إعلانات المنتدى


العلم والعدل أساس الملك

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
318
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
قال تعالى في سورة النمل " وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٧﴾

هذه المملكة العظيمة وهذا التفوق الحضاري الذي تعرضه السورة لسليمان عليه السلام للنبي والمؤمنين في العهد المكي كانت تلميحا للمسلمين بالدور الذي يعدهم الله لهم في المستقبل وهي قيادة البشرية , فهناك أمة سبقتهم من المؤمنين ملكت اطراف الأرض قامت في تفوقها على العلم وليس على الجهل و الخرافة

ويقول تعالى أيضا " وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٥﴾ تأتي هذه الآية تقول أن العلم عند سليمان عليه السلام وصل به حدّاً حتى سماع حديث النملة لأقرانها محذرة لهم من سليمان وجنوده
ان العجيب ليس في أن تقول نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده " اذ ان القران اخبرنا ان المخلوقات حولنا عبارة عن امم منظمة تسير على قوانين منتظمة وليست عشوائية " وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾ "فليس عجيبا ان تقول النملة للنمل محذرة وموجهة بل العجيب هو سماع قولها وفهمه من سليمان وهوما جعله يتبسم ضاحكا من قولها ويقول " رب أوزعني أن أشكر نعمتك "

إنه شكر النعم الذي تعلمنا إياه السورة والذي ظهر في السورة مرة أخرى من سليمان عليه السلام حين رأى عرش بلقيس مستقرا أمامه في طرفة عين :" " قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴿٤٠﴾
إذن سورة النمل تتحدث عن العلم وضرورته في إنشاء الممالك " وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ﴿٤٢﴾ " والذي أحضر عرش الملكة هو رجل العلم وليس رجل الخرافة والجهل.

كما أظهرت السورة قيمة العدل وأثره في بقاء الممالك ، واظهرته قصة الهدهد فنحن لا نتلقّى أي خبر دون النظر في صدقه من كذبه " قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾

وظهرت قيمة العدل ايضا في تعامل سليمان مع الملكة عندما أرسل لها كتابا يبيّن لها الحق من الضلال فقبل أن يتقدم بجيوشه عليها فمن العدل الإنذار قبل العقاب ، " اذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾"

ان هذه السورة تخاطب الذين يفهمون الإسلام على أنه صلاة ركعتين وبكاء العينين والتصدق بدرهمين - رغم أهمية ذلك - لا بد أن تقترن بأسباب قيادة الدنيا وإدارة الأرض وفق منهج الله.
هذه السورة تقول لنا باختصار: يا أمة محمد، لن يكون لكم احترام ودور مميز بين الأمم دون أن يكون لكم تميز حضاري، ولن يتحقق لكم ذلك إلا بالعلم وإقامة العدل ومحاربة الجهل والظلم .

منقول بتصرّف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,352
4,552
113
الجنس
ذكر
بارك الله فيك
 

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,500
1,399
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع