إعلانات المنتدى


رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

هاني مكاوي

مراقب قدير سابق
28 مايو 2007
5,869
35
0
الجنس
ذكر
(بسم الل)

كان القراء من الشاميين يقرئون القرآن قراءة متواترة مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يدرسون القرآن في مساجد أجناد الشام، مثل مسجد الرملة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد طبرية، ومسجد دمشق، ومسجد حمص، ومنذ منتصف القرن الهجري الأول أخذت تظهر في بلاد الشام طبقة من المعلمين المتخصصين، اشتغلت بتأديب الصبيان، قال ياقوت الحموي: " كان الضحاك بن مزاحم الهلالي نزيل دمشق المتوفى سنة خمس ومئة كان يؤدب الأطفال فيقال، كان في مكتبه ثلاث آلاف صبي، وكان يطوف عليهم على حماره وكان يعلم ولا يأخذ شيئاً ".

وافتتح الوليد بن عبد الملك أول مدرسة للأيتام، وجعل عليها من يؤدبهم ويعلمهم القرآن، كان المعلمون يقسمون تلاميذهم عشرات في مسجد دمشق، ويجعلون على كل عشرة عريفاً، وكان العريف يقرأ القرآن لتلاميذه سورة سورة وهم يعيدون ما سمعوا منه ويحفظون عنه، وإذا أخطأ أحدهم سأل عريفه، وإذا أخطأ عريفهم سأل شيخه ".

وكان العريف يمتحن تلاميذه بعد أن يختموا القرآن، فإذا أيقن أن أحدهم أتقن القرآن قدمه إلى الشيخ فأجازه، وأصبح عريفاً في حلقته، قال مسلم بن مشكم الدمشقي، قال لي أبو الدرداء: " أعدد من يقرأ عندي القرآن، فعدتهم ألفاً وستمائة ونيفاً، وكان لكل عشرة منهم مقرئ، وأبو الدرداء يكون عليهم قائماً، وإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء ".

انتشرت دراسة القرآن العظيم بمسجد دمشق في أيام عبد الملك بن مروان، وهي قراءة الجماعة سبعاً من القرآن بالتكرار وراء قارئ في مجلس واحد بعد صلاة الصبح، ثم أطلق السبع على الموضع الذي يقرأ فيه السبع من القرآن، وكان موضع السبع في مسجد دمشق الجهة الشرقية، من مقصورة الصحابة، ولم تكن قراءة ذلك السبع تتعدى ذلك الموضع متصلة مع جدار القبلة إلى الجدار الشرقي، وتجاوزت في أيام يزيد بن عبد الملك قراءة الجماعة سبعاً من القرآن في مجلس واحد وتخطت ضبط النص القرآني ومعرفة أسباب النزول والإحاطة بالمعنى واستخلاص الأحكام.

ولم تعد تقتصر على الدراسة النظرية المجردة، فقد أصبحت مجالس الدراسة منتديات تبحث فيها مسألة الخلافة والإمامة، وصفات الخليفة والإمام العادل وشروط الحكم الإسلامي الصالح، وغدت حلقات تناقش فيها الأوضاع والمشاكل القائمة وتقوم فيها سيرة بني أمية وتنتقد الممارسات ويعرض بسياساتهم تعريضاً شديداً.

وتشتمل المصادر المختلفة على أسماء القراء من الصحابة والتابعين والشاميين في صدر الإسلام وعصر بني أمية، ومن أشهر القراء من الصحابة الشاميين معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع الكناني وكان أبو الدرداء أكثرهم نشاطاً في تعليم القرآن وأقواهم أثراً في بلاد الشام.

كان أكثر القراء التابعين الشاميين من أهل دمشق، وأقلهم من أهل حمص، وسائرهم من أهل فلسطين، وكان لقراء مسجد دمشق، وقراء مسجد حمص، نصيب وافر في تعليم القرآن ورواية حروفه، ففي المسجدين تجمع معظم قراء أهل الشام منذ صدر الإسلام، وفيهما تخرج أغلب التلاميذ، وكان بين شيوخ المسجدين وتلاميذهما تنازع في القراءة وتنافس فيها.

إذ كان كل فريق منهم يرى أن قراءته وحروفه أصح وأرجح من قراءة الفريق الثاني وحروفه، ولكن قراء مسجد دمشق كانوا أرفع مكانة، وكانت قراءاتهم وحروفهم أعلى رواية، ونشطت قراءة القرآن ورواية حروفه بمسجد بيت المقدس في الثلث الأخير من لاقرن الأول، وازدهرت ازدهاراً شديداً في القرن الثاني، وكان قراء مسجد بيت المقدس من أهل دمشق في أول الأمر، فقد كان بعض القراء من الصحابة والتابعين الدمشقيين ينزلون بيت المقدس ويعلمون القرآن بمسجدها، ومن أذكرهم واثلة بن الأسقع الكناني، وأم الدرداء الصغرى، وضمرة بن ربيعة، ثم أصبح في أهل فلسطين قراء علماء يدرسون القرآن بمسجد بيت المقدس ومن أشهره، إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي الرملي، وجعل كثير من التلاميذ وطلاب العلم يرتحلون إلى مسجد بيت المقدس في القرن الثاني ليقرؤوا على شيوخه، وكان منهم من يأتي من أجناد الشام الأخرى، كدمشق وحمص ومنهم من يأتي من بقية الأمصار كمصر واليمن والحجاز والعراق وخراسان.

ساد خط المحقق في القرنين الثامن والتاسع الهجريين في كتابة المصاحف، وكان أغلبها قد كتب في دمشق والقاهرة، وفي القرن العاشر الهجري برزت مصاحف العهد العثماني وخطت بقلم النسخ الذي رست كتابته في المصاحف من ذلك الوقت إلى عصرنا هذا، وقد رأينا في الحلقات الماضية كيف بدأ الخط اللين في الظهور منذ القرن الرابع الهجري، وكانت المدرسة البغدادية هي التي حملت زعامة هذا الخط وهذا التحول في الكتابة، وابتدأت بابن مقلة ثم بن البواب وانتهت على يد ياقوت الستعصمي.



المصدر:
قناة المجد الوثائقية
http://majddoc.com





t7












____________
 

ابومالك الازدي

مزمار داوُدي
2 يونيو 2007
3,474
2
0
الجنس
ذكر
رد: رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

بارك الله فيك اخي هاني وجزاك الله خير
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

بارك الله فيك يا الغالي اخي هاني
 

كمال المروش

مشرف سابق
2 يوليو 2006
8,187
128
63
الجنس
ذكر
رد: رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

بارك الله فيك اخي الفاضل
 

أيمن_أقصى

عضو شرف، تقني مؤسس للمنتدى
عضو شرف
20 أبريل 2006
9,167
15
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
علم البلد
رد: رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

بارك الله فيك اخي الكريم هاني وجزاك ربي خير الجزاء وجعلك في عليين
 

جند القرءان

مزمار ذهبي
12 أكتوبر 2007
855
0
0
الجنس
ذكر
رد: رحلة جميلة مع قراءة القرآن في بلاد الشام

(بسم الل)

كان القراء من الشاميين يقرئون القرآن قراءة متواترة مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يدرسون القرآن في مساجد أجناد الشام، مثل مسجد الرملة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد طبرية، ومسجد دمشق، ومسجد حمص، ومنذ منتصف القرن الهجري الأول أخذت تظهر في بلاد الشام طبقة من المعلمين المتخصصين، اشتغلت بتأديب الصبيان، قال ياقوت الحموي: " كان الضحاك بن مزاحم الهلالي نزيل دمشق المتوفى سنة خمس ومئة كان يؤدب الأطفال فيقال، كان في مكتبه ثلاث آلاف صبي، وكان يطوف عليهم على حماره وكان يعلم ولا يأخذ شيئاً ".

وافتتح الوليد بن عبد الملك أول مدرسة للأيتام، وجعل عليها من يؤدبهم ويعلمهم القرآن، كان المعلمون يقسمون تلاميذهم عشرات في مسجد دمشق، ويجعلون على كل عشرة عريفاً، وكان العريف يقرأ القرآن لتلاميذه سورة سورة وهم يعيدون ما سمعوا منه ويحفظون عنه، وإذا أخطأ أحدهم سأل عريفه، وإذا أخطأ عريفهم سأل شيخه ".

وكان العريف يمتحن تلاميذه بعد أن يختموا القرآن، فإذا أيقن أن أحدهم أتقن القرآن قدمه إلى الشيخ فأجازه، وأصبح عريفاً في حلقته، قال مسلم بن مشكم الدمشقي، قال لي أبو الدرداء: " أعدد من يقرأ عندي القرآن، فعدتهم ألفاً وستمائة ونيفاً، وكان لكل عشرة منهم مقرئ، وأبو الدرداء يكون عليهم قائماً، وإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء ".

