إعلانات المنتدى


في قصصهم عبرة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى :" لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " يوسف – 111

المعنى الإجمالي : جاء في التفسير الميسر ( لقد كان في نبأ المرسلين الذي قصصناه عليك وما حلَّ بالمكذبين عظة لأهل العقول السليمة. ما كان هذا القرآن حديثًا مكذوبًا مختلَقًا، ولكن أنزلناه مصدقًا لما سبقه من الكتب السماوية، وبيانًا لكل ما يحتاج إليه العباد من تحليل وتحريم، ومحبوب ومكروه وغير ذلك، وإرشادًا من الضلال، ورحمة لأهل الإيمان تهتدي به قلوبهم، فيعملون بما فيه من الأوامر والنواهي.)

إن القصص القرآني ليس من نسج الخيال والترف الأدبي فهو كما يقول ابن عاشور: خبر صدق مطابق للواقع وما هو بقصة مخترعة ( مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ) ، و إنما ينتفع بالقصص ويتدبرها أولو الألباب ، الذين يُعملون عقولهم في تلمّس العبر والعظات المستخلصة منها ، قال الطنطاوي في الوسيط ( لقد كان في قصص أولئك الأنبياء الكرام وما جرى لهم من أقوامهم ، عبرة وعظة لأصحاب العقول السليمة ، والأفكار القويمة ، بسبب ما اشتمل عليه هذا القصص من حكم وأحكام ، وآداب وهدايات )

وهذا القصص شاهد صدق على نبوّة محمد " وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، قال السعدي في تفسيره ( فيها من الأدلة على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قصَّ على قومه هذه القصص ، وهو لم يقرأ كتب الأولين ولا دارس أحدا )

وفي تدبّر قصص القرآن هدى ورحمة ، " وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " ، ويقول ابن عاشور في تفسيره ( والهُدى الذي في القصص: العبر الباعثة على الإيمان والتقوى بمشاهدة ما جاء من الأدلة في أثناء القصص على أن المتصرف هو الله تعالى، وعلى أن التقوى هي أساس الخير في الدنيا والآخرة، وكذلك الرحمة؛ فإن في قصص أهل الفضل دلالة على رحمة الله لهم وعنايته بهم.)

ونحتم بمثال للقصص القرآني وهو قصة يوسف عليه السلام ، يقول السعدي ( أن هذه القصة من أحسن القصص وأوضحها وأبينها، لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنَّة، ومن ذلّ إلى عزّ، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها.)


هذا والله أعلم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع