- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
اختلف أسلوب التسحير لإيقاظ النائمين من عصر إلى عصر، ففي زمن خاتم الأنبياء (ص) كان بلال رضي الله عنه يتولى هذه المهمة بصوته الشجي؛ ففي الحديث الشريف: " إن بلالُ ينادي بليل ٍ فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم".
وفي عصر الولاة كان يكلف رجالٌ لهذه المهمة. وأول من قام بذلك هو "عنبسة بن إسحاق" والي مصر سنة 238 هـ (825م)، ويؤثر عنه أنه كان يذهب على قدميه من مدينة "العسكر" في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وكان ينادي بنفسه على الناس بالسحور.
ومن أوائل الذين اشتُهروا بالتسحير أيضا "الزمزمي" في مكة و "أبو نقطة" في بغداد. كان الأول يتولى التسحير وهو في صومعته بأعلى المسجد ومعه أخـَـوان صغيران فكان يقول:
"تسحروا غفر الله لكم"
"تسحروا فإن في السحور بركة"
فيردد الطفلان ما يقول، وفي كل مرة ينادي بهذا النداء كان يتدلى من يده حبل مربوط فيه قنديلان كبيران معلقان في لأعلى الصومعة، ومن لم يسمع نداء التسحير يبصر القنديلين وهما يتدليان، فإذا لم يبصرهما علم أن وقت السحور قد فات.
أما "أبو نقطة" فقد كان يوقظ الخليفة الناصر في بغداد. وقد عُرف التسحير في أيامه بالـ "قوما" لقوله "قوما للتسحير قوما".
ومن أناشيد التسحر:
أيها النوامُ قوقما للفلاح..... واذكروا الله الذي أجرى الرياح
إن جيش الليل قد ولى وراح.... اشربوا عجلى فقد لاح الصباح
معشر الصّوام يا بشراكم.... ربكم بالصوم قد هنـّـاكم
جوار البيت قد أعطاكم.... فافعلوا أفعال أرباب الصلاح
إن السحور الذي هو عبادة في حد ذاته لقول الرسول (ص) "تسحروا فإن في السحور بركة" تحول اليوم إلى عادة يتذكرها البعض من الناس ويمارسونها من أجل الطعام فقط، وقد يغفل عنها الكثيرون فيتكاسلون عن القيام للعبادة وقت السحر، وحتى عن تطبيق سنة السحور ولو بجرعة ماء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كما أن مهنة المسحر فقدت الكثير من معناها، فبعد أن كان دوره في الماضي تذكير الناس بالله عز وجل أصبحت وظيفته اليوم المرور بين المنازل مر الكرام، وكما يقال (رفعا للعتب) في أوقات قد تكون متأخرة، وقد اتخذها الكثيرون منهم مهنة يتنافسون عليها ويتعاركون فيما بينهم: من أحق بالعيدية من الآخر!!!
t7
اختلف أسلوب التسحير لإيقاظ النائمين من عصر إلى عصر، ففي زمن خاتم الأنبياء (ص) كان بلال رضي الله عنه يتولى هذه المهمة بصوته الشجي؛ ففي الحديث الشريف: " إن بلالُ ينادي بليل ٍ فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم".
وفي عصر الولاة كان يكلف رجالٌ لهذه المهمة. وأول من قام بذلك هو "عنبسة بن إسحاق" والي مصر سنة 238 هـ (825م)، ويؤثر عنه أنه كان يذهب على قدميه من مدينة "العسكر" في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص، وكان ينادي بنفسه على الناس بالسحور.
ومن أوائل الذين اشتُهروا بالتسحير أيضا "الزمزمي" في مكة و "أبو نقطة" في بغداد. كان الأول يتولى التسحير وهو في صومعته بأعلى المسجد ومعه أخـَـوان صغيران فكان يقول:
"تسحروا غفر الله لكم"
"تسحروا فإن في السحور بركة"
فيردد الطفلان ما يقول، وفي كل مرة ينادي بهذا النداء كان يتدلى من يده حبل مربوط فيه قنديلان كبيران معلقان في لأعلى الصومعة، ومن لم يسمع نداء التسحير يبصر القنديلين وهما يتدليان، فإذا لم يبصرهما علم أن وقت السحور قد فات.
أما "أبو نقطة" فقد كان يوقظ الخليفة الناصر في بغداد. وقد عُرف التسحير في أيامه بالـ "قوما" لقوله "قوما للتسحير قوما".
ومن أناشيد التسحر:
أيها النوامُ قوقما للفلاح..... واذكروا الله الذي أجرى الرياح
إن جيش الليل قد ولى وراح.... اشربوا عجلى فقد لاح الصباح
معشر الصّوام يا بشراكم.... ربكم بالصوم قد هنـّـاكم
جوار البيت قد أعطاكم.... فافعلوا أفعال أرباب الصلاح
إن السحور الذي هو عبادة في حد ذاته لقول الرسول (ص) "تسحروا فإن في السحور بركة" تحول اليوم إلى عادة يتذكرها البعض من الناس ويمارسونها من أجل الطعام فقط، وقد يغفل عنها الكثيرون فيتكاسلون عن القيام للعبادة وقت السحر، وحتى عن تطبيق سنة السحور ولو بجرعة ماء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كما أن مهنة المسحر فقدت الكثير من معناها، فبعد أن كان دوره في الماضي تذكير الناس بالله عز وجل أصبحت وظيفته اليوم المرور بين المنازل مر الكرام، وكما يقال (رفعا للعتب) في أوقات قد تكون متأخرة، وقد اتخذها الكثيرون منهم مهنة يتنافسون عليها ويتعاركون فيما بينهم: من أحق بالعيدية من الآخر!!!
t7