انتشرت دراسة القرآن العظيم بمسجد دمشق في أيام عبد الملك بن مروان، وهي قراءة الجماعة سبعاً من القرآن بالتكرار وراء قارئ في مجلس واحد بعد صلاة الصبح، ثم أطلق السبع على الموضع الذي يقرأ فيه السبع من القرآن، وكان موضع السبع في مسجد دمشق الجهة الشرقية، من مقصورة الصحابة، ولم تكن قراءة ذلك السبع تتعدى ذلك الموضع متصلة مع جدار القبلة إلى الجدار الشرقي، وتجاوزت في أيام يزيد بن عبد الملك قراءة الجماعة سبعاً من القرآن في مجلس واحد وتخطت ضبط النص القرآني ومعرفة أسباب النزول والإحاطة بالمعنى واستخلاص الأحكام.

ولم تعد تقتصر على الدراسة النظرية المجردة، فقد أصبحت مجالس الدراسة منتديات تبحث فيها مسألة الخلافة والإمامة، وصفات الخليفة والإمام العادل وشروط الحكم الإسلامي الصالح، وغدت حلقات تناقش فيها الأوضاع والمشاكل القائمة وتقوم فيها سيرة بني أمية وتنتقد الممارسات ويعرض بسياساتهم تعريضاً شديداً.

وتشتمل المصادر المختلفة على أسماء القراء من الصحابة والتابعين والشاميين في صدر الإسلام وعصر بني أمية، ومن أشهر القراء من الصحابة الشاميين معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع الكناني وكان أبو الدرداء أكثرهم نشاطاً في تعليم القرآن وأقواهم أثراً في بلاد الشام.

كان أكثر القراء التابعين الشاميين من أهل دمشق، وأقلهم من أهل حمص، وسائرهم من أهل فلسطين، وكان لقراء مسجد دمشق، وقراء مسجد حمص، نصيب وافر في تعليم القرآن ورواية حروفه، ففي المسجدين تجمع معظم قراء أهل الشام منذ صدر الإسلام، وفيهما تخرج أغلب التلاميذ، وكان بين شيوخ المسجدين وتلاميذهما تنازع في القراءة وتنافس فيها.

إذ كان كل فريق منهم يرى أن قراءته وحروفه أصح وأرجح من قراءة الفريق الثاني وحروفه، ولكن قراء مسجد دمشق كانوا أرفع مكانة، وكانت قراءاتهم وحروفهم أعلى رواية، ونشطت قراءة القرآن ورواية حروفه بمسجد بيت المقدس في الثلث الأخير من لاقرن الأول، وازدهرت ازدهاراً شديداً في القرن الثاني، وكان قراء مسجد بيت المقدس من أهل دمشق في أول الأمر، فقد كان بعض القراء من الصحابة والتابعين الدمشقيين ينزلون بيت المقدس ويعلمون القرآن بمسجدها، ومن أذكرهم واثلة بن الأسقع الكناني، وأم الدرداء الصغرى، وضمرة بن ربيعة، ثم أصبح في أهل فلسطين قراء علماء يدرسون القرآن بمسجد بيت المقدس ومن أشهره، إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي الرملي، وجعل كثير من التلاميذ وطلاب العلم يرتحلون إلى مسجد بيت المقدس في القرن الثاني ليقرؤوا على شيوخه، وكان منهم من يأتي من أجناد الشام الأخرى، كدمشق وحمص ومنهم من يأتي من بقية الأمصار كمصر واليمن والحجاز والعراق وخراسان.

ساد خط المحقق في القرنين الثامن والتاسع الهجريين في كتابة المصاحف، وكان أغلبها قد كتب في دمشق والقاهرة، وفي القرن العاشر الهجري برزت مصاحف العهد العثماني وخطت بقلم النسخ الذي رست كتابته في المصاحف من ذلك الوقت إلى عصرنا هذا، وقد رأينا في الحلقات الماضية كيف بدأ الخط اللين في الظهور منذ القرن الرابع الهجري، وكانت المدرسة البغدادية هي التي حملت زعامة هذا الخط وهذا التحول في الكتابة، وابتدأت بابن مقلة ثم بن البواب وانتهت على يد ياقوت الستعصمي.



المصدر:
قناة المجد الوثائقية
http://majddoc.com





t7












____________

ادام الله لنا علماؤنا ونفعنا بعلمهم وجعلنا الله من الذي يستمعون القول فيتبعونه
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع