. (ابن عاشور)
  • بيان مروءة موسى في سقيه للمرأتين ، وأن من خير الأعمال الصالحة الرحمة بالضعفاء وبذل المعروف وإغاثة الملهوف ، وفي نظم الدرر للبقاعي ( ﴿فَسَقى﴾ أيْ: مُوسى عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ﴿لَهُما﴾ لَمّا عَلِمَ ضَرُورَتَهُما، انْتِهازًا لِفُرْصَةِ الأجْرِ وكَرَمِ الخُلُقِ في مُساعَدَةِ الضَّعِيفِ، مَعَ ما بِهِ مِنَ النَّصَبِ والجُوعِ )
  • قد يقع الابتلاء وضيق الحال بالأنبياء ( ففي الأية بيان ما لَقِيَ الأنْبِياءُ والصّالِحُونَ مِنَ الضِّيقِ والأهْوالِ في سِجْنِ الدُّنْيا، صَوْنًا لَهم مِنها وإكْرامًا مِن رَبِّهِمْ عَنْها، رِفْعَةً لِدَرَجاتِهِمْ عِنْدَهُ، واسْتِهانَةً لَها وإنْ ظَنَّهُ الجاهِلُ المَغْرُورُ عَلى غَيْرِ ذَلِكَ ) ( تفسير البقاعي ) و عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: لَقَدْ قالَ مُوسى: ﴿رَبِّ إنِّي لِما أنْزَلْتَ إلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ وهو أكْرَمُ خَلْقِهِ عَلَيْهِ، ولَقَدِ افْتَقَرَ إلى شِقِّ تَمْرَةٍ، ولَقَدْ لَصِقَ بَطْنُهُ بِظَهْرِهِ مِن شِدَّةِ الجُوعِ.
  • الدعاء بلفظة " رب " كأن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ يريد من الضعيف أنْ يتجه إلى المعونة منه ، وحين يتجه إليها فلن يفعل هو، إنما سيفعل الله له؛ لذلك نلحظ أن موسى في ندائه قال { رَبِّ } واختار صفة الربوبية، ولم يقُلْ يا الله؛ لأن الألوهية تقتضي معبوداً، له أوامر ونواهٍ، أمّا الرب فهو المتولِّي للتربية والرعاية ( تفسير الشعراوي )
  • هذا والله أعلم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع